مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • غلافنا الجوي الثمين
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • غلافنا الجوي الثمين

      في ٤ ايار ١٩٦١ حُمل مالكوم رُسّ وڤيك پراذر عاليا في الهواء الى ارتفاع بلغ ٥‏,٢١ ميلا (‏٦‏,٣٤ كلم)‏.‏ آنذاك لم يتأثَّر رُسّ بتسجيل رقم قياسي جديد.‏ فما اثَّر فيه كان المنظر الذي رآه فيما رفع بحذر الستارة ونظر الى خارج السلَّة لاول مرة.‏

      ‏«عندما بلغنا ارتفاع ٠٠٠‏,١٠٠ قدم [٥٠٠‏,٣٠ م]،‏» كما يتذكَّر،‏ «كان المنظر رائعا للغاية.‏» لقد اذهلَت رُسّ الالوان التي تسم مختلف طبقات الغلاف الجوي.‏ اولا،‏ هنالك «الازرق الزاهي والضارب الى البياض» للتروپوسفير التي تمتد نحو عشرة اميال (‏١٦ كلم)‏ فوق الارض.‏ ثم تصير الستراتوسفير الغامقة الزرقة قاتمة اكثر وأكثر حتى نصل اخيرا الى سواد الفضاء.‏ «بمهابة صامتة تأملنا في الجمال الفائق للغلاف الجوي،‏» كتب رُسّ في الجغرافيَّة القومية.‏

      حقا،‏ ان غلافنا الجوي الجميل جدير بأن نتأمل فيه.‏

      داعم للحياة

      غلافنا الجوي هو،‏ في الواقع،‏ محيط من الهواء يغلِّف الارض الى ارتفاع يبلغ ٥٠ ميلا (‏٨٠ كلم)‏ تقريبا.‏ وهو يزن اكثر من ٥ كوادريليونات طن ويُنتج ضغطا على رؤوسنا تبلغ قوته ٧‏,١٤ پاوندا في الانش المربع (‏٠٣‏,١ كلڠ في السم٢‏)‏ عند سطح البحر.‏ بدون ضغط الهواء هذا لا يمكننا البقاء على قيد الحياة،‏ لأنه يحول دون تبخُّر سوائل جسدنا.‏ ويفتقر الغلاف الجوي الاعلى الى ضغط هواء كافٍ لدعم الحياة البشرية.‏ لهذا السبب كان على رُسّ وپراذر ان يرتديا بدلة فضاء مكيَّفة الضغط.‏ «بدون ضغط اصطناعي،‏» اوضح رُسّ،‏ «يغلي دمنا،‏ تتمزَّق اوعيتنا الدموية وأعضاؤنا.‏»‏

      وطبعا،‏ نحتاج ايضا الى هذا المحيط من الهواء لنستمر في التنفُّس.‏ لكنَّ معظمنا لا يفكِّر فيه مليًّا لأننا لا نستطيع رؤيته.‏ قال بتقدير احد الرجال الاتقياء للازمنة القديمة:‏ «[اللّٰه] يهب لجميع الخَلق الحياة والنَّفَس وكل شيء.‏» —‏ اعمال ١٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة.‏

      بدون غلافنا الجوي لا يكون هنالك وَسَط ليحمل عاليا الغبار الذي تتشكل حوله قطرات الماء.‏ لذلك لا يكون هنالك مطر.‏ ولولا غلافنا الجوي،‏ لاحترقنا من اشعة الشمس المباشرة وجمدنا في الليل.‏ ومما يدعو الى الشكر ان الغلاف الجوي يعمل كدِثار،‏ محتجزا بعضا من حرارة الشمس لكي لا تكون الليالي باردة فوق الحدّ.‏

      وفضلا عن ذلك،‏ يزوِّد الغلاف الجوي الحماية من الشُّهُب القادمة التي تؤذي سكان الارض.‏ «الاجسام الصلبة من الفضاء،‏» يوضح هربرت ريل في كتابه مدخل للغلاف الجوي،‏ «تصل الى الحدود الخارجية للغلاف الجوي بكتلة كلِّية تُقدَّر بآ‌لاف عديدة من الاطنان كل يوم.‏» لكنَّ معظم الشُّهُب ينحلُّ في الغلاف الجوي قبل ان يصل الى سطح الارض.‏

      والغلاف الجوي يزيد تمتعنا بالحياة.‏ فهو يمنحنا سماءنا الزرقاء الجميلة،‏ السُّحُب البيضاء المنتفشة،‏ المطر المنعش،‏ وشروق وغروب الشمس البهيَّين.‏ وعلاوة على ذلك،‏ بدون الغلاف الجوي لا يمكننا ان نسمع اصوات اولئك الذين نحبهم،‏ ولا يمكننا ان نستمع الى موسيقانا المفضَّلة.‏ لماذا؟‏ لأن الموجات الصوتية تلزمها مادة لتنتقل عبرها.‏ والهواء هو ناقل مثالي للصوت،‏ في حين انه لا يُسمع ايّ صوت في الفضاء الخارجي.‏

      مزيج عجيب

      في الازمنة القديمة اعتبر الناس ان الغلاف الجوي مادة واحدة.‏ ثم،‏ في اواخر القرن الـ‍ ١٨،‏ اكتشف العلماء انه مؤلَّف بصورة رئيسية من غازَين متمِّمَين احدهما للآخر،‏ النتروجين والأكسجين.‏ نحو ٧٨ في المئة من الغلاف الجوي هو نتروجين و ٢١ في المئة أكسجين؛‏ والـ‍ ١ في المئة المتبقي مؤلَّف من غازات مثل الأرغون،‏ بخار الماء،‏ ثاني اكسيد الكربون،‏ النيون،‏ الهِليوم،‏ الكريبتون،‏ الهيدروجين،‏ الزينون،‏ والأوزون.‏

      وطبعا،‏ الأكسجين هو الغاز الداعم الحياة الذي تمتصه اجسامنا بواسطة التنفُّس.‏ ومستوى الأكسجين في غلافنا الجوي مثالي للحياة على الارض.‏ فإذا انخفض كثيرا،‏ نصير نِعاسا وفي النهاية نفقد الوعي.‏ وإذا ازدادت تراكيزه كثيرا،‏ يُقال انه حتى الاغصان الرطبة وعشب الغابة ستشتعل.‏

      والنتروجين هو المخفِّف المثالي للأكسجين،‏ ومع ذلك فهو يقوم بأكثر من دور سلبي في دعم الحياة.‏ فكل العضويات يجب ان تحصل عليه لتحيا.‏ تحصل النباتات على النتروجين من الغلاف الجوي بمساعدة البرق ونوع خصوصي من البكتيريا.‏ ونحن،‏ بدورنا،‏ نحصل على النتروجين من الطعام الذي نأكله.‏

      ان محافظة غلافنا الجوي على النسبة الصحيحة من الأكسجين والنتروجين هي اعجوبة.‏ فالنتروجين يُعاد الى الغلاف الجوي،‏ وذلك بفضل العمل القيِّم للعضويات الدقيقة.‏ وماذا عن الأكسجين؟‏ هنالك كميات هائلة تُستهلك في الاحتراق وعن طريق تنفُّس البشر والحيوانات.‏ ومع ذلك يحافظ الغلاف الجوي على مستواه الذي يبلغ ٢١ في المئة من الأكسجين.‏ كيف؟‏ عن طريق التخليق الضوئي —‏ عملية كيميائية في الاوراق الخضراء والطحالب —‏ الذي يُطلق اكثر من بليون طن من الأكسجين في الغلاف الجوي كل يوم.‏

      لا يمكن ان يحدث التخليق الضوئي دون ثاني اكسيد الكربون —‏ غاز شحيح يؤلِّف مجرد ٠٣‏,.‏ في المئة من الغلاف الجوي.‏ فبمساعدة الضوء،‏ تعتمد النباتات على ثاني اكسيد الكربون لتنمو وتنتج الثمار،‏ الجوز،‏ الحبوب،‏ والبقول.‏ وثاني اكسيد الكربون يعكس ايضا الحرارة معيدا اياها الى الارض لإبقاء كوكبنا دافئا.‏ ولكن اذا ازداد مستوى ثاني اكسيد الكربون بسبب احتراق الكثير من الخشب،‏ الفحم،‏ الغاز،‏ والنفط،‏ تصير الحرارة على الارض في النهاية مرتفعة جدا بحيث تتوقف الحياة.‏ ومن ناحية اخرى،‏ اذا انخفض ثاني اكسيد الكربون كثيرا،‏ يتوقَّف التخليق الضوئي،‏ ونموت جوعا.‏

      الأوزون هو غاز شحيح آخر تعتمد عليه الحياة على الارض.‏ والأوزون الموجود في الجزء الاعلى من الغلاف الجوي الذي يُدعى الستراتوسفير يمتص الاشعة فوق البنفسجية من الشمس.‏ وهكذا تجري حمايتنا نحن الذين على الارض من هذه الاشعة فوق البنفسجية المؤذية.‏

      وفي الواقع،‏ كلما عرفنا اكثر عن الغلاف الجوي،‏ ازداد اكثر سبب تعجُّبنا.‏ فتركيبه المؤلف من النتروجين،‏ الأكسجين،‏ والغازات الشحيحة الاخرى ملائم تماما.‏ وحجم الارض مناسب تماما ايضا للمحافظة على التوازن.‏ فلو كانت الارض اصغر ووزنها اقل،‏ لكانت جاذبيتها ضعيفة جدا،‏ ولأفلتَ الكثير من غلافنا الجوي الثمين في الفضاء.‏

      ‏«ومن ناحية اخرى،‏» يذكر الكتاب الدراسي العلمي بيئة الحياة،‏ «لو كانت الارض اكبر من حجمها بقليل،‏ لسبَّبت قوة الجاذبية المتزايدة احتجاز كميات اكبر من الغازات.‏ .‏ .‏ .‏ ولَفَسَد التوازن الدقيق بين غازات الغلاف الجوي.‏»‏

      ولكن،‏ من المؤسف ان نمط الحياة الحديث الذي يتَّبعه الانسان يُفسِد «التوازن الدقيق.‏» فإلى ايّ حد خطير هو الوضع،‏ وأيّ رجاء هنالك بإنقاذ غلافنا الجوي الثمين من الدمار؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      عندما تبدو لوحات الغروب اجمل

      يعكس الغلاف الجوي اشعة الشمس بطريقة تمنح السماء مظهرا ازرق بهيجا.‏ وفيما تنحدر الشمس نحو الافق،‏ يلزم ان تعبر اشعتها مسافات اطول في الغلاف الجوي.‏ ويُنتج هذا الامر تنوُّعا من الالوان الزاهية قد لا يراه سكان المدن على الاطلاق.‏

      ان غروب الشمس فوق المدن الصناعية باهت عادةً وتنقصه الالوان ما عدا ظلال اللون الاحمر.‏ اذا كانت المنطقة ملوَّثة كثيرا،‏ تلاحظ مجلة العالِم الجديد،‏ «تظهر الشمس كقرص احمر باهت قد يختفي حتى قبل ان يبلغ الافق.‏»‏

      «في جو صاف وغير ملوَّث على نحو استثنائي،‏» توضح المجلة المذكورة سابقا،‏ «تكون ألوان غروب الشمس متألِّقة بشكل خصوصي.‏ فتكون الشمس صفراء زاهية والسماء المتاخمة تكون ظلالا من اللونين البرتقالي والاصفر.‏ وعندما تختفي الشمس تحت الافق،‏ تتغير الالوان تدريجيا من البرتقالي الى الازرق.‏ وتستمر الغيوم المنخفضة في عكس ضوء الشمس،‏ حتى بعد غيابها.‏»‏

      تخيَّلوا لوحات الغروب المتنوِّعة الجميلة التي سيجري التمتع بها في عالم خالٍ من التلوُّث!‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٣-‏٥‏.‏

  • عندما يتضرَّر غلافنا الجوي
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • عندما يتضرَّر غلافنا الجوي

      في سنة ١٩٧١،‏ فيما كان إدڠار ميتشل في طريقه الى القمر على متن اپولو ١٤،‏ قال لدى رؤيته الارض:‏ «انها تبدو كجوهرة زرقاء وبيضاء متلألئة.‏» ولكن ماذا يمكن ان يرى المرء اليوم من الفضاء؟‏

      اذا سمحت له نظارات خصوصية برؤية غازات غلاف الارض الجوي غير المرئية،‏ فسيرى صورة مختلفة تماما.‏ كتب راج تشنْڠاپا في مجلة الهند اليوم:‏ «سيرى ثقوبا عملاقة في حُجُب الأوزون الواقية فوق القارة القطبية الجنوبية وأميركا الشمالية.‏ وبدلا من جوهرة زرقاء وبيضاء متلألئة،‏ سيرى ارضا متَّسخة لا بريق لها ممتلئة سحبا قاتمة دوّارة من ثاني اكسيدَي الكربون والكبريت.‏»‏

      ماذا احدث ثقوبا في حجاب الأوزون الواقي لغلافنا الجوي الاعلى؟‏ وهل ازدياد ملوِّثات الغلاف الجوي خَطِر حقا الى هذا الحد؟‏

      كيف يُتلف الأوزون

      قبل اكثر من ٦٠ عاما،‏ اعلن العلماء اكتشاف مبرِّد آمن يمكن ان يحل محل المبرِّدات الاخرى التي كانت سامة وتُطلق رائحة كريهة.‏ كانت المادة الكيميائية الجديدة مؤلَّفة من جزيئات لها ذرة واحدة من الكربون،‏ ذرتان من الكلور،‏ وذرتان من الفلور (‏2F2CCl)‏.‏ هذه المادة ومواد كيميائية مثيلة من صنع الانسان تُدعى كلوروفلوروكربونات (‏CFCs)‏.‏

      بحلول اوائل سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ نما انتاج الـ‍ CFCs حتى صار صناعة عالمية ضخمة.‏ واستُعملت ليس فقط في المبرِّدات بل ايضا في مراذيذ الحلالات الهوائية،‏ في مكيِّفات الهواء،‏ في مواد التنظيف،‏ وفي تصنيع اواني الطعام السريع ومنتوجات الپلاستيك الممدَّد الاخرى.‏

      ولكن،‏ في ايلول ١٩٧٤،‏ اوضح العالمان شيروود رولاند وماريو مولينا ان الـ‍ CFCs ترتفع تدريجيا الى الستراتوسفير حيث تطلق اخيرا الكلور.‏ وحسب العالمان انه يمكن لكل ذرة كلور ان تتلف الآلاف من جزيئات الأوزون.‏ ولكن بدل ان يُتلَف الأوزون بالتساوي في كل الغلاف الجوي الاعلى،‏ يكون اتلافه اكثر بكثير فوق القطبَين.‏

      وفي كل ربيع منذ ١٩٧٩،‏ تختفي ثم تظهر ثانية كميات كبيرة من الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية.‏ وهذا الانخفاض الموسمي في الأوزون يُدعى ثقب الأوزون.‏ وفضلا عن ذلك،‏ في السنوات الاخيرة صار ما يُدعى بالثقب اكبر وصار يدوم مدة اطول.‏ ففي سنة ١٩٩٢،‏ كشفت قياسات الاقمار الاصطناعية ثقب اوزون بلغ حجما قياسيا —‏ اكبر من اميركا الشمالية.‏ ولم يكن قد تبقَّى فيه الكثير من الأوزون.‏ وكشفت قياسات البالونات انخفاضا بلغ اكثر من ٦٠ في المئة —‏ ادنى ما سُجِّل على الاطلاق.‏

      في غضون ذلك،‏ تنخفض ايضا مستويات الأوزون في الغلاف الجوي الاعلى فوق اجزاء اخرى من الارض.‏ «آخر القياسات،‏» تخبر مجلة العالِم الجديد،‏ ‏«تُظهر انه .‏ .‏ .‏ كانت هنالك مقادير منخفضة غير معهودة من تركيز الأوزون في سنة ١٩٩٢ بين خطَّي العرض ٥٠° شمالا و ٦٠° شمالا،‏ مغطِّية اوروپا الشمالية،‏ روسيا وكندا.‏ كان مستوى الأوزون ١٢ في المئة تحت ما هو طبيعي،‏ ادنى من ايّ وقت في السنوات الـ‍ ٣٥ من الرصد المستمر.‏»‏

      ‏«وحتى اسوأ التوقُّعات،‏» تذكر مجلة الاميركية العلمية،‏ «يَظهر الآن انها قدَّرت نقص الأوزون الذي سبَّبته الكلوروفلوروكربونات اقل مما هو عليه.‏ .‏ .‏ .‏ ومع ذلك،‏ تعالت في ذلك الوقت اصوات اصحاب السلطة في الحكومة والصناعة معارضة بشدة التعديلات،‏ بحجَّة ان الدليل العلمي ناقص.‏»‏

      ما يُقدَّر بـ‍ ٢٠ مليون طن من الـ‍ CFCs كان قد أُطلق في الغلاف الجوي.‏ وبما انه تلزم سنوات كي تصعد الـ‍ CFCs الى الستراتوسفير،‏ فإن ملايين الاطنان لم تصل بعد الى الغلاف الجوي الاعلى حيث تُسبِّب الضرر.‏ لكنَّ الـ‍ CFCs ليست المصدر الوحيد للكلور المدمِّر الأوزون.‏ تخبر مجلة العلم المبسَّط:‏ «تقدِّر NASA ان نحو ٧٥ طنا من الكلور يودَع في طبقة الأوزون كلما أُطلِق مكُّوك فضائي.‏»‏

      ما هي النتائج؟‏

      ان نتائج قلَّة الأوزون في الغلاف الجوي الاعلى ليست مفهومة كاملا.‏ لكنَّ الشيء الوحيد الذي يبدو اكيدا هو ان كمية الاشعة فوق البنفسجية المؤذية التي تصل الى الارض تزداد،‏ مما يؤدي الى اصابات اكثر بسرطان الجلد.‏ «خلال العقد الاخير،‏» تخبر مجلة الارض،‏ «ارتفعت الجرعة السنوية من الاشعة فوق البنفسجية المؤذية التي تصيب نصف الكرة الشمالي بنسبة ٥ في المئة تقريبا.‏»‏

      يقدَّر ان مجرد ارتفاع ١ في المئة في نسبة الاشعة فوق البنفسجية يسبِّب ارتفاعا قدره ٢ الى ٣ في المئة في نسبة سرطان الجلد.‏ تذكر المجلة الافريقية Getaway‏:‏ «هنالك اكثر من ٨٠٠٠ حالة جديدة من سرطان الجلد في جنوب افريقيا كل سنة .‏ .‏ .‏ لدينا احد ادنى مستويات الحماية بواسطة الأوزون وإحدى اعلى نِسَب سرطان الجلد (‏والارتباط بينهما ليس مصادفة)‏.‏»‏

      كان العالمان رولاند ومولينا قد اخبرا قبل سنوات ان اتلاف الأوزون في الغلاف الجوي الاعلى سيسبِّب زيادة في سرطان الجلد.‏ وأوصيا بحظر فوري لاستعمال الـ‍ CFCs في الحلالات الهوائية في الولايات المتحدة.‏ وإذ ادركت بلدان كثيرة الخطر،‏ وافقت ان تتوقف عن انتاج الـ‍ CFCs بحلول كانون الثاني ١٩٩٦.‏ ولكن،‏ في هذه الاثناء،‏ يستمر استعمال الـ‍ CFCs في تعريض الحياة على الارض للخطر.‏

      ان انخفاض الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية،‏ تخبر عالمنا الحي،‏ «سمح للاشعاع فوق البنفسجي بالتغلغل في المحيط على نحو اعمق مما جرى توقُّعه مسبقا.‏ .‏ .‏ .‏ وهذا سبَّب نقصا كبيرا في توالد العضويات الوحيدة الخلية التي تشكل الاساس للسلسلة الغذائية في المحيط.‏» وتظهر التجارب ايضا ان الازدياد في الاشعة فوق البنفسجية ينقص انتاجية محاصيل كثيرة،‏ الامر الذي يهدِّد مخزون الطعام العالمي.‏

      حقا،‏ ان استعمال الـ‍ CFCs يمكن ان يحدث كارثة.‏ ولكنَّ غلافنا الجوي يُقذَف بملوِّثات اخرى كثيرة.‏ احداها غاز جوي حيوي للحياة على الارض عندما يكون بكميات شحيحة.‏

      تأثير التلوُّث

      في منتصف القرن الـ‍ ١٩،‏ ابتدأ البشر بحرق كميات اكبر من ايّ وقت مضى من الفحم،‏ الغاز،‏ والنفط،‏ مضيفين كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون الى الغلاف الجوي.‏ في ذلك الوقت كانت كمية هذا الغاز الجوي الشحيح نحو ٢٨٥ جزءا في المليون.‏ ولكن نتيجة استعمال الانسان المتزايد للوقود الاحفوري،‏ بلغت كمية ثاني اكسيد الكربون اكثر من ٣٥٠ جزءا في المليون.‏ فماذا كانت نتيجة وجود المزيد من هذا الغاز المُحتجِز للحرارة في الغلاف الجوي؟‏

      يعتقد كثيرون ان ازدياد مستويات ثاني اكسيد الكربون هو الذي سبَّب الارتفاع في درجات حرارة الارض.‏ لكنَّ باحثين آخرين يقولون ان الدفء العالمي يُنسَب بشكل خصوصي الى كون شمسنا قابلة للتغيُّر —‏ ان الشمس تقذف طاقة اكبر في الاوقات الاخيرة.‏

      ومهما كانت الحال،‏ كان عقد ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ العقد الاحرّ منذ ابتدأ حفظ سجلات في منتصف القرن الـ‍ ١٩.‏ «استمر الاتجاه الى هذا العقد،‏» تخبر صحيفة جنوب افريقيا ذا ستار،‏ «فكانت سنة ١٩٩٠ احرّ سنة في السجل،‏ سنة ١٩٩١ الثالثة الادفأ،‏ وسنة ١٩٩٢ .‏ .‏ .‏ العاشرة الادفأ في سجل الـ‍ ١٤٠ سنة.‏» والانخفاض الضئيل خلال السنتين الماضيتين يُنسب الى الغبار الذي قُذف الى الغلاف الجوي عندما ثار جبل پيناتوبو في سنة ١٩٩١.‏

      يُجادَل بشدة حول التأثيرات المستقبلية لازدياد درجات الحرارة في الارض.‏ لكنَّ احد الاشياء التي فعلها بوضوح الدفء العالمي هو انه عقَّد مهمة التكهُّن بحالة الطقس التي كانت قبلا صعبة.‏ تذكر العالِم الجديد انه «قد يزداد احتمال حدوث [التكهُّنات الخاطئة] اذ يغير الدفء العالمي الطقس.‏»‏

      تخاف شركات تأمين كثيرة ان يجعل الدفء العالمي بوالِصَها غير مربحة.‏ «اذ تُواجَه بعض شركات إعادة التأمين بفيض من المحن،‏» تعترف ذي إيكونوميست،‏ «تخفض من مبلغ تغطيتها للكوارث الطبيعية.‏ والاخرى تتحدث عن انسحابها من السوق كليا.‏ .‏ .‏ .‏ فهي تخشى المجهول.‏»‏

      والخطير هو انه في السنة ١٩٩٠،‏ السنة الادفإ في السجل،‏ ارتدَّ الى الوراء جزء كبير من امتداد الجليد المرصوص القطبي الى درجة لم يسبق لها مثيل.‏ وهذا ادَّى الى بقاء مئات الدببة القطبية على شواطئ جزيرة رانڠل مدة اكثر من شهر.‏ «بالدفء العالمي،‏» تحذر مجلة BBC Wildlife‏،‏ «قد تصير هذه الحالات .‏ .‏ .‏ حَدَثا متكرِّرا.‏»‏

      ‏«ان الخبراء في الطقس،‏» اخبرت صحيفة افريقية في سنة ١٩٩٢،‏ «يلومون الدفء العالمي على الازدياد المثير في عدد الجبال الجليدية التي تنجرف شمالا من القارة القطبية الجنوبية وتشكل خطرا على السفن في المحيط الاطلسي الجنوبي.‏» واستنادا الى عدد كانون الثاني ١٩٩٣ من مجلة الارض،‏ ان الارتفاع التدريجي لمستوى البحر على مسافة من شاطئ كاليفورنيا الجنوبية ناجم جزئيا عن دفء الماء.‏

      ومن المؤسف ان البشر يواصلون افراغ كميات مذهلة من الغازات السامة في الغلاف الجوي.‏ «في الولايات المتحدة الاميركية،‏» يذكر كتاب التقرير رقم ٣ حول الارض،‏ «قدَّر تقرير في سنة ١٩٨٩ لوكالة حماية البيئة ان اكثر من ٠٠٠‏,٩٠٠ طنّ متريّ من المواد الكيميائية السامة يُفرغ في الهواء كل سنة.‏» وهذا الرقم يُعتبر تقديرا اقل مما هو عليه الواقع لأنه لا يشمل الادخنة التي تنبعث من ملايين المركبات الآلية.‏

      تأتي ايضا تقارير صادمة عن تلوُّث الهواء من بلدان صناعية اخرى كثيرة.‏ والمخيف بشكل خصوصي هو الكشف الاخير لتلوُّث الهواء غير المضبوط في بلدان اوروپا الشرقية خلال عقود الحكم الشيوعي.‏

      وأشجار الارض،‏ التي تمتص ثاني اكسيد الكربون وتطلق الاكسجين،‏ هي بين ضحايا الهواء السام.‏ اخبرت العالِم الجديد:‏ «ان اشجار المانيا تنمو مريضة بازدياد،‏ استنادا الى .‏ .‏ .‏ وزير الزراعة [الذي قال] ان تلوُّث الهواء لا يزال احد الاسباب الرئيسية لصحة الغابات الرديئة جدا.‏»‏

      والحالة مماثلة في الترانْسْڤال هايْڤلد في جنوب افريقيا.‏ يخبر جيمس كلارك في كتابه العودة الى الارض:‏ «تظهر الآن العلامات الاولى لضرر المطر الحمضي في الترانْسْڤال الشرقية حيث يتغيَّر لون إبر الصنوبر من الاخضر الغامق الدّال على انها سليمة الى البيج الارقط الدّال على المرض.‏»‏

      وتأتي تقارير كهذه من حول العالم.‏ وليس هنالك بلد منيع.‏ فبالمداخن التي ترتفع عاليا في الفضاء،‏ تصدِّر البلدان الصناعية تلوُّثها الى البلدان المجاورة.‏ وسجل الانسان للتطور الصناعي الجشع لا يوحي بالامل.‏

      ولكن،‏ هنالك سبب للتفاؤل.‏ ويمكننا ان نكون واثقين من ان غلافنا الجوي الثمين سيُنقذ من الدمار.‏ تعلَّموا في المقالة التالية كيف سيُنجز ذلك.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      اتلاف الأوزون في الغلاف الجوي الاعلى يؤدي الى ازدياد سرطان الجلد

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      ما هي نتائج تلوُّث كهذا؟‏

  • كيف سيجري انقاذ غلافنا الجوي
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • كيف سيجري انقاذ غلافنا الجوي

      هل سيتوقف البشر طوعا عن ملء سمواتنا بالقذر؟‏ هل هذه هي الطريقة التي سيجري بها انقاذ غلافنا الجوي؟‏

      كلا.‏ ان انقاذ غلافنا الجوي الثمين لا يعتمد على امتثال البشر للمطالب المضادة للتلوُّث.‏ وعلى العكس،‏ فإن تدخُّل صاحب السلطة الاسمى هو ما سيجلب ليس فقط غلافا جويا منقّى بل ارضا نظيفة ايضا.‏

      ودليل اهتمام الخالق بأرضنا،‏ وأيضا بالحياة عليها،‏ يَظهر بالطريقة العجيبة التي صمَّمها بها.‏ فقد صنعها لتبقى الى وقت غير محدَّد،‏ وحتى الى الابد.‏ —‏ مزمور ١٠٤:‏٥،‏ ٢٤‏.‏

      تدابير من اجل الصيانة

      كُوِّن الغلاف الجوي،‏ على سبيل المثال،‏ بطريقة تجعله يُصلح وينظِّف نفسه.‏ تأملوا في الأوزون في الغلاف الجوي الاعلى.‏ فحجاب الأوزون صُنع بمهارة تامة بحيث يمتص الاشعاع فوق البنفسجي المميت للبشر على الارض.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يسمح بمرور الضوء غير المؤذي الضروري لاستمرار الحياة على الارض.‏

      عرفنا سابقا ان حجاب الأوزون يتضرَّر كثيرا بالكلوروفلوروكربونات التي يصنعها الانسان،‏ والتي ترتفع الى الغلاف الجوي الاعلى.‏ فكيف يُستعاد حجاب الأوزون الواقي؟‏ من المدهش ان الخالق صمَّمه كي يُصلح نفسه.‏ نعم،‏ يتكوَّن الأوزون دائما في الغلاف الجوي الاعلى —‏ وفي الواقع،‏ بواسطة هذه الاشعة الخطرة نفسها التي يرشحها الأوزون!‏ وهكذا،‏ في الوقت نفسه الذي يتلف فيه تلوُّثُ الانسان الأوزونَ بسرعة،‏ يُستعاد بعض الأوزون.‏

      والحالة مماثلة في الغلاف الجوي الاسفل،‏ حيث يوجد معظم ما يزيد على ٥ كوادريليونات طن من الهواء.‏ فالدورات الطبيعية تنظف بسرعة هواء الملوِّثات هذا بطرائق رائعة.‏ تعلِّق دائرة معارف الكتاب العالمي:‏ «تبدِّد الريح الملوِّثات،‏ ويجرفها المطر والثلج الى الارض.‏»‏

      من الواضح،‏ اذًا،‏ انه اذا توقَّف البشر عن تلويث الهواء،‏ او قاموا الى حدّ كبير بوضع حدّ لمثل هذا التلوُّث،‏ فسرعان ما يصير الهواء في كل مكان نقيًّا وذكيّ الرائحة.‏ لكنَّ المؤلَّف المرجعي المذكور آنفا يحدِّد المشكلة،‏ موضحًا:‏ «في مناطق كثيرة،‏ تُطلَق الملوِّثات في الهواء بأسرع مما يمكن لاحوال الطقس ان تتخلص منها.‏»‏

      اذًا،‏ كيف سيتوقف تلويث الانسان الاناني للغلاف الجوي؟‏

      ارض مطهَّرة قريبة

      اللّٰه نفسه هو الوحيد الذي سيوقف التلوُّث،‏ وذلك عندما يتدخل.‏ ينبئ الكتاب المقدس مسبقا بأنه سوف «يهلك الذين كانوا يهلكون الارض.‏» (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ فهو لن يسمح للبشر الجشعين بالاستمرار في تلويث هذه الارض الجميلة وغلافها الجوي الداعم الحياة الى ما لا نهاية.‏ وهو يعد بأن «عاملي الشر يُقطعون والذين ينتظرون الرب هم يرثون الارض.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٩‏.‏

      وكيف سيجري القضاء على كل عاملي الشر؟‏ سيكون ذلك بواسطة حكومة اللّٰه السماوية،‏ ملكوته،‏ الذي سيحل محل حكومات البشر غير الملائمة.‏ يعِد الكتاب المقدس:‏ «يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا .‏ .‏ .‏ وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد.‏» (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ وهذا الملكوت،‏ حكومة اللّٰه،‏ هو الذي علَّم يسوع أتباعه ان يصلّوا من اجله:‏ «ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» —‏ متى ٦:‏١٠‏.‏

      ان مشيئة اللّٰه لأرضنا هي ان يحكم ملكوتُه البشر وبذلك يتمتعون بالحياة في بيئة غير ملوَّثة.‏ لهذا السبب صمَّم اللّٰه ان «يهلك الذين كانوا يهلكون الارض.‏» (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ فيا له من عمل جبار للانقاذ!‏

      تخيَّلوا العيش على ارض خالية من كل التلوُّث الذي اثقلها به البشر الانانيون!‏ في ذلك الوقت سيُعاد غلافنا الجوي الثمين الى حالته السليمة.‏ وهذا سيحدث عندما يتمّ وعد الكتاب المقدس:‏ «هوذا مسكن اللّٰه مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا واللّٰه نفسه يكون معهم الها لهم.‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الامور الاولى قد مضت.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      ماذا يلزم ان تفعلوا للنجاة الى العالم الجديد البار الذي يعِد به اللّٰه؟‏ يلزم ان تتعلَّموا عن الشخص الذي ارسله اللّٰه الى الارض كممثِّل له وتتَّبعوا تعاليمه.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ٧:‏٢٩‏)‏ قال هذا الشخص،‏ يسوع المسيح،‏ في الصلاة الى اللّٰه:‏ «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      ارض فردوسية نظيفة غير ملوَّثة قريبا

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة