-
يهوه يدعو شعبه من الظلمةبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
يَهْوَهُ يَدْعُو شَعْبَهُ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ
«دَعَاكُمْ [يَهْوَهُ] مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ». — ١ بط ٢:٩.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١٦، ١٠٢
١ صِفْ مَا حَدَثَ عِنْدَ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ.
سَنَةَ ٦٠٧ قم، ٱجْتَاحَ مَدِينَةَ أُورُشَلِيمَ جَيْشٌ بَابِلِيٌّ ضَخْمٌ بِقِيَادَةِ ٱلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّرَ ٱلثَّانِي. وَيَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ قَتَلَ سُكَّانَهَا بِٱلسَّيْفِ، «وَلَمْ يَتَرَأَّفْ عَلَى شَابٍّ أَوْ عَذْرَاءَ، وَلَا عَلَى شَيْخٍ أَوْ هَرِمٍ». وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، «أَحْرَقَ بَيْتَ ٱللّٰهِ وَقَوَّضَ سُورَ أُورُشَلِيمَ». وَأَحْرَقَ أَيْضًا «جَمِيعَ قُصُورِهَا بِٱلنَّارِ وَكُلَّ مَا فِيهَا مِنْ مَتَاعٍ نَفِيسٍ، حَتَّى أَصْبَحَ كُلُّ شَيْءٍ خَرَابًا». — ٢ اخ ٣٦:١٧، ١٩.
٢ أَيُّ تَحْذِيرٍ وَجَّهَهُ يَهْوَهُ إِلَى شَعْبِهِ قَدِيمًا؟
٢ لٰكِنَّ دَمَارَ أُورُشَلِيمَ مَا كَانَ لِيُفَاجِئَ ٱلْيَهُودَ. فَطَوَالَ سَنَوَاتٍ، حَذَّرَهُمْ أَنْبِيَاءُ ٱللّٰهِ مِنْ عَاقِبَةِ تَمَرُّدِهِمْ عَلَى شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ. فَكَانُوا سَيُسَلَّمُونَ إِلَى أَيْدِي ٱلْبَابِلِيِّينَ، وَيُقْتَلُ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ بِٱلسَّيْفِ. أَمَّا ٱلنَّاجُونَ فَيُسْبَوْنَ إِلَى بَابِلَ، وَيَقْضُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَقِيَّةَ حَيَاتِهِمْ هُنَاكَ. (ار ١٥:٢) فَكَيْفَ كَانَتْ حَيَاةُ ٱلْمَسْبِيِّينَ فِي بَابِلَ؟ هَلْ مَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِفَتْرَةِ سَبْيٍ مُشَابِهَةٍ؟ وَمَتَى حَدَثَ ذٰلِكَ؟
اَلْحَيَاةُ فِي ٱلسَّبْيِ
٣ كَيْفَ ٱخْتَلَفَتْ حَيَاةُ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ عَنْ حَيَاةِ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ؟
٣ أَوْصَى يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَتَكَيَّفُوا مَعَ حَيَاتِهِمِ ٱلْجَدِيدَةِ فِي بَابِلَ. قَالَ لَهُمْ بِوَاسِطَةِ إِرْمِيَا: «اِبْنُوا بُيُوتًا وَٱسْكُنُوا فِيهَا، وَٱغْرِسُوا جَنَّاتٍ وَكُلُوا ثَمَرَهَا. وَٱطْلُبُوا سَلَامَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لِأَجْلِهَا إِلَى يَهْوَهَ؛ لِأَنَّهُ بِسَلَامِهَا يَكُونُ لَكُمْ أَنْتُمْ سَلَامٌ». (ار ٢٩:٥، ٧) وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوا وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ عَاشُوا فِي بَابِلَ حَيَاةً كَرِيمَةً إِلَى حَدٍّ مَا. فَقَدْ سَمَحَ لَهُمُ ٱلْبَابِلِيُّونَ أَنْ يَهْتَمُّوا بِمُعْظَمِ شُؤُونِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ، وَيَتَنَقَّلُوا بِحُرِّيَّةٍ فِي أَرْجَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ بَابِلَ كَانَتْ مَرْكَزًا تِجَارِيًّا مُهِمًّا فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ. وَتُظْهِرُ ٱلْمَخْطُوطَاتُ ٱلْأَثَرِيَّةُ أَنَّ يَهُودًا كَثِيرِينَ تَعَلَّمُوا ٱلتِّجَارَةَ هُنَاكَ، فِيمَا أَصْبَحَ آخَرُونَ حِرَفِيِّينَ مَهَرَةً. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ صَارُوا أَغْنِيَاءَ. حَقًّا، كَمِ ٱخْتَلَفَتْ حَيَاتُهُمْ فِي ٱلسَّبْيِ عَنْ حَيَاةِ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلَّتِي عَاشُوهَا فِي مِصْرَ قَبْلَ قُرُونٍ! — اقرإ الخروج ٢:٢٣-٢٥.
٤ مَنْ عَانَى ٱلْمَصِيرَ نَفْسَهُ كَبَاقِي ٱلْأُمَّةِ، وَلِمَ لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ تَأْدِيَةِ كُلِّ فَرَائِضِ ٱلشَّرِيعَةِ؟
٤ وُجِدَ بَيْنَ ٱلْمَسْبِيِّينَ ٱلْيَهُودِ خُدَّامٌ أَوْلِيَاءُ لِيَهْوَهَ. وَرَغْمَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُذْنِبِينَ، عَانَوْا نَفْسَ مَصِيرِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ. صَحِيحٌ أَنَّهُمْ أَمَّنُوا حَاجَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةَ، وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ حَاجَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟ فَهَيْكَلُ يَهْوَهَ وَمَذْبَحُهُ مُدَمَّرَانِ، وَٱلْكَهَنَةُ لَمْ يَعُودُوا يَقُومُونَ بِمَهَامِّهِمْ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ. لٰكِنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْأُمَنَاءَ فَعَلُوا كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيَتْبَعُوا شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ دَانِيَالَ وَرِفَاقَهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُو. فَقَدِ ٱمْتَنَعُوا عَنِ ٱلْأَطْعِمَةِ ٱلنَّجِسَةِ. كَمَا أَنَّ دَانِيَالَ ٱعْتَادَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى إِلٰهِهِ. (دا ١:٨؛ ٦:١٠) لٰكِنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْأُمَنَاءَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُؤَدُّوا كُلَّ فَرَائِضِ ٱلشَّرِيعَةِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا تَحْتَ سَيْطَرَةِ أُمَّةٍ وَثَنِيَّةٍ.
٥ بِمَ وَعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ، وَلِمَ بَدَا هٰذَا ٱلْوَعْدُ مُسْتَحِيلًا؟
٥ فَهَلْ يَتَمَكَّنُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مُجَدَّدًا مِنْ تَأْدِيَةِ كُلِّ فَرَائِضِ ٱلْعِبَادَةِ؟ بَدَا هٰذَا ٱلْأَمْرُ مُسْتَحِيلًا آنَذَاكَ. فَٱلْبَابِلِيُّونَ لَمْ يُطْلِقُوا أَسْرَاهُمْ قَطُّ. وَلٰكِنْ لَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ عَلَى ٱللّٰهِ. فَقَدْ وَعَدَ بِتَحْرِيرِ شَعْبِهِ، وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا حَدَثَ. فَهُوَ يَفِي بِوُعُودِهِ دَائِمًا. — اش ٥٥:١١.
هَلْ مَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِفَتْرَةِ سَبْيٍ مُشَابِهَةٍ؟
٦، ٧ لِمَ لَزِمَ أَنْ نُعَدِّلَ مَفْهُومَنَا؟
٦ هَلْ مَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِفَتْرَةٍ تُشْبِهُ فَتْرَةَ سَبْيِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي بَابِلَ؟ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، ذَكَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ وَقَعُوا فِي ٱلْأَسْرِ ٱلْبَابِلِيِّ عَامَ ١٩١٨، ثُمَّ تَحَرَّرُوا مِنْهُ عَامَ ١٩١٩. لٰكِنَّنَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ لِمَ لَزِمَ أَنْ نُعَدِّلَ هٰذَا ٱلْمَفْهُومَ.
٧ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ هِيَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَشَعْبُ ٱللّٰهِ لَمْ يُسْتَعْبَدُوا لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ عَامَ ١٩١٨. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱضْطُهِدُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، لٰكِنَّ هٰذَا ٱلِٱضْطِهَادَ أَتَى بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مِنَ ٱلْحُكُومَاتِ، وَلَيْسَ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. حَتَّى قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنِ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، كَانَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْمَمْسُوحُونَ يَتَحَرَّرُونَ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. لِذَا مِنْ غَيْرِ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ أُسِرُوا رُوحِيًّا سَنَةَ ١٩١٨.
مَتَى بَدَأَ ٱلْأَسْرُ ٱلْبَابِلِيُّ؟
٨ مَاذَا حَدَثَ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، مُسِحَ آلَافُ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَأَصْبَحَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْجُدُدُ ‹جِنْسًا مُخْتَارًا، كَهَنُوتًا مَلَكِيًّا، أُمَّةً مُقَدَّسَةً، شَعْبَ ٱقْتِنَاءٍ›. (اقرأ ١ بطرس ٢:٩، ١٠.) وَقَدْ سَهِرَ ٱلرُّسُلُ عَلَى خَيْرِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، قَامَ «رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ». (اع ٢٠:٣٠؛ ٢ تس ٢:٦-٨) وَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ كَانُوا إِخْوَةً مَسْؤُولِينَ وَنُظَّارًا فِي ٱلْجَمَاعَاتِ، ثُمَّ أَصْبَحُوا «أَسَاقِفَةً» فِي مَا بَعْدُ. وَرَغْمَ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِأَتْبَاعِهِ: «أَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ»، بَدَأَ يَتَشَكَّلُ صَفُّ رِجَالِ دِينٍ. (مت ٢٣:٨) وَكَانَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْبَارِزُونَ مُعْجَبِينَ بِفَلْسَفَاتِ أَرِسْطُو وَأَفْلَاطُون، فَعَلَّمُوا عَقَائِدَ بَاطِلَةً بَدَلَ حَقِّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.
٩ كَيْفَ أَصْبَحَتِ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْمُرْتَدَّةُ وَٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ يَدًا وَاحِدَةً، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
٩ وَفِي سَنَةِ ٣١٣ بم، مَنَحَ ٱلْإِمْبَرَاطُورُ ٱلرُّومَانِيُّ ٱلْوَثَنِيُّ قُسْطَنْطِينُ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْمُرْتَدَّةَ حُرِّيَّتَهَا ٱلدِّينِيَّةَ. وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، أَصْبَحَتِ ٱلْكَنِيسَةُ وَٱلدَّوْلَةُ يَدًا وَاحِدَةً. مَثَلًا، دَعَا قُسْطَنْطِين رِجَالَ ٱلدِّينِ إِلَى ٱجْتِمَاعٍ عُرِفَ لَاحِقًا بِمَجْمَعِ نِيقِيَةَ. وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ، أَمَرَ بِنَفْيِ ٱلْكَاهِنِ آرِيُوسَ لِأَنَّهُ رَفَضَ أَنْ يُؤْمِنَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱللّٰهُ. لَاحِقًا، فِي عَهْدِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ ثِيُودُوسِيُوسَ ٱلْأَوَّلِ (٣٧٩-٣٩٥ بم)، أَصْبَحَتِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةُ دِينَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرَّسْمِيَّ. وَيَذْكُرُ ٱلْمُؤَرِّخُونَ أَنَّ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةَ ٱلرُّومَانِيَّةَ ٱلْوَثَنِيَّةَ ٱعْتَنَقَتِ «ٱلْمَسِيحِيَّةَ» فِي عَهْدِهِ. لٰكِنَّ ٱلْعَكْسَ هُوَ ٱلصَّحِيحُ. فَبِحُلُولِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ، كَانَتِ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْمُرْتَدَّةُ هِيَ ٱلَّتِي ٱعْتَنَقَتِ ٱلتَّعَالِيمَ ٱلْوَثَنِيَّةَ وَأَصْبَحَتْ جُزْءًا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، بَقِيَ عَدَدٌ قَلِيلٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْحِنْطَةِ. وَبَذَلَ هٰؤُلَاءِ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيَعْبُدُوا ٱللّٰهَ، لٰكِنَّهُمْ كَانُوا مَقْمُوعِينَ. (اقرأ متى ١٣:٢٤، ٢٥، ٣٧-٣٩.) لَقَدْ كَانُوا فِعْلًا أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.
١٠ لِمَ بَدَأَ ٱلنَّاسُ يُشَكِّكُونَ فِي تَعَالِيمِ ٱلْكَنِيسَةِ؟
١٠ فِي ٱلْقُرُونِ ٱلْأُولَى بَعْدَ ٱلْمَسِيحِ، تَمَكَّنَ كَثِيرُونَ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْيُونَانِيَّةِ أَوِ ٱللَّاتِينِيَّةِ. وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يُقَارِنُوا بَيْنَ تَعَالِيمِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَعَقَائِدِ ٱلْكَنِيسَةِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، رَفَضَ بَعْضُهُمُ ٱلْعَقَائِدَ ٱلَّتِي تَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنَّ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ رَأْيِهِمْ كَانَ خَطِرًا جِدًّا، حَتَّى إِنَّهُ عَرَّضَهُمْ لِلْمَوْتِ.
١١ كَيْفَ مَنَعَتِ ٱلْكَنِيسَةُ ٱلنَّاسَ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١١ مَعَ ٱلْوَقْتِ، لَمْ يَعُدْ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ أَوِ ٱللَّاتِينِيَّةَ. كَمَا أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ مَنَعَتْ تَرْجَمَةَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ إِلَى لُغَةِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، لَمْ يَسْتَطِعْ سِوَى رِجَالِ ٱلدِّينِ وَعَدَدٍ قَلِيلٍ مِنَ ٱلْمُثَقَّفِينَ أَنْ يَقْرَأُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْكَهَنَةِ لَمْ يُجِيدُوا ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ كَانَتْ تُنْزِلُ أَشَدَّ ٱلْعُقُوبَاتِ بِكُلِّ مَنْ يُعَارِضُ تَعَالِيمَهَا. فَٱضْطُرَّ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ أَنْ يَجْتَمِعُوا سِرًّا، هٰذَا إِذَا ٱسْتَطَاعُوا ٱلِٱجْتِمَاعَ أَصْلًا. فَكَمَا حَدَثَ أَثْنَاءَ ٱلسَّبْيِ ٱلْبَابِلِيِّ قَدِيمًا، لَمْ يَتَمَكَّنِ ‹ٱلْكَهَنُوتُ ٱلْمُلُوكِيُّ› ٱلْمَمْسُوحُ مِنَ ٱلْعَمَلِ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ. فَبَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ سَيْطَرَتْ سَيْطَرَةً تَامَّةً عَلَيْهِمْ.
اَلنُّورُ بَدَأَ يُشِعُّ مُجَدَّدًا
١٢، ١٣ أَيُّ عَامِلَيْنِ سَاهَمَا فِي إِضْعَافِ قَبْضَةِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟
١٢ هَلْ كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ سَيَتَحَرَّرُونَ يَوْمًا وَيَعْبُدُونَ ٱللّٰهَ عَلَنًا بِطَرِيقَةٍ تُرْضِيهِ؟ نَعَمْ، فَوَمَضَاتُ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ بَدَأَتْ تُشِعُّ فِي ٱلظُّلْمَةِ. وَيَرْجِعُ ٱلْفَضْلُ فِي ذٰلِكَ إِلَى عَامِلَيْنِ مُهِمَّيْنِ. اَلْعَامِلُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ ٱخْتِرَاعُ ٱلطِّبَاعَةِ بِٱلْأَحْرُفِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ فِي مُنْتَصَفِ ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ. فَقَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، كَانَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُنْسَخُ بِٱلْيَدِ، مُهِمَّةٌ صَعْبَةٌ جِدًّا. فَٱلنَّاسِخُ ٱلْمَاهِرُ ٱحْتَاجَ إِلَى عَشَرَةِ أَشْهُرٍ كَيْ يَنْسَخَ نُسْخَةً وَاحِدَةً. كَمَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ نُسِخَ عَلَى رُقُوقٍ مُكْلِفَةٍ جِدًّا مَصْنُوعَةٍ مِنْ جِلْدِ ٱلْحَيَوَانِ. لِذَا كَانَتِ ٱلنُّسَخُ نَادِرَةً وَغَالِيَةَ ٱلثَّمَنِ. أَمَّا ٱلطِّبَاعَةُ عَلَى ٱلْوَرَقِ فَمَكَّنَتِ ٱلْحِرَفِيَّ ٱلْمَاهِرَ مِنْ إِنْتَاجِ ٣٠٠,١ صَفْحَةٍ فِي ٱلْيَوْمِ!
سَاهَمَتِ ٱلطِّبَاعَةُ وَتَرْجَمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلتَّحَرُّرِ مِنْ قَبْضَةِ بَابِلَ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢، ١٣.)
١٣ وَٱلْعَامِلُ ٱلْمُهِمُّ ٱلثَّانِي هُوَ تَرْجَمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَفِي أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلسَّادِسَ عَشَرَ، خَاطَرَ أَشْخَاصٌ شُجْعَانٌ بِحَيَاتِهِمْ كَيْ يُتَرْجِمُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِلُغَةِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ. وَهٰذَا أَثَارَ غَضَبَ قَادَةِ ٱلْكَنِيسَةِ. فَقَدْ خَافُوا أَنْ يَقْرَأَ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ وَيَبْدَأُوا بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ مِثْلِ: ‹أَيْنَ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَطْهَرِ؟ أَيْنَ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلْبَابَوَاتِ وَٱلْكَرَادِلَةِ؟ وَأَيْنَ يَتَكَلَّمُ عَنْ دَفْعِ ٱلْمَالِ لِإِقَامَةِ قَدَادِيسَ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَوْتَى؟›. فَٱلْكَنِيسَةُ ٱعْتَبَرَتْ أَسْئِلَةً كَهٰذِهِ إِهَانَةً بِحَقِّهَا. فَكَيْفَ يَجْرُؤُ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلتَّشْكِيكِ فِي تَعَالِيمِهَا! لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، رَدَّتْ رَدًّا عَنِيفًا. فَأَدَانَتْ بِٱلْهَرْطَقَةِ كُلَّ مَنْ عَارَضَ تَعَالِيمَهَا، تَعَالِيمَ تَأَسَّسَ ٱلْكَثِيرُ مِنْهَا عَلَى فَلْسَفَاتِ أَرِسْطُو وَأَفْلَاطُونَ ٱللَّذَيْنِ عَاشَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِ بِمِئَاتِ ٱلسِّنِينَ. فَكَانَتْ تُصْدِرُ أَحْكَامَ ٱلْإِعْدَامِ، وَٱلدَّوْلَةُ تَعْمَلُ عَلَى تَنْفِيذِهَا. كُلُّ مَا أَرَادَتْهُ ٱلْكَنِيسَةُ هُوَ أَنْ تَمْنَعَ ٱلنَّاسَ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّشْكِيكِ فِي تَعَالِيمِهَا. وَغَالِبًا مَا نَجَحَتْ فِي مَسْعَاهَا. لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلشُّجْعَانِ لَمْ يَسْمَحُوا لَهَا أَنْ تُخِيفَهُمْ. فَبَعْدَمَا تَذَوَّقُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، أَرَادُوا أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْمَزِيدَ. وَهٰكَذَا، خَطَوْا خُطْوَةً إِلَى ٱلْأَمَامِ نَحْوَ ٱلتَّحَرُّرِ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.
١٤ (أ) مَاذَا فَعَلَ ٱلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟ (ب) كَيْفَ بَحَثَ ٱلْأَخُ رَصِل عَنِ ٱلْحَقِّ؟
١٤ أَرَادَ كَثِيرُونَ أَنْ يَقْرَأُوا وَيَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَيُخْبِرُوا ٱلْآخَرِينَ بِمَا يَتَعَلَّمُونَهُ. وَبِمَا أَنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يُمْلِيَ عَلَيْهِمْ رِجَالُ ٱلدِّينِ مَا يُؤْمِنُونَ بِهِ، لَجَأُوا إِلَى بُلْدَانٍ لَمْ يَكُنْ لِلْكَنِيسَةِ نُفُوذٌ كَبِيرٌ فِيهَا. وَأَحَدُ هٰذِهِ ٱلْبُلْدَانِ هُوَ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. وَهُنَاكَ بَدَأَ تْشَارْلْز تَاز رَصِل وَرِفَاقُهُ يَدْرُسُونَ بِجِدٍّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، سَعَى ٱلْأَخُ رَصِل أَنْ يُحَدِّدَ أَيُّ دِينٍ يُعَلِّمُ ٱلْحَقَّ. فَقَارَنَ بَيْنَ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَعَالِيمِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَغَيْرِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَأَدْرَكَ أَنَّ جَمِيعَهَا لَا تَتْبَعُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ كَامِلًا. وَذَاتَ مَرَّةٍ، ٱجْتَمَعَ مَعَ عَدَدٍ مِنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ لِيُخْبِرَهُمْ بِٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي ٱكْتَشَفَهَا هُوَ وَرِفَاقُهُ. وَكَانَ يَأْمُلُ أَنْ يَقْتَنِعُوا بِهَا وَيُعَلِّمُوهَا فِي كَنَائِسِهِمْ. لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَهْتَمُّوا بِٱلْأَمْرِ. وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَعْبُدُوا ٱللّٰهَ مَعَ ٱلْمُصَمِّمِينَ أَنْ يَكُونُوا جُزْءًا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. — اقرأ ٢ كورنثوس ٦:١٤.
١٥ (أ) مَتَى وَقَعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي أَسْرِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٥ رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَقَعُوا فِي ٱلْأَسْرِ ٱلْبَابِلِيِّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي، بُعَيْدَ مَوْتِ آخِرِ ٱلرُّسُلِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُجِيبُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ: مَاذَا يُثْبِتُ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ كَانُوا يَتَحَرَّرُونَ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ ١٩١٤؟ هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ رَاضِيًا عَنْ خُدَّامِهِ لِأَنَّ نَشَاطَهُمُ ٱلْكِرَازِيَّ تَبَاطَأَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟ هَلْ سَايَرَ بَعْضُ إِخْوَتِنَا عَلَى حِسَابِ حِيَادِهِمْ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ وَخَسِرُوا بِٱلتَّالِي رِضَى يَهْوَهَ؟ وَمَتَى تَحَرَّرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَسْرِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟
-
-
شعب يهوه يتحرر من الدين الباطلبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
شَعْبُ يَهْوَهَ يَتَحَرَّرُ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ
«اُخْرُجُوا مِنْهَا، يَا شَعْبِي». — رؤ ١٨:٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٠١، ٩٣
١ مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ كَانُوا سَيَتَحَرَّرُونَ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ وَجَدُوا أَنْفُسَهُمْ أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. لٰكِنَّ ٱلْخَبَرَ ٱلسَّارَّ أَنَّ هٰذَا ٱلْأَسْرَ لَنْ يَسْتَمِرَّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةٍ. وَٱلدَّلِيلُ أَنَّ يَهْوَهَ قَالَ: «اُخْرُجُوا مِنْهَا، يَا شَعْبِي». (اقرإ الرؤيا ١٨:٤.) فَمَا نَفْعُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِذَا كَانَ ٱلتَّحَرُّرُ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ مُسْتَحِيلًا؟! وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى مَتَى تَحَرَّرَ شَعْبُ ٱللّٰهِ كَامِلًا مِنْ قَبْضَةِ بَابِلَ. لٰكِنَّنَا سَنُجِيبُ أَوَّلًا عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: أَيُّ مَوْقِفٍ ٱتَّخَذَهُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ قَبْلَ سَنَةِ ١٩١٤؟ إِلَى أَيِّ حَدٍّ ٱنْشَغَلَ ٱلْإِخْوَةُ بِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟ وَهَلْ تَدُلُّ حَاجَتُهُمْ إِلَى ٱلتَّمْحِيصِ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟
«سُقُوطُ بَابِلَ»
٢ أَيُّ مَوْقِفٍ ٱتَّخَذَهُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلُ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟
٢ قَبْلَ أَنْ تَنْدَلِعَ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى بِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، أَدْرَكَ تْشَارْلْز تَاز رَصِل وَرِفَاقُهُ أَنَّ كَنَائِسَ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ لَا تُعَلِّمُ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذَا صَمَّمُوا أَلَّا تَكُونَ لَهُمْ أَيَّةُ عَلَاقَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَفِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٧٩، حَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِصَرَاحَةٍ مَوْقِفَهَا ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، قَائِلَةً: «كُلُّ كَنِيسَةٍ تَدَّعِي أَنَّهَا عَذْرَاءُ طَاهِرَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِلْمَسِيحِ، لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَاقِعِ تَتَحَالَفُ مَعَ ٱلْعَالَمِ (ٱلْوَحْشِ) وَتَنَالُ مِنْهُ ٱلدَّعْمَ، يَجِبُ أَنْ نَدِينَهَا بِأَنَّهَا كَنِيسَةٌ زَانِيَةٌ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». وَكَانُوا يَقْصِدُونَ بِذٰلِكَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ. — اقرإ الرؤيا ١٧:١، ٢.
٣ أَيَّةُ خُطْوَةٍ جَرِيئَةٍ ٱتَّخَذَهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ عَرَفَ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ لَنْ يَنَالُوا رِضَى ٱللّٰهِ مَا دَامُوا يَدْعَمُونَ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ. لِذَا كَتَبَ عَدِيدُونَ رَسَائِلَ يُعْلِنُونَ فِيهَا ٱنْسِحَابَهُمْ مِنْ كَنَائِسِهِمْ. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ قَرَأُوا تِلْكَ ٱلرَّسَائِلَ عَلَنًا فِي ٱلْكَنِيسَةِ. وَعِنْدَمَا لَمْ يُسْمَحْ لَهُمْ بِذٰلِكَ، كَانُوا يُرْسِلُونَ نُسْخَةً مِنْهَا إِلَى كُلِّ عُضْوٍ فِي كَنِيسَتِهِمْ. لَقَدْ صَمَّمُوا أَنْ يَقْطَعُوا كُلَّ عَلَاقَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. طَبْعًا، لَوِ ٱتَّخَذُوا هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةَ ٱلْجَرِيئَةَ فِي ٱلْقُرُونِ ٱلسَّابِقَةِ، لَكَلَّفَتْهُمْ حَيَاتَهُمْ. وَلٰكِنْ فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، كَانَتِ ٱلْكَنِيسَةُ تَخْسَرُ دَعْمَ ٱلْحُكُومَاتِ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ. لِذٰلِكَ ٱسْتَطَاعَ ٱلنَّاسُ أَنْ يُعَارِضُوهَا وَيَتَحَدَّثُوا بِحُرِّيَّةٍ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٤ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِنْ نَشَاطِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
٤ وَلَمْ يَكْتَفِ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِإِخْبَارِ ٱلْأَهْلِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ وَأَعْضَاءِ ٱلْكَنِيسَةِ بِمَوْقِفِهِمْ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. بَلْ أَرَادُوا أَنْ يَرَاهَا ٱلْعَالَمُ كُلُّهُ كَمَا هِيَ: عَاهِرَةً دِينِيَّةً! لِذَا فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩١٧ وَأَوَائِلِ ١٩١٨، وَزَّعَتْ هٰذِهِ ٱلْآلَافُ ٱلْقَلِيلَةُ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ بِغَيْرَةٍ عَشَرَةَ مَلَايِينِ نُسْخَةٍ مِنْ نَشْرَةٍ بِعُنْوَانِ «سُقُوطُ بَابِلَ». وَقَدْ فَضَحَتْ هٰذِهِ ٱلنَّشْرَةُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ. فَجُنَّ جُنُونُ رِجَالِ ٱلدِّينِ. إِلَّا أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَاظَبُوا عَلَى هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُهِمِّ. وَظَلُّوا مُصَمِّمِينَ أَنْ يُطِيعُوا «ٱللّٰهَ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسَ». (اع ٥:٢٩) فَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِمَّا تَقَدَّمَ؟ لَمْ يَقَعْ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ. بَلْ كَانُوا يَتَحَرَّرُونَ مِنْ قَبْضَتِهَا، وَسَاعَدُوا آخَرِينَ أَيْضًا أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنْهَا.
اَلْبِشَارَةُ بِغَيْرَةٍ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى
٥ مَاذَا أَوْضَحَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ خَدَمُوا بِغَيْرَةٍ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
٥ اِعْتَقَدْنَا سَابِقًا أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ رَاضِيًا عَنْ شَعْبِهِ بَيْنَ سَنَتَيْ ١٩١٤ وَ ١٩١٨ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُبَشِّرُوا بِغَيْرَةٍ. لِذَا سَمَحَ بِوُقُوعِهِمْ فِي ٱلْأَسْرِ ٱلْبَابِلِيِّ مُدَّةً قَصِيرَةً. لٰكِنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلَّذِينَ خَدَمُوا ٱللّٰهَ آنَذَاكَ أَوْضَحُوا لَاحِقًا أَنَّهُمْ كَمَجْمُوعَةٍ بَذَلُوا كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. وَعِنْدَمَا نَفْهَمُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ مَا حَدَثَ مَعَهُمْ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، تَتَوَضَّحُ لَنَا بَعْضُ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٦، ٧ (أ) أَيُّ تَحَدِّيَيْنِ وَاجَهَهُمَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟ (ب) مَاذَا يُثْبِتُ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ كَانُوا غَيُورِينَ؟
٦ فِي ٱلْوَاقِعِ، أَدَّى تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شَهَادَةً ضَخْمَةً خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى (١٩١٤-١٩١٨). لٰكِنَّهُمْ وَاجَهُوا أَيْضًا تَحَدِّيَاتٍ عَدِيدَةً. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ٱثْنَيْنِ مِنْهَا. أَوَّلًا، ٱعْتَمَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ فِي بِشَارَتِهِمْ عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. لِذٰلِكَ ٱسْتَصْعَبَ كَثِيرُونَ ٱلْكِرَازَةَ عِنْدَمَا حَظَرَتِ ٱلسُّلُطَاتُ كِتَابَ ٱلسِّرِّ ٱلْمُنْتَهِي أَوَائِلَ سَنَةِ ١٩١٨. فَقَدِ ٱتَّكَلُوا عَلَى هٰذَا ٱلْكِتَابِ كَيْ يَتَحَدَّثَ نِيَابَةً عَنْهُمْ. وَلَمْ يَكُونُوا مُعْتَادِينَ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ فَقَطْ فِي ٱلْخِدْمَةِ. ثَانِيًا، تَفَشَّى فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ وَبَاءُ ٱلْإِنْفِلُوَنْزَا ٱلْإِسْبَانِيَّةِ، مِمَّا صَعَّبَ عَلَى ٱلنَّاشِرِينَ أَنْ يَتَنَقَّلُوا بِحُرِّيَّةٍ. وَلٰكِنْ رَغْمَ كُلِّ ٱلتَّحَدِّيَاتِ، بَذَلَ هٰذَا ٱلْفَرِيقُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.
كَانَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ غَيُورِينَ فِعْلًا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٦، ٧.)
٧ فَفِي سَنَةِ ١٩١٤ وَحْدَهَا، عَرَضَ ٱلْعَدَدُ ٱلصَّغِيرُ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «رِوَايَةَ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةَ» عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ٩ مَلَايِينِ شَخْصٍ. وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ جَمَعَتْ بَيْنَ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ وَٱلتَّسْجِيلَاتِ ٱلسَّمْعِيَّةِ، فَٱعْتُبِرَتْ إِنْجَازًا بَارِزًا آنَذَاكَ. وَقَدْ تَتَبَّعَتْ تَارِيخَ ٱلْبَشَرِ مِنْ بِدَايَةِ ٱلْخَلْقِ حَتَّى نِهَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. تَخَيَّلْ أَنَّ عَدَدَ ٱلَّذِينَ شَاهَدُوهَا فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ يَفُوقُ عَدَدَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ! إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، حَضَرَ ٣٩٣,٨٠٩ شَخْصًا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ عَامَ ١٩١٦. وَٱرْتَفَعَ ٱلْعَدَدُ إِلَى ٤٤٤,٩٤٩ شَخْصًا عَامَ ١٩١٨. فَيَا لَلْغَيْرَةِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ!
٨ كَيْفَ قَوَّى ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ فَتْرَةِ ٱلْحَرْبِ؟
٨ وَخِلَالَ فَتْرَةِ ٱلْحَرْبِ أَيْضًا، لَمْ يُوَفِّرِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ جُهْدًا لِيُشَجِّعُوا تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُشَتَّتِينَ وَيُزَوِّدُوهُمْ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَتَقَوَّوْا وَوَاصَلُوا عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ. ذَكَرَ أَخٌ نَشِيطٌ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ ٱسْمُهُ رِيتْشَارْد بَارْبِر: «أَبْقَيْنَا عَلَى بَعْضِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ. وَٱسْتَمْرَرْنَا فِي نَشْرِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَإِرْسَالِهَا إِلَى كَنَدَا حَيْثُ كَانَتْ مَحْظُورَةً. وَأَرْسَلْتُ نُسَخًا بِحَجْمِ ٱلْجَيْبِ مِنْ كِتَابِ ٱلسِّرِّ ٱلْمُنْتَهِي إِلَى إِخْوَةٍ عَدِيدِينَ صُودِرَتْ نُسَخُهُمْ. كَذٰلِكَ طَلَبَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد أَنْ نُرَتِّبَ لِعَقْدِ مَحَافِلَ فِي عِدَّةِ مُدُنٍ غَرْبَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ وَنُرْسِلَ خُطَبَاءَ لِتَشْجِيعِ ٱلْإِخْوَةِ».
اَلْحَاجَةُ إِلَى ٱلتَّمْحِيصِ
٩ (أ) لِمَ ٱحْتَاجَ شَعْبُ ٱللّٰهِ إِلَى تَمْحِيصٍ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٤ وَ ١٩١٩؟ (ب) مَاذَا لَا يَعْنِيهِ ذٰلِكَ؟
٩ رَغْمَ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ سَعَوْا بِجِدٍّ لِتَطْبِيقِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، كَانُوا بِحَاجَةٍ إِلَى تَمْحِيصٍ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٤ وَ ١٩١٩. فَهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَعْنَى ٱلْخُضُوعِ لِلْحُكُومَاتِ. (رو ١٣:١) لِذَا لَمْ يَلْتَزِمْ هٰذَا ٱلْفَرِيقُ ٱلْحِيَادَ دَائِمًا أَثْنَاءَ ٱلْحَرْبِ. مَثَلًا، عِنْدَمَا خَصَّصَ رَئِيسُ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٣٠ أَيَّارَ (مَايُو) ١٩١٨ يَوْمًا لِلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِ ٱلسَّلَامِ، شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَشْتَرِكُوا فِيهَا. كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ دَعَمُوا ٱلْحَرْبَ مَالِيًّا. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ تَجَنَّدُوا وَذَهَبُوا إِلَى سَاحَةِ ٱلْمَعْرَكَةِ. وَلٰكِنْ لَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّهُمْ وَقَعُوا أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ لِأَنَّهُمُ ٱحْتَاجُوا إِلَى تَمْحِيصٍ. فَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، كَانُوا عَلَى وَشْكِ أَنْ يَنْفَصِلُوا كَامِلًا عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. — اقرأ لوقا ١٢:٤٧، ٤٨.
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلْحَيَاةِ؟
١٠ صَحِيحٌ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَا يَعْنِيهِ ٱلْحِيَادُ ٱلْمَسِيحِيُّ، لٰكِنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُحَرِّمُ ٱلْقَتْلَ. لِذٰلِكَ حَتَّى ٱلْقَلِيلُونَ ٱلَّذِينَ تَجَنَّدُوا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى رَفَضُوا أَنْ يَقْتُلُوا غَيْرَهُمْ. فَأُرْسِلَ بَعْضُهُمْ إِلَى ٱلْخُطُوطِ ٱلْأَمَامِيَّةِ لِكَيْ يَمُوتُوا هُنَاكَ.
١١ أَيُّ مَوْقِفٍ ٱتَّخَذَتْهُ ٱلسُّلُطَاتُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ؟
١١ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مَوْقِفَ ٱلْإِخْوَةِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ أَثَارَ غَضَبَ ٱلشَّيْطَانِ. لِذٰلِكَ ٱخْتَلَقَ «ٱلْمَتَاعِبَ بِمَرْسُومٍ». (مز ٩٤:٢٠) فَفِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ، تَقَدَّمَتْ وِزَارَةُ ٱلْعَدْلِ إِلَى ٱلْكُونْغْرِس بِمَشْرُوعِ قَانُونٍ يَنُصُّ عَلَى إِعْدَامِ كُلِّ مَنْ يَرْفُضُ حَمْلَ ٱلسِّلَاحِ أَثْنَاءَ ٱلْحَرْبِ. وَهٰذَا مَا كَشَفَهُ ٱللِّوَاءُ جَيْمْس فْرَانْكْلِين بِل فِي حَدِيثٍ مَعَ ٱلْأَخَوَيْنِ رَذَرْفُورْد وَفَان آمْبُورْغ. وَكَانَ هٰذَا ٱلْقَانُونُ يَسْتَهْدِفُ بِٱلتَّحْدِيدِ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. ثُمَّ قَالَ ٱللِّوَاءُ بِل فِي فَوْرَةِ غَضَبٍ لِلْأَخِ رَذَرْفُورْد: «لَمْ يُمَرَّرْ مَشْرُوعُ ٱلْقَانُونِ لِأَنَّ [رَئِيسَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ] وِلْسُون لَمْ يُصَدِّقْ عَلَيْهِ؛ لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ كَيْفَ نُوقِعُ بِكُمْ، وَسَنَفْعَلُ!».
١٢، ١٣ (أ) لِمَ حُكِمَ عَلَى ثَمَانِيَةِ إِخْوَةٍ بِٱلسَّجْنِ مُدَّةً طَوِيلَةً؟ (ب) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ صَمَّمُوا عَلَى إِطَاعَةِ يَهْوَهَ، رَغْمَ وُجُودِهِمْ فِي ٱلسِّجْنِ؟
١٢ وَقَدْ نَفَّذَتِ ٱلسُّلُطَاتُ تَهْدِيدَهَا. فَأَلْقَتِ ٱلْقَبْضَ عَلَى ٱلْأَخَوَيْنِ رَذَرْفُورْد وَفَان آمْبُورْغ وَسِتَّةِ مُمَثِّلِينَ آخَرِينَ عَنْ جَمْعِيَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ. قَالَ ٱلْقَاضِي عِنْدَ إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ عَلَيْهِمْ: «إِنَّ ٱلدِّعَايَةَ ٱلدِّينِيَّةَ ٱلَّتِي يَشْتَرِكُ فِيهَا هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ هِيَ أَخْطَرُ مِنْ فِرْقَةٍ فِي ٱلْجَيْشِ ٱلْأَلْمَانِيِّ . . . فَهُمْ لَا يُشَكِّكُونَ فِي رِجَالِ ٱلْقَانُونِ وَمَكْتَبِ ٱلْمُخَابَرَاتِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ يُشَهِّرُونَ أَيْضًا بِرِجَالِ ٱلدِّينِ فِي كُلِّ ٱلْكَنَائِسِ. لِذَا يَجِبُ أَنْ تُنْزَلَ بِهِمْ أَشَدُّ ٱلْعُقُوبَاتِ». (اَلْإِيمَانُ يَمْضِي قُدُمًا [بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ]، بِقَلَمِ أ. ه. مَاكْمِيلَان، ٱلصَّفْحَةُ ٩٩) فَحُكِمَ عَلَيْهِمْ بِٱلسَّجْنِ مُدَّةً طَوِيلَةً فِي سِجْنٍ فِدِرَالِيٍّ فِي أَتْلَانْتَا بِوِلَايَةِ جُورْجِيَا. وَلٰكِنْ بَعْدَمَا ٱنْتَهَتِ ٱلْحَرْبُ، أُطْلِقَ سَرَاحُهُمْ ثُمَّ أُسْقِطَتْ عَنْهُمْ كُلُّ ٱلتُّهَمِ.
١٣ مَعَ ذٰلِكَ، صَمَّمَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلثَّمَانِيَةُ أَنْ يُطِيعُوا وَصَايَا ٱللّٰهِ، حَتَّى عِنْدَمَا كَانُوا فِي ٱلسِّجْنِ. فَقَدْ كَتَبُوا رِسَالَةً إِلَى رَئِيسِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ يُطَالِبُونَ فِيهَا بِإِطْلَاقِ سَرَاحِهِمْ. وَذَكَرُوا فِيهَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُحَرِّمُ ٱلْقَتْلَ. وَإِذَا عَصَى خَادِمُ ٱللّٰهِ عَمْدًا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ، يَخْسَرُ رِضَاهُ وَيَكُونُ مَصِيرُهُ ٱلْهَلَاكَ. لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ لَا يَسْمَحُ لَهُمْ ضَمِيرُهُمْ أَنْ يَقْتُلُوا رَفِيقَهُمُ ٱلْإِنْسَانَ. فَكَمْ تَحَلَّى هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ بِٱلشَّجَاعَةِ لِيُوَجِّهُوا هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِلَى ٱلرَّئِيسِ! مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ فِكْرَةَ ٱلْمُسَايَرَةِ لَمْ تَخْطُرْ بِبَالِهِمْ قَطُّ.
اَلْحُرِّيَّةُ أَخِيرًا!
١٤ صِفْ مَا حَدَثَ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٤ وَ ١٩١٩ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
١٤ تَصِفُ نُبُوَّةُ مَلَاخِي مَا حَدَثَ لِتَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَيْنَ عَامِ ١٩١٤ وَأَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. (اقرأ ملاخي ٣:١-٣.) فَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، أَتَى «ٱلرَّبُّ» يَهْوَهُ ٱللّٰهُ مَعَ «رَسُولِ ٱلْعَهْدِ» يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِيَتَفَقَّدَ «بَنِي لَاوِي» ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَمَحَّصَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ وَطَهَّرَهُمْ، ثُمَّ أَعْطَاهُمْ تَعْيِينًا إِضَافِيًّا. فَفِي عَامِ ١٩١٩، عُيِّنَ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» لِيُعْطِيَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ لِأَهْلِ ٱلْإِيمَانِ. (مت ٢٤:٤٥) وَأَخِيرًا، تَحَرَّرَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ! وَهُمْ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ يَنْمُونَ فِي مَعْرِفَةِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَمَحَبَّتِهِمْ لَهُ. وَكَمْ هُمْ شَاكِرُونَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْبَرَكَةِ![١]
١٥ إِلَامَ يَدْفَعُنَا تَحَرُّرُنَا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟
١٥ نَحْنُ سُعَدَاءُ جِدًّا أَنَّنَا تَحَرَّرْنَا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. فَكُلُّ مَسَاعِي ٱلشَّيْطَانِ لِٱسْتِئْصَالِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْحَقَّةِ فَشِلَتْ فَشَلًا ذَرِيعًا. وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نُخْطِئَ ٱلْقَصْدَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا. (٢ كو ٦:١) فَلَا يَزَالُ ٱلْمَلَايِينُ مِنْ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ أَسْرَى ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَعَلَيْنَا أَنْ نُخْبِرَهُمْ كَيْفَ يَتَحَرَّرُونَ مِنْهُ. فَلْنَتَمَثَّلْ بِإِخْوَتِنَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، وَنَبْذُلْ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١٤) لَا يَرْمُزُ سَبْيُ ٱلْيَهُودِ فِي بَابِلَ إِلَى مَا حَدَثَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بَعْدَ ٱلِٱرْتِدَادِ. صَحِيحٌ أَنَّ هُنَالِكَ تَشَابُهَاتٍ كَثِيرَةً بَيْنَهُمَا، لٰكِنَّنَا نَرَى أَيْضًا بَعْضَ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ. وَأَحَدُهَا أَنَّ سَبْيَ ٱلْيَهُودِ ٱمْتَدَّ ٧٠ سَنَةً، فِيمَا ٱسْتَمَرَّ أَسْرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُدَّةً أَطْوَلَ بِكَثِيرٍ. لِذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ تَنَاظُرَاتٍ نَبَوِيَّةٍ بَيْنَهُمَا.
-