مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • معضلة الاجهاض:‏ هل ٦٠ مليون حادثة قتل هي الحلّ؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • معضلة الاجهاض —‏ هل ٦٠ مليون حادثة قتل هي الحلّ؟‏

      تراقب فتاة،‏ مضطربة،‏ خائفة،‏ دامعة العينين،‏ بعمر ١٥ سنة صديقها وهو يبتعد مشمئزا.‏ اعتبرها حمقاء لأنها صارت حبلى.‏ لقد كانت تعتقد انهما حبيبان.‏

      يغمر اليأس امرأة عندما تدرك انها تنتظر مولودها السادس.‏ فزوجها عاطل عن العمل،‏ وأولادها الصغار يذهبون الى النوم جائعين كل ليلة.‏ فكيف يمكنهما بأيّ حال ان يعتنيا بولد آخر؟‏

      ‏«لا يمكن ان يحدث ذلك في اسوإ وقت،‏» توضح امرأة انيقة اللباس لطبيبها.‏ لقد حصلت اخيرا على شهادتها في الهندسة وهي على وشك ان تبدأ بمهنتها الجديدة.‏ وزوجها مستغرق كليا في مهنته كمحامٍ.‏ فأين سيجدان الوقت لطفل؟‏

      ان هؤلاء الناس يحيون حياة مختلفة الى حد كبير ويواجهون معضلات مختلفة،‏ لكنهم يختارون الحلّ نفسه:‏ الاجهاض.‏

      والاجهاض هو احدى القضايا الاكثر تفجُّرا في هذا العقد،‏ اذ يثير مناقشات ساخطة في الحقول السياسية،‏ الاجتماعية،‏ الطبية،‏ واللاهوتية.‏ ففي الولايات المتحدة،‏ يتحرَّك دائما مؤيِّدو الحياة من اجل حقوق غير المولودين.‏ ويتمسَّك بشدَّة فريق تأييد الاختيار بالأسس القانونية للحرية وحق المرأة في اتخاذ القرار.‏ فيقاوم المجاهدون الاصلاحيون (‏مؤيِّدو الحياة)‏ المحاربين من اجل الحرية (‏مؤيِّدي الاختيار)‏ في الانتخابات،‏ في قاعات المحاكم،‏ في الكنائس،‏ وحتى في الشوارع.‏

      ويقع الملايين في شرك صراع عنيف،‏ اذ تمزِّقهم الحجج المشوبة بالعاطفة لكل جانب.‏ والتعبيران نفسهما «تأييد الاختيار» و«تأييد الحياة» جرى اختيارهما باعتناء لاستمالة الحيارى.‏ وفي هذا العصر حيث يجري تأليه الحرية،‏ مَن لا يفضِّل الاختيار؟‏ ولكن من ناحية اخرى،‏ مَن لا يؤيِّد الحياة؟‏ يلوِّح فريق تأييد الاختيار بتعاليق الثياب ليصوِّروا بطريقة مثيرة ميتات النساء المظلومات اللواتي يخضعن لعمليات اجهاض غير قانونية وغير آمنة.‏ ويستخدم انصار تأييد الحياة اوعية زجاجية تحتوي على اجنَّة مُجهَضَة كمذكِّر بشع بملايين الاموات غير المولودين.‏

      ان كل هذه المأساة التي تعالج الموت موصوفة على نحو ملائم في كتاب الاجهاض:‏ تضارب الحقائق المطلَقة لـ‍ لورنس ه‍.‏ تْرايْب.‏ «ان كثيرين ممن يمكنهم بسرعة ان يتصوَّروا ان الجنين كائن بشري حقيقي،‏ الذين يمنحونه اهمية كبرى ويذرفون الدموع،‏ قلَّما يرون المرأة التي تحمله وورطتها البشرية.‏ .‏ .‏ .‏ وكثيرون آخرون،‏ ممن يمكنهم ان يتصوَّروا بسرعة المرأة الحبلى وجسدها،‏ الذين يصرخون من اجل حقِّها في التحكُّم في مصيرها،‏ قلَّما يتصوَّرون الجنين داخل تلك المرأة ولا يتخيَّلون ان الحياة التي يمكن ان يُسمح له بأن يحياها هي حقيقية.‏»‏

      وفيما تحتدُّ هذه الحرب الاخلاقية،‏ سيقع هذه السنة من ٥٠ الى ٦٠ مليون ضحية لغير المولودين في ميدان معركة الحقوق.‏

      فأين تقفون في هذه القضية العاطفية؟‏ وكيف تجيبون عن هذه الاسئلة الرئيسية:‏ هل هو حق اساسي للمرأة ان تتخذ القرار؟‏ هل يُبرَّر الاجهاض في اية ظروف؟‏ متى تبتدئ الحياة؟‏ والسؤال الجوهري،‏ مع انه نادرا ما يُطرح:‏ كيف ينظر خالق الحياة وانجاب الاولاد الى الاجهاض؟‏

      للاجهاض تاريخ طويل.‏ ففي اليونان وروما القديمتين،‏ كان الاجهاض ممارسة شائعة.‏ وفي اوروپا خلال القرون الوسطى وعصر النهضة،‏ اعتُبر شرعيا الى ان يرتكض الجنين،‏ اي عندما تشعر الأم بحياة في الرحم.‏ ومع الثورة الجنسية اتت النتيجة —‏ ملايين من حالات الحبل غير المرغوب فيها.‏

      وستينات الـ‍ ١٩٠٠ وَسَمت بروز الحركة النسائية،‏ التي فيها يكون ما يُدعى حق الانجاب حجرا اساسيا.‏ ويلجّ البعض في المطالبة بحقوق الاجهاض للحبالى من ضحايا الاغتصاب او سفاح القربى او عندما تكون صحة الام في خطر.‏ والتكنولوجيا الطبية جعلت من الممكن رؤية الرحم لاكتشاف العيوب الوِلادية المحتملة وجنس الطفل.‏ فيجري انهاء حالات الحبل على اساس التشخيص التشاؤمي للطبيب.‏ والنساء اللواتي يتجاوز عمرهن الـ‍ ٤٠ سنة يمكن ان تقلقهنَّ التشوُّهات.‏

      وفي البلدان المصابة بالفقر،‏ تشعر نساء كثيرات ممن لديهنَّ وسائل محدودة لمنع الحبل بأنه لا يمكنهنَّ اعالة المزيد من الاولاد.‏ واذ تُوسِّع بعض النساء الحبالى تعريف تأييد الاختيار الى حدِّه الاقصى،‏ يخترن ان يُجهضن الجنين لانهنَّ يشعرن بأن توقيت الحبل ليس ملائما او لانهنَّ يعرفن جنس الولد غير المولود وببساطة لا يردنه.‏

      والكثير من الحجج العدائية المعبَّر عنها في هذا النزاع يعالج السؤال عن الوقت الذي فيه تبتدئ الحياة.‏ وقليلون يشكّون في الفكرة ان البُييضة الملقَّحة حيَّةٌ.‏ والسؤال هو،‏ حيَّةٌ مثل ماذا؟‏ مجرد نسيج؟‏ ام انها انسان؟‏ هل البلُّوطة شجرة سنديان؟‏ وبالتالي،‏ هل الجنين شخص؟‏ هل له حقوق مدنية؟‏ ان النزاع حول الكلمات لا نهاية له.‏ وكم هو مثير للسخرية انه في المستشفى نفسه،‏ يمكن ان يبذل الاطباء كل جهد لانقاذ حياة طفل خديج (‏مولود قبل تمام ايامه)‏ ولكنهم يُنهون حياة جنين من العمر نفسه!‏ والقانون يمكن ان يسمح لهم بقتل طفل داخل الرحم،‏ لكنَّ ذلك يكون جريمة اذا كان الطفل خارج الرحم.‏

      وتأتي المطالب الاكثر إلحاحا من اجل الاجهاض القانوني من النساء العصريات «المتحرِّرات» اللواتي لديهنَّ اساليب غير محدودة لمنع الحبل تحول دون الحبل في المقام الاول.‏ انهنَّ يطالبن بشدة بما يُدعى حقوق الانجاب،‏ في حين انهنَّ كنَّ قد مارسن في الواقع مقدرتهنَّ على الحبل والانجاب.‏ ان ما يردنه حقا هو حق ابطال ذلك الانجاب.‏ والمبرِّر؟‏ «انه جسدي!‏» ولكن هل الامر هو كذلك حقا؟‏

      الام:‏ «انه جسدي!‏»‏

      الطفل:‏ «لا!‏ انه جسدي انا!‏»‏

      يذكر الاجهاض —‏ دليل المواطنين الى النقاط الفاصلة انه في اول ١٢ اسبوعا من الحبل،‏ «يكون من السهل جدا نزع النسيج البالغ الصغر الذي هو في حالة هلامية.‏» فهل يمكن ان يُعتبر الاجهاض بشكل صائب «نزع نسيج صغير» ام «قضاء على نتاج الاخصاب»؟‏ او هل هذه العبارات الملطَّفة معدَّة لجعل الحقيقة المرَّة مستساغة ولإراحة الضمائر المضطربة؟‏

      ان ذلك الجزء غير المرغوب فيه للنسيج هو حياة تنمو وتزدهر،‏ مجهَّزة كاملا بمجموعتها الخاصة من الصبغيات.‏ وهو،‏ مثل سيرة الحياة النبوية،‏ يخبر قصة مفصَّلة عن شخص فريد في طور النشوء.‏ يوضح پروفسور الابحاث الشهير في علم الاجنَّة أ.‏ و.‏ لِيلي:‏ «من الناحية الاحيائية،‏ لا يمكننا في اية مرحلة ان نوافق على الفكرة ان الجنين هو مجرد عضو ثانوي من امّه.‏ ومن الناحية الجينيّة،‏ فإن الأم والطفل فردان منفصلان من وقت الاخصاب.‏»‏

      سلوك لا يتصف بالمسؤولية

      ومع ذلك،‏ اذ يكون السبيل الى الاجهاض سهلا،‏ لا يشعر كثيرون بالحاجة الملحَّة الى الاحتراز من الاخصاب غير المرغوب فيه.‏ وهم يفضلون استعمال الاجهاض كشبكة امان للتخلص من اية «مصادفات» يمكن ان تحدث.‏

      تظهر الاحصاءات ان سنّ البلوغ قد انخفض في هذا القرن.‏ ولذلك فإن اولادا اصغر هم قادرون على انجاب الاولاد.‏ فهل يجري تعليمهم المسؤولية المهمة التي ترافق هذا الامتياز؟‏ ان الفرد الاميركي العادي يخسر بتوليته او تخسر بتوليتها بعمر ١٦ سنة،‏ و ١ من ٥ يخسرها او تخسرها قبل الـ‍ ١٣ سنة من العمر.‏ ويواصل ثلث الرجال والنساء المتزوجين علاقة غرامية او يكونون قد فعلوا ذلك في الماضي.‏ ويجد الاجهاض زُبُنا مستعدين بين الذين يمارسون الاختلاط الجنسي.‏ وكالمطالبة بين حين وآخر بجعل العهارة قانونية من اجل ايقاف انتشار الأيدز،‏ فإن جعل الاجهاض قانونيا ربما جعل هذه الممارسة الى حد ما آمنة اكثر طبيا،‏ لكنه عمل اكثر على خلق بيئة خصيبة فيها يمكن للمرض الادبي ان يزدهر وهو يزدهر فعلا.‏

      ضحايا العنف او الظرف؟‏

      من المثير للاهتمام ان الدراسات تُظهر ان الحبل من الاغتصاب نادر جدا.‏ فثمة استطلاع لـ‍ ٥٠٠‏,٣ ضحية لحالات اغتصاب متتالية في مينياپوليس،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ لم يأتِ بحالة حبل واحدة.‏ ومن بين ٠٠٠‏,٨٦ عملية اجهاض في تشيكوسلوڤاكيا السابقة،‏ كانت ٢٢ فقط بسبب الاغتصاب.‏ وهكذا فإن مجرد نسبة قليلة من اللواتي يطلبن الاجهاض يفعلن ذلك بسبب الاغتصاب وسفاح القربى.‏

      وماذا عن تلك التكهُّنات المخيفة عن اطفال مشوَّهين على نحو فظيع بعيوب وِلادية دائمة؟‏ فعند اول اشارة الى هذه المشكلة،‏ يسرع بعض الاطباء الى الحثّ على الاجهاض.‏ فهل يمكن ان يكونوا متأكدين تماما من التشخيص؟‏ كثيرون من الوالدين يمكنهم ان يشهدوا ان مثل هذه التكهُّنات المريعة قد لا يكون لها اساس،‏ وهم لديهم اولاد سعداء وأصحَّاء للبرهان على ذلك.‏ وآخرون ممن لديهم اولاد يُعتبرون معاقين هم سعداء على نحو مماثل بأن يكونوا والدين.‏ وفي الواقع،‏ ان مجرد ١ في المئة من اللواتي يطلبن الاجهاض في الولايات المتحدة يفعلن ذلك لانهنَّ يُخبرن بوجود عيب محتمل في الجنين.‏

      ومع ذلك،‏ في الوقت الذي تستغرقه قراءتكم هذه المقالة،‏ يكون قد مات مئات من الاطفال غير المولودين.‏ فأين يحدث ذلك؟‏ وكيف تتأثر حياة اولئك المشمولين؟‏

  • ضريبة الاجهاض المأساوية
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • ضريبة الاجهاض المأساوية

      يموت من ٥٠ الى ٦٠ مليون طفل غير مولود كل سنة بواسطة الاجهاض.‏ هل يمكنكم ان تستوعبوا هذا العدد؟‏ ان ذلك كمَحْوِ كامل سكان جزر هاوايي من الوجود كل اسبوع!‏

      من الصعب جمع الارقام الصحيحة لأن غالبية الحكومات لا تحتفظ بسجلات دقيقة عن عمليات الاجهاض.‏ وحيث يكون الاجهاض محظورا او غير قانوني،‏ يمكن للخبراء ان يخمِّنوا فقط.‏ لكنَّ صورة الاجهاض حول العالم تبدو اشبه بما يلي:‏

      في الولايات المتحدة،‏ الاجهاض هو الاجراء الجراحي الثاني الاكثر شيوعا،‏ بعد استئصال اللوزتين.‏ فسنويا،‏ تُجرى اكثر من ٥‏,١ مليون عملية اجهاض.‏ والغالبية الواضحة من النساء هنَّ غير متزوجات —‏ ٤ من ٥.‏ فالعوازب انهين حبلهنَّ مرتين اكثر مما ولدن،‏ في حين ان المتزوجات،‏ كمعدل،‏ ولدن عشر مرات اكثر مما اجهضن.‏

      في اميركا الوسطى والجنوبية —‏ اللتين تدينان بالكاثوليكية في الاغلب —‏ قوانين الاجهاض هي الاكثر تقييدا في العالم.‏ ومع ذلك،‏ يكثر الاجهاض غير القانوني،‏ معرِّضا النساء لمخاطر صحية خطيرة.‏ فالنساء البرازيليات،‏ على سبيل المثال،‏ اجرين نحو اربعة ملايين عملية اجهاض في السنة الماضية.‏ وأكثر من ٠٠٠‏,٤٠٠ منهنَّ اضطررن الى طلب معالجة طبية بسبب المضاعفات.‏ وفي اميركا اللاتينية يجري انهاء نحو ربع كل حالات الحبل.‏

      في الجانب الآخر من الاطلسي في قارة افريقيا،‏ ان القوانين صارمة ايضا.‏ والاذى والوفيات امران شائعان،‏ وخصوصا بين النساء الفقيرات اللواتي يسعين الى المساعدة من مزاولين غير قانونيين للاجهاض.‏

      في كل انحاء الشرق الاوسط،‏ لدى بلدان كثيرة قوانين صارمة مكتوبة،‏ لكنَّ عمليات الاجهاض لا تزال تسعى اليها وتمارسها على نحو واسع تلك النساء القادرات على دفع اجور عالية.‏

      تجيز غالبية اوروپا الغربية بعض عمليات الاجهاض،‏ واسكنديناڤيا هي الاكثر تحرُّرا.‏ وقسم الصحة القومي البريطاني احتفظ بسجل عن عمليات الاجهاض منذ جُعل الاجراء قانونيا عام ١٩٦٧.‏ فلاحظ تضاعفا في عدد عمليات الاجهاض الى جانب ازدياد في الولادات غير الشرعية،‏ الامراض المنتقلة جنسيا،‏ العهارة،‏ واضطرابات جمَّة في الانجاب.‏

      واوروپا الشرقية هي الآن في حالة تقلُّب،‏ وكذلك هي الحال مع قوانين الاجهاض هناك.‏ ففي ما كان الاتحاد السوڤياتي،‏ تُقدَّر عمليات الاجهاض بـ‍ ١١ مليونا كل سنة،‏ بين الاعلى عددا حول العالم.‏ فبسبب ندرة موانع الحبل وسوء الاوضاع الاقتصادية،‏ يمكن ان تُجري المرأة العادية في تلك المنطقة من ست الى تسع عمليات اجهاض في مدى حياتها.‏

      وفي كل انحاء اوروپا الشرقية يكون الاتجاه عموما نحو التحرُّر.‏ والمثال المذهل هو رومانيا،‏ حيث كان نظام الحكم السابق يحرِّم فعليا الاجهاض ويحظِّر منع الحبل من اجل التشجيع على زيادة السكان.‏ فأُجبرت النساء على ولادة عدد من الاولاد لا يقل عن اربعة،‏ وبحلول عام ١٩٨٨،‏ كانت دور الايتام في رومانيا تفيض بالصغار المهجورين.‏ وهكذا،‏ منذ قلَّلت حكومة ١٩٨٩ الثورية هذه القيود حول الاجهاض،‏ يجري اجهاض ٣ من كل ٤ اطفال،‏ النسبة الاعلى في اوروپا.‏

      لدى آسيا الرقم الاعلى لعمليات الاجهاض.‏ وجمهورية الصين الشعبية،‏ بسياستها التي تشجع على حيازة ولد واحد للعائلة وعمليات اجهاضها الالزامية،‏ تتصدَّر القائمة،‏ اذ تخبر عن ١٤ مليون عملية اجهاض في السنة.‏ وفي اليابان تزيِّن النساءُ الانصابَ الصغيرة بمرايل ولُعب تذكارا لاولادهنَّ المجهَضين.‏ والشعب قلق جدا بشأن حبوب تحديد النسل،‏ والاجهاض هو الطريقة الرئيسية لتنظيم الاسرة.‏

      في كل انحاء آسيا،‏ وخصوصا في الهند،‏ خلقت التكنولوجيا الطبية مأزقا حرجا لانصار حقوق الانثى.‏ فتقنيات مثل بَزْل السَّلَى amniocentesis والاجهزة فوق الصوتية ultrasound يمكن ان تُستعمل لتحديد جنس الطفل في المراحل الابكر والابكر من الحبل.‏ والمجتمع الشرقي لطالما قيَّم الابناء اكثر من البنات.‏ لذلك حيث تتوافر بسهولة اجراءات تحديد الجنس والاجهاض على السواء،‏ يجري اجهاض الاجنَّة الاناث بأعداد كبيرة،‏ مما يخلّ بنِسَب ولادة الذكور/‏الاناث.‏ والحركة النسائية هي الآن في موقف متناقض للمطالبة،‏ في الواقع،‏ بحق الانثى في اجهاض جنينها الانثى.‏

      في آسيا،‏ حيث يُفضَّل الاولاد الذكور،‏ يُجهِض الاطباء آلاف الاجنَّة الاناث

      ما تشعر به الام

      كما في الاجراءات الطبية الاخرى،‏ يحمل الاجهاض معه مقدارا من الخطر والألم.‏ فخلال الحبل يُغلق فم الرحم،‏ او عنق الرحم،‏ بإحكام لإبقاء الطفل آمنا.‏ وتوسيعه وإدخال الآلات يمكن ان يكون مؤلما ورضِّيا.‏ والاجهاض بالارتشاف يمكن ان يستغرق ٣٠ دقيقة او نحو ذلك،‏ وقد تختبر خلاله بعض النساء ألما يتراوح بين المتوسط والشديد ومَعَصا cramping.‏ وفي الاجهاض بالمحلول المِلْحي،‏ يجري الحضّ على الولادة المبكِّرة،‏ وأحيانا بمساعدة پروستاڠلاندين،‏ مادة تُبدئ الولادة.‏ والتقلُّصات يمكن ان تدوم ساعات او حتى اياما ويمكن ان تكون مؤلمة ومستنفِدة للانفعالات.‏

      ان المضاعفات المباشرة من الاجهاض تشمل النزف،‏ تضرُّر او تمزُّق عنق الرحم،‏ ثَقْب الرحم،‏ الجلطات الدموية،‏ الخَدَر،‏ الاختلاجات،‏ الحمى،‏ النوافض،‏ والتقيُّؤ.‏ وخطر الخمج كبير خصوصا اذا بقيت اجزاء من الجنين او المشيمة في الرحم.‏ فالاجهاض غير الكامل شائع،‏ ويمكن ان تكون الجراحة بعد ذلك ضرورية لنزع النسيج النَخِر المتروك او حتى نزع الرحم عينه.‏ والدراسات الحكومية في الولايات المتحدة،‏ بريطانيا،‏ وتشيكوسلوڤاكيا السابقة تشير الى ان الاجهاض يزيد الى حد كبير الامكانيات المستقبلية للعُقم،‏ الحبل في انبوب فالوپ،‏ الاسقاط،‏ الولادة المبكِّرة،‏ والعيوب الولادية.‏

      لاحظ كبير الاطباء السابق في الولايات المتحدة س.‏ إيڤرِت كوپ انه ما من احد اجرى «دراسة حول رد الفعل العاطفي او الشعور بالذنب لامرأة اجرت اجهاضا والآن تريد بشدة طفلا لا يمكنها ان تنجبه.‏»‏

      ان الدراسات عن الاجهاض كان يجب ان تشمل،‏ في فِرَقها المختارة لإجراء الدراسة عليها،‏ حدثات مسيحيات عفيفات محافظات على بتوليتهن بدافع الاحترام للحياة ولشرائع اللّٰه.‏ ودراسات كهذه كانت ستجد ان هؤلاء يتمتعن بعلاقات سليمة اكثر،‏ احترام للذات اكبر،‏ وسلام عقل دائم.‏

      ما يشعر به الطفل غير المولود

      وكيف يشعر الطفل غير المولود الذي يُحتضن بأمان في دفء رحم امه وبعد ذلك يُهاجم فجأة بقوة مميتة؟‏ يمكننا فقط ان نتخيَّل،‏ لأن القصة لن تُروى ابدا من مصدرها الاصلي.‏

      تُجرى غالبية عمليات الاجهاض في الاسابيع الـ‍ ١٢ الاولى من الحياة.‏ وفي هذه المرحلة يقوم الجنين البالغ الصغر بالتنفُّس والبَلْع،‏ وينبض قلبه.‏ ويمكنه ان يطوي اصابع قدمه البالغة الصغر،‏ يلكم،‏ يتقلب بسرعة في عالمه المائي —‏ ويشعر بالألم.‏

      يُنتزع اجنَّة كثيرون من الرحم ويُسحبون الى وعاء زجاجي بواسطة انبوب خَوائيّ له طرف حاد.‏ يُدعى الاجراءُ الرَّشف الخوائي.‏ والارتشاف الشديد (‏وهو ٢٩ مرة اكثر من قوة المكنسة الكهربائية البيتية)‏ يمزِّق الجسم البالغ الصغر الى اجزاء.‏ ويُجهَض اطفال آخرون بواسطة التوسيع والتجريف،‏ اذ يكشط سكينٌ معقوف الشكل بطانةَ الرحم،‏ مشرِّحا الطفل الى اجزاء.‏

      والاجنَّة الاكبر من ١٦ اسبوعا يمكن ان يموتوا بطريقة الاجهاض بالمحلول المِلْحي،‏ او التسميم بالملح.‏ تثقب ابرة طويلة كيس المياه،‏ تسحب بعضا من سائل السَّلَى amniotic fluid،‏ وتستبدله بمحلول مِلْحي مركَّز.‏ واذ يبلع الولد ويتنفَّس،‏ مالئا رئتيه الناعمتين بالمحلول السام،‏ يكافح ويختلج.‏ ويحرق التأثيرُ اللاذع للسم الطبقةَ العليا للجلد،‏ تاركا اياها مسلوخة ومنكمشة.‏ وقد يبدأ دماغه بالنزف.‏ ويمكن ان يحدث الموت المؤلم في ساعات،‏ مع انه احيانا عندما تبدأ الولادة بعد يوم او نحو ذلك،‏ يولد طفل حيّ ولكن على وشك ان يموت.‏

      اذا كان الطفل ناميا اكثر من ان يُقتل بهذه الطرائق او ما يشبهها،‏ يبقى خيار واحد —‏ شقّ الرحم،‏ عملية قيصرية بهدف مختلف،‏ إنهاء الحياة بدلا من انقاذها.‏ يُفتح بطن الام جراحيا،‏ ودائما تقريبا يُسحب طفل حيّ.‏ حتى انه قد يبكي.‏ ولكن لا بد ان يُترك ليموت.‏ والبعض يُقتلون عمدا بالخنق،‏ الاغراق،‏ او بطرائق اخرى.‏

      ما يشعر به الطبيب

      طوال قرون اعتنق الاطباء القِيَم المعبَّر عنها في قَسَم ابقراط الموقَّر،‏ الذي يقول جزئيا:‏ «لن اسقي احدا السم،‏ حتى ولو توسَّل اليَّ ان افعل هذا،‏ ولن اشير بسلوك هذه السبيل،‏ كذلك لن اعطي امرأة تحميلة مهلِكة [لإحداث اجهاض]،‏ ولكني سأُبقي فن شفائي بلا لوم ومكرَّما.‏»‏

      وأية صراعات اخلاقية تواجه الاطباء الذين يُنهون الحياة في الرحم؟‏ يصف الدكتور جورج فلِش ذلك بهذه الطريقة:‏ «ان عملياتي الاولى للاجهاض،‏ كطبيب معاوِد ومقيم في مستشفى،‏ لم تزعجني عاطفيا.‏ .‏ .‏ .‏ واستيائي بدأ بعد اجراء مئات كثيرة من عمليات الاجهاض.‏ .‏ .‏ .‏ ولماذا تغيَّرتُ؟‏ في وقت باكر في مهنتي،‏ اتى اليَّ زوجان وطلبا اجراء عملية اجهاض.‏ ولأن عنق رحم المريضة كان صلبا،‏ لم اتمكَّن من توسيعه لاجراء العملية.‏ فطلبت منها ان تعود بعد اسبوع،‏ عندما يصير عنق الرحم ليِّنا اكثر.‏ وعاد الزوجان وأخبراني انهما قد غيَّرا رأيهما.‏ وبعد سبعة اشهر ولَّدتُ طفلهما.‏

      ‏«بعد سنوات،‏ لعبت مع جِفري الصغير في بركة السباحة في نادي التنس حيث كنا والداه وأنا اعضاء فيه.‏ كان سعيدا وجميلا.‏ فروَّعني التفكير ان عائقا تقنيا فقط منعني من انهاء حياة جِفري المحتَملة.‏ .‏ .‏ .‏ أعتقد ان تمزيق جنين نامٍ الى اجزاء،‏ عضوا عضوا،‏ وبمجرد طلب من الأم،‏ هو عمل انحراف لا يجب ان يجيزه المجتمع.‏»‏

      في الولايات المتحدة،‏ ٤ من ٥ نساء يطلبن الاجهاض هنَّ غير متزوِّجات

      وثمة ممرضة توقفت عن المساعدة في عمليات الاجهاض اخبرت عن عملها في عيادة للاجهاض:‏ «ان احد اعمالنا كان ان نعدَّ اعضاء جسم الطفل المجهَض.‏ .‏ .‏ .‏ فإذا ذهبت فتاة الى البيت وأجزاء من الطفل لا تزال في رحمها،‏ يمكن ان يسبب ذلك مشاكل خطيرة.‏ كنت آخذ الاعضاء وأتفحصها بدقة كي اتأكد من ان هنالك ذراعين،‏ ساقين،‏ جذعا،‏ رأسا.‏ .‏ .‏ .‏ لديَّ اربعة اولاد.‏ .‏ .‏ .‏ وكان هنالك صراع عنيف بين حياتي المهنية وحياتي الشخصية بحيث لم استطع التوفيق بينهما.‏ .‏ .‏ .‏ فالاجهاض عمل صعب.‏»‏

  • الحياة عطية يجب ان نعزَّها
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • الحياة —‏ عطية يجب ان نعزَّها

      كم كانت عطية رائعة،‏ عندما منح يهوه اللّٰه امتياز انجاب الاولاد للعائلة البشرية!‏ طفل جميل يأتي لتستقبله الاذرع المنتظرة لزوجين سعيدين يُحبّ احدهما الآخر وعلى استعداد ليُعزَّا ويعتنيا بثمرة اتحادهما الزوجي الصغيرة هذه.‏ وعندما تبزغ حياة الولد لا ينتظر العائلة سوى الفرح.‏

      لكنَّ خطية آدم وحواء جلبت عواقب مأساوية للاطفال المولدين للجنس البشري.‏ ونتيجة للخطية،‏ ابتُليت امُّنا الاولى بالكرب والالم الجسدي وهي تلد الاولاد.‏ وبيئة الاثم التي اتى اليها نسلهما جعلت تربية الاولاد تحديا كبيرا.‏ لذلك،‏ في العالم المعقَّد لزمننا،‏ ليس مدهشا ان يُواجَه الحَبَل بولد في الغالب بكل شيء سوى الفرح.‏ ولكن ما هي نظرة الخالق الى غير المولود؟‏ هل تغيَّرت مع تغيُّر التيارات الادبية؟‏ بالتأكيد لا.‏ فنظرته الى اولاد العالم غير المولودين واهتمامه بهم لم يتغيَّرا.‏

      توضح الاسفار المقدسة انه داخل الام ينمو انسان فريد ومستقل.‏ والحياة تبتدئ عند الاخصاب.‏ والولادة الى العالم انما تُظهر للانسان الولدَ الذي كان اللّٰه قد رآه.‏ ويتكلم حزقيال عن «كل فاتح رحم.‏» (‏حزقيال ٢٠:‏٢٦‏)‏ ويصف ايوب «ابواب بطن امي،‏» ويدعو الاسقاط «(‏اولادا)‏ لم يروا نورا.‏» —‏ ايوب ٣:‏١٠،‏ ١٦‏.‏

      لاحظوا اعتبار يهوه اللّٰه الرقيق للحياة المرهفة وهي تنمو في الرحم.‏ قال لارميا:‏ «قبلما صوَّرتك في البطن عرفتك وقبلما خرجتَ من الرحم قدَّستك.‏» (‏ارميا ١:‏٥‏)‏ وقال داود:‏ «لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنعتُ في الخفاء ورُقمتُ في اعماق الارض.‏ رأت عيناك اعضائي.‏» (‏مزمور ١٣٩:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ويدعو ايوب اللّٰه «صانعي في البطن،‏» الذي «صوَّرنا .‏ .‏ .‏ في الرحم.‏» —‏ ايوب ٣١:‏١٥‏.‏

      ولكن ماذا عن اهتمام اللّٰه بالام المنتظرة مولودا اليائسة التي لا تريد الولد؟‏ اكثر من كل الاشخاص،‏ يدرك الخالق المسؤوليات الثقيلة للابوَّة.‏ واذا اختارت الام المنتظرة مولودا،‏ على الرغم من انها في ظروف صعبة،‏ ان تُبقي طفلها بسبب الاحترام للمطالب الالهية،‏ أفلا يبارك قرارها؟‏ والوالدة على نحو لائق يمكن ويجب ان تصلِّي من اجل مساعدته في تربية ولد سعيد.‏ وفي صفحات كلمته،‏ اعطى اللّٰه افضل نصيحة متوافرة عن تربية الاولاد.‏ وتطبيق مبادئ الكتاب المقدس في الحياة العائلية يؤدي الى نتائج مباركة.‏ فأفراح ومكافآ‌ت تربية اولاد اتقياء تفوق اية تضحيات تُصنع في هذا السبيل،‏ كما يمكن ان تثبت ذلك اية ام فخورة.‏

      هل ينظر يهوه الى الامور بطريقة مختلفة اذا كان الطفل ثمرة الاغتصاب او العلاقات المحرَّمة لسفاح القربى؟‏ على الرغم من ان هذا العمل ضد الام هو اجرامي،‏ فالطفل ليس ملوما.‏ وإنهاء حياته انما هو ردّ على عمل عنيف بآ‌خر.‏ وبالتأكيد يدرك يهوه الجرح العاطفي الذي يختبره ضحايا كهؤلاء ويمكن ان يساعد الام والولد على مواجهة العاقبة بطريقة متزنة.‏

      وماذا اذا اخبر الطبيب المرأة الحبلى بأن حمل ولدها كاملَ مدة الحبل يمكن ان يعرِّض حياتها للخطر؟‏ ذكر الدكتور ألان ڠوتماخر:‏ «من الممكن اليوم لكل مريضة تقريبا ان تجتاز فترة الحبل وهي حية،‏ إلا اذا عانت مرضا مميتا كالسرطان او اللوكيميا،‏ واذا كان الامر كذلك،‏ فمن غير المرجح ان يطيل الاجهاض حياتها،‏ ومن غير المرجح اكثر ايضا ان ينقذها.‏» وتذكر دائرة المعارف الاميركية:‏ «بما ان معظم النساء يمكن ان يجتزن فترة الحبل بأمان حتى ولو عانين مشاكل طبية خطيرة،‏ قليلة هي عمليات الاجهاض التي يلزم اجراؤها لحماية صحة الام.‏ فمعظم عمليات الاجهاض يجري السعي اليها لتجنب حيازة ولد.‏» لذلك فإن حالات كهذه نادرة جدا.‏ ولكن اذا حدث ذلك وقت الولادة،‏ فعندئذ لا بد ان يختار الوالدون بين حياة الام وتلك التي للولد.‏ فالقرار قرارهم.‏

      وهل يثير الغرابة ان يضع خالق الحياة خطوطا ارشادية واضحة حول استعمال قوانا التناسلية؟‏ في نظره،‏ ان إبداء حياة لا ينوي المرء الاعتناء بها هو خطية،‏ تماما كما ان إنهاء الحياة خطية.‏

      طبعا،‏ سيستمر الجدل حتى نهاية هذا النظام.‏ ولكن في ما يتعلق بخالق الحياة،‏ يهوه اللّٰه،‏ بالاضافة الى اولئك الذين يعزُّون شرائعه،‏ ليس هنالك جدل على الاطلاق.‏ فالحياة ثمينة —‏ عطية يجب رعايتها وإعزازها من بدايتها تماما.‏

      النظر الى الاجهاض بطريقة اللّٰه

      ماذا عن الشابة التي تحبل بولد خارج نطاق الزواج وهي غير مستعدة كليا للأمومة؟‏ هل يُسمَح لها بانجاب طفل الى العالم؟‏ ان مشاعر اللّٰه نحو الطفل لا تتغيَّر لمجرد ان امه تصرفت بطريقة غير حكيمة وغير ادبية.‏ ويمكن لولادة طفل ان تساعد فعلا امه على ادراك النتائج الطبيعية لفسادها الادبي وهكذا تطبع في ذهنها حكمة شرائع اللّٰه.‏ وازالة الدليل على عملها الجنسي المحرَّم يمكن ان تتركها بألم الشعور بالذنب،‏ او يمكن ان تشجعها على القيام بمزيد من الاعمال الفاسدة ادبيا.‏

      وإن لم يكن هنالك اب ليشترك في الحِمْل،‏ فلن تكون تربية الولد سهلة.‏ ولكنَّ العلاقة القوية بأبينا السماوي يمكن ان تزود الام بالقوة،‏ الدعم،‏ والارشاد الادبي والعاطفي لفعل ذلك.‏ وقد زوَّد ايضا الجماعة المسيحية لكي تساعد على التخفيف من عبء الوالدات المتوحِّدات.‏

  • هل هذه الاديان لديها الجواب؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • هل هذه الاديان لديها الجواب؟‏

      عند الوقوع في المأزق الادبي حول مسألة الاجهاض،‏ يطلب كثيرون ارشاد قادتهم الروحيين.‏ فكيف يتجاوب هؤلاء؟‏

      تتخذ الكنيسة الكاثوليكية موقفا متشدِّدا ضد الاجهاض،‏ معلِّمة ان الحياة تبتدئ عند الاخصاب.‏ وبعض الكهنة متورِّطون سياسيا ويطلبون من البابا ان يحرم كنسيا السياسيين الكاثوليك الذين يصوِّتون تأييدا للاجهاض.‏ ومع ذلك،‏ يؤيِّد كثيرون من الكاثوليك الاجهاض ويطالبون بالتحرُّر.‏

      تُخبر الكنيسة المشيخية (‏الولايات المتحدة الاميركية)‏ ان ٤٦ في المئة من القسوس «لا يعتقدون ان الكتاب المقدس يعلِّم ان الاجهاض خطأ.‏» وموقف الكنيسة الرسمي هو تأييد الاجهاض.‏

      قرَّر المجمع العام الـ‍ ١٦ لكنيسة المسيح المتحدة انه ‹يدعم حق الرجال والنساء في حيازة خدمات ملائمة لتنظيم الاسرة والقيام باجهاض قانوني آمن كأحد الخيارات.‏›‏

      تعلن سياسة الكنيسة اللوثرية الانجيلية ان الاجهاض «يجب ان يكون الخيار الذي يُتَّخذ كمحاولة اخيرة»؛‏ لكنها رفضت ان تعتبر الاجهاض «خطية» او ان تقول ان «الحياة تبتدئ عند الاخصاب.‏»‏

      والمحفل المعمداني الجنوبي يعارض بشدة الاجهاض.‏ لكنَّ الكنيسة المعمدانية الاميركية تذكر:‏ «نحن منقسمون في ما يتعلق بالشهادة الملائمة للكنيسة عن الحالة المتعلقة بالاجهاض.‏ لذلك نعترف بحرية كل فرد في الدفاع عن السياسة العامة حول الاجهاض التي تعكس معتقداته او معتقداتها.‏»‏

      واليهودية منقسمة،‏ اذ يتخذ الفريق الارثوذكسي موقفا ضد الاجهاض الى حد بعيد،‏ في حين ان اليهود الاصلاحيين والمحافظين يفضِّلون الاجهاض الى حد بعيد.‏

      ويجيز الاسلام الاجهاض لأية اسباب خلال اول ٤٠ يوما من الحياة ولكنه يجيزه بعد ذلك اذا كان هنالك فقط تهديد لحياة الام.‏ يقول الحديث ان الجنين ‹يُجمع خَلْقه في بطن امّه اربعين يوما،‏ ثم يكون عَلَقَة مثل ذلك،‏ ثم يكون مُضغَة مثل ذلك،‏ ثم يُبعث مَلَكٌ .‏ .‏ .‏ ينفخ فيه الروح.‏›‏

      لا تتمسَّك الشنتوية بأيّ موقف رسمي وتترك الاجهاض للاختيار الشخصي.‏

      يعلِّم الهندوس،‏ البوذيون،‏ والسيخيون الاحترام العام للحياة.‏ لكنهم لا ينخرطون في مجادلة حول مسألة الاجهاض،‏ لأنهم يؤمنون بالتجسُّد ثانية؛‏ والاجهاض انما يرسل الطفل غير المولود الى حياة اخرى.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة