مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الصفحة ٢
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • الصفحة ٢

      الناس الاصحاء من كل الاعمار يمكن ان يصابوا بالأيدز،‏ الوبإ المروِّع الذي انتشر حول العالم.‏ وفي بعض الاماكن هو المشكلة الصحية الاولى بالنسبة الى الراشدين الاصغر.‏ ولعلكم تعرفون احدا مصابا بالأيدز.‏

      الأيدز AIDS (‏الاعراض المتزامنة لنقص المناعة المكتسبة)‏ هو وضع يُتلف فيه ڤيروس جهاز مناعة الجسم،‏ مصيِّرا اياه عاجزا امام العدوى.‏

      فكم يبلغ انتشار الأيدز الآن؟‏ كيف حدث ذلك؟‏ وهل يمكن تجنب الأيدز؟‏

  • الأيدز —‏ قاتل عالمي
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • الأيدز —‏ قاتل عالمي

      تشعر بعض المراجع الطبية بأن الأيدز على شفير الصيرورة نكبة عالمية.‏ «قد يكون الأيدز النكبة الصحية لفترة عيشنا،‏» ادَّعت النيويورك تايمز.‏ وقال الدكتور وليم اوكونر،‏ عالِم الاحياء الدقيقة:‏ «ربما كان ما نتعامل معه اعظم وبإ اصاب العالم على الاطلاق.‏»‏

      وذكر الدكتور هافْدان مالَر من الـ‍ WHO (‏منظمة الصحة العالمية)‏:‏ «نقف عُزَّلا امام جائحة خطيرة جدا ومبيدة كأية جائحة وُجدت في وقت من الاوقات .‏ .‏ .‏ كل شيء يصبح اسوأ فاسوأ مع الأيدز.‏»‏

      ومع كل سنة تمر تزداد ضريبة الموت.‏ وقريبا ستصبح ضريبة الموت على الارجح اكبر مرات عديدة.‏ وقد تكون هذه هي الحال حتى ولو لم يُصب شخص واحد اضافي بڤيروس الأيدز.‏ ولماذا؟‏ بسبب العدد الهائل من الاشخاص الذين لديهم الآن الڤيروس،‏ الذي يبقى مع الشخص طوال العمر.‏

      وكم هو عدد الذين لديهم الآن الڤيروس؟‏ قال البعض عشرة ملايين حول العالم.‏ والتقرير «الأيدز والعالم الثالث» يقدِّر بأن الأيدز،‏ قبل ان يمر وقت طويل،‏ «سيكون قد اصاب ٥٠-‏١٠٠ مليون شخص.‏»‏

      وهذا التقدير مؤسس على ما قد حدث في افريقيا،‏ اوروپا،‏ واميركا الشمالية.‏ ولكنّ الأيدز موجود ايضا في اميركا اللاتينية وقد دخل آسيا.‏ وتلاحظ «پوليتيكِن» الدانمركية:‏ «ماذا سيحدث عندما تتفشى الجائحة بتفاقم خطير في اميركا الجنوبية وآسيا؟‏ .‏ .‏ .‏ لن يكون عدد المصابين منخفضا بقدر ٥٠-‏١٠٠ مليون.‏» وحتى اذا كانت هذه الارقام مبالغا فيها هنالك دون شك ملايين الناس الذين أُصيبوا.‏ وسيكون هنالك ملايين كثيرة اضافية في السنين القادمة.‏

      وكذلك فان الغالبية العظمى من اولئك الذين لديهم الآن ڤيروس الأيدز لا يعرفون انه لديهم ذلك.‏ وهم في صحة جيدة كما هو ظاهر،‏ ومع ذلك يمكنهم نقل الڤيروس الى الآخرين.‏ ولذلك فان عدد الناس المصابين بڤيروس الأيدز سيرتفع كثيرا حتما.‏

      وكبير اطباء مديرية الصحة في الولايات المتحدة،‏ س.‏ ا.‏ كوپ،‏ قال:‏ «ما من مرض سابق كان على الفور غامضا جدا،‏ مميتا جدا،‏ وجدّ مقاوم للمداواة وتطوير اللقاح.‏»‏ وذكر:‏ «ليس لدينا علاج بعد،‏ ولا لدينا لقاح —‏ وربما لن يكون لدينا واحد متوافر عموما قبل نهاية القرن.‏ لا تخطئوا بشأنه.‏ فالأيدز هو مميت وهو ينتشر.‏» وقال الدكتور كوپ ايضا:‏ «انا جرّاح منذ نحو ٥٠ سنة،‏ ولم ارَ قط تهديدا كالأيدز.‏»‏

  • حاملو الأيدز —‏ كم شخصا يمكن ان يموت؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • حاملو الأيدز —‏ كم شخصا يمكن ان يموت؟‏

      عندما جرى تحديد هوية الأيدز لاول مرة في سنة ١٩٨١ قدَّر رسميو الصحة بأن نحو ٥ الى ١٠ في المئة من اولئك الذين لديهم الڤيروس سيصابون بالمرض ويموتون.‏ ولكن برهن الڤيروس ان له فترة وُكون incubation طويلة.‏ وقد تستغرق الاعراض خمس سنوات او اكثر كي تصبح ظاهرة.‏

      والآن،‏ مع خبرة السنوات الثماني الماضية،‏ يقدِّر بعض الرسميين بأن ٤٠ الى ٥٠ في المئة،‏ او اكثر،‏ من اولئك الذين يحملون ڤيروس الأيدز سيظهر المرض عندهم ويموتون.‏ وذكر «الأيدز والعالم الثالث»:‏ «يقال ان نموذجا للكومپيوتر تكهن بأن ٥٠ ٪ من حاملي الـ‍ HIV سيظهر عندهم الأيدز التام النمو في غضون خمس سنوات،‏ و ٧٥ ٪ في غضون سبع سنوات.‏» (‏الاصطلاح «HIV» يأتي من الكلمات الانكليزية التي تعني:‏ «ڤيروس نقص المناعة البشري،‏» ڤيروس الأيدز.‏)‏

      ثم قالت المطبوعة:‏ «ان الكثير من الخبراء الطبيين واكثرية علماء الڤيروسات يعتقدون الآن بأن ضريبة الموت بين حاملي الـ‍ HIV ستقترب كثيرا من الـ‍ ١٠٠ ٪.‏ .‏ .‏ .‏ والاعتقاد بأن الجميع سيموتون اخيرا مؤسس جزئيا على انه بمرور كل سنة يظهر المرض فعلا عند عدد اكبر من الناس الذين التقطوا الڤيروس قبل ثلاث او اربع او خمس سنوات.‏ وهو مؤسس جزئيا على دراسات الڤيروس HIV نفسه.‏» وطبعا،‏ ان مثل هذه الآراء هي تقديرات.‏ والوقت وحده سيخبر ما اذا كانت ستتحقق في الواقع الفعلي.‏

      والدكتور انطوني فاوسي،‏ الباحث في المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة،‏ لاحظ ان حوالي ٩٠ في المئة من الافراد الذين فحصهم ايجابي للاجسام المضادة لِـ‍ HIV يكون لديهم نوع من الخلل في عمل المناعة في غضون خمس سنوات.‏

      وحتى اذا مات ٥٠ في المئة «فقط» من الـ‍ ٥٠ مليونا الى الـ‍ ١٠٠ مليون حامل للڤيروس الجاري تصوُّرهم للمستقبل القريب،‏ فذلك سيعني ملايين الوفيات كل سنة في وقت ما في العقد التالي.‏ وأحد المصادر قدَّر بأن ضريبة الموت الجاري تصوُّرها في افريقيا وحدها ربما تكون عشرات الملايين.‏

      بالمقارنة مع الحرب

      تجري مقارنة عواقب وبإ الأيدز في خسائر الحياة،‏ في الضرر للمجتمع وفي الكلفة المالية بعواقب الحروب الرئيسية.‏

      مثلا،‏ في الولايات المتحدة،‏ مات حتى الآن نحو ٠٠٠‏,٤٠.‏ ويقال انه من مليون الى مليوني شخص اضافي هم مصابون.‏ وفي مدينة نيويورك وحدها يقدَّر انه بين ٠٠٠‏,٢٥٠ و ٠٠٠‏,٤٠٠ ساكن لديهم الڤيروس.‏ وفي بعض اجزاء المدينة صار الأيدز اكثر الامراض المُعدية شيوعا عند الاطفال المولودين حديثا.‏

      وبينما صارت نسبة الزيادة في الولايات المتحدة ابطأ في بعض الفِرق الشديدة التعرض للخطر ولم يحدث انفجار الأيدز المتخوَّف منه بين مضاجعي الجنس الآخر فان عدد الوفيات سيظل عاليا جدا في المستقبل القريب.‏ ومراكز مكافحة الامراض للولايات المتحدة في اتلانتا تقدِّر انه بحلول نهاية السنة ١٩٩١ سيكون قد مات اكثر من ٠٠٠‏,٢٠٠ اميركي بسبب الأيدز.‏ وفي السنة الواحدة،‏ ١٩٩١،‏ يُتوقَّع ان يموت اكثر من ٠٠٠‏,٥٠ بسببه.‏ وبحلول نهاية ١٩٩٢ —‏ نحو اربع سنوات من الآن —‏ سيكون قد مات من الاميركيين بسبب الأيدز اكثر مما مات في الحرب العالمية الاولى،‏ الحرب الكورية،‏ والحرب الفيتنامية مجتمعة.‏

      وفي الواقع،‏ تذكر المستقبلي‏:‏ «قد يقتل الأيدز اناسا بحلول نهاية هذا القرن اكثر مما قُتل بكل حروبنا [لكل الامم].‏»‏

      والتكاليف الجاري تصوُّرها مذهلة.‏ فالتقدير في الولايات المتحدة هو ٠٠٠‏,٥٠ دولار او اكثر في السنة لكل مريض.‏ ولذلك في السنوات المقبلة ستلزم بلايين كثيرة من الدولارات سنويا لدفع اجرة العناية بالمرضى.‏ ويخشى البعض ان تكون اجهزة العناية الصحية عاجزة عن مجاراة عدد المرضى او الكلفة.‏

      اسوأ في افريقيا

      في افريقيا قليلة هي الحروب،‏ هذا ان وُجدت،‏ التي فعلت في ايّ وقت مضى ما يفعله الأيدز الآن.‏ تلاحظ العالِم الجديد البريطانية:‏ «يجري الأيدز متفشيا في كل افريقيا.‏» وقالت مقالة في پوليتيكِن الدانمركية:‏ «يذكر رسمي الأيدز الرئيسي في اوغندا،‏ ‏‹إن لم يتغيَّر شيء ما فان كل راشد من اثنين في هذا البلد سيكون فحصه ايجابيا بالنسبة الى HIV في السنة ٢٠٠٠.‏› ونصف كل حالات الأيدز في افريقيا تقريبا هو نساء في سنوات حبلهن.‏ والاولاد هم مسؤولون عن حالة أيدز واحدة من كل خمس في رُوَندا.‏ وفي زامبيا سيولد ٠٠٠‏,٦ طفل مع الأيدز هذه السنة [١٩٨٨].‏ وبين الـ‍ ٨٠٠ مومس اللواتي جرى فحصهن في نيروبي كانت تسع من كل ١٠ مصابات بالـ‍ HIV.‏ وهؤلاء النساء يضاجعن ما معدله ٠٠٠‏,١ زبون في السنة.‏»‏

      ‏«ان لم نفعل شيئا ستموت القارة،‏» يقول پيتر پيوت،‏ خبير بلجيكي.‏ ويذكر جوناثان مانّ الذي يرأَس حملة الـ‍ WHO:‏ «ان البديل هو التخلي عن افريقيا،‏ وكأنّ العالم ليس كوكبا واحدا.‏ ولكن لا يمكن ايقاف الوبإ في ايّ بلد واحد قبل ايقافه فيها كلها.‏»‏

      وهكذا تشعر مراجع طبية كثيرة بأن نكبة أيدز عالمية قد بدأت.‏ والامين العام للامم المتحدة جاڤييه پيريز دو كويلار يدعوها «صراعا عالميا» «يهددنا بكل عواقب الحرب.‏»‏

      ذلك من بعض النواحي اسوأ من الحرب.‏ ولماذا؟‏ لانه ليست هنالك نهاية ظاهرة،‏ والمصابون يستمرون في الازدياد،‏ و «الجرحى» لا يشفون.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      ‏‹يعتقد كثيرون الآن بأن ضريبة الموت لحاملي الـ‍ HIV ستقترب كثيرا من الـ‍ ١٠٠ في المئة›‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      ‏«قد يقتل الأيدز اناسا بحلول نهاية القرن اكثر مما قُتل بكل حروبنا»‏

  • لماذا الأيدز مميت جدا
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • لماذا الأيدز مميت جدا

      من اجل فهم افضل لكيفية حماية انفسنا من الأيدز نحتاج الى معرفة سبب كونه مميتا جدا.‏ فماذا يجعل معالجة هذا الڤيروس اصعب من الڤيروسات الاخرى؟‏

      الڤيروسات هي اصغر العضويات المنتِجة للمرض قاطبة،‏ اصغر بكثير من الجراثيم.‏ والانفلونزا،‏ شلل الاطفال،‏ والزكام العادي تنتجها ڤيروسات شتى.‏ وحالما يصير الڤيروس داخل الخلية المضيفة قد يقتل الخلية او «ينام» هناك الى ان يصير انشط لاحقا.‏ ومع ڤيروس الأيدز قد تلزم خمس سنوات او اكثر قبل ان تظهر.‏

      لماذا مميت جدا

      ان ما يجعل ڤيروس الأيدز مميتا جدا هو انه يهاجم ويُعجز خلايا رئيسية،‏ بما فيها كريات الدم البيضاء التي ينتجها الجسم للمساعدة في صدّ المرض.‏ وكريات الدم البيضاء هذه (‏المدعوة الخلايا اللِّمْفية ت ٤)‏ هي دفاع الجسم الرئيسي ضد المرض.‏

      وعندما يُعجز ڤيروس الأيدز هذه الكريات البيضاء لا تستطيع القيام بعملها.‏ وهكذا يجري اتلاف جهاز مناعة الجسم.‏ وأنواع العدوى التي ربما لم تكن تهدد الحياة سابقا صارت تهددها الآن.‏ وهذه تشمل الڤيروسات الاخرى،‏ الطفيليات،‏ الجراثيم،‏ الفطريات،‏ او شتى انواع السرطان.‏

      وبما ان الجسم لا يعود يستطيع محاربة انواع العدوى هذه فانها تتفاقم الى ان تموت الضحية.‏ وأنواع العدوى هذه تدعى انتهازية.‏ فهي تنتهز الفرصة التي يتيحها لها جهاز مناعة الجسم المقموع.‏ والشخص المصاب بالأيدز قد يصاب بأنواع عدوى عديدة كهذه في الوقت عينه.‏

      وبين الاعراض الاولى للأيدز:‏ تعب مطوَّل دون سبب،‏ غدد متورِّمة تدوم اشهرا،‏ حُمَّيات ملازمة او تصبُّب عرق في الليل،‏ اسهال ملازم،‏ نقص في الوزن دون سبب،‏ تمزقات كامدة للجلد او الاغشية المخاطية لا تزول،‏ سعال ملازم دون سبب،‏ طبقة سميكة مائلة الى البياض على اللسان او في الحلق،‏ رضّ سهل او نزف دون سبب.‏ وغالبا ما يُشار الى هذه الاعراض الاولى بـ‍ «المعقَّد المرتبط بالأيدز،‏» او ARC.‏

      وعندما يصير الأيدز تام النمو تتطوَّر الامراض المميتة.‏ وبين الاكثر شيوعا انواع عدوى الرئة التي تسببها الجراثيم الطفيلية المعروفة بـ‍ Pneumocystis carinii،‏ وسرطان الجلد المسمَّى غَرَن كاپوزي Kaposi’s sarcoma،‏ الذي يشمل ايضا الاعضاء الداخلية.‏ واضافة الى ذلك فان ڤيروس الأيدز يمكن ان يؤثر في الدماغ مسببا الشلل،‏ العمى،‏ الخَبَل،‏ وفي النهاية الموت.‏ وذكر الدكتور ريتشارد ت.‏ جونسون،‏ استاذ طب الاعصاب في جونز هوپكنز:‏ «ان الـ‍ HIV [ڤيروس الأيدز] هو في ادمغة مليون شخص على الاقل في الولايات المتحدة.‏»‏

      والأيدز التام النمو يرافقه ألم وخسارة في الوزن تتعذَّر السيطرة عليها،‏ مع صيرورة الجسم اضعف فأضعف الى ان يعقب الموت.‏ وفي افريقيا تقول ذا لانسيت ان الأيدز «قد اقترن ‹بمرض الهُزال،‏› عبارة تصف الخسارة الكبيرة في الوزن التي ترافق الاسهال.‏» والفترة من حلول المرض حتى الموت قد تستغرق سنة او اقل،‏ او قد تستغرق عدة سنوات.‏

      ڤيروس ملازِم

      هنالك عامل آخر يساهم في جعل ڤيروس الأيدز مميتا اكثر من الڤيروسات الاخرى.‏ فلديه للبقاء حيا آليات مبنية فيه غير شائعة عند الڤيروسات الاخرى.‏

      مثلا،‏ قد يدوم ڤيروس الانفلونزا في البشر بضعة ايام او اسابيع فقط،‏ وينبِّه الاجسام المضادة antibodies التي تساعد على حماية الضحية من العدوى الاضافية بذلك الڤيروس الخصوصي.‏ وما ان يأخذ الوبأ مجراه حتى يختفي.‏ وجائحة الانفلونزا لسنة ١٩١٨ دامت نحو سنة فقط.‏ وڤيروس الحمى الصفراء يعتمد على البعوض،‏ الذي يقلّ عدده مع التغييرات الفصلية.‏ والجدري قد يتفشى بسرعة ايضا بمجموعة من الناس قابلة للتأثر وبعدئذ يختفي.‏

      ولكن يُعتبر ڤيروس الأيدز ملازما.‏ ومن المحتمل ان يمكث داخل المُضيف البشري طوال الحياة ولا يختفي من تلقاء نفسه.‏ فالضحية لا تتعافى من مرض الأيدز التام النمو وهكذا تكون غير قادرة على بناء نوع المناعة الذي يقاوم الانتكاسة.‏

      واضافة الى ذلك،‏ اظهر ڤيروس الأيدز اختلافا مهمًّا في تركيبه الوراثي مما يُصعِّب تطوير اللقاح.‏ والڤيروسات عادة تطفر mutate،‏ اي تغيِّر صفاتها.‏ مثلا،‏ هنالك انواع مختلفة كثيرة من ڤيروسات الانفلونزا والزكام.‏ وحتى الآن جرى تحديد هوية نوع ثان من ڤيروس الأيدز في افريقيا وأماكن اخرى.‏ وقد يلزم لقاح مختلف لكل نوع.‏

      ولكن لماذا انتشر الأيدز بصورة واسعة جدا؟‏ وأية ممارسات متعلقة بالامر ساعدت على تسرُّبه الغادر في العائلة البشرية؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      عوامل تمهد الطريق للأيدز

      استنادا الى المجلة الطبية البريطانية ذا لانسيت،‏ يُصاب كل سنة اكثر من ٣٠٠ مليون شخص اضافي في كل العالم بالامراض التي تنتقل جنسيا،‏ مثل داء السيلان،‏ الزُهري،‏ الحلاء herpes،‏ والغِمدي chlamydia.‏ وهذه يمكن ان تُضعف الجسم،‏ ربما جاعلة اياه عرضة اكثر ايضا لڤيروس الأيدز.‏ واستعمال المخدرات الترفيهي،‏ او غير الشرعي،‏ يمكن ان يجعل الجسم ايضا اقل مقاومة للأيدز.‏

      وكذلك،‏ في البلدان المتخلفة،‏ فان النقصَ في التغذية الجيدة بسبب الفقر والنقصَ في تسهيلات العناية الصحية الملائمة يعملان ضد بناء مقاومة الجسم للأيدز.‏ وصحة مئات الملايين في هذه المناطق هي الآن دون المستوى،‏ مسهِّلة اكثر للڤيروس ان يطالب بضحايا اضافية.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      الخلايا-‏ت البيضاء لجهاز مناعة الجسم تقاوم في الظروف العادية الاجسام الغازية المؤذية

  • لماذا انتشر الأيدز بصورة واسعة جدا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • لماذا انتشر الأيدز بصورة واسعة جدا؟‏

      لماذا صار الأيدز واسع الانتشار جدا؟‏ بينما ليس مؤكدا بالضبط كيف،‏ متى،‏ او اين نشأ،‏ هنالك نماذج عامة تفسر انتشاره.‏ ففي الولايات المتحدة واوروبا،‏ مثلا،‏ كان السبيل الرئيسي لنشر الأيدز نشاط مضاجعة النظير للذكور.‏ وعندما جرى تحديد هوية الوبإ اولا اقتصر ظهوره تقريبا على الرجال مضاجعي النظير (‏ومضاجعي الجنسين)‏.‏ وحتى الآونة الاخيرة كان اكثر من ٧٠ في المئة من الضحايا الراشدين رجالا مضاجعي نظير.‏

      وبعدئذ بدأ الأيدز في الظهور بين الذين يتعاطون المخدرات بالحقن الوريدي.‏ وفي بضع سنوات اتى اكثر من ١٥ في المئة من كل الحالات من هذا الفريق،‏ الذي يتعاظم.‏ وفي بعض الاماكن فان نصف جميع الذين يتعاطون المخدرات بالحقن الوريدي لديهم ڤيروس الأيدز.‏ وهكذا ذكرت مجلة العلم:‏ «الغالبية العظمى من الاميركيين المصابين اليوم هم إما رجال مضاجعو نظير او يتعاطون المخدرات بالحقن الوريدي.‏»‏

      وفي سان فرانسيسكو فان ٥٠ في المئة او اكثر من الرجال مضاجعي النظير لديهم ڤيروس الأيدز.‏ ومجتمع مضاجعي النظير في المدينة تجتاحه وفيات الأيدز.‏ وثمة دراسة طويلة الامد على الرجال مضاجعي النظير هناك اظهرت انه من بين اولئك الذين جرى التشخيص ان لديهم ڤيروس الأيدز قبل سبع سنوات فان ٧٨ في المئة كان لديهم إما أيدز تام النمو،‏ اعراض ابكر له،‏ او خلل مناعي.‏ وفي حين انخفضت نسبة الحالات الجديدة بين مضاجعي النظير هنالك القليل مما يمكن فعله للذين قد أُصيبوا.‏

      وبخصوص هايتي اشارت لوس انجلس تايمز:‏ «المعطيات الجديدة تقترح ان ڤيروس الأيدز أُدخل الى البحر الكاريبي بشكل رئيسي باتصال مضاجعة النظير بين سكان الجزر والاميركيين.‏»‏

      لماذا هم عرضة كثيرا؟‏

      لماذا مضاجعو النظير عرضة كثيرا للأيدز؟‏ بسبب ممارساتهم الجنسية.‏ وفي حين ان الأيدز ينتشر ايضا بالاتصال الجنسي الفمي فان ممارسة الاتصال الشرجي (‏السدومية)‏ كانت الطريقة الرئيسية لنقل الأيدز بين مضاجعي النظير.‏

      لقد صُمِّم الشرج البشري لاخراج الفضلات —‏ البراز —‏ وليس للاتصال الجنسي.‏ فله مجرد طبقة رقيقة من الخلايا الظِهارية epithelial cells،‏ النسيج الذي يغشّي الشرج.‏ والاتصال الشرجي يُنتج تمزقا لهذا الغشاء وشقوقا نازفة.‏ والسائل المنوي المصاب الذي يدخل في المستقيم rectum من الشريك يمكن ان يزوِّد مصدرا للأيدز،‏ كما يمكن ان تفعل المناطق المصابة بالحك والتمزق في العضو الذكر.‏ وكذلك فان انسجة المستقيم المتضررة للشخص المتلقي تسمح للافرازات المصابة بنقل العدوى الى شركاء جنسيين آخرين.‏

      واضافة الى ذلك،‏ غالبا ما يكون لمضاجعي النظير شركاء كثيرون —‏ مئات وحتى ألوف —‏ في مدى الحياة.‏ وثمة شاب مضاجع نظير،‏ اعدى آخرين كثيرين قبل ان يموت بسبب الأيدز،‏ ذُكر انه حصل على ٥٠٠‏,٢ اتصال مضاجعة نظير مع الرجال في غضون عشر سنوات.‏ وعمله في شركة خطوط جوية مكَّنه من السفر على نحو واسع.‏ وزعم آخر انه حصل على نحو ٠٠٠‏,٥ اتصال مضاجعة نظير في ٢٠ سنة.‏ ان الامكانية ان ينقل مثل هؤلاء الأيدز واضحة.‏

      والعامل الآخر هو انه بسبب ممارساتهم الجنسية تكون امراض اخرى مثل التهاب الكبد،‏ داء السيلان،‏ والحلاء،‏ شائعة بين مضاجعي النظير.‏ وهذه الامراض تضر الجسد ويُعتقد انها تجعله اكثر تعرضا للأيدز.‏

      هل مضاجعة النظير غير طبيعية؟‏

      لا يمكن ان يكون هنالك شك في ذلك:‏ ان علاقات مضاجعة النظير قد عجَّلت كثيرا انتشار الأيدز.‏ ومثل هذه الممارسات هي ضد التصميم الحيوي للجسم البشري.‏

      ولذلك لا يمكن الادِّعاء ان مضاجعة النظير هي ‹نمط حياة بديل.‏› انها غير طبيعية،‏ تحوير لطريقة خلقنا.‏ والكتاب المقدس يشملها بين الاعمال التي تنتج من «ذهن مرفوض» ويقول:‏ «أسلمهم اللّٰه الى اهواء الهوان.‏ لان اناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة.‏ وكذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في انفسهم جزاء ضلالهم المحق.‏» —‏ رومية ١:‏٢٦-‏٣٢‏.‏

      وكذلك ذكرت شريعة اللّٰه لامة اسرائيل القديمة:‏ «اذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعلا كلاهما رجسا.‏» —‏ لاويين ٢٠:‏١٣‏.‏

      أما ان مضاجعة النظير غير طبيعية فيمكن رؤيته من هذا الواقع الاساسي:‏ لو كان كل شخص دون استثناء مضاجع نظير لانقرض الجنس البشري في جيل واحد.‏

      وهل هذا يعني،‏ كما اقترح البعض،‏ ان اللّٰه يجلب وبأ الأيدز على مضاجعي النظير؟‏ كلا،‏ لا يقول الكتاب المقدس ذلك.‏ وبدلا من ذلك،‏ انها مسألة ‹حصدهم ما يزرعون.‏› (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ وكلمة اللّٰه تذكر هذا المبدأ:‏ «تصرّفوا بشكل مُخرِّب من تلقاء انفسهم .‏ .‏ .‏ العيب هو عيبهم.‏» —‏ تثنية ٣٢:‏٥‏،‏ ع‌ج.‏

      مضاجعو الجنس الآخر يُصابون ايضا

      ولكنّ الأيدز ليس مجرد مرض مضاجعة النظير؛‏ لقد امتدّ ايضا الى الرجال والنساء مضاجعي الجنس الآخر.‏ واحدى الطرائق هي بواسطة الرجال الذين يضاجعون الجنسين والذين يصابون بسبب الاتصالات الجنسية برجال آخرين وبعدئذ يُعدون النساء اللواتي يضاجعونهن.‏

      والذين يتعاطون المخدرات بالحقن الوريدي ويتشاركون في المحاقِن والابَر الملوثة ينقلون ايضا الأيدز الى الآخرين.‏ ويمكنهم بعدئذ ان يُعدوا الرجال او النساء الذين لديهم علائق جنسية بهم.‏ وفي اماكن كثيرة فان نسبة عالية من المومسات لديهن الأيدز وينقلنه الى زبُنهن.‏

      وفي افريقيا،‏ الأيدز واسع الانتشار بين مضاجعي الجنس الآخر.‏ وقَدْر مساوٍ من النساء والرجال لديهم اياه.‏ وفي حين ان انتشار الأيدز بين مضاجعي الجنس الآخر في اوروبا،‏ الولايات المتحدة،‏ واماكن اخرى ليس متفشيا بعد كما في افريقيا فانه يزداد في هذا الفريق ايضا.‏ وهكذا فان عددا اكبر فاكبر من النساء والرجال الذين ليسوا مضاجعي نظير او مضاجعي جنسين يصابون بالأيدز وينقلونه الى الآخرين.‏ ذكر احد التقارير:‏ «صار الأيدز القاتل الاول للنساء في سن الـ‍ ٢٥-‏٣٤ في مدينة نيويورك.‏» والمحزن ان عددا كبيرا —‏ يقول البعض نحو ٥٠ في المئة —‏ من النساء الحاملات ڤيروس الأيدز يلدن اطفالا لديهم المرض.‏

      ولانه كان هنالك موقف متساهل من الآداب الجنسية خلال العقود القليلة الماضية فقد صارت العهارة والزنى مألوفين.‏ وكثيرا ما يكون للرجال والنساء شركاء جنسيون مختلفون عديدون.‏ واولئك المصابون بالأيدز يمكنهم نقله الى الآخرين.‏ ان مثل هذا السلوك العابث مُدان ايضا في الكتاب المقدس.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ رؤيا ٢٢:‏١٥‏.‏

      الدم —‏ مصدر آخر للعدوى

      وأُصيب آخرون بالعدوى بواسطة نقل الدم.‏ تذكر ذا مديكال پوست الكندية:‏ «الدكتور توماس پيترمان،‏ عالم طبي بالاوبئة في فرع الأيدز لمراكز مكافحة الامراض .‏ .‏ .‏ قدَّر ان ٠٠٠‏,١٢ اميركي أُصيبوا بالـ‍ HIV [ڤيروس الأيدز] من نقل الدم الملوث من سنة ١٩٧٨-‏١٩٨٤.‏»‏

      وكثيرون من متلقي الدم هؤلاء ماتوا او انهم يموتون.‏ وقد نصحت مستشفيات شتى اولئك الذين تلقوا دما قبل ان أُدخلت في الاستعمال اساليب فحص جديدة في سنة ١٩٨٥ ان يجروا فحصا للأيدز.‏

      والدراسات بواسطة المراكز الاتحادية لمكافحة الامراض في اتلانتا قدَّرت انه بحلول اوائل السنة ١٩٨٥ كان معظم الـ‍ ٠٠٠‏,١٠ اميركي المرضى بالنُّزاف hemophilia الشديد قد أُصيبوا بڤيروس الأيدز.‏ واضافة الى ذلك،‏ فان ما بين ٣٠ و ٥٠ في المئة من المرضى بالنُّزاف الاكثر اعتدالا قد أُصيبوا ايضا.‏ ويُقدَّر أن اكثر من نصف المرضى بالنُّزاف في البرازيل ربما أُصيبوا بڤيروس الأيدز.‏

      والدكتورة مرڠريت هيلڠارتنر من مستشفى نيويورك —‏ مركز كورنِل الطبي قالت:‏ «المريض بالنُّزاف الشديد مُعرَّض لدم ٠٠٠‏,٨٠٠ الى مليون شخص مختلف كل سنة.‏ وقبل ان تبدأ شركات الادوية بمعالجة منتَجات الدم بالحرارة كان خطر العدوى يفوق حد التصديق.‏» وقالت ايضا:‏ «اننا نرى محاولات انتحار اكثر فاكثر بين الاحداث المرضى بالنُّزاف.‏ انهم غِضاب جدا.‏ ويشعرون بأنهم كباش محرقة.‏»‏

      وجوناثان ڠولدسميث من مركز النُّزاف الاقليمي لنبراسكا في اوماها قال بأن طب نقل الدم «كان دائما خطرا لانكم تتعاملون مع منتوج حيوي.‏ ولكنّ هذا هو الاسوأ.‏ لقد سبَّب حزنا عظيما لدى الاطباء.‏ ونحن لم نقصد قط ان يحدث ايّ شيء مثل هذا.‏»‏

      والمتزوجون الذين أُصيبوا بالأيدز بواسطة نقل الدم يمكنهم نقل المرض الى رفقاء زواجهم عبر العلائق الجنسية.‏ وفي احدى الدراسات على الرجال المتزوجين الذين حصلوا على الأيدز من نقل الدم وُجد ان ١٤ في المئة من زوجاتهم لديهن الڤيروس ايضا.‏

      وفي افريقيا يُذكر ان نحو ١٠ في المئة من كل الرجال والنساء الذين لديهم ڤيروس الأيدز حصلوا عليه عبر دم مصاب بواسطة نقل الدم او استعمال الابر الملوثة،‏ كما في التلقيح.‏ وبما ان البعض يقدِّرون انه قد يكون هنالك نحو خمسة ملايين حامل للأيدز هناك فهذا يمكن ان يعني ان هنالك اكثر من ٠٠٠‏,٥٠٠ شخص في افريقيا الوسطى حصلوا على ڤيروس الأيدز من الدم الملوَّث.‏

      واذ يكون الأيدز الآن واسع الانتشار جدا،‏ ماذا يستطيع الناس ان يفعلوا لحماية انفسهم؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

      في افريقيا،‏ نحو ١٠ في المئة من الذين لديهم الڤيروس حصلوا عليه عبر دم مصاب

      ‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

      في افريقيا،‏ الأيدز واسع الانتشار بين مضاجعي الجنس الآخر

      ‏[الصورتان في الصفحة ٩]‏

      انتشر الأيدز اولا بشكل رئيسي بواسطة مضاجعي النظير ومدمني المخدرات.‏ ونَقْل الدم نشر ايضا الأيدز

  • كيفية تجنب الأيدز
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • كيفية تجنب الأيدز

      لدى الكثير من الوكالات الحكومية والخاصة حملات تثقيفية لمساعدة الناس على تعلم كيفية تجنب الأيدز.‏ ولكنّ ما ينقص في اغلب الاحيان في مثل هذه النصيحة هو الاعتبار الادبي.‏ فنادرا ما تجري المناشدة لتجنب ممارسة ما لانها خاطئة ادبيا.‏

      وفي ما يختص بذلك قال المُعلِّق التلفزيوني تيد كوپل لصف جامعي متخرِّج:‏ «لقد اقنعنا انفسنا فعلا بأن الشعارات ستنقذنا.‏ احقنوا [المخدرات] اذا كان لا بد لكم من ذلك،‏ ولكن استعملوا ابرة نظيفة.‏ تمتعوا بالجنس كلما شئتم ومع ايّ شخص شئتم،‏ ولكن البسوا رِفالا (‏كبّوتا)‏ Condom.‏ لا!‏ الجواب هو لا.‏ ليس لان ذلك يفتقر الى الرزانة او الذكاء او لانه قد ينتهي بكم الامر الى السجن او تموتون في ردهة مستشفى للأيدز،‏ ولكن لا لان ذلك خطأ،‏ لاننا قضينا ٠٠٠‏,٥ سنة كعِرق من الكائنات البشرية العاقلة .‏ .‏ .‏ نبحث عن الحقيقة والقيم الادبية المطلقة.‏ وفي انقى اشكالها ليست الحقيقة تربيتا مهذَّبا على الكتف.‏ انها توبيخ صارخ.‏ وما انزله موسى من جبل سيناء لم يكن الاقتراحات العشرة.‏»‏

      الطريقة لتجنب الأيدز

      لقد كان بالامكان تجنب وبإ الأيدز.‏ وكما قالت مجلة النيويورك تايمز:‏ «انه الوبأ الاول في تاريخ الجنس البشري الذي يعتمد ضبطه كليا على سلوكنا الفطين.‏»‏

      ولتجنب الأيدز لا بد من قاعدة رئيسية:‏ عيشوا حياة اخلاقية.‏ ويعني ذلك لا علاقات جنسية خارج الزواج ولا استعمال غير شرعي للمخدرات.‏ نعم،‏ يجب ان يكون هنالك تغيير في انماط السلوك لانه،‏ كما ذكرت اخبار العلم،‏ «من الواضح ان السلوك هو الذي ينقل الڤيروس الذي يسبب الأيدز.‏»‏

      ان قليلين جدا من الذين يعيشون حياة اخلاقية يلتقطون الأيدز.‏ صحيح ان احد رفيقي الزواج قد يتحلى بالآداب،‏ ولكنّ الرفيق الآخر قد يكون فاسدا ادبيا ومصابا بالأيدز وبالتالي قد ينقل المرض الى الرفيق البريء.‏ وطبعا،‏ ان الرفيق البريء الذي يشك في الآخر بخصوص الفساد الادبي او اساءة استعمال المخدرات له الحق في اتخاذ الخطوات الوقائية.‏ فالابرياء ليسوا ملزمين،‏ اذا جاز التعبير،‏ ان ينتحروا.‏

      وجريدة طوكيو اساهي شيمبون تقتبس قول مسؤولي الصحة:‏ «اذا كنتم تعيشون حياة عادية لن تصابوا بالمرض.‏ لذلك ليس هنالك سبب لتقلقوا بافراط بشأن المرض.‏ أما اذا اردتم ان ‹تعبثوا› فافعلوا ذلك على ان تتحملوا انتم العواقب،‏ عواقب الانتحار.‏» وشوكو نڠايا من وزارة الصحة نصح:‏ «اعرفوا شريككم.‏»‏

      ولكن هل من الممكن حقا ان ‹تعرفوا شريككم› في هذا العالم المتساهل الذي يتعامى عن الفساد الادبي؟‏ كيف يمكنكم ان تتأكدوا ان شريككم لم يكن فاسدا ادبيا او لم يسئ استعمال المخدرات وبالتالي لم يتعرّض للأيدز؟‏

      ان ما يلزم هو تعليم يدفع الناس الى بغض ما هو خاطئ ادبيا.‏ وبصرف النظر عن وجهات النظر الحاضرة المتساهلة فان الجنس خارج الزواج فاسد ادبيا،‏ وكذلك استعمال المخدرات غير الشرعي.‏ وهذه الممارسات يمكن ان تؤدي الى المرض والموت قبل الاوان.‏

      لا ضمانة

      في بلد واحد كان ٩٣ في المئة من الرجال والنساء الذين تتراوح اعمارهم بين الـ‍ ١٨،‏ ١٩ سنة والذين جرت مقابلتهم قد انهمكوا في علاقات جنسية فاسدة ادبيا.‏ ومجرد ٢٥ في المئة من الرجال و ٢٠ في المئة من النساء قالوا انهم استعملوا رِفالا في وقت من الاوقات —‏ الاداة الطبية التي ينصح بها بعض المسؤولين الطبيين كشيء واقٍ من الأيدز.‏ وفي بلد آخر اظهرت دراسة انه بعدما أُجري التشخيص لهم بوصفهم مصابين بالأيدز فان الرجال مضاجعي النظير خفضوا فقط عدد الشركاء في ستة اشهر من ١٢ الى ٥.‏ وعدد اكبر منهم يشعر بالامن بسبب الاستعمال المتزايد للرِّفال.‏

      ولكن هل استعمال الرِّفال ضمانة؟‏ يقدِّر مسؤولو الصحة ان نسبة فشل الرِّفال هي من ٢ الى ١٠ في المئة او اكثر،‏ مع كون الرِّفال ذي الغشاء الطبيعي اقل فعالية بكثير من ذاك المصنوع من اللاتكس Latex.‏ وتذكر «الفاينَنْشال پوست» الكندية:‏ «جاك لايتون،‏ رئيس مجلس تورونتو الصحي،‏ يقول بأن الاداة الواقية [الرِّفال] لها نسبة فشل تبلغ حتى ٣٠ ٪ في منع الحبل.‏»‏

      وتقول بيث اوب اذ تكتب في الدايلي ڠلينر الجامايكية:‏ «ليس الرِّفال جديرا بالثقة اليوم اكثر مما كان في ما مضى.‏ وفي الواقع،‏ انه اقل جدارة بالثقة،‏ لان ڤيروس الأيدز اصغر بكثير من المني sperm البشري ولذلك سيكون اسهل بكثير ان يتسرب،‏ وفي حين لا يمكن للانثى ان تصير حاملا إلا في ايام قليلة من كل شهر فانها تكون معرضة للأيدز كلما مارست الجنس مع ذكر مصاب.‏ فالرِّفال ليس جديرا بالثقة.‏» وكبير اطباء مديرية الصحة كوپ يحذر من ان للرِّفال نسب فشل «عالية فوق العادة» عندما يستعمله مضاجعو الذكور.‏

      وهكذا فان هذه الادوات ليست ضمانة ضد الاصابة بالأيدز.‏ وعوضا عن ذلك،‏ فان العيش وفق المقاييس الادبية السامية للكتاب المقدس هو الوقاية الافضل عينها.‏

      هل مخزون الدم جدير بالثقة؟‏

      الى ان بدأ فحص الدم في السنة ١٩٨٥ أُصيب ألوف الناس (‏وربما مئات الالوف عند شمل افريقيا)‏ بالأيدز من الدم الملوث.‏ وفي بعض الاماكن لا يزال العدد كبيرا.‏ وفي السنة الماضية ذكر تقرير من افريقيا:‏ «وجدتْ دراسة جديدة ان نحو واحد من كل ١٥ ولدا من افريقيا الوسطى ممن تلقوا الدم لمحاربة الشُّحاب anemia المرتبط بالملاريا قد يُصاب بڤيروس الأيدز كنتيجة.‏ ونقل الدم هو الآن المصدر الثاني لانتقال الأيدز في المنطقة.‏»‏

      وفي البلدان الغربية يُزعم ان مخزون الدم هو الآن جدير بالثقة فعليا.‏ ولكن الى اي حد هو جدير بالثقة؟‏ في الفحوص العادية للأيدز،‏ ان الاجسام المضادة antibodies هي ما يكشف عن وجود الڤيروس.‏ ولكن،‏ كما تذكر الايكونومِست،‏ «الاجسام المضادة التي يجري العثور عليها في الفحص يستغرق ظهورها وقتا.‏» والناس المتبرعون بالدم يمكن ان يكون لديهم ڤيروس الأيدز ولكن ربما لم يطوِّروا بعد الاجسام المضادة.‏ وهكذا،‏ رغم التصريح بأنه ليس لديهم الأيدز،‏ فانهم يملكون الڤيروس ويمكنهم نقله عندما يُستعمل دمهم في نقل الدم.‏ ويقدِّر مركز نيويورك للدم ان نحو ٩٠ في المئة من الذين ينالون دما بمقدار حتى وَحدة واحدة من الدم المصاب بالأيدز سيصابون بڤيروس الأيدز.‏

      والدكتور هارڤي كلاين من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة يقول ان ظهور الاجسام المضادة قد يستغرق ستة اسابيع الى ثلاثة اشهر.‏ وخلال هذه الفترة ربما لا يحتوي دم الشخص المصاب حديثا اجساما مضادة،‏ او يحتوي عددا غير كاف منها،‏ لتظهر في الفحص.‏

      تذكر المِديكال پوست الكندية:‏ «ان الاجسام المضادة،‏ التي يمكن اكتشافها بالفحوص المسحية screening tests الجارية،‏ يمكن ان يستغرق تطورها ستة اشهر.‏» وأظهرت دراسة لمعهد السرطان القومي للولايات المتحدة ان بعض الافراد لا يطوِّرون اجساما مضادة يمكن فحصها إلا بعد الاصابة بڤيروس الأيدز بـ‍ ١٤ شهرا.‏ ومع ذلك فان الاكتشافات الاحدث المذكورة في ذا لانسيت،‏ مجلة طبية بريطانية،‏ تُظهر ان ڤيروس الأيدز قد يتكاثر في الشخص حتى قبل وقت اطول من صيرورته ظاهرا في الفحوص.‏ ومع ان هنالك جهودا لتطوير الفحوص التي تستطيع اكتشاف الڤيروس حتى قبل ظهور الاجسام المضادة،‏ فان هذه ليست إلا في مرحلة باكرة.‏

      وثمة تقرير طبي بواسطة اختصاصيين في جامعة ماينتس في جمهورية المانيا الاتحادية يذكر:‏ «ان طب نقل الدم مضطر الى قبول الواقع ان الدم الخالي تماما من الـ‍ HIV لم يعد موجودا.‏»‏

      امراض دموية اخرى

      وما يجعل القضية اسوأ هو ان امراضا غير الأيدز تُنقل على نحو شائع اكثر بواسطة نقل الدم.‏ يذكر الدكتور كلاين:‏ «حظي الأيدز بكل الشهرة.‏ ولكن على مدى الـ‍ ٢٥ سنة الاخيرة فان المشكلة الاهم حقا في نقل الدم هي التهاب الكبد الذي يعقب نقل الدم.‏ وحتى اليوم فان السبب الرئيسي للموت المرتبط بنقل الدم هو التهاب الكبد الذي يعقب نقل الدم.‏»‏

      وأحد اشكال هذا المرض يُدعى التهاب الكبد لا-‏أ/‏لا-‏ب non-A/non-B hepatitis.‏ وفي الولايات المتحدة يُصاب به اكثر من ٠٠٠‏,١٩٠ شخص في نقل الدم كل سنة.‏ ومن هؤلاء يموت نحو ٠٠٠‏,١٠ او يتأذون بشكل دائم.‏ وحتى الآن لم يجرِ تحديد هوية الڤيروس بوضوح،‏ وليس ثمة فحص اكيد له في هذا الوقت.‏

      ولذلك تذكر الصحيفة اليومية الطبية الفرنسية لو كوتيديان دو مِدسان:‏ «لعل شهود يهوه مصيبون في رفض استعمال منتجات الدم،‏ لان عددا مهمّا من العوامل المسببة للامراض بالحقيقة يمكن ان ينتقل بواسطة نقل الدم.‏»‏

      لديكم اختيار

      يجب ان يقوم كل فرد باختيار في هذه القضية.‏ واذا كان الاختيار مواصلة العلاقات الفاسدة ادبيا او الاستعمال غير الشرعي للمخدرات،‏ حينئذ يجب على المرء ان يواجه العواقب:‏ حصد الاذى بسبب زرع الخطإ الادبي.‏

      ولكن مَن يجب ان يؤسس القيم الادبية اللائقة؟‏ حسنا،‏ مَن يعرف تركيبنا على نحو افضل وما هي العواقب لانتهاك مثل هذه المقاييس الادبية؟‏ بالتأكيد،‏ انه خالق البشر.‏ وفي كلمته الموحى بها،‏ الكتاب المقدس،‏ يذكر بوضوح:‏ «اللّٰه لا يشمخ عليه.‏ فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا.‏ لان من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا.‏» —‏ غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏

      لا شك في ان خالق الانسان قد حدَّد ان مضاجعة النظير،‏ العهارة،‏ والزنى هي اخطاء ادبية،‏ كما هو استعمال المخدرات غير الشرعي.‏ تخبرنا كلمته:‏ «لا تضلوا.‏ لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور» يمكنهم توقع رضى اللّٰه.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩‏؛‏ انظروا ايضا ٢ كورنثوس ٧:‏١‏.‏

      ويحذِّر الكتاب المقدس:‏ «أن تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنا.‏» (‏اعمال ١٥:‏٢٩‏)‏ والكلمة اليونانية المستعملة هنا مقابل «زنا» هي «عهارة» وتشمل كل نوع من الاتصال الجنسي غير الذي بين الرجل وزوجته.‏ وهل لاحظتم ان هذه الوصية تشمل تجنب استعمال الدم؟‏

      وتتمة كلمات تلك الآية تنطبق اليوم بقوة اعظم ايضا.‏ وهي تقول:‏ «إن حفظتم انفسكم منها فنعما تفعلون.‏ كونوا معافين.‏» تأملوا في عدد الذين ماتوا وسيموتون بعد من الأيدز بسبب النشاط الجنسي الفاسد ادبيا والمخدرات،‏ اضافة الى الالوف (‏وفي افريقيا ربما مئات الالوف)‏ من الدم الملوث.‏ وتأملوا ايضا في مئات الملايين الذين تتضرر صحتهم بالامراض الاخرى المنتقلة جنسيا،‏ وأيضا بالمضاعفات الاخرى لنقل الدم وباساءة استعمال المخدرات.‏

      وعندما تُجمع هذه معا فانها تشكل ضريبة هائلة في الصحة الرديئة والموت المبكِّر.‏ ونظرا الى العواقب،‏ يمكننا ان نرى حكمة حظر الخالق هذه الممارسات.‏

      والاستاذ ڤيسانتي اماتو نِتو،‏ الخبير البرازيلي في الامراض المعدية،‏ يقول:‏ «كثيرا ما اقول ان افضل وقاية من الأيدز هو ان يصير المرء واحدا من شهود يهوه،‏ لان اعضاء هذا الدين ليسوا مضاجعي نظير ولا مضاجعي جنسين،‏ وهم اولياء لزواجهم —‏ يقرنونه بالانجاب —‏ ولا يستعملون المخدرات،‏ ولتكملة الصورة هم لا يقبلون نقل الدم.‏»‏

      وتذكر مجلة حياة تورونتو:‏ «الجواب القاطع للأيدز هو العزوبة التي تؤدي الى زواج احادي.‏» ويؤكد ڤالنتين پوكروڤسكي،‏ رئيس معهد العلوم الطبية للاتحاد السوڤياتي:‏ «لا يمكن ان تقتصر محاربة الأيدز على الجهود الطبية.‏ فطريقة العيش الصحية،‏ نقاوة العلاقات بين الجنسين والاخلاص الزوجي هي افضل الوسائل للوقاية من الأيدز.‏»‏

      نعم ان قبول مقاييس الخالق للسلوك البشري هو الطريقة الفضلى لتجنب الأيدز.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٣]‏

      ‏«ما انزله موسى من جبل سيناء لم يكن الاقتراحات العشرة»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

      نقلُ الدم نشر الأيدز —‏ ولا يزال ينشره

      ‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

      العفة المؤدية الى الزواج يمكن ان تمنع الكثير من الغم،‏ بما فيه الأيدز

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة