مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«تشجَّع جدا!‏»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • وَبَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ،‏ وَصَلَ وَفْدٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ حَنَانِيَّا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَخَطِيبٍ يُدْعَى تَرْتُلُّسَ وَعَدَدٍ مِنَ ٱلشُّيُوخِ.‏ بِدَايَةً،‏ مَدَحَ تَرْتُلُّسُ فِيلِكْسَ مُنَوِّهًا بِصَنَائِعِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْيَهُودِ.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هَدَفَهُ كَانَ تَمَلُّقَ ٱلْحَاكِمِ وَٱسْتِرْضَاءَهُ.‏b ثُمَّ تَطَرَّقَ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ عَلَى طَاوِلَةِ ٱلْبَحْثِ.‏ فَأَشَارَ إِلَى بُولُسَ بِصِفَتِهِ «وَبَاءً وَمُثِيرَ فِتَنٍ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَسْكُونَةِ وَزَعِيمًا لِبِدْعَةِ ٱلنَّاصِرِيِّينَ».‏ وَٱتَّهَمَهُ أَيْضًا أَنَّهُ حَاوَلَ «أَنْ يَنْتَهِكَ حُرْمَةَ ٱلْهَيْكَلِ».‏ «عِنْدَئِذٍ ٱشْتَرَكَ ٱلْيَهُودُ [ٱلْآخَرُونَ] أَيْضًا فِي ٱلتَّهَجُّمِ عَلَيْهِ،‏ مُؤَكِّدِينَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ هِيَ هٰكَذَا».‏ (‏اع ٢٤:‏٥،‏ ٦،‏ ٩‏)‏ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ ٱتُّهِمَ بُولُسُ بِإِثَارَةِ ٱلْفِتَنِ،‏ تَزَعُّمِ بِدْعَةٍ خَطِيرَةٍ،‏ وَٱنْتِهَاكِ حُرْمَةِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُهَمٌ ثَقِيلَةٌ قَدْ تُوصِلُ إِلَى ٱلْإِعْدَامِ.‏ فَكَيْفَ دَافَعَ ٱلرَّسُولُ عَنْ نَفْسِهِ؟‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ دَحَضَ بُولُسُ ٱلتُّهَمَ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَيْهِ؟‏

      ١١ عِنْدَمَا حَانَ دَوْرُ بُولُسَ فِي ٱلْكَلَامِ،‏ قَالَ:‏ «أُدَافِعُ عَمَّا فِي أُمُورِي عَنْ طِيبِ نَفْسٍ».‏ ثُمَّ أَنْكَرَ ٱلتُّهَمَ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَيْهِ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا.‏ فَهُوَ لَمْ يَنْتَهِكْ حُرْمَةَ ٱلْهَيْكَلِ وَلَا حَاوَلَ أَنْ يُثِيرَ ٱلْفِتَنَ.‏ وَأَشَارَ أَنَّهُ غَابَ عَنْ أُورُشَلِيمَ «سِنِينَ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ» وَعَادَ حَامِلًا «صَدَقَاتٍ»،‏ أَيْ تَبَرُّعَاتٍ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ رُبَّمَا ٱفْتَقَرُوا جَرَّاءَ ٱلْمَجَاعَةِ وَٱلِٱضْطِهَادِ.‏ وَشَدَّدَ ٱلرَّسُولُ أَنَّهُ كَانَ «مُتَطَهِّرًا بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ» قَبْلَ دُخُولِهِ ٱلْهَيْكَلَ،‏ وَأَنَّهُ سَعَى بِضَمِيرٍ حَيٍّ أَنْ يَبْقَى «غَيْرَ مُلَطَّخٍ بِٱلْإِسَاءَةِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ».‏ —‏ اع ٢٤:‏١٠-‏١٣،‏ ١٦-‏١٨‏.‏

      ١٢ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ ٱعْتَرَفَ ٱلرَّسُولُ أَنَّهُ يُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لِإِلٰهِ آبَائِهِ «بِحَسَبِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ ‹بِدْعَةً›».‏ لٰكِنَّهُ أَكَّدَ عَلَى إِيمَانِهِ «بِكُلِّ مَا جَاءَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ وَكُتِبَ فِي ٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ وَمَثَلُهُ مَثَلُ مُتَّهِمِيهِ،‏ تَمَسَّكَ بِٱلرَّجَاءِ «أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ ثُمَّ تَحَدَّاهُمْ قَائِلًا:‏ «فَلْيَقُلِ ٱلْحَاضِرُونَ هُنَا أَنْفُسُهُمْ أَيَّ سُوءٍ وَجَدُوا فِيَّ حِينَ وَقَفْتُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ إِلَّا مِنْ جِهَةِ هٰذَا ٱلْقَوْلِ ٱلَّذِي صَرَخْتُ بِهِ وَأَنَا وَاقِفٌ بَيْنَهُمْ:‏ ‹عَلَى قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ ٱلْيَوْمَ أَمَامَكُمْ!‏›».‏ —‏ اع ٢٤:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ١٣-‏١٥ لِمَ يُعْتَبَرُ بُولُسُ مِثَالًا جَيِّدًا فِي تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ جَرِيئَةٍ أَمَامَ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ؟‏

      ١٣ تَرَكَ بُولُسُ نَمُوذَجًا نَتَّبِعُهُ فِي حَالِ ٱسْتُدْعِينَا يَوْمًا لِلْمُثُولِ أَمَامَ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ بِسَبَبِ عِبَادَتِنَا،‏ وَٱتُّهِمْنَا زُورًا بِإِثَارَةِ ٱلْعُنْفِ أَوِ ٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ أَوِ ٱلِٱنْتِمَاءِ إِلَى «بِدْعَةٍ خَطِيرَةٍ».‏ فَٱلرَّسُولُ لَمْ يَتَمَلَّقِ ٱلْحَاكِمَ مُمْطِرًا إِيَّاهُ بِعِبَارَاتِ إِطْرَاءٍ وَمَدِيحٍ مِثْلَمَا فَعَلَ تَرْتُلُّسُ.‏ بَلْ حَافَظَ عَلَى رَصَانَتِهِ وَكَلَّمَهُ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ،‏ مُقَدِّمًا شَهَادَةً لَبِقَةً،‏ صَادِقَةً،‏ وَصَرِيحَةً.‏ وَأَشَارَ أَنَّ «ٱلْيَهُودَ مِنْ إِقْلِيمِ آسِيَا» ٱلَّذِينَ ٱتَّهَمُوهُ بِتَدْنِيسِ ٱلْهَيْكَلِ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْجَلْسَةِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْقَانُونَ يَحْفَظُ لَهُ ٱلْحَقَّ فِي مُوَاجَهَتِهِمْ وَسَمَاعِ ٱتِّهَامَاتِهِمْ.‏ —‏ اع ٢٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      ١٤ وَلَعَلَّ أَكْثَرَ مَا يَسْتَرْعِي ٱلِٱنْتِبَاهَ فِي كَلَامِ بُولُسَ أَنَّهُ لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي ٱلشَّهَادَةِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِ.‏ فَقَدْ أَكَّدَ بِشَجَاعَةٍ إِيمَانَهُ بِرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلَّذِي كَانَ أَسَاسًا سَبَبَ ٱلْبَلْبَلَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ.‏ (‏اع ٢٣:‏٦-‏١٠‏)‏ فَلِمَ شَدَّدَ ٱلرَّسُولُ عَلَى رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ فِي مُرَافَعَتِهِ؟‏ اَلسَّبَبُ يَكْمُنُ فِي رَغْبَتِهِ أَنْ يُؤَدِّيَ شَهَادَةً عَنْ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ،‏ وَاقِعَةٍ رَفَضَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمُونَ رَفْضًا قَاطِعًا.‏ (‏اع ٢٦:‏٦-‏٨،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ بِٱخْتِصَارٍ إِذًا،‏ دَارَ ٱلْجِدَالُ حَوْلَ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ عُمُومًا وَٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ خُصُوصًا.‏

      ١٥ أُسْوَةً بِبُولُسَ،‏ يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُقَدِّمَ شَهَادَةً جَرِيئَةً وَنَسْتَمِدَّ ٱلشَّجَاعَةَ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ إِلَى تَلَامِيذِهِ.‏ فَبَعْدَمَا قَالَ لَهُمْ:‏ «تَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي»،‏ وَعَدَ:‏ «وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ وَلَا دَاعِيَ حِينَذَاكَ إِلَى ٱلْقَلَقِ بِشَأْنِ مَا نَقُولُ.‏ فَيَسُوعُ طَمْأَنَ جَمِيعَ تَلَامِيذِهِ،‏ ذَاكِرًا:‏ «عِنْدَمَا يَسُوقُونَكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ،‏ لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ قَبْلُ بِمَ تَتَكَلَّمُونَ،‏ بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ فَبِذٰلِكَ تَكَلَّمُوا،‏ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ،‏ بَلِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ».‏ —‏ مر ١٣:‏٩-‏١٣‏.‏

      ‏«اِرْتَاعَ فِيلِكْسُ» (‏اعمال ٢٤:‏٢٢-‏٢٧‏)‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ فِيلِكْسُ فِي مُحَاكَمَةِ بُولُسَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ ٱرْتَاعَ فِيلِكْسُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ وَلٰكِنْ مَاذَا دَفَعَهُ إِلَى مُقَابَلَةِ بُولُسَ مُجَدَّدًا؟‏

      ١٦ لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يَسْمَعُ فِيهَا ٱلْحَاكِمُ فِيلِكْسُ عَنِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ:‏ «أَمَّا فِيلِكْسُ،‏ فَإِذْ كَانَ يَعْرِفُ بِدِقَّةٍ تَامَّةٍ أُمُورَ هٰذَا ‹ٱلطَّرِيقِ› [تَعْبِيرٌ ٱسْتُخْدِمَ لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ]،‏ أَخَذَ يُمَاطِلُهُمْ وَقَالَ:‏ ‹حِينَ يَنْزِلُ لِيسِيَاسُ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ أُقَرِّرُ فِي أُمُورِكُمْ›.‏ وَأَمَرَ ٱلضَّابِطَ أَنْ يُحْفَظَ ٱلرَّجُلُ تَحْتَ ٱلْحِرَاسَةِ،‏ وَيُخَفَّفَ عَنْهُ ٱلْحَجْزُ،‏ وَأَلَّا يَنْهَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ خِدْمَتِهِ».‏ —‏ اع ٢٤:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٧ وَبَعْدَ أَيَّامٍ،‏ ٱسْتَدْعَى فِيلِكْسُ،‏ مَعَ زَوْجَتِهِ ٱلْيَهُودِيَّةِ دُرُوسِلَّا،‏ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ «وَسَمِعَ مِنْهُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏اع ٢٤:‏٢٤‏)‏ وَلٰكِنْ حِينَ تَكَلَّمَ ٱلرَّسُولُ عَنِ «ٱلْبِرِّ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْآتِيَةِ،‏ ٱرْتَاعَ فِيلِكْسُ»،‏ رُبَّمَا لِأَنَّ ضَمِيرَهُ أَنَّبَهُ بِسَبَبِ مَسْلَكِهِ ٱلرَّدِيءِ.‏ لِذٰلِكَ صَرَفَ بُولُسَ قَائِلًا:‏ «اِذْهَبِ ٱلْآنَ،‏ وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى فُرْصَةٍ أَسْتَدْعِيكَ ثَانِيَةً».‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ قَابَلَ هٰذَا ٱلْحَاكِمُ بُولُسَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لَاحِقًا إِنَّمَا لَيْسَ بِهَدَفِ ٱلتَّعَلُّمِ عَنِ ٱلْحَقِّ،‏ بَلْ طَمَعًا بِٱلْحُصُولِ عَلَى رَشْوَةٍ.‏ —‏ اع ٢٤:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ١٨ لِمَ تَحَدَّثَ ٱلرَّسُولُ مَعَ فِيلِكْسَ وَزَوْجَتِهِ عَنِ «ٱلْبِرِّ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْآتِيَةِ»؟‏

      ١٨ وَلٰكِنْ لِمَ كَلَّمَ بُولُسُ فِيلِكْسَ وَزَوْجَتَهُ عَنِ «ٱلْبِرِّ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْآتِيَةِ»؟‏ لَا نَنْسَ أَنَّهُمَا رَغِبَا فِي مَعْرِفَةِ مَا يَشْمُلُهُ «ٱلْإِيمَانُ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ فَجَاءَ جَوَابُ بُولُسَ ٱلْمُطَّلِعِ عَلَى تَارِيخِهِمَا ٱلْفَاسِدِ وَٱلْقَاسِي وَٱلظَّالِمِ لِيُوضِحَ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱتِّبَاعُ يَسُوعَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ.‏ وَكَلِمَاتُ ٱلرَّسُولِ أَظْهَرَتِ ٱلتَّبَايُنَ ٱلصَّارِخَ بَيْنَ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ وَنَمَطِ حَيَاةِ هٰذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ.‏ وَعَلَيْهِ لَزِمَ أَنْ يَتَنَبَّهَا إِلَى نُقْطَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ.‏ أَوَّلًا،‏ ٱلْبَشَرُ جَمِيعًا مَسْؤُولُونَ عَنْ أَفْكَارِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ أَمَامَ ٱللّٰهِ.‏ وَثَانِيًا،‏ إِنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلَّذِي سَيُصْدِرُهُ فِيلِكْسُ عَلَى بُولُسَ لَا يُذْكَرُ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ حُكْمِ ٱللّٰهِ عَلَيْهِ وَعَلَى زَوْجَتِهِ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنِ ٱرْتَاعَ هٰذَا ٱلْحَاكِمُ ٱلْفَاسِدُ.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نُعَامِلَ مَنْ يُبْدُونَ ٱهْتِمَامًا ظَاهِرِيًّا بِٱلْحَقِّ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ يَسْعَوْنَ وَرَاءَ مَصْلَحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّ فِيلِكْسَ لَمْ يَكُنْ فِي صَفِّ بُولُسَ؟‏

      ١٩ فِي خِدْمَتِنَا،‏ قَدْ نَجِدُ أَشْخَاصًا مِثْلَ فِيلِكْسَ يُبْدُونَ ٱهْتِمَامًا ظَاهِرِيًّا بِٱلْحَقِّ،‏ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ لَا يَسْعَوْنَ إِلَّا وَرَاءَ مَصْلَحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَكَيْفَ نَتَعَاطَى مَعَهُمْ؟‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا مِنْ أَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ.‏ إِلَّا أَنَّنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ نُخْبِرُهُمْ بِلَبَاقَةٍ عَنْ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ،‏ تَشَبُّهًا بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ،‏ لَعَلَّ ٱلْحَقَّ يَمَسُّ قُلُوبَهُمْ.‏ أَمَّا إِذَا ظَهَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّهُمْ لَا يَنْوُونَ أَنْ يَهْجُرُوا مَسْلَكَهُمُ ٱلْخَاطِئَ،‏ نَدَعُهُمْ وَشَأْنَهُمْ وَنَبْحَثُ عَمَّنْ يَبْحَثُونَ بِصِدْقٍ عَنِ ٱلْحَقِّ.‏

      ٢٠ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَاكِمِ فِيلِكْسَ،‏ ٱنْكَشَفَتْ دَوَافِعُهُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ بَعْدَ مُضِيِّ مُدَّةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ نَقْرَأُ:‏ «لَمَّا ٱنْقَضَتْ سَنَتَانِ،‏ خَلَفَ بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ فِيلِكْسَ.‏ وَإِذْ رَغِبَ فِيلِكْسُ أَنْ يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ،‏ تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّدًا».‏ (‏اع ٢٤:‏٢٧‏)‏ مِنْ هُنَا،‏ لَمْ يَكُنْ هٰذَا ٱلْحَاكِمُ بِٱلْفِعْلِ فِي صَفِّ بُولُسَ.‏ فَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَتْبَاعَ «ٱلطَّرِيقِ» لَا يُحَرِّضُونَ لَا عَلَى ٱلْفِتْنَةِ وَلَا عَلَى ٱلثَّوْرَةِ.‏ (‏اع ١٩:‏٢٣‏)‏ وَأَدْرَكَ أَيْضًا أَنَّ بُولُسَ لَمْ يَخْرِقْ أَيَّ قَانُونٍ رُومَانِيٍّ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ أَبْقَاهُ قَيْدَ ٱلِٱعْتِقَالِ كَيْ «يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ».‏

      ٢١ مَاذَا حَلَّ بِبُولُسَ بَعْدَمَا تَوَلَّى بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ ٱلْحُكْمَ،‏ وَبِمَ تَشَجَّعَ دُونَ شَكٍّ؟‏

      ٢١ لَقَدْ رَأَيْنَا فِي ٱلْعَدَدِ ٱلْخِتَامِيِّ مِنَ ٱلْإِصْحَاحِ ٢٤ مِنْ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ أَنَّ بُولُسَ كَانَ مَسْجُونًا عِنْدَمَا تَوَلَّى بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ ٱلْحُكْمَ مَكَانَ فِيلِكْسَ.‏ مُذَّاكَ ٱبْتَدَأَتْ سِلْسِلَةٌ مِنْ جَلَسَاتِ ٱلِٱسْتِمَاعِ وَأُحِيلَ ٱلرَّسُولُ ٱلشُّجَاعُ مِنْ مَسْؤُولٍ إِلَى آخَرَ.‏ فَتَمَّتْ فِيهِ كَلِمَاتُ ٱلْمَسِيحِ:‏ «تُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَحُكَّامٍ».‏ (‏لو ٢١:‏١٢‏)‏ وَكَمَا نَرَى لَاحِقًا،‏ يُؤَدِّي ٱلرَّسُولُ شَهَادَةً لِأَعْظَمِ حَاكِمٍ فِي تِلْكَ ٱلْحِقْبَةِ.‏ وَلٰكِنْ خِلَالَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْمَحَطَّاتِ،‏ ظَلَّ إِيمَانُهُ رَاسِخًا لَا يَتَزَعْزَعُ.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَدَّ ٱلشَّجَاعَةَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «تَشَجَّعْ جِدًّا!‏».‏

  • ‏«تشجَّع جدا!‏»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • b شَكَرَ تَرْتُلُّسُ فِيلِكْسَ عَلَى ‹ٱلسَّلَامِ ٱلْعَظِيمِ› ٱلَّذِي نَعِمَتْ بِهِ ٱلْأُمَّةُ فِي ظِلِّ حُكْمِهِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْيَهُودِيَّةَ فِي ٱلْوَاقِعِ تَعَرَّضَتْ لِخَضَّاتٍ خِلَالَ حُكْمِ فِيلِكْسَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ حُكْمٍ آخَرَ شَهِدَتْهُ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ ٱلثَّوْرَةِ عَلَى رُومَا.‏ وَمِنِ ٱدِّعَاءَاتِهِ ٱلْكَاذِبَةِ أَيْضًا أَنَّ ٱلْيَهُودَ يَقْبَلُونَ إِصْلَاحَاتِهِ «بِكُلِّ شُكْرٍ».‏ أَمَّا ٱلْحَقِيقَةُ فَهِيَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْيَهُودِ ٱحْتَقَرُوهُ لِأَنَّهُ نَغَّصَ عَيْشَهُمْ وَقَمَعَ ثَوْرَاتِهِمْ بِكُلِّ وَحْشِيَّةٍ.‏ —‏ اع ٢٤:‏٢،‏ ٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة