-
الى اين يتَّجه هذا العالم؟داوم على السهر!
-
-
الى اين يتَّجه هذا العالم؟
حول العالم، صارت المشاكل الخطيرة والحوادث الصاعقة امرا مألوفا. فماذا يعني ذلك؟
الامن الشخصي: القنابل تُفجَّر في الاسواق. النيران تُطلق على الاساتذة والتلاميذ في المدرسة. الاطفال يُختطفون حين يغيبون عن نظر والديهم. تهجُّم على المسنين وسرقتهم في وضح النهار.
الوضع الديني: الكنائس تدعم الاطراف المتنازعة في الحرب. رجال الدين متَّهمون بالابادة الجماعية. الكهنة يستغلون الاحداث جنسيا والكنيسة تحاول إخفاء الفضائح. عدد مرتادي الكنائس يتراجع والمباني الكنسية تُباع.
البيئة: إزالة الاحراج للقيام بمشاريع تجارية. الفقراء يُعرّون الغابات بحثا عن الوقود. المياه الجوفية ملوَّثة وغير صالحة للشرب. النفايات الصناعية وبعض الاساليب الحديثة تُضِرّ بصناعة صيد الاسماك. الهواء ملوَّث جدا وخانق.
كسب المعيشة: دخْل الفرد في افريقيا السوداء لا يتعدى ٤٨٠ دولارا اميركيا في السنة. جشع المديرين يؤدي الى انهيار الشركات ويترك الآلاف عاطلين عن العمل. المستثمرون يخسرون جنى عمرهم بسبب الاحتيال.
المجاعات: ٠٠٠,٠٠٠,٨٠٠ شخص حول العالم تقريبا يأوون الى فراشهم جائعين.
الحرب: اكثر من ١٠٠ مليون شخص ماتوا في حروب القرن العشرين. مخزون الاسلحة النووية كافٍ لإهلاك الجنس البشري بكامله عدة مرات. الحروب الاهلية تندلع. الارهاب يهدِّد العالم بأسره.
الاوبئة والامراض الاخرى: ٠٠٠,٠٠٠,٢١ شخص قضوا نحبهم بالانفلوَنزا الاسپانية التي تفشّت سنة ١٩١٨. الأيدز: «الوباء الاكثر فتكا في التاريخ البشري». الناس حول العالم يقاسون من السرطان ومرض القلب.
اذا لم تركِّز على النبذات الاخبارية كلّ على حدة، فكيف تراها؟ أهي في رأيك حوادث فردية ام انها جزء من حوادث عالمية مرتبطة بعضها ببعض ولها مغزى حقيقي؟
[الاطار/الصورة في الصفحة ٥]
هل يهتم اللّٰه بنا حقا؟
نتيجة الحوادث الفظيعة، خسارة الممتلكات، او فقدان احد الاحباء يقاسي كثيرون اليوم. لذلك يتساءلون لماذا لا يتدخل اللّٰه ويمنع حدوث هذه الامور.
اللّٰه يهتم بنا. فهو يزوِّد الارشاد السليم والراحة الحقيقية الآن. (متى ١١:٢٨-٣٠؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧) وقد اتَّخذ الاجراءات لوضع حد نهائي للعنف، المرض، والموت. وهذه الاجراءات تُظهِر انه لا يهتم بأمة واحدة فحسب، بل ايضا بالناس من كل الامم والقبائل والالسنة. — اعمال ١٠:٣٤، ٣٥.
الى ايّ حدّ يهمّنا اللّٰه؟ هل تعرف مَن هو خالق السماء والارض؟ ما هو اسمه؟ وما هو قصده؟ يجيب اللّٰه عن هذه الاسئلة في الكتاب المقدس. فهو يخبرنا ما هي الاجراءات التي يتَّخذها لإنهاء العنف والمرض والموت. ولكن ما المطلوب منا للاستفادة من ترتيبات اللّٰه؟ يجب ان نتعلم عنه وعن قصده. ولا يعقل ان نتوقع الاستفادة من هذه الترتيبات إلا اذا آمنّا به. (يوحنا ٣:١٦؛ عبرانيين ١١:٦) ومن الضروري ايضا ان نطيع مطالبه. (١ يوحنا ٥:٣) فهل يهمّك اللّٰه بحيث تكون مستعدّا لإطاعة مطالبه؟
لكي نفهم لماذا يسمح اللّٰه بالاحوال السيئة الحاضرة، يجب ان نعرف عن قضية مهمة مذكورة في الكتاب المقدس. وهذه الكراسة توضح هذه القضية في الصفحة ١٥.
-
-
ما مغزى كل هذه الحوادث؟داوم على السهر!
-
-
ما مغزى كل هذه الحوادث؟
قال يسوع المسيح: «اختتام نظام الاشياء» سيتميَّز بالحروب، المجاعات، الاوبئة، والزلازل. — متى ٢٤:١-٨؛ لوقا ٢١:١٠، ١١.
منذ سنة ١٩١٤، تنغِّص حياتَنا الحروبُ بين الامم والفئات الإثنية او العرقية. وغالبا ما تندلع هذه الحروب بسبب تدخل رجال الدين في السياسة او نتيجة الهجمات الارهابية التي تحدث مؤخرا.
ورغم التقدم العلمي، تبتلي المجاعات الشديدة مئات الملايين من الناس حول الارض. نتيجة لذلك، يموت ملايين الاشخاص سنويا من الجوع.
الاوبئة، او الامراض المعدية الواسعة الانتشار، هي ايضا جزء من العلامة التي اعطاها يسوع. فعقب الحرب العالمية الاولى، حصد احد انواع الانفلونزا حياة اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,٢١ شخص. وبعكس الامراض المعدية التي اصابت مناطق معيَّنة في الماضي، انتقل هذا المرض الى بلدان كثيرة حول العالم، حتى الى الجزر النائية. ويجتاح العالمَ الآن مرضُ الأيدز. وتُبتلى الامم النامية بأوبئة مثل السّل، الملاريا، العمى النهري، ومرض شاڠاس.
ويُذكَر ان عشرات آلاف الزلازل بمختلف الدرجات تضرب كل سنة. ورغم المعدات المتوفرة والاساليب المتقدمة، لا تزال انباء الزلازل التي تضرب المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة تتصدر عناوين الاخبار.
انبأ الكتاب المقدس ايضا: «اعلم هذا، انه في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة حرجة. فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم، محبين للمال، مغرورين، متكبرين، مجدِّفين، عاصين لوالديهم، غير شاكرين، غير أولياء، بلا حنو، غير مستعدين لقبول ايّ اتفاق، مفترين، بلا ضبط نفس، شرسين، غير محبين للصلاح، خائنين، جامحين، منتفخين بالكبرياء، محبين للملذات دون محبة للّٰه، لهم شكل التعبد للّٰه ولكنهم منكرون قوته؛ فعن هؤلاء اعرض». — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
ألا توافق اننا نعيش في «ازمنة حرجة»؟
هل لاحظت ان الناس في ايامنا متكبرون ومحبون لأنفسهم وللمال الى حدّ بعيد؟
أيُعقل ان ينكر احد ان العالم ملآن بأشخاص انانيين، غير شاكرين، غير مستعدين لقبول ايّ اتّفاق، وغير اولياء؟!
هل تعرف ان عصيان الوالدين وعدم الحنو الفظيع قد تفاقما كثيرا حول العالم، وليس فقط في مناطق قليلة؟
لا شك انك تدرك اننا نعيش في عالم تعميه محبة الملذات وليس لديه محبة للصلاح. وهذا ما يقوله الكتاب المقدس عن المواقف السائدة في «الايام الاخيرة».
فهل هنالك حاجة الى براهين اكثر تُثبِت اين نحن في مجرى الزمن؟ انبأ يسوع ايضا انه خلال هذه الفترة عينها، سيُكرَز ببشارة ملكوت اللّٰه في كل المسكونة. (متى ٢٤:١٤) فهل تتم هذه النبوة؟
ان برج المراقبة هي مجلة مؤسسة على الكتاب المقدس ومخصَّصة لإعلان بشارة ملكوت يهوه. وهي تصدر دوريا بلغات اكثر من اية مجلة اخرى.
ويخصِّص شهود يهوه سنويا اكثر من بليون ساعة لإخبار الآخرين عن ملكوت اللّٰه.
يُصدِر شهود يهوه ايضا مطبوعات تشرح الكتاب المقدس بأكثر من ٤٠٠ لغة، حتى باللغات التي ينطق بها عدد قليل من الاشخاص الساكنين في المناطق النائية. وقد اوصلوا البشارة الى كل الامم؛ كما انهم كرزوا في جزر ومقاطعات عديدة ليس لها اية اهمية سياسية. وفي معظم البلدان، لديهم برنامج منتظم لتعليم الكتاب المقدس.
حقا، يُكرَز ببشارة ملكوت اللّٰه في كل المسكونة، ليس لهداية العالم بل لتقديم الشهادة. فالناس اينما كانوا يُمنَحون فرصة ليُظهِروا هل يهمّهم الاله الذي خلق السموات والارض وهل يملكون الاحترام لشرائعه ويحبون رفيقهم الانسان. — لوقا ١٠:٢٥-٢٧؛ كشف ٤:١١.
وعمّا قريب، سيطهِّر ملكوت اللّٰه الارض من كل الاشرار ويحوِّلها الى فردوس. — لوقا ٢٣:٤٣.
[الاطار في الصفحة ٦]
الايام الاخيرة لأيّ شيء؟
ليست الايامَ الاخيرة للجنس البشري. فالذين يصنعون مشيئة اللّٰه لديهم رجاء العيش الى الابد، كما يعِد الكتاب المقدس. — يوحنا ٣:١٦، ٣٦؛ ١ يوحنا ٢:١٧.
وليست الايامَ الاخيرة للارض. فكلمة اللّٰه تعِد ان الارض ستبقى الى الابد. — مزمور ٣٧:٢٩؛ ١٠٤:٥؛ اشعياء ٤٥:١٨.
انها الايام الاخيرة لنظام الاشياء العنيف والعديم المحبة هذا ولكلّ الذين يؤيدون طرقه. — امثال ٢:٢١، ٢٢.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٧]
هل الكتاب المقدس هو حقا كلمة اللّٰه؟
كتب انبياء الكتاب المقدس مرارا: «هكذا يقول الرب». (اشعياء ٤٣:١٤؛ ارميا ٢:٢) حتى يسوع المسيح، ابن اللّٰه، أكّد انه ‹لم يتكلم من عنده›. (يوحنا ١٤:١٠) ويوضح الكتاب المقدس: «الاسفار المقدسة كاملة هي موحى بها من اللّٰه». — ٢ تيموثاوس ٣:١٦.
فما من كتاب آخر صدر بهذا العدد من اللغات: اكثر من ٢٠٠,٢ لغة، حسبما ذكرت «جمعيات الكتاب المقدس المتحدة». وما من كتاب آخر يوزَّع بهذا القدر؛ فقد وزِّع منه حتى الآن اكثر من اربعة بلايين نسخة. أفليس هذا ما تتوقعه من رسالة اللّٰه الى البشر كلهم؟!
من اجل مناقشة أَشمَل للادلة التي تُثبِت ان الكتاب المقدس موحى به من اللّٰه، انظر كتاب الكتاب المقدس — كلمة اللّٰه أم الانسان؟، اصدار شهود يهوه.
وإذا قرأت الكتاب المقدس وأنت مقتنع انه حقا كلمة اللّٰه، فسوف تجني فوائد كبيرة.
[الاطار/الصور في الصفحة ٨]
ما هو ملكوت اللّٰه؟
انه الحكومة التي اسّسها خالق السماء والارض، الاله الحق يهوه. — ارميا ١٠:١٠، ١٢.
يذكر الكتاب المقدس ان يسوع المسيح هو الشخص الذي فوَّض اليه اللّٰه سلطة الحكم. (كشف ١١:١٥) وعندما عاش يسوع على الارض، كانت لديه سلطة من اللّٰه، سلطة مكَّنته من ضبط عناصر الطبيعة، شفاء كل الامراض، حتى إقامة الاموات. (متى ٩:٢-٨؛ مرقس ٤:٣٧-٤١؛ يوحنا ١١:١١-٤٤) وقد انبأت نبوة الكتاب المقدس الموحى بها ان اللّٰه سيعطيه ايضا «سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة». (دانيال ٧:١٣، ١٤) وتُدعى هذه الحكومة ملكوت السموات لأن يسوع المسيح يحكم الآن من السماء.
[الصور في الصفحة ٧]
الكرازة بالبشارة حول العالم
-
-
ايّ مَنحى تتخذه حياتك؟داوم على السهر!
-
-
ايّ مَنحى تتخذه حياتك؟
• كثيرون من الناس منهمكون في شؤون الحياة اليومية، حتى انهم قلّما يفكِّرون في المنحى الذي تتَّخذه حياتهم.
• يخبرنا الكتاب المقدس عن حوادث رائعة تكمن امامنا. ولكنه يحذِّرنا ايضا من تغيير جذري سيحلّ بالهيئات البشرية. ولكي نستفيد من هذا التحذير ونتجنب الكارثة، من الملحّ ان نتَّخذ اجراء حاسما.
• يعرف بعض الاشخاص ما يقوله الكتاب المقدس ويحاولون تطبيقه. لكنهم يسمحون لهموم الحياة بأن تجعلهم ينحرفون عن المسار الصحيح.
• هل انتَ راضٍ عن المنحى الذي تتَّخذه حياتك؟ عندما تضع الخطط، هل تفكر كيف تؤثر هذه الخطط في اهدافك البعيدة المدى في الحياة؟
[الاطار/الصور في الصفحة ٩]
ما هو الاهم في نظرك؟
كيف تقيِّم الامور التالية؟ رتِّبها حسب الاولوية.
ان العديد منها مهمّ. ولكن عندما يكون عليك الاختيار، ايّ امر يحتل المرتبة الاولى، الثانية، وهلم جرّا؟
․․․ التسلية/الاستجمام
․․․ وظيفتي او حياتي المهنية
․․․ صحتي
․․․ مصلحتي الشخصية
․․․ رفيق زواجي
․․․ والداي
․․․ اولادي
․․․ البيت الجميل/الثياب الانيقة
․․․ التفوّق في كل ما افعله
․․․ عبادة اللّٰه
[الاطار في الصفحتين ١٠، ١١]
هل تنسجم اختياراتك مع اهدافك؟
فكِّر في الاسئلة التالية
التسلية/الاستجمام: هل يجلب لي الاستجمام الذي اختاره الانتعاش؟ هل يشمل مغامرات قد تعرِّض حياتي للخطر او تسبِّب لي عاهة مستديمة؟ هل هو «لهو» يجلب لي الاثارة مجرد ساعات قليلة، ولكنه بالمقابل ينتج لي الشقاء الدائم؟ حتى لو كانت التسلية سليمة، هل اصرف وقتا طويلا فيها بحيث لا يتبقى لي وقت للامور الاكثر اهمية؟
وظيفتي او حياتي المهنية: هل اعمل لأعيل نفسي ام انني اسمح لعملي بأن يستعبدني؟ هل يستنزف العمل طاقتي بحيث تتدهور صحتي؟ هل افضِّل العمل ساعات اضافية على قضاء الوقت مع رفيق زواجي او اولادي؟ اذا طلب صاحب العمل مني امرا لا يسمح لي ضميري بأن افعله او امرا يمنعني تكرارا من القيام بالواجبات الروحية، فهل افعل ما يطلبه مني لئلا يطردني من وظيفتي؟
صحتي: هل اهمل صحتي ام احافظ عليها؟ هل هي محور احاديثي؟ هل أُظهِر اهتمامي بعائلتي من خلال المحافظة على صحتي؟
مصلحتي الشخصية: هل هي اهتمامي الاول؟ هل افضِّل مصلحة رفيق زواجي او عائلتي على مصلحتي الشخصية؟ هل اسعى الى تحقيق مصلحتي بشكل ينسجم مع كوني احد عبّاد الاله الحق؟
رفيق زواجي: هل اعتبر رفيق زواجي شريكي فقط عندما يحلو لي؟ هل اعامله باحترام وأعتبره جديرا بالاكرام؟ هل ينعكس ايماني باللّٰه على نظرتي الى رفيق زواجي؟
والداي: اذا كنتَ قاصرا، فاسأل نفسك: هل اطيع والدَيّ بالتكلم معهما باحترام، القيام بما يطلبانه مني، العودة الى البيت في الوقت الذي يحدِّدانه لي، وتجنب المعاشرات والنشاطات التي يحذِّرانني منها؟ اما اذا كنتَ راشدا، فاسأل نفسك: هل اصغي الى والدَيّ باحترام وأساعدهما عندما يكونان بحاجة اليّ؟ في تعاملاتي معهما، هل افضِّل راحتي الشخصية على اتِّباع مشورة كلمة اللّٰه؟
اولادي: هل اشعر انني المسؤول عن تعليم اولادي القيَم الاخلاقية ام احمِّل هذه المسؤولية للمدرسة؟ هل اخصِّص الوقت لهم ام اتوقع ان تشغل وقتهم الالعاب، التلفزيون، او الكمپيوتر؟ هل اؤدِّبهم كلما تجاهلوا مذكِّرات اللّٰه ام عندما اكون في سورة غضب فقط؟
البيت الجميل/الثياب الانيقة: ما الذي يحدِّد مدى الاهتمام الذي يجب ان اوليه لمظهري وممتلكاتي؟ اهو الانطباع الذي ارجو ان اتركه لدى جيراني؟ ام خير عائلتي؟ ام كوني عابدا للّٰه؟
التفوّق في كل ما افعله: هل اشعر باهمية القيام بالامور على احسن وجه؟ هل اسعى ان اتفوّق في ما افعله؟ هل انزعج اذا تفوّق عليّ احد في شيء ما؟
عبادة اللّٰه: هل نيل رضى اللّٰه اهمّ في نظري من نيل رضى رفيق زواجي، اولادي، والدَيّ، او ربّ عملي؟ هل اضع خدمة اللّٰه في مرتبة ثانوية في سبيل المحافظة على العيش برخاء؟
تأمل جيدا في مشورة الكتاب المقدس
اية مكانة تحتلها خدمة اللّٰه في حياتك؟
جامعة ١٢:١٣: «اتقِ اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو الانسان كله».
اسأل نفسك: هل تُظهر حياتي انني مقتنع بصحة هذه الكلمات؟ هل طاعتي لوصايا اللّٰه هي ما يحدِّد كيف اهتم بمسؤولياتي في البيت او العمل او المدرسة؟ ام ان مسؤوليات وضغوط الحياة الاخرى هي التي تحدِّد الوقت الذي اخصِّصه لخدمة اللّٰه؟
كيف هي علاقتك باللّٰه؟
امثال ٣:٥، ٦: «توكّل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك».
متى ٤:١٠: «يهوه إلهك تعبد، وله وحده تؤدي خدمة مقدسة».
اسأل نفسك: هل تصف هذه الكلمات مشاعري نحو اللّٰه؟ هل يبرهن ما اقوم به يوميا وطريقة مواجهتي الحالات العصيبة على اتكالي على اللّٰه وتعبُّدي له؟
الى ايّ حد تعتبر قراءة الكتاب المقدس ودرسه امرا مهمًّا؟
يوحنا ١٧:٣: «هذا يعني الحياة الابدية: ان يستمروا في نيل المعرفة عنك، انت الاله الحق الوحيد، وعن الذي ارسلته، يسوع المسيح».
اسأل نفسك: هل انا مقتنع بهذه الكلمات بحيث اضع قراءة كلمة اللّٰه والتأمل فيها في المرتبة الاولى؟
الى ايّ حدّ تعتبر حضور اجتماعات الجماعة المسيحية مهمًّا؟
عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥: «لنراعِ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة، غير متخلّين عن اجتماعنا، . . . وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقترب».
مزمور ١٢٢:١: «فرحتُ بالقائلين لي الى بيت الرب نذهب».
اسأل نفسك: هل يُظهِر نمط حياتي التقدير للارشاد الآنف الذكر الموجود في كلمة اللّٰه؟ هل تغيَّبتُ الشهر الماضي عن ايّ اجتماع لأنني سمحتُ لأمر آخر بأن يأخذ الاولوية؟
هل تُخبر الآخرين عن اللّٰه وقصده بغيرة؟
متى ٢٤:١٤: «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة . . .؛ ثم تأتي النهاية».
متى ٢٨:١٩، ٢٠: «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم، . . . وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».
مزمور ٩٦:٢: «رنِّموا للرب باركوا اسمه بشِّروا من يوم الى يوم بخلاصه».
اسأل نفسك: هل اعطي هذا العمل الاولوية؟ هل اقوم به بشكل يعكس اقتناعي بخطورة الوقت الذي نعيش فيه؟
-
-
‹ساعة الدينونة› قد جاءتداوم على السهر!
-
-
‹ساعة الدينونة› قد جاءت
يخبرنا الكشف، آخر سفر في الكتاب المقدس، عن ملاك طائر في وسط السماء معه «بشارة ابدية ليبشِّر» بها. وهو يقول بصوت عالٍ: «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا، لأن ساعة دينونته قد جاءت». (كشف ١٤:٦، ٧) ان ‹ساعة الدينونة› هذه تشمل اعلان الدينونة الالهية وتنفيذها على حدّ سواء. و ‹الساعة› هي فترة قصيرة نسبيا. وتنفيذ الدينونة سيكون ذروة «الايام الاخيرة» التي نعيش فيها الآن. — ٢ تيموثاوس ٣:١.
ان ‹ساعة الدينونة› ستجلب الفرح لمحبي البرّ. ففي هذه الساعة سيمنح اللّٰه الراحة لخدّامه الذين يعانون الامرَّين في نظام الاشياء هذا الذي يسوده العنف وقلة المحبة.
والآن، قبل ان تنتهي ‹ساعة الدينونة› بدمار نظام الاشياء الشرير الحاضر، يجري حثّنا: «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا». فهل تفعل ذلك؟ لا يكفي ان نقول: اننا نؤمن باللّٰه. (متى ٧:٢١-٢٣؛ يعقوب ٢:١٩، ٢٠) فالخوف السليم من اللّٰه ينبغي ان يجعلنا نُظهِر التوقير له ونتجنب فعل ما هو شرّ. (امثال ٨:١٣) كما ينبغي ان يساعدنا ان نحبّ الخير ونبغض الشر. (عاموس ٥:١٤، ١٥) وإذا اردنا ان نُكرِم اللّٰه، يجب ان نصغي اليه باحترام شديد. ولا يجب ان نكون مشغولين اكثر من ان نقرأ بانتظام كلمته، الكتاب المقدس. كما يجب ان نتوكل عليه ونثق به بكل قلبنا في كل حين. (مزمور ٦٢:٨؛ امثال ٣:٥، ٦) والذين يُكرِمونه حقا يجب ان يعترفوا انه المتسلط الكوني لأنه خالق السماء والارض، وأن يذعنوا له طوعا بصفته الاله الذي يحقّ له ان يوجِّه حياتنا. فإذا ادركنا انه يجب ان ننتبه اكثر الى هذه الامور، فلنسارع الى القيام بها دونما تأخير.
ان وقت تنفيذ الدينونة الذي تكلّم عنه الملاك يُسمّى ايضا «يوم يهوه». وقد اتى «يوم» كهذا على اورشليم القديمة سنة ٦٠٧ قم، لأن سكانها لم يصغوا الى التحذيرات التي اعلنها يهوه بفم انبيائه ولم يُبقوا يوم يهوه قريبا في ذهنهم. وهذا ما عرّض حياتهم للخطر. فيهوه سبق وحذّرهم ان يومه «قريب وسريع جدا». (صفنيا ١:١٤) وقد اتى ‹يوم ليهوه› على بابل القديمة ايضا سنة ٥٣٩ قم. (اشعياء ١٣:١، ٦) فالبابليون كانوا واثقين بحصونهم وآلهتهم وتجاهلوا التحذيرات التي اعلنها لهم انبياء يهوه. لكنَّ بابل الجبارة سقطت في ليلة واحدة على ايدي الماديين والفرس.
ماذا يكمن امامنا اليوم؟ ‹يوم آخر ليهوه›، ولكن على نطاق اوسع. (٢ بطرس ٣:١١-١٤) فدينونة اللّٰه قد أُعلنَت على «بابل العظيمة». فبحسب الكشف ١٤:٨، يعلن ملاك: «سقطت بابل العظيمة». وسقوط بابل قد حدث. فلم يعد بإمكانها ان تُبقي عبّاد يهوه تحت سيطرتها. فقد شُهِّر فسادها وتورّطها في الحروب. والآن يقترب دمارها النهائي. لذلك يحثّ الكتاب المقدس الناس اينما كانوا: «اخرجوا منها [بابل العظيمة] . . . لئلا تشتركوا معها في خطاياها، ولئلا تنالوا جزءا من ضرباتها. فإن خطاياها قد تراكمت حتى السماء، وتذكر اللّٰه مظالمها». — كشف ١٨:٤، ٥.
ما هي بابل العظيمة؟ انها كامل الاديان حول العالم التي توجد تشابهات بينها وبين بابل القديمة. (الكشف، الاصحاحان ١٧ و ١٨) فلنستعرض في ما يلي بعض هذه التشابهات:
• كان الكهنة في بابل القديمة يتدخلون كثيرا في الشؤون السياسية. وهذا ما يصحّ في كثير من الاديان اليوم.
• غالبا ما كان الكهنة في بابل يدعمون الحروب. واليوم ايضا، غالبا ما تكون الاديان في طليعة الذين يباركون جنود الامم المتحاربة.
• ادّت تعاليم وممارسات بابل القديمة الى انغماس شعبها في الفساد الادبي الفاضح. وفي ايامنا ايضا، يتفشى الفساد الادبي بين رجال الدين وعامة الشعب نتيجة تجاهل القادة الدينيين لمقاييس الآداب في الكتاب المقدس. ومن الجدير بالذكر ان سفر الكشف يصوِّر بابل العظيمة على انها عاهرة، وذلك لأنها تمارس العهارة مع هذا العالم وأنظمته السياسية.
• يقول الكتاب المقدس ايضا ان بابل العظيمة تعيش «في ترف فاضح». في بابل القديمة، كانت للهياكل اوقاف تضمّ اراضي شاسعة، ولعب الكهنة دورا بارزا في التجارة. على نحو مماثل، تمتلك بابل العظيمة اليوم اراضي شاسعة وتدير اعمالا على نطاق واسع. كما ان تعاليمها وأعيادها تدرّ اموالا طائلة عليها وعلى التجّار.
• كانت التماثيل والسحر والعيافة امورا شائعة في بابل القديمة، كما هي شائعة ايضا في اماكن كثيرة اليوم. وكان الموت يُعتبَر ممَرًّا الى حياة اخرى. كما زخرت بابل بالهياكل والمعابد المخصّصة لإكرام آلهتها. وكان البابليون يقاومون عبّاد يهوه. واليوم ايضا، تميِّز المعتقدات والممارسات نفسها بابل العظيمة.
قديما، استخدم يهوه الامم السياسية والعسكرية القوية لمعاقبة الذين اصرّوا على الاستخفاف به وتجاهل مشيئته. فقد دمّر الاشوريون السامرة سنة ٧٤٠ قم. ودُمِّرت اورشليم على ايدي البابليين سنة ٦٠٧ قم، ثم على ايدي الرومانيين سنة ٧٠ بم. وبابل بدورها أُخضعت للماديين والفرس سنة ٥٣٩ قم. على نحو مماثل، يشبِّه الكتاب المقدس الحكومات السياسية بوحش ويقول انها ستنقلب على «العاهرة»، تجعلها عريانة بكشفها على حقيقتها، ثم تدمِّرها كليًّا. — كشف ١٧:١٦.
وهل ستقوم حقا حكومات العالم بهذا الامر؟ يقول الكتاب المقدس ان ‹اللّٰه سيضع ذلك في قلوبهم›. (كشف ١٧:١٧) ولن يكون هذا الاجراء تدريجيا او مُتوقَّعا، بل مباغتا ومفاجئا وصاعقا.
ماذا يجب ان تفعل؟ اسأل نفسك: ‹هل ما زلتُ انتمي الى هيئة دينية ملوَّثة بتعاليم وممارسات تسِمها كجزء من بابل العظيمة؟›. وإذا لم تكن عضوا في هيئة دينية كهذه، فاسأل نفسك: ‹هل سمحتُ لروح بابل العظيمة بأن تؤثر فيّ؟›. وما هي هذه الروح؟ انها النظرة المتساهلة الى الانحلال الخلقي، محبة الممتلكات المادية والملذات بدلا من محبة اللّٰه، او التجاهل العمدي لكلمة يهوه، حتى في الامور التي تبدو قليلة الاهمية. وبعد طرح السؤال على نفسك، فكِّر مليًّا في جوابك.
لنيل رضى يهوه، من المهمّ ان نبرهن بتصرفاتنا ورغبات قلبنا اننا فعلا لسنا جزءا من بابل العظيمة. ولا وقتَ للتواني. فعند التحذير ان النهاية ستأتي فجأة، يقول الكتاب المقدس: «برميةٍ خاطفة ستُطرَح بابل المدينة العظيمة، ولن توجد في ما بعد». — كشف ١٨:٢١.
ولكن هنالك المزيد من الحوادث. ففي ‹ساعة الدينونة› سيحاسب يهوه اللّٰه ايضا الانظمة السياسية العالمية، حكّامها، وكل الذين لا يذعنون لحكمه الشرعي الذي يمارسه بواسطة ملكوته السماوي برئاسة يسوع المسيح. (كشف ١٣:١، ٢؛ ١٩:١٩-٢١) تشبِّه الرؤيا النبوية في دانيال ٢:٢٠-٤٥ الحكومات السياسية من زمن بابل حتى وقتنا الحاضر بتمثال عظيم مصنوع من الذهب، الفضة، النحاس، الحديد، والخزف. وعن ايامنا قالت النبوة: «يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا». ويذكر الكتاب المقدس ايضا ما ستفعله حكومة الملكوت خلال «ساعة دينونة» يهوه قائلا: «تسحق وتفني كل هذه الممالك [البشرية] وهي تثبت الى الابد». — دانيال ٢:٤٤.
يحذِّر الكتاب المقدس العبّاد الحقيقيين من محبة «ما في العالم» — طريقة الحياة التي يروِّجها هذا العالم المبتعد عن الاله الحق. (١ يوحنا ٢:١٥-١٧) فهل تُظهِر قراراتك وتصرفاتك انك تؤيد بثبات ملكوت اللّٰه؟ وهل تضعه فعلا في المرتبة الاولى في حياتك؟ — متى ٦:٣٣؛ يوحنا ١٧:١٦، ١٧.
[الاطار في الصفحة ١٤]
متى تأتي النهاية؟
«في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان». — متى ٢٤:٤٤.
«داوموا على السهر . . . لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة». — متى ٢٥:١٣.
«لا تتأخر». — حبقوق ٢:٣.
[الاطار في الصفحة ١٤]
هل يتغيّر موقفك اذا علمت متى ستأتي النهاية؟
اذا علمت ان تنفيذ الدينونة الالهية القادمة لن يحدث قبل مرور عدة سنوات، فهل تعيش حياتك بطريقة مختلفة؟ وإذا كنت قد شعرت ان النهاية تأخرت اكثر مما توقعت، فهل تباطأت في خدمة يهوه عندما لم يتحقق ما توقعته؟ — عبرانيين ١٠:٣٦-٣٨.
ان عدم معرفتنا الوقت بالضبط يتيح لنا فرصة لنُظهِر اننا نخدم اللّٰه بدافع جيد. فالذين يعرفون يهوه يدركون انه فاحص القلب، ولذلك لا يهمه الاعراب عن الغيرة في اللحظة الاخيرة. — ارميا ١٧:١٠؛ عبرانيين ٤:١٣.
والذين يحبون يهوه حقا يعتبرون خدمته اولوية في حياتهم. فرغم ان المسيحيين الحقيقيين لديهم عمل دنيوي كباقي الناس، فإن هدفهم ليس الصيرورة اغنياء بل امتلاك ما يكفي لإعالة انفسهم ومساعدة الآخرين. (افسس ٤:٢٨؛ ١ تيموثاوس ٦:٧-١٢) ومع انهم يتمتعون بالاستجمام السليم وتغيير الروتين في حياتهم، فإن هدفهم هو الانتعاش وليس فقط التشبُّه بالآخرين. (مرقس ٦:٣١؛ روما ١٢:٢) وكيسوع المسيح، يُسَرّون بفعل مشيئة اللّٰه. — مزمور ٣٧:٤؛ ٤٠:٨.
يرغب المسيحيون الحقيقيون ايضا ان يخدموا يهوه الى الابد. وتقديرهم لهذا الرجاء لا يتناقص حتى لو كان عليهم الانتظار وقتا اطول مما توقعوا لنيل البركات.
[الاطار/الصورة في الصفحة ١٥]
قضية السلطان الكوني
لنفهم سبب سماح اللّٰه بالمآسي، يجب ان نفهم قضية السلطان الكوني.
لأن يهوه هو الخالق، فله الحق في حكم الارض والساكنين فيها. ولكن في فجر تاريخ البشرية، جرى الشكّ في صواب سلطان يهوه، كما يوضح الكتاب المقدس. فالشيطان ابليس ادّعى ان يهوه يقيّد حرية مخلوقاته. كما ادعى ان اللّٰه كذب على ابوَينا الاولَين بشأن ما يحدث لهما اذا تجاهلا شريعته واستقلا عنه، وأنه من الافضل لهما ان يحكما انفسهما بمعزل عن اللّٰه. — تكوين، الاصحاحان ٢ و ٣.
كان بإمكان اللّٰه ان يظهر قدرته بإهلاك المتمردين فورا. لكنَّ ذلك لم يكن ليبتّ القضية التي نشأت. لذلك بدلا من إهلاك المتمردين في الحال، سمح يهوه لكل المخلوقات العاقلة بأن ترى عاقبة التمرد. صحيح ان بتّ القضية بهذه الطريقة ادّى الى اختبار البشر المآسي، ولكن لولا ذلك لما وُلدنا.
في غضون ذلك، اعدّ يهوه ترتيبا حبيًّا كلّفه غاليا. وهذا الترتيب يتيح للبشر الذين يطيعونه ويمارسون الايمان بذبيحة ابنه الفدائية ان يتحرّروا من الخطية وعواقبها وأن يعيشوا في الفردوس، حتى لو اقتضى الامر ان يُقاموا من الاموات.
والسماح بوقت لبتّ القضية منح خدام اللّٰه ايضا الفرصة لكي يتجاوبوا مع محبته ويعطوا الدليل على استقامتهم امامه في كل الظروف. كما ان بتّ قضية السلطان الالهي وقضية استقامة البشر المتعلقة بها هو امر ضروري ليضمن اللّٰه ان جميع المخلوقات في الكون بأسره سيحترمون شريعته. فدون هذا الاحترام لشرائع اللّٰه، لن يعمّ السلام الحقيقي ابدا.a
[الحاشية]
a من اجل بحث مفصَّل اكثر عن هاتَين القضيتَين وما تشملانه، انظر كتاب اقترب الى يهوه، اصدار شهود يهوه.
[الصورة]
النظام العالمي للحكومات السياسية سينتهي
-
-
عالم جديد بحسب وعد اللّٰهداوم على السهر!
-
-
عالم جديد بحسب وعد اللّٰه
يجعل الكتاب المقدس، كلمة اللّٰه المكتوبة، قلوبنا مفعمة بالرجاء حين يقول: «ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة، فيها يسكن البر». — ٢ بطرس ٣:١٣.
فما هي ‹السموات الجديدة›؟ يربط الكتاب المقدس السماء بالحكم. (اعمال ٧:٤٩) لذلك فإن ‹السموات الجديدة› هي حكومة جديدة ستحكم الارض. وهي جديدة لأنها ستحلّ محلّ نظام الحكم الحاضر؛ كما انها تطوُّر جديد في مجرى الحوادث التي تؤدي الى تحقيق قصد اللّٰه. انها الملكوت الذي علّمنا يسوع ان نصلّي من اجله. (متى ٦:١٠) وهذا الملكوت يُسمّى «ملكوت السموات» لأن اللّٰه الذي اسَّسه يسكن في السماء. — متى ٧:٢١.
وما هي ‹الارض الجديدة›؟ ليست كوكبا جديدا لأن الكتاب المقدس يوضح ان الارض ستظل آهلة بالسكان الى الابد. ‹فالارض الجديدة› هي مجتمع بشري جديد. وهي جديدة لأن الاشرار سينقرضون. (امثال ٢:٢١، ٢٢) وكل الذين سيعيشون آنذاك سيكرمون الخالق ويطيعونه ويطبِّقون مطالبه. (مزمور ٢٢:٢٧) والناس من كل الامم مدعوّون لتعلُّم هذه المطالب وتطبيقها في حياتهم الآن. فهل تفعل ذلك؟
في عالم اللّٰه الجديد، سيخضع الجميع لحكمه. فهل تدفعك المحبة للّٰه الى إطاعته؟ (١ يوحنا ٥:٣) هل يظهَر ذلك من خلال تصرفاتك في البيت او العمل او المدرسة ومن خلال نمط حياتك؟
في ذلك العالم الجديد، سيتَّحد البشر في عبادة الاله الحق. فهل تعبد خالق السماء والارض؟ وهل انت متَّحد في العبادة مع الرفقاء العبّاد من كل الامم، العروق، واللغات؟ — مزمور ٨٦:٩، ١٠؛ اشعياء ٢:٢-٤؛ صفنيا ٣:٩، عج.
[الاطار في الصفحة ١٧]
مَن هو الاله الذي يعِد بهذه الامور؟
انه خالق السموات والارض والاله الذي قال عنه يسوع المسيح انه «الاله الحق الوحيد». — يوحنا ١٧:٣.
يُكرِم معظم البشر آلهة من صنعهم. فملايين الاشخاص ينحنون امام تماثيل عديمة الحياة. ويمجِّد آخرون المؤسسات البشرية، الفلسفات المتحورة حول الاهتمام بالشؤون المادية (اي التي لا تأخذ القيم الروحية في الحسبان)، او رغباتهم الخاصة. حتى الذين يدَّعون الايمان بالكتاب المقدس، لا يكرمون اسم الاله الذي يقول عنه هذا الكتاب انه «الاله» الحقيقي. — تثنية ٤:٣٥.
قال الخالق عن نفسه: «اسمي يهوه». (خروج ٦:٣) ويظهر هذا الاسم نحو ٠٠٠,٧ مرة في الكتاب المقدس باللغات الاصلية. كما ان يسوع المسيح علَّم أتباعه ان يصلّوا: «ابانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك». — متى ٦:٩.
وما هي صفات الاله الحق؟ انه يصف نفسه كما يلي: «رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء» ولكنه لا يبرئ إبراء الذين ينتهكون وصاياه عمدا. (خروج ٣٤:٦، ٧) وسجل تعاملاته مع البشر يؤكد صحة هذه الكلمات.
يجب تقديس الاسم وحامله على السواء. فلأن يهوه هو الخالق والمتسلط الكوني، يستحق ان نقدِّم له الطاعة والعبادة. فهل تفعل ذلك؟
الاطار/الصورة في الصفحة ١٨]
اية تغييرات ستصنعها ‹السموات الجديدة والارض الجديدة›؟
تحويل الارض الى فردوس لوقا ٢٣:٤٣
مجتمع عالمي مؤلف من اشخاص من كل يوحنا ١٣:٣٥؛
الامم والعروق واللغات توحِّدهم المحبة كشف ٧:٩، ٠١
سلام عالمي وأمن حقيقي للجميع مزمور ٣٧:١٠، ١١؛ ميخا ٤:٣، ٤
عمل مانح للاكتفاء ووفرة من الطعام اشعياء ٢٥:٦؛ ٦٥: ١٧، ٢١-٢٣
إزالة المرض، الحزن، والموت اشعياء ٢٥:٨؛ كشف ٢١:١، ٤
عالم متَّحد في عبادة الاله الحق كشف ١٥:٣، ٤
[الاطار/الصور في الصفحة ١٩]
هل تكون جزءا من الارض الجديدة؟
اللّٰه لا يمكن ان يكذب. — تيطس ١:٢.
«كلمتي . . . لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له». — اشعياء ٥٥:١١.
لقد باشر اللّٰه بخلق ‹سموات جديدة وأرض جديدة›. فالحكومة السماوية شرعت في القيام بمهمّاتها. كما ان اساس ‹الارض الجديدة› قد وُضع.
يعدّد سفر الكشف بعض الانجازات الرائعة التي ستقوم بها ‹السموات الجديدة والارض الجديدة› للبشر، ثم يذكر ما قاله اللّٰه المتسلط الكوني هو بنفسه: «ها انا اصنع كل شيء جديدا . . . اكتب، لأن هذه الكلمات امينة وحقة». — كشف ٢١:١، ٥.
بناء على ذلك، ينشأ سؤال مهم: هل تقوم بالتعديلات اللازمة لتُحسَب مستحقا ان تكون جزءا من هذه ‹الارض الجديدة› التي ستحكمها ‹السموات الجديدة›؟
-
-
الاصغاء انقذ حياتهمداوم على السهر!
-
-
الاصغاء انقذ حياتهم
حذَّر يسوع المسيح مسبقا من نهاية نظام الاشياء اليهودي الذي شكَّل الهيكل في اورشليم الجزء الرئيسي منه. لكنه لم يعطِ تاريخ مجيء النهاية، بل وصف الحوادث التي ستؤدي الى الدمار. وحثّ أتباعه ان يداوموا على السهر وأن يخرجوا من منطقة الخطر.
انبأ يسوع: «متى رأيتم اورشليم محاطة بجيوش معسكِرة، فحينئذ اعرفوا ان خرابها قد اقترب». وقال ايضا: «متى رأيتم الرجسة التي تسبب الخراب . . . قائمة في المكان المقدس . . . فحينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب الى الجبال». وقد حثّ يسوع تلاميذه ألّا يعودوا لأخذ ممتلكاتهم المادية. فكان من الملحّ ان يهربوا اذا ارادوا انقاذ حياتهم. — لوقا ٢١:٢٠، ٢١؛ متى ٢٤:١٥، ١٦.
سنة ٦٦ بم، قاد سستيوس ڠالوس الجيوش الرومانية الى اورشليم لقمع ثورة دامت وقتا طويلا. حتى انه دخل المدينة وحاصر الهيكل. فغرقت المدينة في الفوضى. وأدرك الذين داوموا على السهر ان الكارثة وشيكة. ولكن هل كان بإمكانهم الهرب؟ فجأة، سحب سستيوس ڠالوس جيوشه، فطاردهم الثوار اليهود. وهكذا سنحت الفرصة للهرب من اورشليم وكل اليهودية.
في السنة التالية، عادت الجيوش الرومانية بقيادة ڤسپازيان وابنه تيطس. فدارت رحى الحرب في كل البلد. ثم بنى الرومان في اوائل سنة ٧٠ بم تحصينا من اخشاب محددة الرأس حول اورشليم، مما جعل الهرب مستحيلا. (لوقا ١٩:٤٣، ٤٤) فذبحت الاحزاب في المدينة بعضها بعضا. ومَن تبقى من الناس قتلهم الرومان او اخذوهم اسرى، ودُمِّرت المدينة وهيكلها تماما. وقد روى المؤرخ اليهودي في القرن الاول يوسيفوس ان اكثر من مليون يهودي تعذبوا وماتوا. وحتى الآن لم يُبنَ الهيكل من جديد.
لو بقي المسيحيون في اورشليم سنة ٧٠ بم لَكانوا قُتلوا او أُخذوا عبيدا مع الباقين. لكنَّ المؤرخين القدامى يذكرون ان المسيحيين اصغوا الى التحذير الالهي وهربوا من اورشليم وكل اليهودية الى الجبال شرقي نهر الاردن. وقد استقر البعض في پيلّا، الواقعة في مقاطعة پيريا، ولم يرجعوا قط الى اليهودية. وهكذا، فإن الاصغاء الى تحذير يسوع انقذ حياتهم.
هل تحمل التحذيرات من مصادر موثوق بها محمل الجدّ؟
كثيرون من الناس يستخفون بكل التحذيرات لأنهم سبق ان سمعوا انذارات كاذبة. لكنَّ الاصغاء الى التحذيرات يمكن ان ينقذ حياتك.
مثلا، سنة ١٩٧٥ أُصدرت تحذيرات في الصين بأن زلزالا سيحدث. وفورا، اتَّخذ الرسميون الاجراءات وتجاوب الناس مع التحذيرات، فأُنقذت حياة آلاف الاشخاص.
في نيسان (ابريل) سنة ١٩٩١، اخبر سكان القرى على منحدرات جبل پيناتوبو في الفيليپين ان الجبل يقذف البخار والرماد. وبعد مراقبة الوضع مدة شهرين، حذَّر «معهد الفيليپين لعلم البراكين وعلم الزلازل» من الخطر الوشيك. فأُجلي فورا عشرات آلاف الاشخاص من المنطقة. وقد حصل انفجار قوي في صباح ١٥ حزيران (يونيو)، قاذفا بلايين الاطنان من الرماد الذي طار في الجو ثم هبط على الارض. وهكذا انقذ الاصغاء الى التحذيرات حياة الآلاف.
يحذِّر الكتاب المقدس من نهاية نظام الاشياء الحاضر. ونحن نعيش الآن في الايام الاخيرة. فهل تداوِم على السهر فيما تقترب النهاية؟ هل تتَّخذ الاجراءات لتبقى خارج منطقة الخطر؟ وهل تحذِّر الآخرين بإلحاح ان يفعلوا الامر عينه؟
[الصورة في الصفحة ٢٠]
انقذ الاصغاء الى التحذيرات حياة كثيرين عندما قذف جبل پيناتوبو الرماد البركاني
[الصورة في الصفحة ٢١]
أُنقذت حياة المسيحيين الذين اصغوا الى تحذير يسوع عندما دُمِّرت اورشليم سنة ٧٠ بم
-
-
«لم يكترثوا»داوم على السهر!
-
-
«لم يكترثوا»
ان تجاهل التحذيرات يؤدي الى كارثة.
مثلا، كانت مدينة داروين بأوستراليا تستعد لإقامة احتفالات الاعياد سنة ١٩٧٤ عندما حذَّرت صفّارات الانذار من اعصار قادم. وقد فكّر كثيرون: ‹هذه المدينة لم تُدمَّر بإعصار منذ نحو ٣٠ سنة، فلماذا سيضربها الاعصار الآن؟›. ومعظم السكان لم يحملوا التحذير محمل الجدّ حتى ابتدأت الرياح العاتية تقتلع السقوف وتهدِّم جدران المنازل التي كانوا مجتمعين فيها. وفي الصباح التالي، كانت المدينة قد صارت خرابا.
في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٨٥، ثار بركان في كولومبيا. فذاب الثلج والجليد على قمته، وكانت النتيجة ان اكثر من ٠٠٠,٢٠ من سكان مدينة أرمِرو طُمروا بالوحل. ولكن ألم يكن هنالك تحذير مسبق؟ بلى، فالجبل كان يهتز طوال اشهر. إلا ان معظم الناس في هذه المدينة كانوا معتادين العيش الى جانب بركان، فلم يبالوا بما يحصل. ورغم ان الرسميين تلقوا التحذير بأن الكارثة وشيكة، لم يفعلوا شيئا تقريبا لتحذير الناس. على العكس، أُذيعَت اعلانات في الراديو لتطمين الشعب. كما استُخدِم مكبِّر الصوت في الكنيسة لحثّ الناس ان يحافظوا على هدوئهم. ولكن في المساء، دوّى انفجاران هائلان بسبب ثوران البركان. فلو كنتَ هناك، فهل كنت ستترك ممتلكاتك وتهرب؟ قليلون من الناس بذلوا جهدهم ليهربوا قبل فوات الاوان.
في كثير من الاحيان، يتكهن الجيولوجيون بدقة بمكان حدوث الزلازل. ولكن نادرا ما يتمكنون من التكهن بوقت حدوثها. فحول العالم، حصدت الزلازل سنة ١٩٩٩ حياة نحو ٠٠٠,٢٠ شخص. وكثيرون من الذين ماتوا لم يعتقدوا يوما ان حياتهم ستنتهي بهذه الطريقة.
كيف تتجاوب مع التحذيرات الصادرة عن اللّٰه نفسه؟
قبل وقت طويل، وصف الكتاب المقدس وصفا حيّا الحوادث التي ستسم الايام الاخيرة. وفي معرض وصفه، حثّنا ان نتأمل في «ايام نوح». فالناس «في الايام التي قبل الطوفان» كانوا مشغولين بالنشاطات اليومية الاعتيادية رغم ان تفشي العنف كان يقلقهم دون شك. و «لم يكترثوا» بالتحذير الذي اعطاه اللّٰه بواسطة خادمه نوح «حتى جاء الطوفان وجرفهم جميعا». (متى ٢٤:٣٧-٣٩) فهل كنتَ انتَ ستصغي الى التحذير؟ هل تصغي اليه الآن؟
وماذا كنت ستفعل لو عشتَ في سدوم، قرب البحر الميت، في ايام لوط ابن اخي ابراهيم؟ كانت المنطقة آنذاك كجنة عدن والمدينة مزدهرة. وعاش الناس حياة خالية من الهموم. فقد «كانوا يأكلون ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون». كما انهم انغمسوا جدا في الفساد الادبي. فهل كنت ستعمل بموجب تحذير لوط وتتجنب الممارسات الرديئة التي شجبها؟ هل كنت ستصغي اليه عندما يقول لك ان اللّٰه قرّر ان يدمِّر مدينة سدوم؟ ام انك كنت ستعتبر كلامه مزاحا كما اعتقد صهراه اللذان كانا سيتزوجان ابنتَيه؟ هل كنت ستبدأ بالهرب ثم تلتفت الى الوراء كما فعلت زوجة لوط؟ رغم ان الناس لم يصدِّقوا التحذير، فقد «امطرت نارا وكبريتا من السماء وأهلكتهم جميعا» يوم خرج لوط من سدوم. — لوقا ١٧:٢٨، ٢٩.
لا يكترث اغلب الناس في ايامنا بالتحذير. لكنَّ هذين المثالَين حُفِظا في كلمة اللّٰه كتحذير لنا يشجِّعنا ان نداوم على السهر.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٢٢]
هل حدث حقا طوفان عالمي؟
رغم ان كثيرين من النقّاد ينفون حدوث الطوفان، فإن الكتاب المقدس يؤكده.
فيسوع المسيح بنفسه تحدث عنه. ويسوع هو شاهد عيان لأنه كان حيًّا في السماء عندما حدث الطوفان.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٢٣]
هل دُمِّرت حقا سدوم وعمورة؟
يشهد علم الآثار لهذه الحادثة.
التاريخ الدنيوي يذكرها.
يسوع المسيح اكّد حدوثها. كما ان ١٤ سفرا في الكتاب المقدس يشير اليها.
-
-
«لئلا تدخلوا في تجربة»داوم على السهر!
-
-
«لئلا تدخلوا في تجربة»
«ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة». — متى ٢٦:٤١.
تعرَّض ابن اللّٰه، يسوع المسيح، في اواخر حياته على الارض لضغط شديد مختلف كليًّا عن ايّ ضغط سبق ان واجهه. فقد عرف انه سرعان ما سيُعتقَل، يُحكَم عليه بالموت، ثم يُعلَّق على خشبة. وأدرك ايضا ان كل قرار او تصرف من جهته سينعكس على اسم ابيه. كما علِم ان رجاء الجنس البشري بحياة مقبِلة يعتمد عليه. فكيف تجاوب تحت كل هذا الضغط؟
٢ ذهب يسوع مع تلاميذه الى بستان جتسيماني، المكان المفضّل لديه. وهناك، ابتعد عنهم قليلا حتى صار وحده. ثم صلّى الى ابيه السماوي — ليس مرة واحدة فقط بل ثلاث مرات — صلاة حارّة باح له فيها بمكنونات قلبه وطلب منه القوة. فرغم ان يسوع كان كاملا، لم يشعر ان بإمكانه التغلب على الضغط وحده. — متى ٢٦:٣٦-٤٤.
٣ نحن ايضا نواجه الضغوط. ففي مستهل هذه الكراسة استعرضنا الادلة التي تُثبِت اننا نعيش في الايام الاخيرة لهذا النظام الشرير. نتيجة لذلك، تزداد اغراءات وضغوط عالم الشيطان حدة. وقراراتنا وتصرفاتنا نحن الذين ندَّعي خدمة الاله الحق تنعكس على اسم يهوه وتؤثر تأثيرا عميقا في رجائنا بالحياة في عالمه الجديد. ونحن نحب يهوه ونريد ان ‹نحتمل الى النهاية› — إما نهاية حياتنا او نهاية هذا النظام. (متى ٢٤:١٣) ولكن كيف نحافظ على شعورنا بخطورة الازمنة ونداوم على السهر؟
٤ عرف يسوع ان تلاميذه — قديما وفي الوقت الحاضر — سيواجهون الضغوط. لذلك حثّ: «ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة». (متى ٢٦:٤١) فماذا تعني هذه الكلمات لنا اليوم؟ اية تجربة نواجهها؟ وكيف يمكننا ان ‹نبقى ساهرين›؟
تجربة لفعل ماذا؟
٥ جميعنا نواجه يوميا التجارب التي تهدف الى ايقاعنا في «شرك ابليس». (٢ تيموثاوس ٢:٢٦) والكتاب المقدس يحذِّرنا ان الشيطان يستهدف بشكل خاص عبّاد يهوه. (١ بطرس ٥:٨؛ كشف ١٢:١٢، ١٧) وما غرضه من ذلك؟ ليس بالضرورة قتلنا، لأن موتنا امناء للّٰه لن يكون انتصارا للشيطان. فهو يعرف ان يهوه، في وقته المعيَّن، سيزيل آثار الموت بواسطة القيامة. — لوقا ٢٠:٣٧، ٣٨.
٦ ان هدف الشيطان هو ان يسلبنا شيئا اهم بكثير من حياتنا الحاضرة. انه يريد ان يسلبنا استقامتنا امام اللّٰه. وهو لا يألو جهدا في محاولاته ان يبرهن ان بإمكانه إبعادنا عن يهوه. وإذا تمكن من اغرائنا لنتخلى عن امانتنا — لنتوقف عن الكرازة بالبشارة ونهجر المقاييس المسيحية — يكون ذلك بمثابة نصر له. (افسس ٦:١١-١٣) لذلك يضع «المجرِّب» امامنا التجارب والاغراءات. — متى ٤:٣.
٧ يتَّخذ «التكتيك الخداع» الذي يستخدمه الشيطان اشكالا مختلفة. (افسس ٦:١١، العهد الجديد اليهودي، بالانكليزية) فقد يجرِّبنا بالمادية، الخوف، الشك، او السعي وراء الملذات. لكنَّ احد انجح اساليبه هو التثبط. فهو انتهازي ماكر ويعرف ان الكآبة تُضعِفنا وتجعلنا معرَّضين للاستسلام تحت التجربة. (امثال ٢٤:١٠) لذلك يعمد الى تجربتنا خصوصا عندما نكون ‹مسحوقين› عاطفيا بهدف جعلنا نستسلم. — مزمور ٣٨:٨.
٨ اذ نتوغل اكثر في الايام الاخيرة، يبدو ان اسباب التثبط تزداد. ونحن كسوانا معرضين ايضا للتثبط. (انظر الاطار «بعض العوامل التي تسبِّب التثبط».) ومهما كان السبب، فإن التثبط يستنزف قوانا. وإذا كنت منهَكا جسديا وعقليا وعاطفيا، يصير من الصعب ان ‹تشتري الوقت المؤاتي› للقيام بالواجبات الروحية — بما في ذلك درس الكتاب المقدس، حضور الاجتماعات، والاشتراك في الخدمة. (افسس ٥:١٥، ١٦) ولا تنسَ ان هدف المجرِّب هو جعلك تستسلم. لكنَّ الوقت الآن ليس للتراخي او لخسارة شعورك بخطورة الازمنة التي نعيش فيها. (لوقا ٢١:٣٤-٣٦) فكيف تستطيع مقاومة التجربة والمداومة على السهر؟ إليك اربعة اقتراحات مساعِدة:
‹صلِّ باستمرار›
٩ اتَّكِل على يهوه بواسطة الصلاة. تذكَّر مثال يسوع في بستان جتسيماني. فماذا فعل عندما تعرَّض لضغط عاطفي شديد؟ طلب المساعدة من يهوه، مصلّيا بحرارة حتى ان ‹عرقه صار كقطرات دم نازلة على الارض›. (لوقا ٢٢:٤٤) تأمَّل في ما يلي: كان يسوع يعرف الشيطان حقّ المعرفة. فقد راقب من السماء كل التجارب التي استخدمها الشيطان في محاولاته للايقاع بخدام اللّٰه. لكنه لم يشعر ان بإمكانه التغلب بسهولة على التجارب التي قد يضعها المجرِّب في طريقه. فإذا كان ابن اللّٰه الكامل قد شعر بحاجته الى الصلاة لنيل المساعدة والقوة من اللّٰه، فكم بالاحرى ينبغي ان نشعر نحن؟! — ١ بطرس ٢:٢١.
١٠ لا تنسَ ايضا ان يسوع بعدما حثّ أتباعه على ‹الصلاة باستمرار›، قال: «الروح مندفع، أما الجسد فضعيف». (متى ٢٦:٤١) فإلى جسد مَن كان يسوع يشير؟ بالتأكيد ليس الى جسده؛ فجسده البشري الكامل بعيد كل البعد عن ان يكون ضعيفا. (١ بطرس ٢:٢٢) بالتباين، كان تلاميذه سيحتاجون الى المساعدة ليقاوموا التجربة بسبب نقصهم الموروث وميولهم الخاطئة. (روما ٧:٢١-٢٤) لذلك حثَّهم — وجميع المسيحيين الحقيقيين بعدهم — ان يصلّوا ويطلبوا المساعدة على مقاومة التجربة. (متى ٦:١٣) ويهوه يستجيب هذه الصلوات. (مزمور ٦٥:٢) كيف؟ على الاقل بطريقتين.
١١ اولا، يساعدنا اللّٰه على تمييز التجارب. فتجارب الشيطان هي كالفخاخ المنصوبة في طريق مظلم. فقد تقع فيها اذا لم ترَها. لكنَّ يهوه يلقي الضوء على فخاخ الشيطان بواسطة الكتاب المقدس والمطبوعات المؤسسة عليه، مما يساعدنا ألّا نستسلم عند التجربة. فعلى مرّ السنوات، كثيرا ما نبَّهتنا المطبوعات والمحافل من مختلف الاخطار مثل خوف الانسان، الفساد الادبي الجنسي، المادية، والتجارب الشيطانية الاخرى. (امثال ٢٩:٢٥؛ ١ كورنثوس ١٠:٨-١١؛ ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠) أفلستَ شاكرا ليهوه على تنبيهنا من مخططات الشيطان؟ (٢ كورنثوس ٢:١١) ان كل هذه التحذيرات هي بمثابة استجابة لصلواتك التي تطلب فيها المساعدة على مقاومة التجربة.
١٢ ثانيا، يستجيب يهوه صلواتنا بمنحنا القدرة على احتمال التجربة. تقول كلمته: «اللّٰه . . . لن يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون تحمّله، بل سيجعل ايضا مع التجربة المنفذ». (١ كورنثوس ١٠:١٣) فاللّٰه لن يسمح ابدا بأن تسحقنا التجربة بحيث نفقد قدرتنا على المقاومة اذا كنا نداوم على الاتكال عليه. وكيف يجعل «مع التجربة المنفذ»؟ انه «يعطي روحا قدسا للذين يسألونه». (لوقا ١١:١٣) وهذا الروح يساعدنا على تذكُّر مبادئ من الكتاب المقدس تقوّي تصميمنا على فعل ما هو صواب وتساعدنا على اتِّخاذ قرارات حكيمة. (يوحنا ١٤:٢٦؛ يعقوب ١:٥، ٦) كما انه يساعدنا على إظهار الصفات اللازمة للتغلب على الميول الخاطئة. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) حتى انه قد يدفع الرفقاء المؤمنين الى ‹الصيرورة عونا مقويّا لنا›. (كولوسي ٤:١١) أفلست شاكرا ان يهوه يستجيب بشكل حبي الصلوات التي تطلب فيها المساعدة؟
كُن واقعيا في توقعاتك
١٣ لتداوم على السهر، يلزم ان تكون واقعيا في توقعاتك. فضغوط الحياة تسبِّب لنا الاعياء احيانا. ولكن يجب ان نتذكر ان اللّٰه لم يعِدنا قط بأننا سنعيش حياة خالية من المشاكل في هذا النظام القديم. حتى في ازمنة الكتاب المقدس، واجه خدّام اللّٰه مختلف المحن مثل الاضطهاد، الفقر، الكآبة، والمرض. — اعمال ٨:١؛ ٢ كورنثوس ٨:١، ٢؛ ١ تسالونيكي ٥:١٤؛ ١ تيموثاوس ٥:٢٣.
١٤ نحن ايضا نتعرض للضغوط. فنحن نعاني الاضطهاد، المشاكل المالية، الكآبة، المرض، والمحن الاخرى. فلو كان اللّٰه يحمينا عجائبيا من كل ضرر، أفلا يكون ذلك اساسا ليعيِّر الشيطان يهوه؟! (امثال ٢٧:١١) لذلك يسمح يهوه بأن يُجرَّب خدّامه ويُمتحَنوا، حتى انهم قد يموتون احيانا ميتة مبكرة على ايدي اعدائهم. — يوحنا ١٦:٢.
١٥ اذًا، بماذا وعد يهوه؟ كما سبق ان ذكرنا، وعد يهوه بأنه سيمكِّننا من مقاومة اية تجربة قد نواجهها شرط ان نتوكل عليه كاملا. (امثال ٣:٥، ٦) فبواسطة كلمته، روحه، وهيئته، يحمينا روحيا بمساعدتنا على عدم خسارة علاقتنا به. والمحافظة على هذه العلاقة هي بمثابة انتصار لنا، حتى لو متنا. فما من شيء، ولا حتى الموت، يمكن ان يعيق اللّٰه عن مكافأة خدّامه الامناء. (عبرانيين ١١:٦) وفي العالم الجديد الوشيك، سيتمِّم اللّٰه حتما كل ما تبقّى من وعوده الرائعة بإغداق البركات على الذين يحبونه. — مزمور ١٤٥:١٦.
أبقِ القضيتَين في بالك
١٦ للاحتمال حتى النهاية، يجب ان تُبقي في بالك القضيتَين المهمتَين المتعلقتَين بسبب سماح اللّٰه بالشر. فإذا بدت مشاكلنا احيانا ساحقة وأُغرينا بالاستسلام، يحسن بنا ان نذكِّر انفسنا بأن الشيطان قد تحدّى صواب سلطان يهوه. كما ان المخادع شكّ في إخلاص واستقامة عبّاد اللّٰه. (ايوب ١:٨-١١؛ ٢:٣، ٤) وهاتان القضيتان والطريقة التي اختارها يهوه لبتّهما اهم من حياتنا. كيف ذلك؟
١٧ ان سماح اللّٰه المؤقت بالمشقات يفسح المجال لاعتناق اشخاص آخرين الحق. فكِّر في ما يلي: لقد تعذّب يسوع لكي ننال نحن الحياة. (يوحنا ٣:١٦) أفلسنا شاكرين على ذلك؟ بشكل مماثل، هل نحن مستعدون اذا لزم الامر لاحتمال المشقات فترة اطول بعد لكي ينال آخرون ايضا الحياة؟ ولكن لنحتمل حتى النهاية، يجب ان ندرك ان حكمة يهوه اعظم بكثير من حكمتنا. (اشعياء ٥٥:٩) فهو سينهي الشر في الوقت الاكثر ملاءمة لبتّ القضيتَين مرة وإلى الابد، ولخيرنا الابدي. حقا، ما من طريقة افضل لبتّ هاتين القضيتَين. فليس عند اللّٰه ظلم! — روما ٩:١٤-٢٤.
‹اقترِب الى اللّٰه›
١٨ للمحافظة على شعورنا بخطورة الازمنة، يلزم ان نبقى قريبين الى يهوه. فلا تنسَ ابدا ان الشيطان يبذل كل جهده لتقويض علاقتنا بيهوه. فهو يريد ان يجعلنا نعتقد ان النهاية لن تأتي وأن لا جدوى من الكرازة بالبشارة او تطبيق مقاييس الكتاب المقدس في حياتنا. لكنه «كذاب وأبو الكذب». (يوحنا ٨:٤٤) لذلك يجب ان نصمِّم على ‹مقاومة ابليس›. ويلزم ايضا ألا نستخف ابدا بعلاقتنا بيهوه. يشجعنا الكتاب المقدس: «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم». (يعقوب ٤:٧، ٨) فكيف يمكنك الاقتراب الى يهوه اكثر؟
١٩ من المهم التأمل بروح الصلاة. فعندما تبدو ضغوط الحياة ساحقة، حاول ان تبوح الى يهوه بمكنونات قلبك. وكلما كانت طلباتك محدَّدة، سهُل عليك اكثر ان ترى كيف يستجيب طلباتك. ورغم ان استجابة صلواتك قد لا تكون دائما كما تتمنى انت، فسيزوِّدك يهوه بالقوة اللازمة للاحتمال اذا رغبت في اكرامه والمحافظة على الاستقامة. (١ يوحنا ٥:١٤) وكلما رأيتَ كيف يوجِّهك في حياتك، اقتربت اليه اكثر. كما ان القراءة عن صفات يهوه وطرقه في الكتاب المقدس والتأمل فيها امران مهمّان ايضا. فالتأمل يساعدك ان تتعرف به بشكل افضل ويؤثر فيك ويعمِّق محبتك له. (مزمور ١٩:١٤) وهذه المحبة هي افضل مساعد على مقاومة التجارب والمداومة على السهر. — ١ يوحنا ٥:٣.
٢٠ وللبقاء قريبين الى يهوه، من المهم ايضا ان نبقى قريبين الى رفقائنا المؤمنين. وهذا ما سنناقشه في الجزء الاخير من هذه الكراسة.
اسئلة الدرس
• ماذا فعل يسوع عندما تعرّض لضغط شديد في اواخر حياته، وماذا حثّ تلاميذه ان يفعلوا؟ (الفقرات ١-٤)
• لماذا يستهدف الشيطان عبّاد يهوه، وكيف يجرِّبنا؟ (الفقرات ٥-٨)
• لمقاومة التجربة، لماذا يجب ان نصلّي باستمرار (الفقرات ٩-١٢)، ان نكون واقعيين في توقعاتنا (الفقرات ١٣-١٥)، ان نبقي القضيتَين في بالنا (الفقرتان ١٦، ١٧)، وأن ‹نقترب الى اللّٰه› (الفقرات ١٨-٢٠)؟
[الاطار في الصفحة ٢٥]
بعض العوامل التي تسبِّب التثبط
الصحة/التقدم في السنّ. اذا كنا مصابين بمرض مزمن او عاجزين بسبب التقدّم في السنّ، فقد نكتئب لأنه لم يعد في مقدورنا ان نقضي وقتا اكثر في خدمة اللّٰه. — عبرانيين ٦:١٠.
خيبة الامل. قد نُصاب بالاحباط حين لا نلقى إلا القليل من التجاوب مع كرازتنا بكلمة اللّٰه. — امثال ١٣:١٢.
الشعور بعدم الجدارة. بسبب التعرض لسوء المعاملة طوال سنوات، قد يسيطر على الشخص احساس بأن لا احد يحبه، ولا حتى يهوه. — ١ يوحنا ٣:١٩، ٢٠.
المشاعر المجروحة. اذا تسبَّب احد الاخوة بجرح مشاعر احد الرفقاء المؤمنين، فقد يغتاظ جدا الشخص المُساء اليه، حتى انه قد يُغرى بالتوقف عن حضور الاجتماعات والاشتراك في خدمة الحقل. — لوقا ١٧:١.
الاضطهاد. قد تتعرض للمقاومة او الاضطهاد او الاستهزاء من الذين لا يشاركونك معتقداتك. — ٢ تيموثاوس ٣:١٢؛ ٢ بطرس ٣:٣، ٤.
[الصورة في الصفحة ٢٦]
حثّنا يسوع ان ‹نصلي باستمرار› طلبا للمساعدة على مقاومة التجارب
-
-
«قبل كل شيء، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة»داوم على السهر!
-
-
«قبل كل شيء، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة»
«نهاية كل شيء قد اقتربت . . . قبل كل شيء، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة». — ١ بطرس ٤:٧، ٨.
عرف يسوع ان ساعاته الاخيرة مع رسله بالغة الاهمية لأنه ادرك ماذا كان يكمن امامهم. فكان سيقع على عاتقهم إنجاز عمل ضخم، وكانوا سيُضطهَدون كما اضطُهد هو. (يوحنا ١٥:١٨-٢٠) لذلك أكثر من مرة في تلك الليلة الاخيرة له معهم، ذكَّرهم بضرورة ‹ان يحبوا بعضهم بعضا›. — يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥؛ ١٥:١٢، ١٣، ١٧.
٢ وقد ادرك الرسول بطرس، الذي كان حاضرا تلك الليلة، اهمية كلمات يسوع. فبعد سنوات، شدَّد على اهمية المحبة في رسالته التي كتبها قبيل دمار اورشليم. نصح المسيحيين: «نهاية كل شيء قد اقتربت. . . . قبل كل شيء، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة». (١ بطرس ٤:٧، ٨) تحمل هذه الكلمات مغزى للعائشين في «الايام الاخيرة» لنظام الاشياء الحاضر هذا. (٢ تيموثاوس ٣:١) فما هي ‹المحبة الشديدة›؟ لماذا من المهم ان نحب الآخرين؟ وكيف نبرهن اننا نمتلك هذه المحبة؟
ما هي ‹المحبة الشديدة›؟
٣ كثيرون يعتقدون ان المحبة شعور فطري. لكنَّ بطرس لم يكن يتحدث عن المحبة بالمطلق، بل عن اسمى انواع المحبة. فكلمة «محبة» المستخدَمة في ١ بطرس ٤:٨ هي ترجمة للكلمة اليونانية اڠاپِه التي تشير الى محبة غير انانية يوجِّهها المبدأ. يقول احد المراجع انه ‹يمكن الطلب من الشخص ان يعرب عن محبة اڠاپِه لأن هذا النوع من المحبة لا تحرِّكه بشكل رئيسي العواطف بل تصميم المرء على التصرف بطريقة معيّنة›. ولأننا انانيون بالفطرة، فنحن بحاجة الى تذكيرات لنُظهِر المحبة واحدنا للآخر كما توجِّهنا المبادئ الالهية. — تكوين ٨:٢١؛ روما ٥:١٢.
٤ ولكنَّ هذا لا يعني انه يجب ان نحب واحدنا الآخر بدافع الواجب فقط. فمحبة اڠاپِه ليست خالية من الدفء والمشاعر. قال بطرس انه يجب ان تكون ‹محبتنا بعضنا لبعض شديدة [حرفيا «متَّسعة»]›.a (ترجمة الملكوت ما بين السطور) ومع ذلك، تتطلب هذه المحبة بذل جهد كبير. فعن الكلمة اليونانية المترجمة «شديدة»، يقول احد العلماء: «تنقل صورة رياضي يبذل قصارى جهده ويستنفد كل طاقته وهو في آخر السباق ليصل الى النهاية».
٥ اذًا، لا يجب ان تقتصر محبتنا على ما يمكننا فعله بسهولة او على اشخاص محدَّدين. فالمحبة المسيحية تتطلب ‹توسيع› قلوبنا بإظهار المحبة حتى عندما يكون الاعراب عنها صعبا. (٢ كورنثوس ٦:١١-١٣) ومن الواضح انه يلزم ان ننمي هذا النوع من المحبة ونبذل جهدنا لإظهاره، تماما كما يجب ان يتدرب الرياضي ويعمل على تطوير مهارته. ومن المهم ان نعرب عن هذه المحبة واحدنا للآخر. لماذا؟ لثلاثة اسباب على الاقل.
لماذا ينبغي ان نحب بعضنا بعضا؟
٦ اولا، «لأن المحبة هي من اللّٰه». (١ يوحنا ٤:٧) فيهوه، مصدر هذه الصفة المحبَّبة، هو الذي احبنا اولا. يقول الرسول يوحنا: «بهذا أُظهرَت محبة اللّٰه فينا، لأن اللّٰه ارسل الابن، مولوده الوحيد، الى العالم لنحيا به». (١ يوحنا ٤:٩) وقد ‹أُرسل› ابن اللّٰه عندما صار انسانا، قام بخدمته، ومات على خشبة الآلام — وكل ذلك لكي «نحيا» نحن. فكيف ينبغي ان نتجاوب مع هذا الإعراب السامي عن محبة اللّٰه؟ يقول يوحنا: «ايها الاحباء، إنْ كان اللّٰه قد احبنا هكذا، فنحن ملزمون ان نحب بعضنا بعضا». (١ يوحنا ٤:١١) لاحِظ ان يوحنا قال: «إنْ كان اللّٰه قد احبنا». فلم يقُل «احبك» بل «احبنا». فالنقطة التي كان يرمي اليها واضحة: اذا كان اللّٰه يحبّ رفقاءنا العبّاد، يجب علينا نحن ايضا ان نحبهم.
٧ ثانيا، من المهم جدا ان نحبّ بعضنا بعضا اكثر في هذا الوقت لكي نتمكن من مساعدة إخوتنا المحتاجين لأن «نهاية كل شيء قد اقتربت». (١ بطرس ٤:٧) فنحن نعيش في «ازمنة حرجة». (٢ تيموثاوس ٣:١) ونعاني المشقات نتيجة الاوضاع العالمية، الكوارث الطبيعية، والمقاومة. وفي ظل هذه الظروف العصيبة، يلزم ان نقترب واحدنا الى الآخر اكثر من ايّ وقت مضى. وهذه المحبة الشديدة تجمعنا معا وتدفعنا الى ‹الاهتمام احدنا بالآخر›. — ١ كورنثوس ١٢:٢٥، ٢٦.
٨ ثالثا، يجب ان نحبّ بعضنا بعضا لأننا لا نريد ان ‹نفسح لإبليس مكانا› لكي يستغلنا. (افسس ٤:٢٧) فالشيطان يسارع الى استخدام نقائص الرفقاء المؤمنين — ضعفاتهم، عيوبهم، وأخطائهم — كحجارة عثرة. فهل نتوقف عن حضور الاجتماعات اذا وجَّه الينا احد الاخوة ملاحظة جارحة او كان قاسيا في تصرفه معنا؟ (امثال ١٢:١٨) لن يحصل ذلك اذا كانت محبتنا بعضنا لبعض شديدة. فهذه المحبة تساعدنا ان نحافظ على السلام ونخدم اللّٰه باتِّحاد «بكتف واحدة». — صفنيا ٣:٩.
كيف تُبرهن انك تحب الآخرين
٩ يجب ان يبدأ الاعراب عن المحبة في البيت. قال يسوع ان تلاميذه الحقيقيين سيتميّزون بالمحبة بعضهم لبعض. (يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥) والمحبة لا يجب ان تظهر في الجماعة فقط بل في العائلة ايضا — بين رفيقَي الزواج وبين الوالدين وأولادهم. ولا يكفي ان نشعر بالمحبة تجاه افراد عائلتنا، بل يجب ان نعبِّر عنها بطرائق بنّاءة.
١٠ فكيف يمكن لرفيقَي الزواج ان يُظهِرا المحبة احدهما للآخر؟ ان الزوج الذي يحب زوجته محبة اصيلة يجعلها تشعر من خلال كلماته وأعماله — سواء كانا وحدهما او امام الناس — بأنه يعزّها. وهو يعطيها كرامة ويأخذ في الاعتبار افكارها، وجهات نظرها، ومشاعرها. (١ بطرس ٣:٧) كما انه يضع مصلحتها قبل مصلحته الخاصة ويبذل كل ما في وسعه ليهتم بحاجاتها المادية، الروحية، والعاطفية. (افسس ٥:٢٥، ٢٨) والزوجة التي تحبّ زوجها حقا تحترمه «احتراما عميقا»، حتى لو لم يبلغ توقعاتها احيانا. (افسس ٥:٢٢، ٣٣) وهي تدعمه وتخضع له ولا تكون متطلبة جدا، بل تتعاون معه لتكون حياتهما متمحورة حول الامور الروحية. — تكوين ٢:١٨؛ متى ٦:٣٣.
١١ وكيف يُظهِر الوالدون المحبة لأولادهم؟ ان استعدادكم ايّها الوالدون ان تعملوا بكدّ لإعالة اولادكم ماديا هو دليل على محبتكم. (١ تيموثاوس ٥:٨) لكنَّ حاجتهم لا تقتصر على المأكل والملبس والمسكن. فيلزم ان تمنحوهم التدريب الروحي لكي يحبوا الاله الحق ويخدموه. (امثال ٢٢:٦) وهذا يتطلب منكم تخصيص الوقت كعائلة لدرس الكتاب المقدس، الاشتراك في الخدمة، وحضور الاجتماعات المسيحية. (تثنية ٦:٤-٧) والمواظبة على هذه النشاطات تتطلب تضحية كبيرة، وخصوصا في هذه الازمنة الحرجة. لكنّ اهتمامكم بأولادكم والجهود التي تبذلونها في سبيل الاعتناء بحاجاتهم الروحية هي تعبير عن المحبة. فبهذه الطريقة تُظهِرون انكم فعلا حريصون على خيرهم الابدي. — يوحنا ١٧:٣.
١٢ من المهم ايضا ان يُظهِر الوالدون محبتهم بالاهتمام بحاجات اولادهم العاطفية. فالاولاد حسّاسون جدا؛ وهذه المشاعر الرقيقة تجعلهم دائما بحاجة ان يتأكدوا من حبكم لهم. لذلك قولوا لهم انكم تحبونهم وكونوا اسخياء في الاعراب عن المودة. فهذا ما سيؤكد لهم انكم تحبونهم وتقدِّرونهم. امدحوهم بحرارة وإخلاص، فبذلك تُظهِرون لهم انكم ترون وتقدِّرون الجهود التي يبذلونها. ادِّبوهم بمحبة لأن هذا التقويم يكشف لهم انكم تهتمون بالشخصية التي تنمو لديهم. (افسس ٦:٤) وكل هذه الاعرابات السليمة عن المحبة تساهم في جعل العائلة سعيدة ومتَّحدة ومستعدة لمقاومة ضغوط هذه الايام الاخيرة.
١٣ المحبة تدفعنا الى التغاضي عن نقائص الآخرين. عندما كان بطرس يحثّ قرّاءه ان تكون ‹محبتهم بعضهم لبعض شديدة›، قدَّم سببا يُظهِر اهمية ذلك قائلا: «لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا». (١ بطرس ٤:٨) لكنَّ «ستر» الخطايا لا يعني «إخفاء» الخطايا الخطيرة. فيلزم ان نخبر المسؤولين في الجماعة عن هذه الخطايا لكي يعالجوها. (لاويين ٥:١؛ امثال ٢٩:٢٤) فالسماح للذين يرتكبون خطأ خطيرا بالاستمرار في إلحاق الاذى بالابرياء واستغلالهم هو امر لا ينمّ عن المحبة ولا تجيزه الاسفار المقدسة. — ١ كورنثوس ٥:٩-١٣.
١٤ في معظم الحالات، لا تكون اخطاء وعيوب الرفقاء المؤمنين خطيرة في طبيعتها. فكلنا نعثر احيانا في الكلام او التصرفات، مما يؤدي الى إزعاج الآخرين او حتى اذيتهم. (يعقوب ٣:٢) فهل ينبغي ان نسارع الى الاخبار بنقائص الآخرين؟ ان هذا المسلك سيزرع بذور الشقاق في الجماعة. (افسس ٤:١-٣) أما المحبة فتمنعنا من ‹وضع معثرة› للرفقاء المؤمنين. (مزمور ٥٠:٢٠) فكما يُخفي الطين والطلاء العيوب في الحائط، تستر المحبة نقائص الآخرين. — امثال ١٧:٩.
١٥ المحبة تدفعنا ان نهبّ الى مساعدة المحتاجين. نتيجة لتدهور الاوضاع في الايام الاخيرة، يحتاج رفقاؤنا المؤمنون احيانا الى المساعدة المادية او العملية. (١ يوحنا ٣:١٧، ١٨) مثلا، هل تدهور الوضع المالي لأحد افراد الجماعة او هل خسر احد وظيفته؟ ربما بإمكاننا ان نقدِّم المساعدة المادية، حسبما تسمح ظروفنا. (امثال ٣:٢٧، ٢٨؛ يعقوب ٢:١٤-١٧) وهل هنالك ارملة مسنة يحتاج بيتها الى صيانة؟ قد نتمكن من اخذ المبادرة والقيام ببعض التصليحات فيه. — يعقوب ١:٢٧.
١٦ لا يقتصر إظهارنا المحبة على الاشخاص الذين في منطقتنا. فأحيانا نسمع تقارير عن خدام للّٰه في بلدان اخرى ضربتها اعاصير او زلازل او تمزِّقها الحروب الاهلية. وقد يكونون في حاجة ماسة الى الطعام واللباس وأمور اخرى. ولا يهمّ ما اذا كانوا من فريق اثني او عرقي مختلف. فنحن ‹نحب كامل معشر الإخْوَة›. (١ بطرس ٢:١٧) ونهبّ الى المشاركة في الاغاثة التي تُنظَّم لمساعدتهم، تماما كما كانت تفعل جماعات القرن الاول. (اعمال ١١:٢٧-٣٠؛ روما ١٥:٢٦) وإظهارنا المحبة بكل هذه الطرائق يقوّي الرباط الذي يوحِّدنا في هذه الايام الاخيرة. — كولوسي ٣:١٤.
١٧ المحبة تدفعنا الى إخبار الآخرين ببشارة ملكوت اللّٰه. تأمل في مثال يسوع. فماذا دفعه الى الكرازة والتعليم؟ لقد «اشفق» على الجموع بسبب حالتهم الروحية المزرية. (مرقس ٦:٣٤) فقد اهملهم وأضلّهم الرعاة الدينيون المخادعون، الذين كان ينبغي ان يعلِّموهم الحقائق الروحية ويعطوهم الرجاء. بالتباين، دفعت المحبة والرأفة العميقتان والاصيلتان يسوع الى تعزية الناس ‹ببشارة ملكوت اللّٰه›. — لوقا ٤:١٦-٢١، ٤٣.
١٨ اليوم ايضا، هنالك اشخاص كثيرون مهمَلون ومُضَلون روحيا وفاقدو الامل. فإذا كنا، على غرار يسوع، متعاطفين مع الذين لم يتعرفوا بعد بالاله الحق ومدركين لحاجاتهم الروحية، فستدفعنا المحبة والرأفة الى إخبارهم ببشارة ملكوت اللّٰه. (متى ٦:٩، ١٠؛ ٢٤:١٤) ونظرا الى الوقت القصير المتبقي، من الملحّ الآن اكثر من ايّ وقت مضى ان نكرز بهذه الرسالة المنقذة للحياة. — ١ تيموثاوس ٤:١٦.
«نهاية كل شيء قد اقتربت»
١٩ تذكّر ان بطرس استهل مشورته ان نحبّ بعضنا بعضا بهذه الكلمات: «نهاية كل شيء قد اقتربت». (١ بطرس ٤:٧) فعمّا قريب سيزول هذا العالم الشرير ليفسح المجال لعالم اللّٰه الجديد البارّ. (٢ بطرس ٣:١٣) لذلك ليس الوقت الآن لنكون راضين عن انفسنا. فقد حذَّر يسوع: «انتبهوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم بالإفراط في الاكل والاسراف في الشرب وهموم الحياة، فيدهمكم ذلك اليوم فجأة مثل شرك». — لوقا ٢١:٣٤، ٣٥.
٢٠ اذًا، ‹فلنداوم على السهر›، مدركين اين نحن في مجرى الزمن. (متى ٢٤:٤٢) ولنحترز من تجارب الشيطان التي تهدف الى تلهيتنا، ولا نسمحْ ابدا لهذا العالم الخالي من المحبة والاحاسيس ان يعيقنا عن إظهار المحبة للآخرين. وفوق الكل، لنقترب اكثر من ذي قبل الى الاله الحق يهوه، الذي سيحقِّق ملكوته المسيّاني عمّا قريب قصده المجيد لهذه الارض. — كشف ٢١:٤، ٥.
-