مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«اتفقنا بالاجماع»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • الفصل ١٤

      ‏«اِتَّفَقْنَا بِٱلْإِجْمَاعِ»‏

      اَلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَبُتُّ قَضِيَّةَ ٱلْخِتَانِ وَقَرَارُهَا يُوَحِّدُ ٱلْجَمَاعَاتِ

      مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ١٥:‏١٣-‏٣٥

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ مُهِمَّيْنِ وَاجَهَتْهُمَا ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مُسَاعَدَةٍ نَالَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ بُغْيَةَ ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ؟‏

      اَلْكُلُّ فِي تَرَقُّبٍ .‏ .‏ .‏ اَلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ مُجْتَمِعُونَ فِي أُورُشَلِيمَ يَتَبَادَلُونَ ٱلنَّظَرَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ لَحْظَةَ ٱلْحَسْمِ قَدْ حَانَتْ!‏ عَلَامَاتُ ٱسْتِفْهَامٍ خَطِيرَةٌ رَسَمَتْهَا قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ وَلَا بُدَّ مِنْ بَتِّهَا فَوْرًا.‏ هَلِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟‏ وَهَلْ مِنْ فَرْقٍ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ وَأُولٰئِكَ ٱلْيَهُودِيِّي ٱلْأَصْلِ؟‏

      ٢ لَقَدْ نَظَرَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي أَدِلَّةٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱسْتَشَارُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةَ وَٱسْتَعْرَضُوا شَهَادَاتٍ حَيَّةً تُظْهِرُ جَلِيًّا أَيُّ قَرَارٍ يُبَارِكُهُ يَهْوَهُ.‏ وَبَعْدَ أَخْذٍ وَرَدٍّ،‏ تَكَدَّسَتْ أَمَامَهُمْ أَدِلَّةٌ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي ٱلتَّوْجِيهِ ٱلْإِلٰهِيِّ.‏ وَٱلْآنَ،‏ بَاتَتِ ٱلْكُرَةُ فِي مَلْعَبِهِمْ .‏ .‏ .‏

      ٣ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلرِّوَايَةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ١٥‏؟‏

      ٣ إِلَّا أَنَّ قُبُولَ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ.‏ فَقَدْ تَطَلَّبَ مِنْهُمْ إِيمَانًا وَشَجَاعَةً حَقِيقِيَّيْنِ.‏ فَمِنْ جِهَةٍ،‏ يُحْتَمَلُ أَنْ يَشْتَدَّ كُرْهُ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ يُوَاجِهُونَ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ عَنَاصِرَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مُصَمِّمَةٍ عَلَى إِعَادَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى كَنَفِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ فَكَيْفَ عَالَجَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ؟‏ هٰذَا مَا نُنَاقِشُهُ فِي مَا يَلِي.‏ وَبَيْنَمَا نُرَاجِعُ ٱلرِّوَايَةَ،‏ نُلَاحِظُ عَنْ كَثَبٍ أَنَّ ٱلرُّسُلَ وَٱلشُّيُوخَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَرَكُوا نَمُوذَجًا تَتَّبِعُهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ وَيَسْتَفِيدُ مِنْهُ شُهُودُ يَهْوَهَ جَمِيعًا حِينَ يُوَاجِهُونَ قَرَارَاتٍ وَتَحَدِّيَاتٍ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏

      ‏«هٰذَا تُوَافِقُهُ كَلِمَاتُ ٱلْأَنْبِيَاءِ» (‏اعمال ١٥:‏١٣-‏٢١‏)‏

      ٤،‏ ٥ مَاذَا ٱقْتَبَسَ يَعْقُوبُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةِ؟‏

      ٤ كَمَا يَظْهَرُ،‏ تَرَأَّسَ ٱلْجَلْسَةَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ أَخُو يَسُوعَ غَيْرُ ٱلشَّقِيقِ.‏a وَقَدْ جَاءَتْ كَلِمَاتُهُ لِتُبَلْوِرَ ٱلرَّأْيَ ٱلَّذِي أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ ٱلْهَيْئَةُ عَلَى مَا يَبْدُو.‏ خَاطَبَ ٱلْحُضُورَ قَائِلًا:‏ «قَدْ رَوَى شِمْعُونُ كَيْفَ ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ.‏ وَهٰذَا تُوَافِقُهُ كَلِمَاتُ ٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ —‏ اع ١٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٥ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ خِطَابَ شِمْعُونَ،‏ أَوْ سِمْعَانَ بُطْرُسَ،‏ وَٱلْأَدِلَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بَرْنَابَا وَبُولُسُ ذَكَّرَتْ يَعْقُوبَ بِآ‌يَاتٍ مُهِمَّةٍ تُلْقِي ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْمَوْضُوعِ قَيْدِ ٱلنَّظَرِ.‏ (‏يو ١٤:‏٢٦‏)‏ فَقَدْ حَوَّلَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى «كَلِمَاتِ ٱلْأَنْبِيَاءِ» وَٱقْتَبَسَ مِنْ عَامُوس ٩:‏١١،‏ ١٢‏.‏ وَهٰذَا ٱلسِّفْرُ أُدْرِجَ فِي جُزْءٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ دُعِيَ عُمُومًا «ٱلْأَنْبِيَاءَ».‏ (‏مت ٢٢:‏٤٠؛‏ اع ١٥:‏١٦-‏١٨‏)‏ وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَلِمَاتِ يَعْقُوبَ تَخْتَلِفُ إِلَى حَدٍّ مَا عَنِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي نَقْرَأُهَا ٱلْيَوْمَ فِي سِفْرِ عَامُوسَ.‏ وَمَرَدُّ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ يَعْقُوبَ ٱقْتَبَسَ مِنْ اَلسَّبْعِينِيَّةُ،‏ تَرْجَمَةٍ يُونَانِيَّةٍ لِلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.‏

      ٦ كَيْفَ أَلْقَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ قَيْدَ ٱلْبَحْثِ؟‏

      ٦ أَنْبَأَ يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلنَّبِيِّ عَامُوسَ أَنَّهُ عَيَّنَ وَقْتًا يُقِيمُ فِيهِ «مَظَلَّةَ دَاوُدَ»،‏ أَيِ ٱلسُّلَالَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ ٱلْمُؤَدِّيَةَ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ (‏حز ٢١:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ لَنْ يَتَعَامَلَ ثَانِيَةً مَعَ أُمَّةِ ٱلْيَهُودِ ٱلطَّبِيعِيِّينَ حَصْرًا.‏ فَٱلنُّبُوَّةُ تُضِيفُ أَنَّ ‹أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›‏ سَيُجْمَعُونَ أَيْضًا بِٱعْتِبَارِهِمْ ‹أُنَاسًا يُدْعَوْنَ بِٱسْمِ ٱللّٰهِ›.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ بُطْرُسَ أَوْضَحَ لِتَوِّهِ أَنَّ ٱللّٰهَ «لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ [ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ] وَبَيْنَ [ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ] قَطُّ،‏ بَلْ نَقَّى قُلُوبَهُمْ بِٱلْإِيمَانِ».‏ (‏اع ١٥:‏٩‏)‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ يَشَاءُ ٱللّٰهُ أَنْ يُضَمَّ ٱلْيَهُودُ وَٱلْأُمَمِيُّونَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِصِفَتِهِمْ وَرَثَةً.‏ (‏رو ٨:‏١٧؛‏ اف ٢:‏١٧-‏١٩‏)‏ وَٱلنُّبُوَّاتُ ٱلْمُلْهَمَةُ لَمْ تُشِرْ إِطْلَاقًا أَنَّ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ أَنْ يَخْتَتِنُوا أَوْ يَتَهَوَّدُوا لِكَيْ يُصْبِحُوا وَرَثَةً لِلْمَلَكُوتِ.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ مَاذَا ٱقْتَرَحَ يَعْقُوبُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَصَدَ يَعْقُوبُ حِينَ قَالَ:‏ «قَرَارِي هُوَ»؟‏

      ٧ بِنَاءً عَلَى هٰذِهِ ٱلْأَدِلَّةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْمُقْنِعَةِ ٱلَّتِي سَمِعَهَا يَعْقُوبُ،‏ تَابَعَ ٱلْحَدِيثَ مُقَدِّمًا ٱلتَّوْصِيَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «لِذٰلِكَ فَإِنَّ قَرَارِي هُوَ أَلَّا نُزْعِجَ ٱلرَّاجِعِينَ إِلَى ٱللّٰهِ مِنَ ٱلْأُمَمِ،‏ إِنَّمَا نَكْتُبُ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ رَجَاسَاتِ ٱلْأَصْنَامِ وَعَنِ ٱلْعَهَارَةِ وَٱلْمَخْنُوقِ وَٱلدَّمِ.‏ فَإِنَّ مُوسَى،‏ مُنْذُ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ لَهُ فِي مَدِينَةٍ بَعْدَ أُخْرَى مَنْ يَكْرِزُ بِهِ،‏ لِأَنَّهُ يُقْرَأُ بِصَوْتٍ عَالٍ فِي ٱلْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».‏ —‏ اع ١٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ٨ فَلِمَ تَحَدَّثَ يَعْقُوبُ عَنْ ‹قَرَارِهِ›؟‏ هَلْ كَانَ يَفْرِضُ سُلْطَتَهُ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ،‏ رُبَّمَا بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَرَئِّسَ عَلَى ٱلْجَلْسَةِ،‏ فَيَتَّخِذُ قَرَارًا ٱعْتِبَاطِيًّا؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَٱلتَّعْبِيرُ ٱلْيُونَانِيُّ ٱلْمَنْقُولُ إِلَى «قَرَارِي هُوَ» يُمْكِنُ أَنْ يَعْنِيَ أَيْضًا «أَعْتَقِدُ» أَوْ «أَرْتَئِي».‏ فَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَتَحَكَّمُ فِي أَفْرَادِ ٱلْهَيْئَةِ،‏ بَلْ يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ إِجْرَاءً يُمْكِنُهُمُ ٱتِّخَاذُهُ بِنَاءً عَلَى ٱلْأَدِلَّةِ وَكَلِمَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

      ٩ مَا فَوَائِدُ ٱقْتِرَاحِ يَعْقُوبَ؟‏

      ٩ فَهَلْ قَدَّمَ يَعْقُوبُ بِٱلْفِعْلِ ٱقْتِرَاحًا نَافِعًا؟‏ لَا شَكَّ فِي ذٰلِكَ.‏ فَٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ تَبَنَّوْا هٰذَا ٱلِٱقْتِرَاحَ لَاحِقًا.‏ وَبِأَيَّةِ فَوَائِدَ؟‏ مِنْ نَاحِيَةٍ،‏ لَنْ ‹يُزْعِجَ› هٰذَا ٱلْإِجْرَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ أَوْ «يُثَقِّلَ» عَلَيْهِمْ بِفَرْضِ مُتَطَلَّبَاتِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ (‏اع ١٥:‏١٩‏؛‏ ترجمة فاندايك‏)‏ وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يَحْتَرِمُ هٰذَا ٱلْقَرَارُ ضَمَائِرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أُصُولٍ يَهُودِيَّةٍ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ «مُوسَى .‏ .‏ .‏ يُقْرَأُ بِصَوْتٍ عَالٍ فِي ٱلْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».‏b (‏اع ١٥:‏٢١‏)‏ وَهٰكَذَا يُوَطِّدُ هٰذَا ٱلْخَطُّ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ كِلَا ٱلْفَرِيقَيْنِ.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُ يُرْضِي يَهْوَهَ ٱللّٰهَ إِذْ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِهِ ٱلتَّقَدُّمِيِّ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ طَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ لِبَتِّ قَضِيَّةٍ هَدَّدَتْ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَخَيْرَهَا!‏ وَيَا لَلْقُدْوَةِ ٱلَّتِي تُرِكَتْ لِجَمَاعَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ!‏

      ألبرت شرودر خطيبا في محفل اممي عام ١٩٩٨

      ألبرت شرودر خطيبا في محفل اممي عام ١٩٩٨

      ١٠ كَيْفَ تَتْبَعُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْعَصْرِيَّةُ ٱلنَّمُوذَجَ ٱلَّذِي وَضَعَتْهُ مَثِيلَتُهَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

      ١٠ أَشَرْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ أَنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ ٱلْعَصْرِيَّةَ تَلْجَأُ إِلَى يَهْوَهَ ٱلْمُتَسَلِّطِ ٱلْكَوْنِيِّ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ فِي كَافَّةِ ٱلْمَسَائِلِ،‏ شَأْنُهَا فِي ذٰلِكَ شَأْنُ مَثِيلَتِهَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏c (‏١ كو ١١:‏٣‏)‏ وَفِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ،‏ أَوْضَحَ ٱلْأَخُ أَلْبِرْت د.‏ شْرُودِرُ ٱلَّذِي خَدَمَ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ مُنْذُ ٱلْعَامِ ١٩٧٤ حَتَّى نِهَايَةِ مَسْلَكِهِ ٱلْأَرْضِيِّ فِي آذَارَ (‏مَارِس)‏ ٢٠٠٦:‏ «تَجْتَمِعُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ كُلَّ أَرْبِعَاءَ،‏ وَتَفْتَتِحُ ٱلِٱجْتِمَاعَ بِٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِإِرْشَادِ رُوحِ يَهْوَهَ.‏ وَهِيَ تَحْرِصُ أَشَدَّ ٱلْحِرْصِ أَنْ تَحُلَّ ٱلْقَضَايَا وَتَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَاتِ كُلَّهَا بِمُقْتَضَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».‏ وَٱلْأَخُ مِلْتُون ج.‏ هِنْشِلُ ٱلَّذِي خَدَمَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ وَأَنْهَى مَسْلَكَهُ ٱلْأَرْضِيَّ فِي آذَار (‏مَارِس)‏ ٢٠٠٣ طَرَحَ سُؤَالًا جَوْهَرِيًّا عَلَى خِرِّيجِي ٱلصَّفِّ ٱلْـ‍ ١٠١ مِنْ مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ سَأَلَ:‏ «هَلْ مِنْ هَيْئَةٍ أَوْ مُؤَسَّسَةٍ أُخْرَى يَرْتَكِنُ مَسْؤُولُوهَا إِلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ؟‏».‏ فَمَا رَأْيُكَ،‏ هَلْ يَخْتَلِفُ ٱثْنَانِ عَلَى ٱلْجَوَابِ؟‏!‏

      إِرْسَالُ «رَجُلَيْنِ مُخْتَارَيْنِ» (‏اعمال ١٥:‏٢٢-‏٢٩‏)‏

      ١١ كَيْفَ تَبَلَّغَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ قَرَارَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟‏

      ١١ لَقَدْ تَوَصَّلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى قَرَارٍ بِٱلْإِجْمَاعِ حَوْلَ قَضِيَّةِ ٱلْخِتَانِ،‏ وَحَانَتِ ٱلْآنَ ٱلْخُطْوَةُ ٱلتَّالِيَةُ.‏ فَلَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْعَمَلُ بِٱتِّحَادٍ مَا لَمْ يُبَلَّغُوا ٱلْقَرَارَ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَإِيجَابِيٍّ وَمُشَجِّعٍ.‏ وَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟‏ «اِسْتَحْسَنَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا أَنْ يُرْسِلُوا مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ مُخْتَارَيْنِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا،‏ وَهُمَا يَهُوذَا ٱلْمَدْعُوُّ بَرْسَابَا وَسِيلَا،‏ رَجُلَانِ مُتَقَدِّمَانِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ».‏ كَمَا أَعَدُّوا رِسَالَةً لِيَحْمِلَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ فَتُقْرَأُ فِي كُلِّ جَمَاعَاتِ أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَةَ.‏ —‏ اع ١٥:‏٢٢-‏٢٦‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَجَمَتْ عَنْ إِرْسَالِ (‏أ)‏ يَهُوذَا وَسِيلَا؟‏ (‏ب)‏ رِسَالَةٍ مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟‏

      ١٢ كَانَ يَهُوذَا وَسِيلَا بِوَصْفِهِمَا ‹رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ› مُؤَهَّلَيْنِ كَامِلًا لِتَمْثِيلِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏ وَقُدُومُ وَفْدٍ مُؤَلَّفٍ مِنْ أَرْبَعَةِ رِجَالٍ أَظْهَرَ جَلِيًّا أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ لَمْ تَكُنْ مُجَرَّدَ رَدٍّ عَلَى ٱلِٱسْتِفْسَارِ ٱلْأَصْلِيِّ،‏ بَلْ إِرْشَادًا جَدِيدًا مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏ كَمَا أَنَّ وُجُودَ ‹ٱلرَّجُلَيْنِ ٱلْمُخْتَارَيْنِ› يَهُوذَا وَسِيلَا خَلَقَ رِبَاطًا مَتِينًا بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَهُودِيِّي ٱلْأَصْلِ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ فِي بَاقِي ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ حَقًّا نَمَّ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ إِذْ رَوَّجَ دُونَ شَكٍّ ٱلسَّلَامَ وَٱلِٱنْسِجَامَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏

      ١٣ وَلَمْ تُقَدِّمِ ٱلرِّسَالَةُ إِرْشَادًا وَاضِحًا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تَنَاوَلَتْ أَيْضًا مَا يَتَطَلَّبُهُ نَيْلُ رِضَى يَهْوَهَ وَبَرَكَتِهِ.‏ فَقَدْ جَاءَ فِي أَهَمِّ أَجْزَائِهَا:‏ «قَدِ ٱسْتَحْسَنَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَنَحْنُ أَلَّا نَزِيدَ عَلَيْكُمْ عِبْئًا أَكْثَرَ،‏ غَيْرَ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا،‏ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَلَى ٱلدَّوَامِ عَمَّا ذُبِحَ لِلْأَصْنَامِ وَعَنِ ٱلدَّمِ وَٱلْمَخْنُوقِ وَٱلْعَهَارَةِ.‏ إِذَا حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَسَتُفْلِحُونَ.‏ كُونُوا مُعَافَيْنَ!‏».‏ —‏ اع ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      كَيْفَ تُنَظَّمُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْيَوْمَ؟‏

      عَلَى غِرَارِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ تُوَجِّهُ شُهُودَ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ هَيْئَةٌ حَاكِمَةٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ رِجَالٍ مَمْسُوحِينَ غَيُورِينَ.‏ يَجْتَمِعُ أَعْضَاؤُهَا مَرَّةً كُلَّ أُسْبُوعٍ،‏ وَهُمْ مُوَزَّعُونَ عَلَى سِتِّ لِجَانٍ لِكُلٍّ مِنْهَا مَسْؤُولِيَّةٌ مُحَدَّدَةٌ.‏

      • لَجْنَةُ ٱلتَّعْلِيمِ.‏ تُشْرِفُ عَلَى إِعْدَادِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْمُقَدَّمَةِ فِي ٱلْمَحَافِلِ وَٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ فَضْلًا عَنِ ٱلْبَرَامِجِ ٱلسَّمْعِيَّةِ وَٱلْبَصَرِيَّةِ.‏ وَهِيَ تَضَعُ ٱلْمَنَاهِجَ لِمَدْرَسَةِ جِلْعَادَ وَمَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ وَغَيْرِهِمَا.‏ وَتُهَيِّئُ أَيْضًا ٱلْبَرَامِجَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِأَعْضَاءِ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ.‏

      • لَجْنَةُ ٱلْخِدْمَةِ.‏ تَهْتَمُّ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلْمَسَائِلِ ٱلْمُخْتَصَّةِ بِشُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ وَٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ وَٱلْمُبَشِّرِينَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ كَمَا تُشْرِفُ عَلَى إِعْدَادِ خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ.‏ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْ دَعْوَةِ ٱلتَّلَامِيذِ إِلَى عَدَدٍ مِنَ ٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَتَعْيِينِهِمْ بَعْدَ تَخَرُّجِهِمْ.‏ تَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلْمَدَارِسُ:‏ مَدْرَسَةَ جِلْعَادَ (‏لِتَدْرِيبِ ٱلْمُرْسَلِينَ)‏،‏ مَدْرَسَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْإِخْوَةِ ٱلْعُزَّابِ (‏لِتَعْلِيمِ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ ٱلْعُزَّابِ)‏،‏ وَمَدْرَسَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ (‏لِتَدْرِيبِ ٱلْأَزْوَاجِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ بِأَكْثَرِ فَعَّالِيَّةٍ)‏.‏

      • لَجْنَةُ ٱلْكِتَابَةِ.‏ تَهْتَمُّ بِإِعْدَادِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي شَكْلِهِ ٱلْمَكْتُوبِ لِفَائِدَةِ ٱلْجَمَاعَاتِ وَعُمُومِ ٱلنَّاسِ.‏ وَهِيَ تُجِيبُ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتُشْرِفُ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّرْجَمَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ وَتُوَافِقُ عَلَى مَوَادَّ مُتَنَوِّعَةٍ كَٱلْخِطَابَاتِ وَٱلنُّصُوصِ ٱلْمَسْرَحِيَّةِ.‏

      • لَجْنَةُ ٱلْمُسْتَخْدَمِينَ.‏ تُشْرِفُ عَلَى ٱلتَّدَابِيرِ ٱلْمُتَّخَذَةِ لِلِٱهْتِمَامِ رُوحِيًّا وَجَسَدِيًّا بِمَنْ يَخْدُمُونَ فِي مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ وَتُعْنَى بِدَعْوَةِ ٱلْأَعْضَاءِ ٱلْجُدُدِ.‏

      • لَجْنَةُ ٱلْمُنَسِّقِينَ.‏ تَتَأَلَّفُ مِنْ مُنَسِّقِي ٱللِّجَانِ ٱلْأُخْرَى وَمِنْ سِكْرِتِيرٍ هُوَ أَيْضًا عُضْوٌ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏ وَهِيَ تَحْرِصُ أَنْ يَسِيرَ ٱلْعَمَلُ فِي كُلِّ ٱللِّجَانِ بِسَلَاسَةٍ وَفَعَّالِيَّةٍ.‏ كَمَا أَنَّهَا تُشْرِفُ عَلَى ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَانُونِيَّةِ وَتَتَوَاصَلُ مَعَ وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ لِنَقْلِ صُورَةٍ دَقِيقَةٍ عَنْ مُعْتَقَدَاتِنَا.‏ وَتُعْنَى هٰذِهِ ٱللَّجْنَةُ أَيْضًا بِٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ ٱلَّتِي تُلِمُّ بِشُهُودِ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ كَٱلْكَوَارِثِ وَمَوْجَاتِ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏

      • لَجْنَةُ ٱلنَّشْرِ.‏ تُشْرِفُ عَلَى طَبْعِ وَنَشْرِ وَشَحْنِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَمِنْ مَسْؤُولِيَّاتِهَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِمَا تَمْلُكُهُ وَتُدِيرُهُ ٱلْمُؤَسَّسَاتُ ٱلتَّابِعَةُ لِشُهُودِ يَهْوَهَ مِنْ مَطَابِعَ وَأَمْلَاكٍ أُخْرَى.‏ وَتُعْنَى أَيْضًا بِتَشْيِيدِ مَبَانِي ٱلْفُرُوعِ،‏ فَضْلًا عَنْ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلنَّامِيَةِ.‏ كَمَا تُشْرِفُ عَلَى إِدَارَةِ أَمْوَالِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِدَعْمِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

      تَعْتَمِدُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى تَوْجِيهِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَلَا يَعْتَبِرُ أَعْضَاؤُهَا أَنْفُسَهُمْ قَادَةَ شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ بَلْ مَثَلُهُمْ مَثَلُ جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ «يَتْبَعُونَ ٱلْحَمَلَ [يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ] حَيْثُمَا يَذْهَبُ».‏ —‏ رؤ ١٤:‏٤‏.‏

      الهيئة الحاكمة سنة ٢٠٠٩:‏ الاخوة لوش،‏ سبلاين،‏ بار،‏ جارس،‏ لت،‏ موريس،‏ بيرس،‏ هيرد،‏ وجاكسون

      ١٤ مَا سِرُّ وَحْدَةِ شَعْبِ يَهْوَهَ وَسْطَ عَالَمٍ تَغْزُوهُ ٱلِٱنْقِسَامَاتُ؟‏

      ١٤ فِي زَمَنِنَا هٰذَا،‏ تَسُودُ ٱلْوَحْدَةُ فِي ٱلْمُعْتَقَدَاتِ وَٱلسُّلُوكِ بَيْنَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلَّذِينَ يُقَارِبُ عَدَدُهُمْ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨ نَاشِرٍ مُوَزَّعِينَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,١٠٠ جَمَاعَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَمَا سِرُّ هٰذِهِ ٱلْوَحْدَةِ وَسْطَ عَالَمٍ تَغْزُوهُ ٱلِٱضْطِرَابَاتُ وَٱلِٱنْقِسَامَاتُ؟‏ يَرْجِعُ ٱلْفَضْلُ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى إِلَى ٱلْإِرْشَادِ ٱلْوَاضِحِ وَٱلْفَعَّالِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مِنْ خِلَالِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ كَمَا تَنْجُمُ ٱلْوَحْدَةُ أَيْضًا عَنْ تَعَاوُنِ ٱلْإِخْوَةِ طَوْعًا أَيْنَمَا كَانُوا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏

      ‏«فَرِحُوا بِٱلتَّشْجِيعِ» (‏اعمال ١٥:‏٣٠-‏٣٥‏)‏

      ١٥،‏ ١٦ إِلَامَ آلَتْ قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ،‏ وَمَاذَا أَدَّى إِلَى هٰذِهِ ٱلنِّهَايَةِ؟‏

      ١٥ حِينَ وَصَلَ وَفْدُ ٱلْإِخْوَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ،‏ «جَمَعُوا ٱلْجُمْهُورَ وَأَعْطَوْهُمُ ٱلرِّسَالَةَ».‏ وَهَلْ تَجَاوَبَ ٱلْإِخْوَةُ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟‏ نَقْرَأُ:‏ «لَمَّا قَرَأُوهَا [ٱلرِّسَالَةَ] فَرِحُوا بِٱلتَّشْجِيعِ».‏ (‏اع ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ وَتُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَيْضًا أَنَّ يَهُوذَا وَسِيلَا «شَجَّعَا ٱلْإِخْوَةَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ وَقَوَّيَاهُمْ».‏ وَهٰكَذَا،‏ كَانَا هُمَا أَيْضًا «نَبِيَّيْنِ» تَمَامًا كَبَرْنَابَا وَبُولُسَ وَغَيْرِهِمَا.‏ فَقَدْ أُطْلِقَ هٰذَا ٱللَّقَبُ عَلَى مَنْ أَعْلَنَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ وَعَرَّفَ ٱلنَّاسَ بِهَا.‏ —‏ اع ١٣:‏١؛‏ ١٥:‏٣٢؛‏ خر ٧:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٦ لَقَدْ آلَتِ ٱلْأُمُورُ إِلَى نِهَايَةٍ سَعِيدَةٍ.‏ وَمَا مِفْتَاحُ هٰذَا ٱلنَّجَاحِ؟‏ إِنَّهُ بِلَا رَيْبٍ ٱلْإِرْشَادُ ٱلْوَاضِحُ ٱلَّذِي قَدَّمَتْهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ بِنَاءً عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَتَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْأُسْلُوبَ ٱلْحُبِّيَّ ٱلَّذِي ٱعْتُمِدَ فِي إِبْلَاغِ ٱلْجَمَاعَاتِ بِٱلْقَرَارِ.‏ وَلَا شَكَّ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ كُلَّ ٱلْجُهُودِ ٱلْمَبْذُولَةِ لِبَتِّ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ.‏

      ١٧ مَا أَوْجُهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَخِدْمَةِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٧ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ تَسِيرُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى دَرْبِ مَثِيلَتِهَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ فَتُقَدِّمُ ٱلْإِرْشَادَ فِي حِينِهِ لِمَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ وَعِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ،‏ تُبَلَّغُ ٱلْجَمَاعَاتُ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَمُبَاشِرٍ.‏ كَيْفَ؟‏ إِحْدَى ٱلْوَسَائِلِ هِيَ زِيَارَاتُ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمُتَفَانُونَ يَزُورُونَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْوَاحِدَةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى مُقَدِّمِينَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلْوَاضِحَ وَٱلتَّشْجِيعَ ٱلْحُبِّيَّ.‏ وَعَلَى غِرَارِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا،‏ يَقْضُونَ وَقْتًا طَوِيلًا ‹يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِكَلِمَةِ يَهْوَهَ مَعَ آخَرِينَ كَثِيرِينَ›.‏ (‏اع ١٥:‏٣٥‏)‏ وَهُمْ يَتَمَثَّلُونَ بِيَهُوذَا وَسِيلَا أَيْضًا إِذْ ‹يُشَجِّعُونَ ٱلْإِخْوَةَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ وَيُقَوُّونَهُمْ›.‏

      ١٨ كَيْفَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ أَلَّا يَخْسَرَ بَرَكَتَهُ؟‏

      ١٨ وَمَاذَا عَنِ ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟‏ مَاذَا يَحْفَظُ ٱلسَّلَامَ وَٱلِٱنْسِجَامَ بَيْنَ أَعْضَائِهَا وَسْطَ عَالَمٍ يُرَوِّجُ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَعْقُوبَ نَفْسَهُ كَتَبَ لَاحِقًا:‏ «أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ،‏ ثُمَّ مُسَالِمَةٌ،‏ مُتَعَقِّلَةٌ،‏ مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ .‏ .‏ .‏ وَثَمَرُ ٱلْبِرِّ يُزْرَعُ فِي ٱلسَّلَامِ لِصَانِعِي ٱلسَّلَامِ».‏ (‏يع ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ تُرَى هَلْ كَتَبَ يَعْقُوبُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ وَفِي بَالِهِ ٱلِٱجْتِمَاعُ فِي أُورُشَلِيمَ؟‏ لَا نَعْرِفُ ٱلْجَوَابَ عَلَى وَجْهِ ٱلْيَقِينِ.‏ لٰكِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ١٥ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنْ لَا سَبِيلَ إِلَى نَيْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ إِلَّا بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلتَّعَاوُنِ.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّ جَمَاعَةَ أَنْطَاكِيَةَ نَعِمَتْ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ؟‏ (‏ب)‏ لِأَيِّ عَمَلٍ تَفَرَّغَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا ٱلْآنَ؟‏

      ١٩ خِتَامًا،‏ نَعِمَتْ جَمَاعَةُ أَنْطَاكِيَةَ دُونَ شَكٍّ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ.‏ فَعِوَضَ مُجَادَلَةِ ٱلْوَفْدِ مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏ أَعَزَّ ٱلْإِخْوَةُ هُنَاكَ زِيَارَةَ يَهُوذَا وَسِيلَا وَلَمْ يُطْلِقُوهُمَا إِلَّا «بَعْدَ أَنْ قَضَيَا زَمَانًا».‏d (‏اع ١٥:‏٣٣‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ فِي أُورُشَلِيمَ فَرِحُوا هُمْ أَيْضًا حِينَ سَمِعُوا تَقْرِيرَهُمَا عَنِ ٱلرِّحْلَةِ.‏ فَبِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ،‏ أَنْجَزَا مُهِمَّتَهُمَا بِنَجَاحٍ.‏

      ٢٠ وَٱلْآنَ بَاتَ بِإِمْكَانِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا ٱللَّذَيْنِ مَكَثَا فِي أَنْطَاكِيَةَ أَنْ يُرَكِّزَا جُهُودَهُمَا عَلَى تَوَلِّي ٱلْقِيَادَةِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ مَرَّةً جَدِيدَةً،‏ أَلَا يُذَكِّرُنَا عَمَلُهُمَا بِزِيَارَاتِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ لِلْجَمَاعَاتِ؟‏ حَقًّا،‏ إِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ بَرَكَةٌ قَيِّمَةٌ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ!‏ (‏اع ١٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَفِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي،‏ سَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ تَالِيًا بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَبَارَكَهُمَا.‏

      اخوة يحضرون محفلا

      اخوة يستفيدون من التدابير الروحية التي تقدمها الهيئة الحاكمة وممثليها

      a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏يَعْقُوبُ ‹أَخُو ٱلرَّبِّ›‏‏».‏

      b أَشَارَ يَعْقُوبُ عَنْ حِكْمَةٍ إِلَى كِتَابَاتِ مُوسَى.‏ فَهٰذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ لَمْ تَضُمَّ ٱلشَّرِيعَةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ رَوَتْ أَيْضًا عَنْ تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ وَكَشَفَتْ عَنْ مَشِيئَتِهِ حَتَّى قَبْلَمَا كَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِنَّ نَظْرَةَ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلدَّمِ وَٱلزِّنَى وَٱلصَّنَمِيَّةِ وَاضِحَةٌ تَمَامَ ٱلْوُضُوحِ فِي سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ.‏ (‏تك ٩:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢٠:‏٢-‏٩؛‏ ٣٥:‏٢،‏ ٤‏)‏ وَهٰكَذَا كَشَفَ يَهْوَهُ مَبَادِئَ تَسْرِي عَلَى ٱلْبَشَرِ جَمِيعًا،‏ يَهُودًا كَانُوا أَمْ أُمَمِيِّينَ.‏

      c اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏كَيْفَ تُنَظَّمُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْيَوْمَ؟‏‏».‏

      d فِي ٱلْعَدَدِ ٣٤،‏ تُضِيفُ بَعْضُ تَرْجَمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَلِمَاتٍ مُفَادُهَا أَنَّ سِيلَا ٱخْتَارَ ٱلْبَقَاءَ فِي أَنْطَاكِيَةَ.‏ (‏اُنْظُرْ مَثَلًا تَرْجَمَةُ فَانْدَايْك وَ اَلتَّرْجَمَةُ ٱلْيَسُوعِيَّةُ.‏‏)‏ غَيْرَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ زِيدَتْ لَاحِقًا كَمَا يَظْهَرُ عَلَى ٱلنَّصِّ ٱلْأَصْلِيِّ.‏

  • ‏«خلاف وجدال ليس بقليل»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • الفصل ١٣

      ‏«خِلَافٌ وَجِدَالٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ»‏

      قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ تُعْرَضُ عَلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ

      مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ١٥:‏١-‏١٢

      ١-‏٣ (‏أ)‏ أَيُّ تَطَوُّرَاتٍ هَدَّدَتْ بِتَقْسِيمِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ دَرْسِ رِوَايَةِ ٱلْأَعْمَالِ؟‏

      تَنْتَهِي ٱلرِّحْلَةُ ٱلْإِرْسَالِيَّةُ ٱلْأُولَى فَيَعُودُ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ وَٱلدُّنْيَا تَكَادُ لَا تَسَعُهُمَا مِنَ ٱلْفَرَحِ.‏ فَيَهْوَهُ «فَتَحَ لِلْأُمَمِ بَابًا لِلْإِيمَانِ».‏ (‏اع ١٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وَفِي أَنْطَاكِيَةَ نَفْسِهَا كَانَ قَدِ ٱنْضَمَّ «عَدَدٌ كَثِيرٌ» مِنَ ٱلْأُمَمِيِّينَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ،‏ فَبَاتَتِ ٱلْبِشَارَةُ هُنَاكَ حَدِيثَ ٱلسَّاعَةِ.‏ —‏ اع ١١:‏٢٠-‏٢٦‏.‏

      ٢ وَسُرْعَانَ مَا يَسْمَعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ عَنْ هٰذَا ٱلنُّمُوِّ ٱلْمُذْهِلِ.‏ وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يَفْرَحَ ٱلْجَمِيعُ،‏ تُوقِظُ هٰذِهِ ٱلْأَخْبَارُ نَارًا تَحْتَ ٱلرَّمَادِ وَتُذْكِي ٱلْجَدَلَ ٱلدَّائِرَ حَوْلَ ٱلْخِتَانِ.‏ فَمَا ٱلْعَلَاقَةُ ٱلْمُثْلَى بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ؟‏ وَأَيُّ نَظْرَةٍ إِلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ يَنْبَغِي لِلْأُمَمِيِّينَ تَبَنِّيهَا؟‏ تُوقِعُ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ خِلَافًا خَطِيرًا يُهَدِّدُ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَكَيْفَ تُبَتُّ؟‏

      ٣ لِنَتَمَعَّنْ فِي مَا يَلِي فِي رِوَايَةِ ٱلْأَعْمَالِ،‏ فَنَسْتَقِيَ دُرُوسًا قَيِّمَةً تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلسُّلُوكِ بِحِكْمَةٍ فِي حَالِ نَشَأَتْ فِي أَيَّامِنَا قَضَايَا تُهَدِّدُ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      ‏«إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا» (‏اعمال ١٥:‏١‏)‏

      ٤ أَيُّ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ رَوَّجَ لَهَا بَعْضُ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ وَأَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟‏

      ٤ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ لُوقَا:‏ «نَزَلَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ [إِلَى أَنْطَاكِيَةَ] وَٱبْتَدَأُوا يُعَلِّمُونَ ٱلْإِخْوَةَ،‏ قَائِلِينَ:‏ ‹إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا بِحَسَبِ عَادَةِ مُوسَى،‏ فَلَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَخْلُصُوا›».‏ (‏اع ١٥:‏١‏)‏ لَا يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ هَلْ كَانَ هٰؤُلَاءِ ‹ٱلْقَوْمُ› فَرِّيسِيِّينَ قَبْلَ ٱهْتِدَائِهِمْ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ لٰكِنَّهُمْ عَلَى مَا يَبْدُو تَأَثَّرُوا بِهٰذِهِ ٱلْبِدْعَةِ مِنْ حَيْثُ تَمَسُّكُهَا بِحَرْفِيَّةِ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ وَرُبَّمَا ٱدَّعَوْا زُورًا أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلِسَانِ ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏اع ١٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَلٰكِنْ رُبَّ قَائِلٍ يَقُولُ:‏ ‹مَاذَا يَدْفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ إِلَى تَرْوِيجِ ٱلْخِتَانِ بَعْدَ مُرُورِ ١٣ سَنَةً تَقْرِيبًا عَلَى قُبُولِ بُطْرُسَ ٱلْأُمَمِيِّينَ ٱلْغُلْفَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱللّٰهِ؟‏›.‏a —‏ اع ١٠:‏٢٤-‏٢٩،‏ ٤٤-‏٤٨‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَسْبَابٍ مُحْتَمَلَةٍ دَفَعَتْ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ إِلَى ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْخِتَانِ؟‏ (‏ب)‏ أَوْضِحُوا هَلْ كَانَ عَهْدُ ٱلْخِتَانِ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

      ٥ قَدْ يُعْزَى تَصَرُّفُهُمْ إِلَى عِدَّةِ أَسْبَابٍ.‏ نَذْكُرُ مِنْهَا أَنَّ يَهْوَهَ نَفْسَهَ هُوَ مَنْ أَوْصَى بِخِتَانِ ٱلذُّكُورِ،‏ دَلَالَةً عَلَى حِيَازَةِ عَلَاقَةٍ مُمَيَّزَةٍ بِهِ.‏ وَٱلْخِتَانُ فِي ٱلْأَصْلِ سَبَقَ عَهْدَ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ فَإِبْرَاهِيمُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ كَانُوا أَوَّلَ مَنِ ٱخْتَتَنُوا.‏b ثُمَّ أَصْبَحَ هٰذَا ٱلْمَطْلَبُ جُزْءًا مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ (‏لا ١٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ حَتَّى ٱلْغُرَبَاءُ وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُطَبِّقُوهُ لِكَيْ يَتَمَتَّعُوا بِٱمْتِيَازَاتٍ مُعَيَّنَةٍ،‏ كَتَنَاوُلِ ٱلْفِصْحِ مَثَلًا.‏ (‏خر ١٢:‏٤٣،‏ ٤٤،‏ ٤٨،‏ ٤٩‏)‏ أَمَّا ٱلْغُلْفُ فَكَانُوا نَجِسِينَ وَمُحْتَقَرِينَ فِي نَظَرِ ٱلْيَهُودِ.‏ —‏ اش ٥٢:‏١‏.‏

      ٦ لَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ ٱلتَّكَيُّفَ مَعَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱسْتَلْزَمَ إِيمَانًا وَتَوَاضُعًا مِنْ جِهَةِ ٱلْيَهُودِ ٱلْمُهْتَدِينَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَقَدْ حَلَّ عَهْدٌ جَدِيدٌ مَحَلَّ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ وَلَمْ يَعُدْ بِٱلتَّالِي ٱلْمَوْلُودُونَ فِي ٱلْأُمَّةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ يَنْتَمُونَ تِلْقَائِيًّا إِلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ هٰذَا وَإِنَّ ٱلشَّجَاعَةَ كَانَتْ ضَرُورِيَّةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَائِشِينَ فِي مُحِيطٍ يَهُودِيٍّ،‏ كَمِنْطَقَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مَثَلًا.‏ فَلَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَيْهِمْ أَنْ يُعْلِنُوا إِيمَانَهُمْ بِٱلْمَسِيحِ وَيَقْبَلُوا ٱلْأُمَمِيِّينَ ٱلْغُلْفَ رُفَقَاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ —‏ ار ٣١:‏٣١-‏٣٣؛‏ لو ٢٢:‏٢٠‏.‏

      ٧ أَيُّ حَقِيقَةٍ لَمْ يَفْهَمْهَا «قَوْمٌ» مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ؟‏

      ٧ فَمَاذَا إِذًا،‏ هَلْ تَغَيَّرَتْ مَقَايِيسُ ٱللّٰهِ؟‏ طَبْعًا لَا،‏ بِدَلِيلِ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ تَضَمَّنَ رُوحَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٦-‏٤٠‏)‏ فَعَنِ ٱلْخِتَانِ كَتَبَ بُولُسُ لَاحِقًا:‏ «اَلْيَهُودِيُّ هُوَ مَنْ كَانَ فِي ٱلْبَاطِنِ يَهُودِيًّا،‏ وَخِتَانُهُ هُوَ خِتَانُ ٱلْقَلْبِ بِٱلرُّوحِ،‏ لَا بِشَرِيعَةٍ مَكْتُوبَةٍ».‏ ‏(‏رو ٢:‏٢٩؛‏ تث ١٠:‏١٦‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ‹ٱلْقَوْمَ› ٱلنَّازِلِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ لَمْ يَفْهَمُوا هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ،‏ بَلْ أَكَّدُوا أَنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يُبْطِلْ قَطُّ شَرِيعَةَ ٱلْخِتَانِ.‏ فَهَلْ يُصْغُونَ إِلَى صَوْتِ ٱلْمَنْطِقِ؟‏

      تَعَالِيمُ «ٱلْإِخْوَةِ ٱلدَّجَّالِينَ»‏

      بَعْدَمَا بَتَّتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ قَضِيَّةَ ٱلْخِتَانِ،‏ أَبَى بَعْضُ ٱلْمُدَّعِينَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِعِنَادٍ إِنْهَاءَ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَدَعَاهُمُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ‹إِخْوَةً دَجَّالِينَ›،‏ وَقَالَ عَنْهُمْ:‏ «يُرِيدُونَ تَحْرِيفَ ٱلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ غل ١:‏٧؛‏ ٢:‏٤؛‏ تي ١:‏١٠‏.‏

      وَكَانَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلدَّجَّالُونَ يُحَاوِلُونَ عَلَى مَا يَبْدُو أَنْ يَمْتَصُّوا غَضَبَ ٱلْيَهُودِ لِئَلَّا يُقَاوِمُوا ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِشَرَاسَةٍ.‏ (‏غل ٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فَزَعَمُوا أَنَّ ٱلْمَرْءَ لَا يُدْرِكُ ٱلْبِرَّ إِلَّا بِحِفْظِ أَعْمَالِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ فِي مَسَائِلَ كَٱلطَّعَامِ وَٱلْخِتَانِ وَٱلْأَعْيَادِ ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ —‏ كو ٢:‏١٦‏.‏

      فَلَا عَجَبَ أَنَّ مَنْ تَبَنَّوْا هٰذِهِ ٱلْآرَاءَ لَمْ يَرْتَاحُوا فِي حَضْرَةِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ.‏ وَبِكُلِّ أَسَفٍ،‏ تَفَشَّى هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْخَاطِئُ بَيْنَ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْتَبَرِينَ ذَوِي ٱلْأُصُولِ ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ عِنْدَمَا زَارَ بَعْضُ أَعْضَاءِ جَمَاعَةِ أُورُشَلِيمَ مَدِينَةَ أَنْطَاكِيَةَ،‏ فَرَزُوا أَنْفُسَهُمْ عَنْ إِخْوَتِهِمِ ٱلْأُمَمِيِّينَ.‏ حَتَّى إِنَّ بُطْرُسَ أَيْضًا أَخَذَ يَتَنَحَّى عَنْهُمْ وَمَا عَادَ يَأْكُلُ مَعَهُمْ،‏ هُوَ ٱلَّذِي ٱعْتَادَ مُعَاشَرَتَهُمْ سَابِقًا دُونَ أَيِّ تَحَفُّظٍ.‏ تَخَيَّلْ:‏ لَقَدْ خَالَفَ بُطْرُسُ ٱلْمَبَادِئَ ذَاتَهَا ٱلَّتِي دَافَعَ عَنْهَا فِي وَقْتٍ سَابِقٍ.‏ فَتَلَقَّى عَلَى ٱلْأَثَرِ مَشُورَةً قَوِيَّةً مِنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ —‏ غل ٢:‏١١-‏١٤‏.‏

      ‏«خِلَافٌ وَجِدَالٌ» (‏اعمال ١٥:‏٢‏)‏

      ٨ لِمَ رُفِعَتْ مَسْأَلَةُ ٱلْخِتَانِ إِلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي أُورُشَلِيمَ؟‏

      ٨ يُتَابِعُ لُوقَا:‏ «لَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا خِلَافٌ وَجِدَالٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ مَعَهُمْ،‏ رَتَّبُوا [ٱلشُّيُوخُ] أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَقَوْمٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هٰذِهِ ٱلْمُجَادَلَةِ».‏c (‏اع ١٥:‏٢‏)‏ كَشَفَ وُقُوعُ «خِلَافٍ وَجِدَالٍ» عَنْ مَوَاقِفَ رَاسِخَةٍ وَٱقْتِنَاعَاتٍ لَا تَتَزَعْزَعُ عِنْدَ ٱلْفَرِيقَيْنِ.‏ وَلَمْ يَكُنْ فِي وِسْعِ جَمَاعَةِ أَنْطَاكِيَةَ ٱلْبَتُّ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ وَحِرْصًا مِنْهَا عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ،‏ قَرَّرَتِ ٱلْجَمَاعَةُ بِحِكْمَةٍ أَنْ تُرْفَعَ ٱلْقَضِيَّةُ إِلَى «ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ» ٱلَّذِينَ أَلَّفُوا ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ شُيُوخِ أَنْطَاكِيَةَ؟‏

      بعض الاخوة من جماعة اورشليم في القرن الاول يتجادلون مع بولس وبرنابا

      أصرَّ البعض قائلين:‏ «يجب ان .‏.‏.‏ يوصى [الامميون] بحفظ شريعة موسى»‏

      ٩،‏ ١٠ كَيْفَ رَسَمَ ٱلْإِخْوَةُ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَبُولُسُ وَبَرْنَابَا مِثَالًا حَسَنًا لَنَا؟‏

      ٩ إِنَّ أَحَدَ ٱلدُّرُوسِ ٱلْقَيِّمَةِ ٱلَّتِي نَسْتَقِيهَا هُوَ ضَرُورَةُ ٱلثِّقَةِ بِهَيْئَةِ ٱللّٰهِ.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي:‏ لَقَدْ عَرَفَ ٱلْإِخْوَةُ فِي أَنْطَاكِيَةَ أَنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ مُؤَلَّفَةٌ بِٱلْكَامِلِ مِنْ يَهُودٍ ٱهْتَدَوْا إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يُخَامِرْهُمُ ٱلشَّكُّ فِي أَنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ سَتَبُتُّ مَسْأَلَةَ ٱلْخِتَانِ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ فَقَدْ كَانُوا مُتَيَقِّنِينَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ وَيَسُوعَ رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٨،‏ ٢٠؛‏ اف ١:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَلْنَقْتَدِ إِذًا بِمِثَالِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَنْطَاكِيَةَ حِينَ تَنْشَأُ قَضَايَا خَطِيرَةٌ وَاثِقِينَ بِهَيْئَةِ ٱللّٰهِ وَٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ.‏

      ١٠ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ تُرَسِّخُ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ فِي ذِهْنِنَا قِيمَةَ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلصَّبْرِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ تَعْيِينَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا بِٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْأُمَمِ أَتَى مُبَاشَرَةً مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ لَمْ يَلْجَأَا إِلَى هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةِ لِحَسْمِ مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ فَوْرًا فِي أَنْطَاكِيَةَ.‏ (‏اع ١٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «صَعِدْتُ [إِلَى أُورُشَلِيمَ] نَتِيجَةَ كَشْفٍ»،‏ مِمَّا يُشِيرُ أَنَّهُ نَالَ إِرْشَادًا إِلٰهِيًّا فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ (‏غل ٢:‏٢‏)‏ وَٱلْيَوْمَ يَسْعَى ٱلشُّيُوخُ إِلَى ٱلتَّحَلِّي بِهٰذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلْمُتَوَاضِعِ وَٱلصَّبُورِ حِينَ تَنْشَأُ مَسَائِلُ تُهَدِّدُ ٱلْوَحْدَةَ.‏ فَعِوَضَ أَنْ يَكُونُوا مُخَاصِمِينَ،‏ يَطْلُبُونَ تَوْجِيهَ يَهْوَهَ بِٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَإِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ.‏ —‏ في ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ١١،‏ ١٢ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ؟‏

      ١١ وَفِي حَالَاتٍ أُخْرَى،‏ قَدْ نُضْطَرُّ إِلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ لِيُوَضِّحَ مَسْأَلَةً مَا عَلَى غِرَارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَيَّامَ بُولُسَ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَبُتَّ قَضِيَّةَ ٱلْخِتَانِ حَتَّى ٱلْعَامِ ٤٩ ب‌م تَقْرِيبًا،‏ أَيْ بَعْدَ مُرُورِ نَحْوِ ١٣ سَنَةً مِنْ مَسْحِ كَرْنِيلِيُوسَ عَامَ ٣٦ ب‌م.‏ فَلِمَ تَرَكَ ٱلْمَسْأَلَةَ مُعَلَّقَةً كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمُدَّةِ؟‏ رُبَّمَا رَغِبَ فِي إِعْطَاءِ ٱلْيَهُودِ ٱلْمُخْلِصِينَ مُهْلَةً كَافِيَةً لِيَتَأَقْلَمُوا مَعَ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرِ ٱلْجَذْرِيِّ.‏ فَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ كَانَ عَهْدُ ٱلْخِتَانِ آنَذَاكَ عُمْرُهُ ٩٠٠‏,١ سَنَةٍ،‏ وَقَدْ قُطِعَ مَعَ سَلَفِهِمِ ٱلْمُكَرَّمِ إِبْرَاهِيمَ.‏ لِذَا لَمْ يَكُنْ إِنْهَاؤُهُ مَسْأَلَةً تَمُرُّ مُرُورَ ٱلْكِرَامِ.‏ —‏ يو ١٦:‏١٢‏.‏

      ١٢ حَقًّا إِنَّهُ لَٱمْتِيَازٌ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ أَنْ يُعَلِّمَنَا وَيَصُوغَنَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ وَٱلصَّبُورُ!‏ فَٱلنَّتَائِجُ دَائِمًا تَصُبُّ فِي مَصْلَحَتِنَا.‏ (‏اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٦٤:‏٨‏)‏ فَلْنَمْتَنِعْ إِذًا عَنِ ٱلْإِصْرَارِ بِتَكَبُّرٍ عَلَى آرَائِنَا ٱلْخَاصَّةِ وَرَفْضِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ أَوِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي فَهْمِ بَعْضِ ٱلْآيَاتِ.‏ (‏جا ٧:‏٨‏)‏ وَفِي حَالِ كَشَفْتَ فِي نَفْسِكَ مَيْلًا كَهٰذَا وَلَوْ كَانَ طَفِيفًا،‏ صَلِّ لِيَهْوَهَ وَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمَبَادِئِ ٱلْفَعَّالَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ١٥‏.‏d

      ١٣ كَيْفَ نَعْكِسُ صَبْرَ يَهْوَهَ فِي خِدْمَتِنَا؟‏

      ١٣ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلصَّبْرِ عِنْدَمَا نَدْرُسُ مَعَ أَشْخَاصٍ يَسْتَصْعِبُونَ تَرْكَ مُعْتَقَدَاتٍ أَوْ عَادَاتٍ بَاطِلَةٍ طَالَمَا كَانَتْ عَزِيزَةً عَلَى قَلْبِهِمْ.‏ فَرُبَّمَا يَلْزَمُ عِنْدَئِذٍ أَنْ نَسْمَحَ بِمُرُورِ وَقْتٍ كَافٍ لِيَعْمَلَ رُوحُ ٱللّٰهِ فِي قُلُوبِهِمْ.‏ (‏١ كو ٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ كَمَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُصَلِّيَ بِهٰذَا ٱلْخُصُوصِ.‏ وَٱللّٰهُ بِدَوْرِهِ يُسَاعِدُنَا بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ لِنَسْتَدِلَّ عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ ٱلْحَكِيمِ.‏ —‏ ١ يو ٥:‏١٤‏.‏

      عَلَامَ يُؤَسِّسُ شُهُودُ يَهْوَهَ مُعْتَقَدَاتِهِمْ؟‏

      لَطَالَمَا شَعَّ ٱلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ شَيْئًا فَشَيْئًا لِلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ وَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْبَاكِرَةُ خَيْرُ مِثَالٍ فِي ذٰلِكَ.‏ (‏ام ٤:‏١٨؛‏ دا ١٢:‏٤،‏ ٩،‏ ١٠؛‏ اع ١٥:‏٧-‏٩‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُكَيِّفُ شُهُودُ يَهْوَهَ مُعْتَقَدَاتِهِمْ لِتُلَائِمَ ٱلنُّورَ ٱلْمُتَزَايِدَ وَلَا يُقَوْلِبُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لِتُنَاسِبَ وُجْهَةَ نَظَرِهِمْ.‏ وَقَدْ لَاحَظَ عِدَّةُ مُرَاقِبِينَ مُحَايِدِينَ هٰذَا ٱلْوَاقِعَ.‏ أَحَدُ هٰؤُلَاءِ هُوَ جَايْسُون دَايْفِيد بَدُون،‏ أُسْتَاذٌ مُشَارِكٌ مُخْتَصٌّ بِٱلدِّرَاسَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ فِي جَامِعَةِ آرِيزُونَا ٱلشَّمَالِيَّةِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ اَلصِّدْقُ فِي ٱلتَّرْجَمَةِ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يُقَارِبُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ «بِتَجَرُّدٍ وَيُؤَسِّسُونَ مَجْمُوعَ مُعْتَقَدَاتِهِمْ وَمُمَارَسَاتِهِمْ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ،‏ لَا كَمَا يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونَ».‏

      رَوَوْا «بِٱلتَّفْصِيلِ» ٱخْتِبَارَاتٍ مُشَجِّعَةً (‏اعمال ١٥:‏٣-‏٥‏)‏

      ١٤،‏ ١٥ كَيْفَ أَكْرَمَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي أَنْطَاكِيَةَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَٱلْمُسَافِرِينَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَكَيْفَ كَانَ ٱلْوَفْدُ بَرَكَةً لِإِخْوَانِهِمْ؟‏

      ١٤ تُكْمِلُ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَسَائِرِ ٱلْمُسَافِرِينَ:‏ «هٰؤُلَاءِ،‏ بَعْدَ أَنْ شَيَّعَتْهُمُ ٱلْجَمَاعَةُ،‏ تَابَعُوا طَرِيقَهُمْ عَبْرَ فِينِيقِيَةَ وَٱلسَّامِرَةِ،‏ يَرْوُونَ بِٱلتَّفْصِيلِ ٱهْتِدَاءَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ،‏ فَكَانُوا يُسَبِّبُونَ فَرَحًا عَظِيمًا لِجَمِيعِ ٱلْإِخْوَةِ».‏ (‏اع ١٥:‏٣‏)‏ حِينَ خَرَجَ أَعْضَاءُ جَمَاعَةِ أَنْطَاكِيَةَ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُسَافِرِينَ لِيُوَدِّعُوهُمْ،‏ أَعْرَبُوا عَنِ ٱلْإِكْرَامِ وَٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ نَحْوَهُمْ وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ يَتَمَنَّوْنَ لَهُمْ بَرَكَةَ ٱللّٰهِ.‏ وَفِي هٰذَا مِثَالٌ آخَرُ رَسَمُوهُ لَنَا.‏ فَهَلْ نُكْرِمُ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ «وَخُصُوصًا [ٱلشُّيُوخَ] ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي ٱلْكَلِمَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ»؟‏ —‏ ١ تي ٥:‏١٧‏.‏

      ١٥ عَلَى ٱلطَّرِيقِ،‏ كَانَ أَعْضَاءُ ٱلْوَفْدِ بَرَكَةً لِإِخْوَانِهِمْ فِي فِينِيقِيَةَ وَٱلسَّامِرَةِ،‏ إِذْ رَوَوْا لَهُمْ «بِٱلتَّفْصِيلِ» ٱخْتِبَارَاتٍ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ لِلْأُمَمِيِّينَ.‏ وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ بَيْنِ سَامِعِيهِمْ مَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ هَرَبُوا إِلَى هُنَاكَ بَعْدَ ٱسْتِشْهَادِ إِسْتِفَانُوسَ.‏ أَوَلَا نَتَشَجَّعُ نَحْنُ أَيْضًا،‏ لَا سِيَّمَا مَنْ يُعَانُونَ ٱلْمِحَنَ بَيْنَنَا،‏ عِنْدَمَا نَسْمَعُ أَنْبَاءً عَنْ بَرَكَةِ يَهْوَهَ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏ فَلْنَسْتَفِدْ إِذًا بِٱلْكَامِلِ مِنْ هٰذِهِ ٱلتَّقَارِيرِ بِقِرَاءَةِ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ وَقِصَصِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّادِرَةِ فِي مَطْبُوعَاتِنَا وَبِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏

      ١٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ قَضِيَّةَ ٱلْخِتَانِ بَاتَتْ مَسْأَلَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏

      ١٦ بَعْدَمَا ٱجْتَازَ ٱلْوَفْدُ نَحْوَ ٥٥٠ كلم جَنُوبًا،‏ وَصَلُوا أَخِيرًا إِلَى وُجْهَتِهِمْ.‏ كَتَبَ لُوقَا:‏ «لَمَّا وَصَلُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ ٱسْتَقْبَلَتْهُمُ ٱلْجَمَاعَةُ وَٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ بِٱلتَّرْحَابِ،‏ فَقَصُّوا عَلَيْهِمِ ٱلْأُمُورَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا ٱللّٰهُ بِوَاسِطَتِهِمْ.‏ لٰكِنَّ قَوْمًا مِنْ بِدْعَةِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا،‏ قَامُوا وَقَالُوا:‏ ‹يَجِبُ أَنْ يُخْتَنُوا وَيُوصَوْا بِحِفْظِ شَرِيعَةِ مُوسَى›».‏ (‏اع ١٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ قَضِيَّةَ خِتَانِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ بَاتَتْ مَسْأَلَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَا تَحْتَمِلُ ٱلتَّأْجِيلَ.‏

      ‏«اِجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ» (‏اعمال ١٥:‏٦-‏١٢‏)‏

      ١٧ مَنْ أَلَّفُوا ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ وَلِمَ كَانَ «ٱلشُّيُوخُ» مِنْ بَيْنِ أَعْضَائِهَا؟‏

      ١٧ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٣:‏١٠‏:‏ «مَعَ ٱلْمُتَشَاوِرِينَ حِكْمَةٌ».‏ وَٱنْسِجَامًا مَعَ هٰذَا ٱلْمَبْدَإِ ٱلْحَكِيمِ،‏ «ٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ لِيَنْظُرُوا فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ [ٱلْخِتَانِ]».‏ (‏اع ١٥:‏٦‏)‏ فَقَدْ مَثَّلَ «ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ» قَدِيمًا ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِرُمَّتِهَا،‏ تَمَامًا كَٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ لِمَ عَمِلَ ٱلرُّسُلُ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ «ٱلشُّيُوخِ»؟‏ لَا نَنْسَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ يَعْقُوبَ كَانَ قَدْ أُعْدِمَ،‏ وَٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ سُجِنَ أَقَلُّهُ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَمَنْ يَدْرِي هَلْ يَحُلُّ بِٱلرُّسُلِ ٱلْآخَرِينَ مَصِيرٌ مُشَابِهٌ؟‏ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ وُجُودَ رِجَالٍ مَمْسُوحِينَ أَكْفَاءَ مِثْلَهُمْ يُسَاعِدُ عَلَى تَأْمِينِ ٱلِٱسْتِمْرَارِيَّةِ فِي ٱلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      ١٨،‏ ١٩ أَيُّ كَلِمَاتٍ مُقْنِعَةٍ تَفَوَّهَ بِهَا بُطْرُسُ،‏ وَمَاذَا يُسْتَخْلَصُ مِنْهَا؟‏

      ١٨ يُطْلِعُنَا لُوقَا عَلَى مَا جَرَى تَالِيًا:‏ «لَمَّا حَصَلَ جِدَالٌ كَثِيرٌ،‏ قَامَ بُطْرُسُ وَقَالَ .‏ .‏ .‏:‏ ‹أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ جَيِّدًا أَنَّهُ مُنْذُ ٱلْأَيَّامِ ٱلْبَاكِرَةِ،‏ ٱخْتَارَنِي ٱللّٰهُ مِنْ بَيْنِكُمْ كَيْ يَسْمَعَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ بِفَمِي كَلِمَةَ ٱلْبِشَارَةِ وَيُؤْمِنُوا.‏ وَٱللّٰهُ ٱلْعَارِفُ ٱلْقُلُوبَ قَدْ شَهِدَ،‏ إِذْ أَعْطَى لَهُمُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ،‏ كَمَا لَنَا أَيْضًا.‏ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ قَطُّ،‏ بَلْ نَقَّى قُلُوبَهُمْ بِٱلْإِيمَانِ›».‏ (‏اع ١٥:‏٧-‏٩‏)‏ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «جِدَالٍ» فِي ٱلْعَدَدِ ٱلسَّابِعِ تُشِيرُ أَيْضًا بِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ إِلَى «بَحْثٍ» أَوِ «ٱسْتِقْصَاءٍ».‏ فَعَلَى مَا يَبْدُو كَانَ لِلْإِخْوَةِ آرَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ عَبَّرُوا عَنْهَا بِحُرِّيَّةٍ تَامَّةٍ وَبِٱقْتِنَاعٍ.‏

      ١٩ لَقَدْ ذَكَّرَتْ كَلِمَاتُ بُطْرُسَ ٱلْمُقْنِعَةُ جَمِيعَ سَامِعِيهِ أَنَّهُ كَانَ حَاضِرًا فِي بَيْتِ ٱلْأُمَمِيِّ كَرْنِيلِيُوسَ حِينَ مُسِحَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ بِٱلرُّوحِ عَامَ ٣٦ ب‌م.‏ فَإِذَا تَوَقَّفَ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنِ ٱلتَّفْرِيقِ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِ،‏ فَبِأَيِّ سُلْطَةٍ يَتَمَسَّكُ ٱلْبَشَرُ بِهٰذِهِ ٱلنَّظْرَةِ؟‏!‏ زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْمَسِيحِ،‏ لَا حِفْظَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ هُوَ مَا يُنَقِّي قُلُوبَ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ —‏ غل ٢:‏١٦‏.‏

      ٢٠ كَيْفَ ‹ٱمْتَحَنَ› مُؤَيِّدُو ٱلْخِتَانِ ٱللّٰهَ؟‏

      ٢٠ خَتَمَ بُطْرُسُ حَدِيثَهُ مُسْتَنِدًا إِلَى ٱلشَّهَادَةِ ٱلْأَكِيدَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ.‏ ذَكَرَ:‏ «اَلْآنَ لِمَاذَا تَمْتَحِنُونَ ٱللّٰهَ بِفَرْضِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ ٱلتَّلَامِيذِ لَمْ يَقْدِرْ آبَاؤُنَا وَلَا نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟‏ وَلٰكِنْ،‏ بِنِعْمَةِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ نَثِقُ بِأَنْ نَخْلُصَ نَحْنُ كَمَا أُولٰئِكَ أَيْضًا».‏ (‏اع ١٥:‏١٠،‏ ١١‏)‏ كَانَ مُؤَيِّدُو ٱلْخِتَانِ ‹يَمْتَحِنُونَ ٱللّٰهَ› أَوْ ‹يُحَاوِلُونَ أَنْ يُغْضِبُوهُ› كَمَا تَذْكُرُ إِحْدَى ٱلتَّرْجَمَاتِ.‏ فَقَدْ حَاوَلُوا أَنْ يَفْرِضُوا عَلَى ٱلْأُمَمِ شَرَائِعَ لَمْ يَتَمَكَّنِ ٱلْيَهُودُ أَنْفُسُهُمْ مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ بِهَا كَامِلًا فَحُكِمَ عَلَيْهِمْ بِٱلْمَوْتِ.‏ (‏غل ٣:‏١٠‏)‏ أَفَمَا كَانَ أَجْدَرَ لَهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا ٱللّٰهَ عَلَى نِعْمَتِهِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ؟‏!‏

      ٢١ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ بَرْنَابَا وَبُولُسُ أَثْنَاءَ ٱلِٱجْتِمَاعِ؟‏

      ٢١ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ كَلِمَاتِ بُطْرُسَ أَصَابَتِ ٱلْحُضُورَ فِي ٱلصَّمِيمِ،‏ إِذْ نَقْرَأُ:‏ «سَكَتَ ٱلْجُمْهُورُ كُلُّهُ».‏ ثُمَّ رَاحَ بَرْنَابَا وَبُولُسُ يَرْوِيَانِ «ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْآيَاتِ وَٱلْعَلَامَاتِ ٱلْعَجِيبَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا ٱللّٰهُ عَلَى أَيْدِيهِمَا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏اع ١٥:‏١٢‏)‏ وَأَخِيرًا،‏ بَاتَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ قَادِرِينَ عَلَى تَقْيِيمِ جَمِيعِ ٱلْأَدِلَّةِ وَٱلتَّوَصُّلِ إِلَى قَرَارٍ يَعْكِسُ بِوُضُوحٍ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ.‏

      ٢٢-‏٢٤ (‏أ)‏ كَيْفَ تَقْتَدِي ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِ نَظِيرَتِهَا ٱلْبَاكِرَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ جَمِيعًا ٱلِٱحْتِرَامَ لِلتَّرْتِيبِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيِّ؟‏

      ٢٢ فِي أَيَّامِنَا أَيْضًا،‏ حِينَ يَجْتَمِعُ أَعْضَاءُ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ يَسْتَرْشِدُونَ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَيُصَلُّونَ بِحَرَارَةٍ طَالِبِينَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ.‏ (‏مز ١١٩:‏١٠٥؛‏ مت ٧:‏٧-‏١١‏)‏ وَلِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَعْكِسُ بِوُضُوحٍ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ،‏ يَتَسَلَّمُ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُمْ مُسْبَقًا جَدْوَلَ أَعْمَالٍ فَيَتَسَنَّى لَهُ ٱلتَّفْكِيرُ فِي ٱلْمَوْضُوعَاتِ ٱلْمُرَادِ بَحْثُهَا وَٱلصَّلَاةُ بِشَأْنِهَا.‏ (‏ام ١٥:‏٢٨‏)‏ وَفِي ٱلِٱجْتِمَاعِ،‏ يُعَبِّرُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَمْسُوحُونَ عَنْ آرَائِهِمْ بِحُرِّيَّةٍ وَٱحْتِرَامٍ وَيَسْتَشِيرُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مِرَارًا عَدِيدَةً.‏

      ٢٣ وَٱلشُّيُوخُ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ أَيْضًا يَقْتَدُونَ بِمِثَالِ إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَفِي حَالِ تَدَاوَلُوا مَسْأَلَةً خَطِيرَةً خِلَالَ ٱجْتِمَاعِ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ وَلَمْ يَتَوَصَّلُوا إِلَى نَتِيجَةٍ،‏ يَسْتَشِيرُونَ مَكْتَبَ ٱلْفَرْعِ ٱلْمَحَلِّيِّ أَوْ مُمَثِّلِيهِ ٱلْمُعَيَّنِينَ،‏ كَٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ.‏ وَإِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ،‏ يُرَاسِلُ ٱلْفَرْعُ بِدَوْرِهِ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ.‏

      ٢٤ حَقًّا يُبَارِكُ يَهْوَهُ مَنْ يَحْتَرِمُونَ ٱلتَّرْتِيبَ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّ وَيُعْرِبُونَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَلَاءِ وَٱلصَّبْرِ.‏ وَكَمَا يُظْهِرُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي،‏ يُكَافِئُهُمْ بِٱلسَّلَامِ ٱلْحَقِيقِيِّ وَٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ وَٱلْوَحْدَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏

      a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏تَعَالِيمُ ‹ٱلْإِخْوَةِ ٱلدَّجَّالِينَ›‏‏».‏

      b لَمْ يَكُنْ عَهْدُ ٱلْخِتَانِ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ ٱلَّذِي لَا يَزَالُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ.‏ فَٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ صَارَ نَافِذًا عَامَ ١٩٤٣ ق‌م عِنْدَمَا عَبَرَ إِبْرَاهِيمُ (‏أَبْرَامُ)‏ ٱلْفُرَاتَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى كَنْعَانَ.‏ وَكَانَ آنَذَاكَ فِي ٱلْخَامِسَةِ وَٱلسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ.‏ أَمَّا عَهْدُ ٱلْخِتَانِ فَبَدَأَ لَاحِقًا عَامَ ١٩١٩ ق‌م حِينَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي ٱلتَّاسِعَةِ وَٱلتِّسْعِينَ مِنَ ٱلْعُمْرِ.‏ —‏ تك ١٢:‏١-‏٨؛‏ ١٧:‏١،‏ ٩-‏١٤؛‏ غل ٣:‏١٧‏.‏

      c كَمَا يَبْدُو،‏ ضَمَّ ٱلْوَفْدُ مِنْ جُمْلَةِ أَعْضَائِهِ رَجُلًا يُدْعَى تِيطُسَ.‏ وَهُوَ مَسِيحِيٌّ يُونَانِيٌّ صَارَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ مِنْ رُفَقَاءِ بُولُسَ ٱلْمُؤْتَمَنِينَ وَأَحَدَ مَبْعُوثِيهِ.‏ (‏غل ٢:‏١؛‏ تي ١:‏٤‏)‏ وَقَدْ كَانَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ مِثَالًا حَيًّا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْأُمَمِيِّينَ ٱلْغُلْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُمْسَحُوا بِٱلرُّوحِ.‏ —‏ غل ٢:‏٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة