مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«اسمعوا دفاعي»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • ‏«أَنَا فَرِّيسِيٌّ» (‏اعمال ٢٣:‏١-‏١٠‏)‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ صِفُوا مَا حَدَثَ حِينَ خَاطَبَ بُولُسُ ٱلسَّنْهَدْرِيمَ.‏ (‏ب)‏ كَيْفَ رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ عِنْدَمَا ضُرِبَ؟‏

      ١٦ اِسْتَهَلَّ بُولُسُ مُرَافَعَتَهُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ لَقَدْ سَلَكْتُ أَمَامَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ ضَمِيرٍ نَقِيٍّ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».‏ (‏اع ٢٣:‏١‏)‏ وَمَا كَادَ يُنْهِي كَلَامَهُ حَتَّى «أَمَرَ حَنَانِيَّا،‏ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ،‏ ٱلْوَاقِفِينَ بِجَانِبِهِ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ».‏ (‏اع ٢٣:‏٢‏)‏ إِهَانَةٌ سَافِرَةٌ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي تَحَيُّزِهِمْ.‏ فَقَدْ حَسَمُوا قَرَارَهُمْ وَٱعْتَبَرُوهُ كَاذِبًا حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَتَفَوَّهَ بِكَلِمَةٍ لِيُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ!‏ لَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يَرُدَّ قَائِلًا:‏ «سَيَضْرِبُكَ ٱللّٰهُ،‏ أَيُّهَا ٱلْحَائِطُ ٱلْمُكَلَّسُ!‏ أَتَجْلِسُ لِتُحَاكِمَنِي بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَأْمُرُ بِضَرْبِي،‏ مُتَعَدِّيًا عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟‏».‏ —‏ اع ٢٣:‏٣‏.‏

      ١٧ صُدِمَ بَعْضُ ٱلْحَاضِرِينَ مِمَّا حَدَثَ؛‏ وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يَسْتَهْجِنُوا ضَرْبَ بُولُسَ،‏ ٱسْتَنْكَرُوا رَدَّةَ فِعْلِهِ!‏ سَأَلُوهُ:‏ «أَتَشْتُمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ ٱللّٰهِ؟‏».‏ فَجَاءَ جَوَابُ ٱلرَّسُولِ دَرْسًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱحْتِرَامِ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ أَجَابَ:‏ «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ،‏ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ.‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹رَئِيسُ شَعْبِكَ لَا تَقُلْ فِيهِ سُوءًا›».‏d (‏اع ٢٣:‏٤،‏ ٥؛‏ خر ٢٢:‏٢٨‏)‏ ثُمَّ تَبَنَّى بُولُسُ إِسْتِرَاتِيجِيَّةً مُخْتَلِفَةً كُلِّيًّا.‏ فَإِذْ لَاحَظَ أَنَّ ٱلسَّنْهَدْرِيمَ مُؤَلَّفٌ مِنْ فَرِّيسِيِّينَ وَصَدُّوقِيِّينَ،‏ قَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنَا فَرِّيسِيٌّ ٱبْنُ فَرِّيسِيِّينَ.‏ وَعَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ».‏ —‏ اع ٢٣:‏٦‏.‏

      اخ يفتح آية لرجل دين في كتابه المقدس

      على غرار بولس،‏ نبحث عن قاسم مشترك في حديثنا مع اشخاص من خلفية دينية اخرى

      ١٨ لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ فَرِّيسِيٌّ،‏ وَكَيْفَ نَتَّبِعُ أُسْلُوبًا مُمَاثِلًا فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ؟‏

      ١٨ قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا سُؤَالَانِ.‏ اَلسُّؤَالُ ٱلْأَوَّلُ:‏ لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ فَرِّيسِيٌّ؟‏ اَلْجَوَابُ:‏ لِأَنَّهُ كَانَ «ٱبْنَ فَرِّيسِيِّينَ»،‏ أَيْ مُتَحَدِّرًا مِنْ عَائِلَةٍ تَنْتَمِي إِلَى هٰذِهِ ٱلْبِدْعَةِ.‏ وَعَلَيْهِ،‏ يُحْتَمَلُ أَنَّ كَثِيرِينَ ظَلُّوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةَ.‏e اَلسُّؤَالُ ٱلثَّانِي:‏ كَيْفَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ يُشَاطِرُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ إِيمَانَهُمْ بِٱلْقِيَامَةِ؟‏ فَهُمْ عَلَى مَا يُقَالُ آمَنُوا أَنَّ نَفْسًا وَاعِيَةً تَبْقَى حَيَّةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ،‏ وَأَنْفُسَ ٱلْأَبْرَارِ تَعِيشُ ثَانِيَةً فِي أَجْسَامٍ بَشَرِيَّةٍ.‏ اَلْجَوَابُ:‏ لَمْ يَتَبَنَّ بُولُسُ بِٱلطَّبْعِ مَفَاهِيمَ كَهٰذِهِ.‏ فَقَدْ آمَنَ بِعَقِيدَةِ ٱلْقِيَامَةِ كَمَا عَلَّمَهَا يَسُوعُ.‏ (‏يو ٥:‏٢٥-‏٢٩‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ وَافَقَ ٱلرَّسُولُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ أَنَّ هُنَاكَ حَيَاةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ،‏ خِلَافًا لِلصَّدُّوقِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلْقِيَامَةِ.‏ وَبِإِمْكَانِنَا نَحْنُ كَذٰلِكَ أَنْ نَتَّبِعَ نَهْجًا مُمَاثِلًا فِي مُنَاقَشَاتِنَا مَعَ مَنْ يُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ،‏ فَنُخْبِرُهُمْ أَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا مُؤْمِنُونَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ إِيمَانَهُمْ بِٱللّٰهِ يَخْتَلِفُ عَنْ إِيمَانِنَا ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَلٰكِنْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ كِلَانَا يُؤْمِنُ بِوُجُودِ خَالِقٍ.‏

      ١٩ مَا سَبَبُ ٱلْبَلْبَلَةِ ٱلَّتِي ٱنْتَهَى إِلَيْهَا ٱجْتِمَاعُ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ؟‏

      ١٩ اِنْقَسَمَ ٱلسَّنْهَدْرِيمُ بِسَبَبِ كَلَامِ بُولُسَ.‏ يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ:‏ «حَدَثَ صِيَاحٌ عَالٍ،‏ وَقَامَ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ مِنْ فَرِيقِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَشَرَعُوا يُخَاصِمُونَ بِحِدَّةٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ ‹لَا نَجِدُ خَطَأً فِي هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ.‏ أَمَّا إِنْ كَانَ قَدْ كَلَّمَهُ رُوحٌ أَوْ مَلَاكٌ .‏ .‏ .‏›».‏ (‏اع ٢٣:‏٩‏)‏ إِذَّاكَ تَفَاقَمَتِ ٱلْبَلْبَلَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ فَٱلصَّدُّوقِيُّونَ لَمْ يَقْبَلُوا بَتَاتًا ٱلْفَرْضِيَّةَ ٱلْقَائِلَةَ بِأَنَّ مَلَاكًا تَكَلَّمَ مَعَ بُولُسَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا أَسَاسًا بِوُجُودِ مَلَائِكَةٍ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏اَلصَّدُّوقِيُّونَ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ‏».‏)‏ فَٱضْطُرَّ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيُّ أَنْ يَتَدَخَّلَ مُجَدَّدًا لِيُنْقِذَ ٱلرَّسُولَ.‏ (‏اع ٢٣:‏١٠‏)‏ وَهَلْ بَلَغَ بُولُسُ إِذَّاكَ بَرَّ ٱلْأَمَانِ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَلْنُتَابِعْ مُجْرَيَاتِ ٱلْأَحْدَاثِ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي.‏

  • ‏«تشجَّع جدا!‏»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • الفصل ٢٤

      ‏«تَشَجَّعْ جِدًّا!‏»‏

      بُولُسُ يَنْجُو مِنَ ٱلْمَوْتِ وَيُرَافِعُ أَمَامَ فِيلِكْسَ

      مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٢٣:‏١١–‏٢٤:‏٢٧

      ١،‏ ٢ لِمَ لَا يَتَفَاجَأُ بُولُسُ حِينَ يُوَاجِهُ ٱضْطِهَادًا مَرِيرًا فِي أُورُشَلِيمَ؟‏

      يَنْفُذُ بُولُسُ بِجِلْدِهِ فِي ٱللَّحْظَةِ ٱلْأَخِيرَةِ!‏ فَٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ يَخْطَفُونَهُ مِنْ أَيْدِي أَعْضَاءِ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ ٱلسَّاخِطِينَ.‏ لَقَدْ عَانَى ٱلرَّسُولُ ٱلْأَسِيرُ ٱضْطِهَادًا مَرِيرًا فِي أُورُشَلِيمَ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ مُتَوَقِّعٌ مُعَامَلَةً كَهٰذِهِ.‏ فَقَدْ قِيلَ لَهُ إِنَّ «قُيُودًا وَضِيقَاتٍ» بِٱنْتِظَارِهِ هُنَاكَ.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ اَلصُّورَةُ ضَبَابِيَّةٌ،‏ أَمَّا مَعَالِمُهَا فَوَاضِحَةٌ:‏ أَمَامَ بُولُسَ مُعَانَاةٌ طَوِيلَةٌ بَعْدُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ اع ٩:‏١٦‏.‏

      ٢ سَبَقَ لَنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ جَمْعًا مِنَ ٱلْيَهُودِ حَاوَلُوا ٱغْتِيَالَ ٱلرَّسُولِ.‏ ثُمَّ كَادَ أَعْضَاءُ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ أَنْ «يُمَزِّقُوا بُولُسَ إِرْبًا إِرْبًا»،‏ فِيمَا كَانُوا يَتَنَازَعُونَ حَوْلَ مُرَافَعَتِهِ.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَهَا هُوَ سَجِينٌ فِي عُهْدَةِ ٱلْجُنُودِ ٱلرُّومَانِ بِٱنْتِظَارِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلِٱتِّهَامَاتِ وَٱلْمُحَاكَمَاتِ.‏ (‏اع ٢١:‏٣١؛‏ ٢٣:‏١٠‏)‏ وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ.‏ فَٱلْأَنْبِيَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْفُسُهُمْ نَبَّهُوا بُولُسَ أَنَّهُ يُقَيَّدُ وَيُسَلَّمُ «إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏اع ٢١:‏٤،‏ ١٠،‏ ١١‏)‏ وَفِي خِضَمِّ كُلِّ هٰذِهِ ٱلصُّعُوبَاتِ،‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلرَّسُولَ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ.‏

      ٣ مِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ ٱلتَّشْجِيعَ لِمُوَاصَلَةِ عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ؟‏

      ٣ مِنْ جَانِبِنَا،‏ نَعْلَمُ «أَنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا» فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٢‏)‏ لِذَا بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْآخَرِ نَحْتَاجُ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ لِنُوَاصِلَ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ.‏ أَوَلَا نَشْعُرُ بِٱلِٱمْتِنَانِ إِذًا لِمَا يُقَدِّمُهُ لَنَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» مِنْ تَشْجِيعٍ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟‏!‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ وَيَهْوَهُ شَخْصِيًّا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ جَمِيعَ أَعْدَاءِ ٱلْبِشَارَةِ سَيَفْشَلُونَ لَا مَحَالَةَ،‏ وَلَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْضُوا عَلَى شَعْبِهِ وَلَا أَنْ يُوقِفُوا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ.‏ (‏اش ٥٤:‏١٧؛‏ ار ١:‏١٩‏)‏ وَلٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟‏ كَيْفَ ٱسْتَمَدَّ ٱلتَّشْجِيعَ ٱللَّازِمَ لِمُوَاصَلَةِ ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ؟‏ وَكَيْفَ تَفَاعَلَ مَعَ هٰذَا ٱلتَّشْجِيعِ؟‏

      إِحْبَاطُ «مُؤَامَرَةٍ» لِتَصْفِيَةِ بُولُسَ (‏اعمال ٢٣:‏١١-‏٣٤‏)‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱسْتَمَدَّ بُولُسُ ٱلشَّجَاعَةَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ جَاءَ ٱلتَّشْجِيعُ فِي حِينِهِ؟‏

      ٤ اِسْتَمَدَّ بُولُسُ ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي تَلَتْ إِنْقَاذَهُ مِنَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ.‏ يُخْبِرُنَا ٱلسِّجِلُّ ٱلْمُلْهَمُ:‏ «وَقَفَ بِهِ ٱلرَّبُّ وَقَالَ:‏ ‹تَشَجَّعْ جِدًّا!‏ لِأَنَّكَ كَمَا كُنْتَ تَشْهَدُ كَامِلًا بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ،‏ كَذٰلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومَا أَيْضًا›».‏ (‏اع ٢٣:‏١١‏)‏ وَهٰكَذَا تَأَكَّدَ لِلرَّسُولِ بِفَضْلِ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُقَوِّيَةِ أَنَّهُ سَيَنْجُو مِنَ ٱلْخَطَرِ وَيَصِلُ إِلَى رُومَا حَيْثُ يَحْظَى بِٱمْتِيَازِ تَأْدِيَةِ شَهَادَةٍ عَنْ يَسُوعَ.‏

      ابن اخت بولس يتكلم مع كلوديوس ليسياس

      ‏«اكثر من اربعين رجلا منهم يترصدون له».‏ —‏ اعمال ٢٣:‏٢١

      ٥ جَاءَ هٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ فَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ دَبَّرَ أَكْثَرُ مِنْ ٤٠ رَجُلًا يَهُودِيًّا «مُؤَامَرَةً وَتَعَاهَدُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ قَبْلَ قَتْلِ بُولُسَ».‏ وَهٰذِهِ «ٱلْمُؤَامَرَةُ ٱلْمُتَحَالَفُ عَلَيْهَا» دَلِيلٌ صَارِخٌ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْيَهُودَ ٱسْتَمَاتُوا إِلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلرَّسُولِ.‏ فَفِي ٱعْتِقَادِهِمْ،‏ سَتَحِلُّ بِهِمِ ٱللَّعْنَةُ فِي حَالِ لَمْ يَبْلُغُوا مَأْرَبَهُمْ.‏ (‏اع ٢٣:‏١٢-‏١٥‏)‏ وَقَضَتْ خُطَّتُهُمُ ٱلَّتِي مَنَحَهَا كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ ٱلضَّوْءَ ٱلْأَخْضَرَ أَنْ يُعَادَ بُولُسُ إِلَى ٱلسَّنْهَدْرِيمِ لِٱسْتِجْوَابِهِ مُجَدَّدًا،‏ كَأَنَّ ٱلْقُضَاةَ رَاغِبُونَ فِي ٱلتَّحَقُّقِ مِنْ أَمْرِهِ بِأَكْثَرِ دِقَّةٍ.‏ فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ،‏ يَتَرَصَّدُ ٱلْمُتَآ‌مِرُونَ لِلرَّسُولِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ لِيَنْقَضُّوا عَلَيْهِ وَيَقْتُلُوهُ.‏

      ٦ كَيْفَ ٱنْفَضَحَتِ ٱلْمُؤَامَرَةُ لِلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ،‏ وَأَيُّ مِثَالٍ يَجِدُهُ ٱلشَّبَابُ ٱلْيَوْمَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟‏

      ٦ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُؤَامَرَةَ بَلَغَتْ مَسَامِعَ ٱبْنِ أُخْتِ بُولُسَ ٱلَّذِي فَاتَحَ خَالَهُ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَمَا كَانَ مِنَ ٱلرَّسُولِ إِلَّا أَنْ طَلَبَ مِنْهُ إِبْلَاغَ قَائِدِ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيِّ كُلُودِيُوسَ لِيسِيَاسَ بِٱلْمَوْضُوعِ.‏ (‏اع ٢٣:‏١٦-‏٢٢‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ ٱبْنِ أُخْتِ بُولُسَ ٱلَّذِي نَجْهَلُ ٱسْمَهُ،‏ يُبَدِّي شُبَّانٌ وَشَابَّاتٌ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِشَجَاعَةٍ مَصْلَحَةَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى مَصْلَحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ وَهُمْ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِتَرْوِيجِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَمَا رَأْيُكَ،‏ أَلَا يُعِزُّ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابَ ٱلْأُمَنَاءَ؟‏

      ٧،‏ ٨ أَيَّةُ تَدَابِيرَ ٱتَّخَذَهَا كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ حِرْصًا عَلَى سَلَامَةِ بُولُسَ؟‏

      ٧ حَالَمَا أُطْلِعَ قَائِدُ ٱلْأَلْفِ كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ عَلَى ٱلْمُؤَامَرَةِ ٱلْمُدَبَّرَةِ ضِدَّ بُولُسَ،‏ عَيَّنَ ٤٧٠ جُنْدِيًّا وَرَامِحًا وَفَارِسًا لِنَقْلِ ٱلرَّسُولِ سَالِمًا تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ حَيْثُ يُسَلَّمُ فَوْرَ وُصُولِهِ لِلْحَاكِمِ فِيلِكْسَ.‏a فَمَعَ أَنَّ عَدَدًا لَيْسَ بِقَلِيلٍ مِنَ ٱلْيَهُودِ سَكَنُوا قَيْصَرِيَّةَ،‏ كَانَتْ غَالِبِيَّةُ سُكَّانِهَا مِنَ ٱلْأُمَمِيِّينَ.‏ كَمَا ٱسْتَتَبَّ ٱلْأَمْنُ وَٱلِٱسْتِقْرَارُ فِيهَا بِعَكْسِ أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي دَفَعَتِ ٱلْعَصَبِيَّةُ ٱلدِّينِيَّةُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ سُكَّانِهَا إِلَى ٱفْتِعَالِ أَعْمَالِ شَغَبٍ.‏ زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلرُّومَانَ ٱتَّخَذُوا مِنْ قَيْصَرِيَّةَ مَقَرًّا إِدَارِيًّا وَعَسْكَرِيًّا لِلْإِشْرَافِ عَلَى وِلَايَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏

      ٨ وَعَمَلًا بِٱلْقَانُونِ ٱلرُّومَانِيِّ،‏ بَعَثَ لِيسِيَاسُ رِسَالَةً إِلَى فِيلِكْسَ لِيَضَعَهُ فِي ٱلصُّورَةِ.‏ وَمِنْ أَهَمِّ مَا جَاءَ فِيهَا أَنَّ لِيسِيَاسَ أَنْقَذَ بُولُسَ مِنَ ٱلْمَوْتِ عَلَى يَدِ ٱلْيَهُودِ مَا إِنْ عَلِمَ أَنَّهُ مُوَاطِنٌ رُومَانِيٌّ.‏ وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ يُحِيلُ بُولُسَ إِلَيْهِ،‏ لَا لِأَنَّهُ وَجَدَ عَلَيْهِ شَكْوَى «تَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ أَوِ ٱلْقُيُودَ»،‏ بَلْ بِسَبَبِ خُطَّةٍ تُحَاكُ ضِدَّهُ.‏ وَهٰكَذَا يَتَمَكَّنُ ٱلْحَاكِمُ بِنَفْسِهِ مِنَ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى ٱلْمُتَّهِمِينَ وَإِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ فِي ٱلْقَضِيَّةِ.‏ —‏ اع ٢٣:‏٢٥-‏٣٠‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱنْتُهِكَتْ حُقُوقُ بُولُسَ ٱلْمَدَنِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ نَلْجَأُ أَحْيَانًا إِلَى ٱلْحُقُوقِ ٱلَّتِي يَكْفِلُهَا لَنَا ٱلْقَانُونُ؟‏

      ٩ فَمَا مَدَى مِصْدَاقِيَّةِ لِيسِيَاسَ؟‏ لَمْ يَصْدُقْ هٰذَا ٱلْقَائِدُ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ.‏ فَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ حَاوَلَ أَنْ يُجَمِّلَ صُورَتَهُ فِي نَظَرِ فِيلِكْسَ.‏ فَهُوَ أَوَّلًا لَمْ يَهُبَّ إِلَى نَجْدَةِ بُولُسَ لِأَنَّهُ ٱكْتَشَفَ أَنَّهُ مُوَاطِنٌ رُومَانِيٌّ.‏ كَمَا أَخْفَى أَنَّهُ ‹قَيَّدَ ٱلرَّسُولَ بِسِلْسِلَتَيْنِ› ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ ‹يُسْتَجْوَبَ بِٱلْجَلْدِ›،‏ مُنْتَهِكًا حُقُوقَهُ ٱلْمَدَنِيَّةَ بِصِفَتِهِ مُوَاطِنًا رُومَانِيًّا.‏ (‏اع ٢١:‏٣٠-‏٣٤؛‏ ٢٢:‏٢٤-‏٢٩‏)‏ وَعَصْرِيًّا،‏ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ تَعَصُّبَ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلدِّينِيَّ لِيُؤَجِّجَ نَارَ ٱلِٱضْطِهَادِ،‏ فَنُصْبِحُ بِٱلتَّالِي عُرْضَةً أَنْ تُنْتَهَكَ حُقُوقُنَا ٱلْمَدَنِيَّةُ.‏ لٰكِنَّنَا عَلَى غِرَارِ بُولُسَ غَالِبًا مَا نَحْتَمِي بِٱلْقَانُونِ وَنَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلْحُقُوقِ ٱلَّتِي يَكْفَلُهَا لَنَا.‏

      ‏«أُدَافِعُ .‏ .‏ .‏ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ» (‏اعمال ٢٣:‏٣٥–‏٢٤:‏٢١‏)‏

      ١٠ أَيَّةُ تُهَمٍ خَطِيرَةٍ وُجِّهَتْ إِلَى بُولُسَ؟‏

      ١٠ فِي قَيْصَرِيَّةَ،‏ أُبْقِيَ بُولُسُ «تَحْتَ حِرَاسَةٍ فِي قَصْرِ هِيرُودُسَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيِّ» بِٱنْتِظَارِ وُصُولِ مُتَّهِمِيهِ مِنْ أُورُشَلِيمَ.‏ (‏اع ٢٣:‏٣٥‏)‏

  • ‏«تشجَّع جدا!‏»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة