مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يُمرضك السَّعي وراء المال؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | حزيران (‏يونيو)‏
    • هل يُمرضك السَّعي وراء المال؟‏

      تخيَّل انك صرت من اثرى الاثرياء بين ليلة وضحاها،‏ فماذا تفعل؟‏ هل تخفف اشغالك لتسترخي وتتمتع بالحياة؟‏ هل تترك عملك وتصرف وقتا اكبر مع عائلتك وأصدقائك؟‏ ام تمتهن عملا تحبه فعلا؟‏ من المثير للاهتمام ان كثيرين ممّن يصبحون اغنياء لا يفعلون شيئا من هذا القبيل،‏ بل يكرِّسون حياتهم لجمع المال اما لتسديد ديونهم الجديدة او لتحقيق المزيد من الغنى.‏

      لكن بعض الذين يعيشون هذا النمط من الحياة يلاحظون الاضرار التي تُلحقها المادية بصحتهم،‏ حياتهم العائلية،‏ وأخلاق اولادهم.‏ وفي الآونة الاخيرة،‏ تحذر الكتب والمقالات والبرامج التلفزيونية وأفلام الفيديو من العيش حياة بذخ وترف وتشجِّع،‏ عوض ذلك،‏ على تبنّي «البساطة الاختيارية» اي اختيار نمط حياة بسيط غير مادي.‏ ويشير عدد من المصادر الى ان الغرق في المساعي المادية يمكن ان يُمرضك عقليا،‏ عاطفيا،‏ حتى جسديا.‏

      لا شك ان القلق بشأن المخاطر الناجمة عن المادية ليس بالامر الجديد.‏ فمنذ ٠٠٠‏,٢ سنة تقريبا،‏ ذكر الكتاب المقدس:‏ «أما المصمِّمون على ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة وشرك وشهوات كثيرة غبية ومؤذية،‏ تغرق الناس في الهلاك والدمار.‏ فمحبة المال اصل لكل انواع الاذية،‏ وهي التي مال وراءها البعض فضلّوا عن الايمان وطعنوا انفسهم طعنا بأوجاع كثيرة».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ولكن هل صحيح ان الذين يكرِّسون حياتهم لجمع المال والمقتنيات المادية يدفعون الثمن غاليا؟‏ ام انهم يجمعون المجد من اطرافه،‏ حاصدين الغنى والصحة والسعادة العائلية معا؟‏ فلنرَ الجواب في المقالة التالية.‏

  • هل انت مصمِّم على ان تكون غنيا؟‏ حذار من العواقب!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | حزيران (‏يونيو)‏
    • هل انت مصمِّم على ان تكون غنيا؟‏ حذار من العواقب!‏

      في عالم يعاني فيه اكثر من ٨٥٠ مليون نسمة من الجوع،‏ يصعب التخيل ان البحبوحة يمكن ان تسبب المشاكل.‏ ولكن هل لاحظت ان الآيتين المقتبستين في المقالة السابقة لم تحذِّرا من المال او الغنى،‏ بل بالاحرى من محبة المال و التصميم على الغنى؟‏ فماذا يحصل حين يفني الناس عمرهم في جمع المال والمقتنيات المادية التي يشتريها المال؟‏ تأمل اولا كيف يؤثر ذلك في اولادهم.‏

      التأثير في الاولاد

      يقدَّر انه خلال سنة واحدة فقط،‏ يشاهد الولد في الولايات المتحدة ٠٠٠‏,٤٠ اعلان تلفزيوني.‏ اضف الى ذلك ألعاب الفيديو،‏ أجهزة تشغيل الموسيقى المتطورة جدا،‏ برامج الكمبيوتر،‏ والثياب ذات الماركات المشهورة التي يراها الاولاد في المتاجر وفي بيوت اصدقائهم.‏ فهل يمكنك ان تتصور الكمّ الهائل من الطلبات التي تنهال على الوالدين؟‏ وقد اعتاد بعضهم الّا يرفضوا لأولادهم طلبا.‏ فما السبب؟‏

      يعمل بعض الوالدين جاهدين كي يؤمِّنوا لأولادهم الرفاهية المادية التي حُرموا هم منها في طفولتهم.‏ ويخاف البعض الآخر ان يخسروا محبة اولادهم اذا رفضوا تلبية طلباتهم.‏ فهم «يريدون ان يكونوا وأولادهم اعز الاصدقاء ويوفِّروا لهم التسلية والمتعة»،‏ حسبما يقول احد الذين شاركوا في تأسيس مجموعة دعم للوالدين في بولدر في كولورادو بالولايات المتحدة الاميركية.‏ ويغدق والدون آخرون الهدايا على اولادهم آملين ان يعوضوا عن الوقت الهائل الذي يقضونه في العمل بعيدا عن اولادهم.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ بعد اسبوع حافل بالاعمال المجهدة،‏ قد لا يتحمل الوالدون الجدال الذي ينشأ لا محالة حين يقولون «لا!‏» لأولادهم.‏

      ولكن هل يساعد الوالدون اولادهم ام يؤذونهم حين يحققون لهم كل رغباتهم؟‏ تظهر التجارب للاسف ان الاولاد المدلَّلين يصيرون عموما ناكري الجميل عوض ان يحبوا والديهم.‏ حتى انهم لا يقدّرون الهدايا التي استماتوا للحصول عليها.‏ تقول مديرة مدرسة متوسطة:‏ «لقد لاحظت على مر السنين ان الاولاد الذين يحصلون فورا على مرادهم،‏ غالبا ما يرمون الاغراض التي سعوا للحصول عليها بعد اسبوعين».‏

      وماذا يحدث للاولاد المدلَّلين عندما يكبرون؟‏ بحسب مجلة نيوزويك (‏بالانكليزية)‏،‏ تظهر الدراسات انهم يصبحون راشدين «تصعب عليهم مواجهة خيبات الامل في الحياة».‏ ولأنهم لم يتعلموا ان يعملوا بكد لينالوا مرادهم،‏ يفشل بعضهم في دراستهم وعملهم وزواجهم،‏ ويستمرون في الاتكال ماديا على ذويهم.‏ وقد يصيرون ايضا عرضة للقلق والاكتئاب.‏

      وهكذا يتبين ان الاولاد المدلَّلين هم في الواقع محرومون.‏ فهم لا يُمنحون فرصة لإدراك اهمية العمل،‏ الشعور بالقيمة الذاتية،‏ وتقدير الصفات الجيدة التي يتحلون بها.‏ وتحذّر الاختصاصية بالمعالجة النفسية جيسي اونيل:‏ «حين تعلِّم الاولاد ان بإمكانهم نيل كل ما يرغبون فيه متى شاؤوا،‏ فأنت تتسبَّب بشقائهم مدى الحياة».‏

      ماذا يحدث للراشدين؟‏

      تخبر مجلة علم النفس اليوم (‏بالانكليزية)‏:‏ «مهما طالت علاقتكما [كزوجين] ومهما امتلكتما من مال،‏ فستكون مشاجرتكما التالية بسبب المال على الارجح».‏ وتضيف المجلة:‏ «ان الطريقة التي يعالج بها الرفيقان الخلافات او خيبات الامل الناجمة عن المشاكل المالية يمكن ان تنبئ ما اذا كانت علاقتهما ستدوم ام تفشل في المدى البعيد».‏ فرفيقا الزواج اللذان يعلِّقان اهمية كبرى على المال والامور المادية يعرّضان زواجهما لخطر كبير.‏ وفي الواقع،‏ يقدَّر ان ٩٠ في المئة من حالات الطلاق اساسها الخلافات المالية.‏

      ولكن يمكن ان تتدهور العلاقة التي تربط بين الزوجين،‏ حتى لو بقيا معا،‏ اذا صبّا اهتمامهما على المال وما يؤمِّنه لهما من رفاهية ورخاء.‏ فإذا وقعا في الدين مثلا،‏ يمكن ان يصبحا بسهولة سريعَي الانفعال وحادَّي الطبع،‏ فيلوم كل منهما الآخر على مشاكلهما المالية.‏ وقد ينشغل كل منهما احيانا بمقتنياته المادية حتى يكاد ينعدم التواصل بينهما.‏ وماذا يحدث اذا اشترى احد رفيقي الزواج سلعة باهظة الثمن وكتم الامر عن رفيقه؟‏ ان هذا التصرف يخلق بين الاثنين جوا من التكتم وعدم الثقة ومشاعر الذنب،‏ وكلها عوامل تساهم في تقويض دعائم الحياة الزوجية.‏

      وثمة عدد من الراشدين المتزوجين والعزاب يضحون حرفيا بحياتهم من اجل الامور المادية.‏ ففي جنوب افريقيا،‏ يحاول البعض الانتحار بسبب الضغوط الناجمة عن تبني القيم المادية المتَّبعة في الغرب.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ قتل رجل زوجته وولده البالغ من العمر ١٢ سنة ثم انتحر هربا من مشاكله المادية.‏

      صحيح ان غالبية الناس لا يموتون من طلب الغنى والمال،‏ لكن التمتع بالحياة يفوتهم وهم يركضون وراء مساعيهم.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ قد يفقدون لذة الحياة حين تؤدي ضغوط العمل والهموم المالية الى اصابتهم بأرق او صداع مزمن او قرحات او نوبات هلع،‏ وكلها مشاكل صحية يمكن ان تقصر حياة الانسان.‏ حتى لو ادرك المرء اخيرا حاجته الى تعديل اولوياته،‏ لربما يكون قد فات الاوان.‏ فتكون قد تدهورت صحته،‏ خسر ثقة رفيق زواجه،‏ وصار اولاده مشوشين عاطفيا.‏ وإذا بدا ان اصلاح الاضرار ممكن،‏ فسيتطلب ذلك الكثير من الجهد والتعب.‏ فلا شك ان امثال هؤلاء يكونون قد «طعنوا انفسهم طعنا بأوجاع كثيرة».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٠‏.‏

      ماذا تريد؟‏

      معظم الناس يرغبون في حياة عائلية سعيدة،‏ صحة جيدة،‏ عمل يجلب الاكتفاء،‏ وما يكفي من المال للعيش عيشة مريحة.‏ ولتحقيق كل هذه الاهداف في آن معا،‏ من الضروري المحافظة على التوازن.‏ لذلك عندما يضع المرء المال في المقام الاول،‏ يختل التوازن.‏ وبالنسبة الى كثيرين،‏ تتطلب استعادته القبول بأجر اقل،‏ بيت اصغر،‏ سيارة ارخص،‏ او مركز اجتماعي ادنى.‏ فكم شخصا مستعد ان يضحي بكل هذه الرفاهيات بغية تبنّي قيم اسمى؟‏ اعترفت احدى النساء:‏ «انا اعلم انني لست بحاجة اليها جميعا،‏ ولكن الاستغناء عنها صعب جدا».‏ ويرغب آخرون في التخلي عن حياة البذخ والترف،‏ ولكنهم لا يريدون ان يكونوا البادئين بذلك.‏

      وماذا عنك؟‏ اذا كنت قد وجدت طريقة لتبقي المال والامور المادية في مكانها الملائم،‏ فأنت تستحق المدح والثناء.‏ اما اذا كنت تستعجل في قراءة هذه المقالة،‏ فهل السبب هو انك منشغل جدا بالعمل لتحافظ على مستوى معيشتك؟‏ هل انت ممَّن يشعرون بالحاجة الى الاستغناء عن بعض الامور المادية ليصبحوا في وضع افضل جسديا وعاطفيا؟‏ في هذه الحال،‏ لا تتوانَ في تحقيق رغبتك،‏ ولا تفسح في المجال للمادية ان تقضي على اسرتك.‏ وستجد ضمن الاطار في هذه الصفحة اقتراحات تساعدك على البدء بهذه الخطوة.‏

      حين تضع الامور المادية في مكانها الملائم،‏ يستفيد كل اعضاء العائلة جسديا وعاطفيا.‏ ولكن المسيحيين يهمهم ايضا ألّا تؤثر الامور المادية في علاقتهم باللّٰه.‏ فكيف يمكن ان تهدد المادية صحة المرء الروحية،‏ وكيف يمكن ان يحول دون حدوث ذلك؟‏ ستوضح المقالة التالية هذا الامر.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      غالبا ما يكون الاولاد المدلَّلون ناكرين للجميل،‏ وسرعان ما يرمون الاغراض التي سعوا للحصول عليها

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      العيش بطريقة متزنة

      يتطلب تبسيط الحياة العزم والتخطيط الجيد.‏ وإليك بعض الاقتراحات التي افادت البعض.‏

      ◼ اصنع جردة.‏ اية سلع يمكن ان تتوقف عن شرائها؟‏ عمَّ يمكنك ان تستغني؟‏ الاشتراك في المجلات والجرائد؟‏ الاسطوانات المتراصّة؟‏ الكماليات المعدّة للسيارة؟‏

      ◼ بسِّط نمط حياتك لفترة تجريبية.‏ اذا كنت متخوِّفا جدا من تبسيط حياتك،‏ فلمَ لا تجرب ذلك مدة ستة اشهر او سنة؟‏ عندئذ سترى ما اذا كنت فعلا اسعد حالا حين كنت تصرف الوقت في تجميع المال والمقتنيات،‏ ام لا.‏

      ◼ أشرك اولادك في مناقشة مسألة تبسيط حياتكم.‏ عندئذ سيدعمون قرارك على الارجح،‏ ولن يصعب عليك كثيرا رفض طلبهم حين تضطر الى ذلك.‏

      ◼ جرِّب اعطاء اولادك مصروف جيب محدَّدا.‏ سواء قرروا ادخار بعض المال لشراء سلعة ما او لا،‏ فسيتعلمون الصبر وتقدير ما يملكونه.‏ وسيتعلمون ايضا كيف يتخذون القرارات.‏

      ◼ تع‍لَّ‍م اساليب تساعدك على الادخار.‏ تسوَّق اثناء فترة تنزيلات الاسعار.‏ ضع ميزانية.‏ حاول ان تشترك مع زملائك او جيرانك في ركوب سيارة واحدة.‏ قنِّن استعمال الآلات التي تعمل بالكهرباء او الغاز.‏ اشترِ الكتب الدراسية المستعملة.‏ قلِّل من استعمال هاتفك الخلوي او استغنِ عنه اذا كان ذلك ممكنا.‏

      ◼ استغل الموارد التي توفرها.‏ تذكر ان الهدف من التبسيط ليس امتلاك مقتنيات اقل فحسب،‏ بل تركيز انتباهك على الشؤون الأهم،‏ مثل عائلتك وأصدقائك.‏ فهل تقوم بذلك؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      اذا صمَّم المرء ان يكون غنيا،‏ فقد يسود التوتر علاقته الزوجية

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة