مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العيش للوقت الحاضر ام لمستقبل ابدي؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كيف ينظر يهوه الى التضحيات التي نقوم بها من اجل الملكوت؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان نعيش والحياة الابدية نصب اعيننا؟‏

      ١٩ صحيح ان هذا النظام طال اكثر مما اعتقد كثيرون.‏ وقد يشعر اشخاص قليلون الآن بأنهم لو عرفوا ذلك من قبل،‏ لما قاموا ربما ببعض التضحيات.‏ ولكن ينبغي ألا يندم المرء على ما فعل.‏ وعلى اية حال،‏ يشكِّل القيام بالتضحيات جزءا اساسيا من كون المرء مسيحيا.‏ فالمسيحيون ‹ليسوا ملكا لأنفسهم.‏› (‏متى ١٦:‏٢٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولا ينبغي مطلقا ان نشعر بأن جهودنا لإرضاء اللّٰه تذهب سدى.‏ وعد يسوع:‏ «ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا لأجلي ولأجل الانجيل إلا ويأخذ مئة ضعف الآن .‏ .‏ .‏ وفي الدهر الآتي الحياة الابدية.‏» (‏مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وكم ستكون وظيفتكم،‏ بيتكم،‏ او حسابكم المصرفي مهما بعد الف سنة؟‏ لكنَّ التضحيات التي تقومون بها من اجل يهوه ستكون ذات قيمة بعد مليون سنة —‏ بعد بليون سنة!‏ «لأن اللّٰه ليس بظالم حتى ينسى عملكم.‏» —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      ٢٠ فلنعش والحياة الابدية نصب اعيننا،‏ ناظرين لا «الى الاشياء التي تُرى بل الى التي لا تُرى.‏ لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية.‏» (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٨‏)‏ كتب النبي حبقوق:‏ «الرؤيا بعد الى الميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب.‏ إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي اتيانا ولا تتأخر.‏» (‏حبقوق ٢:‏٣‏)‏ فكيف يؤثر ‹انتظار› النهاية في طريقة انجازنا مسؤولياتنا الشخصية والعائلية؟‏ ستعالج مقالتنا التالية هذا الموضوع.‏

  • ‏«سلامة العقل» فيما تقترب النهاية
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • ‏«سلامة العقل» فيما تقترب النهاية

      ‏«نهاية كل شيء قد اقتربت.‏ فتعقلوا [«كونوا سلماء العقل،‏» ع‌ج].‏» —‏ ١ بطرس ٤:‏٧‏.‏

      ١ ماذا تشمل «سلامة العقل»؟‏

      ان كلمات الرسول بطرس المذكورة آنفا ينبغي ان تؤثر بعمق في طريقة حياة المسيحيين.‏ لكنَّ بطرس لم يقل لقرائه ان يمتنعوا عن المسؤوليات الدنيوية واهتمامات الحياة؛‏ ولم يشجِّعهم على الاحساس بخوف هستيري من الدمار الوشيك.‏ لكنه حثَّ:‏ «كونوا سلماء العقل.‏» وتشمل «سلامة العقل» الاعراب عن حسن التمييز،‏ كوننا حكماء،‏ فطناء،‏ منطقيين في حديثنا وتصرفاتنا.‏ وهذا يعني ان ندع كلمة اللّٰه توجِّه تفكيرنا وتصرفاتنا.‏ (‏رومية ١٢:‏٢‏)‏ وبما اننا نعيش «في وسط جيل معوَّج وملتوٍ،‏» يلزمنا عقل سليم لتجنب المشاكل والصعوبات.‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٥‏.‏

      ٢ كيف تفيد اناة يهوه المسيحيين اليوم؟‏

      ٢ تساعدنا «سلامة العقل» ايضا على حيازة نظرة واقعية واعية الى انفسنا.‏ (‏تيطس ٢:‏١٢‏،‏ ع‌ج؛‏ رومية ١٢:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهذا ضروري نظرا الى الكلمات المسجَّلة في ٢ بطرس ٣:‏٩‏:‏ «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا [«عليكم،‏» ع‌ج‏] وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يُقبل الجميع الى التوبة.‏» لاحظوا ان يهوه يتأنى،‏ ليس فقط على غير المؤمنين،‏ بل ايضا «عليكم» —‏ اعضاء الجماعة المسيحية.‏ ولماذا؟‏ لأنه «لا يشاء ان يهلك اناس.‏» وربما لا يزال يلزم ان يقوم البعض بالتغييرات والتعديلات ليصيروا اهلا لهبة الحياة الابدية.‏ فلنتأمل في مجالات قد يلزم فيها بعض التعديلات.‏

      ‏«سلامة العقل» وعلاقاتنا الشخصية

      ٣ اية اسئلة يمكن ان يطرحها الوالدون على انفسهم بشأن اولادهم؟‏

      ٣ ينبغي ان يكون البيت ملاذا للسلام.‏ ولكن بالنسبة الى البعض يكون ‹بيتا ملآنا خصاما.‏› (‏امثال ١٧:‏١‏)‏ فماذا عن عائلتكم؟‏ هل بيتكم خالٍ من ‹الغضب والصياح والتجديف›؟‏ (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ وماذا عن اولادكم؟‏ هل يشعرون بأنكم تحبونهم وتقدِّرونهم؟‏ (‏قارنوا لوقا ٣:‏٢٢‏.‏)‏ هل تصرفون الوقت في ارشادهم وتدريبهم؟‏ هل ‹تؤدبونهم في البر› بدلا من السخط والغضب؟‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وبما ان الاولاد «ميراث من عند الرب،‏» فهو يهتم كثيرا بالطريقة التي يُعامَلون بها.‏ —‏ مزمور ١٢٧:‏٣‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا يمكن ان ينتج اذا عامل الزوج زوجته بقساوة؟‏ (‏ب)‏ كيف تروِّج الزوجات السلام مع اللّٰه والسعادة في العائلة كلها؟‏

      ٤ وماذا عن رفيق زواجنا؟‏ «يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كأجسادهم.‏ مَن يحب امرأته يحب نفسه.‏ فإنه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة.‏» (‏افسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ فالرجل المسيء،‏ المستبد،‏ او غير المتعقل لا يعرِّض سكينة بيته للخطر فحسب بل يقوِّض ايضا علاقته باللّٰه.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ وماذا عن الزوجات؟‏ ينبغي ايضا ان ‹يخضعن لرجالهن كما للرب.‏› (‏افسس ٥:‏٢٢‏)‏ فالتفكير بهدف ارضاء اللّٰه يمكن ان يساعد الزوجة على التغاضي عن نقائص زوجها والخضوع له دون استياء.‏ وقد تشعر الزوجة احيانا بأنها مضطرة الى التعبير عن رأيها.‏ تقول الامثال ٣١:‏٢٦ عن الزوجة الفاضلة:‏ «تفتح فمها بالحكمة وفي لسانها سُنّة المعروف [«اللطف الحبي،‏» ع‌ج‏].‏» وبمعاملة زوجها بلطف واحترام،‏ تحافظ على السلام مع اللّٰه وتروّج السعادة في العائلة كلها.‏ —‏ امثال ١٤:‏١‏.‏

      ٥ لماذا ينبغي ان يتبع الاحداث مشورة الكتاب المقدس بشأن معاملة والديهم؟‏

      ٥ وأنتم ايها الاولاد،‏ كيف تعاملون والديكم؟‏ هل تستعملون الكلام التهكمي العديم الاحترام الذي غالبا ما يسمح به العالم؟‏ ام هل تطيعون وصية الكتاب المقدس:‏ «ايها الاولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق.‏ أكرم اباك وأمك.‏ التي هي اول وصية بوعد.‏ لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الاعمار على الارض»؟‏ —‏ افسس ٦:‏١-‏٣‏.‏

      ٦ كيف يمكن ان نطلب السلام مع الرفقاء العبَّاد؟‏

      ٦ ونعرب ايضا عن «سلامة العقل» عندما ‹نطلب السلام ونجد في اثره.‏› (‏١ بطرس ٣:‏١١‏)‏ فالخلافات وإساءات الفهم تنشأ من حين الى آخر.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ فإذا سمحنا للعداوات بالاستفحال،‏ يمكن ان نعرِّض سلام الجماعة بكاملها للخطر.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٥‏)‏ لذلك سوّوا الخلافات بسرعة؛‏ واسعوا الى حلول سلميّة.‏ —‏ متى ٥:‏٢٣-‏٢٥؛‏ افسس ٤:‏٢٦؛‏ كولوسي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ‏«سلامة العقل» والمسؤوليات العائلية

      ٧ (‏أ)‏ كيف شجَّع بولس على اظهار «سلامة العقل» في المسائل الدنيوية؟‏ (‏ب)‏ ايّ موقف ينبغي ان يتخذه الازواج والزوجات المسيحيون من المسؤوليات المنزلية؟‏

      ٧ نصح الرسول بولس المسيحيين ان ‹يعيشوا بسلامة عقل.‏› (‏تيطس ٢:‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومن المثير للاهتمام ان بولس في القرينة يحض النساء «ان يكن محبات لرجالهن ويحببن اولادهن متعقلات [«سليمات العقل،‏» ع‌ج‏] عفيفات ملازمات [«عاملات في،‏» ع‌ج‏] بيوتهن.‏» (‏تيطس ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ كتب بولس ذلك في السنوات ٦١-‏٦٤ ب‌م،‏ قبل سنوات قليلة من نهاية نظام الاشياء اليهودي.‏ ولكن المسائل الدنيوية،‏ مثل الاعمال المنزلية،‏ كانت لا تزال مهمة.‏ لذلك ينبغي ان يحافظ الازواج والزوجات على السواء على نظرة سليمة ايجابية الى مسؤولياتهم المنزلية لئلا «يجدَّف على كلمة اللّٰه.‏» اعتذر رأس عائلة الى زائره عن مظهر بيته المحرج.‏ وأوضح انه لا يعتني به جيدا «لأنه يخدم كفاتح.‏» من الجدير بالمدح ان نقوم بالتضحيات من اجل الملكوت،‏ ولكن يجب توخي الحذر لئلا نضحي بخير عائلاتنا.‏

      ٨ كيف يمكن ان يعتني رؤوس العائلات بحاجات عائلاتهم باتّزان؟‏

      ٨ يحثّ الكتاب المقدس الآباء ان يعطوا الاولوية لعائلاتهم،‏ قائلا ان مَن لا يعتني بعائلته «قد انكر الايمان وهو شرّ من غير المؤمن.‏» (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ تتفاوت مستويات المعيشة حول العالم،‏ وجيد ألا تكون لدينا مطامح مادية عالية.‏ صلّى كاتب الامثال ٣٠:‏٨‏:‏ «لا تعطني فقرا ولا غنى.‏» لكنَّ الوالدين لا ينبغي ان يتجاهلوا حاجات اولادهم المادية.‏ فهل من الحكمة مثلا ان يحرم احد عمدا عائلته ضروريات الحياة ليسعى وراء امتيازات ثيوقراطية؟‏ ألا يغيظ ذلك اولاده؟‏ ومن ناحية اخرى،‏ تقول الامثال ٢٤:‏٢٧‏:‏ «هيِّئ عملك في الخارج وأعده في حقلك.‏ بعدُ تبني بيتك.‏» نعم،‏ في حين ان الاهتمام بالامور المادية له مكانه،‏ من الحيوي ان ‹يبني المرء بيته› —‏ روحيا وعاطفيا.‏

      ٩ لماذا من الحكمة ان يفكر رؤوس العائلات في امكانية موتهم او مرضهم؟‏

      ٩ فهل اتَّخذتم التدابير للاعتناء بعائلتكم في حال اودى الموت بحياتكم فجأة؟‏ تقول الامثال ١٣:‏٢٢‏:‏ «الصالح يورث بني البنين.‏» وإضافة الى ميراث معرفة يهوه والعلاقة به،‏ يهتم الوالدون بالاعتناء بأولادهم ماديا.‏ وفي بلدان عديدة يحاول الوالدون الذين يشعرون بالمسؤولية ان تكون لديهم مدَّخرات،‏ وصية قانونية،‏ وتأمين على الحياة.‏ ‹فالوقت والعرَض› لا يستثنيان شعب اللّٰه.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ والمال هو «للحماية،‏» والتخطيط الجيد غالبا ما يجنِّب المشقات.‏ (‏جامعة ٧:‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وفي البلدان حيث لا تغطي الحكومة نفقات العناية الصحية،‏ قد يختار البعض ان يدَّخروا الاموال لسدّ الحاجات الصحية او ان يقوموا بنوع من التأمين الصحي.‏a

      ١٠ كيف يمكن ان «يذخر» الوالدون المسيحيون لأولادهم؟‏

      ١٠ تقول الاسفار المقدسة ايضا:‏ «لا ينبغي ان الاولاد يذخرون للوالدين بل الوالدون للاولاد.‏» (‏٢ كورنثوس ١٢:‏١٤‏)‏ من المعتاد في العالم ان يدَّخر الوالدون الاموال لتعليم وتزويج اولادهم في المستقبل بحيث يمنحونهم بداية جيدة في الحياة.‏ فهل فكرتم في الادِّخار لمستقبل ولدكم الروحي؟‏ لنفرض مثلا ان احد الاولاد هو في الخدمة كامل الوقت.‏ وفي حين ان الخدام كامل الوقت لا ينبغي ان يطلبوا الدعم المادي من الآخرين او يتوقعوه،‏ فقد يختار الوالدون المحبون ان ‹يشتركوا في احتياجاته› من اجل مساعدته على البقاء في الخدمة كامل الوقت.‏ —‏ رومية ١٢:‏١٣؛‏ ١ صموئيل ٢:‏١٨،‏ ١٩؛‏ فيلبي ٤:‏١٤-‏١٨‏.‏

      ١١ هل يشير امتلاك نظرة واقعية الى المال الى نقص في الايمان؟‏ أوضحوا.‏

      ١١ ان امتلاك نظرة واقعية الى المال لا يشير الى نقص في الايمان بأن نظام الشيطان الشرير على وشك ان ينتهي.‏ فالمسألة هي مسألة اظهار «الحكمة العملية» والتمييز السليم.‏ (‏امثال ٢:‏٧‏،‏ ع‌ج؛‏ ٣:‏٢١‏،‏ ع‌ج‏)‏ قال يسوع مرة ان «ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور.‏» (‏لوقا ١٦:‏٨‏)‏ فلا عجب ان يدرك البعض الحاجة الى القيام بالتعديلات في طريقة استخدام مقتنياتهم،‏ بحيث يستطيعون الاعتناء بشكل افضل بحاجات عائلاتهم.‏

      ‏«سلامة العقل» ونظرتنا الى التعليم

      ١٢ كيف علَّم يسوع تلاميذه ان يتكيَّفوا مع الظروف الجديدة؟‏

      ١٢ ان «مشهد هذا العالم يتغير،‏» والتغييرات الاقتصادية والتطورات التقنية الشاملة تجري بسرعة.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣١‏،‏ ع‌ج‏)‏ لكنَّ يسوع علَّم تلاميذه ان يكونوا قابلين للتكيّف.‏ فقد قال لهم عندما ارسلهم ليقوموا بحملتهم الكرازية الاولى:‏ «لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم.‏ ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا احذية ولا عصا.‏ لأن الفاعل مستحق طعامه.‏» (‏متى ١٠:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لكنَّ يسوع قال في مناسبة لاحقة:‏ «مَن له كيس فليأخذه ومزود كذلك.‏» (‏لوقا ٢٢:‏٣٦‏)‏ فماذا تغيَّر؟‏ الظروف.‏ فالمحيط الديني صار عدائيا اكثر،‏ وصار عليهم الآن ان يعتنوا بأنفسهم.‏

      ١٣ ما هو الهدف الرئيسي من التعليم،‏ وكيف يمكن ان يدعم الوالدون اولادهم في هذا الصدد؟‏

      ١٣ وكذلك اليوم،‏ قد يلزم ان يأخذ الوالدون الواقع الاقتصادي الحاضر بعين الاعتبار.‏ مثلا،‏ هل تقومون بالترتيبات لتضمنوا لأولادكم تعليما ملائما؟‏ والهدف الرئيسي من التعليم ينبغي ان يكون جعل الحدث مؤهلا ليكون خادما فعّالا ليهوه.‏ وأهم تعليم هو التعليم الروحي.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ وما يهتم به الوالدون ايضا هو قدرة اولادهم على اعالة انفسهم ماديا.‏ لذلك زوِّدوا الارشاد لأولادكم،‏ ساعدوهم على اختيار مناهج الدراسة المناسبة،‏ وناقشوا معهم هل من الحكمة نيل ايّ تعليم اضافي.‏ وهذه القرارات هي مسؤولية عائلية،‏ ولا ينبغي ان ينتقد الآخرون المسلك المُتَّخَذ.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ وماذا عن الذين اختاروا تعليم اولادهم في البيت؟‏b في حين ان عديدين قاموا بعمل جدير بالمدح،‏ وجد البعض المهمة اصعب مما كانوا يعتقدون،‏ وأن اولادهم لم ينالوا تعليما ملائما.‏ فإذا كنتم تفكرون في التعليم البيتي،‏ فتأكدوا ان تحسبوا النفقة،‏ مقيِّمين بواقعية هل تملكون ما يلزم من مهارات وانضباط لإنجاز هذا العمل كاملا.‏ —‏ لوقا ١٤:‏٢٨‏.‏

      ‏‹‏لا تطلبوا امورا عظيمة›‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ كيف خسر باروخ اتِّزانه الروحي؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان من الحماقة ان ‹يطلب امورا عظيمة›؟‏

      ١٤ بما ان نهاية هذا النظام لم تأتِ بعد،‏ فقد يميل البعض الى السعي وراء ما يقدِّمه العالم —‏ المِهَن المحترمة والوظائف المُربحة والثروة.‏ تأملوا في باروخ،‏ كاتب ارميا.‏ فقد قال بحزن:‏ «ويل لي لأن الرب قد زاد حزنا على ألمي.‏ قد غُشِي عليّ [«أَعييتُ،‏» الترجمة اليسوعية الجديدة‏] في تنهدي ولم اجد راحة.‏» (‏ارميا ٤٥:‏٣‏)‏ شعر باروخ بالتعب.‏ فالعمل ككاتب لإرميا كان مهمة صعبة ومجهدة.‏ (‏ارميا ٣٦:‏١٤-‏٢٦‏)‏ وبدا ان الاجهاد بلا نهاية.‏ فكانت ستمر ١٨ سنة قبل ان تدمَّر اورشليم.‏

      ١٥ قال اللّٰه لباروخ:‏ «هأنذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض.‏ وأنت فهل تطلب لنفسك امورا عظيمة.‏ لا تطلب.‏» فكان باروخ قد فقد اتِّزانه.‏ وكان قد ابتدأ ‹يطلب لنفسه امورا عظيمة،‏› ربما الثروة،‏ الشهرة،‏ او الامن المادي.‏ وبما ان يهوه كان ‹يقتلع كل الارض،‏› فما الفائدة من طلب هذه الامور؟‏ لذلك قدَّم يهوه لباروخ هذا التذكير الذي يعيد الاتِّزان:‏ «لأني هأنذا جالب شرًّا على كل ذي جسد .‏ .‏ .‏ وأعطيك نفسك غنيمة في كل المواضع التي تسير اليها.‏» فلم تكن الممتلكات المادية لتنجو من دمار اورشليم!‏ ولم يضمن يهوه إلا خلاص ‹نفسه غنيمة.‏› —‏ ارميا ٤٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ١٦ ايّ درس يمكن ان يتعلمه شعب يهوه اليوم من اختبار باروخ؟‏

      ١٦ لقد اصغى باروخ الى تقويم يهوه،‏ ونجا بحياته،‏ اتماما لوعد يهوه.‏ (‏ارميا ٤٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ فما اقوى هذا الدرس لشعب يهوه اليوم!‏ فالوقت الآن ليس وقتا ‹لطلب امور عظيمة لنفسنا.‏› ولماذا؟‏ لأن «العالم يمضي وشهوته.‏» —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

      الاستفادة من الوقت الباقي

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كيف كان ردّ فعل يونان عندما تاب اهل نينوى؟‏ (‏ب)‏ ايّ درس علَّمه يهوه ليونان؟‏

      ١٧ اذًا،‏ كيف يمكن ان نستفيد من الوقت الباقي؟‏ تعلَّموا من اختبار النبي يونان.‏ فقد «ذهب الى نينوى .‏ .‏ .‏ ونادى وقال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى.‏» ولدهشة يونان تجاوب اهل نينوى مع رسالته وتابوا!‏ فامتنع يهوه عن تدمير المدينة.‏ وكيف كان ردّ فعل يونان؟‏ «يا رب خذ نفسي مني لأن موتي خير من حياتي.‏» —‏ يونان ٣:‏٣،‏ ٤؛‏ ٤:‏٣‏.‏

      ١٨ عندئذ علَّم يهوه يونان درسا مهما.‏ فقد «اعدّ .‏ .‏ .‏ يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على رأسه .‏ .‏ .‏ ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما.‏» لكنَّ فرحه كان قصير الاجل،‏ لأن النبتة سرعان ما يبست.‏ ‹فاغتاظ› يونان بسبب مشقته.‏ فأوضح يهوه قصده،‏ قائلا:‏ «انت شفقت على اليقطينة .‏ .‏ .‏ أفلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة.‏» —‏ يونان ٤:‏٦،‏ ٧،‏ ٩-‏١١‏.‏

      ١٩ ايّ تفكير اناني نريد ان نتجنبه؟‏

      ١٩ كم كان يونان انانيا في تفكيره!‏ فكان يشفق على نبتة،‏ ولكن لم تكن لديه ذرة رأفة على شعب نينوى —‏ الذين ‹لم يعرفوا يمينهم من شمالهم› من الناحية الروحية.‏ وبشكل مماثل،‏ يمكن ان نتوق الى دمار هذا العالم الشرير،‏ وهذا صائب!‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٨‏)‏ ولكن لدينا،‏ ونحن ننتظر،‏ مسؤولية مساعدة المستقيمي القلوب،‏ الذين «لا يعرفون يمينهم من شمالهم» من الناحية الروحية.‏ (‏متى ٩:‏٣٦؛‏ رومية ١٠:‏١٣-‏١٥‏)‏ فهل تستخدمون الوقت القصير الباقي لمساعدة اكبر عدد ممكن على نيل المعرفة الثمينة عن يهوه؟‏ وأيّ عمل يمكن ان يضاهي فرح مساعدة شخص على نيل الحياة؟‏

      استمروا في العيش ‹بسلامة عقل›‏

      ٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ ما هي بعض الطرائق التي يمكننا بها ان نعرب عن «سلامة العقل» خلال الايام الآتية؟‏ (‏ب)‏ اية بركات ستأتي من العيش ‹بسلامة عقل›؟‏

      ٢٠ فيما يستمر نظام الشيطان في الاندفاع نحو الدمار،‏ ستواجهنا حتما تحديات جديدة.‏ تنبئ تيموثاوس الثانية ٣:‏١٣‏:‏ «ولكنَّ الناس الاشرار المزوِّرين سيتقدمون الى اردأ مضِلّين ومضَلّين.‏» ولكن لا «تكلّوا وتخوروا في نفوسكم.‏» (‏عبرانيين ١٢:‏٣‏)‏ اعتمدوا على يهوه من اجل القوة.‏ (‏فيلبي ٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ تعلَّموا ان تكونوا مرنين،‏ ان تتكيَّفوا مع هذه الظروف التي تسير نحو الاردإ،‏ بدلا من التفكير في الماضي.‏ (‏جامعة ٧:‏١٠‏)‏ استعملوا الحكمة العملية،‏ متَّبعين التوجيه الذي يزوِّده «العبد الامين الحكيم.‏» —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      ٢١ لا نعرف كم بقي من الوقت.‏ ومع ذلك يمكننا ان نقول بثقة ان «نهاية كل شيء قد اقتربت.‏» وإلى ان تأتي هذه النهاية،‏ فلنحيَ ‹بسلامة عقل› في تعاملاتنا واحدنا مع الآخر،‏ في طريقة اعتنائنا بعائلاتنا،‏ وفي مسؤولياتنا الدنيوية.‏ وبذلك يمكن ان يكون لدينا جميعا ملء الثقة اننا سنوجد اخيرا «بلا دنس ولا عيب في سلام»!‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة