-
الآيدس — لا نظير له في التاريخ العالمي!استيقظ! ١٩٨٧ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الآيدس — لا نظير له في التاريخ العالمي!
لم يكن مرض الآيدس (الاعراض المتزامنة لنقص المناعة المكتسبة) معروفا عموما حتى وقت قريب لا يتجاوز عام ١٩٨١. أما الآن فقد انتشر في كل قارة تقريبا، والعالم مذعور.
يهاجم الآيدس جهاز المناعة البشري — آلية الجسم لمحاربة المرض. وهو يجعل ضحاياه من دون حماية في مواجهة امراض السرطان النادرة والاسقام المميتة الاخرى. ان مليون اميركي، ومئات الآلاف في بلدان اخرى، ربما تعرضوا حتى الآن لهذا المرض المريع.
في السنة ١٩٨٠ — ١٩٨١ شرع الاطباء في لوس انجلس ونيويورك يواجهون اصابات بنوع نادر من ذات الرئة يُدعى «نوموسيستس كاريني» وبسرطان بطيء النمو عادة يُعرف بـ «ورم كابوسي.» وكان جميع الضحايا اما انهم مضاجعو ذكور شبان او مسيئو استعمال مخدرات. ودعا الاطباء اعراضهم «عواقب مناعية لعملية مجهولة.»
وفي وقت لاحق قال الدكتور وارد كاتس من مراكز مراقبة الامراض الاميركية ان هذا المرض لديه امكانية «اسوأ بكثير من ايّ شيء سبق فشاهده الجنس البشري.» ووافقه في الرأي الدكتور جون سيل خبير الامراض المُعدية. وفي صيف ١٩٨٥ قال في «مجلة الجمعية الطبية الملكية» ان الآيدس قادر على انتاج «وباء مميت في كل مكان من المدن والقرى المكتظة للعالم الثالث وبحجم لا مثيل له في التاريخ البشري.»
اكتساح العالم
جرى تعيين هوية الآيدس لاول مرة في الولايات المتحدة في عام ١٩٨١. ومن تلك البداية الصغيرة نما عدد ضحاياه في هذا البلد الواحد الى ٠٠٠,١٠ بحلول نيسان ١٩٨٥ والى ما يربو على ٥٠٠,١٦ بحلول كانون الثاني ١٩٨٦. وقد مات حتى ذلك الحين ما يزيد على ٤٠٠,٨، وليس ثمة رجاء مقدَّم للباقين، ذلك لان الآيدس يعتبر مميتا على نحو ثابت.
ومؤخرا كان عدد الضحايا المبلَّغ عنهم يتضاعف كل تسعة اشهر. واذا استمرت هذه النسبة فبحلول نهاية العقد سيكون قد اصيب نحو نصف مليون اميركي بالآيدس، تقريبا عدد الذين ماتوا بوباء الانفلونزا الاسبانية العظيم في ١٩١٨ — ١٩١٩. فلا عجب اذا دُعي الآيدس «احد اكثر الامراض المعدية شؤما في هذا القرن او ايّ قرن آخر»!
ومع ان اكثر الضحايا المعروفين كانوا اولا في الولايات المتحدة، فسرعان ما كان الآيدس يكتسح العالم. روت «النيويورك تايمز»: «ان مدى تفشي الآيدس في جنيف وباريس يضاهي الآن مدى تفشيه في لوس انجلس، مما يظهر جيشان الاصابات خارج الولايات المتحدة.» وقالت مجلة «التايم» في ٢٨ تشرين الاول ١٩٨٥: «في المانيا الغربية، حيث توجد ٣٠٠ اصابة، يُقدر معهد روبرت كوش وجود ٠٠٠,١٠٠ حامل لفيروس III–HTLV.»
واستنادا الى تقرير في ربيع عام ١٩٨٥، فمن المرضى الذين جرى تشخيص مرضهم في اوروبا مات ٦١ في المئة في غضون سنة — ٨٣ في المئة في غضون ثلاث سنوات.
تحديد هوية السبب
في وقت مبكر من عام ١٩٨٤ اعلن فريقان منفصلان من الباحثين، في قارتين مختلفتين، انهما عزلا فيروس الآيدس. فالاستاذ لوك مونتانييه من معهد باستور في باريس والدكتور روبرت غالو من المعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة ابلغا كلٌ على حدة عن عزل الفيروس الذي هو السبب المحتمل للآيدس. وهذا الفيروس يهاجم فصيلة من خلايا الدم البيض المدعوة الكريات اللمفاوية 4–T. ولذلك دعاه الفرنسيون «الفيروس المقترن بالورم اللمفاوي» (LAV) فيما دعاه الاميركيون الفيروس–III اللمفاوي للخلايا–T البشرية (III–HTLV).
فمن اين اتى هذا المرض الاممي؟ وكيف انتشر بهذه السرعة؟ وأية تدابير وقائية من الحكمة اتخاذها؟ تجري مناقشة هذه الاسئلة المهمة في المقالات التالية.
[الصورة في الصفحة ٣]
فيروس الآيدس يبدأ نموه من خلايا الدم البيض
-
-
من هم المعرَّضون للخطر؟استيقظ! ١٩٨٧ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
من هم المعرَّضون للخطر؟
من اين اتى فيروس الآيدس؟ الرأي السائد في الدوائر الطبية الاوروبية والاميركية هو ان منشأه افريقيا الوسطى. فالقرد الافريقي الاخضر يحمل فيروسا مشابها، ويعتقد ان الفيروس وجد سبيله الى البشر من خلال اتصالهم اللصيق بالقرود المصابة.
ولكن جرى تحديد هوية ضحايا الآيدس اولا في الولايات المتحدة. فكيف يُفترض ان يكون الفيروس قد وصل اليهم؟ عبر هايتي، حسب الرأي الشائع. فكثيرون من الهايتيين زاروا افريقيا خلال برنامج تبادل ثقافي في اواسط سبعينات الـ ١٩٠٠. ويقال ان مضاجعي النظير، الذين اصيبوا في اثناء قضائهم العطلة في هايتي، حملوا الآيدس لاحقا الى نيويورك.
ولكنّ مثل هذه النظريات يعارضها الافريقيون بشدة ويدعونها «حملة دعائية.» والدكتور ف. ا. اوريندا، رئيس التحرير في مطبوعة طبية افريقية، يقترح ان السيّاح من ارجاء العالم ادخلوا الآيدس الى افريقيا. ومن المسلَّم به انه لا احد يعرف يقينا من اين اتى فيروس الآيدس.
وعلى ايّ حال بقي هذا المرض القاتل مستترا في الولايات المتحدة طوال سنوات عديدة، صامتا، مميتا، متزايدا بكثرة. وبعدما جرى التعرف به اخيرا، قبل سنوات قليلة فقط، سرعان ما امسى كارثة صحية عالمية.
المعرَّضون للخطر
ينتشر الآيدس بتبادل سوائل الجسم وعلى الاخص الدم والمنيّ. ولذلك فان ايّ امرىء له علاقات جنسية بشخص مصاب بفيروس الآيدس انما هو معرض للخطر. ونوع الممارسات الجنسية لمضاجعي النظير يجعلهم عرضة له على الاخص. وفي الواقع، ان اكثر من ٧٠ في المئة من ضحايا الآيدس في الولايات المتحدة هم ذكور مضاجعو نظير، مما يجعل البعض يدعون الآيدس مرضا خليعا.
وبعدئذ، في عام ١٩٨٢، كان ثمة ضحية للآيدس من غير مضاجعي النظير. لقد كان مسيئا لاستعمال المخدرات عبر الاوردة. فبالاشتراك معا في الابر غير المعقمة لم يكن مسيئو استعمال المخدرات يحقنون انفسهم بالمخدرات وحسب بل ايضا بفيروس الآيدس من دم عشرائهم. وسرعان ما امسى مستعملو المخدرات عبر الاوردة ثاني اكثر الفرق تعرضا لخطر الآيدس.
وهل يعني ذلك ان الذين يلدغهم البعوض الذي يحمل دما من شخص مصاب بالآيدس هم معرضون للخطر؟ ليس ثمة برهان على ان الآيدس ينتقل بهذه الطريقة. «ان عمال العناية الصحية بوخزات الابر الملوَّثة ينالون دما اكثر مما تستطيع البعوضة نقله،» يذكر الدكتور هارولد جاف، رائد في ابحاث الآيدس. ويضيف: «ولكن لا اعتقد انكم تستطيعون القول ان ذلك مستحيل.»
واضافة الى مضاجعي النظير ومسيئي استعمال المخدرات بدأ فريق آخر يصاب بالآيدس وهو المصابون بالنُزاف — الاشخاص الميالون الى نزف الدم بسهولة. وتجري معالجتهم عموما بمركَّز معروف «بالعامل VIII،» المصنوع من بلازما الدم المجمَّع مما يزيد على الـ ٠٠٠,٥ معطٍ مختلف. وقالت المجلة الطبية البريطانية «لانست» ان «الاصابات ستزداد على الارجح في البلدان التي تستعمل العامل VIII المركَّز الآتي من الولايات المتحدة.» وهكذا، كما قالت، فان النسبة المئوية للمرضى الالمان بالنزاف الذين أُبلغ عن امتلاكهم اجساما مضادة لفيروس الآيدس زادت من الصفر في عام ١٩٨٠ الى ٥٣ في المئة في عام ١٩٨٤!
ولكنّ فيروس الآيدس وُجد كذلك في البول واللعاب والدموع. فهل يمكن التقاط المرض من خلال تبادل سوائل الجسم هذه؟ ليس ثمة برهان على التقاط ايّ امرىء الآيدس بهذه الطريقة، والرأي الطبي السائد هو ان الانتقال بواسطة مثل هذه السوائل غير مرجح. غير ان الدكتور ريتشارد رستاك، طبيب اعصاب في واشنطن دي. سي، يقول: «اذا كان الفيروس موجودا في هذه السوائل فان الجانب الافضل من الحكمة يملي ان نفترض امكانية انتقاله ايضا بواسطة هذه الطرق.»
وفي تشرين الثاني ١٩٨٥ قالت «المراسل الكاثوليكي القومي» ان تفشي الآيدس سبَّب قلقا بشأن الاشتراك في كأس الخمر المشتركة في العشاء الرباني. وعندما طُرح السؤال بشأن الممارسة على المراكز الاميركية لمراقبة الامراض في اتلنتا، جورجيا، قال نائب المدير الدكتور دونالد ر. هوبكينز انه لا يوجد دليل على امكان انتقال الآيدس بهذه الطريقة. ولكنه اضاف ان الافتقار الى دليل «لا يجب ان يلمح الى عدم وجود مخاطرة.»
وبما ان التقاط الآيدس ممكن بالاحتكاك اللصيق بمرضى الآيدس، فهل نستغرب قلق الناس؟ ولكن غالبا ما تُقدَّم التأكيدات للآباء ان اولادهم لن يصابوا بالآيدس من رفقائهم التلاميذ. وكدليل، يُزعم ان ضحايا الآيدس لم ينقلوا المرض الى اعضاء العائلة رغم انهم يُقبّلون، ويأكلون بالآنية ذاتها، ويشتركون في تسهيلات المراحيض ذاتها. ولكنّ الكاتب النيويوركي وليم ف. بكلي، الاصغر، يتعاطف مع هموم الآباء معلقا:
«عندما أُخرج روك هدسون [ضحية الآيدس المعروف جيدا] من المستشفى، فان جميع الممرضات اللواتي تولَّين عنايته — وكان ذلك في مستشفى حديث، وليس في كوخ طبيب ساحر — دُفعن الى احراق ثيابهن. وأُطعم المريض بصحون ورقية وبلاستيكية وبشوكات وملاعق بلاستيكية — أُتلفت.» فلماذا مثل هذه التدابير الوقائية لو لم يكن مستخدمو المستشفى يعتقدون بوجود خطر الاصابة؟
أخطار نقل الدم
ومن ناحية اخرى يمكن انتقال الآيدس بلا ريب بواسطة تلقي دم شخص مصاب. كما ان الذين يعطون الدم من حاملي فيروس الآيدس، الذين يفتقرون هم انفسهم حتى الآن الى الاعراض، يستطيعون نقل الآيدس الى الآخرين.
وقد ابلغ الدكتور ارثر أمّان ان طفلا في سان فرنسيسكو اختبر عدة عمليات نقل دم بعد الولادة مباشرة قد طوَّر الآيدس لاحقا. وأحد المعطين، الذي كان معافى آنذاك، لم يصبح مريضا بالآيدس الا بعد سبعة اشهر من الاعطاء. ومات المعطي والطفل الذي تلقى دمه على السواء.
وطوَّر اربعة اطفال اوستراليين مولودين قبل الاوان الآيدس بعد عملية نقل دم من معطٍ مشترك وُجد لاحقا انه يحمل اجسام الآيدس المضادة. ومات ثلاثة من الاربعة في غضون سبعة اشهر.
ومات صبي من الآيدس في ولاية جورجيا، الولايات المتحدة، بعد خمس سنوات ونصف السنة من اختباره عملية نقل دم واحدة من مضاجع نظير افتقر الى اية اعراض ولكنّ دمه اعطى لاحقا نتائج ايجابية في فحص اجسام الآيدس المضادة. والمؤسف ان الاطباء في الكلية الطبية في جورجيا يذكرون: «لقد مُنح دم المعطي لكثيرين من المتلقين منذ عملية نقل دم مريضنا.» — «مجلة انكلترا الجديدة للطب،» ٩ ايار ١٩٨٥، الصفحة ١٢٥٦.
وذكرت احدى الدراسات ان قرابة ٤٠ في المئة من المرضى «الذين نالوا نقل الدم المقترن بالآيدس . . . كانوا في الـ ٦٠ من العمر او اكبر» و «قد تلقوا في اغلب الاحيان عمليات نقل دم مقترنة باجراءات جراحية، وفي الغالب جراحة تحويلة الشريان التاجي.» — «مجلة انكلترا الجديدة للطب،» ١٢ كانون الثاني ١٩٨٤.
وهذا يثير السؤال المهم: ألا توجد طريقة اكيدة لابقاء فيروس الآيدس بعيدا عن الدم المنقول؟
فحص دم موثوق به؟
بعزل الفيروس الذي يسبب الآيدس بات ممكنا تطوير فحص دم يدل على الاقل ان كان شخص ما قد تعرض ذات مرة للآيدس وان كان قد طوَّر الاجسام المضادة. وهكذا فان برنامجا اكثر دقة لغربلة الذين يعطون الدم بات ممكنا.
ويبدو ان الصحافة واناسا كثيرين من الوسط الطبي يشعرون بأن المشكلة قد حُلّت على هذا النحو. مثلا، تحدثت «النيوزويك» في ١٢ آب ١٩٨٥ عن هذا الفحص كشيء «يكفل، برأي معظم الخبراء، عدم تفشي الآيدس بعدُ من خلال مخزون الامة من الدم.»
ولكنّ الارشادات المنقَّحة لمصلحة الصحة العامة للولايات المتحدة التي تُقدَّم للاشخاص من الفئات «الاكثر تعرضا للخطر» لا تقول ذلك. ولكنها تقول: «لن يكتشف الفحص جميع الاشخاص الذين قد يحملون الفيروس اذ لا يملك كل مصاب بالفيروس اجساما مضادة. . . . وهنالك امكانية عدم اكتشاف الاجسام المضادة للفيروس عند فحص دمكم مع انكم قد تكونون مصابين. واذا حدث ذلك سيجري استعمال الدم لمعالجة المرضى الذين سيصبحون بعدئذ معرضين للاصابة بـ III–HTLV وللآيدس.»
ومجلة ادارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة «FDA Consumer» لايار ١٩٨٥ قالت ان «النتيجة السلبية لفحص الاجسام المضادة لا تضمن خلو الشخص من الفيروس. . . . ذلك لان الاجسام المضادة ربما لا تكون قد تطورت بعدُ اذا كان التعرض للفيروس حديثا.»
وقد جرى اقتباس قول للدكتور ميرون اسكس، عريف فرع علم احياء السرطان في مدرسة هارفرد للصحة العامة، في «النيويورك تايمز»: «من غير المرجح مطلقا ان يلتقط الفحص اكثر من ٩٠ في المئة [من الدم الملوَّث]، وافضل تخمين لديَّ هو انه من ٧٥ الى ٨٠ في المئة. وقد أُصدم ان كان افضل من ذلك.»
والفحص لا يُخفق في الامساك بكل الدم الملوَّث بالفيروس وحسب، كما علقت مجلة «التايم،» ولكنّ «فحص الدم بالنسبة الى دول كثيرة باهظ الاجراء جدا على نطاق كبير.»
وافاد استفتاء «للنيوزويك» ان ٢١ في المئة من الذين جرت مقابلتهم قالوا انهم هم او الاشخاص الذين يعرفونهم يرفضون الجراحة الاختيارية التي تقتضي نقل دم. ولعل اناسا اكثر سيفتشون الآن عن اطباء طوَّروا الاساليب الاكثر حرصا التي يستعملها المتخصصون في الحقل النامي للجراحة بدون دم.
-
-
الآيدس والآداباستيقظ! ١٩٨٧ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الآيدس والآداب
ماذا حدث في ستينات وسبعينات الـ ١٩٠٠ مما ادى الى انفجار الآيدس هذا في ثمانينات الـ ١٩٠٠؟ لقد كان تبني «آداب جديدة» للحرية الجنسية، آداب ايّ شيء مقبول. كتب المحرر النيويوركي راي كريسون معلقا على ذلك:
«ان الانفجار المفاجىء للآيدس قد يدفع المجتمع كذلك الى اعادة فحص قيمه، التي كانت تنحدر اسرع من قطار منطلق بسرعة خاطفة.
«وطوال سنوات يعلن السياسيون والمحاكم الفكرة الخاطئة المروّعة بأن الاعمال السرية للمواطنين الافراد ليست شأن احد بل شأنهم الخاص.
«ويمكن دعوة فاتورة البضائع هذه بشكل غير دقيق عقيدة التراضي. وهي تقول، في الواقع، انه يمكن لشخصين او اكثر ان يفعلوا كما يشاؤون شرط ان لا يعتدوا على حقوق الآخرين.
«وهكذا جرت ازالة قيد ادبي تلو الآخر مما اطلق العنان لفيض من التصرف المتساهل ولقبول مقاييس لم يكن يُحلم بها قبل ٣٠ سنة.
«والآن حل بنا الحصاد المر.»
لقد تألم مضاجعو النظير على الاخص، وذلك بسبب اتصالاتهم الجنسية الواسعة غير المشروعة ونوع الممارسات الجنسية الشائعة بينهم. تعلق «ساينس دايجست»: «اظهرت احدى دراسات مراكز مراقبة الامراض معدل ١٠٠,١ شريك جنسي في مدى حياة مرضى الآيدس الذين جرت دراستهم.»
ولكنّ مضاجعي النظير ليسوا الافراد الوحيدين الذين يقومون باتصالات جنسية غير شرعية — فقد تبنى كذلك المجتمع عموما آداب كل شيء مقبول. ويقول هارفي ف. فنبرغ، عميد مدرسة هارفرد للصحة العامة، انه نتيجة لذلك ينتشر الآيدس «ببطء ولكن دون رحمة في المجتمع الذي يشتهي افراده الجنس الآخر.»
وفي افريقيا خصوصا يصيب المرض السكان عامة. وفي تشرين الثاني عام ١٩٨٥ كتب لورنس ك. التمن، المراسل الطبي «للنيويورك تايمز»: «يبدو ان الآيدس ينتشر بواسطة المضاجعة الجنسية العادية بين افراد الجنسين المغايرين في افريقيا وهو يضرب النساء بقدر ما يضرب الرجال تقريبا، استنادا الى الباحثين هنا.»
واذا التقطت امرأة الآيدس من شريك ذكر، فقد لا يعي ايّ منهما كونه مصابا. والمؤسف ان الاطفال المولودين للامهات اللواتي يملكن فيروس الآيدس يصبحون احيانا ضحايا بريئة. والرجال من مضاجعي الجنس الآخر الذين يملكون علاقات مع المومسات قد يطورون المرض.
الناس في رعب في كل مكان. فماذا سيحدث؟
تغيير في الآداب؟
«ذلك سينهي حتما الثورة الجنسية،» يتكهن الدكتور دونالد فرنسيس من مراكز مراقبة الامراض في الولايات المتحدة. وكما يقول: «تستطيعون المخاطرة مع القوباء والتهاب الكبد B، ولكنكم لا تستطيعون المخاطرة مع هذا.»
ويضيف الدكتور والتر ر. دودل من مراكز مراقبة الامراض: «ينبغي ان نفهم انه يجب علينا جميعا ان نغير طريقة عيشنا.» واستنادا الى دودل، «ليس ذلك مسألة آداب. انه مجرد واقع أحيائي.»
ولكنه اكثر من مجرد واقع أحيائي — فالآداب متعلقة بالامر. والمقاييس الادبية التي اختار المجتمع ان يهزأ بها لم تنشأ عند البشر. ان ذكاء ساميا قد امر بتسجيلها منذ امد بعيد. واعترافنا به كمتسلط هو ما سيساعدنا على العمل بموجبها.
ولكن اية مقاييس، او شرائع سلوك، قد زوَّد؟ وكيف يمكن لاطاعتها ان تحمينا؟
[الاطار في الصفحة ٨]
وقف انتشار الآيدس
اوضح جون براون كيف يكون ذلك ممكنا اذ كتب في «اخبار ديترويت»: «ان العلاج الواضح الذي يستطيع الابطاء بنسبة الزيادة بشكل حاد هو التغيير في العادات الجنسية للامة. فاذا اختار كل شخص شريكا جنسيا معافى، وبقي امينا حتى الموت، فان الآيدس يختفي تقريبا. قد يبدو ذلك وكأنه تعليم من الكتاب المقدس. ولكن مع استمرار ظهور امراض جنسية جديدة تنتقل بالعدوى، وكل مرض افتك من سابقه، فان النظرية اللاهوتية التي يجري تجاهلها الى حد كبير عن الاخلاص الجنسي تصبح فجأة ذات معنى من وجهة نظر صحية حديثة.»
-
-
كيف تحمون نفسكم من الآيدساستيقظ! ١٩٨٧ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
كيف تحمون نفسكم من الآيدس
اولا، تجنبوا مصادر التلوث. وكيف تفعلون ذلك؟ بالعيش بانسجام مع مقاييس السلوك التي زودها اللّٰه القادر على كل شيء. تأملوا كيف كان في وسع هذه ان تحمي آلاف المائتين الآن بالآيدس.
اكثر الفرق عرضة له
هؤلاء هم مضاجعو النظير النشاطى جنسيا، خاصة اولئك الذين هم في بحث مستمر عن شركاء جدد. يقول الكتاب المقدس:
«لا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة. انه رجس.» — لاويين ١٨:٢٢.
«الذكور ايضا تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في انفسهم جزاء ضلالهم المحق.» — رومية ١:٢٧.
«لا تضلوا. لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور . . . يرثون ملكوت اللّٰه.» — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠.
من هم كذلك عرضة له؟
الاشخاص الذين لديهم علاقات جنسية بأي امرىء لديه فيروس الآيدس، سواء كان هذا الشخص ذكرا ام انثى. يقول الكتاب المقدس عن ذلك:
«ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم اللّٰه.» — عبرانيين ١٣:٤.
«فأميتوا اعضاءكم التي على الارض (العهارة) النجاسة (القابلية الجنسية) . . . الامور التي من اجلها يأتي غضب اللّٰه.» — كولوسي ٣:٥، ٦.
الآخرون الاكثر تعرضا للخطر
مسيئو استعمال المخدرات الذين يدنسون اجسادهم بالمخدرات، حاقنين انفسهم بأبر ملوثة. ان ادانة الكتاب المقدس للسكر تنطبق حتما على الاساءة الحديثة لاستعمال المخدرات التي تكون آثارها، التي تخبل او تفسد العقل، على الاقل بقوة الآثار التي ينتجها الكحول.
«لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف اللّٰه.» — ٢ كورنثوس ٧:١.
«لا تضلوا. لا زناة . . . ولا سكيرون . . . يرثون ملكوت اللّٰه.» — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠.
فريق آخر اكثر تعرضا للخطر
الاشخاص الذين يتلقون دما ملوَّثا من خلال عمليات نقل الدم. وعلى نحو ذي مغزى حظر الكتاب المقدس على البشر استهلاك الدم. يقول:
«لا تأكلوا دم جسد ما. لان نفس كل جسد هي دمه. كل من اكله يقطع.» — لاويين ١٧:١٤.
«لانه قد رأى الروح القدس ونحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة ان تمتنعوا . . . عن الدم.» — اعمال ١٥:٢٨، ٢٩.
لا يرغب الجميع في تطبيق مبادىء الكتاب المقدس بخصوص هذه الامور ولا في قبول حقيقة حيازة اللّٰه الحق ان يقول ماذا يجب فعله. ولكنّ الذين يفعلون ذلك يكونون سعداء لانهم فعلوا.
-