مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الى اين يتَّجه هذا العالم؟‏
    داوم على السهر!‏
    • الى اين يتَّجه هذا العالم؟‏

      حول العالم،‏ صارت المشاكل الخطيرة والحوادث الصاعقة امرا مألوفا.‏ فماذا يعني ذلك؟‏

      الامن الشخصي:‏ القنابل تُفجَّر في الاسواق.‏ النيران تُطلق على الاساتذة والتلاميذ في المدرسة.‏ الاطفال يُختطفون حين يغيبون عن نظر والديهم.‏ تهجُّم على المسنين وسرقتهم في وضح النهار.‏

      الوضع الديني:‏ الكنائس تدعم الاطراف المتنازعة في الحرب.‏ رجال الدين متَّهمون بالابادة الجماعية.‏ الكهنة يستغلون الاحداث جنسيا والكنيسة تحاول إخفاء الفضائح.‏ عدد مرتادي الكنائس يتراجع والمباني الكنسية تُباع.‏

      البيئة:‏ إزالة الاحراج للقيام بمشاريع تجارية.‏ الفقراء يُعرّون الغابات بحثا عن الوقود.‏ المياه الجوفية ملوَّثة وغير صالحة للشرب.‏ النفايات الصناعية وبعض الاساليب الحديثة تُضِرّ بصناعة صيد الاسماك.‏ الهواء ملوَّث جدا وخانق.‏

      كسب المعيشة:‏ دخْل الفرد في افريقيا السوداء لا يتعدى ٤٨٠ دولارا اميركيا في السنة.‏ جشع المديرين يؤدي الى انهيار الشركات ويترك الآلاف عاطلين عن العمل.‏ المستثمرون يخسرون جنى عمرهم بسبب الاحتيال.‏

      المجاعات:‏ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨٠٠ شخص حول العالم تقريبا يأوون الى فراشهم جائعين.‏

      الحرب:‏ اكثر من ١٠٠ مليون شخص ماتوا في حروب القرن العشرين.‏ مخزون الاسلحة النووية كافٍ لإهلاك الجنس البشري بكامله عدة مرات.‏ الحروب الاهلية تندلع.‏ الارهاب يهدِّد العالم بأسره.‏

      الاوبئة والامراض الاخرى:‏ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢١ شخص قضوا نحبهم بالانفلوَنزا الاسپانية التي تفشّت سنة ١٩١٨.‏ الأيدز:‏ «الوباء الاكثر فتكا في التاريخ البشري».‏ الناس حول العالم يقاسون من السرطان ومرض القلب.‏

      اذا لم تركِّز على النبذات الاخبارية كلّ على حدة،‏ فكيف تراها؟‏ أهي في رأيك حوادث فردية ام انها جزء من حوادث عالمية مرتبطة بعضها ببعض ولها مغزى حقيقي؟‏

      ‏[الاطار/‏​الصورة في الصفحة ٥]‏

      هل يهتم اللّٰه بنا حقا؟‏

      نتيجة الحوادث الفظيعة،‏ خسارة الممتلكات،‏ او فقدان احد الاحباء يقاسي كثيرون اليوم.‏ لذلك يتساءلون لماذا لا يتدخل اللّٰه ويمنع حدوث هذه الامور.‏

      اللّٰه يهتم بنا.‏ فهو يزوِّد الارشاد السليم والراحة الحقيقية الآن.‏ (‏متى ١١:‏​٢٨-‏٣٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ وقد اتَّخذ الاجراءات لوضع حد نهائي للعنف،‏ المرض،‏ والموت.‏ وهذه الاجراءات تُظهِر انه لا يهتم بأمة واحدة فحسب،‏ بل ايضا بالناس من كل الامم والقبائل والالسنة.‏ —‏ اعمال ١٠:‏​٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      الى ايّ حدّ يهمّنا اللّٰه؟‏ هل تعرف مَن هو خالق السماء والارض؟‏ ما هو اسمه؟‏ وما هو قصده؟‏ يجيب اللّٰه عن هذه الاسئلة في الكتاب المقدس.‏ فهو يخبرنا ما هي الاجراءات التي يتَّخذها لإنهاء العنف والمرض والموت.‏ ولكن ما المطلوب منا للاستفادة من ترتيبات اللّٰه؟‏ يجب ان نتعلم عنه وعن قصده.‏ ولا يعقل ان نتوقع الاستفادة من هذه الترتيبات إلا اذا آمنّا به.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ ومن الضروري ايضا ان نطيع مطالبه.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ فهل يهمّك اللّٰه بحيث تكون مستعدّا لإطاعة مطالبه؟‏

      لكي نفهم لماذا يسمح اللّٰه بالاحوال السيئة الحاضرة،‏ يجب ان نعرف عن قضية مهمة مذكورة في الكتاب المقدس.‏ وهذه الكراسة توضح هذه القضية في الصفحة ١٥.‏

  • ما مغزى كل هذه الحوادث؟‏
    داوم على السهر!‏
    • ما مغزى كل هذه الحوادث؟‏

      قال يسوع المسيح:‏ ‏«اختتام نظام الاشياء»‏ سيتميَّز بالحروب،‏ المجاعات،‏ الاوبئة،‏ والزلازل.‏ —‏ متى ٢٤:‏​١-‏٨؛‏ لوقا ٢١:‏​١٠،‏ ١١‏.‏

      منذ سنة ١٩١٤،‏ تنغِّص حياتَنا الحروبُ بين الامم والفئات الإثنية او العرقية.‏ وغالبا ما تندلع هذه الحروب بسبب تدخل رجال الدين في السياسة او نتيجة الهجمات الارهابية التي تحدث مؤخرا.‏

      ورغم التقدم العلمي،‏ تبتلي المجاعات الشديدة مئات الملايين من الناس حول الارض.‏ نتيجة لذلك،‏ يموت ملايين الاشخاص سنويا من الجوع.‏

      الاوبئة،‏ او الامراض المعدية الواسعة الانتشار،‏ هي ايضا جزء من العلامة التي اعطاها يسوع.‏ فعقب الحرب العالمية الاولى،‏ حصد احد انواع الانفلونزا حياة اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢١ شخص.‏ وبعكس الامراض المعدية التي اصابت مناطق معيَّنة في الماضي،‏ انتقل هذا المرض الى بلدان كثيرة حول العالم،‏ حتى الى الجزر النائية.‏ ويجتاح العالمَ الآن مرضُ الأيدز.‏ وتُبتلى الامم النامية بأوبئة مثل السّل،‏ الملاريا،‏ العمى النهري،‏ ومرض شاڠاس.‏

      ويُذكَر ان عشرات آلاف الزلازل بمختلف الدرجات تضرب كل سنة.‏ ورغم المعدات المتوفرة والاساليب المتقدمة،‏ لا تزال انباء الزلازل التي تضرب المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة تتصدر عناوين الاخبار.‏

      انبأ الكتاب المقدس ايضا:‏ «اعلم هذا،‏ انه في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة حرجة.‏ فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين،‏ مجدِّفين،‏ عاصين لوالديهم،‏ غير شاكرين،‏ غير أولياء،‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول ايّ اتفاق،‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ جامحين،‏ منتفخين بالكبرياء،‏ محبين للملذات دون محبة للّٰه،‏ لهم شكل التعبد للّٰه ولكنهم منكرون قوته؛‏ فعن هؤلاء اعرض».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥‏.‏

      ألا توافق اننا نعيش في «ازمنة حرجة»؟‏

      هل لاحظت ان الناس في ايامنا متكبرون ومحبون لأنفسهم وللمال الى حدّ بعيد؟‏

      أيُعقل ان ينكر احد ان العالم ملآن بأشخاص انانيين،‏ غير شاكرين،‏ غير مستعدين لقبول ايّ اتّفاق،‏ وغير اولياء؟‏!‏

      هل تعرف ان عصيان الوالدين وعدم الحنو الفظيع قد تفاقما كثيرا حول العالم،‏ وليس فقط في مناطق قليلة؟‏

      لا شك انك تدرك اننا نعيش في عالم تعميه محبة الملذات وليس لديه محبة للصلاح.‏ وهذا ما يقوله الكتاب المقدس عن المواقف السائدة في «الايام الاخيرة».‏

      فهل هنالك حاجة الى براهين اكثر تُثبِت اين نحن في مجرى الزمن؟‏ انبأ يسوع ايضا انه خلال هذه الفترة عينها،‏ سيُكرَز ببشارة ملكوت اللّٰه في كل المسكونة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فهل تتم هذه النبوة؟‏

      ان برج المراقبة هي مجلة مؤسسة على الكتاب المقدس ومخصَّصة لإعلان بشارة ملكوت يهوه.‏ وهي تصدر دوريا بلغات اكثر من اية مجلة اخرى.‏

      ويخصِّص شهود يهوه سنويا اكثر من بليون ساعة لإخبار الآخرين عن ملكوت اللّٰه.‏

      يُصدِر شهود يهوه ايضا مطبوعات تشرح الكتاب المقدس بأكثر من ٤٠٠ لغة،‏ حتى باللغات التي ينطق بها عدد قليل من الاشخاص الساكنين في المناطق النائية.‏ وقد اوصلوا البشارة الى كل الامم؛‏ كما انهم كرزوا في جزر ومقاطعات عديدة ليس لها اية اهمية سياسية.‏ وفي معظم البلدان،‏ لديهم برنامج منتظم لتعليم الكتاب المقدس.‏

      حقا،‏ يُكرَز ببشارة ملكوت اللّٰه في كل المسكونة،‏ ليس لهداية العالم بل لتقديم الشهادة.‏ فالناس اينما كانوا يُمنَحون فرصة ليُظهِروا هل يهمّهم الاله الذي خلق السموات والارض وهل يملكون الاحترام لشرائعه ويحبون رفيقهم الانسان.‏ —‏ لوقا ١٠:‏​٢٥-‏٢٧؛‏ كشف ٤:‏١١‏.‏

      وعمّا قريب،‏ سيطهِّر ملكوت اللّٰه الارض من كل الاشرار ويحوِّلها الى فردوس.‏ —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      الايام الاخيرة لأيّ شيء؟‏

      ليست الايامَ الاخيرة للجنس البشري.‏ فالذين يصنعون مشيئة اللّٰه لديهم رجاء العيش الى الابد،‏ كما يعِد الكتاب المقدس.‏ —‏ يوحنا ٣:‏​١٦،‏ ٣٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

      وليست الايامَ الاخيرة للارض.‏ فكلمة اللّٰه تعِد ان الارض ستبقى الى الابد.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ ١٠٤:‏٥؛‏ اشعياء ٤٥:‏١٨‏.‏

      انها الايام الاخيرة لنظام الاشياء العنيف والعديم المحبة هذا ولكلّ الذين يؤيدون طرقه.‏ —‏ امثال ٢:‏​٢١،‏ ٢٢‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      هل الكتاب المقدس هو حقا كلمة اللّٰه؟‏

      كتب انبياء الكتاب المقدس مرارا:‏ «هكذا يقول الرب».‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٤؛‏ ارميا ٢:‏٢‏)‏ حتى يسوع المسيح،‏ ابن اللّٰه،‏ أكّد انه ‹لم يتكلم من عنده›.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٠‏)‏ ويوضح الكتاب المقدس:‏ «الاسفار المقدسة كاملة هي موحى بها من اللّٰه».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      فما من كتاب آخر صدر بهذا العدد من اللغات:‏ اكثر من ٢٠٠‏,٢ لغة،‏ حسبما ذكرت «جمعيات الكتاب المقدس المتحدة».‏ وما من كتاب آخر يوزَّع بهذا القدر؛‏ فقد وزِّع منه حتى الآن اكثر من اربعة بلايين نسخة.‏ أفليس هذا ما تتوقعه من رسالة اللّٰه الى البشر كلهم؟‏!‏

      من اجل مناقشة أَشمَل للادلة التي تُثبِت ان الكتاب المقدس موحى به من اللّٰه،‏ انظر كتاب الكتاب المقدس —‏ كلمة اللّٰه أم الانسان؟‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      وإذا قرأت الكتاب المقدس وأنت مقتنع انه حقا كلمة اللّٰه،‏ فسوف تجني فوائد كبيرة.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٨]‏

      ما هو ملكوت اللّٰه؟‏

      انه الحكومة التي اسّسها خالق السماء والارض،‏ الاله الحق يهوه.‏ —‏ ارميا ١٠:‏​١٠،‏ ١٢‏.‏

      يذكر الكتاب المقدس ان يسوع المسيح هو الشخص الذي فوَّض اليه اللّٰه سلطة الحكم.‏ (‏كشف ١١:‏١٥‏)‏ وعندما عاش يسوع على الارض،‏ كانت لديه سلطة من اللّٰه،‏ سلطة مكَّنته من ضبط عناصر الطبيعة،‏ شفاء كل الامراض،‏ حتى إقامة الاموات.‏ (‏متى ٩:‏​٢-‏٨؛‏ مرقس ٤:‏​٣٧-‏٤١؛‏ يوحنا ١١:‏​١١-‏٤٤‏)‏ وقد انبأت نبوة الكتاب المقدس الموحى بها ان اللّٰه سيعطيه ايضا «سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة».‏ (‏دانيال ٧:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ وتُدعى هذه الحكومة ملكوت السموات لأن يسوع المسيح يحكم الآن من السماء.‏

      ‏[الصور في الصفحة ٧]‏

      الكرازة بالبشارة حول العالم

  • ايّ مَنحى تتخذه حياتك؟‏
    داوم على السهر!‏
    • ايّ مَنحى تتخذه حياتك؟‏

      ‏• كثيرون من الناس منهمكون في شؤون الحياة اليومية،‏ حتى انهم قلّما يفكِّرون في المنحى الذي تتَّخذه حياتهم.‏

      ‏• يخبرنا الكتاب المقدس عن حوادث رائعة تكمن امامنا.‏ ولكنه يحذِّرنا ايضا من تغيير جذري سيحلّ بالهيئات البشرية.‏ ولكي نستفيد من هذا التحذير ونتجنب الكارثة،‏ من الملحّ ان نتَّخذ اجراء حاسما.‏

      ‏• يعرف بعض الاشخاص ما يقوله الكتاب المقدس ويحاولون تطبيقه.‏ لكنهم يسمحون لهموم الحياة بأن تجعلهم ينحرفون عن المسار الصحيح.‏

      ‏• هل انتَ راضٍ عن المنحى الذي تتَّخذه حياتك؟‏ عندما تضع الخطط،‏ هل تفكر كيف تؤثر هذه الخطط في اهدافك البعيدة المدى في الحياة؟‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٩]‏

      ما هو الاهم في نظرك؟‏

      كيف تقيِّم الامور التالية؟‏ رتِّبها حسب الاولوية.‏

      ان العديد منها مهمّ.‏ ولكن عندما يكون عليك الاختيار،‏ ايّ امر يحتل المرتبة الاولى،‏ الثانية،‏ وهلم جرّا؟‏

      ‏․․․ التسلية/‏الاستجمام

      ‏․․․ وظيفتي او حياتي المهنية

      ‏․․․ صحتي

      ‏․․․ مصلحتي الشخصية

      ‏․․․ رفيق زواجي

      ‏․․․ والداي

      ‏․․․ اولادي

      ‏․․․ البيت الجميل/‏الثياب الانيقة

      ‏․․․ التفوّق في كل ما افعله

      ‏․․․ عبادة اللّٰه

      ‏[الاطار في الصفحتين ١٠،‏ ١١]‏

      هل تنسجم اختياراتك مع اهدافك؟‏

      فكِّر في الاسئلة التالية

      التسلية/‏الاستجمام:‏ هل يجلب لي الاستجمام الذي اختاره الانتعاش؟‏ هل يشمل مغامرات قد تعرِّض حياتي للخطر او تسبِّب لي عاهة مستديمة؟‏ هل هو «لهو» يجلب لي الاثارة مجرد ساعات قليلة،‏ ولكنه بالمقابل ينتج لي الشقاء الدائم؟‏ حتى لو كانت التسلية سليمة،‏ هل اصرف وقتا طويلا فيها بحيث لا يتبقى لي وقت للامور الاكثر اهمية؟‏

      وظيفتي او حياتي المهنية:‏ هل اعمل لأعيل نفسي ام انني اسمح لعملي بأن يستعبدني؟‏ هل يستنزف العمل طاقتي بحيث تتدهور صحتي؟‏ هل افضِّل العمل ساعات اضافية على قضاء الوقت مع رفيق زواجي او اولادي؟‏ اذا طلب صاحب العمل مني امرا لا يسمح لي ضميري بأن افعله او امرا يمنعني تكرارا من القيام بالواجبات الروحية،‏ فهل افعل ما يطلبه مني لئلا يطردني من وظيفتي؟‏

      صحتي:‏ هل اهمل صحتي ام احافظ عليها؟‏ هل هي محور احاديثي؟‏ هل أُظهِر اهتمامي بعائلتي من خلال المحافظة على صحتي؟‏

      مصلحتي الشخصية:‏ هل هي اهتمامي الاول؟‏ هل افضِّل مصلحة رفيق زواجي او عائلتي على مصلحتي الشخصية؟‏ هل اسعى الى تحقيق مصلحتي بشكل ينسجم مع كوني احد عبّاد الاله الحق؟‏

      رفيق زواجي:‏ هل اعتبر رفيق زواجي شريكي فقط عندما يحلو لي؟‏ هل اعامله باحترام وأعتبره جديرا بالاكرام؟‏ هل ينعكس ايماني باللّٰه على نظرتي الى رفيق زواجي؟‏

      والداي:‏ اذا كنتَ قاصرا،‏ فاسأل نفسك:‏ هل اطيع والدَيّ بالتكلم معهما باحترام،‏ القيام بما يطلبانه مني،‏ العودة الى البيت في الوقت الذي يحدِّدانه لي،‏ وتجنب المعاشرات والنشاطات التي يحذِّرانني منها؟‏ اما اذا كنتَ راشدا،‏ فاسأل نفسك:‏ هل اصغي الى والدَيّ باحترام وأساعدهما عندما يكونان بحاجة اليّ؟‏ في تعاملاتي معهما،‏ هل افضِّل راحتي الشخصية على اتِّباع مشورة كلمة اللّٰه؟‏

      اولادي:‏ هل اشعر انني المسؤول عن تعليم اولادي القيَم الاخلاقية ام احمِّل هذه المسؤولية للمدرسة؟‏ هل اخصِّص الوقت لهم ام اتوقع ان تشغل وقتهم الالعاب،‏ التلفزيون،‏ او الكمپيوتر؟‏ هل اؤدِّبهم كلما تجاهلوا مذكِّرات اللّٰه ام عندما اكون في سورة غضب فقط؟‏

      البيت الجميل/‏الثياب الانيقة:‏ ما الذي يحدِّد مدى الاهتمام الذي يجب ان اوليه لمظهري وممتلكاتي؟‏ اهو الانطباع الذي ارجو ان اتركه لدى جيراني؟‏ ام خير عائلتي؟‏ ام كوني عابدا للّٰه؟‏

      التفوّق في كل ما افعله:‏ هل اشعر باهمية القيام بالامور على احسن وجه؟‏ هل اسعى ان اتفوّق في ما افعله؟‏ هل انزعج اذا تفوّق عليّ احد في شيء ما؟‏

      عبادة اللّٰه:‏ هل نيل رضى اللّٰه اهمّ في نظري من نيل رضى رفيق زواجي،‏ اولادي،‏ والدَيّ،‏ او ربّ عملي؟‏ هل اضع خدمة اللّٰه في مرتبة ثانوية في سبيل المحافظة على العيش برخاء؟‏

      تأمل جيدا في مشورة الكتاب المقدس

      اية مكانة تحتلها خدمة اللّٰه في حياتك؟‏

      جامعة ١٢:‏١٣‏:‏ «اتقِ اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو الانسان كله».‏

      اسأل نفسك:‏ هل تُظهر حياتي انني مقتنع بصحة هذه الكلمات؟‏ هل طاعتي لوصايا اللّٰه هي ما يحدِّد كيف اهتم بمسؤولياتي في البيت او العمل او المدرسة؟‏ ام ان مسؤوليات وضغوط الحياة الاخرى هي التي تحدِّد الوقت الذي اخصِّصه لخدمة اللّٰه؟‏

      كيف هي علاقتك باللّٰه؟‏

      امثال ٣:‏​٥،‏ ٦‏:‏ «توكّل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.‏ في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك».‏

      م‍تى ٤:‏١٠‏:‏ «يهوه إلهك تعبد،‏ وله وحده تؤدي خدمة مقدسة».‏

      اسأل نفسك:‏ هل تصف هذه الكلمات مشاعري نحو اللّٰه؟‏ هل يبرهن ما اقوم به يوميا وطريقة مواجهتي الحالات العصيبة على اتكالي على اللّٰه وتعبُّدي له؟‏

      الى ايّ حد تعتبر قراءة الكتاب المقدس ودرسه امرا مهمًّا؟‏

      يوحنا ١٧:‏٣‏:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الاله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏

      اسأل نفسك:‏ هل انا مقتنع بهذه الكلمات بحيث اضع قراءة كلمة اللّٰه والتأمل فيها في المرتبة الاولى؟‏

      الى ايّ حدّ تعتبر حضور اجتماعات الجماعة المسيحية مهمًّا؟‏

      عبرانيين ١٠:‏​٢٤،‏ ٢٥‏:‏ «لنراعِ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة،‏ غير متخلّين عن اجتماعنا،‏ .‏ .‏ .‏ وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقترب».‏

      م‍زمور ١٢٢:‏١‏:‏ «فرحتُ بالقائلين لي الى بيت الرب نذهب».‏

      اسأل نفسك:‏ هل يُظهِر نمط حياتي التقدير للارشاد الآنف الذكر الموجود في كلمة اللّٰه؟‏ هل تغيَّبتُ الشهر الماضي عن ايّ اجتماع لأنني سمحتُ لأمر آخر بأن يأخذ الاولوية؟‏

      هل تُخبر الآخرين عن اللّٰه وقصده بغيرة؟‏

      متى ٢٤:‏١٤‏:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة .‏ .‏ .‏؛‏ ثم تأتي النهاية».‏

      م‍تى ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏

      م‍زمور ٩٦:‏٢‏:‏ «رنِّموا للرب باركوا اسمه بشِّروا من يوم الى يوم بخلاصه».‏

      اسأل نفسك:‏ هل اعطي هذا العمل الاولوية؟‏ هل اقوم به بشكل يعكس اقتناعي بخطورة الوقت الذي نعيش فيه؟‏

  • ‏‹ساعة الدينونة› قد جاءت
    داوم على السهر!‏
    • ‏‹ساعة الدينونة› قد جاءت

      يخبرنا الكشف،‏ آخر سفر في الكتاب المقدس،‏ عن ملاك طائر في وسط السماء معه «بشارة ابدية ليبشِّر» بها.‏ وهو يقول بصوت عالٍ:‏ «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا،‏ لأن ساعة دينونته قد جاءت».‏ (‏كشف ١٤:‏​٦،‏ ٧‏)‏ ان ‹ساعة الدينونة› هذه تشمل اعلان الدينونة الالهية وتنفيذها على حدّ سواء.‏ و ‹الساعة› هي فترة قصيرة نسبيا.‏ وتنفيذ الدينونة سيكون ذروة «الايام الاخيرة» التي نعيش فيها الآن.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

      ان ‹ساعة الدينونة› ستجلب الفرح لمحبي البرّ.‏ ففي هذه الساعة سيمنح اللّٰه الراحة لخدّامه الذين يعانون الامرَّين في نظام الاشياء هذا الذي يسوده العنف وقلة المحبة.‏

      والآن،‏ قبل ان تنتهي ‹ساعة الدينونة› بدمار نظام الاشياء الشرير الحاضر،‏ يجري حثّنا:‏ «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا».‏ فهل تفعل ذلك؟‏ لا يكفي ان نقول:‏ اننا نؤمن باللّٰه.‏ (‏متى ٧:‏​٢١-‏٢٣؛‏ يعقوب ٢:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ فالخوف السليم من اللّٰه ينبغي ان يجعلنا نُظهِر التوقير له ونتجنب فعل ما هو شرّ.‏ (‏امثال ٨:‏١٣‏)‏ كما ينبغي ان يساعدنا ان نحبّ الخير ونبغض الشر.‏ (‏عاموس ٥:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ وإذا اردنا ان نُكرِم اللّٰه،‏ يجب ان نصغي اليه باحترام شديد.‏ ولا يجب ان نكون مشغولين اكثر من ان نقرأ بانتظام كلمته،‏ الكتاب المقدس.‏ كما يجب ان نتوكل عليه ونثق به بكل قلبنا في كل حين.‏ (‏مزمور ٦٢:‏٨؛‏ امثال ٣:‏​٥،‏ ٦‏)‏ والذين يُكرِمونه حقا يجب ان يعترفوا انه المتسلط الكوني لأنه خالق السماء والارض،‏ وأن يذعنوا له طوعا بصفته الاله الذي يحقّ له ان يوجِّه حياتنا.‏ فإذا ادركنا انه يجب ان ننتبه اكثر الى هذه الامور،‏ فلنسارع الى القيام بها دونما تأخير.‏

      ان وقت تنفيذ الدينونة الذي تكلّم عنه الملاك يُسمّى ايضا «يوم يهوه».‏ وقد اتى «يوم» كهذا على اورشليم القديمة سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ لأن سكانها لم يصغوا الى التحذيرات التي اعلنها يهوه بفم انبيائه ولم يُبقوا يوم يهوه قريبا في ذهنهم.‏ وهذا ما عرّض حياتهم للخطر.‏ فيهوه سبق وحذّرهم ان يومه «قريب وسريع جدا».‏ (‏صفنيا ١:‏١٤‏)‏ وقد اتى ‹يوم ليهوه› على بابل القديمة ايضا سنة ٥٣٩ ق‌م.‏ (‏اشعياء ١٣:‏​١،‏ ٦‏)‏ فالبابليون كانوا واثقين بحصونهم وآلهتهم وتجاهلوا التحذيرات التي اعلنها لهم انبياء يهوه.‏ لكنَّ بابل الجبارة سقطت في ليلة واحدة على ايدي الماديين والفرس.‏

      ماذا يكمن امامنا اليوم؟‏ ‹يوم آخر ليهوه›،‏ ولكن على نطاق اوسع.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏​١١-‏١٤‏)‏ فدينونة اللّٰه قد أُعلنَت على «بابل العظيمة».‏ فبحسب الكشف ١٤:‏٨‏،‏ يعلن ملاك:‏ «سقطت بابل العظيمة».‏ وسقوط بابل قد حدث.‏ فلم يعد بإمكانها ان تُبقي عبّاد يهوه تحت سيطرتها.‏ فقد شُهِّر فسادها وتورّطها في الحروب.‏ والآن يقترب دمارها النهائي.‏ لذلك يحثّ الكتاب المقدس الناس اينما كانوا:‏ «اخرجوا منها [بابل العظيمة] .‏ .‏ .‏ لئلا تشتركوا معها في خطاياها،‏ ولئلا تنالوا جزءا من ضرباتها.‏ فإن خطاياها قد تراكمت حتى السماء،‏ وتذكر اللّٰه مظالمها».‏ —‏ كشف ١٨:‏​٤،‏ ٥‏.‏

      ما هي بابل العظيمة؟‏ انها كامل الاديان حول العالم التي توجد تشابهات بينها وبين بابل القديمة.‏ (‏الكشف،‏ الاصحاحان ١٧ و ١٨‏)‏ فلنستعرض في ما يلي بعض هذه التشابهات:‏

      ‏• كان الكهنة في بابل القديمة يتدخلون كثيرا في الشؤون السياسية.‏ وهذا ما يصحّ في كثير من الاديان اليوم.‏

      ‏• غالبا ما كان الكهنة في بابل يدعمون الحروب.‏ واليوم ايضا،‏ غالبا ما تكون الاديان في طليعة الذين يباركون جنود الامم المتحاربة.‏

      ‏• ادّت تعاليم وممارسات بابل القديمة الى انغماس شعبها في الفساد الادبي الفاضح.‏ وفي ايامنا ايضا،‏ يتفشى الفساد الادبي بين رجال الدين وعامة الشعب نتيجة تجاهل القادة الدينيين لمقاييس الآداب في الكتاب المقدس.‏ ومن الجدير بالذكر ان سفر الكشف يصوِّر بابل العظيمة على انها عاهرة،‏ وذلك لأنها تمارس العهارة مع هذا العالم وأنظمته السياسية.‏

      ‏• يقول الكتاب المقدس ايضا ان بابل العظيمة تعيش «في ترف فاضح».‏ في بابل القديمة،‏ كانت للهياكل اوقاف تضمّ اراضي شاسعة،‏ ولعب الكهنة دورا بارزا في التجارة.‏ على نحو مماثل،‏ تمتلك بابل العظيمة اليوم اراضي شاسعة وتدير اعمالا على نطاق واسع.‏ كما ان تعاليمها وأعيادها تدرّ اموالا طائلة عليها وعلى التجّار.‏

      ‏• كانت التماثيل والسحر والعيافة امورا شائعة في بابل القديمة،‏ كما هي شائعة ايضا في اماكن كثيرة اليوم.‏ وكان الموت يُعتبَر ممَرًّا الى حياة اخرى.‏ كما زخرت بابل بالهياكل والمعابد المخصّصة لإكرام آلهتها.‏ وكان البابليون يقاومون عبّاد يهوه.‏ واليوم ايضا،‏ تميِّز المعتقدات والممارسات نفسها بابل العظيمة.‏

      قديما،‏ استخدم يهوه الامم السياسية والعسكرية القوية لمعاقبة الذين اصرّوا على الاستخفاف به وتجاهل مشيئته.‏ فقد دمّر الاشوريون السامرة سنة ٧٤٠ ق‌م.‏ ودُمِّرت اورشليم على ايدي البابليين سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ ثم على ايدي الرومانيين سنة ٧٠ ب‌م.‏ وبابل بدورها أُخضعت للماديين والفرس سنة ٥٣٩ ق‌م.‏ على نحو مماثل،‏ يشبِّه الكتاب المقدس الحكومات السياسية بوحش ويقول انها ستنقلب على «العاهرة»،‏ تجعلها عريانة بكشفها على حقيقتها،‏ ثم تدمِّرها كليًّا.‏ —‏ كشف ١٧:‏١٦‏.‏

      وهل ستقوم حقا حكومات العالم بهذا الامر؟‏ يقول الكتاب المقدس ان ‹اللّٰه سيضع ذلك في قلوبهم›.‏ (‏كشف ١٧:‏١٧‏)‏ ولن يكون هذا الاجراء تدريجيا او مُتوقَّعا،‏ بل مباغتا ومفاجئا وصاعقا.‏

      ماذا يجب ان تفعل؟‏ اسأل نفسك:‏ ‹هل ما زلتُ انتمي الى هيئة دينية ملوَّثة بتعاليم وممارسات تسِمها كجزء من بابل العظيمة؟‏›.‏ وإذا لم تكن عضوا في هيئة دينية كهذه،‏ فاسأل نفسك:‏ ‹هل سمحتُ لروح بابل العظيمة بأن تؤثر فيّ؟‏›.‏ وما هي هذه الروح؟‏ انها النظرة المتساهلة الى الانحلال الخلقي،‏ محبة الممتلكات المادية والملذات بدلا من محبة اللّٰه،‏ او التجاهل العمدي لكلمة يهوه،‏ حتى في الامور التي تبدو قليلة الاهمية.‏ وبعد طرح السؤال على نفسك،‏ فكِّر مليًّا في جوابك.‏

      لنيل رضى يهوه،‏ من المهمّ ان نبرهن بتصرفاتنا ورغبات قلبنا اننا فعلا لسنا جزءا من بابل العظيمة.‏ ولا وقتَ للتواني.‏ فعند التحذير ان النهاية ستأتي فجأة،‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «برميةٍ خاطفة ستُطرَح بابل المدينة العظيمة،‏ ولن توجد في ما بعد».‏ —‏ كشف ١٨:‏٢١‏.‏

      ولكن هنالك المزيد من الحوادث.‏ ففي ‹ساعة الدينونة› سيحاسب يهوه اللّٰه ايضا الانظمة السياسية العالمية،‏ حكّامها،‏ وكل الذين لا يذعنون لحكمه الشرعي الذي يمارسه بواسطة ملكوته السماوي برئاسة يسوع المسيح.‏ (‏كشف ١٣:‏​١،‏ ٢؛‏ ١٩:‏​١٩-‏٢١‏)‏ تشبِّه الرؤيا النبوية في دانيال ٢:‏​٢٠-‏٤٥ الحكومات السياسية من زمن بابل حتى وقتنا الحاضر بتمثال عظيم مصنوع من الذهب،‏ الفضة،‏ النحاس،‏ الحديد،‏ والخزف.‏ وعن ايامنا قالت النبوة:‏ «يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا».‏ ويذكر الكتاب المقدس ايضا ما ستفعله حكومة الملكوت خلال «ساعة دينونة» يهوه قائلا:‏ «تسحق وتفني كل هذه الممالك [البشرية] وهي تثبت الى الابد».‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

      يحذِّر الكتاب المقدس العبّاد الحقيقيين من محبة «ما في العالم» —‏ طريقة الحياة التي يروِّجها هذا العالم المبتعد عن الاله الحق.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏​١٥-‏١٧‏)‏ فهل تُظهِر قراراتك وتصرفاتك انك تؤيد بثبات ملكوت اللّٰه؟‏ وهل تضعه فعلا في المرتبة الاولى في حياتك؟‏ —‏ متى ٦:‏٣٣؛‏ يوحنا ١٧:‏​١٦،‏ ١٧‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

      متى تأتي النهاية؟‏

      ‏«في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان».‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٤‏.‏

      ‏«داوموا على السهر .‏ .‏ .‏ لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة».‏ —‏ متى ٢٥:‏١٣‏.‏

      ‏«لا تتأخر».‏ —‏ حبقوق ٢:‏٣‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

      هل يتغيّر موقفك اذا علمت متى ستأتي النهاية؟‏

      اذا علمت ان تنفيذ الدينونة الالهية القادمة لن يحدث قبل مرور عدة سنوات،‏ فهل تعيش حياتك بطريقة مختلفة؟‏ وإذا كنت قد شعرت ان النهاية تأخرت اكثر مما توقعت،‏ فهل تباطأت في خدمة يهوه عندما لم يتحقق ما توقعته؟‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏​٣٦-‏٣٨‏.‏

      ان عدم معرفتنا الوقت بالضبط يتيح لنا فرصة لنُظهِر اننا نخدم اللّٰه بدافع جيد.‏ فالذين يعرفون يهوه يدركون انه فاحص القلب،‏ ولذلك لا يهمه الاعراب عن الغيرة في اللحظة الاخيرة.‏ —‏ ارميا ١٧:‏١٠؛‏ عبرانيين ٤:‏١٣‏.‏

      والذين يحبون يهوه حقا يعتبرون خدمته اولوية في حياتهم.‏ فرغم ان المسيحيين الحقيقيين لديهم عمل دنيوي كباقي الناس،‏ فإن هدفهم ليس الصيرورة اغنياء بل امتلاك ما يكفي لإعالة انفسهم ومساعدة الآخرين.‏ (‏افسس ٤:‏٢٨؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏​٧-‏١٢‏)‏ ومع انهم يتمتعون بالاستجمام السليم وتغيير الروتين في حياتهم،‏ فإن هدفهم هو الانتعاش وليس فقط التشبُّه بالآخرين.‏ (‏مرقس ٦:‏٣١؛‏ روما ١٢:‏٢‏)‏ وكيسوع المسيح،‏ يُسَرّون بفعل مشيئة اللّٰه.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٤؛‏ ٤٠:‏٨‏.‏

      يرغب المسيحيون الحقيقيون ايضا ان يخدموا يهوه الى الابد.‏ وتقديرهم لهذا الرجاء لا يتناقص حتى لو كان عليهم الانتظار وقتا اطول مما توقعوا لنيل البركات.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٥]‏

      قضية السلطان الكوني

      لنفهم سبب سماح اللّٰه بالمآ‌سي،‏ يجب ان نفهم قضية السلطان الكوني.‏

      لأن يهوه هو الخالق،‏ فله الحق في حكم الارض والساكنين فيها.‏ ولكن في فجر تاريخ البشرية،‏ جرى الشكّ في صواب سلطان يهوه،‏ كما يوضح الكتاب المقدس.‏ فالشيطان ابليس ادّعى ان يهوه يقيّد حرية مخلوقاته.‏ كما ادعى ان اللّٰه كذب على ابوَينا الاولَين بشأن ما يحدث لهما اذا تجاهلا شريعته واستقلا عنه،‏ وأنه من الافضل لهما ان يحكما انفسهما بمعزل عن اللّٰه.‏ —‏ تكوين،‏ الاصحاحان ٢ و ٣‏.‏

      كان بإمكان اللّٰه ان يظهر قدرته بإهلاك المتمردين فورا.‏ لكنَّ ذلك لم يكن ليبتّ القضية التي نشأت.‏ لذلك بدلا من إهلاك المتمردين في الحال،‏ سمح يهوه لكل المخلوقات العاقلة بأن ترى عاقبة التمرد.‏ صحيح ان بتّ القضية بهذه الطريقة ادّى الى اختبار البشر المآ‌سي،‏ ولكن لولا ذلك لما وُلدنا.‏

      في غضون ذلك،‏ اعدّ يهوه ترتيبا حبيًّا كلّفه غاليا.‏ وهذا الترتيب يتيح للبشر الذين يطيعونه ويمارسون الايمان بذبيحة ابنه الفدائية ان يتحرّروا من الخطية وعواقبها وأن يعيشوا في الفردوس،‏ حتى لو اقتضى الامر ان يُقاموا من الاموات.‏

      والسماح بوقت لبتّ القضية منح خدام اللّٰه ايضا الفرصة لكي يتجاوبوا مع محبته ويعطوا الدليل على استقامتهم امامه في كل الظروف.‏ كما ان بتّ قضية السلطان الالهي وقضية استقامة البشر المتعلقة بها هو امر ضروري ليضمن اللّٰه ان جميع المخلوقات في الكون بأسره سيحترمون شريعته.‏ فدون هذا الاحترام لشرائع اللّٰه،‏ لن يعمّ السلام الحقيقي ابدا.‏a

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل بحث مفصَّل اكثر عن هاتَين القضيتَين وما تشملانه،‏ انظر كتاب اقترب الى يهوه،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الصورة]‏

      النظام العالمي للحكومات السياسية سينتهي

  • عالم جديد بحسب وعد اللّٰه
    داوم على السهر!‏
    • عالم جديد بحسب وعد اللّٰه

      يجعل الكتاب المقدس،‏ كلمة اللّٰه المكتوبة،‏ قلوبنا مفعمة بالرجاء حين يقول:‏ «ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فيها يسكن البر».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      فما هي ‹السموات الجديدة›؟‏ يربط الكتاب المقدس السماء بالحكم.‏ (‏اعمال ٧:‏٤٩‏)‏ لذلك فإن ‹السموات الجديدة› هي حكومة جديدة ستحكم الارض.‏ وهي جديدة لأنها ستحلّ محلّ نظام الحكم الحاضر؛‏ كما انها تطوُّر جديد في مجرى الحوادث التي تؤدي الى تحقيق قصد اللّٰه.‏ انها الملكوت الذي علّمنا يسوع ان نصلّي من اجله.‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ وهذا الملكوت يُسمّى «ملكوت السموات» لأن اللّٰه الذي اسَّسه يسكن في السماء.‏ —‏ متى ٧:‏٢١‏.‏

      وما هي ‹الارض الجديدة›؟‏ ليست كوكبا جديدا لأن الكتاب المقدس يوضح ان الارض ستظل آهلة بالسكان الى الابد.‏ ‹فالارض الجديدة› هي مجتمع بشري جديد.‏ وهي جديدة لأن الاشرار سينقرضون.‏ (‏امثال ٢:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ وكل الذين سيعيشون آنذاك سيكرمون الخالق ويطيعونه ويطبِّقون مطالبه.‏ (‏مزمور ٢٢:‏٢٧‏)‏ والناس من كل الامم مدعوّون لتعلُّم هذه المطالب وتطبيقها في حياتهم الآن.‏ فهل تفعل ذلك؟‏

      في عالم اللّٰه الجديد،‏ سيخضع الجميع لحكمه.‏ فهل تدفعك المحبة للّٰه الى إطاعته؟‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ هل يظهَر ذلك من خلال تصرفاتك في البيت او العمل او المدرسة ومن خلال نمط حياتك؟‏

      في ذلك العالم الجديد،‏ سيتَّحد البشر في عبادة الاله الحق.‏ فهل تعبد خالق السماء والارض؟‏ وهل انت متَّحد في العبادة مع الرفقاء العبّاد من كل الامم،‏ العروق،‏ واللغات؟‏ —‏ مزمور ٨٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ اشعياء ٢:‏​٢-‏٤؛‏ صفنيا ٣:‏٩‏،‏ ع‌ج.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٧]‏

      مَن هو الاله الذي يعِد بهذه الامور؟‏

      انه خالق السموات والارض والاله الذي قال عنه يسوع المسيح انه «الاله الحق الوحيد».‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      يُكرِم معظم البشر آلهة من صنعهم.‏ فملايين الاشخاص ينحنون امام تماثيل عديمة الحياة.‏ ويمجِّد آخرون المؤسسات البشرية،‏ الفلسفات المتحورة حول الاهتمام بالشؤون المادية (‏اي التي لا تأخذ القيم الروحية في الحسبان)‏،‏ او رغباتهم الخاصة.‏ حتى الذين يدَّعون الايمان بالكتاب المقدس،‏ لا يكرمون اسم الاله الذي يقول عنه هذا الكتاب انه «الاله» الحقيقي.‏ —‏ تثنية ٤:‏٣٥‏.‏

      قال الخالق عن نفسه:‏ «اسمي يهوه».‏ (‏خروج ٦:‏٣‏)‏ ويظهر هذا الاسم نحو ٠٠٠‏,٧ مرة في الكتاب المقدس باللغات الاصلية.‏ كما ان يسوع المسيح علَّم أتباعه ان يصلّوا:‏ «ابانا الذي في السموات،‏ ليتقدس اسمك».‏ —‏ متى ٦:‏٩‏.‏

      وما هي صفات الاله الحق؟‏ انه يصف نفسه كما يلي:‏ «رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء» ولكنه لا يبرئ إبراء الذين ينتهكون وصاياه عمدا.‏ (‏خروج ٣٤:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وسجل تعاملاته مع البشر يؤكد صحة هذه الكلمات.‏

      يجب تقديس الاسم وحامله على السواء.‏ فلأن يهوه هو الخالق والمتسلط الكوني،‏ يستحق ان نقدِّم له الطاعة والعبادة.‏ فهل تفعل ذلك؟‏

      الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٨]‏

      اية تغييرات ستصنعها ‹السموات الجديدة والارض الجديدة›؟‏

      تحويل الارض الى فردوس لوقا ٢٣:‏٤٣

      مجتمع عالمي مؤلف من اشخاص من كل يوحنا ١٣:‏٣٥‏؛‏

      الامم والعروق واللغات توحِّدهم المحبة كشف ٧:‏​٩،‏ ٠١

      سلام عالمي وأمن حقيقي للجميع مزمور ٣٧:‏​١٠،‏ ١١؛‏ ميخا ٤:‏​٣،‏ ٤

      عمل مانح للاكتفاء ووفرة من الطعام اشعياء ٢٥:‏٦؛‏ ٦٥:‏ ١٧،‏ ٢١-‏٢٣

      إزالة المرض،‏ الحزن،‏ والموت اشعياء ٢٥:‏٨؛‏ كشف ٢١:‏​١،‏ ٤

      عالم متَّحد في عبادة الاله الحق كشف ١٥:‏​٣،‏ ٤

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٩]‏

      هل تكون جزءا من الارض الجديدة؟‏

      اللّٰه لا يمكن ان يكذب.‏ —‏ تيطس ١:‏٢‏.‏

      «كلمتي .‏ .‏ .‏ لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له».‏ —‏ اشعياء ٥٥:‏١١‏.‏

      لقد باشر اللّٰه بخلق ‹سموات جديدة وأرض جديدة›.‏ فالحكومة السماوية شرعت في القيام بمهمّاتها.‏ كما ان اساس ‹الارض الجديدة› قد وُضع.‏

      يعدّد سفر الكشف بعض الانجازات الرائعة التي ستقوم بها ‹السموات الجديدة والارض الجديدة› للبشر،‏ ثم يذكر ما قاله اللّٰه المتسلط الكوني هو بنفسه:‏ «ها انا اصنع كل شيء جديدا .‏ .‏ .‏ اكتب،‏ لأن هذه الكلمات امينة وحقة».‏ —‏ كشف ٢١:‏​١،‏ ٥‏.‏

      بناء على ذلك،‏ ينشأ سؤال مهم:‏ هل تقوم بالتعديلات اللازمة لتُحسَب مستحقا ان تكون جزءا من هذه ‹الارض الجديدة› التي ستحكمها ‹السموات الجديدة›؟‏

  • الاصغاء انقذ حياتهم
    داوم على السهر!‏
    • الاصغاء انقذ حياتهم

      حذَّر يسوع المسيح مسبقا من نهاية نظام الاشياء اليهودي الذي شكَّل الهيكل في اورشليم الجزء الرئيسي منه.‏ لكنه لم يعطِ تاريخ مجيء النهاية،‏ بل وصف الحوادث التي ستؤدي الى الدمار.‏ وحثّ أتباعه ان يداوموا على السهر وأن يخرجوا من منطقة الخطر.‏

      انبأ يسوع:‏ «متى رأيتم اورشليم محاطة بجيوش معسكِرة،‏ فحينئذ اعرفوا ان خرابها قد اقترب».‏ وقال ايضا:‏ «متى رأيتم الرجسة التي تسبب الخراب .‏ .‏ .‏ قائمة في المكان المقدس .‏ .‏ .‏ فحينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب الى الجبال».‏ وقد حثّ يسوع تلاميذه ألّا يعودوا لأخذ ممتلكاتهم المادية.‏ فكان من الملحّ ان يهربوا اذا ارادوا انقاذ حياتهم.‏ —‏ لوقا ٢١:‏​٢٠،‏ ٢١؛‏ متى ٢٤:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏

      سنة ٦٦ ب‌م،‏ قاد سستيوس ڠالوس الجيوش الرومانية الى اورشليم لقمع ثورة دامت وقتا طويلا.‏ حتى انه دخل المدينة وحاصر الهيكل.‏ فغرقت المدينة في الفوضى.‏ وأدرك الذين داوموا على السهر ان الكارثة وشيكة.‏ ولكن هل كان بإمكانهم الهرب؟‏ فجأة،‏ سحب سستيوس ڠالوس جيوشه،‏ فطاردهم الثوار اليهود.‏ وهكذا سنحت الفرصة للهرب من اورشليم وكل اليهودية.‏

      في السنة التالية،‏ عادت الجيوش الرومانية بقيادة ڤسپازيان وابنه تيطس.‏ فدارت رحى الحرب في كل البلد.‏ ثم بنى الرومان في اوائل سنة ٧٠ ب‌م تحصينا من اخشاب محددة الرأس حول اورشليم،‏ مما جعل الهرب مستحيلا.‏ (‏لوقا ١٩:‏​٤٣،‏ ٤٤‏)‏ فذبحت الاحزاب في المدينة بعضها بعضا.‏ ومَن تبقى من الناس قتلهم الرومان او اخذوهم اسرى،‏ ودُمِّرت المدينة وهيكلها تماما.‏ وقد روى المؤرخ اليهودي في القرن الاول يوسيفوس ان اكثر من مليون يهودي تعذبوا وماتوا.‏ وحتى الآن لم يُبنَ الهيكل من جديد.‏

      لو بقي المسيحيون في اورشليم سنة ٧٠ ب‌م لَكانوا قُتلوا او أُخذوا عبيدا مع الباقين.‏ لكنَّ المؤرخين القدامى يذكرون ان المسيحيين اصغوا الى التحذير الالهي وهربوا من اورشليم وكل اليهودية الى الجبال شرقي نهر الاردن.‏ وقد استقر البعض في پيلّا،‏ الواقعة في مقاطعة پيريا،‏ ولم يرجعوا قط الى اليهودية.‏ وهكذا،‏ فإن الاصغاء الى تحذير يسوع انقذ حياتهم.‏

      هل تحمل التحذيرات من مصادر موثوق بها محمل الجدّ؟‏

      كثيرون من الناس يستخفون بكل التحذيرات لأنهم سبق ان سمعوا انذارات كاذبة.‏ لكنَّ الاصغاء الى التحذيرات يمكن ان ينقذ حياتك.‏

      مثلا،‏ سنة ١٩٧٥ أُصدرت تحذيرات في الصين بأن زلزالا سيحدث.‏ وفورا،‏ اتَّخذ الرسميون الاجراءات وتجاوب الناس مع التحذيرات،‏ فأُنقذت حياة آلاف الاشخاص.‏

      في نيسان (‏ابريل)‏ سنة ١٩٩١،‏ اخبر سكان القرى على منحدرات جبل پيناتوبو في الفيليپين ان الجبل يقذف البخار والرماد.‏ وبعد مراقبة الوضع مدة شهرين،‏ حذَّر «معهد الفيليپين لعلم البراكين وعلم الزلازل» من الخطر الوشيك.‏ فأُجلي فورا عشرات آلاف الاشخاص من المنطقة.‏ وقد حصل انفجار قوي في صباح ١٥ حزيران (‏يونيو)‏،‏ قاذفا بلايين الاطنان من الرماد الذي طار في الجو ثم هبط على الارض.‏ وهكذا انقذ الاصغاء الى التحذيرات حياة الآلاف.‏

      يحذِّر الكتاب المقدس من نهاية نظام الاشياء الحاضر.‏ ونحن نعيش الآن في الايام الاخيرة.‏ فهل تداوِم على السهر فيما تقترب النهاية؟‏ هل تتَّخذ الاجراءات لتبقى خارج منطقة الخطر؟‏ وهل تحذِّر الآخرين بإلحاح ان يفعلوا الامر عينه؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

      انقذ الاصغاء الى التحذيرات حياة كثيرين عندما قذف جبل پيناتوبو الرماد البركاني

      ‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

      أُنقذت حياة المسيحيين الذين اصغوا الى تحذير يسوع عندما دُمِّرت اورشليم سنة ٧٠ ب‌م

  • ‏«لم يكترثوا»‏
    داوم على السهر!‏
    • ‏«لم يكترثوا»‏

      ان تجاهل التحذيرات يؤدي الى كارثة.‏

      مثلا،‏ كانت مدينة داروين بأوستراليا تستعد لإقامة احتفالات الاعياد سنة ١٩٧٤ عندما حذَّرت صفّارات الانذار من اعصار قادم.‏ وقد فكّر كثيرون:‏ ‹هذه المدينة لم تُدمَّر بإعصار منذ نحو ٣٠ سنة،‏ فلماذا سيضربها الاعصار الآن؟‏›.‏ ومعظم السكان لم يحملوا التحذير محمل الجدّ حتى ابتدأت الرياح العاتية تقتلع السقوف وتهدِّم جدران المنازل التي كانوا مجتمعين فيها.‏ وفي الصباح التالي،‏ كانت المدينة قد صارت خرابا.‏

      في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٨٥،‏ ثار بركان في كولومبيا.‏ فذاب الثلج والجليد على قمته،‏ وكانت النتيجة ان اكثر من ٠٠٠‏,٢٠ من سكان مدينة أرمِرو طُمروا بالوحل.‏ ولكن ألم يكن هنالك تحذير مسبق؟‏ بلى،‏ فالجبل كان يهتز طوال اشهر.‏ إلا ان معظم الناس في هذه المدينة كانوا معتادين العيش الى جانب بركان،‏ فلم يبالوا بما يحصل.‏ ورغم ان الرسميين تلقوا التحذير بأن الكارثة وشيكة،‏ لم يفعلوا شيئا تقريبا لتحذير الناس.‏ على العكس،‏ أُذيعَت اعلانات في الراديو لتطمين الشعب.‏ كما استُخدِم مكبِّر الصوت في الكنيسة لحثّ الناس ان يحافظوا على هدوئهم.‏ ولكن في المساء،‏ دوّى انفجاران هائلان بسبب ثوران البركان.‏ فلو كنتَ هناك،‏ فهل كنت ستترك ممتلكاتك وتهرب؟‏ قليلون من الناس بذلوا جهدهم ليهربوا قبل فوات الاوان.‏

      في كثير من الاحيان،‏ يتكهن الجيولوجيون بدقة بمكان حدوث الزلازل.‏ ولكن نادرا ما يتمكنون من التكهن بوقت حدوثها.‏ فحول العالم،‏ حصدت الزلازل سنة ١٩٩٩ حياة نحو ٠٠٠‏,٢٠ شخص.‏ وكثيرون من الذين ماتوا لم يعتقدوا يوما ان حياتهم ستنتهي بهذه الطريقة.‏

      كيف تتجاوب مع التحذيرات الصادرة عن اللّٰه نفسه؟‏

      قبل وقت طويل،‏ وصف الكتاب المقدس وصفا حيّا الحوادث التي ستسم الايام الاخيرة.‏ وفي معرض وصفه،‏ حثّنا ان نتأمل في «ايام نوح».‏ فالناس «في الايام التي قبل الطوفان» كانوا مشغولين بالنشاطات اليومية الاعتيادية رغم ان تفشي العنف كان يقلقهم دون شك.‏ و «لم يكترثوا» بالتحذير الذي اعطاه اللّٰه بواسطة خادمه نوح «حتى جاء الطوفان وجرفهم جميعا».‏ (‏متى ٢٤:‏​٣٧-‏٣٩‏)‏ فهل كنتَ انتَ ستصغي الى التحذير؟‏ هل تصغي اليه الآن؟‏

      وماذا كنت ستفعل لو عشتَ في سدوم،‏ قرب البحر الميت،‏ في ايام لوط ابن اخي ابراهيم؟‏ كانت المنطقة آنذاك كجنة عدن والمدينة مزدهرة.‏ وعاش الناس حياة خالية من الهموم.‏ فقد «كانوا يأكلون ويشربون،‏ ويشترون ويبيعون،‏ ويغرسون ويبنون».‏ كما انهم انغمسوا جدا في الفساد الادبي.‏ فهل كنت ستعمل بموجب تحذير لوط وتتجنب الممارسات الرديئة التي شجبها؟‏ هل كنت ستصغي اليه عندما يقول لك ان اللّٰه قرّر ان يدمِّر مدينة سدوم؟‏ ام انك كنت ستعتبر كلامه مزاحا كما اعتقد صهراه اللذان كانا سيتزوجان ابنتَيه؟‏ هل كنت ستبدأ بالهرب ثم تلتفت الى الوراء كما فعلت زوجة لوط؟‏ رغم ان الناس لم يصدِّقوا التحذير،‏ فقد «امطرت نارا وكبريتا من السماء وأهلكتهم جميعا» يوم خرج لوط من سدوم.‏ —‏ لوقا ١٧:‏​٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      لا يكترث اغلب الناس في ايامنا بالتحذير.‏ لكنَّ هذين المثالَين حُفِظا في كلمة اللّٰه كتحذير لنا يشجِّعنا ان نداوم على السهر.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٢]‏

      هل حدث حقا طوفان عالمي؟‏

      رغم ان كثيرين من النقّاد ينفون حدوث الطوفان،‏ فإن الكتاب المقدس يؤكده.‏

      فيسوع المسيح بنفسه تحدث عنه.‏ ويسوع هو شاهد عيان لأنه كان حيًّا في السماء عندما حدث الطوفان.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٣]‏

      هل دُمِّرت حقا سدوم وعمورة؟‏

      يشهد علم الآثار لهذه الحادثة.‏

      التاريخ الدنيوي يذكرها.‏

      يسوع المسيح اكّد حدوثها.‏ كما ان ١٤ سفرا في الكتاب المقدس يشير اليها.‏

  • ‏«لئلا تدخلوا في تجربة»‏
    داوم على السهر!‏
    • ‏«لئلا تدخلوا في تجربة»‏

      ‏«ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة».‏ —‏ متى ٢٦:‏٤١‏.‏

      تعرَّض ابن اللّٰه،‏ يسوع المسيح،‏ في اواخر حياته على الارض لضغط شديد مختلف كليًّا عن ايّ ضغط سبق ان واجهه.‏ فقد عرف انه سرعان ما سيُعتقَل،‏ يُحكَم عليه بالموت،‏ ثم يُعلَّق على خشبة.‏ وأدرك ايضا ان كل قرار او تصرف من جهته سينعكس على اسم ابيه.‏ كما علِم ان رجاء الجنس البشري بحياة مقبِلة يعتمد عليه.‏ فكيف تجاوب تحت كل هذا الضغط؟‏

      ٢ ذهب يسوع مع تلاميذه الى بستان جتسيماني،‏ المكان المفضّل لديه.‏ وهناك،‏ ابتعد عنهم قليلا حتى صار وحده.‏ ثم صلّى الى ابيه السماوي —‏ ليس مرة واحدة فقط بل ثلاث مرات —‏ صلاة حارّة باح له فيها بمكنونات قلبه وطلب منه القوة.‏ فرغم ان يسوع كان كاملا،‏ لم يشعر ان بإمكانه التغلب على الضغط وحده.‏ —‏ متى ٢٦:‏​٣٦-‏٤٤‏.‏

      ٣ نحن ايضا نواجه الضغوط.‏ ففي مستهل هذه الكراسة استعرضنا الادلة التي تُثبِت اننا نعيش في الايام الاخيرة لهذا النظام الشرير.‏ نتيجة لذلك،‏ تزداد اغراءات وضغوط عالم الشيطان حدة.‏ وقراراتنا وتصرفاتنا نحن الذين ندَّعي خدمة الاله الحق تنعكس على اسم يهوه وتؤثر تأثيرا عميقا في رجائنا بالحياة في عالمه الجديد.‏ ونحن نحب يهوه ونريد ان ‹نحتمل الى النهاية› —‏ إما نهاية حياتنا او نهاية هذا النظام.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ ولكن كيف نحافظ على شعورنا بخطورة الازمنة ونداوم على السهر؟‏

      ٤ عرف يسوع ان تلاميذه —‏ قديما وفي الوقت الحاضر —‏ سيواجهون الضغوط.‏ لذلك حثّ:‏ «ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة».‏ (‏متى ٢٦:‏٤١‏)‏ فماذا تعني هذه الكلمات لنا اليوم؟‏ اية تجربة نواجهها؟‏ وكيف يمكننا ان ‹نبقى ساهرين›؟‏

      تجربة لفعل ماذا؟‏

      ٥ جميعنا نواجه يوميا التجارب التي تهدف الى ايقاعنا في «شرك ابليس».‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٦‏)‏ والكتاب المقدس يحذِّرنا ان الشيطان يستهدف بشكل خاص عبّاد يهوه.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨؛‏ كشف ١٢:‏​١٢،‏ ١٧‏)‏ وما غرضه من ذلك؟‏ ليس بالضرورة قتلنا،‏ لأن موتنا امناء للّٰه لن يكون انتصارا للشيطان.‏ فهو يعرف ان يهوه،‏ في وقته المعيَّن،‏ سيزيل آثار الموت بواسطة القيامة.‏ —‏ لوقا ٢٠:‏​٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      ٦ ان هدف الشيطان هو ان يسلبنا شيئا اهم بكثير من حياتنا الحاضرة.‏ انه يريد ان يسلبنا استقامتنا امام اللّٰه.‏ وهو لا يألو جهدا في محاولاته ان يبرهن ان بإمكانه إبعادنا عن يهوه.‏ وإذا تمكن من اغرائنا لنتخلى عن امانتنا —‏ لنتوقف عن الكرازة بالبشارة ونهجر المقاييس المسيحية —‏ يكون ذلك بمثابة نصر له.‏ (‏افسس ٦:‏​١١-‏١٣‏)‏ لذلك يضع «المجرِّب» امامنا التجارب والاغراءات.‏ —‏ متى ٤:‏٣‏.‏

      ٧ يتَّخذ «التكتيك الخداع» الذي يستخدمه الشيطان اشكالا مختلفة.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏،‏ العهد الجديد اليهودي،‏ بالانكليزية)‏ فقد يجرِّبنا بالمادية،‏ الخوف،‏ الشك،‏ او السعي وراء الملذات.‏ لكنَّ احد انجح اساليبه هو التثبط.‏ فهو انتهازي ماكر ويعرف ان الكآ‌بة تُضعِفنا وتجعلنا معرَّضين للاستسلام تحت التجربة.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ لذلك يعمد الى تجربتنا خصوصا عندما نكون ‹مسحوقين› عاطفيا بهدف جعلنا نستسلم.‏ —‏ مزمور ٣٨:‏٨‏.‏

      ٨ اذ نتوغل اكثر في الايام الاخيرة،‏ يبدو ان اسباب التثبط تزداد.‏ ونحن كسوانا معرضين ايضا للتثبط.‏ (‏انظر الاطار «بعض العوامل التي تسبِّب التثبط».‏)‏ ومهما كان السبب،‏ فإن التثبط يستنزف قوانا.‏ وإذا كنت منهَكا جسديا وعقليا وعاطفيا،‏ يصير من الصعب ان ‹تشتري الوقت المؤاتي› للقيام بالواجبات الروحية —‏ بما في ذلك درس الكتاب المقدس،‏ حضور الاجتماعات،‏ والاشتراك في الخدمة.‏ (‏افسس ٥:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ ولا تنسَ ان هدف المجرِّب هو جعلك تستسلم.‏ لكنَّ الوقت الآن ليس للتراخي او لخسارة شعورك بخطورة الازمنة التي نعيش فيها.‏ (‏لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏)‏ فكيف تستطيع مقاومة التجربة والمداومة على السهر؟‏ إليك اربعة اقتراحات مساعِدة:‏

      ‏‹صلِّ باستمرار›‏

      ٩ اتَّكِل على يهوه بواسطة الصلاة.‏ تذكَّر مثال يسوع في بستان جتسيماني.‏ فماذا فعل عندما تعرَّض لضغط عاطفي شديد؟‏ طلب المساعدة من يهوه،‏ مصلّيا بحرارة حتى ان ‹عرقه صار كقطرات دم نازلة على الارض›.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤٤‏)‏ تأمَّل في ما يلي:‏ كان يسوع يعرف الشيطان حقّ المعرفة.‏ فقد راقب من السماء كل التجارب التي استخدمها الشيطان في محاولاته للايقاع بخدام اللّٰه.‏ لكنه لم يشعر ان بإمكانه التغلب بسهولة على التجارب التي قد يضعها المجرِّب في طريقه.‏ فإذا كان ابن اللّٰه الكامل قد شعر بحاجته الى الصلاة لنيل المساعدة والقوة من اللّٰه،‏ فكم بالاحرى ينبغي ان نشعر نحن؟‏!‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

      ١٠ لا تنسَ ايضا ان يسوع بعدما حثّ أتباعه على ‹الصلاة باستمرار›،‏ قال:‏ «الروح مندفع،‏ أما الجسد فضعيف».‏ (‏متى ٢٦:‏٤١‏)‏ فإلى جسد مَن كان يسوع يشير؟‏ بالتأكيد ليس الى جسده؛‏ فجسده البشري الكامل بعيد كل البعد عن ان يكون ضعيفا.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢٢‏)‏ بالتباين،‏ كان تلاميذه سيحتاجون الى المساعدة ليقاوموا التجربة بسبب نقصهم الموروث وميولهم الخاطئة.‏ (‏روما ٧:‏​٢١-‏٢٤‏)‏ لذلك حثَّهم —‏ وجميع المسيحيين الحقيقيين بعدهم —‏ ان يصلّوا ويطلبوا المساعدة على مقاومة التجربة.‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ ويهوه يستجيب هذه الصلوات.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ كيف؟‏ على الاقل بطريقتين.‏

      ١١ اولا،‏ يساعدنا اللّٰه على تمييز التجارب.‏ فتجارب الشيطان هي كالفخاخ المنصوبة في طريق مظلم.‏ فقد تقع فيها اذا لم ترَها.‏ لكنَّ يهوه يلقي الضوء على فخاخ الشيطان بواسطة الكتاب المقدس والمطبوعات المؤسسة عليه،‏ مما يساعدنا ألّا نستسلم عند التجربة.‏ فعلى مرّ السنوات،‏ كثيرا ما نبَّهتنا المطبوعات والمحافل من مختلف الاخطار مثل خوف الانسان،‏ الفساد الادبي الجنسي،‏ المادية،‏ والتجارب الشيطانية الاخرى.‏ (‏امثال ٢٩:‏٢٥؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏​٨-‏١١؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ أفلستَ شاكرا ليهوه على تنبيهنا من مخططات الشيطان؟‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ ان كل هذه التحذيرات هي بمثابة استجابة لصلواتك التي تطلب فيها المساعدة على مقاومة التجربة.‏

      ١٢ ثانيا،‏ يستجيب يهوه صلواتنا بمنحنا القدرة على احتمال التجربة.‏ تقول كلمته:‏ «اللّٰه .‏ .‏ .‏ لن يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون تحمّله،‏ بل سيجعل ايضا مع التجربة المنفذ».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ فاللّٰه لن يسمح ابدا بأن تسحقنا التجربة بحيث نفقد قدرتنا على المقاومة اذا كنا نداوم على الاتكال عليه.‏ وكيف يجعل «مع التجربة المنفذ»؟‏ انه «يعطي روحا قدسا للذين يسألونه».‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ وهذا الروح يساعدنا على تذكُّر مبادئ من الكتاب المقدس تقوّي تصميمنا على فعل ما هو صواب وتساعدنا على اتِّخاذ قرارات حكيمة.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦؛‏ يعقوب ١:‏​٥،‏ ٦‏)‏ كما انه يساعدنا على إظهار الصفات اللازمة للتغلب على الميول الخاطئة.‏ (‏غلاطية ٥:‏​٢٢،‏ ٢٣‏)‏ حتى انه قد يدفع الرفقاء المؤمنين الى ‹الصيرورة عونا مقويّا لنا›.‏ (‏كولوسي ٤:‏١١‏)‏ أفلست شاكرا ان يهوه يستجيب بشكل حبي الصلوات التي تطلب فيها المساعدة؟‏

      كُن واقعيا في توقعاتك

      ١٣ لتداوم على السهر،‏ يلزم ان تكون واقعيا في توقعاتك.‏ فضغوط الحياة تسبِّب لنا الاعياء احيانا.‏ ولكن يجب ان نتذكر ان اللّٰه لم يعِدنا قط بأننا سنعيش حياة خالية من المشاكل في هذا النظام القديم.‏ حتى في ازمنة الكتاب المقدس،‏ واجه خدّام اللّٰه مختلف المحن مثل الاضطهاد،‏ الفقر،‏ الكآ‌بة،‏ والمرض.‏ —‏ اعمال ٨:‏١؛‏ ٢ كورنثوس ٨:‏​١،‏ ٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢٣‏.‏

      ١٤ نحن ايضا نتعرض للضغوط.‏ فنحن نعاني الاضطهاد،‏ المشاكل المالية،‏ الكآ‌بة،‏ المرض،‏ والمحن الاخرى.‏ فلو كان اللّٰه يحمينا عجائبيا من كل ضرر،‏ أفلا يكون ذلك اساسا ليعيِّر الشيطان يهوه؟‏!‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ لذلك يسمح يهوه بأن يُجرَّب خدّامه ويُمتحَنوا،‏ حتى انهم قد يموتون احيانا ميتة مبكرة على ايدي اعدائهم.‏ —‏ يوحنا ١٦:‏٢‏.‏

      ١٥ اذًا،‏ بماذا وعد يهوه؟‏ كما سبق ان ذكرنا،‏ وعد يهوه بأنه سيمكِّننا من مقاومة اية تجربة قد نواجهها شرط ان نتوكل عليه كاملا.‏ (‏امثال ٣:‏​٥،‏ ٦‏)‏ فبواسطة كلمته،‏ روحه،‏ وهيئته،‏ يحمينا روحيا بمساعدتنا على عدم خسارة علاقتنا به.‏ والمحافظة على هذه العلاقة هي بمثابة انتصار لنا،‏ حتى لو متنا.‏ فما من شيء،‏ ولا حتى الموت،‏ يمكن ان يعيق اللّٰه عن مكافأة خدّامه الامناء.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وفي العالم الجديد الوشيك،‏ سيتمِّم اللّٰه حتما كل ما تبقّى من وعوده الرائعة بإغداق البركات على الذين يحبونه.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

      أبقِ القضيتَين في بالك

      ١٦ للاحتمال حتى النهاية،‏ يجب ان تُبقي في بالك القضيتَين المهمتَين المتعلقتَين بسبب سماح اللّٰه بالشر.‏ فإذا بدت مشاكلنا احيانا ساحقة وأُغرينا بالاستسلام،‏ يحسن بنا ان نذكِّر انفسنا بأن الشيطان قد تحدّى صواب سلطان يهوه.‏ كما ان المخادع شكّ في إخلاص واستقامة عبّاد اللّٰه.‏ (‏ايوب ١:‏​٨-‏١١؛‏ ٢:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وهاتان القضيتان والطريقة التي اختارها يهوه لبتّهما اهم من حياتنا.‏ كيف ذلك؟‏

      ١٧ ان سماح اللّٰه المؤقت بالمشقات يفسح المجال لاعتناق اشخاص آخرين الحق.‏ فكِّر في ما يلي:‏ لقد تعذّب يسوع لكي ننال نحن الحياة.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ أفلسنا شاكرين على ذلك؟‏ بشكل مماثل،‏ هل نحن مستعدون اذا لزم الامر لاحتمال المشقات فترة اطول بعد لكي ينال آخرون ايضا الحياة؟‏ ولكن لنحتمل حتى النهاية،‏ يجب ان ندرك ان حكمة يهوه اعظم بكثير من حكمتنا.‏ (‏اشعياء ٥٥:‏٩‏)‏ فهو سينهي الشر في الوقت الاكثر ملاءمة لبتّ القضيتَين مرة وإلى الابد،‏ ولخيرنا الابدي.‏ حقا،‏ ما من طريقة افضل لبتّ هاتين القضيتَين.‏ فليس عند اللّٰه ظلم!‏ —‏ روما ٩:‏​١٤-‏٢٤‏.‏

      ‏‹اقترِب الى اللّٰه›‏

      ١٨ للمحافظة على شعورنا بخطورة الازمنة،‏ يلزم ان نبقى قريبين الى يهوه.‏ فلا تنسَ ابدا ان الشيطان يبذل كل جهده لتقويض علاقتنا بيهوه.‏ فهو يريد ان يجعلنا نعتقد ان النهاية لن تأتي وأن لا جدوى من الكرازة بالبشارة او تطبيق مقاييس الكتاب المقدس في حياتنا.‏ لكنه «كذاب وأبو الكذب».‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ لذلك يجب ان نصمِّم على ‹مقاومة ابليس›.‏ ويلزم ايضا ألا نستخف ابدا بعلاقتنا بيهوه.‏ يشجعنا الكتاب المقدس:‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم».‏ (‏يعقوب ٤:‏​٧،‏ ٨‏)‏ فكيف يمكنك الاقتراب الى يهوه اكثر؟‏

      ١٩ من المهم التأمل بروح الصلاة.‏ فعندما تبدو ضغوط الحياة ساحقة،‏ حاول ان تبوح الى يهوه بمكنونات قلبك.‏ وكلما كانت طلباتك محدَّدة،‏ سهُل عليك اكثر ان ترى كيف يستجيب طلباتك.‏ ورغم ان استجابة صلواتك قد لا تكون دائما كما تتمنى انت،‏ فسيزوِّدك يهوه بالقوة اللازمة للاحتمال اذا رغبت في اكرامه والمحافظة على الاستقامة.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٤‏)‏ وكلما رأيتَ كيف يوجِّهك في حياتك،‏ اقتربت اليه اكثر.‏ كما ان القراءة عن صفات يهوه وطرقه في الكتاب المقدس والتأمل فيها امران مهمّان ايضا.‏ فالتأمل يساعدك ان تتعرف به بشكل افضل ويؤثر فيك ويعمِّق محبتك له.‏ (‏مزمور ١٩:‏١٤‏)‏ وهذه المحبة هي افضل مساعد على مقاومة التجارب والمداومة على السهر.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      ٢٠ وللبقاء قريبين الى يهوه،‏ من المهم ايضا ان نبقى قريبين الى رفقائنا المؤمنين.‏ وهذا ما سنناقشه في الجزء الاخير من هذه الكراسة.‏

      اسئلة الدرس

      ‏• ماذا فعل يسوع عندما تعرّض لضغط شديد في اواخر حياته،‏ وماذا حثّ تلاميذه ان يفعلوا؟‏ (‏الفقرات ١-‏٤)‏

      ‏• لماذا يستهدف الشيطان عبّاد يهوه،‏ وكيف يجرِّبنا؟‏ (‏الفقرات ٥-‏٨)‏

      ‏• لمقاومة التجربة،‏ لماذا يجب ان نصلّي باستمرار (‏الفقرات ٩-‏١٢)‏،‏ ان نكون واقعيين في توقعاتنا (‏الفقرات ١٣-‏١٥)‏،‏ ان نبقي القضيتَين في بالنا (‏الفقرتان ١٦،‏ ١٧)‏،‏ وأن ‹نقترب الى اللّٰه› (‏الفقرات ١٨-‏٢٠)‏؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٥]‏

      بعض العوامل التي تسبِّب التثبط

      الصحة/‏التقدم في السنّ.‏ اذا كنا مصابين بمرض مزمن او عاجزين بسبب التقدّم في السنّ،‏ فقد نكتئب لأنه لم يعد في مقدورنا ان نقضي وقتا اكثر في خدمة اللّٰه.‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      خيبة الامل.‏ قد نُصاب بالاحباط حين لا نلقى إلا القليل من التجاوب مع كرازتنا بكلمة اللّٰه.‏ —‏ امثال ١٣:‏١٢‏.‏

      الشعور بعدم الجدارة.‏ بسبب التعرض لسوء المعاملة طوال سنوات،‏ قد يسيطر على الشخص احساس بأن لا احد يحبه،‏ ولا حتى يهوه.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏​١٩،‏ ٢٠‏.‏

      المشاعر المجروحة.‏ اذا تسبَّب احد الاخوة بجرح مشاعر احد الرفقاء المؤمنين،‏ فقد يغتاظ جدا الشخص المُساء اليه،‏ حتى انه قد يُغرى بالتوقف عن حضور الاجتماعات والاشتراك في خدمة الحقل.‏ —‏ لوقا ١٧:‏١‏.‏

      الاضطهاد.‏ قد تتعرض للمقاومة او الاضطهاد او الاستهزاء من الذين لا يشاركونك معتقداتك.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٢؛‏ ٢ بطرس ٣:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

      حثّنا يسوع ان ‹نصلي باستمرار› طلبا للمساعدة على مقاومة التجارب

  • ‏«قبل كل شيء،‏ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة»‏
    داوم على السهر!‏
    • ‏«قبل كل شيء،‏ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة»‏

      ‏«نهاية كل شيء قد اقتربت .‏ .‏ .‏ قبل كل شيء،‏ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة».‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏​٧،‏ ٨‏.‏

      عرف يسوع ان ساعاته الاخيرة مع رسله بالغة الاهمية لأنه ادرك ماذا كان يكمن امامهم.‏ فكان سيقع على عاتقهم إنجاز عمل ضخم،‏ وكانوا سيُضطهَدون كما اضطُهد هو.‏ (‏يوحنا ١٥:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ لذلك أكثر من مرة في تلك الليلة الاخيرة له معهم،‏ ذكَّرهم بضرورة ‹ان يحبوا بعضهم بعضا›.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٥:‏​١٢،‏ ١٣،‏ ١٧‏.‏

      ٢ وقد ادرك الرسول بطرس،‏ الذي كان حاضرا تلك الليلة،‏ اهمية كلمات يسوع.‏ فبعد سنوات،‏ شدَّد على اهمية المحبة في رسالته التي كتبها قبيل دمار اورشليم.‏ نصح المسيحيين:‏ «نهاية كل شيء قد اقتربت.‏ .‏ .‏ .‏ قبل كل شيء،‏ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة».‏ (‏١ بطرس ٤:‏​٧،‏ ٨‏)‏ تحمل هذه الكلمات مغزى للعائشين في «الايام الاخيرة» لنظام الاشياء الحاضر هذا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فما هي ‹المحبة الشديدة›؟‏ لماذا من المهم ان نحب الآخرين؟‏ وكيف نبرهن اننا نمتلك هذه المحبة؟‏

      ما هي ‹المحبة الشديدة›؟‏

      ٣ كثيرون يعتقدون ان المحبة شعور فطري.‏ لكنَّ بطرس لم يكن يتحدث عن المحبة بالمطلق،‏ بل عن اسمى انواع المحبة.‏ فكلمة «محبة» المستخدَمة في ١ بطرس ٤:‏٨ هي ترجمة للكلمة اليونانية اڠاپِه التي تشير الى محبة غير انانية يوجِّهها المبدأ.‏ يقول احد المراجع انه ‹يمكن الطلب من الشخص ان يعرب عن محبة اڠاپِه لأن هذا النوع من المحبة لا تحرِّكه بشكل رئيسي العواطف بل تصميم المرء على التصرف بطريقة معيّنة›.‏ ولأننا انانيون بالفطرة،‏ فنحن بحاجة الى تذكيرات لنُظهِر المحبة واحدنا للآخر كما توجِّهنا المبادئ الالهية.‏ —‏ تكوين ٨:‏٢١؛‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

      ٤ ولكنَّ هذا لا يعني انه يجب ان نحب واحدنا الآخر بدافع الواجب فقط.‏ فمحبة اڠاپِه ليست خالية من الدفء والمشاعر.‏ قال بطرس انه يجب ان تكون ‹محبتنا بعضنا لبعض شديدة [حرفيا «متَّسعة»]›.‏a (‏ترجمة الملكوت ما بين السطور‏)‏ ومع ذلك،‏ تتطلب هذه المحبة بذل جهد كبير.‏ فعن الكلمة اليونانية المترجمة «شديدة»،‏ يقول احد العلماء:‏ «تنقل صورة رياضي يبذل قصارى جهده ويستنفد كل طاقته وهو في آخر السباق ليصل الى النهاية».‏

      ٥ اذًا،‏ لا يجب ان تقتصر محبتنا على ما يمكننا فعله بسهولة او على اشخاص محدَّدين.‏ فالمحبة المسيحية تتطلب ‹توسيع› قلوبنا بإظهار المحبة حتى عندما يكون الاعراب عنها صعبا.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏​١١-‏١٣‏)‏ ومن الواضح انه يلزم ان ننمي هذا النوع من المحبة ونبذل جهدنا لإظهاره،‏ تماما كما يجب ان يتدرب الرياضي ويعمل على تطوير مهارته.‏ ومن المهم ان نعرب عن هذه المحبة واحدنا للآخر.‏ لماذا؟‏ لثلاثة اسباب على الاقل.‏

      لماذا ينبغي ان نحب بعضنا بعضا؟‏

      ٦ اولا،‏ «لأن المحبة هي من اللّٰه».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٧‏)‏ فيهوه،‏ مصدر هذه الصفة المحبَّبة،‏ هو الذي احبنا اولا.‏ يقول الرسول يوحنا:‏ «بهذا أُظهرَت محبة اللّٰه فينا،‏ لأن اللّٰه ارسل الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ الى العالم لنحيا به».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٩‏)‏ وقد ‹أُرسل› ابن اللّٰه عندما صار انسانا،‏ قام بخدمته،‏ ومات على خشبة الآلام —‏ وكل ذلك لكي «نحيا» نحن.‏ فكيف ينبغي ان نتجاوب مع هذا الإعراب السامي عن محبة اللّٰه؟‏ يقول يوحنا:‏ «ايها الاحباء،‏ إنْ كان اللّٰه قد احبنا هكذا،‏ فنحن ملزمون ان نحب بعضنا بعضا».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏١١‏)‏ لاحِظ ان يوحنا قال:‏ «إنْ كان اللّٰه قد احبنا».‏ فلم يقُل «‏احبك»‏ بل «‏احبنا».‏ فالنقطة التي كان يرمي اليها واضحة:‏ اذا كان اللّٰه يحبّ رفقاءنا العبّاد،‏ يجب علينا نحن ايضا ان نحبهم.‏

      ٧ ثانيا،‏ من المهم جدا ان نحبّ بعضنا بعضا اكثر في هذا الوقت لكي نتمكن من مساعدة إخوتنا المحتاجين لأن «نهاية كل شيء قد اقتربت».‏ (‏١ بطرس ٤:‏٧‏)‏ فنحن نعيش في «ازمنة حرجة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ ونعاني المشقات نتيجة الاوضاع العالمية،‏ الكوارث الطبيعية،‏ والمقاومة.‏ وفي ظل هذه الظروف العصيبة،‏ يلزم ان نقترب واحدنا الى الآخر اكثر من ايّ وقت مضى.‏ وهذه المحبة الشديدة تجمعنا معا وتدفعنا الى ‹الاهتمام احدنا بالآخر›.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٢:‏​٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ٨ ثالثا،‏ يجب ان نحبّ بعضنا بعضا لأننا لا نريد ان ‹نفسح لإبليس مكانا› لكي يستغلنا.‏ (‏افسس ٤:‏٢٧‏)‏ فالشيطان يسارع الى استخدام نقائص الرفقاء المؤمنين —‏ ضعفاتهم،‏ عيوبهم،‏ وأخطائهم —‏ كحجارة عثرة.‏ فهل نتوقف عن حضور الاجتماعات اذا وجَّه الينا احد الاخوة ملاحظة جارحة او كان قاسيا في تصرفه معنا؟‏ (‏امثال ١٢:‏١٨‏)‏ لن يحصل ذلك اذا كانت محبتنا بعضنا لبعض شديدة.‏ فهذه المحبة تساعدنا ان نحافظ على السلام ونخدم اللّٰه باتِّحاد «بكتف واحدة».‏ —‏ صفنيا ٣:‏٩‏.‏

      كيف تُبرهن انك تحب الآخرين

      ٩ يجب ان يبدأ الاعراب عن المحبة في البيت.‏ قال يسوع ان تلاميذه الحقيقيين سيتميّزون بالمحبة بعضهم لبعض.‏ (‏يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥‏)‏ والمحبة لا يجب ان تظهر في الجماعة فقط بل في العائلة ايضا —‏ بين رفيقَي الزواج وبين الوالدين وأولادهم.‏ ولا يكفي ان نشعر بالمحبة تجاه افراد عائلتنا،‏ بل يجب ان نعبِّر عنها بطرائق بنّاءة.‏

      ١٠ فكيف يمكن لرفيقَي الزواج ان يُظهِرا المحبة احدهما للآخر؟‏ ان الزوج الذي يحب زوجته محبة اصيلة يجعلها تشعر من خلال كلماته وأعماله —‏ سواء كانا وحدهما او امام الناس —‏ بأنه يعزّها.‏ وهو يعطيها كرامة ويأخذ في الاعتبار افكارها،‏ وجهات نظرها،‏ ومشاعرها.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ كما انه يضع مصلحتها قبل مصلحته الخاصة ويبذل كل ما في وسعه ليهتم بحاجاتها المادية،‏ الروحية،‏ والعاطفية.‏ (‏افسس ٥:‏​٢٥،‏ ٢٨‏)‏ والزوجة التي تحبّ زوجها حقا تحترمه «احتراما عميقا»،‏ حتى لو لم يبلغ توقعاتها احيانا.‏ (‏افسس ٥:‏​٢٢،‏ ٣٣‏)‏ وهي تدعمه وتخضع له ولا تكون متطلبة جدا،‏ بل تتعاون معه لتكون حياتهما متمحورة حول الامور الروحية.‏ —‏ تكوين ٢:‏١٨؛‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

      ١١ وكيف يُظهِر الوالدون المحبة لأولادهم؟‏ ان استعدادكم ايّها الوالدون ان تعملوا بكدّ لإعالة اولادكم ماديا هو دليل على محبتكم.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ لكنَّ حاجتهم لا تقتصر على المأكل والملبس والمسكن.‏ فيلزم ان تمنحوهم التدريب الروحي لكي يحبوا الاله الحق ويخدموه.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ وهذا يتطلب منكم تخصيص الوقت كعائلة لدرس الكتاب المقدس،‏ الاشتراك في الخدمة،‏ وحضور الاجتماعات المسيحية.‏ (‏تثنية ٦:‏​٤-‏٧‏)‏ والمواظبة على هذه النشاطات تتطلب تضحية كبيرة،‏ وخصوصا في هذه الازمنة الحرجة.‏ لكنّ اهتمامكم بأولادكم والجهود التي تبذلونها في سبيل الاعتناء بحاجاتهم الروحية هي تعبير عن المحبة.‏ فبهذه الطريقة تُظهِرون انكم فعلا حريصون على خيرهم الابدي.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ١٢ من المهم ايضا ان يُظهِر الوالدون محبتهم بالاهتمام بحاجات اولادهم العاطفية.‏ فالاولاد حسّاسون جدا؛‏ وهذه المشاعر الرقيقة تجعلهم دائما بحاجة ان يتأكدوا من حبكم لهم.‏ لذلك قولوا لهم انكم تحبونهم وكونوا اسخياء في الاعراب عن المودة.‏ فهذا ما سيؤكد لهم انكم تحبونهم وتقدِّرونهم.‏ امدحوهم بحرارة وإخلاص،‏ فبذلك تُظهِرون لهم انكم ترون وتقدِّرون الجهود التي يبذلونها.‏ ادِّبوهم بمحبة لأن هذا التقويم يكشف لهم انكم تهتمون بالشخصية التي تنمو لديهم.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ وكل هذه الاعرابات السليمة عن المحبة تساهم في جعل العائلة سعيدة ومتَّحدة ومستعدة لمقاومة ضغوط هذه الايام الاخيرة.‏

      ١٣ المحبة تدفعنا الى التغاضي عن نقائص الآخرين.‏ عندما كان بطرس يحثّ قرّاءه ان تكون ‹محبتهم بعضهم لبعض شديدة›،‏ قدَّم سببا يُظهِر اهمية ذلك قائلا:‏ «لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا».‏ (‏١ بطرس ٤:‏٨‏)‏ لكنَّ «ستر» الخطايا لا يعني «إخفاء» الخطايا الخطيرة.‏ فيلزم ان نخبر المسؤولين في الجماعة عن هذه الخطايا لكي يعالجوها.‏ (‏لاويين ٥:‏١؛‏ امثال ٢٩:‏٢٤‏)‏ فالسماح للذين يرتكبون خطأ خطيرا بالاستمرار في إلحاق الاذى بالابرياء واستغلالهم هو امر لا ينمّ عن المحبة ولا تجيزه الاسفار المقدسة.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏​٩-‏١٣‏.‏

      ١٤ في معظم الحالات،‏ لا تكون اخطاء وعيوب الرفقاء المؤمنين خطيرة في طبيعتها.‏ فكلنا نعثر احيانا في الكلام او التصرفات،‏ مما يؤدي الى إزعاج الآخرين او حتى اذيتهم.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ فهل ينبغي ان نسارع الى الاخبار بنقائص الآخرين؟‏ ان هذا المسلك سيزرع بذور الشقاق في الجماعة.‏ (‏افسس ٤:‏​١-‏٣‏)‏ أما المحبة فتمنعنا من ‹وضع معثرة› للرفقاء المؤمنين.‏ (‏مزمور ٥٠:‏٢٠‏)‏ فكما يُخفي الطين والطلاء العيوب في الحائط،‏ تستر المحبة نقائص الآخرين.‏ —‏ امثال ١٧:‏٩‏.‏

      ١٥ المحبة تدفعنا ان نهبّ الى مساعدة المحتاجين.‏ نتيجة لتدهور الاوضاع في الايام الاخيرة،‏ يحتاج رفقاؤنا المؤمنون احيانا الى المساعدة المادية او العملية.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ مثلا،‏ هل تدهور الوضع المالي لأحد افراد الجماعة او هل خسر احد وظيفته؟‏ ربما بإمكاننا ان نقدِّم المساعدة المادية،‏ حسبما تسمح ظروفنا.‏ (‏امثال ٣:‏​٢٧،‏ ٢٨؛‏ يعقوب ٢:‏​١٤-‏١٧‏)‏ وهل هنالك ارملة مسنة يحتاج بيتها الى صيانة؟‏ قد نتمكن من اخذ المبادرة والقيام ببعض التصليحات فيه.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٧‏.‏

      ١٦ لا يقتصر إظهارنا المحبة على الاشخاص الذين في منطقتنا.‏ فأحيانا نسمع تقارير عن خدام للّٰه في بلدان اخرى ضربتها اعاصير او زلازل او تمزِّقها الحروب الاهلية.‏ وقد يكونون في حاجة ماسة الى الطعام واللباس وأمور اخرى.‏ ولا يهمّ ما اذا كانوا من فريق اثني او عرقي مختلف.‏ فنحن ‹نحب كامل معشر الإخْوَة›.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏)‏ ونهبّ الى المشاركة في الاغاثة التي تُنظَّم لمساعدتهم،‏ تماما كما كانت تفعل جماعات القرن الاول.‏ (‏اعمال ١١:‏​٢٧-‏٣٠؛‏ روما ١٥:‏٢٦‏)‏ وإظهارنا المحبة بكل هذه الطرائق يقوّي الرباط الذي يوحِّدنا في هذه الايام الاخيرة.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٤‏.‏

      ١٧ المحبة تدفعنا الى إخبار الآخرين ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ تأمل في مثال يسوع.‏ فماذا دفعه الى الكرازة والتعليم؟‏ لقد «اشفق» على الجموع بسبب حالتهم الروحية المزرية.‏ (‏مرقس ٦:‏٣٤‏)‏ فقد اهملهم وأضلّهم الرعاة الدينيون المخادعون،‏ الذين كان ينبغي ان يعلِّموهم الحقائق الروحية ويعطوهم الرجاء.‏ بالتباين،‏ دفعت المحبة والرأفة العميقتان والاصيلتان يسوع الى تعزية الناس ‹ببشارة ملكوت اللّٰه›.‏ —‏ لوقا ٤:‏​١٦-‏٢١،‏ ٤٣‏.‏

      ١٨ اليوم ايضا،‏ هنالك اشخاص كثيرون مهمَلون ومُضَلون روحيا وفاقدو الامل.‏ فإذا كنا،‏ على غرار يسوع،‏ متعاطفين مع الذين لم يتعرفوا بعد بالاله الحق ومدركين لحاجاتهم الروحية،‏ فستدفعنا المحبة والرأفة الى إخبارهم ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ (‏متى ٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ٢٤:‏١٤‏)‏ ونظرا الى الوقت القصير المتبقي،‏ من الملحّ الآن اكثر من ايّ وقت مضى ان نكرز بهذه الرسالة المنقذة للحياة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

      ‏«نهاية كل شيء قد اقتربت»‏

      ١٩ تذكّر ان بطرس استهل مشورته ان نحبّ بعضنا بعضا بهذه الكلمات:‏ «نهاية كل شيء قد اقتربت».‏ (‏١ بطرس ٤:‏٧‏)‏ فعمّا قريب سيزول هذا العالم الشرير ليفسح المجال لعالم اللّٰه الجديد البارّ.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ لذلك ليس الوقت الآن لنكون راضين عن انفسنا.‏ فقد حذَّر يسوع:‏ «انتبهوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم بالإفراط في الاكل والاسراف في الشرب وهموم الحياة،‏ فيدهمكم ذلك اليوم فجأة مثل شرك».‏ —‏ لوقا ٢١:‏​٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ٢٠ اذًا،‏ ‹فلنداوم على السهر›،‏ مدركين اين نحن في مجرى الزمن.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٢‏)‏ ولنحترز من تجارب الشيطان التي تهدف الى تلهيتنا،‏ ولا نسمحْ ابدا لهذا العالم الخالي من المحبة والاحاسيس ان يعيقنا عن إظهار المحبة للآخرين.‏ وفوق الكل،‏ لنقترب اكثر من ذي قبل الى الاله الحق يهوه،‏ الذي سيحقِّق ملكوته المسيّاني عمّا قريب قصده المجيد لهذه الارض.‏ —‏ كشف ٢١:‏​٤،‏ ٥‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة