مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اللّٰه يقصد ان يتمتع الانسان بالحياة في الفردوس
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • ٧ لماذا لم يكن آدم متحيِّرا لوقت طويل بشأن ايجاد نفسه حيا وفي جنة فردوسية؟‏

      ٧ ليس لوقت طويل ارتبك الانسان الاول آدم بشأن الوضع الذي وجد نفسه فيه حيا ووحيدا،‏ دون احد آخر مثله منظور في الجنة الفردوسية.‏ لقد سمع صوتا،‏ شخصا ما يتكلم.‏ وفهم الانسان ذلك.‏ ولكن اين كان المتكلم؟‏ فلم يرَ الانسان احدا يقوم بالتكلم.‏ وأتى الصوت من الحيز غير المنظور،‏ غير المرئي،‏ وكان يخاطبه.‏ كان صوت صانع الانسان،‏ خالقه!‏ وكان يمكن للانسان ان يجيبه بنوع الكلام عينه.‏ ووجد نفسه يتكلم مع اللّٰه،‏ الخالق.‏ ولم يحتج الانسان الى مستقبِل راديويّ علمي حديث كي يسمع الصوت الالهي.‏ لقد حادثه اللّٰه مباشرة كخليقة له.‏

      ٨ و ٩ (‏أ)‏ اية اسئلة كان يمكن لآدم ان ينال اجوبة عنها،‏ واي عناية واهتمام ابويين أُظهرا له؟‏ (‏ب)‏ اي جواب ناله آدم من ابيه السماوي؟‏

      ٨ والآن عرف الانسان انه ليس وحده،‏ ومن اجل ذلك لا بد انه شعر بأنه احسن حالا.‏ وعقله كان مليئا بالاسئلة.‏ وكان يمكن ان يسأل عنها الشخصَ غير المنظور الذي كان يكلِّمه.‏ فمَن صنعه وجنة السرور هذه؟‏ لماذا وُضع هناك،‏ وماذا عليه ان يفعل بحياته؟‏ هل هنالك ايّ قصد في العيش؟‏ لقد أُظهِر العناية والاهتمام الأبويان لهذا الانسان الاول،‏ آدم،‏ لان اسئلته نالت جوابا لإشباع عقله المستفهِم.‏ فيا للسرور الذي كان حتما لصانعه،‏ معطيه الحياة،‏ ابيه السماوي،‏ بأن يسمع الانسان يبدأ بالتكلم ويقول كلماته الاولى!‏ ويا للسعادة التي اعطاها للأب السماوي ان يسمع ابنه يتكلم معه!‏ والسؤال الطبيعي الاول يكون،‏ «كيف اتيتُ الى الوجود؟‏» سُرّ الأب السماوي بأن يجيب عن ذلك وبالتالي ان يعترف بأن هذا الانسان الاول كان ابنه.‏ لقد كان «ابن اللّٰه.‏» (‏لوقا ٣:‏٣٨‏)‏ وقد عرَّف يهوه بنفسه بصفته أبا هذا الانسان الاول،‏ آدم.‏ ومن ابيه السماوي،‏ ههنا جوهر الجواب الذي ناله آدم عن سؤاله والذي مرَّره الى ذريته:‏

      ٩ «وجبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.‏ ونفخ في انفه نسمة حياة.‏ فصار آدم نفسا حية.‏ وغرس الرب الاله جنة في عدن شرقا.‏ ووضع هناك آدم الذي جبله.‏ وانبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل.‏ وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر.‏ وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة.‏ ومن هناك ينقسم فيصير اربعة رؤوس.‏» —‏ تكوين ٢:‏٧-‏١٠‏.‏b

      ١٠ و ١١ (‏أ)‏ اية وقائع تعلَّمها آدم بوضوح،‏ ولكن اية اسئلة اخرى احتاج ان يحصل على اجوبة عنها؟‏ (‏ب)‏ اية اجوبة اعطى الأب السماوي آدم؟‏

      ١٠ وعقل آدم النيِّر القليل الخبرة تلقَّف بشوق هذه المعلومات التي تجلب الاكتفاء.‏ وعندئذ عرف انه لم يأتِ من ذلك الحيِّز غير المنظور الذي كان صانعه وجابله يتكلَّم منه.‏ وبالاحرى جُبل من الارض التي كان يعيش عليها ولذلك كان ارضيا.‏ وأبوه ومعطيه الحياة كان يهوه اللّٰه.‏ لقد كان «نفسا حية.‏» واذ نال حياته من يهوه اللّٰه كان «ابن اللّٰه.‏» والشجر حوله في جنة عدن انتج ثمارا جيدة للأكل،‏ لكي يأكل ويبقى حيا كنفس حية.‏ ولكن لماذا يجب ان يبقى حيا،‏ ولماذا وُضع على الارض،‏ في جنة عدن هذه؟‏ لقد كان انسانَ ذكاء تام التكوين وذا مقدرات جسدية،‏ واستحق ان يعرف.‏ وإلاّ فكيف يمكنه ان يتمم قصده في الحياة وبالتالي يسرّ صانعه وأباه بفعل المشيئة الالهية؟‏ إن الاجوبة عن هذه الاسئلة الملائمة أُعطيت في المعلومات التالية:‏

      ١١ «واخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها.‏ واوصى الرب الاله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل اكلا.‏ وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.‏ لأنك يوم تأكل منها موتا تموت.‏» —‏ تكوين ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٢ على ماذا لا بد ان آدم شكر خالقه،‏ وكيف امكن الانسان بالتالي ان يمجد اللّٰه؟‏

      ١٢ لا بدّ ان آدم شكر خالقه على اعطائه شيئا يبقيه مشغولا على نحو مفيد في جنة عدن الجميلة هذه.‏ وعندئذ عرف مشيئة خالقه،‏ وأمكنه فعل شيء على الارض من اجله.‏ فكانت لديه الآن مسؤولية ملقاة على عاتقه،‏ تلك التي لعمل جنة عدن وحفظها،‏ ولكنّ ذلك سيكون شيئا سارا لفعله.‏ وبفعل ذلك كان يمكنه ان يبقي جنة عدن في مظهر يجلب المجد والتسبيح لصانعها،‏ يهوه اللّٰه.‏ وكلَّما جاع آدم من العمل كان يمكنه ان يأكل حتى الشبع من شجر الجنة.‏ وبهذه الطريقة كان يمكنه ان يجدد قوته ويحافظ على حياته السعيدة الى وقت غير محدود —‏ الى ما لا نهاية.‏ —‏ قارنوا جامعة ٣:‏١٠-‏١٣‏.‏

      أمل الحياة الابدية

      ١٣ اي امل كان للانسان الاول،‏ ولماذا؟‏

      ١٣ الى ما لا نهاية؟‏ يا لها من فكرة تكاد لا تصدَّق دون شك بالنسبة الى الانسان الكامل!‏ ولكن لمَ لا؟‏ فخالقه لم تكن لديه فكرة او قصد لتدمير جنة عدن هذه المصممة على نحو بارع.‏ ولماذا يدمر عمله الخاص حين كان حسنا جدا ومعبِّرا عن إبداعه الغني؟‏ فمنطقيا ما كان ليقصد ان يفعل ذلك.‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ وبما ان هذه الجنة المنقطعة النظير كانت ستبقى قيد العمل كانت ستحتاج الى عامل وحافظ كالانسان الكامل،‏ آدم.‏ واذا لم يأكل الانسان الحافظ قط ثمرة «شجرة معرفة الخير والشر» المحرَّمة ما كان ليموت اطلاقا.‏ فقد كان بامكان الانسان الكامل ان يحيا الى الابد!‏

      ١٤ كيف كان يمكن ان تكون لآدم الحياة الابدية في الفردوس؟‏

      ١٤ لقد وُضعت الحياة الابدية في جنة عدن الفردوسية امام آدم!‏ وكان ممكنا التمتع بها الى الابد شرط ان يبقى طائعا على نحو كامل لخالقه،‏ دون اكل الثمرة ابدا التي حرَّمها خالق الانسان.‏ لقد كانت رغبته ان يظل الانسان الكامل طائعا ويستمر في العيش الى الابد.‏ وتحريم ثمرة «شجرة معرفة الخير والشر» لم يكن شيئا مميتا.‏ لقد كان مجرد امتحان لطاعة الانسان الكاملة لأبيه.‏ وقد زوَّد فرصة للانسان كي يبرهن عن محبته للّٰه،‏ خالقه.‏

      ١٥ لماذا استطاع آدم ان يتطلَّع الى مستقبل ساطع،‏ بالخير على يدي خالقه؟‏

      ١٥ وبالاكتفاء القلبي بأنه لم يكن مجرد صدفة غير مقصودة بل له اب سماوي،‏ وباستنارة عقله بفهمِ قصده في الحياة،‏ وبالحياة الابدية في الفردوس نصب عينيه،‏ تطلَّع الانسان الكامل الى الامام الى مستقبل ساطع.‏ وأكل من الشجر الذي كان جيدا للأكل،‏ متجنبا «شجرة معرفة الخير والشر.‏» لقد اراد ان يعرف الخير على يدي خالقه.‏ والعمل،‏ ليس من النوع المخرب،‏ بل عمل جنة عدن،‏ كان خيرا،‏ وقد عمل الانسان الكامل.‏

      لا شعور بالاضطرار الى شرح الامور

      ١٦-‏١٨ اية امور مدعوَّة ألغازا لم يشعر آدم بالاضطرار الى حلِّها،‏ ولماذا؟‏

      ١٦ مال نور النهار اذ غرب النور العظيم للنهار،‏ الذي كان يستطيع ان يميِّزه في حركته عبر السماء.‏ وحلَّت الظلمة،‏ الليل،‏ وصار قادرا على تمييز القمر.‏ ولم يملأه احساسا بالخوف؛‏ لقد كان النور الاصغر الذي يحكم الليل.‏ (‏تكوين ١:‏١٤-‏١٨‏)‏ وعلى الارجح طارت الحُبَاحِب في الجنة،‏ ونورها البارد يَمِضُ ويَخفُق كمصابيح صغيرة.‏

      ١٧ واذ حلّ الليل وغمرته الظلمة شعر بالحاجة الى النوم كالحيوانات حوله.‏ وعندما استيقظ ابتدأ يشعر بالجوع،‏ فأكل بشهية جيدة من شجر الثمر المسموح به،‏ لينال ما يمكن ان يدعى فطورا.‏

      ١٨ وإذ تجدَّد في القوة وانتعش جيدا براحة الليل حوَّل انتباهه الى عمل النهار.‏ وإذ راقب كل الخضار حوله لم يشعر بوجوب التعمق في لغز ما كان الناس سيدعونه بعد آلاف السنين التخليق الضوئي،‏ هذه العملية المبهمة التي بواسطتها تقوم المادة الملوِّنة الخضراء للنباتات،‏ اليَخْضُور (‏الكلوروفيل)‏ الذي لها،‏ بتسخير طاقة نور الشمس لانتاج مواد الغذاء ليأكلها الانسان والحيوان،‏ آخذة في الوقت نفسه ثاني أُكسيد الكربون الذي يُخرجه الانسان والحيوان في الزفير،‏ ومعطية الأُكْسجين ليتنفَّسوه.‏ قد يدعو البشر ذلك لغزا،‏ ولكن لم تكن هنالك حاجة لآدم الى حلِّه.‏ فقد كان عجيبة من خالق الانسان.‏ وقد فهمها وجعلها تعمل لمنفعة الحياة المخلوقة على الارض.‏ وهكذا كان كافيا للذكاء الكامل للانسان الاول ان اللّٰه،‏ الخالق،‏ جعل الاشياء تنمو،‏ وعملُ الانسان المعطى من اللّٰه هو ان يعتني بأشكال الحياة النباتية هذه النامية في جنة عدن.‏ —‏ انظروا تكوين ١:‏١٢‏.‏

      وحيد —‏ إنَّما لا يعوزه الفرح

      ١٩ رغم الادراك انه كان وحيدا،‏ دون ايّ امرئ آخر مثله على الارض،‏ ماذا لم يفعله آدم؟‏

      ١٩ ان تثقُّف الانسان على يدي ابيه السماوي لم ينتهِ.‏ لقد حفظ الانسان جنة عدن دون ايّ امرئ آخر مثله على الارض لينضم اليه او يساعده.‏ وبقدر ما كان الامر يتعلق بجنسه،‏ الجنس البشري،‏ كان وحيدا.‏ ولم ينطلق في بحثٍ لايجاد شخص مثله تكون له معه رفقة ارضية.‏ ولم يسأل اللّٰه،‏ اباه السماوي،‏ ان يعطيه اخا او اختا.‏ ووحدته كإنسان لم تدفعه اخيرا الى الجنون وتسلب الفرح من العيش والعمل.‏ فقد كانت له مرافقة مع اللّٰه.‏ —‏ قارنوا مزمور ٢٧:‏٤‏.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ ماذا كانت ذروة فرح آدم وسروره؟‏ (‏ب)‏ لماذا الاستمرار في طريقة العيش تلك لم يكن عناء منهِكا لآدم؟‏ (‏ج)‏ ماذا ستناقشه المقالة التالية؟‏

      ٢٠ عرف آدم انه هو وعمله كانا تحت معاينة ابيه السماوي.‏ وذروة سروره كانت في ارضاء الهه وخالقه،‏ الذي كانت روعته ظاهرة بكل اعمال الخلق الجميلة حول الانسان.‏ (‏قارنوا رؤيا ١٥:‏٣‏.‏)‏ والاستمرار في طريقة العيش تلك لم يكن عناء منهِكا او عملا روتينيا مضجرا لهذا الانسان الكامل الاتزان الذي كان يستطيع ان يحادث اللّٰه.‏

  • آمال بشرية عظمى في فردوس سرور
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • وقد عيَّنه خالق الانسان ليعمل جنة عدن البهيجة.‏ والآن اعطاه خالق الانسان مهمة اخرى،‏ مهمة خصوصية،‏ تعيينا فيه تحدٍّ،‏ كما تكشف الرواية عمَّا جرى:‏

      ٢ «وجبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء.‏ فأحضرها الى آدم ليرى ماذا يدعوها.‏ وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها.‏ فدعا آدم باسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية.‏» —‏ تكوين ٢:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٣ لماذا لم يكن هنالك اي خوف من جهة آدم والخليقة الحيوانية؟‏

      ٣ دعا الانسان الفرس سوس،‏ الثور شور،‏ الخروف سِه،‏ الماعز عِز،‏ العصفور عوف،‏ الحمامة يونَة،‏ الطاووس توكِّي،‏ الاسد أَريِه او أَري،‏ الدب دُب،‏ القرد قوف،‏ الكلب كِلِب،‏ الحية نحاش،‏ وهلم جرًّا.‏a وعندما ذهب الى النهر الذي كان يجري من جنة عدن رأى السمك.‏ وللسمك اعطى الاسم داجَه.‏ ولم يشعر الانسان الأعزل بأيّ خوف من هذه الحيوانات،‏ البهائم والوحوش،‏ او من الطيور،‏ وهي لم تشعر بأيّ خوف منه،‏ هو الذي ادركت على نحو غريزي انه اعلاها رتبة،‏ من جنس حياة اسمى.‏ لقد كانت مخلوقات اللّٰه،‏ التي وهبها الحياة،‏ ولم تكن للانسان اية رغبة او ميل الى اذيتها او سلبها حياتها.‏

      ٤ ماذا يمكن ان نعتقد بخصوص تسمية آدم جميع الحيوانات والطيور،‏ وأي نوع من الاختبار لا بد ان ذلك كان؟‏

      ٤ أما كم من الوقت عُرضت على الانسان البهائم والوحوش وطيور السماء فلا تخبرنا الرواية.‏ كل ذلك كان تحت الارشاد والترتيب الالهيين.‏ وعلى الارجح استغرق وقتا ان يدرس آدم كل حيوان مختلف،‏ ملاحظا عاداته وتركيبه المميز؛‏ وبعدئذ كان سيختار اسما يصلح له على نحو خصوصي.‏ وكان من الممكن ان يعني هذا مضي مقدار كبير من الوقت.‏ وقد كان اختبارا ممتعا جدا لآدم ان يتعرَّف على هذا النحو بالحياة المخلوقة لهذه الارض بأجناسها الكثيرة،‏ وتطلَّب مقدرة عقلية عظيمة وقوى كلام من جهته ان يميز كُلاًّ من اجناس المخلوقات الحية هذه باسم مناسب.‏

      ٥-‏٧ (‏أ)‏ اية اسئلة تنشأ على الارجح؟‏ (‏ب)‏ اي نوع من الاجوبة أعطي في رواية الخلق في التكوين ١:‏١-‏٢٥‏؟‏

      ٥ ولكن ماذا كان ترتيب خلق كل هذه المخلوقات الحية؟‏ هل خُلقت حيوانات البر قبل الطيور أم لا،‏ وأين في الزمن والترتيب وقف الانسان بالنسبة الى كل هذه المخلوقات الحية من الجنس الادنى؟‏ كيف أعدّ اللّٰه سطح الارض لمثل هذا التنوع الواسع من الحياة المخلوقة،‏ زوَّد الهواء الذي فيه كانت الطيور ستتمكن من الطيران في ارتفاعات كهذه،‏ زوَّد الماء للشرب والحياة النباتية لتخدم كطعام،‏ صنع نورا كبيرا لينير النهار ويُمكِّن الانسان من الرؤية،‏ وصنع النور الاصغر ليُجَمِّل الليل؟‏ وهل كان الطقس معتدلا جدا ودافئا بحيث كان يمكن للانسان ان يجول ويعمل وينام مكشوفا وعريانا؟‏

      ٦ لم يُترك الانسان ليخمِّن الاجوبة.‏ فعقله المستفهِم كان يستحق اجوبة ذكية من مصدر موثوق به يعرف بدقة.‏ ولم يُهجر كابن جاهل للّٰه،‏ ولكنَّ درجة ذكائه العالية كُرِّمت على الارجح بالتاريخ الرائع للخلق كما هو معطى في التكوين ١:‏١-‏٢٥‏.‏

      ٧ وعلى رواية الخلق المثيرة تلك كان آدم سيصير شاكرا جدا.‏ فقد شرحت اشياء كثيرة.‏ ومن الطريقة التي صيغت فيها فهم انه كانت هنالك ثلاث فترات طويلة،‏ دعاها اللّٰه اياما حسب طريقته لقياس الوقت،‏ قبل الفترة الخلقية الرابعة التي جعل اللّٰه فيها النورين العظيمين يظهران في جلد السموات لوسم يوم الانسان الاقصر بكثير المؤلف من ٢٤ ساعة.‏ وهذا اليوم البشري الاقصر على الارض كان الوقت من غروب النور الاكبر الى انحداره التالي.‏ وآدم ايضا بات يدرك انه ستكون له سنوات من الزمان،‏ ولا شك انه بدأ فورا يحسب سني حياته.‏ والنور الاكبر في جلد السموات كان سيمكنه من فعل ذلك.‏ أمَّا بالنسبة الى ايام اللّٰه الخلقية الاطول فقد ادرك الانسان الاول انه كان يعيش آنذاك في اليوم السادس من عمل اللّٰه الخلقي الارضي.‏ ولم تكن قد ذُكرت له بعدُ نهاية لذلك اليوم السادس لخلق كل حيوانات البر تلك ومن ثم لخلق الانسان على حدة.‏ وآنذاك كان سيفهم ترتيب خلق الحياة النباتية،‏ الحياة البحرية،‏ حياة الطيور،‏ وحيوانات البر.‏ ولكنّ آدم وحده في جنة عدن لم يكن التعبير الوافي التام عن قصد اللّٰه الحبي للانسان في فردوسه الارضي.‏

      خلق الزوجة الاولى

      ٨ و ٩ (‏أ)‏ ماذا لاحظ الانسان الكامل بخصوص الخليقة الحيوانية،‏ ولكن ماذا استنتج في ما يتعلق بنفسه؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان ملائما ان لا يطلب الانسان الكامل عشيرا من اللّٰه؟‏ (‏ج)‏ كيف تصف رواية الكتاب المقدس خلق الزوجة البشرية الاولى؟‏

      ٨ ان الانسان الاول،‏ بعقله وقوى ملاحظته الكاملة،‏ رأى انه في حيِّز الطيور والحيوانات كان هنالك ذكر وانثى وأنه في ما بينهما توالدا كجنسهما.‏ أمَّا مع الانسان نفسه فلم يكن الامر هكذا آنذاك.‏ واذا كانت هذه الملاحظة قد أمالته الى حيازة فكرة التمتع برفقة فانه لم يجد عشيرا مناسبا بين ايٍّ ممَّا في الحيز الحيواني،‏ ولا حتى بين القرود.‏ وكان آدم سيستنتج انه لم يكن هنالك عشير له لأنه لو كان هنالك احد أما كان اللّٰه احضر اليه هذا العشير؟‏ لقد خُلِق الانسان منفصلا عن كل تلك الاجناس الحيوانية،‏ وقد قُصِد ان يكون مختلفا!‏ ولم يكن ميَّالا الى تقرير الامور لنفسه والصيرورة وقحا وطلب عشير من اللّٰه خالقه.‏ لقد كان ملائما ان يترك الانسان الكامل القضية بأسرها للّٰه،‏ لانه بعد ذلك بوقت قصير وجد ان اللّٰه قد خلص الى استنتاجاته الخاصة بشأن الوضع.‏ وعن هذا وما جرى حينئذ تخبرنا الرواية:‏

      ٩ «وأمَّا لنفسه فلم يجد معينا (‏كمكمِّل له)‏.‏ فأوقع الرب الاله سباتا على آدم فنام.‏ فأخذ واحدة من اضلاعه وملأ مكانها لحما.‏ وبنى الرب الاله الضلع التي اخذها من آدم امرأة واحضرها الى آدم.‏ فقال آدم هذه (‏اخيرا)‏ عظم من عظامي ولحم من لحمي.‏ هذه تدعى امرأة لانها من امرء أُخذت.‏ لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا.‏ وكانا كلاهما عريانين آدم وامرأته وهما لا يخجلان.‏» —‏ تكوين ٢:‏٢٠-‏٢٥‏.‏

      ١٠ كيف تجاوب الانسان الكامل عندما قُدِّمت له المرأة الكاملة،‏ وعلامَ يمكن ان تكون كلماته قد دلَّت؟‏

      ١٠ كان هنالك اكتفاء تام معبَّر عنه في كلماته عندما قُدِّمت له المرأة الكاملة كمعين ومكمِّل:‏ «هذه (‏اخيرا‏)‏ عظم من عظامي ولحم من لحمي.‏» وبالنظر الى هذه الكلمات عندما رأى في آخر الامر زوجته المخلوقة حديثا،‏ من المحتمل انه كان قد انتظر بعض الوقت لينال نظيرته البشرية المبهجة.‏ واذ وصف مكمِّلته دعا آدم زوجته «امرأة» (‏إيشَّاه او،‏ حرفيا،‏ «انسانا انثى»)‏،‏ «لانها من امرء أخذت.‏» (‏تكوين ٢:‏٢٣‏،‏ الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية)‏ ولم يشعر آدم بصلة قرابة لحميّة بالطيور وحيوانات البر التي كان اللّٰه سابقا قد لفت نظره اليها كي يسميها.‏ فلحمه كان مختلفا عن لحمها.‏ أما هذه المرأة فكانت حقا من جنسه اللحمي.‏ وعظم الضلع المأخوذ من جنبه صنَّع نوع الدم عينَه الذي كان في جسده الخاص.‏ (‏انظروا متى ١٩:‏٤-‏٦‏.‏)‏ وعندئذ صار له احد يستطيع ان يعمل بالنسبة اليه كنبي اللّٰه ويستطيع معه ان يشترك في رواية الخلق الرائعة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة