مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الأيدز —‏ الوباء يواصل انتشاره
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٨
    • الأيدز —‏ الوباء يواصل انتشاره

      ترعرعت كارين في غرب الولايات المتحدة.‏a وكواحدة من شهود يهوه،‏ حافظت على مقاييس ادبية سامية طوال فترة شبابها.‏ وفي سنة ١٩٨٤،‏ عندما كانت في الـ‍ ٢٣ من العمر،‏ تزوَّجت بيل الذي صار شاهدا قبل الزواج بسنتين فقط.‏ ورُزقا بولدَين،‏ صبي وبنت.‏

      بحلول سنة ١٩٩١ كانت اواصر المحبة بينهما قد قويت،‏ وكانا يعيشان حياة قانعة وسعيدة.‏ ولكن في اواخر تلك السنة،‏ ظهرت على لسان بيل بقعة بيضاء عنيدة.‏ فذهب الى الطبيب.‏

      بُعيد ذلك كانت كارين والولدان خارج البيت يجمعون اوراق الشجر المتساقطة.‏ وكان بيل جالسا على درج المدخل الخارجي،‏ فنادى كارين لتأتي وتجلس الى جانبه.‏ ثم احاط خصرها بذراعيه وقال،‏ وعيناه دامعتان،‏ انه يحبها ويريد ان يعيش معها الى الابد.‏ ولكن لمَ الدموع؟‏ لقد شك الطبيب في ان يكون بيل مصابا بالـ‍ HIV،‏ الڤيروس الذي يؤدي الى الأيدز.‏

      فأُجريت فحوص للعائلة.‏ وأظهرت النتائج ان بيل وكارين يحملانه.‏ لقد أُصيب بيل به قبل ان يصير واحدا من شهود يهوه،‏ ثم نقله الى كارين.‏ أما فحص الولدَين فأظهر انهما لا يحملانه.‏ وبعد ثلاث سنوات مات بيل.‏ تقول كارين:‏ «لا اعرف ان أصف كيف يكون الامر عندما تراقبون الشخص الوسيم الذي تحبون،‏ وتنوون العيش معه الى الابد،‏ يذوي تدريجيا ويصير مجرد جلد على عظم.‏ بكيت ليالي كثيرة.‏ ومات بيل قبل ثلاثة اشهر من ذكرى زواجنا العاشرة.‏ لقد كان ابًا صالحا وزوجا صالحا».‏

      ومع ان الطبيب قال لكارين انها ستموت بعد زوجها بوقت قصير،‏ فلا تزال على قيد الحياة.‏ وقد تقدَّم بها المرض وصارت في المراحل الاولى من الأيدز.‏

      ليست كارين إلا واحدة من ٣٠ مليون شخص تقريبا يعيشون الآن وهم يحملون الـ‍ HIV/‏الأيدز،‏ وهذا الرقم هو اكبر من مجموع سكان اوستراليا وايرلندا وپاراڠواي.‏ وتشير التقديرات الى ان افريقيا تضمّ ٢١ مليون شخص من هؤلاء.‏ ووفقا لأرقام اصدرتها الامم المتحدة،‏ قد يرتفع الرقم الى ٤٠ مليون شخص بحلول مطلع القرن الـ‍ ٢١.‏ ويقول تقرير للأمم المتحدة ان هذا المرض ينافس اعظم الاوبئة في التاريخ.‏ وبين الراشدين النشاطى جنسيا في العالم،‏ الذين تتراوح اعمارهم بين ١٥ و ٤٩ سنة،‏ يحمل ١ من كل ١٠٠ ڤيروس HIV.‏ ومن هؤلاء،‏ لا يعرف إلا ١ من كل ١٠ انه مصاب.‏ وفي بعض انحاء افريقيا،‏ يحمل الڤيروسَ ٢٥ في المئة من الراشدين.‏

      ويقدَّر انه منذ بداية الوباء سنة ١٩٨١،‏ مات ٧‏,١١ مليون شخص من الأيدز.‏ وتُظهر التقديرات ان الأيدز قضى على نحو ٣‏,٢ مليون شخص في سنة ١٩٩٧ وحدها.‏ ولكن هنالك اسباب جديدة تدعو الى التفاؤل في هذه المعركة ضد الأيدز.‏ فخلال السنوات القليلة الماضية،‏ انخفض عدد حالات الأيدز الجديدة في البلدان الغنية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ تعد عقاقير جديدة بصحة وحياة افضل.‏

      فكيف يمكن ان تحموا انفسكم من الأيدز؟‏ ما هي آخر التطورات في مجال المعالجة واللقاحات؟‏ وهل يأتي يوم يزول فيه هذا المرض؟‏ ستجيب المقالتان التاليتان عن هذه الاسئلة.‏

  • الأيدز —‏ كيف يحارَب؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٨
    • الأيدز —‏ كيف يحارَب؟‏

      لا يوجد في الوقت الحاضر علاج للأيدز،‏ ومن غير المرجَّح كما يبدو ان يجد الطب علاجا له في وقت قريب.‏ وفي حين ان العلاجات الجديدة تؤخر تقدُّم المرض،‏ فمن الافضل بكثير تجنب الاصابة به من البداية.‏ ولكن قبل مناقشة سبل الوقاية،‏ دعونا نرى كيف ينتقل ڤيروس الأيدز (‏المسمى HIV)‏ وكيف لا ينتقل من شخص الى آخر.‏

      يصاب الشخص بالڤيروس بأربع طرائق رئيسية:‏ (‏١)‏ باستخدام ابرة او محقنة ملوَّثة،‏ (‏٢)‏ بالاتصال الجنسي (‏المهبلي او الشرجي او الفموي)‏ بشخص مصاب،‏ (‏٣)‏ بنقل الدم ومنتجات الدم،‏ مع ان نسبة هذا الخطر انخفضت في البلدان الاكثر تقدُّما حيث يُفحص الدم بحثا عن الاجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمحاربة الـ‍ HIV،‏ و (‏٤)‏ عن طريق امه المصابة بڤيروس HIV،‏ اذ يمكن ان تنقله الى الطفل قبل الولادة او خلالها او اثناء الارضاع بالثدي.‏

      وكما تذكر «مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها» في الولايات المتحدة،‏ تشير الادلة العلمية الحالية الى انكم (‏١)‏ لا تلتقطون الأيدز كما يُلتقط الزكام او الانفلوَنزا،‏ (‏٢)‏ لا تصابون به نتيجة الجلوس الى جانب مريض بالأيدز او لمسه او معانقته،‏ (‏٣)‏ لا تصابون به عن طريق تناول طعام امسك به او اعدّه او قدّمه شخص مصاب،‏ و (‏٤)‏ لا تصابون به باستخدام المرحاض او الهاتف او الثياب او ادوات الاكل والشرب نفسها التي استخدمها شخص مصاب.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ تقول هذه المراكز ان الڤيروس لا ينتقل بواسطة البعوض او اية حشرة اخرى.‏

      سبل الوقاية

      يختبئ ڤيروس الأيدز في دم المصابين به.‏ فإذا حُقن الشخص المصاب،‏ فقد يبقى بعض الدم الحامل للڤيروس على الابرة او في المحقنة.‏ وإذا حُقن شخص آخر بالابرة الملوَّثة،‏ يمكن ان ينتقل الڤيروس اليه.‏ لذلك لا تخافوا ان تسألوا الطبيب او الممرضة عندما تشكون في الابرة او المحقنة.‏ ومن حقكم ان تعرفوا،‏ فحياتكم انتم هي المعرَّضة للخطر.‏

      وڤيروس الأيدز موجود ايضا في منيّ المصابين او في الافرازات المهبلية عند المصابات.‏ لذلك تنصح «مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها» حول موضوع الوقاية:‏ «الامتناع عن الجنس هو الحماية الاكيدة الوحيدة.‏ ولكن لإقامة اتصال جنسي،‏ انتظروا حتى تدخلوا في علاقة مخلصة متبادلة وطويلة الامد،‏ كالزواج،‏ مع شريك غير مصاب».‏

      لاحظوا انه يجب المحافظة على «علاقة مخلصة متبادلة» لتكونوا محميّين.‏ فإذا كنتم مخلصين ولكن شريككم ليس مخلصا،‏ فلستم محميّين.‏ وغالبا ما يسبّب ذلك مشكلة صعبة للنساء اللواتي يعشن في مجتمعات يهيمن فيها الرجال جنسيا واقتصاديا.‏ حتى اثارة موضوع الجنس مع الرجال غير مسموح بها في بعض البلدان،‏ فكم بالاحرى مناقشة مسألة الممارسات الجنسية الاكثر امانا.‏

      ولكن ليست كل هؤلاء النساء عاجزات عن فعل ايّ شيء.‏ فقد اظهرت دراسة أُجريت في احد بلدان افريقيا الغربية ان بعض النساء المستقلات ماديا قادرات على الامتناع عن ممارسة الجنس مع ازواجهن المصابين بالأيدز،‏ وذلك دون اية نتائج عنيفة.‏ وفي ولاية نيو جيرزي الاميركية،‏ كانت بعض النساء يرفضن ممارسة الجنس اذا لم يرد الرجل وضع واقٍ ذكري.‏ وطبعا،‏ في حين ان الواقي الذكري المصنوع من اللاتكس يمكن ان يحمي من ڤيروس HIV والامراض الاخرى المنتقلة جنسيا،‏ يجب ان يُستعمل بشكل صحيح ودائم.‏

      متى يجب اجراء الفحص؟‏

      لم يكن بإمكان كارين،‏ المذكورة في المقالة السابقة،‏ فعل ايّ شيء لحماية نفسها من المرض.‏ فقد انتقل الڤيروس الى زوجها قبل سنوات عديدة من زواجهما،‏ وتزوّجا في وقت كان الوباء وفحص الـ‍ HIV في مراحلهما الاولى.‏ أما اليوم فصار فحص الـ‍ HIV اجراءً روتينيا في بعض البلدان.‏ لذلك اذا انتابت المرء اية شكوك بشأن امكانية حمله ڤيروس HIV،‏ فمن الحكمة ان يُجري فحصا قبل البدء بالتودُّد.‏ تنصح كارين:‏ «اختاروا رفيق زواجكم بحكمة.‏ فالاختيار الخاطئ يكلّف غاليا،‏ وقد تكون الكلفة حياتكم».‏

      ويمكن ان يساعد الفحص على حماية رفيق الزواج البريء في حالات الزنا.‏ وبما ان ڤيروس HIV قد لا يَظهر في الفحوص إلا بعد ستة اشهر من الاصابة،‏ يلزم اجراء فحوص عدة مرات.‏ وإذا استؤنفت العلاقات الجنسية (‏مما يعني ان الزاني قد سُومِح)‏،‏ يمكن ان يساعد استخدام الواقي الذكري على الحماية من الاصابة بالڤيروس.‏

      كيف تفيدكم التوعية الصحية؟‏

      من الجدير بالملاحظة ان العيش وفق مبادئ الكتاب المقدس،‏ مع انه كُتب قبل وقت طويل من ظهور الأيدز،‏ يحمي المرء من هذا المرض.‏ مثلا،‏ يدين الكتاب المقدس الجنس خارج نطاق الزواج،‏ ويأمر بالاخلاص في الزواج،‏ ويقول انه ينبغي للمسيحيين ان يتزوَّجوا فقط مَن يطبّقون مثلهم مبادئ الكتاب المقدس.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩؛‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏)‏ ويمنع ايضا كل اشكال اساءة استعمال المواد المسببة للإدمان وأخذ الدم لأنها تدنس الجسد.‏ —‏ اعمال ١٥:‏٢٠؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏.‏

      من الحكمة ان تكون عندكم فكرة صحيحة عن الاخطار المرتبطة بالاتصال بحاملي ڤيروس HIV.‏ فالتعلّم عن الأيدز يمكّن الناس من حماية انفسهم منه.‏

      تقول «رابطة العمل لمواجهة الأيدز»:‏ «الأيدز في معظم الحالات مرض يمكن الوقاية منه.‏ وإلى ان يُكتشف علاج له،‏ تبقى التوعية افضل دفاع [‏جماعي‏] ‏—‏ وفي الوقت الحاضر الدفاع الوحيد —‏ ضد الأيدز».‏ (‏إمالة الحروف لنا.‏)‏ لذلك يحسن بالوالدَين ان يتحدثا بصراحة واحدهما الى الآخر وإلى اولادهما عن الأيدز.‏

      ما هي العلاجات المتوفرة؟‏

      بشكل عام،‏ لا تَظهر اعراض هذا المرض إلا بعد ست الى عشر سنوات من انتقال ڤيروس HIV الى الشخص.‏ وخلال هذه السنوات،‏ تحتدم حرب في الجسم.‏ فالڤيروسات تتكاثر وتقتل خلايا الجهاز المناعي.‏ فتردّ خلايا الجهاز المناعي بهجوم مضاد.‏ ولكن بما ان بلايين الڤيروسات الجديدة تُنتَج كل يوم،‏ ينهزم الجهاز المناعي في النهاية.‏

      لقد طوِّرت عقاقير مختلفة لمساعدة الجهاز المناعي،‏ عقاقير لها اسماء معقدة يُرمز اليها بأحرف:‏ AZT،‏ DDI،‏ و DDC.‏ ومع ان البعض اعتقدوا ان هذه العقاقير تعد بفوائد كبيرة وحتى بشفاء ممكن،‏ تبخرت هذه الآمال بسرعة.‏ فهي لا تفقد فعّاليتها مع الزمن فحسب،‏ بل تسبب ايضا تأثيرات جانبية خطرة عند البعض:‏ استنزاف كريات الدم،‏ اضطرابات تجلُّط الدم،‏ وضررا عصبيا يصيب اليدين والقدمين.‏

      وظهر الآن نوع جديد من العقاقير:‏ مثبِّطات الپروتياز protease inhibitors.‏ ويصف الاطباء هذه المثبِّطات مع ادوية اخرى مضادة للڤيروسات في مجموعات من ثلاثة عقاقير.‏ وأظهرت الفحوص ان هذا العلاج الثلاثي —‏ الذي لا يقتل الڤيروس —‏ يوقف،‏ او يوقف تقريبا،‏ تكاثره في الجسم.‏

      وقد انتج العلاج الثلاثي تحسُّنا كبيرا في صحة المرضى.‏ لكنَّ الخبراء يعتقدون ان هذه الادوية تعمل عملها بشكل افضل اذا أُعطيت لحاملي ڤيروس HIV في المراحل الباكرة،‏ اي قبل ان تَظهر الاعراض.‏ وقد يحُول ذلك دون تطوُّر الحالة،‏ ربما لفترة غير محدَّدة،‏ الى أيدز كامل النمو.‏ وبما ان العلاج جديد،‏ فسيُعرف لاحقا لِكَم من الوقت سيعيق هذا العلاج تطوُّر المرض.‏

      وكلفة العلاج الثلاثي كبيرة.‏ فمعدل كلفة ثلاثة عقاقير مضادة للڤيروسات بالاضافة الى الفحوص المخبرية يبلغ ٠٠٠‏,١٢ دولار اميركي في السنة.‏ وبالاضافة الى العبء المادي،‏ يلزم المريض الذي يتلقى العلاج الثلاثي ان يتردّد مرات كثيرة الى البرّاد،‏ لأنه يجب ان تُحفظ العقاقير هناك.‏ وعادةً يتناول الشخص بعض الاقراص مرتين في اليوم وأقراصا اخرى ثلاث مرات في اليوم.‏ وينبغي ان يؤخذ بعضها حين تكون المعدة فارغة،‏ وأخرى حين تكون ملآنة.‏ ويصير العلاج معقدا اكثر بكثير عندما يضطر المريض الى تناول ادوية اضافية لكي يحارب امراضا اخرى كثيرة يتأثر بها مريض الأيدز.‏

      وأحد الامور التي تثير قلق الاطباء كثيرا هو ماذا يحدث اذا اوقف الشخص العلاج الثلاثي.‏ فالڤيروسات ستعاود تكاثرها بقوة،‏ والڤيروسات التي لم يقضِ عليها العلاج قد تصير مقاوِمة للعقاقير التي كان الشخص يتناولها لمحاربة هذه الڤيروسات.‏ وستكون معالجة سلالات الـ‍ HIV المقاوِمة للعقاقير اصعب.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يمكن ان تنتقل هذه الڤيروسات الخارقة الى اناس آخرين.‏

      هل اللقاحات هي الحل؟‏

      يعتقد بعض الباحثين في مجال الأيدز ان افضل طريقة لوقف انتشار وباء الأيدز حول العالم هي استخدام لقاح آمن وفعّال.‏ ان اللقاحات الناجحة ضد الحمى الصفراء،‏ الحصبة،‏ النُّكاف (‏ابو كعيب)‏،‏ والحُمَيراء (‏الحصبة الالمانية)‏ تُصنع من ڤيروسات جرى اضعافها.‏ وعادةً عندما يُدخَل في الجسم ڤيروس مُضعَف،‏ لا يدمِّره الجهاز المناعي فحسب بل يُنشئ ايضا دفاعات تنجح في ردّ ايّ هجوم يقوم به الڤيروس السليم.‏

      لكنَّ اختبارين حديثين أُجريا على سعادين اشارا الى ان المشكلة مع ڤيروس HIV هي انه حتى الڤيروس المُضعَف يمكن ان يُميت.‏ وبكلمات اخرى،‏ يمكن ان يسبب اللقاح المرض نفسه مع انه صُنع للحماية منه.‏

      وهكذا لم تنجح عملية البحث عن لقاح.‏ فقد بقي ڤيروس HIV صامدا امام عشرات الاختراعات التجريبية التي كانت قوتها كافية للقضاء على ايّ ڤيروس اقل قوة منه.‏ والافظع من ذلك هو ان ڤيروس HIV يغيِّر تركيبه الوراثي،‏ وهذا ما يجعله هدفا صعبا.‏ (‏هنالك حاليا عشر سلالات على الاقل من ڤيروس HIV حول العالم.‏)‏ وما يزيد الطين بلة هو ان الڤيروس يهاجم مباشرة خلايا الجهاز المناعي التي يُفترض ان يؤازرها اللقاح للدفاع عن الجسم.‏

      وهنالك جانب اقتصادي مرتبط بالابحاث.‏ تذكر منظمة «مبادرة دولية لإيجاد لقاح للأيدز»،‏ التي تتخذ من واشنطن مقرًّا لها،‏ ان «التزام المؤسسات الخاصة قليل» في هذا المجال.‏ ومردُّ ذلك الى الخوف من ان لا يجني اللقاح ارباحا،‏ لأن معظمه سيسوَّق في البلدان الاقل تقدُّما.‏

      رغم المصاعب،‏ يواصل الباحثون تقصّي مختلف الوسائل لإيجاد لقاح ناجح.‏ ولكن من غير المحتمل حاليا انتاج لقاح في المدى المنظور.‏ وعندما ينتج مختبرٌ ما لقاحا يعد بالخير،‏ تتبع ذلك مهمة مجهدة ومكلفة ومحفوفة بالاخطار:‏ اختباره على البشر.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      مَن يصابون بڤيروس HIV؟‏

      حول العالم،‏ يصاب نحو ٠٠٠‏,١٦ شخص بالڤيروس كل يوم.‏ ويقال ان اكثر من ٩٠ في المئة منهم يعيشون في البلدان النامية.‏ ويشكّل الاولاد الذين هم دون الـ‍ ١٥ من العمر نسبة ١ الى ١٠ تقريبا.‏ والباقون هم راشدون تشكّل النساء منهم نسبة تزيد على ٤٠ في المئة،‏ وأكثر من النصف هم بعمر يتراوح بين ١٥ و ٢٤ سنة.‏ —‏ منظمة الصحة العالمية وبرنامج الامم المتحدة المشترك حول الـ‍ HIV/‏الأيدز.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      كيف تعرفون مَن هو مصاب؟‏

      لا يمكنكم ان تعرفوا هل الشخص مصاب ام لا بمجرد النظر اليه.‏ ومع ان حاملي ڤيروس HIV الذين لا تَظهر عليهم اعراضه قد يبدون بصحة جيدة،‏ يمكن ان ينقلوا الڤيروس الى الغير.‏ وهل يمكنكم ان تصدِّقوا الشخص الذي يقول انه لا يحمل ڤيروس HIV؟‏ ليس بالضرورة.‏ فكثيرون من حاملي الڤيروس لا يعرفون انهم مصابون به.‏ والذين يعرفون قد يُبقون الامر سرا،‏ او قد يكذبون.‏ فقد كشف استطلاع أُجري في الولايات المتحدة ان ٤ من كل ١٠ اشخاص يحملون ڤيروس HIV لا يخبرون شركاءهم في الجنس بحالتهم.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      العلاقة بين الـ‍ HIV والأيدز

      «HIV» هي الاحرف الاولى لتعبير انكليزي يعني «ڤيروس العوز المناعي البشري».‏ انه اذًا ڤيروس يدمّر ببطء اجزاء من الجهاز المناعي المقاوم للامراض في الجسم.‏ أما كلمة الأيدز فهي تعريب للاحرف الاولى لتعبير انكليزي يعني «متلازمة العوز المناعي المكتسب».‏ وهو المرحلة الاخيرة من الاصابة بڤيروس HIV،‏ حين تكون الحياة في خطر.‏ ويُظهر هذا الاسم الضرر البالغ الذي يكون ڤيروس HIV قد ألحقه بالجهاز المناعي،‏ جاعلا المريض فريسة سهلة للامراض التي يستطيع الجهاز المناعي عادةً محاربتها لولا وجود هذا الڤيروس.‏

  • الأيدز —‏ ايّ امل للمستقبل؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٨
    • الأيدز —‏ ايّ امل للمستقبل؟‏

      بالاضافة الى عدم توفُّر العقاقير للشفاء من الأيدز او للوقاية منه،‏ هنالك عوامل اخرى تعمل ضد وقف المرض.‏ وأحدها هو ان اناسا كثيرين يقبلون بأن يخاطروا بحياتهم ويصابوا بالمرض لأنهم لا يريدون ان يغيِّروا نمط عيشهم.‏ مثلا،‏ مع ان عدد الذين اكتمل نمو الأيدز عندهم انخفض في الولايات المتحدة،‏ فلا يزال معدل الاصابات كما هو.‏ والسبب،‏ كما تقترح وكالة الأسّوشيايتد پرِس،‏ هو ان «اناسا كثيرين لا يهتمون بالتحذيرات المتعلقة بالوقاية».‏

      وفي بلدان العالم النامية،‏ حيث يعيش كما يقال نحو ٩٣ في المئة من حاملي ڤيروس HIV،‏ هنالك مشاكل اضافية تعترض مواجهة المرض.‏ فالكثير من هذه البلدان افقر من ان يؤمّن مجرد الخدمات الصحية الاساسية.‏ وحتى لو كانت العقاقير الجديدة متوفرة في هذه البلدان —‏ وهي غير موجودة في معظمها —‏ فكلفة العلاج لسنة واحدة تزيد على ما يكسبه كثيرون طوال حياتهم!‏

      ولكن لنفترض انه اختُرع دواء جديد ورخيص يقضي فعلا على المرض.‏ فهل يتوفر لكل مَن يحتاج اليه؟‏ على الارجح لا.‏ فكل سنة،‏ كما تقول اليونيسف (‏صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة)‏،‏ يموت نحو اربعة ملايين ولد من خمسة امراض يمكن الوقاية منها بواسطة لقاحات رخيصة ومتوفرة.‏

      وماذا عن المصابين الذين يعيشون في بلدان حيث لا تتوفر العقاقير للمعالجة؟‏ ساهمت روث موتا،‏ من منظمة «برامج الصحة الدولية» في مدينة سانتا كروز بولاية كاليفورنيا الاميركية،‏ في تنظيم برامج للعناية والوقاية من ڤيروس HIV في عشرات البلدان النامية.‏ تقول:‏ «تعلمت من الخبرة ان الموقف الايجابي مهم كأهمية توفُّر الدواء.‏ فأنا اعرف اشخاصا عاشوا مع ڤيروس HIV ١٠ الى ١٥ سنة ولم يتناولوا ايّ دواء.‏ صحيح ان الادوية نافعة،‏ لكنَّ الشفاء يشمل اكثر بكثير من ادخال مواد كيميائية الى جسمكم.‏ فهو يشمل الموقف،‏ الدعم الاجتماعي،‏ الروحيات،‏ والتغذية».‏

      سيكون هنالك حل

      هل من سبب للاعتقاد ان الأيدز سيُقضى عليه يوما ما؟‏ نعم.‏ وأفضل امل موجود في الكلمات التي يدعوها كثيرون الصلاة الربانية او الأبانا.‏ ففي هذه الصلاة المسجلة في سفر متى في الكتاب المقدس،‏ نطلب من اللّٰه ان تكون مشيئته كما في السماء كذلك على الارض.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ واللّٰه لا يريد ان يُبتلى الجنس البشري بالامراض الى الابد،‏ وسيستجيب هذه الصلاة.‏ فهو سيضع حدا للأيدز ولكل الامراض الاخرى التي تهدد الجنس البشري.‏ وعندئذ ‹لن يقول ساكن انا مرضت›.‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤‏.‏

      وحتى ذلك الوقت،‏ تبقى الوقاية افضل سلاح.‏ صحيح ان امراضا كثيرة تضعكم امام خيارين:‏ إما ان تتوَقّوها او ربما تعالجوها،‏ لكنَّ ذلك لا ينطبق على ڤيروس HIV.‏ فمن الممكن الوقاية منه،‏ ولكن لا علاج له في الوقت الحاضر.‏ فلماذا يخاطر المرء بتعريض حياته للخطر؟‏ فدرهم وقاية خير طبعا من لا علاج.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٩]‏

      ‏«الشفاء يشمل اكثر بكثير من ادخال مواد كيميائية الى جسمكم.‏ فهو يشمل الموقف،‏ الدعم الاجتماعي،‏ الروحيات،‏ والتغذية».‏ —‏ روث موتا

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      ‏«كانت الجماعة رائعة»‏

      حثّ الرسول بولس الرفقاءَ المسيحيين:‏ «لنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الايمان».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ تروي والدة كارين المذكورة في المقالة الاولى كيف تجاوبت الجماعة المحلية لشهود يهوه عندما علمت بأن كارين وبيل يحملان ڤيروس HIV.‏ تقول:‏ «كانت الجماعة رائعة.‏ فعندما أُصيب بيل بذات الرئة،‏ كانت كارين مريضة وتبذل كل جهدها لتعتني به وبالولدَين.‏ فقام الاخوة بتنظيف البيت وإصلاح السيارة وغسل الثياب.‏ وساعدوهما على الاهتمام بالمسائل القانونية والانتقال الى بيت آخر.‏ وكانوا يشترون الطعام ويطبخونه.‏ لقد زوَّدوا دعما عاطفيا وروحيا وماديا وافرا وأصيلا».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة