مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عالَم بدون سيارات؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • عالَم بدون سيارات؟‏

      هل تتخيلون عالَما بدون مركبات آلية؟‏ او هل يمكن ان تذكروا اسم اختراع غيَّر بشكل جذري انماط حياة الناس وسلوكهم خلال القرن الماضي كما فعلت السيارات؟‏ فلولا السيارات لَما وُجدت الفنادق الصغيرة التي يأوي اليها المسافرون بسياراتهم،‏ ولا المطاعم التي تقدِّم الطعام للناس وهم في السيارات،‏ ولا الاماكن التي يشاهد فيها الناس الافلام وهم في سياراتهم.‏ والأهم من ذلك،‏ بدون باصات،‏ سيارات اجرة،‏ سيارات خاصة،‏ او شاحنات،‏ كيف تذهبون الى العمل؟‏ الى المدرسة؟‏ وكيف ينقل المزارعون وأصحاب المصانع بضائعهم الى السوق؟‏

      تذكر دائرة المعارف البريطانية الجديدة (‏بالانكليزية)‏ ان «شركة واحدة من كل ست شركات اميركية تعتمد على صناعة المركبات الآلية،‏ توزيعها،‏ إصلاحها،‏ او استعمالها،‏» مضيفة ان «مبيعات شركات المركبات وإيصالاتها تمثِّل اكثر من خُمس التعاملات التجارية بالجملة في البلد وأكثر من رُبع تجارة البيع بالمفرَّق.‏ وهاتان النسبتان اصغر الى حد ما في بلدان اخرى،‏ ولكنَّ اليابان وبلدان اوروپا الغربية تقترب من المعدل الاميركي بسرعة.‏»‏

      ومع ذلك يقول بعض الناس ان العالم سيكون افضل حالا بدون مركبات آلية.‏ ويقولون ان هنالك سببين رئيسيين لذلك.‏

      مشكلة ازدحام عالمية

      اذا حدث يوما انكم بقيتم تدورون وقتا طويلا في الشوارع بحثا عن مكان لايقاف سيارتكم،‏ فلا حاجة ان يخبركم احد انه حتى ولو كانت للسيارات منفعة،‏ لا يعود الامر كذلك عندما تكثر اعدادها في منطقة مكتظة.‏ او اذا حدث يوما انكم علقتم وسط ازدحام سير خانق،‏ فأنتم تدركون كم هو مغيظ ان يكون المرء محتجَزا في آلة مصمَّمة لتتحرك ولكنها مجبرة على عدم التزحزح من مكانها.‏

      في سنة ١٩٥٠ كانت الولايات المتحدة البلد الوحيد الذي فيه سيارة واحدة لكل ٤ اشخاص.‏ وبحلول سنة ١٩٧٤ كانت المانيا،‏ ايطاليا،‏ بريطانيا العظمى،‏ بلجيكا،‏ السويد،‏ فرنسا،‏ وهولندا قد بلغت هذا المعدل.‏ ولكن بحلول تلك السنة كانت النسبة في الولايات المتحدة قد ارتفعت الى سيارة واحدة تقريبا لكل شخصين.‏ واليوم هنالك في المانيا ولوكسمبورڠ مركبة آلية واحدة تقريبا لكل شخصين.‏ وليست ايطاليا،‏ بريطانيا العظمى،‏ بلجيكا،‏ فرنسا،‏ وهولندا بعيدة عن هذا المعدل.‏

      تتحول معظم المدن الكبيرة —‏ حيثما كان موقعها في العالم —‏ الى مواقف عملاقة للسيارات.‏ ففي الهند مثلا،‏ في زمن الاستقلال سنة ١٩٤٧،‏ انتشرت في عاصمتها نيو دلهي ٠٠٠‏,١١ سيارة وشاحنة.‏ وبحلول سنة ١٩٩٣ كان العدد قد تجاوز الـ‍ ٠٠٠‏,٢٠٠‏,٢!‏ زيادة هائلة —‏ ولكن «يُتوقع ان يتضاعف العدد بحلول نهاية القرن،‏» وفقا لمجلة تايم (‏بالانكليزية)‏.‏

      وفي الوقت نفسه،‏ في اوروپا الشرقية حيث نسبة السيارات الى كل فرد تبلغ ربع النسبة في اوروپا الغربية،‏ هنالك نحو ٤٠٠ مليون زبون محتمَل.‏ وفي غضون سنوات قليلة سيتغير الوضع في الصين التي يوجد فيها حتى الآن ٤٠٠ مليون دراجة.‏ فكما ذُكر سنة ١٩٩٤،‏ «تضع الدولة خططا لزيادة سريعة في انتاج السيارات،‏» من ٣‏,١ مليون سيارة في السنة الى ٣ ملايين بحلول نهاية القرن.‏

      خطر التلوُّث

      قالت ذا دايلي تلڠراف (‏بالانكليزية)‏ عدد ٢٨ تشرين الاول ١٩٩٤:‏ «لقد نفد الهواء المنعش من بريطانيا.‏» ربما كانت هذه مبالغة ولكن فيها من الصحة ما يكفي لإثارة القلق.‏ حذر الپروفسور ستُوارت پَنكَت،‏ من جامعة أنڠليا الشرقية:‏ «ان السيارات تغيِّر التركيب الكيميائي لغلافنا الجوي الطبيعي.‏»‏

      ان تركيزا عاليا لاول اكسيد الكربون الملوِّث،‏ كما يقول كتاب ٥٠٠٠ يوم لانقاذ الكوكب (‏بالانكليزية)‏،‏ «يحرم الجسم من الاكسجين،‏ يُضعف الادراك والتفكير،‏ يُبطئ المنعكَسات reflexes ويسبِّب الخمول.‏» وتقول منظمة الصحة العالمية:‏ «نحو نصف جميع سكان المدن في اوروپا وأميركا الشمالية معرَّضون لمستويات عالية غير مقبولة من اول اكسيد الكربون.‏»‏

      ويُقدَّر ان الغازات المنبعثة من السيارات تقتل في بعض الاماكن اناسا كثيرين سنويا —‏ بالاضافة الى انها تسبِّب اضرارا بيئية تبلغ بلايين الدولارات.‏ ففي شهر تموز ١٩٩٥ ذكر تقرير اخباري تلفزيوني ان نحو ٠٠٠‏,١١ بريطاني يموتون سنويا من تلوُّث الهواء الذي تسببه السيارات.‏

      عُقد سنة ١٩٩٥ مؤتمر الامم المتحدة للمناخ في برلين.‏ واتفق ممثِّلون من ١١٦ دولة على ضرورة فعل شيء ما.‏ ولكن لخيبة امل كثيرين،‏ أُرجئ العمل على تبني اهداف محددة ووَضْع قواعد ثابتة او على رسم الخطوط العريضة لبرامج محددة.‏

      وعلى ضوء ما قاله كتاب ٥٠٠٠ يوم لانقاذ الكوكب في سنة ١٩٩٠،‏ كان من المتوقع ان لا يجري هذا التقدم،‏ اذ ذكر:‏ «ان طبيعة السلطة السياسية والاقتصادية في المجتمع الصناعي العصري تحتم ان لا تُقبل اجراءات محاربة التدمير البيئي الا اذا كانت لا تعترض سير العمل الاقتصادي.‏»‏

      وهكذا حذرت مجلة تايم مؤخرا من «احتمال سخونة الكرة الارضية تدريجيا بسبب تفاقم ثاني اكسيد الكربون وغازات الدفيئة الاخرى في الجو.‏ وقد تكون النتيجة،‏ وفقا لعلماء كثيرين،‏ فترات من الجفاف،‏ ذوبان القلانس الجليدية،‏ ارتفاع مستوى البحر،‏ انغمار المناطق الساحلية،‏ عواصف اشدّ،‏ وغيرها من الكوارث المناخية.‏»‏

      ان خطورة مشكلة التلوُّث تحتِّم فعل شيء ما.‏ ولكن ماذا؟‏

  • البحث عن حلول مقبولة
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • البحث عن حلول مقبولة

      ليست المركبات الآلية وحدها المسؤولة عن التلوُّث.‏ فالبيوت الخاصة والمصانع ومحطات توليد الطاقة ملومة هي الاخرى.‏ ولكنَّ الدور الذي تلعبه المركبات الآلية في إحداث تلوُّث عالمي انما هو كبير جدا.‏

      وفي الواقع لا يتردد كتاب ٥٠٠٠ يوم لانقاذ الكوكب في القول انه «لو جرى تحليل لكل هذه الاضرار —‏ وخصوصا الضرر الذي يُلحَق بمناخنا بسبب اطلاق ثاني اكسيد الكربون —‏ لَما صُنعت على الارجح سيارات على الاطلاق.‏» الّا انه عاد فقال:‏ «لكنه خيارٌ لا صانعو السيارات ولا مقاولو الطرق ولا الوكالات الحكومية ولا حتى الناس عامة —‏ الذين صارت حياتهم تعتمد اكثر فأكثر على النقل الخاص —‏ مستعدون للنظر فيه.‏»‏

      ألا يجب ان تكون التكنولوجيا،‏ التي وضعت الانسان على القمر،‏ قادرة على انتاج سيارة لا تسبب التلوُّث؟‏ ليست الاعمال ابدا سهلة كالاقوال،‏ لذلك الى ان يجري تذليل العقبات في طريق تطوير سيارة لا تسبب التلوُّث،‏ يستمر البحث عن حلول اخرى مقبولة.‏

      تخفيف المواد الملوِّثة

      اصدرت الولايات المتحدة في الستينات قانونا يتطلب تركيب ضوابط للمركبات الآلية بهدف الحد من اطلاق المواد الملوِّثة.‏ وتفعل دول وحكومات اخرى الامر نفسه منذ ذلك الوقت.‏

      وتُستعمل اليوم على نطاق واسع المحوِّلات الوسيطية catalytic converters التي تتطلب استعمال الوقود الخالي من الرصاص لتصفية المواد الملوِّثة الضارة.‏ وبين سنتي ١٩٧٦ و ١٩٨٠،‏ بعدما ابتدأت اعداد كبيرة من سائقي السيارات تستعمل الوقود الخالي من الرصاص،‏ انخفض مستوى الرصاص في دم الاميركيين بنسبة الثلث.‏ وهذا الامر جيد،‏ لأن الزيادة المفرطة للرصاص يمكن ان تؤثر سلبا في الجهاز العصبي وتعيق القدرة على التعلم.‏ ولكن من المؤسف انه في حين انخفضت مستويات الرصاص في بلدان كثيرة من العالم المتقدم،‏ لم يحدث ذلك في البلدان الاقل تقدما.‏

      حققت المحوِّلات الوسيطية نجاحها المرجوّ،‏ ولكن لا تزال الآراء مختلفة حول فائدتها.‏ فقد انخفض اداء السيارات عندما لم يعد الرصاص يضاف،‏ وللتعويض عن ذلك جرى تغيير التركيب الهيدروكربوني للوقود.‏ وأدى ذلك الى زيادة في انبعاث مواد اخرى مسببة للسرطان،‏ كالبِنزَن والتولُوِين اللتين لا تخفِّف المحوِّلات الوسيطية مستويات انبعاثهما.‏

      وعلاوة على ذلك،‏ تستلزم المحوِّلات الوسيطية استعمال الپلاتين.‏ ووفقا للپروفسور إيان ثورنْتون من الكلّيّة الملكية في بريطانيا،‏ ان احد تأثيراتها الجانبية هو ارتفاع نسبة الپلاتين المستقر في الغبار على جوانب الطرق.‏ وقد حذَّر من احتمال «دخول الاشكال القابلة للذوبان من الپلاتين في السلسلة الغذائية.‏»‏

      وعلى الرغم من نجاح «المحوِّلات الوسيطية في اميركا الشمالية،‏ اليابان،‏ كوريا الجنوبية،‏ والعديد من البلدان الاوروپية،‏» كما يعترف بواقعية كتاب ٥٠٠٠ يوم لانقاذ الكوكب‏،‏ «فإن النمو الهائل لعدد السيارات حول العالم يلغي بشكل كامل فوائدها في تحسين نوعية الهواء.‏»‏

      الابطاء

      والطريقة الاخرى لتخفيف الغازات المنبعثة من السيارات هي القيادة ببطء اكثر.‏ ولكنَّ بعض الولايات في الولايات المتحدة زادت مؤخرا حدود السرعة.‏ وفي المانيا لا يجري تقبُّل فرض القيود.‏ ومن الطبيعي ان يعترض صانعو السيارات،‏ وكذلك عدد كبير من السائقين،‏ على خفض السرعة لأن السيارات المرغوب فيها بين الناس هي تلك المزوَّدة بمحرِّكات قوية تتيح بسهولة القيادة بسرعات عالية تزيد على ١٥٠ كيلومترا (‏١٠٠ ميل)‏ في الساعة لمسافات طويلة.‏ ولكن يَظهر الآن ان المزيد من الالمان مستعدون لتقبُّل فرض قيود على السرعة ليس لأسباب بيئية فقط ولكن من اجل السلامة ايضا.‏

      وفي بعض البلدان يُطلب من السائقين الإبطاء عندما يبلغ التلوُّث مستويات غير مقبولة —‏ او قد يُطلب منهم التوقف عن قيادة السيارات.‏ وكشف استطلاع أُجري سنة ١٩٩٥ ان ٨٠ في المئة من الالمان يوافقون على فرض حدود للسرعة اذا صارت مستويات الاوزون مرتفعة جدا.‏ وقد اتخذت مدن عديدة في العالم،‏ من بينها اثينا وروما،‏ بعض الاجراءات لتقييد استعمال السيارات في ظروف معينة.‏ وتزمع مدن اخرى على فعل الامر نفسه.‏

      استخدام الدراجات

      لتخفيف حركة السير،‏ عمدت بعض المدن الى خفض اسعار التنقل بالباصات.‏ والتنقل بالباص في مدن اخرى مجاني للسائقين الذين يدفعون مبلغا صغيرا لإيقاف سياراتهم في مواقف متوفرة.‏ وخصصت مدن اخرى مسارب من الطرق لحركة الباصات وسيارات الاجرة لزيادة سرعة وسائل النقل هذه.‏

      وعلَّقت مؤخرا الاوروپية (‏بالانكليزية)‏ على طريقة مبتكرة لمحاربة المشكلة،‏ اذ قالت:‏ «انطلاقا من حملة جرت في هولندا في اواخر الستينات،‏ خرج الدنماركيون البارعون بفكرة لتخفيف تلوُّث الهواء وازدحام السير،‏ وذلك بإقناع الناس باستعمال عجلتَين بدلا من اربع عجلات.‏» فالدراجات تنتشر في اماكن مختلفة من شوارع كوپنهاڠن.‏ وبوضع قطعة نقود في جهاز تصير دراجة جاهزة للاستعمال.‏ ويمكن استرجاع المال عندما تُرَدّ الدراجة لاحقا الى المكان المناسب.‏ وسيتبين في المستقبل ما اذا كانت هذه الخطة عملية وتلاقي استحسان الناس.‏

      وللتشجيع على استعمال الدراجات بدلا من السيارات،‏ تسمح بعض المدن الالمانية لراكبي الدراجات بأن يقودوها عكس اتجاه السير في الشوارع ذات الاتجاه الواحد!‏ وبما ان نحو ثلث التنقلات في المدينة وأكثر من ثلث التنقلات في الارياف لا يزيد طولها على ثلاثة كيلومترات (‏٢ ميل)‏،‏ فبإمكان مواطنين كثيرين ان يقوموا بمعظمها سيرا على الاقدام او على الدراجة.‏ وسيساهم ذلك في تخفيف التلوُّث؛‏ وفي الوقت نفسه،‏ ينتفع راكبو الدراجات من هذا التمرين الجسدي.‏

      اعادة تصميم السيارات

      ويجري العمل على تصميم سيارات لا تسبب تلوُّثا.‏ وقد أُنتجت سيارات كهربائية تعمل بواسطة البطاريات،‏ لكنَّ سرعتها وفترة تسييرها محدودتان.‏ ويصح الامر عينه في السيارات التي تعمل على الطاقة الشمسية.‏

      وهنالك امكانية اخرى تُدرس ايضا،‏ وهي استعمال الهيدروجين كوقود.‏ فالهيدروجين يحترق دون اطلاق اية مواد ملوِّثة تقريبا،‏ لكنَّ كلفته باهظة.‏

      كان الرئيس الاميركي كلينتون مدركا للحاجة الى اعادة تصنيع السيارة،‏ فأعلن سنة ١٩٩٣ ان الحكومة ومصانع السيارات الاميركية ستتعاون في تصميم سيارة المستقبل.‏ وقال:‏ «سنحاول الانطلاق في مغامرة تكنولوجية طموحة لم يعهد بلدنا لها مثيلا من قبل.‏» وسيتبين في المستقبل ما اذا كان ممكنا «صنع سيارة القرن الـ‍ ٢١ ذات الفعَّالية المثلى وغير الضارة بالبيئة،‏» كما وصفها.‏ وتهدف الخطط الى انتاج نموذج اولي في غضون عشر سنوات،‏ مع ان الكلفة هائلة جدا.‏

      يسعى بعض صانعي السيارات الى صنع طُرُز تعمل بواسطة الوقود والكهرباء على السواء.‏ وهنالك في المانيا الآن —‏ انما بسعر باهظ —‏ سيارة رياضية كهربائية قادرة على زيادة سرعتها في غضون تسع ثوانٍ من الصفر الى ١٠٠ كيلومتر (‏٦٠ ميلا)‏ في الساعة،‏ وهي تتقدم حتى تبلغ سرعتها القصوى ١٨٠ كيلومترا (‏١١٠ اميال)‏ في الساعة.‏ ولكنها تتوقف بعد اجتياز مسافة ٢٠٠ كيلومتر (‏١٢٠ ميلا)‏ الى ان يعاد شحن بطارياتها لثلاث ساعات على الاقل.‏ وتتواصل الابحاث،‏ ويُتوقع احراز تقدُّم اضافي.‏

      ليس سوى جزء من المشكلة

      ان البحث عن طريقة للتخلص من الغازات السامة المنبعثة من السيارات ليس سوى جزء من المشكلة.‏ فالسيارات تسبِّب ايضا التلوُّث الضجيجي،‏ امر يعرفه جيدا كل شخص يعيش قرب طريق مكتظة.‏ وبما ان الضجيج المتواصل لحركة السير يؤثر سلبا في الصحة،‏ فهو ايضا جزء اساسي من المشكلة ويلزم ايجاد حلّ له.‏

      ويشير محبو الطبيعة ايضا الى ان الكثير من المناطق الريفية ذات الجمال الطبيعي تشوِّهه كيلومترات من الطرقات العامة البشعة،‏ بالاضافة الى المراكز التجارية ولوحات الاعلانات القبيحة المنتشرة على جوانبها.‏ ولكن مع ازدياد عدد السيارات،‏ تزداد الحاجة الى شق طرق جديدة.‏

      وبعض السيارات،‏ بعد سنوات من التسبُّب بالتلوُّث في خدمة مالكيها،‏ تواصل عملها التلويثي حتى «بعد الممات.‏» فالسيارات المرمية والمهجورة،‏ التي ينفر منها النظر،‏ صارت تشكِّل مشكلة كبيرة بحيث لزم اصدار قوانين في بعض الاماكن لئلا تمتلئ منها المناطق الريفية.‏ فهل تُصنع يوما ما السيارة المثلى المصنوعة من مواد سهلة التكرير؟‏ ليس انتاج سيارة كهذه محتملا في المدى المنظور.‏

      ذكرت مؤخرا احدى الصحف ان «معظم الالمان قلقون جدا بشأن البيئة،‏» ولكنها اضافت ان «قليلين يفعلون شيئا حيال ذلك.‏» واقتُبس من مسؤول حكومي قوله:‏ «لا احد يرى نفسه مذنبا،‏ ولا احد مستعد ليحاسَب.‏» نعم،‏ فمن الصعب حلّ المشاكل في عالم يتميز بأناس «محبّين لأنفسهم» و «غير مستعدين لأيّ اتفاق.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٣‏،‏ ع‌ج.‏

      ومع ذلك،‏ لا يزال البحث عن حلول مقبولة مستمرا.‏ فهل يجري ايجاد الحلّ الامثل للتلوُّث والسيارات يوما ما؟‏

  • ايجاد الحلّ الامثل
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • ايجاد الحلّ الامثل

      تتحدث كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ عن وقت تحلّ فيه حكومة اللّٰه السماوية كل مشاكل الجنس البشري،‏ بما فيها الآن مشكلة التلوُّث من السيارات.‏ فهل يزوِّد هذا الملكوت المسيَّاني،‏ الذي تعلّم كثيرون الصلاة من اجله،‏ الحلَّ الامثل بإنتاج سيارة لا تسبب التلوُّث ابدا؟‏ ام ان الحلّ الامثل سيكون بالتخلص من كل المركبات الآلية على وجه الارض؟‏ بما ان الكتاب المقدس لا يعطي جوابا قاطعا،‏ فلا يسعنا الّا ان ننتظر لنرى ما سيحدث.‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ولكن هنالك امر واحد اكيد:‏ لن تسمح حكومة اللّٰه بأن يشوه التلوُّث روائع الخليقة في الفردوس المسترد الذي سيجلبه الملكوت.‏ —‏ اشعياء ٣٥:‏١،‏ ٢،‏ ٧؛‏ ٦٥:‏١٧-‏٢٥‏.‏

      بما ان الذين يتَّبعون كلمة اللّٰه يتدرَّبون من الآن على العيش في عالم جديد خال من التلوُّث،‏ فكيف يجب ان يكون موقفهم من استعمال السيارات اليوم؟‏ عالج عدد ٢٢ حزيران ١٩٨٧ من مجلة استيقظ!‏ (‏بالانكليزية)‏ موضوع «ماذا يحدث لغاباتنا؟‏» وذكر ان بعض العلماء يعتقدون ان هنالك ارتباطا بين المواد الملوِّثة للهواء الموجودة في عوادم السيارات والغابات المحتضرة.‏ فدفع ذلك احد القراء المهتمين بالمسألة الى الكتابة الى جمعية برج المراقبة سائلا عمّا اذا كان يليق بالمسيحيين،‏ نظرا الى هذا الواقع،‏ ان يقودوا السيارات.‏ وتساءل عما اذا كان ذلك يُظهر التحقير لخليقة يهوه.‏

      وكان الجواب على رسالته،‏ جزئيا،‏ كما يلي:‏ «يطيع شهود يهوه بأمانة القوانين البيئية التي تفرضها السلطات الحكومية لخفض التلوُّث.‏ (‏رومية ١٣:‏١،‏ ٧؛‏ تيطس ٣:‏١‏)‏ وإذا رغب فرد في اتخاذ اجراءات اضافية غير ما تأمر به الدولة فذلك خياره الشخصي.‏ وإذا قرر شخص التوقف عن قيادة سيارة،‏ فهذا شأنه الخاص.‏ ولكنَّ المقالة في استيقظ!‏ عبَّرت عن موقف بعض الاشخاص عندما ذكرت في الصفحة ٨:‏ ‹يتخذ كثيرون اجراءات عملية لخفض تلوُّث الهواء الى الحد الممكن منطقيا.‏ فيقودون سياراتهم بسرعة ابطأ،‏ يقللون من تنقلاتهم،‏ يشتركون مع اصحاب سيارات آخرين في ركوب سيارة واحدة كل مرة،‏ يستعملون وقودا خاليا من الرصاص،‏ ويطيعون القوانين المضادة للتلوُّث التي تضعها الدولة.‏›»‏

      الاتزان المسيحي

      يُظهر هذا الجواب الاتزان المسيحي.‏ ويجب ان يتذكر المرء ان السيارات ليست وحدها ما يساهم في التلوُّث.‏ فالطائرات والقطارات —‏ وفي الواقع معظم وسائل النقل العصرية —‏ تسبب التلوُّث.‏ لكنَّ وسائل النقل هذه لم تصمَّم بقصد تسبيب التلوُّث عمدا.‏ فالتلوُّث الناتج هو من تأثيراتها الجانبية،‏ امرٌ مؤسف ولكنه ناجم عن المعرفة المحدودة وتصرُّفات البشر الناقصين.‏

      ناقش عدد ١ كانون الثاني ١٩٩٣ من برج المراقبة هذه المسألة في الصفحة ٣١ وقال:‏ «كشهود ليهوه،‏ نهتم بشدة بالكثير من المشاكل البيئية التي تؤثِّر الآن في موطننا الارضي.‏ ونحن نقدِّر،‏ اكثر من اغلبية الناس،‏ ان الارض خُلقت لتكون بيتا نقيا وصحيًّا لعائلة بشرية كاملة.‏ (‏تكوين ١:‏٣١؛‏ ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ .‏ .‏ .‏ وهكذا من الصواب ان نبذل جهودا متزنة ومعقولة لنتجنب ان نزيد بلا لزوم إفساد الانسان المستمر لكرتنا [الارضية] .‏ ولكن،‏ لاحظوا الكلمة ‹معقولة.‏› .‏ .‏ .‏ لا يجب ان يكون شعب اللّٰه غافلا عن الامور البيئية.‏ وقد طلب يهوه من شعبه القديم ان يتخذوا خطوات ليتخلصوا من الفضلات،‏ خطوات لها اهمية بيئية وصحيَّة ايضا.‏ (‏تثنية ٢٣:‏٩-‏١٤‏)‏ وبما اننا نعرف نظرته الى اولئك الذين يهلكون الارض،‏ فحتما لا ينبغي ان نتجاهل امورا يمكننا فعلها لحفظ البيئة نظيفة.‏ .‏ .‏ .‏ ومع ذلك،‏ ان المدى الذي اليه يذهب المسيحي في هذا المجال هو مسألة شخصية ما لم يطلب القانون ذلك.‏ ويتضح .‏ .‏ .‏ ان البشر الناقصين يقعون بسهولة في شرك الصيرورة متطرفين.‏ .‏ .‏ .‏ [و] الجهود البشرية لإراحة الارض من مشاكلها البيئية الرئيسية،‏ بما فيها التلوُّث،‏ لن تنجح تماما.‏ وقد يكون هنالك شيء من التقدم هنا وهناك،‏ لكنَّ الحل الدائم الوحيد يتطلب تدخل اللّٰه.‏ لهذا السبب نركز جهودنا ومواردنا على الحل الالهي،‏ بدلا من محاولة التخفيف من الاعراض السطحية.‏»‏

      يعرب المسيحيون عن الاتزان عندما يتقيدون بمبادئ الكتاب المقدس،‏ وهم يتذكرون تفويضهم الالهي الذي يأمرهم بالكرازة برسالة ملكوت اللّٰه في كل العالم.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ ولا شيء مهم او مُلحّ اكثر من ذلك!‏ وإذا كانت وسائل النقل والاتصال العصرية تساعد المسيحيين على اتمام هذا الالتزام،‏ فهذا سبب وجيه لكي يستغلوها جيدا.‏ وهم في الوقت نفسه يتجنبون تسبيب تلوُّث عمدي او غير ضروري.‏ وهكذا يحافظون على ضمير صالح امام اللّٰه والانسان على السواء.‏

      لذلك مع اننا لا نعرف اليوم كيف ستُحلّ اخيرا مشكلة التلوُّث والسيارات،‏ الّا اننا نعرف انها ستُحلّ.‏ وفي الواقع،‏ الحلّ الامثل قريب جدا.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

      محاربة التلوُّث

      ‏• السير على الاقدام او ركوب دراجة عندما يكون ذلك ممكنا

      ‏• الاشتراك مع اصحاب سيارات آخرين في ركوب سيارة واحدة كل مرة

      ‏• صيانة المركبات الآلية بانتظام

      ‏• الاهتمام باستعمال وقود يسبب تلوُّثا اقل

      ‏• تجنب التنقلات غير الضرورية

      ‏• القيادة بسرعات معتدلة ولكن ثابتة

      ‏• استعمال وسائل النقل العام عندما يكون ذلك ممكنا وعمليا

      ‏• اطفاء المحرِّك بدلا من تركه دائرا عندما تتوقف السيارة مدة من الوقت

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة