مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه هو حاكمنا!‏
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • يهوه هو حاكمنا!‏

      ‏«ينبغي ان يطاع اللّٰه (‏حاكما)‏ اكثر من الناس.‏» —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

      ١ و ٢ اي موقف رسولي يتخذه شهود يهوه عندما تتعارض المطالب البشرية مع المشيئة الالهية؟‏

      سمح يهوه اللّٰه بأن يؤخذ ١٢ رجلا امام محكمة عليا.‏ السنة كانت ٣٣ ب‌م،‏ والمحكمة كانت المجمع اليهودي.‏ وقيد المحاكمة كان رسل يسوع المسيح.‏ اسمعوا!‏ ‹اوصيناكم ان لا تعلِّموا بهذا الاسم،‏› يقول رئيس الكهنة،‏ ‹لكنكم ملأتم اورشليم بتعليمكم.‏› عندئذ،‏ يعلن بطرس والرسل الآخرون:‏ «ينبغي ان يطاع اللّٰه (‏حاكما)‏ اكثر من الناس.‏» (‏اعمال ٥:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ وفي الواقع،‏ قالوا:‏ «يهوه هو حاكمنا!‏»‏

      ٢ نعم،‏ يهوه هو حاكم اتباع يسوع الحقيقيين.‏ وذلك واضح في سفر الكتاب المقدس اعمال الرسل،‏ الذي كتبه في رومية «لوقا الطبيب الحبيب» حوالي سنة ٦١ ب‌م.‏ (‏كولوسي ٤:‏١٤‏)‏ وكالرسل،‏ يطيع شعب يهوه اليوم حاكمهم السماوي عندما تتعارض المطالب البشرية مع مشيئته.‏ ولكنْ اي امر آخَر يمكننا تعلّمه من سفر الاعمال؟‏ (‏في الدرس الشخصي نقترح ان تقرأوا اجزاء السفر المعيَّنة في الآيات المشار اليها بحرف اسود.‏)‏

      يسوع يعطي الشهود مهمة

      ٣ متى اعتمد اتباع يسوع «بالروح القدس،‏» وماذا كان اهتمامهم الاول؟‏

      ٣ تمكَّن الرسل من اتخاذ موقف ثابت الى جانب اللّٰه لانهم كانوا قد تقوَّوا روحيا.‏ فالمسيح مات على خشبة الآلام لكنهم عرفوا انه قام.‏ ‏(‏١:‏١-‏٥‏)‏ ويسوع «اراهم .‏ .‏ .‏ نفسه حيا» وعلَّم حقائق الملكوت باجساد لحمية طوال ٤٠ يوما.‏ وايضا قال لرسله ان ينتظروا في اورشليم من اجل المعمودية «بالروح القدس.‏» فالكرازة كانت ستصير آنذاك اهتمامهم الاول،‏ كما هي اليوم بالنسبة الى شهود يهوه.‏ —‏ لوقا ٢٤:‏٢٧،‏ ٤٩؛‏ يوحنا ٢٠:‏١٩-‏٢١:‏٢٤‏.‏

      ٤ ماذا كان سيحدث متى حل الروح القدس على اتباع يسوع؟‏

      ٤ واذ لم يكونوا بعدُ معتمدين بالروح القدس كان الرسل يعتقدون على نحو خاطئ ان الحكم الارضي ينهي السيطرة الرومانية عندما سألوا:‏ «يا رب هل في هذا الوقت ترد المُلك الى اسرائيل.‏» ‏(‏١:‏٦-‏٨‏)‏ وفي الواقع،‏ قال يسوع لا،‏ لأنْ ‹ليس لهم ان يعرفوا الازمنة والاوقات.‏› و ‹متى حل الروح القدس عليهم› كان سيمنحهم قوة ليشهدوا عن ملكوت اللّٰه السماوي،‏ لا عن ملكوت على هذه الارض.‏ وكانوا سيكرزون في اورشليم،‏ اليهودية،‏ والسامرة،‏ «والى اقصى الارض.‏» وبمساعدة الروح يقوم شهود يهوه بعمل كهذا على نطاق يحيط بالكرة الارضية في الايام الاخيرة هذه.‏

      ٥ كيف كان يسوع سيأتي بالطريقة نفسها التي بها رحل؟‏

      ٥ كان يسوع قد اصدر مهمة الكرازة العالمية هذه قبل وقت قليل من ابتدائه بالصعود الى السماء.‏ بدأ هذا الصعود بحركة الى الاعلى بعيدا عن تلاميذه،‏ وبعد ذلك دخل يسوع الى حضرة حاكمه السماوي والى النشاط في الحيز الروحي.‏ ‏(‏١:‏٩-‏١١‏)‏ وبعد ان حجبت سحابة يسوعَ عن نظر التلاميذ فكَّك جسده اللحمي.‏ فظهر ملاكان وقالا انه ‹سيأتي (‏بالطريقة نفسها)‏.‏› وهكذا كان.‏ فتلاميذ يسوع وحدهم رأوه يرحل كما ان شهود يهوه وحدهم يدركون رجوعه غير المنظور.‏

      يهوه يصنع اختيارا

      ٦ كيف اختير بديل ليهوذا الاسخريوطي؟‏

      ٦ بعد قليل عاد الرسل الى اورشليم.‏ ‏(‏١:‏١٢-‏٢٦‏)‏ وفي العلية (‏ربما في منزل ام مرقس،‏ مريم)‏،‏ كان الرسل الاولياء الـ‍ ١١ يواظبون على الصلاة مع اخوة يسوع من امه،‏ تلاميذه الآخرين،‏ وامه مريم.‏ (‏مرقس ٦:‏٣؛‏ يعقوب ١:‏١‏)‏ ولكن مَن كان سينال «مركز اشراف» يهوذا؟‏ (‏مزمور ١٠٩:‏٨‏،‏ ع‌ج)‏ كان حوالي ١٢٠ تلميذا حاضرين عندما اختار اللّٰه رجلا ليحل محل مسلِّم يسوع،‏ يهوذا،‏ معِيدا الرقم الرسولي الى ١٢.‏ ولزم ان يكون الاختيار شخصا كان تلميذا في اثناء زمن خدمة يسوع وشاهدا لقيامته.‏ وطبعا،‏ لزم الرجل ايضا ان يعترف بيهوه كحاكم له.‏ بعد الصلاة،‏ أُلقيت القرعة على متِّياس ويوسف بارسابا.‏ فجعل اللّٰه القرعة تقع على متِّياس.‏ —‏ امثال ١٦:‏٣٣‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ كيف حدث ان يهوذا «اقتنى حقلا من اجرة الظلم»؟‏ (‏ب)‏ كيف مات يهوذا؟‏

      ٧ لم يكن يهوذا الاسخريوطي بالتأكيد يعترف بيهوه كحاكم له.‏ فقد سلَّم ابن اللّٰه لقاء ٣٠ من الفضة!‏ وردَّ يهوذا هذا المال الى رؤساء الكهنة،‏ ولكنّ بطرس قال ان مسلِّمه «اقتنى حقلا من اجرة الظلم.‏» فكيف ذلك؟‏ حسنا،‏ لقد زود المال والسبب لشراء «حقل دم» كما دُعي.‏ وكان يقترن بقطعة ارض مستوية في الجانب الجنوبي لوادي هنوم.‏ واذ دُمرت علاقته بالحاكم السماوي كليا ‹خنق يهوذا نفسه.‏› (‏متى ٢٧:‏٣-‏١٠‏)‏ وربما انقطع الحبل او غصن الشجرة حتى ‹سقط على وجهه منشَقًّا من الوسط› عندما وقع على صخور مسنَّنة.‏ فلا يكن احد منا اخا كاذبا!‏

      ممتلئون من الروح القدس

      ٨ متى اعتمد تلاميذ يسوع بالروح القدس،‏ وبأي تأثير؟‏

      ٨ وماذا عن المعمودية بالروح القدس الموعود بها؟‏ لقد حدثت في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ بعد صعود يسوع بعشرة ايام.‏ ‏(‏٢:‏١-‏٤‏)‏ وكم كانت هذه المعمودية امرا مثيرا!‏ تخيلوا المشهد.‏ حوالي ١٢٠ تلميذا كانوا في العلية عندما ‹ملأ بغتة صوت من السماء كما من هبوب ريح عاصفة كل البيت.‏› لم يكن ذلك ريحا ولكنه بدا كالريح.‏ ولسان ‹كأنه من نار› استقر على كل تلميذ ورسول.‏ «وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى.‏» وعندما حدثت تلك المعمودية وُلدوا ايضا من الروح القدس،‏ مُسحوا،‏ وخُتموا عربونا للميراث الروحي.‏ —‏ يوحنا ٣:‏٣،‏ ٥؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ١ يوحنا ٢:‏٢٠‏.‏

      ٩ عمَّ تكلم التلاميذ الممتلئون من الروح القدس؟‏

      ٩ اثّرت هذه الحادثة في اليهود والدخلاء في اورشليم من «كل امة تحت السماء.‏» ‏(‏٢:‏٥-‏١٣‏)‏ واذ اندهشوا سألوا:‏ «كيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها.‏» قد يكون ذلك لسان اماكن كمادِي (‏شرقي يهوذا)‏،‏ فريجيَّة (‏في آسيا الصغرى)‏،‏ ورومية (‏في اوروپا)‏.‏ واذ كان التلاميذ يتكلمون بلغات مختلفة «عن عظائم اللّٰه» بُهت مستمعون كثيرون،‏ ولكنّ المستهزئين اشاروا الى انهم سكارى.‏

      بطرس يقدم شهادة مثيرة

      ١٠ تممت الحادثة في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م اية نبوة،‏ وهل لذلك نظير في يومنا العصري؟‏

      ١٠ ابتدأ بطرس يشهد باظهاره ان الساعة التاسعة في الصباح مبكرة اكثر من ان يكونوا سكارى.‏ ‏(‏٢:‏١٤-‏٢١‏)‏ وعوض ذلك،‏ كانت هذه الحادثة اتماما لوعد اللّٰه بسكب الروح القدس على شعبه.‏ وأوحى اللّٰه الى بطرس بأن يشير الى زمننا باضافة الكلمات «في الايام الاخيرة» و «يتنبأون.‏» (‏يوئيل ٢:‏٢٨-‏٣٢‏)‏ فكان يهوه سيعطي عجائب في السماء وآيات على الارض قبل يومه العظيم،‏ ومجرد الذين يدعون باسمه بايمان كانوا سيخلصون.‏ ان السكب المماثل للروح القدس على الممسوحين مكَّنهم من ‹التنبؤ› بحيوية وفعالية عظيمتين اليوم.‏

      ١١ في ما يتعلق بيسوع،‏ ماذا فعل اليهود واللّٰه؟‏

      ١١ ثم اثبت بطرس هوية المسيا.‏ ‏(‏٢:‏٢٢-‏٢٨‏)‏ وشهد اللّٰه بصحة كون يسوع مسيا اذ جعله قادرا على انجاز قوات،‏ آيات،‏ وعجائب.‏ (‏عبرانيين ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ لكنّ اليهود علَّقوه على خشبة «بأيدي اثمة،‏» رومانيين لا يصغون الى شريعة اللّٰه.‏ وكان يسوع «مُسلَّما بمشورة اللّٰه المحتومة وعلمه السابق» بمعنى ان ذلك كان المشيئة الالهية.‏ لكنّ اللّٰه اقام يسوع وازال جسده بطريقة لم يختبر بها الفساد.‏ —‏ مزمور ١٦:‏٨-‏١١‏.‏

      ١٢ ماذا رأى داود مسبقا،‏ وعلى ماذا يتوقف الخلاص؟‏

      ١٢ والنبوة المسيانية جرى التشديد عليها ايضا كما تابعت شهادة بطرس.‏ ‏(‏٢:‏٢٩-‏٣٦‏)‏ فقال ان داود رأى مسبقا قيامة ابنه الاعظم،‏ يسوع المسيا.‏ ومن مكان ممجد عن يمين اللّٰه في السماء سكب يسوع الروح القدس الذي تسلَّمه من ابيه.‏ (‏مزمور ١١٠:‏١‏)‏ وسامعو بطرس ‹ابصروا وسمعوا› عمله بمشاهدة ألسنة كأنها من نار على رؤوس التلاميذ وسماع اللغات الاجنبية التي تكلموا بها.‏ وهو ايضا اظهر ان الخلاص يتوقف على الاعتراف بيسوع بصفته ربًّا ومسيا.‏ —‏ رومية ١٠:‏٩؛‏ فيلبي ٢:‏٩-‏١١‏.‏

      يهوه يعطي الزيادة

      ١٣ (‏أ)‏ لكي يعتمدوا بلياقة،‏ بماذا كان يجب ان يعترف اليهود والدخلاء؟‏ (‏ب)‏ كم شخصا اعتمد،‏ وبأي تأثير في اورشليم؟‏

      ١٣ كم كانت كلمات بطرس فعالة!‏ ‏(‏٢:‏٣٧-‏٤٢‏)‏ فسامعوه نُخِسوا في قلوبهم بسبب موافقتهم على تنفيذ الحكم في المسيا.‏ لذلك حث:‏ «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس.‏» كان اليهود والدخلاء يعترفون بيهوه كاله وبحاجتهم الى روحه.‏ والآن لزم ان يتوبوا ويقبلوا يسوع بصفته المسيا لكي يعتمدوا باسم (‏معترفين بمركز او عمل)‏ الآب،‏ الابن،‏ والروح القدس.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وبالشهادة لاولئك اليهود والدخلاء استعمل بطرس المفتاح الروحي الاول الذي اعطاه اياه يسوع ليفتح باب المعرفة والفرصة لكي يدخل اليهود المؤمنون الملكوت السماوي.‏ (‏متى ١٦:‏١٩‏)‏ وفي ذلك اليوم الواحد اعتمد ٠٠٠‏,٣ شخص!‏ تخيَّلوا ان كثيرين من شهود يهوه يكرزون في المقاطعة الصغيرة لاورشليم!‏

      ١٤ لماذا وبأية طريقة كان عند المؤمنين «كل شيء مشتركا»؟‏

      ١٤ افتقر كثيرون من اماكن بعيدة الى المؤن من اجل اقامة مطولة لكنهم رغبوا في تعلم المزيد عن ايمانهم الجديد وفي الكرازة للآخرين.‏ فساعد اتباع يسوع الباكرون احدهم الآخر بمحبة،‏ تماما كما يفعل شهود يهوه اليوم.‏ ‏(‏٢:‏٤٣-‏٤٧‏)‏ فإلى حين،‏ كان عند المؤمنين «كل شيء مشتركا.‏» والبعض باعوا المقتنى،‏ والاموال وُزعت على كل محتاج.‏ وذلك جعل للجماعة بداية جيدة اذ ‹كان يهوه كل يوم يضم اليهم الذين يخلصون.‏›‏

      عمل شفاء ونتائجه

      ١٥ ماذا حدث عندما دخل بطرس ويوحنا الى الهيكل،‏ وكيف تجاوب الناس؟‏

      ١٥ دعم يهوه اتباع يسوع ‹بآ‌يات.‏› ‏(‏٣:‏١-‏١٠‏)‏ وهكذا،‏ اذ دخل بطرس ويوحنا الى الهيكل عند الـ‍ ٠٠:‏٣ ب‌ظ في ساعة الصلاة المقترنة بذبيحة المساء كان رجل اعرج من الولادة بالقرب من الباب الجميل يسأل «صدقة.‏» «ليس لي فضة ولا ذهب،‏» قال بطرس،‏ «ولكن الذي لي فإياه اعطيك.‏ باسم يسوع المسيح الناصري قم وامشِ.‏» فشفي الرجل في الحال!‏ واذ دخل الهيكل ‹يمشي ويطفر ويسبّح اللّٰه امتلأ الناس دهشة.‏› وربما تذكر البعض الكلمات:‏ «يقفز الاعرج كالايل.‏» —‏ اشعياء ٣٥:‏٦‏.‏

      ١٦ كيف تمكَّن الرسولان من شفاء رجل اعرج؟‏

      ١٦ اجتمع الناس المندهشون عند رواق سليمان،‏ فناء مغشًّى في الجانب الشرقي للهيكل.‏ وهناك اعطى بطرس شهادة.‏ ‏(‏٣:‏١١‏-‏١٨‏)‏ واظهر ان اللّٰه منح الرسولين القدرة على شفاء الرجل الاعرج بواسطة خادمه الممجَّد،‏ يسوع.‏ (‏اشعياء ٥٢:‏١٣-‏٥٣:‏١٢‏)‏ لقد انكر اليهود «القدوس البار»؛‏ ولكنّ يهوه اقامه.‏ وعلى الرغم من ان الشعب وحكامهم لم يعرفوا انهم كانوا يقتلون المسيا،‏ فقد تمم اللّٰه بذلك الكلمات النبوية ان ‹المسيح سيتألم.‏› —‏ دانيال ٩:‏٢٦‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ اي اجراء لزم ان يتخذه اليهود؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث منذ ‹ارسال المسيح› في يومنا؟‏

      ١٧ وعلى الرغم من معاملتهم للمسيا،‏ اظهر بطرس ماذا ينبغي لليهود ان يفعلوا.‏ ‏(‏٣:‏١٩-‏٢٦‏)‏ فقد لزم ان ‹يتوبوا،‏› او يشعروا بالندم على خطاياهم،‏ و ‹يرجعوا،‏› او يهتدوا،‏ متخذين مسلكا معاكسا.‏ واذا مارسوا الايمان بيسوع بصفته المسيا،‏ قابلين الفدية،‏ كان سيأتي عليهم انتعاش من يهوه كالذين غُفرت لهم خطاياهم.‏ (‏رومية ٥:‏٦-‏١١‏)‏ وجرى تذكير اليهود بأنهم ابناء العهد الذي صنعه اللّٰه مع آبائهم،‏ اذ اخبر ابرهيم:‏ «بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض.‏» وهكذا ارسل اللّٰه اولا خادمه المسياني ليخلص اليهود التائبين.‏ وعلى نحو مثير للاهتمام،‏ منذ ‹ارسال المسيح› في سلطة الملكوت السماوي في سنة ١٩١٤،‏ كان هنالك رد منعش للحقائق والتنظيم الثيوقراطي بين شهود يهوه.‏ —‏ تكوين ١٢:‏٣؛‏ ١٨:‏١٨؛‏ ٢٢:‏١٨‏.‏

      لن يتوقفا!‏

      ١٨ اي «حجر» رفضه «البناؤون» اليهود،‏ وبمن وحده هنالك خلاص؟‏

      ١٨ اذ اغتاظ رؤساء الكهنة،‏ قائد جند الهيكل،‏ والصدوقيون من اعلان بطرس ويوحنا قيامة يسوع وضعوهما في حبس.‏ ‏(‏٤:‏١-‏١٢‏)‏ لم يكن الصدوقيون يؤمنون بالقيامة ولكنّ آخرين كثيرين صاروا مؤمنين،‏ اذ بلغ عدد الرجال وحدهم حوالي ٠٠٠‏,٥.‏ وعند استجوابهما امام محكمة اورشليم العليا قال بطرس ان الرجل الاعرج شفي «باسم يسوع المسيح الناصري،‏» الذي صلبوه هم ولكنّ اللّٰه اقامه.‏ فهذا «الحجر» الذي رفضه «البناؤون» اليهود صار «رأس الزاوية.‏» (‏مزمور ١١٨:‏٢٢‏)‏ «وليس،‏» قال بطرس،‏ «بأحد غيره الخلاص.‏»‏

      ١٩ عندما أُمرا بأن يتوقفا عن الكرازة،‏ كيف اجاب الرسولان؟‏

      ١٩ صُنعت محاولة لايقاف هذا الخطاب.‏ ‏(‏٤:‏١٣-‏٢٢‏)‏ وبحضور الرجل المشفيّ كان مستحيلا انكار هذه ‹الآية المعلومة،‏› ولكنْ أُوصيَ بطرس ويوحنا «ان لا ينطقا البتة ولا يعلِّما باسم يسوع.‏» واجابتهما؟‏ «لا يمكننا ان لا نتكلم بما رأينا وسمعنا.‏» لقد اطاعا يهوه كحاكم لهما!‏

      استجابة الصلوات!‏

      ٢٠ من اجل ماذا صلّى التلاميذ،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ٢٠ كما يصلِّي شهود يهوه في الاجتماعات،‏ هكذا صلَّى التلاميذ عندما اخبرهم الرسولان اللذان أُطلقا بما حدث لهما.‏ ‏(‏٤:‏٢٣-‏٣١‏)‏ ولوحظ ان الحاكمين هيرودس انتيباس وبيلاطس البنطي مع الرومانيين الامميين وشعب اسرائيل قد اجتمعوا معا على المسيا.‏ (‏مزمور ٢:‏١،‏ ٢؛‏ لوقا ٢٣:‏١-‏١٢‏)‏ واستجابة للصلاة،‏ ملأ يهوه التلاميذ من الروح القدس بحيث تكلموا بكلمة اللّٰه بجرأة.‏ فلم يُطلب من حاكمهم ان ينهي الاضطهاد بل ان يمكِّنهم من الكرازة بجرأة على الرغم من ذلك.‏

      ٢١ مَن كان برنابا،‏ واية صفتين كان يملك؟‏

      ٢١ استمر المؤمنون في ان يكون عندهم كل شيء مشترَكا.‏ ولم يكن احد محتاجا.‏ ‏(‏٤:‏٣٢-‏٣٧‏)‏ وأحد المتبرعين كان اللاوي يوسف من قبرس.‏ لقد منحه الرسل اللقب برنابا،‏ الذي معناه «ابن (‏التعزية)‏،‏» على الارجح لانه كان مساعِدا وعطوفا.‏ وبالتأكيد،‏ نريد جميعا ان نكون هذا النوع من الاشخاص.‏ —‏ اعمال ١١:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      تشهير كاذبَين

      ٢٢ و ٢٣ ماذا كانت خطية حنانيا وسفيرة،‏ وكيف يمكننا الاستفادة من اختبارهما؟‏

      ٢٢ ولكنّ حنانيا وزوجته،‏ سفيرة،‏ تخلَّيا عن الاعتراف بيهوه كحاكم لهما.‏ ‏(‏٥:‏١-‏١١‏)‏ فباعا حقلا واحتفظا ببعض المال فيما ادَّعيا اعطاءه كله للرسل.‏ والمعرفة التي اعطاها روح اللّٰه مكَّنت بطرس من تمييز ريائهما،‏ مما ادى الى موتهما.‏ فيا له من تحذير للذين يغريهم الشيطان ليكونوا ملتوين.‏ —‏ امثال ٣:‏٣٢؛‏ ٦:‏١٦-‏١٩‏.‏

      ٢٣ بعد هذه الحادثة لم يكن احد بدوافع سيئة يجسر ان ينضم الى الرسل.‏ وآخرون صاروا مؤمنين فعلا.‏ ‏(‏٥:‏١٢-‏١٦‏)‏ وايضا،‏ اذ كان المرضى والمعذبون من ارواح نجسة يؤمنون بقوة اللّٰه «كانوا يبرأون جميعهم.‏»‏

      أطيعوا اللّٰه اكثر من الناس

      ٢٤ و ٢٥ لماذا اضطهد القادةُ اليهودُ الرسلَ،‏ ولكن اي مقياس وضعه اولئك الامناء لجميع خدام يهوه؟‏

      ٢٤ حاول الآن رئيس الكهنة والصدوقيون ان يعيقوا النمو المدهش بسَجن جميع الرسل.‏ ‏(‏٥:‏١٧-‏٢٥‏)‏ ولكن في تلك الليلة اطلقهم ملاك اللّٰه.‏ ونحو الصبح كانوا يعلِّمون في الهيكل!‏ فلا يمكن للاضطهاد ان يوقف خدام يهوه.‏

      ٢٥ ومع ذلك،‏ جرت ممارسة ضغط عندما أُخذ الرسل امام المجمع.‏ ‏(‏٥:‏٢٦-‏٤٢‏)‏ ولكن،‏ اذ أُوصوا بالتوقف عن التعليم قالوا:‏ «ينبغي ان يطاع اللّٰه (‏حاكما)‏ اكثر من الناس.‏» فوضَع ذلك مقياسا لتلاميذ يسوع،‏ مقياسا يتبعه شهود يهوه اليوم.‏ وبعد تحذير من معلِّم الناموس غمالائيل ضرب القادةُ الرسلَ،‏ اوصوهم بالتوقف عن الكرازة،‏ واطلقوهم.‏

      ٢٦ كيف كانت خدمة الرسل بالمقارنة مع تلك التي لشهود يهوه اليوم؟‏

      ٢٦ فرح الرسل بأن يُحسبوا مستأهلين ان يهانوا من اجل اسم يسوع.‏ «وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل و (‏من بيت الى بيت)‏ معلِّمين ومبشرين.‏» نعم،‏ لقد كانوا خداما من بيت الى بيت.‏ هكذا هم شهود اللّٰه العصريون،‏ الذين نالوا ايضا روحه لانهم اطاعوه وقالوا،‏ «يهوه هو حاكمنا!‏»‏

  • سيروا في خوف يهوه
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • سيروا في خوف يهوه

      ‏«كانت [الجماعة] .‏ .‏ .‏ تسير في خوف (‏يهوه)‏ وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر.‏» —‏ اعمال ٩:‏٣١‏.‏

      ١ و ٢ (‏أ)‏ ماذا حدث عندما دخلت الجماعة المسيحية فترة من السلام؟‏ (‏ب)‏ على الرغم من ان يهوه يسمح بالاضطهاد،‏ اي شيء آخر يفعله؟‏

      واجه تلميذ امتحانا فائق الخطورة.‏ فهل كان سيحافظ على الاستقامة امام اللّٰه؟‏ نعم،‏ فعلا!‏ لقد سار في خوف اللّٰه،‏ بخشية من صانعه،‏ وكان سيموت شاهدا امينا ليهوه.‏

      ٢ هذا المحافظ على الاستقامة الخائف اللّٰه كان استفانوس،‏ «رجلا مملوًّا من الايمان والروح القدس.‏» (‏اعمال ٦:‏٥‏)‏ لقد اثار قتله موجة من الاضطهاد،‏ ولكنْ بعد ذلك دخلت الجماعة في اليهودية،‏ الجليل،‏ والسامرة فترة من السلام وبُنيت روحيا.‏ وايضا،‏ «(‏اذ)‏ كانت .‏ .‏ .‏ تسير في خوف (‏يهوه)‏ وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر.‏» (‏اعمال ٩:‏٣١‏)‏ وكشهود ليهوه اليوم،‏ يمكننا ان نكون على يقين من ان اللّٰه سيباركنا سواء كنا نختبر السلام او الاضطهاد،‏ كما يَظهر في الاعمال الاصحاحات ٦ الى ١٢‏.‏ فلْنَسِرْ في خوف اللّٰه التوقيري عند الاضطهاد او لنستعملْ اي استراحة من الاضطهاد للاصلاح الروحي والمزيد من الخدمة الفعالة له.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٣٣:‏٢٧‏.‏

      امين الى النهاية

      ٣ اية مشكلة جرى التغلب عليها في اورشليم،‏ وكيف؟‏

      ٣ اذا نشأت المشاكل في اوقات السلام يمكن للتنظيم الجيد ان يساعد على حلها.‏ ‏(‏٦:‏١-‏٧‏)‏ لقد تذمر اليهود الذين يتكلمون اليونانية في اورشليم أن اراملهم يُغفَل عنهن في توزيع الطعام اليومي لمصلحة المؤمنين الذين يتكلمون العبرانية.‏ فجرى حل هذه المشكلة عندما عيَّن الرسل سبعة رجال للاعتناء بهذه «الحاجة.‏» وأحدهم كان استفانوس.‏

      ٤ كيف تجاوب استفانوس مع التهم الباطلة؟‏

      ٤ ولكن بعد قليل واجه استفانوس الخائف اللّٰه امتحانا.‏ ‏(‏٦:‏٨-‏١٥‏)‏ فقد نهض قوم يحاورون استفانوس.‏ وكان بعضهم من «مجمع الليبرتينيين،‏» ربما يهودا ألقى الرومان القبض عليهم وفي ما بعد اعتقوهم او دخلاء يهودا سبق أن كانوا مرة عبيدا.‏ واذ لم يقدروا ان يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به استفانوس اخذه خصومه الى المجمع.‏ وهناك قال الشهود الكذبة:‏ ‹سمعنا هذا الرجل يقول ان يسوع سيدمر الهيكل ويغيِّر العوائد التي سلَّمها موسى.‏› ولكنْ،‏ حتى مقاوموه استطاعوا ان يروا ان استفانوس ليس فاعل اثم بل لديه ملامح الملاك الهادئة،‏ رسول للّٰه متأكد من دعمه.‏ وما اشد اختلاف ذلك عن وجوههم،‏ الخبيثة بِشرٍّ لانهم استسلموا للشيطان!‏

      ٥ اي نقاط اثبتها استفانوس وهو يقدِّم الشهادة؟‏

      ٥ واذ استجوبه رئيس الكهنة قيافا اعطى استفانوس شهادة جريئة.‏ ‏(‏٧:‏١-‏٥٣‏)‏ واظهرت مراجعته للتاريخ الاسرائيلي ان اللّٰه قصد ان يبطل الناموس وخدمة الهيكل عند اتيان المسيا.‏ واخبر استفانوس ان موسى،‏ المنقذ الذي يدّعي كل يهودي اكرامه،‏ رفضه الاسرائيليون،‏ تماما كما انهم لم يقبلوا الآن الجالب انقاذا اعظم.‏ واذ قال ان اللّٰه لا يسكن في بيوت مصنوعات الايادي اظهر استفانوس ان الهيكل ونظام عبادته سيزولان.‏ ولكنْ بما ان قضاته لم يخافوا اللّٰه ولم يريدوا معرفة مشيئته،‏ قال استفانوس:‏ ‹يا قساة الرقاب انتم دائما تقاومون الروح القدس.‏ اي نبي لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار الذي انتم صرتم مسلِّميه وقاتليه.‏›‏

      ٦ (‏أ)‏ قبل موته،‏ اي اختبار مقوٍّ للايمان كان لدى استفانوس؟‏ (‏ب)‏ لماذا استطاع استفانوس ان يقول بالصواب:‏ «ايها الرب يسوع اقبل روحي»؟‏

      ٦ ادى القول الشجاع لاستفانوس الى قتله.‏ ‏(‏٧:‏٥٤-‏٦٠‏)‏ فقد غضب القضاة من هذا التشهير لذنبهم بموت يسوع.‏ ولكن كم تقوَّى ايمان استفانوس عندما ‹شخص الى السماء ورأى مجد اللّٰه ويسوع قائما عن يمين اللّٰه›!‏ وتمكّن استفانوس الآن من مواجهة خصومه واثقا انه فعل مشيئة اللّٰه.‏ وعلى الرغم من ان شهود يهوه لا يرون رؤًى،‏ يمكن ان يكون لنا هدوء مماثل معطى من اللّٰه عند الاضطهاد.‏ وبعد ان اخرجوا استفانوس خارج اورشليم ابتدأ اعداؤه يرجمونه،‏ فناشد:‏ «ايها الرب يسوع اقبل روحي.‏» كان ذلك لائقا لان اللّٰه كان قد منح يسوع سلطة اقامة الآخرين الى الحياة.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٦؛‏ ٦:‏٤٠؛‏ ١١:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ واذ جثا على ركبتيه صرخ استفانوس:‏ «يا رب لا تُقم لهم هذه الخطية.‏» ثم رقد في الموت شهيدا،‏ كما فعل اتباع كثيرون جدا ليسوع منذ ذلك الحين،‏ حتى في الازمنة العصرية.‏

      الاضطهاد ينشر البشارة

      ٧ ماذا نتج من الاضطهاد؟‏

      ٧ ان موت استفانوس ادى فعلا الى انتشار البشارة.‏ ‏(‏٨:‏١-‏٤‏)‏ فالاضطهاد شتت جميع التلاميذ في اليهودية والسامرة ما عدا الرسل.‏ وشاول،‏ الذي كان راضيا بقتل استفانوس،‏ اهلك الجماعة كوحش،‏ اذ دخل بيتا بعد آخر ليجرّ اتباع يسوع للسَّجن.‏ واذ واصل التلاميذ المشتتون الكرازة أُحبطت خطة الشيطان ان يوقف المنادين بالملكوت الخائفين اللّٰه باضطهادهم.‏ واليوم ايضا،‏ غالبا ما ينشر الاضطهاد البشارة او يلفت الانتباه الى عمل الكرازة بالملكوت.‏

      ٨ (‏أ)‏ ماذا حدث نتيجة للكرازة التي جرت في السامرة؟‏ (‏ب)‏ كيف استعمل بطرس المفتاح الثاني الذي ائتمنه عليه يسوع؟‏

      ٨ ذهب المبشر فيلبس الى السامرة لكي «يكرز .‏ .‏ .‏ بالمسيح.‏» ‏(‏٨:‏٥-‏٢٥‏)‏ وساد فرح عظيم في تلك المدينة،‏ اذ جرت المناداة بالبشارة،‏ طُردت ارواح نجسة،‏ وشُفي اشخاص.‏ فأرسل الرسلُ في اورشليم بطرسَ ويوحنا الى السامرة،‏ وعندما صلَّيا ووضعا ايديهما على اولئك المعتمدين قبِل التلاميذ الجدد الروح القدس.‏ فحاول سيمون الساحر السابق المعتمد حديثا ان يشتري هذا السلطان،‏ لكنَّ بطرس قال:‏ «لتكن فضتك معك للهلاك .‏ .‏ .‏ قلبك ليس مستقيما امام اللّٰه.‏» واذ قيل له ان يتوب ويتضرع الى يهوه من اجل الغفران طلب من الرسولين ان يصلِّيا من اجله.‏ ويجب ان يدفع ذلك كل خائفي يهوه اليوم الى الصلاة من اجل المساعدة الالهية في حفظ القلب.‏ (‏امثال ٤:‏٢٣‏)‏ (‏من هذه الحادثة اتت الكلمة «السيمونية،‏» «شراء او بيع وظيفة كنسية او منصب كهنوتي.‏»)‏ ونادى بطرس ويوحنا بالبشارة في قرى سامرية كثيرة.‏ وهكذا،‏ استعمل بطرس المفتاح الثاني الذي اعطاه اياه يسوع ليفتح باب المعرفة والفرصة لدخول الملكوت السماوي.‏ —‏ متى ١٦:‏١٩‏.‏

      ٩ مَن كان الحبشي الذي شهد له فيلبس،‏ ولماذا تمكَّن الرجل من الاعتماد؟‏

      ٩ ثم منح ملاك اللّٰه فيلبس تعيينا جديدا.‏ ‏(‏٨:‏٢٦-‏٤٠‏)‏ فعلى الطريق من اورشليم الى غزة كان «خَصيٌّ،‏» وزير على خزائن كنداكة ملكة الحبشة،‏ راكبا في مركبة.‏ لم يكن خصيا جسديا،‏ مرذولا من الجماعة اليهودية،‏ بل كان قد جاء الى اورشليم ليسجد بصفته مهتديا مختونا.‏ (‏تثنية ٢٣:‏١‏)‏ وفيلبس وجد الخصي يقرأ من سفر اشعياء.‏ واذ دُعي الى المركبة ناقش فيلبس نبوة اشعياء و «بشَّره بيسوع.‏» (‏اشعياء ٥٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ وبعد قليل صرخ الحبشي:‏ «هوذا ماء.‏ ماذا يمنع ان اعتمد.‏» لا شيء،‏ لانه عرف اللّٰه وامتلك الآن الايمان بالمسيح.‏ لذلك عمَّد فيلبس الحبشي،‏ الذي ذهب في طريقه فرِحا.‏ فهل يمنعكم شيء من الاعتماد؟‏

      اهتداء مضطهِد

      ١٠ و ١١ ماذا حدث لشاول الطرسوسي في الطريق الى دمشق وبعد ذلك بوقت قصير؟‏

      ١٠ في ذلك الوقت كان شاول يسعى الى جعل تلاميذ يسوع ينكرون ايمانهم تحت التهديد بالسَّجن او الموت.‏ ‏(‏٩:‏١‏-‏١٨أ‏)‏ وأعطاه رئيس الكهنة (‏على الارجح قيافا)‏ رسائل الى المجامع في دمشق تمنحه السلطة ليسوق رجالا ونساء من «الطريق،‏» او طريقة الحياة المؤسسة على مثال المسيح،‏ موثقين الى اورشليم.‏ ونحو الظهر قرب دمشق ابرق نور من السماء وسأل صوت:‏ «شاول لماذا تضطهدني.‏» والذين مع شاول سمعوا «الصوت» انما لم يفهموا ما قيل.‏ (‏قارنوا اعمال ٢٢:‏٦،‏ ٩‏.‏)‏ وكانت هذه الرؤيا الجزئية ليسوع الممجد كافية لتعمي شاول.‏ فاستخدم اللّٰه التلميذ حنانيا ليرد بصره.‏

      ١١ بعد معموديته صار المضطهِد السابق هدفا للاضطهاد.‏ ‏(‏٩:‏١٨ب-‏٢٥‏)‏ لقد اراد اليهود في دمشق ان يقتلوا شاول.‏ ولكنّ التلاميذ انزلوه ليلا عبر فُتحة في السور،‏ على الارجح في سلّ مجدول كبير مصنوع من الحبال او العيدان المضفورة.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وربما كانت الفُتحة نافذة بيت مبني في السور لأحد التلاميذ.‏ ولم يكن عملَ جُبْن التملصُ من الخصوم والاستمرار في الكرازة.‏

      ١٢ (‏أ)‏ ماذا حدث لشاول في اورشليم؟‏ (‏ب)‏ كيف كانت امور الجماعة؟‏

      ١٢ وفي اورشليم ساعد برنابا التلاميذ ليقبلوا شاول كرفيق مؤمن.‏ ‏(‏٩:‏٢٦-‏٣١‏)‏ وهناك كان دون خوف يباحث اليهود المتكلمين اليونانية،‏ الذين حاولوا ايضا ان يقتلوه.‏ فاذ علِم الاخوة بذلك اخذوه الى قيصرية وارسلوه الى طرسوس،‏ مسقط رأسه في كيليكيَّة.‏ والجماعة في اليهودية،‏ الجليل،‏ والسامرة «كان لها سلام وكانت تُبنى» روحيا.‏ واذ كانت «تسير في خوف (‏يهوه)‏ وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر.‏» فيا له من مثال رائع لكل الجماعات اليوم اذا ارادت نيل بركة يهوه!‏

      امميون يصيرون مؤمنين!‏

      ١٣ اية عجيبتين مكَّن اللّٰه بطرس من صنعهما في لُدَّة ويافا؟‏

      ١٣ وبطرس ايضا كان يبقى مشغولا.‏ ‏(‏٩:‏٣٢-‏٤٣‏)‏ ففي لُدَّة (‏الآن اللُّد)‏ في سهل شارون شفى إينياس المفلوج.‏ وسبَّب هذا الشفاء ان يرجع كثيرون الى الرب.‏ وفي يافا مرضت التلميذة الحبيبة طابيثا (‏غزالة)‏ وماتت.‏ فلمَّا وصل بطرس أرته الارامل الباكيات ثيابا كانت قد عملتها غزالة وربما كن يلبسنها.‏ فأعاد غزالة الى الحياة،‏ وعندما انتشر خبر ذلك آمن كثيرون.‏ ومكث بطرس في يافا عند سمعان الدبَّاغ،‏ الذي كان بيته عند البحر.‏ وكان الدبَّاغون ينقعون جلود الحيوانات في البحر ويعالجونها بالجِير قبل ازالة الشعر.‏ وكانت الأُهُب تتحول الى ادِيم بدِباغتها بسائل من نباتات معيَّنة.‏

      ١٤ (‏أ)‏ من كان كرنيليوس؟‏ (‏ب)‏ ماذا صح في صلوات كرنيليوس؟‏

      ١٤ في ذلك الحين (‏٣٦ ب‌م)‏،‏ كان هنالك تطوّر بارز في مكان آخر.‏ ‏(‏١٠:‏١-‏٨‏)‏ ففي قيصرية كان يسكن كرنيليوس الاممي التقي،‏ قائد مئة روماني آمر نحو مئة رجل.‏ لقد كان يترأس ‹الكتيبة الايطالية،‏› المؤلفة على ما يظهر من مجنَّدين جدد من بين المواطنين الرومان والعبيد المعتَقين في ايطاليا.‏ ومع ان كرنيليوس كان يخاف اللّٰه،‏ فلم يكن مهتديا يهوديا.‏ وفي رؤيا قال له ملاك ان صلواته ‏«صعدت تذكارا امام اللّٰه.‏» وعلى الرغم من ان كرنيليوس لم يكن آنذاك منتذرا ليهوه،‏ فقد نال استجابة لصلاته.‏ انما،‏ كما امر الملاك،‏ استدعى بطرس.‏

      ١٥ ماذا حدث فيما كان بطرس يصلي على سطح بيت سمعان؟‏

      ١٥ في ذلك الحين،‏ رأى بطرس رؤيا فيما كان يصلي على سطح بيت سمعان.‏ ‏(‏١٠:‏٩-‏٢٣‏)‏ وفي غيبة رأى اناء نازلا من السماء مثل مُلاءة مملوءا من كل الدواب والوحوش والزحافات والطيور النجسة.‏ واذ أُمر ان يذبح ويأكل قال بطرس بأنه لم يأكل قط شيئا دنسا.‏ «ما طهره اللّٰه لا تدنسه انت،‏» قيل له.‏ فحيَّرت الرؤيا بطرس،‏ لكنه اتَّبع ارشاد الروح.‏ وهكذا،‏ رافق هو وستة من الاخوة اليهود رسلَ كرنيليوس.‏ —‏ اعمال ١١:‏١٢‏.‏

      ١٦ و ١٧ (‏أ)‏ ماذا قال بطرس لكرنيليوس واولئك المجتمعين في بيته؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث فيما كان بطرس يتكلم بعدُ؟‏

      ١٦ الآن كان الامميون الاولون على وشك سماع البشارة.‏ ‏(‏١٠:‏٢٤-‏٤٣‏)‏ وعندما وصل بطرس ورفقاؤه الى قيصرية كان كرنيليوس،‏ انسباؤه،‏ واصدقاؤه الاقربون منتظرين.‏ ووقع كرنيليوس على قدمي بطرس،‏ لكنّ الرسول رفض بتواضع خضوعا كهذا.‏ وتكلم كيف مسح يهوه يسوع بالروح القدس والقوة بصفته المسيا وشرح ان كل من يؤمن به ينال غفران الخطايا.‏

      ١٧ والآن قام يهوه بالعمل.‏ ‏(‏١٠:‏٤٤-‏٤٨‏)‏ ففيما كان بطرس يتكلم بعدُ،‏ وهب اللّٰه الروح القدس لاولئك الامميين المؤمنين.‏ وفي الحال،‏ وُلدوا من روح اللّٰه وأُوحي اليهم بالتكلم بلغات غريبة وتعظيمه.‏ لذلك،‏ اعتمدوا على نحو لائق باسم يسوع المسيح.‏ وهكذا كان انّ بطرس استعمل المفتاح الثالث ليفتح للامميين الخائفين اللّٰه باب المعرفة والفرصة لدخول الملكوت السماوي.‏ —‏ متى ١٦:‏١٩‏.‏

      ١٨ كيف تجاوب الاخوة اليهود عندما شرح بطرس ان الامميين ‹اعتمدوا بالروح القدس›؟‏

      ١٨ ولاحقا،‏ في اورشليم،‏ خاصم مؤيدو الختان بطرس.‏ ‏(‏١١:‏١-‏١٨‏)‏ وعندما شرح كيف اعتمد الامم «بالروح القدس» سكت اخوته اليهود ومجدوا اللّٰه،‏ قائلين:‏ «اذًا اعطى اللّٰه الامم ايضا التوبة للحياة.‏» ونحن ايضا يجب ان نكون متقبلين عندما تتضح لنا المشيئة الالهية.‏

      تأسيس الجماعة الاممية

      ١٩ كيف صار التلاميذ يُدعون مسيحيين؟‏

      ١٩ تشكلت الآن الجماعة الاممية الاولى.‏ ‏(‏١١:‏١٩-‏٢٦‏)‏ وعندما تشتت التلاميذ من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس ذهب البعض الى انطاكية،‏ سورية،‏ المشتهرة بالعبادة النجسة والفساد الادبي.‏ واذ كانوا يتكلمون بالبشارة الى الاشخاص المتكلمين اليونانية هناك «كانت يد الرب معهم،‏» فآ‌من كثيرون.‏ وعلَّم برنابا وشاول هناك سنةً،‏ و «دعي التلاميذ (‏بعناية الهية)‏ مسيحيين في انطاكية اولا.‏» ولا شك ان يهوه امر ان يُدعوا كذلك،‏ لان الكلمة اليونانية خريماتيزو تعني «ان يُدعى بعناية الهية» وتُستعمل دائما في الاسفار المقدسة في ما يتعلق بما هو من اللّٰه.‏

      ٢٠ بماذا انبأ اغابوس مسبقا،‏ وكيف تجاوبت جماعة انطاكية؟‏

      ٢٠ والانبياء الخائفون اللّٰه جاءوا ايضا الى انطاكية من اورشليم.‏ ‏(‏١١:‏٢٧-‏٣٠‏)‏ وأحدهم كان اغابوس،‏ الذي اشار «بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة.‏» تمت هذه النبوة خلال حكم الامبراطور الروماني كلوديوس (‏٤١-‏٥٤ ب‌م)‏،‏ والمؤرخ يوسيفوس يشير الى ‹الجوع العظيم› هذا.‏ (‏العاديات اليهودية،‏ ٢٠:‏٥١ [٢:‏٥]؛‏ ٢٠:‏١٠١ [٥:‏٢])‏ واذ دفعتها المحبة ارسلت جماعة انطاكية تبرعا الى الاخوة المحتاجين في اليهودية.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٥‏.‏

      الاضطهاد غير مجدٍ

      ٢١ اي اجراء اتخذه هيرودس اغريباس الاول ضد بطرس،‏ ولكن بأية نتيجة؟‏

      ٢١ انتهت فترة السلام عندما ابتدأ هيرودس اغريباس الاول يضطهد خائفي يهوه في اورشليم.‏ ‏(‏١٢:‏١-‏١١‏)‏ فقتل هيرودس يعقوبَ بالسيف،‏ ربما قاطعا رأسه بصفته اول رسول يستشهد.‏ واذ رأى ان ذلك يرضي اليهود سجن هيرودس بطرسَ.‏ وكان الرسول على ما يظهر مقيدا بسلسلتين بعسكري على كل جانب،‏ فيما كان اثنان آخران يحرسان زنزانته.‏ وخطط هيرودس لتنفيذ الحكم فيه بعد الفصح وايام الفطير (‏١٤-‏٢١ نيسان قمري)‏،‏ لكنّ صلوات الجماعة من اجله استُجيبت في الوقت المناسب،‏ تماما كما تستجاب صلواتنا في اغلب الاحيان.‏ وحدث ذلك عندما حرر ملاك اللّٰه الرسولَ بأعجوبة.‏

      ٢٢ ماذا جرى عندما ذهب بطرس الى بيت ام مرقس،‏ مريم؟‏

      ٢٢ بعد قليل صار بطرس في بيت مريم (‏ام يوحنا مرقس)‏،‏ مكان اجتماع مسيحي على ما يظهر.‏ ‏(‏١٢:‏١٢-‏١٩‏)‏ وفي الظلام عرفت الجارية رودا صوتَ بطرس لكنها تركته عند الباب المغلق.‏ وفي بادئ الامر،‏ ربما اعتقد التلاميذ ان اللّٰه ارسل رسولا ملائكيا يمثل بطرس ويتكلم بصوت كصوته.‏ ولكن،‏ عندما ادخلوا بطرس قال لهم ان يخبروا يعقوب والاخوة (‏ربما الشيوخ)‏ بنجاته.‏ ثم مضى وذهب في الخفاء دون كشف مقصده لكي يتجنب تعريضهم او تعريض نفسه للخطر في حال الاستجواب.‏ فكان بحث هيرودس عن بطرس عبثا،‏ وعوقب الحراس،‏ وربما قُتلوا ايضا.‏

      ٢٣ كيف انتهى حكم هيرودس اغريباس الاول،‏ وماذا يمكننا ان نتعلم من ذلك؟‏

      ٢٣ في سنة ٤٤ ب‌م انتهى حكم هيرودس اغريباس الاول بغتة في قيصرية عندما كان بعمر ٥٤ سنة.‏ ‏(‏١٢:‏٢٠-‏٢٥‏)‏ لقد كان ساخطا على فينيقيي صور وصيداء،‏ الذين رشَوْا خادمه بَلاستس ليرتب جلسة يتمكنون فيها من التماس المصالحة.‏ وفي «يوم معيَّن» (‏ايضا احتفال يكرم كلوديوس قيصر)‏،‏ لبس هيرودس الحُلة الملوكية،‏ جلس على كرسي المُلك،‏ وجعل يخاطبهم.‏ وفي التجاوب صرخ المستمعون:‏ «هذا صوت اله لا صوت انسان.‏» ففي الحال،‏ ضربه ملاك يهوه «لانه لم يعطِ المجد للّٰه.‏» وهيرودس «صار يأكله الدود ومات.‏» فليدفعنا هذا المثال التحذيري الى ان نستمر في السير في خوف يهوه،‏ متجنبين الكبرياء ومعطين المجد له في ما نصنعه بصفتنا شعبه.‏

      ٢٤ ماذا ستُظهر مقالة مقبلة في ما يتعلق بالتوسع؟‏

      ٢٤ على الرغم من اضطهاد هيرودس،‏ فان «كلمة اللّٰه .‏ .‏ .‏ كانت تنمو وتزيد.‏» وفي الواقع،‏ كما ستُظهر مقالة مقبلة،‏ تمكَّن الرسل من توقع المزيد من التوسع.‏ ولماذا؟‏ لانهم ‹ساروا في خوف يهوه.‏›‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة