-
البحث عن التوابل، الذهب، المهتدين، والمجداستيقظ! ١٩٩٢ | آذار (مارس) ٨
-
-
البحث عن التوابل، الذهب، المهتدين، والمجد
«تييرا! تييرا!» (ارض! ارض!) حطَّمت صيحة التهلُّل هذه صمت نوبة الحراسة الليلية في ١٢ تشرين الاول ١٤٩٢. فقد شاهد بحَّار على متن الـ پينتا الصورة الظلِّية غير الواضحة لجزيرة. والرحلة التي بدت بلا نهاية تكلَّلت اخيرا بالنجاح بالنسبة الى السفن سانتا ماريا، پينتا، ونينيا.
عند مطلع الفجر، عَبَر كولومبُس، قبطاناه، وموظَّفون آخرون الماء خائضين فيه الى الشاطئ. وحمدوا اللّٰه واستولوا على الجزيرة باسم ملكَي اسپانيا، فرديناند وإيزابيلا.
-
-
البحث عن التوابل، الذهب، المهتدين، والمجداستيقظ! ١٩٩٢ | آذار (مارس) ٨
-
-
الرحلة الى المجهول
جرى بسرعة اعداد اسطول صغير من ثلاث سفن، وبطاقم كلّي من نحو ٩٠ رجلا ترك كولومبُس اسپانيا في ٣ آب ١٤٩٢.b وبعد اعادة خَزْن في جزر كاناري، اتَّجهت السفن في ٦ ايلول غربا في الطريق الى «الهند.»
كانت الرحلة محنة بالنسبة الى كولومبُس. فكانت الآمال تقوى ثم تخيب من جرّاء الرياح المؤاتية والمعاكسة. وعلى الرغم من مشاهدة الطيور البحرية الواعدة بالخير، ابى الافق الغربي إلا ان يبقى خاليا. وكان على كولومبُس باستمرار ان يشدِّد عزم بحَّارته بالوعود بأرض وثروة. وحين كانوا قد ابحروا، وفقا لـ «الحسابات الشخصية» لكولومبُس، نحو ٠٠٠,٢ ميل (٢٠٠,٣ كلم) في الاطلسي، اعطى قائدَ السفينة الرقم ٧٥٢,١ ميلا (٨١٩,٢ كلم). ثم كتب في سجل السفينة: «لم اكشف هذا الرقم [١٢١,٢ ميلا] (٤١٣,٣ كلم) للرجال لانهم كانوا سيرتعبون، اذ يجدون انفسهم بعيدين جدا عن الوطن.» (سجل السفينة لكريستوفر كولومبُس، ترجمة روبرت ه. فَزُن) وفي مناسبات كثيرة لم يكن إلا تصميمه الذي لا ينثني ما منع السفن من العودة.
واذ كانت الايام تجري ببطء، صار البحَّارة متضجِّرين اكثر فأكثر. «لم يرضِ قراري الرجال، لانهم استمروا في التذمُّر والتشكّي،» كتب كولومبُس. «وعلى الرغم من دمدماتهم تمسَّكت بالغرب.» وفي ١٠ تشرين الاول، بعد اكثر من شهر في البحر، كانت التشكيات تزداد على متن السفن الثلاث كلّها. ولم يهدِّئ البحَّارة إلا وعد كولومبُس بالعودة في الطريق الذي اتوا فيه إنْ لم يجر الوصول الى برّ في خلال ثلاثة ايام. ولكن، في اليوم التالي، عندما انتشلوا الى متن السفينة غصنا اخضر لا تزال الازهار عليه، عاودتهم الثقة بأميرالهم. وعندما طلع الفجر في اليوم التالي (١٢ تشرين الاول)، ابتهج الملَّاحون الذين سئموا البحر برؤية جزيرة مدارية ناضرة. فرحلتهم التي كانت فاتحة عهد جديد بلغت هدفها!
اكتشاف وخيبة
كانت جزر بَهاما بهيجة. والسكان الاصليون العراة، كتب كولومبُس، كانوا «اناسا اصحَّاء البنية، بقَوام رشيق ووجوه جميلة جدا.»
-