مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹كأس واحدة بعد›‏
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ‏‹كأس واحدة بعد›‏

      وقع آلن أسير الكحول وهو في الحادية عشرة من عمره.‏a فقد اعتاد على اللعب مع اصدقائه في الغابة مؤدين ادوار ممثلين سبقوا ورأوهم في الافلام.‏ صحيح ان الشخصيات التي قلّدوها من نسج الخيال،‏ الا ان المسكر الذي تناولوه حقيقي بكل معنى الكلمة.‏

      كان طوني ابن ٤٠ سنة حين بدأ يزيد تدريجيا الكمية التي اعتاد شربها كل امسية من كأس او اثنتين الى خمس او ست كؤوس.‏ وفي نهاية المطاف،‏ اصبح يشرب من غير حساب على مدار اليوم.‏

      التمس آلن المعونة ليرتاح من نهمه بالخمر.‏ بالتباين،‏ رفض طوني المساعدة التي عرضها عليه افراد عائلته وأصدقاؤه المتعاطفون.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ بقي آلن على قيد الحياة ليروي لنا قصته،‏ اما طوني فقد لقي حتفه منذ بضع سنوات في حادث سير بعدما شرب حتى الثمالة.‏

      حتى لو اسرف المرء في الشرب منفردا،‏ لا بد ان تنعكس آثار افراطه على حياة الآخرين ايضا،‏ وغالبا ما يرافق ذلك عواقب مأساوية.‏b فالاكثار من شرب الكحول يُعدّ في احيان كثيرة احد العوامل المؤدية الى الاساءات الشفهية والجسدية،‏ الاعتداءات والجرائم،‏ حوادث السير وإصابات العمل،‏ اضافة الى العديد من المشاكل الصحية.‏ كما انه يكلّف المجتمع سنويا بلايين الدولارات،‏ هذا اذا لم نذكر الاذى العاطفي الذي يلحقه بالأفراد والعائلات والاولاد.‏

      مع ذلك،‏ «ليس كل من يداوم على شرب الخمور هو كحولي ولا كل الكحوليين يتناولون الخمور يوميا»،‏ حسبما توضح المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة.‏ فكثيرون اعتادوا على استهلاك كميات كبيرة من الخمور دون ان يعوا ذلك.‏ اما بعض الاشخاص فيشربون من حين الى آخر،‏ انما اكثر من خمس كؤوس في الجلسة الواحدة.‏

      لذلك إن كنت ممن يشربون الكحول،‏ فمتى يبلغ بك الامر حد الافراط؟‏ ومتى يجب ان تتوقف عن طلب ولو ‹كأس واحدة بعد›؟‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٩،‏ ٣٠‏،‏ الترجمة الانكليزية المعاصرة‏)‏ ستزودك المقالتان التاليتان بمعلومات مفيدة حول هذه المسألة.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a جرى تغيير بعض الاسماء.‏

      b بما ان احتمال الادمان على الشرب لدى الرجال هو اعلى بأربع مرات منه لدى النساء،‏ تُستخدم صيغة المذكر في سلسلة المقالات هذه.‏ الا ان المعلومات الواردة فيها تنطبق على كلا الذكور والاناث.‏

  • ما هي نظرة اللّٰه الى الكحول؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ما هي نظرة اللّٰه الى الكحول؟‏

      يريد خالقنا الافضل لنا،‏ لذا فهو لا يمنعنا من تناول المشروبات الكحولية باعتدال.‏a على العكس،‏ فقد اعطى الانسان ‹خمرا تفرّح قلبه وزيتا يجعل وجهه مشرقا وخبزا يسند به قلبه›.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏١٥‏،‏ الترجمة العربية الجديدة‏)‏ وفي احدى المناسبات،‏ ساهم يسوع المسيح في اضفاء جو مبهج على احد الاعراس بتحويل الماء الى ‹خمر جيدة›.‏ —‏ يوحنا ٢:‏٣-‏١٠‏،‏ الترجمة البروتستانتية.‏

      ومن المنطقي ان يعرف الخالق حق المعرفة كيف تؤثر المشروبات الكحولية على وظائف الجسم والدماغ.‏ وهو ‹يعلّمنا لننتفع› عبر صفحات الكتاب المقدس وينبهنا بقوة لئلا نكثر من شرب المسكرات.‏ (‏اشعيا ٤٨:‏١٧‏)‏ تأمل مثلا في هذه التحذيرات الصريحة:‏

      ‏«لا تسكروا من الخمر،‏ التي فيها الخلاعة».‏ (‏افسس ٥:‏١٨‏)‏ ‹السكيرون لا يرثون ملكوت اللّٰه›.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏،‏ الترجمة اليسوعية‏)‏ وتدين كلمة اللّٰه ايضا «السكر والعربدة وما اشبه».‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏،‏ جد.‏

      لنتأمل الآن في بعض المخاطر التي تتأتى عن تعاطي الكحول.‏

      مخاطر الافراط في الشرب

      صحيح ان للكحول منافعه،‏ الا انه يحتوي على مواد قوية تحدث خللا في وظائف العقل والجسم.‏ فالاستهلاك الزائد للكحول قد يؤدي الى المشاكل التالية:‏

      يتعطّل الحكم السليم عند المرء،‏ وبالتالي ‹يتشوش تفكيره›.‏ (‏امثال ٢٣:‏٣٣‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة‏)‏ يوضح آلن،‏ الشاب الكحولي المذكور في المقالة السابقة:‏ «ليست الكحولية مجرد سقم يصيب الجسد،‏ انما هي ايضا داء يفسد تفكير المرء وسلوكه.‏ فالكحولي يتغاضى تماما عن الالم الذي يسببه للآخرين».‏

      تضعف الروادع الادبية.‏ تحذر الاسفار المقدسة:‏ ‏‹الخمر والمسطار يفسدان الدافع الجيد›.‏ (‏هوشع ٤:‏١١‏)‏ فتحت تأثير الكحول الخادع،‏ قد تغدو الافكار والرغبات التي نقمعها في العادة مقبولة او حتى مغرية.‏ ويمكن ان يفتر تصميمنا على الالتصاق بما هو صائب.‏ فبمقدور الكحول ان يقوض دفاعاتنا الادبية ويوقع بنا كارثة روحية.‏

      خذ على سبيل المثال ما حصل مع جون الذي تشاجر مع زوجته وتوجه على الاثر الى الحانة وهو يستشيط غضبا.‏ وبعدما تناول بضع كؤوس ليهدئ اعصابه،‏ اقتربت منه احدى النساء وتوددت اليه.‏ ولم يتطلب الامر سوى بضع كؤوس اخرى حتى ذهب معها وارتكب الزنى.‏ وقد ندم جون في ما بعد ندما عميقا على فعلة ما كانت لتخطر في باله قط لو لم يضعف الكحول روادعه.‏

      يفقد المرء السيطرة على الكلام والتصرفات.‏ يسأل الكتاب المقدس:‏ «من يتورط في المشاكل؟‏ من يشاجر ويقاتل؟‏»،‏ ثم يجيب قائلا:‏ «كل من يطيل السهر طالبا كأسا واحدة بعد».‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٩،‏ ٣٠‏،‏ الترجمة الانكليزية المعاصرة‏)‏ فبالإسهاب في الشرب يصبح المرء «مترنّحا كمن يضطجع في وسط عباب البحر،‏ او كراقد على قمة سارية».‏ (‏امثال ٢٣:‏٣٤‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ وقد يستيقظ ليجد نفسه «مصابا بكدمات في كل جسمه دون ان يذكر كيف حدث كل ذلك».‏ —‏ امثال ٢٣:‏٣٥‏،‏ الترجمة الانكليزية المعاصرة.‏

      تلحق بالصحة اضرار جسيمة.‏ يقول الكتاب المقدس ان الخمر «في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالافعوان».‏ (‏امثال ٢٣:‏٣٢‏،‏ ع‌أ‏)‏ ويؤكد الطب اليوم صحة هذا المثل القديم.‏ فالكميات الكبيرة من الكحول قد تتحول الى سم مميت يؤدي على سبيل المثال لا الحصر الى سرطانات متنوعة،‏ التهاب وتشمع الكبد،‏ التهاب البنكرياس،‏ نقص سكر الدم لدى مرضى السكري،‏ متلازمة العيوب الجنينية الناجمة عن الكحول،‏ السكتة الدماغية،‏ وقصور القلب.‏ حتى ان احتساء كميات كبيرة من الكحول في جلسة واحدة قد يدخل المرء في غيبوبة او يودي بحياته.‏ لكن العاقبة الاخطر للإفراط في المشروبات الكحولية لا يؤتى على ذكرها في اي من الكتب الطبية.‏

      الخطر الاعظم المتأتي عن معاقرة الكحول.‏ حتى لو لم يصل الشخص الى حد الثمالة،‏ فإن الشرب بغير اعتدال ينطوي على مخاطر روحية.‏ تقول الاسفار المقدسة بكل وضوح:‏ «ويل للمبكّرين في الصباح يطلبون المسكر،‏ للمتأخرين في العتمة تلهبهم الخمر!‏».‏ ويكمل اشعيا مشيرا الى العواقب الروحية المتأتية عن المداومة على الشرب:‏ «الى عمل يهوه لا ينظرون،‏ وصنع يديه لا يبصرون».‏ —‏ اشعيا ٥:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      وتنصحنا كلمة اللّٰه ألّا نكون «بين المسرفين في شرب الخمر».‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٠‏)‏ كما تحذر النساء المسنات لئلا يكنّ «مستعبَدات لكثرة الخمر».‏ (‏تيطس ٢:‏٣‏)‏ والسبب هو ان المرء يزيد شيئا فشيئا ودون وعي منه في الغالب جرعات الكحول والمرات التي يشرب فيها.‏ وفي نهاية المطاف،‏ قد «يبقى ساهرا يتساءل:‏ ‹متى يبزغ النهار لأشرب المزيد بعد؟‏›».‏ (‏امثال ٢٣:‏٣٥‏،‏ الترجمة الانكليزية المعاصرة‏)‏ فالشريب يدخل دائرة الخطر حين يلتمس في الصباح مشروبا كحوليا يوقظه من سكرة ليلة البارحة.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يذكر الكتاب المقدس ان الذين يعتادون على ‏«الاسراف في الخمر،‏ والعربدة،‏ والمباريات في الشرب .‏ .‏ .‏ سيؤدون حسابا للذي هو مستعد ان يدين الاحياء والاموات».‏ (‏١ بطرس ٤:‏٣،‏ ٥‏)‏ وفي سياق الحديث عن الازمنة الحرجة التي نعيشها،‏ حذر يسوع:‏ «انتبهوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم بالافراط في الاكل و الاسراف في الشرب وهموم الحياة،‏ فيدهمكم ذلك اليوم [يوم يهوه] فجأة مثل شرك».‏ —‏ لوقا ٢١:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      فماذا يمكن ان يفعل الشريبون ‹لئلا تثقل قلوبهم بالاسراف في الشرب›؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تشير الكلمتان «كحول» و «خمور» في هذه المقالات الى البيرة والنبيذ والمشروبات الروحية الاخرى.‏

      ‏[الصور في الصفحتين ٤،‏ ٥]‏

      الاسراف في شرب الكحول يؤدي الى مشاكل جمّة

  • كيف تحافظ على نظرة متزنة الى الكحول؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • كيف تحافظ على نظرة متزنة الى الكحول؟‏

      كان في مقدور طوني المذكور في المقالة الافتتاحية ان ينعم بحياة مختلفة تماما لو انه اقرّ بمشكلته مع الكحول.‏ لكنه بدا قادرا على احتساء كؤوس كثيرة دون ان تظهر عليه اية اعراض واضحة،‏ فاستنتج انه يمسك بزمام الامور.‏ ولكن لمَ اخطأ طوني في تقييم ذاته؟‏

      لقد تشوه حكمه على الامور بفعل استهلاكه المفرط للكحول.‏ فربما لم يدرك طوني ان دماغه،‏ ذاك العضو الذي يتحكم بحالته الجسدية والعقلية والعاطفية،‏ لم يكن يعمل بشكل سويّ بعدما أُثقل بالكحول.‏ وكلما امعن في الشرب ضعفت قدرة دماغه على تقييم حالته تقييما صحيحا.‏

      والسبب الآخر الذي اوصل طوني الى تقييمه الخاطئ هو رغبته الجامحة في المحافظة على عاداته في الشرب.‏ حتى آلن المذكور في المقالتين السابقتين انكر في البداية انه يواجه مشكلة مع الكحول.‏ يعترف قائلا:‏ «رحت اخفي حالتي،‏ أختلق الاعذار،‏ وأحاول الاستخفاف بخطورة الانهماك في الشرب.‏ وكان هدفي الاوحد ان ابقي على عادات شربي».‏ ومع ان الآخرين رأوا ان الكحول يحكم قبضته على طوني وآلن،‏ ظل كلاهما يقنع نفسه بأن الامور تسير على خير ما يرام.‏ ولكن كان من الضروري ان يتخذا اجراء حاسما ليضبطا مسألة شرب الكحول.‏ فما هو هذا الاجراء؟‏

      اتخذ اجراء حاسما!‏

      اتخذ كثيرون ممن تحرروا من قبضة الكحولية اجراء يتماشى مع كلمات يسوع التالية:‏ «إن كانت عينك اليمنى تعثرك،‏ فاقلعها وألقها عنك.‏ فإنه انفع لك ان تخسر احد اعضائك من ان يُرمى جسدك كله في وادي هنوم».‏ —‏ متى ٥:‏٢٩‏.‏

      طبعا لم يشجع يسوع هنا على تشويه الذات،‏ انما شدد بطريقة مجازية كم مهم هو ان يستأصل المرء من حياته كل ما يؤذي صحته الروحية.‏ صحيح ان هذا الاجراء قد يكون مؤلما للغاية،‏ الا انه سيحميك من نمط التفكير والمواقف التي تقود الى الكحولية.‏ لذلك اذا عبّر الآخرون عن قلقهم حيال مداومتك على الكحول،‏ فاتخذ خطوات جدية لمعالجة الموضوع.‏a وإذا اتضح لك انك عاجز عن التحكم بتناولك المسكر،‏ فصمم على إخراجه تماما من حياتك.‏ فمهما بدا الامر مؤلما،‏ فإنه اهون بكثير من العيش حياة محطمة.‏

      حتى لو لم تكن كحوليا،‏ فهل تبالغ في الشرب؟‏ في هذه الحال،‏ اي خطوات عملية يمكنك اتخاذها لتحافظ على نظرة متزنة الى الكحول؟‏

      كيف تستمدّ العون؟‏

      ١-‏ ثق بقوة الصلاة المنتظمة النابعة من القلب.‏ يقدم الكتاب المقدس لكل الذين يرغبون في ارضاء يهوه اللّٰه النصح التالي:‏ «في كل شيء لتُعرف طلباتكم لدى اللّٰه بالصلاة والتضرع مع الشكر.‏ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع».‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فأي مسائل يمكنك ان تصلي بشأنها كي تنعم بسلام العقل هذا؟‏

      اعترف بصدق انك تعاني مشكلة مع الكحول وأنك انت المسؤول عن حلّها.‏ اخبر اللّٰه عما تود فعله،‏ وهو بدوره سيبارك جهودك للخروج من هذا المأزق وتجنب المشاكل الاخطر.‏ فالاسفار المقدسة تقول:‏ «من يخفي معاصيه لن ينجح،‏ ومن يعترف بها ويتركها يُرحم».‏ (‏امثال ٢٨:‏١٣‏)‏ وقد علّمنا يسوع ايضا ان نصلي:‏ «لا تدخلنا في تجربة،‏ لكن نجّنا من الشرير».‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ فكيف تعمل بانسجام مع صلواتك وأين تجد الاجوبة على طلباتك؟‏

      ٢-‏ استمدّ القوة من كلمة اللّٰه.‏ «كلمة اللّٰه حية وفعالة .‏ .‏ .‏ وقادرة ان تميز افكار القلب ونياته».‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ كثيرون ممن كانوا مولعين بالخمر نالوا المساعدة عبر قراءة آيات من الكتاب المقدس والتأمل فيها يوميا.‏ كتب مرنم ملهم يتّقي اللّٰه:‏ «سعيد هو الانسان الذي لم يسلك في مشورة الاشرار .‏ .‏ .‏ لكن في شريعة يهوه مسرته،‏ وفي شريعته يقرأ همسا نهارا وليلا .‏ .‏ .‏ وكل ما يفعله ينجح».‏ —‏ مزمور ١:‏١-‏٣‏.‏

      يقول آلن الذي اعانه درسه للكتاب المقدس مع شهود يهوه على التحرر من عبودية الكحول:‏ «انا مقتنع انه لولا الكتاب المقدس والمبادئ المسطرة فيه التي ساعدتني ان أكفّ عن الشرب لكنت الآن في عداد الاموات».‏

      ٣-‏ نمِّ ضبط النفس.‏ يخبرنا الكتاب المقدس ان اشخاصا في الجماعة المسيحية كانوا سكيرين،‏ إلا انهم تطهروا «بروح إلهنا».‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏)‏ فقد توقفوا عن المشاركة في حفلات السكر والعربدة بعدما تحلّوا بضبط النفس،‏ صفة تُنمّى بمساعدة روح اللّٰه القدس.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «لا تسكروا من الخمر،‏ التي فيها الخلاعة،‏ بل امتلئوا من الروح».‏ (‏افسس ٥:‏١٨؛‏ غلاطية ٥:‏٢١-‏٢٣‏)‏ كما يعد يسوع المسيح بأن «الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه».‏ لذا ينبغي لنا ان ‹نداوم على السؤال كي نُعطى›.‏ —‏ لوقا ١١:‏٩،‏ ١٣‏.‏

      ويمكن للذين يرغبون في عبادة يهوه عبادة مرضية ان ينمّوا ضبط النفس بقراءة ودرس الكتاب المقدس والمداومة على الصلاة من القلب.‏ فعوض الاستسلام للتثبط،‏ ثق بوعد الكتاب المقدس:‏ «من يزرع للروح يحصد حياة ابدية من الروح.‏ فلا يفتر عزمنا في فعل ما هو حسن،‏ لأننا سنحصد في وقته ان كنا لا نعيي».‏ —‏ غلاطية ٦:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ٤-‏ اختر عشراء بناءين.‏ «السائر مع الحكماء يصير حكيما،‏ ومعاشر الاغبياء يُضرّ».‏ (‏امثال ١٣:‏٢٠‏)‏ أعلِم اصدقاءك بتصميمك ان تضبط تناولك للكحول.‏ ولكن لاحظ هذا التحذير الذي تورده كلمة اللّٰه.‏ فحين تتوقف عن «الاسراف في الخمر،‏ والعربدة،‏ والمباريات في الشرب»،‏ فإن بعض عشرائك السابقين سوف «يتحيرون ويتكلمون عليك .‏ .‏ .‏ بكلام مهين».‏ (‏١ بطرس ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ لذا اعقد العزم على انهاء اي صحبة تضعف قرارك الراسخ ان تتحكم بعادات شربك.‏

      ٥-‏ ارسم حدودا واضحة.‏ «كفّوا عن مشاكلة نظام الاشياء هذا،‏ بل غيّروا شكلكم بتغيير ذهنكم،‏ لتتبينوا بالاختبار ما هي مشيئة اللّٰه الصالحة المقبولة الكاملة».‏ (‏روما ١٢:‏٢‏)‏ فإذا سمحت لمبادئ الكتاب المقدس ان ترسم لك حدودا عوض ان تسمح لعشرائك او «نظام الاشياء» بأخذ هذا الدور،‏ تتمتع دون شك بحياة ترضي اللّٰه.‏ ولكن كيف تعرف ما هي الحدود الآمنة بالنسبة اليك؟‏

      ان اية كمية من الكحول تؤثر على حكمك السليم وتجعل مقدرتك التفكيرية بليدة هي كمية تفوق ما تتحمل شربه.‏ لذا ان اخترت تناول الكحول،‏ فليس من الحكمة ان تضع حدا غامضا يتراوح بين الاعتدال والسكر.‏ لا تدع نكرانك للواقع يعوّج تقييمك الصادق للوضع.‏ ضع حدا واضحا لا يحتمل المخاطرة ويبقيك ضمن نطاق الاعتدال في الشرب.‏

      ٦-‏ تعلّم ان تقول لا.‏ «كلمتكم نعم فلتعنِ نعم،‏ وكلمتكم لا فلتعنِ لا».‏ (‏متى ٥:‏٣٧‏)‏ تعلّم ان ترفض بلباقة العروض اللجوجة لمضيفك اللطيف التي في غير محلها.‏ ينصح الكتاب المقدس:‏ «ليكن كلامكم كل حين بنعمة،‏ مطيَّبا بملح،‏ لكي تعرفوا كيف يجب ان تجيبوا كل واحد».‏ —‏ كولوسي ٤:‏٦‏.‏

      ٧-‏ التمس المساعدة.‏ اطلب معونة الاصدقاء الداعمين الذين يقوّون تصميمك على ضبط كمية المشروب ويقدمون لك المساعدة الروحية.‏ تقول الاسفار المقدسة:‏ «اثنان خير من واحد؛‏ لأن لهما مكافأة صالحة على كدّهما.‏ فإذا سقط احدهما يقيمه شريكه».‏ (‏جامعة ٤:‏٩،‏ ١٠؛‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ على نحو مماثل،‏ ينصح المعهد الوطني للكحولية وإساءة استخدام الكحول في الولايات المتحدة:‏ «بما ان التخفيف من شرب الكحول ينطوي على صعوبات احيانا،‏ فاسأل دعم عائلتك واصدقائك لكي تصل الى هدفك».‏

      ٨-‏ التصق بتصميمك.‏ «كونوا عاملين بالكلمة،‏ لا سامعين فقط خادعين انفسكم بتفكير باطل.‏ اما الذي يطّلع على الشريعة الكاملة،‏ شريعة الحرية،‏ ويداوم على ذلك،‏ ويصير لا سامعا ينسى،‏ بل عاملا يعمل،‏ فهذا يكون سعيدا في العمل بها».‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٢،‏ ٢٥‏.‏

      التحرر من اغلال الادمان

      صحيح انه ليس كل من يشرب بكثرة يصبح كحوليا،‏ الا ان البعض بدأوا يفرطون في الشرب او يتناولون الكحول مرارا وتكرارا بحيث اصبحوا في نهاية المطاف اشخاصا مدمنين.‏ وبما ان المدمن يعتمد جسديا ونفسيا على مادة قوية،‏ فقد يحتاج الى اكثر من مجرد قوة الارادة والمساعدة الروحية ليخرج من مستنقع الكحولية.‏ يعود آلن بالذاكرة قائلا:‏ «خلال فترة انقطاعي عن الكحول،‏ شعرت بألم جسدي مروّع.‏ فعرفت ساعتئذ اني بحاجة الى علاج طبي الى جانب المساعدة الروحية».‏

      يحتاج كحوليون كثيرون الى معالجة طبية تساندهم في حربهم الروحية كي ينجحوا في الافلات من براثن الكحولية ويظلوا في مأمن منها.‏b ويضطر البعض الى دخول المستشفى لتخطي اعراض الانقطاع القوية او لتلقي علاج يخفف من توقهم الشديد الى الكحول ويمكّنهم من مواصلة الامتناع عنه.‏ ذكر ابن اللّٰه الذي اجترح الكثير من العجائب:‏ «لا يحتاج الاقوياء الى طبيب،‏ بل السقماء».‏ —‏ مرقس ٢:‏١٧‏.‏

      فوائد الاصغاء الى الارشاد الالهي

      ان نصيحة الكتاب المقدس الحصيفة حول الكحول يسديها الينا الاله الحق الذي يريد الافضل لنا ليس فقط لمتعتنا الآنية،‏ بل ايضا لفائدتنا الابدية.‏ يستذكر آلن بعد ٢٤ سنة من إقلاعه عن الكحول:‏ «كم فرحت حين عرفت اني قادر على تغيير شخصيتي وأن يهوه يريد ان يأخذ بيدي كي اقوّم مسار حياتي وأن .‏ .‏ .‏»،‏ يتوقف آلن وتغرورق عيناه بالدموع التي حرّكتها ذكريات الماضي،‏ ثم يتابع متأثرا:‏ « .‏ .‏ .‏ وأن يهوه اله متفهم ومحبّ،‏ وهو على أهبة الاستعداد لمدّنا بالعون!‏ حقا،‏ انه لأمر يفوق الوصف».‏

      لذا ان كنت غارقا في دوامة الاسراف او الادمان على الشرب،‏ فلا ترمِ سلاحك بسرعة وتستنتج على الفور ان حالتك ميؤوس منها.‏ فآ‌لن وكثيرون غيره كانوا مثلك أسرى الخمر،‏ لكنهم نجحوا في التخفيف منها او الانقطاع عنها نهائيا.‏ وهم لم يندموا قط على قرارهم هذا.‏ انت ايضا لن تندم اطلاقا اذا حذوت حذوهم.‏

      فسواء اخترت ان تشرب الكحول باعتدال او الّا تتذوقه ألبتة،‏ أصغِ الى مناشدة اللّٰه الحبية:‏ «ليتك تصغي الى وصاياي،‏ فيكون سلامك كالنهر،‏ وبرّك كأمواج البحر».‏ —‏ اشعيا ٤٨:‏١٨‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظر الاطار ‏«هل انت تحت رحمة الكحول؟‏»‏ في الصفحة ٨.‏

      b هنالك الكثير من مراكز المعالجة والمستشفيات وبرامج الشفاء التي يمكن ان توفر المساعدة.‏ ان مجلة برج المراقبة لا توصي بعلاج معيّن.‏ فعلى كل فرد ان يقيّم باعتناء العلاجات المتاحة ثم يتخذ قراره الشخصي الذي لا يتعارض مع مبادئ الكتاب المقدس.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٨]‏

      هل انت تحت رحمة الكحول؟‏

      اسأل نفسك:‏

      ‏• هل اشرب الآن اكثر مما اعتدت في السابق؟‏

      ‏• هل زاد عدد المرات التي اشرب فيها؟‏

      ‏• هل صرت اتناول مشروبات كحولية اقوى؟‏

      ‏• هل الجأ الى الخمر هربا من الهموم او الضغوط او المشاكل؟‏

      ‏• هل عبَّر لي احد افراد عائلتي او اصدقائي عن قلقه حيال تعاطيّ المشروبات الكحولية؟‏

      ‏• هل سبَّب تناولي المشروبات الروحية مشاكل في عائلتي او في العمل او اثناء قضاء العطل؟‏

      ‏• هل استصعب الامتناع عن تناول الخمور اسبوعا كاملا؟‏

      ‏• هل اشعر بالامتعاض عندما يمتنع الآخرون عن الشرب؟‏

      ‏• هل اخفي عن الآخرين كمية الكحول التي اتناولها؟‏

      اذا اجبتَ بنعم عن سؤال او اكثر من هذه الاسئلة،‏ فعليك ان تبادر الى اتخاذ خطوات جدية لتضبط المسألة.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      اتخذ قرارات حكيمة في مسألة الكحول

      قبل تناولك الكحول،‏ تأمل في ما يلي:‏

      ‏• أيّما افضل:‏ ان اشرب الكحول ام امتنع عنه كليا؟‏

      نصيحتنا لك:‏ اذا كنت لا تستطيع ان تضع حدودا للشرب فامتنع عنه نهائيا.‏

      ‏• ما الكمية التي يمكنني شربها؟‏

      نصيحتنا لك:‏ حدِّد الكمية مسبقا قبل ان يبدأ الكحول بتشويه حكمك السليم.‏

      ‏• متى اشرب؟‏

      نصيحتنا لك:‏ لا تشرب قبل القيادة او ممارسة نشاطات تستلزم اليقظة التامة،‏ قبل القيام بنشاطات دينية،‏ في فترة الحمل،‏ او خلال تناولك انواعا معينة من الادوية.‏

      ‏• اين اشرب؟‏

      نصيحتنا لك:‏ احرص على تناول المشروبات في جو سليم،‏ لا سرًّا ولا امام اشخاص ينزعجون من الشرب.‏

      ‏• مع من اشرب؟‏

      نصيحتنا لك:‏ يمكنك تناول الكحول مع عائلتك او برفقة اصدقاء بنائين وليس مع اشخاص شريبين.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠]‏

      كلمة اللّٰه تنتشل سكيرا من دوامة الادمان

      كان سوپُت الذي يعيش في تايلند يسرف في تناول الكحول.‏ في البداية،‏ اعتاد ان يحتسي الخمور في الامسيات فقط،‏ ثم راح تدريجيا يشرب في الصباح وفي اوقات الغداء ايضا.‏ وغالبا ما كان هدفه ان يشرب حتى الثمالة.‏ الا انه ابتدأ في وقت لاحق يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ وبعدما تعلم ان يهوه اللّٰه لا يرضى عن السكيرين،‏ توقف كليا عن معاقرة الكحول.‏ لكنه عاد بعد فترة الى سابق عهده،‏ الامر الذي سحق افراد عائلته.‏

      غير ان سوپُت ظل يحب يهوه،‏ وأراد ان يقدم له عبادة مرضية.‏ وقد استمر اصدقاؤه في دعمه وتشجيع عائلته ان يقضوا معه وقتا اطول وألّا يفقدوا الامل منه.‏ خلال تلك الفترة،‏ ادرك سوپُت خطورة وضعه بعدما قرأ العبارة الواضحة في ١ كورنثوس ٦:‏١٠ التي تقول ان ‹السكيرين لا يرثون ملكوت اللّٰه›.‏ فعرف حينها ان عليه بذل قصارى جهده للتغلب على مشكلة الكحولية.‏

      صمم سوپُت هذه المرة ان ينقطع عن الشرب نهائيا.‏ وقد ساعده روح اللّٰه القدس وإرشاد كلمة اللّٰه،‏ اضافة الى عائلته والجماعة،‏ على استجماع القوة الروحية اللازمة لقمع توقه الشديد الى الكحول.‏ وكم شعرت عائلته بالفرح عندما اعتمد رمزا الى انتذاره للّٰه!‏ وهو اليوم يتمتع بعلاقة لصيقة مع اللّٰه طالما كان يصبو اليها ويستثمر وقته في مساعدة الآخرين روحيا.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة