مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اساءة استعمال الكحول —‏ كارثة اجتماعية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • اساءة استعمال الكحول —‏ كارثة اجتماعية

      ينطوي شرب الكحول على جانبين متناقضين:‏ احدهما مفرح،‏ والآخر مؤسف.‏ فالكتاب المقدس يقول ان شرب الكحول باعتدال يفرّح قلب الانسان.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏١٥‏)‏ لكن الكتاب المقدس نفسه يحذر ان اساءة استعمال الكحول يمكن ان تكون مميتة،‏ مثل لدغة الافعى السامة.‏ (‏امثال ٢٣:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ فلنتأمل جيدا في العواقب الوخيمة التي تنجم عن اساءة استعمال الكحول.‏

      تخبر صحيفة لو موند (‏بالفرنسية)‏:‏ «سائق ثمل دهس يوم السبت امّا في الخامسة والعشرين من عمرها وابنها البالغ من العمر سنتين.‏ .‏ .‏ .‏ ويوم الاحد،‏ ماتت الام التي كانت حاملا في شهرها السادس.‏ اما ابنها فوضعه خطر بسبب اصابات بليغة في الرأس».‏ من المؤسف ان هذه الحوادث ليست نادرة على الاطلاق.‏ ولربما كنت انت نفسك تعرف شخصا ما تعرض لحادث بسبب اساءة استعمال الكحول.‏ فكل سنة يلاقي آلاف الاشخاص حتفهم او يتعرضون لإصابات في حوادث سير يسبّبها سائقون سكارى.‏

      ضحايا شرب الكحول

      حول العالم،‏ تؤذي اساءة استعمال الكحول اعدادا لا تُحصى من الناس.‏ ففي فرنسا يشكل الاسراف في الشرب السبب الثالث للموت بعد السرطان وداء القلب الاكليلي.‏ فهو يودي بحياة ٠٠٠‏,٥٠ شخص بشكل مباشر او غير مباشر كل سنة،‏ اي «ما يعادل عدد ضحايا تحطم طائرتي جامبو او ثلاث كل اسبوع»،‏ حسبما يذكر تقرير صادر عن وزارة الصحة الفرنسية.‏

      وعدد الضحايا الذين يحصدهم شرب الكحول مرتفع جدا بين الشباب.‏ يذكر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في سنة ٢٠٠١ ان الكحول هو السبب الرئيسي للموت بين شبان اوروبا الذين تتراوح اعمارهم بين الـ‍ ١٥ و الـ‍ ٢٩.‏ ويتوقع ان يموت ثلث الشبان قريبا في بعض بلدان اوروبا الشرقية بسبب اساءة استعمال الكحول.‏

      العنف والاعتداء الجنسي

      يساهم شرب الكحول في حدوث اعمال العنف.‏ فالشرب يمكن ان يعطِّل الروادع الادبية والضوابط الاجتماعية ويشوش فهمنا لتصرفات الغير،‏ مما يؤدي على الارجح الى رد فعل عنيف.‏

      والكحول هو من العوامل الرئيسية التي تؤدي الى العنف المنزلي والاعتداء الجنسي.‏ وترجح دراسة فرنسية عن المساجين ان الكحول هو وراء ثلثي عمليات الاغتصاب والتحرش الجنسي.‏ وتذكر مجلة پولِتيكا (‏بالبولندية)‏ ان الاستطلاعات في بولندا تشير ان ٧٥ في المئة من زوجات الكحوليين يتعرضن للعنف.‏ وتقدر احدى الدراسات الطبية ان «تناول الكحول يساهم في ازدياد خطر وقوع جرائم القتل الى الضعف تقريبا بين كل فئات الاعمار،‏ وأن [حتى] الذين لا يتناولون الكحول هم اكثر عرضة للقتل اذا كانوا يعيشون مع اشخاص يتعاطون الكحول في البيت».‏ —‏ الجمعية الطبية الاميركية،‏ مجلس الشؤون العلمية.‏

      الانعكاسات السلبية على المجتمع

      اذا حسبنا نفقات الرعاية الصحية والتأمين،‏ والهدرَ في الإنتاجية الناجمَين عن الحوادث والمرض والموت قبل الاوان،‏ تكون الكلفة التي يتكبدها المجتمع باهظة فعلا.‏ فحسبما يُقال،‏ تكلّف اساءة استعمال الكحول سكان ايرلندا البالغ عددهم اربعة ملايين نسمة بليون دولار اميركي على الاقل في السنة.‏ وتقتبس صحيفة ذي آيريش تايمز (‏بالانكليزية)‏ عن احد المصادر فتقول ان هذا المبلغ يعادل «كلفة مستشفى جديد،‏ مدرّج رياضي،‏ وطائرة لكل وزير سنويا».‏ وفي عام ١٩٩٨،‏ ذكرت صحيفة ماينيتشي دايلي نيوز (‏بالانكليزية)‏ ان الافراط في شرب الكحول يكبِّد اليابان «اكثر من ٦ تريليونات ين [٥٥ مليون دولار اميركي] سنويا».‏ وذكر تقرير رُفع الى الكونغرس الاميركي ان «الكلفة الاقتصادية الناجمة عن الاسراف في الشرب قُدِّرت في عام ١٩٩٨ وحده بـ‍ ٦‏,١٨٤ بليون دولار اميركي،‏ اي ما يعادل ٦٣٨ دولارا تقريبا لكل رجل وامرأة وولد كانوا يعيشون في الولايات المتحدة في تلك السنة».‏ وماذا عن الاضرار النفسية الناجمة عن تفكك العائلات او موت احد افرادها،‏ او ماذا عن شلّ الحياة الثقافية والمهنية؟‏

      من السهل تمييز العواقب الاجتماعية الوخيمة الناجمة عن اساءة استعمال الكحول.‏ فهل تعرِّض عادات شربك صحتك وصحة الآخرين للخطر؟‏ ستجيب المقالة التالية عن هذا السؤال.‏

  • اساءة استعمال الكحول والصحة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • اساءة استعمال الكحول والصحة

      ‏«سانتي!‏»،‏ «سالوتي!‏»،‏ «زا فاتشي زدوروڤيه!‏»،‏ «تشوك سوك كواي!‏».‏ سواء كنت في فرنسا،‏ ايطاليا،‏ روسيا،‏ او فيتنام،‏ ترى الاصدقاء يجتمعون معا ليشربوا الكحول،‏ فتعلو اصواتهم بحماس من كل جانب مردّدة:‏ «في صحتكم!‏».‏ لكنّ المضحك المبكي ان ملايين الاشخاص يشربون متناسين انهم يحفرون قبرهم بيدهم.‏

      ان اساءة استعمال الكحول هي مشكلة معقدة تشمل ثلاثة اوجه:‏ الشرب المحفوف بالمخاطر،‏ الشرب المؤذي،‏ والاعتماد على الكحول.‏ وتعرِّف منظمة الصحة العالمية الشرب المحفوف بالمخاطر بأنه «تعاطي الكحول بشكل ينطوي على آثار مضرة» جسديا،‏ عقليا،‏ او اجتماعيا.‏ ويشمل ذلك شرب كمية تتجاوز الحدود التي توصي بها المراجع الطبية او يسمح بها القانون.‏ اما الشرب المؤذي‏،‏ او الاسراف في الشرب،‏ فهو الشرب الذي يسبِّب حاليا ضررا جسديا او عقليا لكنه لم يؤدِّ بعد الى الاعتماد على الكحول.‏ ويوصف الاعتماد على الكحول بأنه «فقدان الارادة للامتناع عن الشرب».‏ فالشخص المعتمد على الكحول يتوق توقا شديدا الى تناول الكحول،‏ ويستمر في الشرب رغم المشاكل المتعددة التي يُصاب بها من جرّاء هذه العادة،‏ كما انه يعاني اعراض الانقطاع عن الكحول اذا لم يشرب.‏

      مهما كان عمرك،‏ جنسك،‏ او قوميتك،‏ فأنت لست بمنأى عن مخاطر الشرب المحفوف بالمخاطر.‏ فكيف يؤثر الكحول في جسمك؟‏ ما هي المخاطر الصحية الناجمة عن الافراط في الشرب؟‏ وما الحد الآمن للشرب؟‏

      المخاطر العقلية

      تحتوي المشروبات الكحولية على مادة الإيثانول.‏ وهذه المادة الكيميائية هي توكسين عصبي،‏ اي مادة سامة يمكن ان تؤذي او تتلف الجهاز العصبي.‏ والسُّكْر هو شكل من اشكال التسمّم.‏ فكمية كبيرة من الإيثانول تسبب الغيبوبة والموت.‏ في اليابان،‏ مثلا،‏ يموت عدد كبير من التلامذة كل سنة بسبب العادة المسماة إيكينومي،‏ اي جرع الكحول دفعة واحدة.‏ فالجسم يستطيع ان يحوّل الإيثانول الى مواد غير مؤذية،‏ لكن العملية لا تحدث بشكل فوري.‏ وإذا استهلك المرء الكحول بسرعة اكبر مما يتحمله جسمه،‏ تتراكم مادة الإيثانول فيه وتؤثّر تأثيرا ملحوظا على وظيفة الدماغ.‏ وبأية طريقة؟‏

      ان النطق،‏ البصر،‏ تناسق الحركات،‏ التفكير،‏ والتصرف ترتبط كلها بعضها ببعض من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية المعقدة جدا التي تجري في عصبونات الدماغ،‏ اي خلايا الدماغ الرئيسية.‏ لكن وجود الإيثانول يغيّر هذه التفاعلات،‏ من خلال كبت او تعزيز دور بعض المرسِلات العصبية،‏ وهي مواد كيميائية تنقل الاشارات بين العصبونات.‏ وهكذا يتغير نقل المعلومات في الدماغ،‏ فيتوقف الدماغ عن العمل بشكل طبيعي.‏ لذلك،‏ حين يشرب المرء كثيرا،‏ يثقل لسانه،‏ يزيغ بصره،‏ تبطؤ حركته،‏ وتضعف عنده الروادع والضوابط التي تتحكم في سلوكه.‏ وهذه كلها هي اعراض شائعة في حالة السُّكْر.‏

      وعند تعاطي الكحول لفترات طويلة،‏ تتكيف كيمياء الدماغ لمقاومة التأثير السام للإيثانول والمحافظة على وظيفة الاعصاب الطبيعية.‏ ويؤدي ذلك الى مرحلة تحمّل المشروب،‏ حيث لا يعود لكمية الكحول نفسها التأثير السابق نفسه.‏ ويحدث الاعتماد على الكحول عندما يتكيف الدماغ كثيرا مع وجود الكحول في الجسم بحيث يعجز دونه عن اداء وظائفه كما يجب.‏ فيتوق الجسم الى الكحول ليحافظ على التوازن الكيميائي.‏ وحين يُحرم من الكحول،‏ تفقد كيمياء الدماغ توازنها كليا وتبدأ اعراض الانقطاع عن الكحول،‏ مثل القلق والارتعاش وحتى النوبات المرَضية.‏

      فضلا عما تسببه اساءة استعمال الكحول من تعديلات في كيمياء الدماغ،‏ يمكن ان تؤدي ايضا الى ضمور الخلايا وتلفها،‏ مسببة بالتالي تغيير بنية الدماغ نفسها.‏ وفي حين ان التوقف عن الشرب يمكن ان يؤدي الى الشفاء الجزئي،‏ قد تكون بعض الاضرار الناجمة عن الشرب دائمة،‏ ما يؤثر ايضا في الذاكرة وغيرها من قوى الادراك.‏ والضرر الذي يلحق بالدماغ لا ينجم فقط عن تعاطي الكحول لفترة طويلة.‏ فثمة ابحاث تشير الى ان الاسراف في الشرب،‏ ولو لفترات قصيرة نسبيا،‏ يمكن ان يكون مؤذيا.‏

      مرض الكبد والسرطان

      يلعب الكبد دورا فعالا في استقلاب الطعام،‏ مكافحة الخمج،‏ تنظيم الدورة الدموية،‏ وإزالة المواد السامة من الجسم،‏ بما فيها الكحول.‏ وتعاطي الكحول لفترة طويلة يؤذي الكبد على ثلاث مراحل.‏ في المرحلة الاولى،‏ يبطئ تفكك الإيثانول هضم الدهون فتتراكم في الكبد.‏ ويسمى ذلك تشحُّم الكبد.‏ مع مرور الوقت،‏ يصاب الكبد بالتهاب مزمن.‏ وفي حين ان شرب الكحول يمكن ان يسبب التهاب الكبد بطريقة مباشرة،‏ يبدو انه يخفض ايضا مقاومة الجسم للفيروسَين المسبِّبين لالتهاب الكبد B والتهاب الكبد C.‏a وإذا لم تتم السيطرة على الالتهاب،‏ تنفجر الخلايا وتموت.‏ وما يزيد هذا الضرر تفاقما هو ان شرب الكحول يحفز على ما يبدو الآلية الطبيعية لموت الخلايا المبرمج.‏

      والمرحلة الاخيرة هي تشمُّع الكبد.‏ فالالتهاب المستمر والمتفاقم وموت الخلايا يسببان ندوبا بالغة لا يمكن ان تشفى.‏ فيتليّف الكبد بدل ان يكون اسفنجيا.‏ وتحول الندوب دون تدفق الدم في الكبد بشكل طبيعي مما يؤدي الى قصور في الكبد والموت.‏

      لشرب الكحول تأثير جانبي آخر يعرض الكبد للخطر.‏ فهو يعيق دوره في الدفاع عن الجسم وإبطال تأثير العوامل السرطانية.‏ ولا يعزز شرب الكحول احتمال الاصابة بسرطان الكبد فحسب،‏ بل يؤدي ايضا الى الاصابة بسرطان الفم،‏ البُلعوم،‏ الحنجرة،‏ والمريء.‏ كما ان شرب الكحول يسهِّل على المواد السرطانية الموجودة في التبغ اختراق الاغشية المخاطية في الفم،‏ مما يزيد الخطر على المدخنين.‏ وتتعرض النساء اللواتي يشربن الكحول يوميا لخطر الاصابة بسرطان الثدي اكثر من اللواتي لا يشربن.‏ فإحدى الدراسات تذكر ان اللواتي يشربن ثلاث كؤوس او اكثر في اليوم يتعرضن للاصابة بسرطان الثدي بنسبة ٦٩ في المئة اكثر من اللواتي لا يشربن.‏

      تسمّم الاطفال

      ان احدى العواقب المأساوية جدا الناجمة عن اساءة استعمال الكحول هي تأثيره على الاجنة.‏ تخبر صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون (‏بالانكليزية)‏:‏ «يؤذي الكحول الجنين النامي اكثر من اي عقّار آخر يساء استعماله».‏ فحين تشرب امرأة حامل،‏ يشرب جنينها الذي ينمو في احشائها ايضا.‏ وفي هذه المرحلة التكوينية،‏ يكون التأثير السام للكحول على حياة الجنين مدمّرا.‏ فمادة الكحول تصيب جهازه العصبي بضرر يتعذر اصلاحه،‏ اذ تمنع تكوُّن العصبونات بشكل طبيعي.‏ فتموت بعض الخلايا العصبية،‏ في حين تنمو اخرى في غير مكانها.‏

      وينجم عن ذلك ما يدعى متلازمة الكحول الجنيني التي تشكل السبب الرئيسي للتخلُّف العقلي عند المولودين حديثا.‏ ويواجه الاطفال المصابون بمتلازمة الكحول الجنيني بالعديد من المصاعب التي تشمل الاعاقة العقلية،‏ المشاكل اللغوية،‏ التأخر في النمو،‏ خللا او اعاقة في الوظائف التي تؤثر في السلوك،‏ النمو البطيء،‏ النشاط المفرط،‏ واضطرابات في السمع والبصر.‏ ويولد كثيرون من هؤلاء الاطفال بتشوُّهات مميزة في وجههم.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ ان اولاد الامهات اللواتي كن يشربن ولو كميات معتدلة اثناء حملهن يمكن ان يعانوا بعض الاعاقات التي تشمل مشاكل في السلوك والتعلم.‏ تذكر البروفسورة آن سترايسڠوث التابعة لقسم مراقبة تأثير الكحول والمخدِّرات في الاجنة في جامعة واشنطن:‏ «ان مجرد شرب الكحول اثناء الحمل يمكن ان يؤذي جنينك،‏ ولو لم تكوني كحولية».‏ ويرد في تقرير صادر عن المعهد الوطني الفرنسي للصحة والابحاث الطبية بعنوان تأثير الكحول على الصحة:‏ «ان شرب الكحول مضر بالجنين في كل فترة الحمل،‏ ومهما كانت كمية الكحول صغيرة يبقى الخطر قائما».‏ لذلك،‏ فإن المسلك الحكيم الذي يمكن ان تتبعه المرأة الحامل او التي تخطِّط للحمل هو ألّا تشرب كحولا على الاطلاق.‏b

      الحد الآمن للشرب

      ان قائمة المخاطر الصحية المذكورة سابقا ليست بكاملة.‏ ففي عام ٢٠٠٤ اشارت مقالة في مجلة الطبيعة (‏بالانكليزية)‏ ان «الكحول،‏ ولو بكميات قليلة،‏ يزيد خطر التعرض للاذى ويعزز احتمال الاصابة بحوالي ٦٠ مرضا».‏ نظرا الى ذلك،‏ ما هو الحد الآمن للشرب؟‏ يتمتع الملايين اليوم حول العالم بتناول كأس من الكحول بين الحين والآخر بشكل آمن.‏ وسرّ الصحة الجيدة هو الاعتدال.‏ لكن ما هو الاعتدال بالتحديد؟‏ قد يعتبر معظم الناس انهم يشربون الكحول باعتدال،‏ معتقدين انه ما من مشكلة ما داموا لا يسكرون ولا يصيرون معتمدين على الكحول.‏ لكنّ ربع الرجال في اوروبا يتعاطون الكحول بنسبة تُعتبر محفوفة بالمخاطر.‏

      وتحدِّد مراجع مختلفة ان الاعتدال يعني شرب ٢٠ غراما من الكحول الصرف في اليوم،‏ او ما يعادل كأسين قياسيتين للرجال،‏ ونحو ١٠ غرامات او كأس واحدة للنساء.‏ وتقترح المراجع الصحية الفرنسية والبريطانية «حدودا معقولة» من ثلاث كؤوس للرجال في اليوم وكأسين للنساء.‏ كما ينصح المعهد الوطني للكحولية وإساءة استخدام الكحول في الولايات المتحدة بأن «يكتفي مَن هم في الـ‍ ٦٥ وما فوق بشرب كأس واحدة في اليوم».‏c لكن تجاوب الجسم مع الكحول يختلف بين فرد وآخر.‏ ففي بعض الاحيان،‏ قد تُعتبر حتى هذه الحدود الدنيا اكثر مما ينبغي.‏ مثلا،‏ يذكر التقرير العاشر الخاص بالكونغرس الاميركي حول الكحول والصحة ان «كميات الكحول المعتدلة يمكن ان تؤذي الاشخاص المصابين باضطرابات المزاج والقلق».‏ كما ان العمر،‏ الماضي الطبي،‏ وحجم الشخص هي من العوامل التي ينبغي اخذها بعين الاعتبار.‏ —‏ انظر الاطار «الحد من خطر الكحول».‏

      فأية مساعدة متوفرة للذين يسيئون استعمال الكحول؟‏ ستجيب المقالة التالية عن هذا السؤال.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a تقول دراسة أُجريت في فرنسا ان خطر الاصابة بتشمُّع الكبد عند المرضى المصابين بفيروس التهاب الكبد C الذين يشربون بإفراط هو ضعف خطر الاصابة به عند المصابين بفيروس التهاب الكبد C الذين يشربون باعتدال.‏ ويُنصح الذين يحملون فيروس التهاب الكبد C ان يشربوا قليلا جدا او لا يشربوا ابدا.‏

      b على الام المرضعة ان تعي ان الكحول بعد الشرب يتركز في حليبها.‏ وفي الواقع،‏ يكون تركيز الكحول في حليب الام اكثر منه في دمها،‏ لأن الحليب يحتوي على كمية من الماء اكثر من الدم مما يسهل عملية تركيز الكحول فيه.‏

      c بما ان «الكأس» قد تختلف باختلاف البلدان والامكنة،‏ فإن كمية الكحول الصرف في كوب تعتمد على المعايير القياسية المحلية وينبغي ان تؤخذ بعين الاعتبار قبل الشرب.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٥]‏

      ماذا عن الشرب قبل القيادة؟‏

      مذ وُجدت السيارات تقريبا،‏ سُنَّت القوانين التي تحدّ من شرب الكحول عند السائقين.‏ وكانت الدانمارك اول بلد يسنّ مثل هذه القوانين عام ١٩٠٣.‏

      عندما تشرب الكحول ومعدتك خاوية،‏ يبلغ مستوى الكحول في دمك اعلى مستوياته في غضون نصف ساعة.‏ وبعكس النظرية الشائعة،‏ فإن شرب القهوة،‏ تنشق الهواء المنعش،‏ والقيام بالتمارين الرياضية لن تساعدك ان تصحو.‏ فالامر الوحيد الذي يخفف تأثير الكحول في جسمك هو مرور الوقت.‏ ولا تنسَ ايضا انك اذا شربت كأسا او كمية قياسية من النبيذ،‏ البيرة،‏ او المشروبات الروحية القوية،‏ فنسبة الكحول فيها هي نفسها.‏d

      حتى كميات قليلة من الكحول يمكن ان تضعف قدرتك على القيادة.‏ فشرب الكحول يؤثر في بصرك.‏ فتبدو اشارات السير اصغر.‏ كما تضعف رؤيتك المحيطية،‏ فتخف قدرتك على تحديد المسافات والتركيز على الاشياء البعيدة.‏ وتبطؤ عندك عملية معالجة المعلومات،‏ والقدرة على العمل او الاستجابة بالسرعة المناسبة،‏ ويبطؤ ايضا تناسق الحركات.‏

      اذا تعرضت لحادث سير بعد شرب الكحول،‏ تكون اصابتك في هذه الحالة على الارجح اخطر منها عندما تقود ولا تشرب.‏ كما يقلّ احتمال بقائك على قيد الحياة بعد اية جراحة طارئة بسبب تأثير الكحول على قلبك ودورتك الدموية.‏ «وهكذا بخلاف الافكار الشائعة،‏ فإن معظم الاشخاص الذين يموتون في الحوادث المتعلقة بشرب الكحول هم السائقون السكارى انفسهم»،‏ حسبما يذكر تقرير صادر عن المعهد الوطني الفرنسي للصحة والابحاث الطبية.‏ ونظرا الى المخاطر،‏ يعطي التقرير النصائح التالية:‏

      ◼ لا تشرب وتقود السيارة.‏

      ◼ لا تصعد في سيارة يقودها شخص كان يشرب الكحول.‏

      ◼ لا تدع اصدقاءك او والديك يقودون وهم تحت تأثير الكحول.‏

      ‏[الحاشية]‏

      d يستطيع الجسم،‏ بصورة عامة،‏ ان يتخلص من سبعة غرامات من الكحول في الساعة.‏ وتختلف الكأس او الجرعة القياسية من بلد الى آخر.‏ لكن منظمة الصحة العالمية تحدّد الكأس القياسية بتلك التي تحتوي على ١٠ غرامات من الكحول الصرف.‏ ويعادل ذلك نحو ٢٥٠ ملِّيلترا من البيرة،‏ ١٠٠ ملِّيلتر من النبيذ،‏ او ٣٠ ملِّيلترا من المشروبات الروحية القوية.‏

      ‏[الصور]‏

      تحتوي المقادير التالية على كمية الكحول نفسها

      قنينة بيرة عادية (‏٣٣٠ مل بنسبة ٥٪ من الكحول)‏

      كأس صغيرة من المشروبات الروحية القوية (‏الويسكي،‏ الجنّ،‏ الڤودكا)‏ (‏٤٠ مل بنسبة ٤٠٪ من الكحول)‏

      كأس نبيذ (‏١٤٠ مل بنسبة ١٢٪ من الكحول)‏

      كأس صغيرة من الشراب الكحولي المحلَّى liqueur (‏٧٠ مل بنسبة ٢٥٪ من الكحول)‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      الاعتماد على الكحول —‏ هل هو وراثي؟‏

      سعيا الى ايجاد علاج لمشكلة الكحولية،‏ يبذل العلماء جهودا حثيثة لفهم دور المورِّثات في ظهور المشكلة وتطورها.‏ وقد اكتشف العلماء عدة مورِّثات تؤثر على ما يبدو في ردّ فعل الجسم عند شرب الكحول.‏ لكن العوامل الوراثية ليست العوامل الوحيدة التي تسبب الكحولية.‏ حتى لو كان هنالك استعداد وراثي عند البعض،‏ فإن الاعتماد على الكحول ليس نتيجة حتمية لا مفرّ منها.‏ فالظروف المحيطة بالمرء تؤثر في نمط حياته.‏ ومن العوامل التي يمكن ان تؤدي الى الكحولية:‏ التربية الرديئة،‏ الاسراف في شرب الكحول في عائلته او بين نظرائه،‏ الخلافات مع الآخرين،‏ الازمات العاطفية،‏ الكآ‌بة،‏ السلوك العدائي،‏ السعي وراء الاثارة،‏ قدرة كبيرة على تحمُّل الكحول،‏ او ادمان مادة اخرى.‏ فهذه العوامل وغيرها تمهد الطريق امام الاعتماد على الكحول.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      فرنسا:‏

      تقدِّر الدراسات ان نحو خمسة ملايين شخص يسرفون في شرب الكحول،‏ ومنهم مليونان الى ثلاثة ملايين يعتمدون على الكحول.‏

      نيجيريا:‏

      تقول صحيفة دايلي تشامپيون (‏بالانكليزية)‏ الصادرة في لاڠوس ان «اكثر من ١٥ مليون نيجيري هم كحوليون»،‏ اي ما يعادل ١٢ في المئة من السكان.‏

      البرتغال:‏

      تُعَدّ كمية الكحول الصرف التي يستهلكها الفرد في هذا البلد من اعلى المعدلات في العالم.‏ وتخبر صحيفة پوبليكو (‏بالبرتغالية)‏ الصادرة في لشبونة ان ١٠ في المئة من الناس يعانون «اعاقات خطيرة يساهم شرب الكحول في حدوثها».‏

      الولايات المتحدة:‏

      يذكر التقرير العاشر الخاص بالكونغرس الاميركي حول الكحول والصحة ان «نحو ١٤ مليون اميركي —‏ ٤‏,٧ في المئة من السكان —‏ ينطبق عليهم معيار الاسراف في الشرب او الكحولية».‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      الحدّ من خطر الكحول

      نشر قسم الصحة النفسية والاعتماد على مواد الادمان التابع لمنظمة الصحة العالمية المعايير التالية لما يمكن اعتباره الحدود الآمنة للشرب.‏ لكن اتِّباع هذه المعايير لا يعني عدم التعرض إطلاقا لأي خطر،‏ لأن تأثير الكحول في الاشخاص يختلف من فرد الى آخر.‏

      ◼ لا تشرب اكثر من كأسين او جرعتين قياسيتين في اليومe

      ◼ امتنع عن الشرب مرتين في الاسبوع على الاقل

      حتى كأس او كأسان في الظروف التالية يمكن ان تكون غير آمنة:‏

      ◼ عند القيادة او تشغيل آلة

      ◼ اثناء الحمل او الارضاع

      ◼ عند تناول بعض الادوية

      ◼ حين تكون مصابا باعتلال صحي

      ◼ اذا كنت لا تتحكم في عادات شربك

      ‏[الحاشية]‏

      e تحتوي الكأس القياسية الواحدة على ١٠ غرامات من الكحول.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      المصدر:‏ المعالجة الاولية لحالات الشرب المحفوفة بالمخاطر او المؤذية

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      هل شرب الكحول مفيد للقلب؟‏

      يعتقد العلماء ان المواد الكيميائية في النبيذ الاحمر (‏مركبات متعدد الفنول)‏ تكبح عمل مادة كيميائية تسبب تقلُّص الشرايين.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ تبين ان تناول الكحول يساهم في ارتفاع مستوى الكولسترول الجيد في الدم.‏ كما انه يقلِّل المواد التي تسبِّب الجلطات الدموية.‏

      ويبدو ان الكحول مفيد اذا ما تناوله المرء بكميات قليلة خلال الاسبوع،‏ عوض ان يتناول الكمية كلها في سهرة واحدة.‏ فتناول اكثر من كأسين في اليوم هو من العوامل المساهمة في رفع ضغط الدم،‏ كما ان الافراط في الشرب يزيد خطر الاصابة بالسكتة الدماغية ويمكن ان يسبب تضخم القلب وعدم انتظام نبضاته.‏ ان هذه المخاطر الصحية وغيرها الناجمة عن عدم الاعتدال تفوق منافع الكحول للقلب والشرايين.‏ فالافراط في امر ما هو مضرّ،‏ ولو كان هذا الامر نافعا.‏

      ‏[الرسم/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      كيف يؤذيك الكحول

      الدماغ

      تلف الخلايا،‏ فقدان الذاكرة،‏ كآ‌بة،‏ سلوك عدائي

      ضرر في البصر والنطق وتناسق الحركات

      سرطان الحلق،‏ الفم،‏ الثدي،‏ الكبد

      القلب

      ضعف في العضل،‏ امكانية حدوث قصور في القلب

      الكبد

      تشحُّم،‏ فتضخُّم،‏ فتليُّف (‏تشمُّع)‏

      مخاطر اخرى

      ضعف الجهاز المناعي،‏ قرحات،‏ التهاب في البنكرياس

      الحوامل

      خطر ولادة اطفال مشوهين ومتخلِّفين عقليا

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      ‏«يؤذي الكحول الجنين النامي اكثر من اي عقّار آخر يساء استعماله»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة