مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • مَن يصير مدمنا،‏ ولماذا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | نيسان (‏ابريل)‏ ٢٢
    • مَن يصير مدمنا،‏ ولماذا؟‏

      فيما تقودون سيارتكم على طريق رئيسي،‏ تسمعون قعقعة غريبة تأتي من المحرِّك.‏ فكيف تتجاوبون؟‏ هل ترفعون غطاء المحرِّك لتتفحَّصوا عن المشكلة؟‏ ام ترفعون صوت الراديو ليغلب على الضجيج؟‏

      يبدو الجواب واضحا،‏ ومع ذلك يختار المدمنون الامر الخاطئ باستمرار —‏ لا في ما يختصّ بسياراتهم،‏ انما بحياتهم.‏ فمن خلال ادمان مواد كالمخدِّرات،‏ الكحول،‏ وحتى الطعام،‏ يحاول كثيرون ان يغطُّوا مشاكلهم الشخصية لا ان يتعاملوا معها بنجاح.‏

      وكيف يمكن للشخص ان يعرف ما اذا كان مدمنا ام لا؟‏ يصف احد الاطباء ذلك على هذا النحو:‏ «من حيث الاساس،‏ يكون استعمال مخدِّر ما او ممارسة نشاط ما ادمانا اذا كان يتسبَّب بمشاكل في حياتكم ومع ذلك تستمرون في القيام به.‏»‏

      عندما تكون هذه هي الحال،‏ غالبا ما تكون هنالك تحت غطاء المحرِّك،‏ اذا جاز التعبير،‏ مشكلة اخطر بكثير يلزم التفحُّص عنها قبل التمكن من تغيير مسلك الادمان.‏

      المخدِّرات والكحول

      ما الذي يضع الشخص في طريق ادمان المخدِّرات والكحول؟‏ غالبا ما يلعب ضغط النظير والفضول دورا بارزا،‏ وخصوصا عند الاحداث.‏ والسبب الذي من اجله يصير اناس كثيرون مدمنين انما هو معاشرتهم الردية للذين يسيئون استعمال الكحول والمخدِّرات.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ وقد يفسِّر ذلك استطلاعا اميركيا كشف ان ٤١ في المئة من طلاب السنة الاخيرة في المدارس الثانوية ينغمسون بإفراط في الشرب كل اسبوعين.‏

      ولكن هنالك فرق بين اساءة الاستعمال والادمان.‏ فكثيرون ممَّن يسيئون استعمال المواد ليسوا مدمنين.‏a فيمكن لهؤلاء ان يتوقفوا عن اساءة استعمالها ولا يتملكهم دافع قسري الى العودة اليها.‏ لكنَّ المدمنين يجدون انه ليس في مقدورهم التوقف.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يفوق الكرب اية متعة تتَّسم بنشوة وقتية استمدوها قبلا.‏ يوضح كتاب الادمانات:‏ «ان المسلك التقليدي لدى المدمنين هو انهم،‏ في وقت ما،‏ يبدأون بكره انفسهم،‏ ويصيرون معذَّبين بشدة بسبب السيطرة التي احرزها ادمانهم.‏»‏

      ان كثيرين ممَّن يعتمدون على الكحول او المخدِّرات يستعملونها كطرق للهروب من ازمات عاطفية.‏ وهذه الازمات شائعة كثيرا جدا اليوم.‏ ويجب الا يدهشنا ذلك فعلا،‏ لأن الكتاب المقدس يحدِّد هوية هذه الايام بصفتها «الايام الاخيرة» لنظام الاشياء هذا،‏ الوقت الذي ستكون فيه «ازمنة صعبة.‏» وقد انبأ الكتاب المقدس مسبقا ان الناس سيكونون «محبين للمال،‏» «مستكبرين،‏» «شرسين،‏» «خائنين،‏» و«متصلفين.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏)‏ وقد خلقت هذه السِّمات محيطا يشكِّل تربة خصبة للادمان.‏

      نتجت ازمة سوزن العاطفية من المعاملة السيئة خلال ماضيها.‏ وهكذا،‏ تحولت الى استعمال الكوكائين.‏ تقول:‏ «لقد منحني شعورا زائفا بالسيطرة واحترام الذات.‏» وتضيف:‏ «ومنحني شعورا بالسلطة لم اكن اشعر به من ذي قبل.‏»‏

      وكشفت دراسة لمدمنين مراهقين ذكور ان اكثر من الثلث أُسيء اليهم جسديا.‏ ووجدت دراسة اخرى لـ‍ ١٧٨ امرأة كحولية راشدة ان ٨٨ في المئة تعرَّضن لسوء المعاملة الشديدة بطريقة او بأخرى.‏ ويقول الكتاب المقدس في جامعة ٧:‏٧‏:‏ «الظلم يحمِّق الحكيم.‏» فالشخص الذي يتألم عاطفيا بسبب بعض الاختبارات المريعة في حياته قد يتحول لاحقا بدون تفكير منطقي الى المخدِّرات او الكحول من اجل الراحة.‏

      لكنَّ ادمان المخدِّرات والكحول ليس الادمان الوحيد.‏

      اضطرابات الاكل

      تخدم احيانا اضطرابات الاكل (‏التي يدعوها بعض الخبراء ادمانات)‏ كتلهية عن المشاعر الكريهة.‏ على سبيل المثال،‏ يستخدم البعض الوزنَ الزائد كشيء يلومونه على خيبات الامل الشخصية.‏ تقول جِني:‏ «اعتقد احيانا اني ابقى سمينة لأن كل ما هو خطأ في حياتي يمكن ان يُنسب الى ذلك.‏» وتضيف:‏ «وهكذا،‏ إن لم يُعجب بي احد،‏ يمكنني دائما ان ألوم وزني.‏»‏

      وبالنسبة الى آخرين،‏ يزوِّد الطعام شعورا باطلا بالسيطرة.‏b فقد يكون الطعام المجالَ الوحيد الذي فيه يشعر الفرد بأنه يملك سلطة.‏ وكثيرون من المصابين باضطرابات الاكل يعتقدون ان فيهم عيبا ما.‏ وليبنوا مشاعر القيمة الذاتية،‏ يسعون الى قمع توق جسمهم الى الطعام.‏ قالت احدى النساء:‏ «انت تجعل من جسمك مملكتك الخاصة حيث تكون انت الطاغية،‏ الحاكم المطلق.‏»‏

      ان الاختبارات المذكورة اعلاه ليست ابدا تعليلا شاملا لإدمان المخدِّرات،‏ الكحول،‏ والطعام.‏ فقد يشمل الامر عوامل شتّى.‏ حتى ان بعض الخبراء يلمِّحون الى صلة وراثية تجعل البعض عرضة للادمان اكثر من غيرهم.‏ يقول جاك هانِنڠْفيلد من المعهد القومي لإساءة استعمال المخدِّرات:‏ «ما نراه هو تفاعل للشخصية مع المحيط،‏ علم الاحياء والمقبولية الاجتماعية.‏» ويضيف:‏ «نحن لا نريد ان نُخدع بالنظر الى عامل واحد فقط.‏»‏

      مهما كانت الحال،‏ فليس هنالك مدمن —‏ ايًّا كان سبب ادمانه —‏ محكوم عليه جسديا او عاطفيا.‏ فالمساعدة متوافرة.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a ان اساءة استعمال الكحول او المخدِّرات الاخرى —‏ سواء أكانت تؤدي الى الادمان ام لا —‏ هي طبعا امرٌ مدنِّس ويجب ان يتجنبه المسيحيون.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏.‏

      b يمكن ايجاد معلومات اضافية حول اضطرابات الاكل في عددَي ٢٢ كانون الاول ١٩٩٠ و ٢٢ شباط ١٩٩٢ من استيقظ!‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      آفة الادمان العالمية النطاق

      ▪ كشف استطلاع في المكسيك ان ١ من كل ٨ اشخاص بين الـ‍ ١٤ والـ‍ ٦٥ من العمر هو كحولي.‏

      ▪ تخبر المشرفة الاجتماعية سَريتا برودِن بتكاثر اضطرابات الاكل في اليابان.‏ تقول:‏ «بين السنتين ١٩٤٠ و ١٩٦٥،‏ ازداد انتشار اضطرابات الاكل باطِّراد مع قفزة لاحقة في عدد المرضى الذين يتلقون العلاج ملازمين المستشفيات والذين يعالَجون وإنما ينصرفون ليلا الى بيوتهم على السواء،‏ وذلك بين السنتين ١٩٦٥ و ١٩٨١.‏ ولكن،‏ منذ السنة ١٩٨١،‏ كان ازدياد القَهَم anorexia والنُّهام bulimia مذهلا.‏»‏

      ▪ في الصين يبدو ان عدد الذين يتعاطون الهيروئين يرتفع بسرعة.‏ يقول الدكتور لي جِييَنْهْوا الذي يعمل في مركز ابحاث كُونْمينْڠ لإساءة استعمال المخدِّرات:‏ «امتد الهيروئين من الحدود الى الداخل،‏ من الريف الى المدن،‏ وإلى اشخاص اصغر فأصغر.‏»‏

      ▪ في زوريخ،‏ سويسرا،‏ انتهت سوق مخدِّرات اختبارية بخيبة امل.‏ «اعتقدنا اننا سنتمكن من ايجاد المروِّجين،‏ ولكننا فشلنا،‏» قال الدكتور ألبرت ڤايتْسْتاين معربا عن اسفه لأنهم كانوا يجذبون فقط مروِّجي المخدِّرات ومستعمليها من اماكن بعيدة.‏

  • التغلُّب على ادمان المواد
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | نيسان (‏ابريل)‏ ٢٢
    • التغلُّب على ادمان المواد

      ان الانقطاع عن ادمان شيء هو مثل الانتقال من بيت تربيتم فيه.‏ فحتى لو كان البيت قديما ومتهدما،‏ يبقى من الصعب تركه.‏ فقد كان بيتكم.‏

      وإذا كنتم شخصا مدمنا،‏ فإدمانكم على الارجح هو بيتكم العاطفي.‏ وعلى الرغم من انه دون شك في حالة من الفوضى،‏ فقد اعتدتم ذلك.‏ يقول تشارلز،‏ كحولي متعافٍ:‏ «الثَّمَل امر طبيعي بالنسبة اليَّ.‏ أما الصحو فليس كذلك.‏» فالابتعاد عن الادمان سيكون صعبا،‏ لكنَّ الامر يستحق المحاولة.‏

      الخطوة الاولى هي الامتناع عن المواد المسبِّبة الادمان.‏a لا تؤجلوا ذلك او تَعِدوا بالتوقف تدريجيا.‏ تخلصوا فورا من كل الكميات الموجودة والادوات المتعلقة بها.‏ وستتبع ذلك مرحلة قصيرة تعانون فيها اعراض الانقطاع.‏ وقد يكون من الافضل احيانا اجتيازها تحت اشراف طبي.‏ تلك هي بداية امتناع مدى العمر.‏ ولا تعتقدوا ان الامر مستحيل.‏ ابدأوا برسم هدف يمكنكم تحقيقه:‏ الامتناع مدة شهر،‏ اسبوع،‏ او حتى يوم.‏ وفي نهاية كل فترة،‏ وبدون الرجوع الى تعاطيها،‏ جدِّدوا تصميمكم.‏

      هذه هي البداية فقط في تغيُّر السلوك الادماني.‏ ويحضنا الكتاب المقدس على ‹تطهير ذواتنا من كل دنس الجسد والروح.‏› (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ والادمان هو اكثر من دنس للجسد.‏ فالروح،‏ او الميل العقلي،‏ تتأثر ايضا.‏ فماذا يمكن فعله للشفاء،‏ جسدا وروحا على السواء؟‏

      الجهد المستمر ضروري

      يقول الدكتور روبرت ل.‏ دوپونْت:‏ «الادمان هو اضطراب لكامل الذات.‏» لذلك يجب ان ينصبَّ الاهتمام بالتغلُّب على الادمان الى الشخص ككل.‏ ويجب ان يغيِّر كامل نظام قِيَمكم.‏ ويتطلب ذلك وقتا.‏ وليست هنالك طريق مختصرة الى الشفاء.‏ وأيّ وعد بالشفاء العاجل لن يؤدي الا الى انتكاس عاجل.‏

      والصراع لفعل ما هو صواب هو صراع متواصل.‏ كتب الرسول المسيحي بولس:‏ «ارى ناموسا آخر في اعضائي يحارب [«في صراع مستمر مع،‏» فيلپس‏] ناموس ذهني.‏» (‏رومية ٧:‏٢٣‏)‏ وكتب ايضا انه يجب ان يكون المسيحيون «مكمِّلين القداسة.‏» (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ ويذكر كتاب صوَر الكلام في العهد الجديد ان الكلمة «مكمِّلين» لا تعني هنا «احرازا مفاجئا للقداسة التامة،‏ بل عملية مستمرة.‏» لذلك فإن التغلب على الادمان هو امر تدريجي.‏

      البحث عن السبب

      بالنسبة الى كثيرين،‏ الادمان هو محاولة لدفن الحوادث المؤلمة التي وقعت في الماضي.‏ تقول جانِس:‏ «كان النُّهام يلهيني عن الذكريات،‏» مضيفةً انه «صار طريقتي للبقاء حية.‏» وبالنسبة الى جانِس،‏ كان تجاهل الماضي يديم ادمانها.‏ وتفهُّم اسباب سلوكها ساعد جانِس على تغيير مسلكها الادماني.‏

      يغيِّر البعض العادات السابقة ويتمكنون من التغلُّب عليها بنجاح دون فحص الماضي.‏ ويجد آخرون ان المشاعر المتأصلة في محيطهم السابق تستمر في تأجيج التوق الادماني.‏ وقد يشعرون كما شعر المرنم الملهم داود الذي كتب:‏ «اختبرني يا اللّٰه واعرف قلبي امتحنِّي واعرف افكاري [«همومي،‏» الترجمة اليسوعية الجديدة‏].‏ وانظر إن كان فيَّ طريق باطل واهدني طريقا ابديا.‏» —‏ مزمور ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      الاهتمام بأمر المشاعر

      هل خرجتم يوما ما من بناء مظلم الى ضوء الشمس مباشرة؟‏ فأنتم ترتدُّون الى الوراء عندما يفاجئكم سطوع الضوء.‏ وبشكل مشابه،‏ عندما تبدأون بمكافحة الادمانات بنجاح،‏ قد تجدون ان فيضا من المشاعر المتنوعة يجيش فيكم بشكل مفاجئ ومؤلم.‏ فالانفعالات التي كانت مستَترة لوقت طويل،‏ كالمحبة،‏ الغضب،‏ الكبرياء،‏ الغيرة،‏ الخوف،‏ الاستياء،‏ وغيرها تبرز الآن بكل قوتها.‏

      قد تحدِّثكم مشاعر القلق في نفسكم بالتراجع والعودة الى الظلمة المألوفة لإساءة استعمال المواد.‏ ولكن لا يلزم ان تهربوا من مشاعركم.‏ فقد تكون لكم مصدرا مساعدا للمعلومات.‏ وغالبا ما تكون المشاعر مجرد اشارة الى امر يحتاج الى الانتباه.‏ لذلك،‏ اذا لزم الامر،‏ أمعنوا النظر في مشاعركم طويلا.‏ فبماذا تحدِّثكم؟‏ اذا لم تكن الرسالة واضحة او بدت مشاعركم ساحقة،‏ فأَسِرُّوا بها الى صديق ناضج.‏ (‏ايوب ٧:‏١١‏)‏ فلستم مضطرين الى مواجهة مشاعركم وحدكم.‏ —‏ قارنوا امثال ١٢:‏٢٥‏.‏

      تذكروا ان المشاعر ليست بالضرورة اعداءكم.‏ فيهوه اللّٰه نفسه لديه مشاعر قوية،‏ والانسان —‏ المخلوق على صورة اللّٰه —‏ يختبر الامر عينه.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦؛‏ مزمور ٧٨:‏٢١،‏ ٤٠،‏ ٤١؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ ومثل الوهج المفاجئ لضوء الشمس،‏ قد تكون المشاعر مؤلمة في البداية.‏ لكنها ستصير على مر الايام مصدرا للتوجيه والدفء،‏ مثل ضوء الشمس.‏

      حل المشكلة

      ان السير على حبل البهلوان يشل من الخوف الشخص الذي يخشى الاماكن العالية.‏ وبالنسبة الى المدمن الذي يتماثل للشفاء،‏ قد تبدو الحياة كالسير المرعب على حبل البهلوان.‏ فقد تُحدث مسؤوليات الصحو الرفيعة خوفا من الاماكن العالية،‏ اذا جاز التعبير.‏ وقد يجعلكم توقُّع الفشل تفكِّرون:‏ ‹انا سأسقط على اية حال.‏ فلماذا لا يكون ذلك الآن؟‏›‏

      ولكن تذكروا ان المشاكل ليست اعتداءات عليكم كشخص.‏ انها مجرد اوضاع تلزم معالجتها.‏ فلا تهلعوا.‏ واجهوا مشاكلكم،‏ واحدة فواحدة.‏ فسيساعدكم ذلك على وضعها في نصابها.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

      القيمة الذاتية

      كان على ماريون،‏ كحولية متعافية،‏ ان تعالج الشعور بالنقص في قيمتها الذاتية.‏ تقول:‏ «كنت دائما اشعر في قرارة نفسي بأنه اذا رآني [الناس] على حقيقتي،‏ فلن اعجبهم.‏»‏

      يتطلب التحرر من قبضة الادمان ان تعرفوا —‏ ربما لاول مرة —‏ قيمتكم كشخص.‏ وهذا امر صعب اذا كان الادمان يمزِّق حياتكم.‏ فماذا يمكن ان يساعد؟‏

      الكتاب المقدس هو كتاب يزوِّد التعزية للمكتئبين.‏ فيمكنه ان يساعدكم على بناء احترام سليم للذات.‏ (‏مزمور ٩٤:‏١٩‏)‏ مثلا،‏ كتب المرنم الملهم داود ان البشر مكلَّلون «بمجد وبهاء.‏» وقال ايضا:‏ «بطريقة توحي بالرهبة انا مصنوع على نحو عجيب.‏» (‏مزمور ٨:‏٥؛‏ ١٣٩:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ فيا لها من كلمات جميلة تعبِّر عن قيمة ذاتية سليمة!‏

      أعزُّوا جسدكم،‏ وإذا فعلتم ذلك فستهتمون به بروح الآية:‏ «لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه.‏» (‏افسس ٥:‏٢٩‏)‏ نعم،‏ يمكنكم ان تواجهوا تحدّي الشفاء من الادمان.‏b

      ولكن يمكن ان يشمل الادمان امرا آخر.‏ فيمكن ان تمارَس نشاطات بالتعلُّق الشديد نفسه وللهدف نفسه كما هي الحال مع المخدِّرات،‏ الكحول،‏ والطعام.‏ وسيجري التأمل الآن في بعض هذه النشاطات.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a لا يمكن طبعا للذين يعانون اضطرابات الاكل ان يمتنعوا عن الطعام.‏ ولكن بإمكانهم التوقف عن استعمال الطعام كمغيِّر للمزاج.‏ فيمكن استبدال حالات الافراط في الاكل،‏ عدم الاكل،‏ التقيؤ العمدي،‏ والتفكير الاستحواذي في الطعام بنظام غذائي معقول.‏

      b للمداومة على امتناعهم وللتقدم في عملية الشفاء،‏ ينشد البعض برنامجا للتأهيل.‏ وهنالك مراكز كثيرة للمعالجة،‏ مستشفيات،‏ ومصادر اخرى تقدم برنامجا كهذا.‏ ولا تؤيد استيقظ!‏ اية معالجة محددة.‏ ويُنصح الراغبون في العيش حسب مبادئ الكتاب المقدس ان ينتبهوا لئلا يتورطوا في نشاطات تحمل على المسايرة على حساب المبادئ المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏«الشفاء هو بالاكثر قضية تغيير لكامل نظام قِيَم [المرء].‏» —‏ الدكتور روبرت ل.‏ دوپونْت.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      الخطوة الاولى هي الامتناع عن المواد المسبِّبة الادمان

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      عندما تسحقكم المشاعر،‏ حدِّثوا بها شخصا آخر

  • عندما تصير النشاطات ادمانية
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | نيسان (‏ابريل)‏ ٢٢
    • عندما تصير النشاطات ادمانية

      ادمان المواد وإدمان النشاطات هما قطاران يسيران في الاتجاه نفسه وعلى سكة مشتركة.‏a فلكليهما الوجهة نفسها او الهدف نفسه:‏ تغيير الامزجة وإخفاء المشاعر المؤلمة.‏ فلنتأمل في بعض امثلة ادمان النشاطات.‏

      الادمان على العمل

      دعي الادمان على العمل ادمانا محترَما.‏ فالمدمنون على العمل هم مستخدَمون ممتازون.‏ ولكنهم قد يشعرون ضمنًا بعدم الاكتفاء.‏ ويمكن ان يصير العمل إما تلهية عن مشاعر مؤلمة او سعيا استحواذيا لملاقاة الاستحسان.‏

      يحمي الجليد المتزلج من الغرق في الماء؛‏ ويحمي النشاط المدمن على العمل من الغرق في بحر مشاعره.‏ وكالمتزلج،‏ يمكن للمدمن على العمل ان يؤدي عرضا رائعا ويثير الاعجاب.‏ ولكن كل ذلك هو على السطح.‏ فماذا يكمن تحت السطح؟‏ تكتب المرشدة في مجال الصحة العقلية ليندا ت.‏ سانْفورد:‏ «عندما لا يكون المدمن على العمل مستغرقا في عمله،‏ قد تغمره مشاعر مريعة من الكآ‌بة،‏ القلق،‏ الغضب،‏ اليأس والفراغ.‏»‏

      ان القَسْر المتأصل لدى مدمنين كثيرين على العمل يدلّ ضمنًا على انه ميزة طويلة الامد،‏ وربما تمتد جذوره الى نشأة المرء.‏ وقد صح ذلك في حالة امرأة سندعوها ماري.‏ فمن سنها السادسة كانت تحاول ان تكسب محبة ابيها الكحولي من خلال الطبخ والعمل المنزلي.‏ تقول:‏ «صار ذلك قسريا.‏ فقد شعرتُ بأنه اذا قمتُ بالمزيد او اذا تحسَّنت،‏ فسيحبني.‏ وكل ما كنت احصل عليه بالمقابل هو الانتقاد.‏»‏

      وكراشدة لا تزال ماري تتصارع مع هذا التفكير الخاطئ.‏ تعترف:‏ «لا ازال اشعر ضمنًا بأنني عديمة القيمة.‏ لا ازال اشعر بأنه عليَّ ان اكسب المحبة،‏ بأنه لا قيمة لي ما لم انتج شيئا.‏ وفي اللقاءات الاجتماعية أُتعب نفسي بالطبخ وخدمة الآخرين،‏ كما لو انني احاول ان اكسب حقي في ان اكون هناك.‏»‏

      من الضروري ان يحرز امثال ماري نظرة متزنة الى العمل.‏ فالكتاب المقدس يمدح العمل بكد.‏ (‏امثال ٦:‏٦-‏٨؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٠،‏ ١٢‏)‏ ويهوه اللّٰه نفسه هو منتج.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏٢٤؛‏ يوحنا ٥:‏١٧‏)‏ ولكنه لا يعمل ذلك قَسْرا ابدا.‏ وقد رأى يهوه ان اعماله الخلقية حسنة ليس فقط عندما تمَّت بل حتى خلال عملية الخلق.‏ —‏ تكوين ١:‏٤،‏ ١٢،‏ ١٨،‏ ٢١،‏ ٢٥،‏ ٣١‏؛‏ قارنوا جامعة ٥:‏١٨‏.‏

      وبشكل مماثل،‏ اظهر الصانع عند يهوه اللّٰه،‏ يسوع،‏ ابنه،‏ رضاه الشخصي عن عمله.‏ (‏امثال ٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ ووعد يسوع أتباعه بأنهم سيجدون انتعاشا في العمل معه.‏ وقد اشتركوا معا في تعيين بالغ الاهمية.‏ لكنَّ ذلك لم يمنعهم من الاستراحة.‏ —‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏،‏ ع‌ج؛‏ مرقس ٦:‏٣١‏؛‏ قارنوا جامعة ٤:‏٦‏.‏

      ربما كان احد والديكم يلمِّح الى ان قيمتكم تعتمد على الانجاز الذي تقومون به او انه سيجري الامتناع عن اظهار المحبة الى ان تُستحَق.‏ وسيريحكم ان تعرفوا ان ذلك ليس رأي يهوه في التنشئة اللائقة.‏ تنصح كلمته:‏ «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا [«يشعروا بأنهم ادنى،‏» الكتاب المقدس الموسَّع‏].‏» (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ فيهوه لا يمتنع عن اظهار المحبة الى ان تُستحَق.‏ فمحبته ليست امرا يمنحه فقط بعد ان يحبه المرء ويخدمه.‏ والكتاب المقدس يخبرنا انه «احبَّنا اولا،‏» نعم،‏ اخذ المبادرة وأحبَّنا «ونحن بعدُ خطاة.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏١٩؛‏ رومية ٥:‏٦-‏٨‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ لا ينتقد يهوه جهودنا المخلصة لفعل مشيئته.‏ لذلك تصير خدمتنا له تعبيرا صادقا عن محبتنا له.‏

      الادمان على التلفزيون

      يدعو البعض الافراط في مشاهدة التلفزيون ادمانا.‏ «كما هي الحال مع المخدِّرات او الكحول،‏» تكتب ماري وِن في مؤلَّفها المخدِّر ذو القابس،‏ «تسمح مشاهدة التلفزيون للمُشاهد بأن يمحو العالم الحقيقي ويدخل في حالة عقلية مُرضية وخاملة.‏»‏

      ليس من الخطإ طبعا ان يلتهي المرء عن مسؤوليات الحياة —‏ وقتيا.‏ لكنَّ بعض المشاهدين لا يعودون ابدا الى الواقع.‏ اعترف زوج لم يعد يتمكن فجأة من مشاهدة التلفزيون عندما تعطَّل الجهاز:‏ «اشعر بأن عقلي كان محنَّطا كليا طوال كل هذه السنوات.‏ كنتُ ملتصقا بتلك الآلة كما بالغراء ولم اتمكن من التحرر بطريقة او بأخرى.‏» ويصف حدث يُدعى كاي دافعا قسريا مشابها:‏ «انا لا اريد ان اشاهد التلفزيون بقدر ما افعل،‏ لكن لا حيلة لي في ذلك.‏ فهو يجعلني اشاهده.‏»‏

      يعيق الافراط في مشاهدة التلفزيون المقدرة التفكيرية.‏ ويوصي الكتاب المقدس بالتأمل،‏ الامر الذي يتطلَّب مقدارا من العزلة.‏ (‏يشوع ١:‏٨؛‏ مزمور ١:‏٢،‏ ٣؛‏ ١٤٥:‏٥؛‏ متى ١٤:‏٢٣؛‏ لوقا ٤:‏٤٢؛‏ ٥:‏١٦؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏،‏ الترجمة اليسوعية‏)‏ وهذا ما يخيف اناسا كثيرين.‏ فأعصابهم تتوتر بشدة عندما يكتنفهم الصمت.‏ ويخشون ان يبقوا وحدهم مع افكارهم الخاصة.‏ فيبحثون بجنون عن ايّ شيء يملأون به الفراغ،‏ فيزوِّد التلفزيون العلاج السريع.‏ ولكن،‏ حتى في افضل حالاته،‏ ليس التلفزيون الا مجرد بديل للحياة الحقيقية.‏

      المقامرة القسرية

      تتأصل المقامرة في الجشع.‏ ولكن غالبا ما تكون المقامرة القسرية اكثر بكثير من قضية مال.‏b يقول نايْجل:‏ «كنتُ بحاجة الى الإثارة لأهرب من الواقع.‏ لقد كان الامر تماما كتناول مخدِّر.‏» فبالنسبة الى المقامر القسري،‏ غالبا ما تكون عملية المقامرة بحد ذاتها مكافأة.‏ لكنَّ النتائج لا تأتي بنفع.‏ فقد خسر نايْجل اصدقاءه.‏ ويخسر آخرون عائلاتهم.‏ ويخسر كثيرون صحتهم.‏ وفي النهاية يخسر الجميع اموالهم.‏ لكنَّ قليلين يتوقفون،‏ لأن القضية ليست قضية ربح او خسارة.‏ فالانهماك في اللعبة —‏ عملية اللعب —‏ هو ما يغيِّر المزاج ويمنح شعورا بالإثارة كالذي تسبِّبه المخدِّرات.‏

      قد تكون المقامرة تلهية عن مشاكل الحياة،‏ لكنها لن تزيلها.‏ فالشخص المصاب اصابة خطيرة يحتاج الى اكثر من مسكِّن.‏ فيجب ان تعالَج جروحه.‏ وإذا كانت هنالك جروح حملت الشخص على المقامرة،‏ يجب ان يعرف ما هي ويعالجها.‏ ويتطلب ذلك الشجاعة،‏ لكنَّ ذلك يجلب المكافأة في النهاية.‏

      تحرَّروا

      للتحرُّر من ايّ ادمان،‏ يجب عدم تجاهل الكرب الداخلي الذي غالبا ما يدعم الادمان.‏ ويجب ان يحاول المدمن معالجة المشكلة من مصدرها.‏ ويشكِّل ذلك تحديا.‏ يقول مدمن سابق:‏ «انت لا تتوقف بسهولة عن استعمال المخدِّرات والكحول بعد ٣٠ سنة،‏ وخصوصا اذا كان ادمانك يموِّه مشكلة متأصلة.‏»‏

      ومع ذلك،‏ يستحق التحرُّر من الادمان المحاولة.‏ وتُحسِن ماري،‏ العاملة القسرية المذكورة سابقا،‏ وصْف ذلك.‏ تقول:‏ «كنت لسنوات اهرب من الامور التي اخاف مواجهتها.‏ أما الآن،‏ بعد ان واجهتُ تلك الامور،‏ فمن المدهش كم اصبحَت صغيرة الشأن.‏»‏

      كان ذلك اختبار كثيرين من الذين نجحوا في التغلُّب على الادمان.‏ وبدلا من ان يبقوا «عبيدا للعادات المدمِّرة،‏» صلَّوا طلبا ‹للقدرة فوق ما هو عادي› لكي يواجهوا بنجاح تحدّي التغلُّب على الادمان.‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏١٩‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a يدور جدل كثير حول ما يمكن وما لا يمكن تسميته ادمانا.‏ ويفضِّل البعض تسمية النشاطات الادمانية بـ‍ «القَسْر.‏» وفي هذه المقالات كنا نستكشف دور الادمانات ‹كطرق عاطفية للهروب.‏› وبما انه من الممكن ان تمارَس النشاطات للهدف نفسه،‏ سنشير اليها هنا بصفتها «ادمانات.‏»‏

      b بالتباين مع العمل ومشاهدة التلفزيون،‏ يتجنب المسيحيون المقامرة كليا،‏ بكل اشكالها.‏ (‏قارنوا اشعياء ٦٥:‏١١‏.‏)‏ ومن اجل المزيد من المعلومات،‏ انظروا استيقظ!‏،‏ عدد ٨ حزيران ١٩٩٢،‏ الصفحات ٣-‏١١‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٩]‏

      ‏‹يمكن ان تُطبَّق العبارة ادمانات على كل انواع السلوك القسري.‏› ‏—‏ الدكتور ج.‏ پاتريك ڠانون.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      بالنسبة الى المدمن على العمل،‏ يبدو العمل اهم من العائلة

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      يمكن للمقامرة ان تغيِّر مزاج المرء وتسبِّب شعورا بالإثارة كالذي تسبِّبه المخدِّرات

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة