مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ماذا يمنع ان تعتمدوا؟‏
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ماذا يمنع ان تعتمدوا؟‏

      ‏«هوذا ماء.‏ ماذا يمنع ان أعتمد.‏» —‏ اعمال ٨:‏٣٦‏.‏

      ١ ماذا كان يحدث في الطريق بين اورشليم وغزّة؟‏

      لقد تكلم ملاك يهوه،‏ وكان يحدث شيء يستحق الانتباه في الطريق الصحراوية بين اورشليم وغزّة.‏ فكان حبشي جالسا على مركبة سائرة يقرأ الاسفار المقدسة.‏ وسرعان ما كان رجل آخر يسير بجانب العربة.‏ «ألعلَّك تفهم ما انت تقرأ.‏» سأل.‏ فأجاب الحبشي،‏ «كيف يمكنني إنْ لم يرشدني احد.‏» وهذا الارشاد زوَّده فيلبس المبشّر،‏ الذي كان قد ارسله الملاك.‏ وما ان ركب المركبة حتى ابتدأ فيلبس بنبوة كتبها اشعياء وأعلن ‹البشارة عن يسوع.‏›‏

      ٢ و ٣ (‏أ)‏ كيف تجاوب الحبشي مع البشارة؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تثيرها هذه الحادثة؟‏

      ٢ وعند موقع على موازاة الطريق صرخ الحبشي:‏ «هوذا ماء.‏ ماذا يمنع ان أعتمد.‏» عند ذلك أمر ان تقف المركبة.‏ وكلا الرجلين نزل الى الماء فعمَّده فيلبس.‏ ومن ثم قاد روح يهوه المبشر الى مكان آخر،‏ وذهب الحبشي في طريقه فرحا.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٦-‏٣٩‏.‏

      ٣ اذا كنتم تعاشرون شهود يهوه ولكنكم لم تعتمدوا قد تحثّكم هذه الحوادث على ان تسألوا:‏ لماذا اعتمد الحبشي بسرعة؟‏ كيف يجب ان تُنجز المعمودية؟‏ الى ماذا ترمز؟‏ وماذا يمنع ان اعتمد؟‏

      لم يعتمد بسرعة اكثر من اللازم

      ٤ من كان هذا الحبشي؟‏

      ٤ بما ان الحبشي «قد جاء الى اورشليم ليسجد» فقد كان مهتديا الى اليهودية مختتنا.‏ وكان ‹خصيا› ولكن ليس بالمعنى الجسدي،‏ لأن الرجال المشوَّهين جنسيا كانوا يمنعون من دخول الجماعة الاسرائيلية.‏ (‏تثنية ٢٣:‏١‏)‏ وفي حالته فإن «الخصي» يعني موظفا،‏ لانه كان ‹وزيرا لكنداكة ملكة الحبشة وكان على جميع خزائنها.‏› —‏ اعمال ٨:‏٢٧‏.‏

      ٥ لماذا تمكَّن الحبشي الخصي من الاعتماد بسرعة؟‏

      ٥ كان الحبشي رجلا من الامم.‏ ولكن بما انه كان قد اهتدى الى الدين اليهودي فقد امكنه ان يعتمد كتلميذ للمسيح قبل ان تمضي رسالة الملكوت الى الامم غير المختونين مثل كرنيليوس في سنة ٣٦ ب‌م.‏ وكمهتد الى اليهودية فقد عرف الحبشي عن اللّٰه وكلمته،‏ ومع ذلك احتاج الى المساعدة الروحية.‏ لذلك وُجِّه فيلبس ليكرز لهذا الرجل واستطاع ان يعمِّده قبل ان تمضي البشارة الى الامم.‏

      المعمودية المسيحية الباكرة

      ٦ كيف اعتمد الحبشي،‏ ولماذا تجيب هكذا؟‏

      ٦ وكيف اعتمد الحبشي؟‏ ان الكلمة «عمَّد» تأتي من التعبير اليوناني «ڤاپتيزو،‏» التي تعني «غمَّس،‏ غطَّ.‏» وثمة صيغة للكلمة عينها مستعملة للكلمة «غطّ» في ٢ ملوك ٥:‏١٤ في الترجمة السبعينية اليونانية.‏ والجدير بالملاحظة ان الحبشي طلب المعمودية عندما أقبل هو وفيلبس على «ماء.‏» ولأجل المعمودية «نزلا .‏ .‏ .‏ (‏في)‏ الماء،‏» وبعد ذلك «صعدا» منه.‏ (‏اعمال ٨:‏٣٦-‏٣٩‏)‏ ولذلك فقد اعتمد الحبشي الخصي بتغطيسه في الماء.‏

      ٧ اية سابقة كانت هنالك للمعمودية بالتغطيس في الماء؟‏

      ٧ ويسوع نفسه اعتمد بالتغطيس تحت الماء.‏ وهكذا،‏ بعد معموديته في نهر الاردن،‏ قيل انه «صعد .‏ .‏ .‏ من الماء.‏» (‏متى ٣:‏١٣ و ١٦‏)‏ وفي الواقع،‏ كمكان ملائم لانجاز المعموديات،‏ اختار يوحنا المعمدان موقعا في وادي الاردن قرب ساليم.‏ ولماذا؟‏ «لأنه كان هناك مياه كثيرة.‏» (‏يوحنا ٣:‏٢٣‏)‏ وهكذا فان الاسفار المقدسة تمنح سلطة المعمودية في الماء.‏

      ٨ بشأن المعمودية،‏ ماذا يمكننا ان نستنتج من ممارسات الفريسيين واليهود الآخرين؟‏

      ٨ يمكننا ان نصل الى بعض الاستنتاجات الصحيحة بشأن المعمودية اذا تأملنا في عادات الفريسيين واليهود الآخرين.‏ قال كاتب الانجيل مرقس:‏ «ومن السوق ان لم يغتسلوا (‏بالرشّ)‏ [باليونانية،‏ رانتيزو] لا يأكلون.‏ وأشياء اخرى كثيرة تسلَّموها للتمسّك بها من غسل [ڤاپتيزموس] كؤوس وأباريق وآنية نحاس.‏» (‏مرقس ٧:‏٣ و ٤‏)‏ فهؤلاء الرجال كانوا يرشّون انفسهم متظاهرين بالتقوى قبل الاكل عندما يعودون من السوق.‏ ولكنهم كانوا يغسلون‏،‏ او يغطِّسون في الماء،‏ الاشياء المختلفة التي يستعملونها خلال وجباتهم.‏

      ٩ ماذا قال ترتليان عن المعمودية؟‏

      ٩ وحتى بعد ان قام الارتداد بالغزوات قال ابو الكنيسة ترتليان (‏نحو ١٦٠-‏٢٣٠ ب‌م)‏ في ما يتعلق بالمعمودية:‏ «ليس هنالك مطلقا ما يجعل عقول الناس اصعب اقناعا من بساطة الاعمال الالهية التي تُرى في الفعل،‏ عندما تُقارن بالعظمة الموعود بها في النتيجة؛‏ فمن الواقع عينه،‏ ذاك الذي ببساطة عظيمة جدا،‏ دون أبهة،‏ ودون ايّ استعداد كبير غير مألوف،‏ وأخيرا،‏ دون نفقة،‏ يُغمَّس الانسان في الماء،‏ ووسط التفوه ببعض الكلمات القليلة،‏ يُرَشّ،‏ ومن ثم يقوم ثانية،‏ ليس الانظف على الاطلاق،‏ والاحراز التالي للابدية يُعتبر الاصعب تصديقا.‏» لاحظوا ان ترتليان قال،‏ «يُغمَّس الانسان في الماء .‏ .‏ .‏ ومن ثم يقوم ثانية.‏»‏

      ١٠ ماذا يقول العلماء عن الطريقة الابكر للمعمودية المسيحية؟‏

      ١٠ والعلماء يُظهرون ايضا ان المسيحيين في الاصل عمَّدوا الناس بالتغطيس كاملا في الماء.‏ تقول دائرة معارف فرنسية شهيرة:‏ «نال المسيحيون الاولون المعمودية بالتغطيس في كل مكان وُجد فيه ماء.‏» وتذكر «دائرة المعارف الكاثوليكية»:‏ «ان أقدم شكل استُخدم عادة كان من غير ريب التغطيس.‏» —‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ٢٦١ (‏طبعة ١٩٠٧)‏.‏

      ان يعلِّموا ويعمِّدوا

      ١١ اية مهمة اعطاها يسوع لتلاميذه؟‏

      ١١ قبل ان يعتمد الشخص يجب ان يكتسب المعرفة الصحيحة ويعمل بموجبها.‏ وقد اتضح ذلك عندما قال المسيح لأتباعه:‏ «فاذهبوا وتلمذوا (‏اناسا من)‏ جميع الامم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.‏ وعلّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏ وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.‏» —‏ متى ٢٨:‏١٩ و ٢٠‏.‏

      ١٢ ماذا يعني ان يعتمد المرء «باسم الآب»؟‏

      ١٢ ان يعتمد المرء «باسم الآب» يعني ان يدرك المرشح للمعمودية مركز اللّٰه وسلطته.‏ فيهوه معترف به بصفته «العلي على كل الارض،‏» الخالق والمتسلط الكوني.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ٨٣:‏١٨؛‏ ٢ ملوك ١٩:‏١٥‏)‏ وشخص كهذا يقبل يهوه ايضا كقاضيه،‏ شارعه،‏ وملكه.‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٢؛‏ مزمور ١١٩:‏١٠٢؛‏ رؤيا ١٥:‏٣ و ٤‏.‏

      ١٣ ماذا يعني ان يعتمد المرء ‹باسم الابن›؟‏

      ١٣ وأن يعتمد المرء ‹باسم الابن› يعني ان يعترف بمركز المسيح وسلطته ويعترف به بصفته الشخص الذي بواسطته زوَّد اللّٰه «فدية.‏» (‏١ تيموثاوس ٢:‏٥ و ٦‏)‏ وبعد موت يسوع كمحافظ على الاستقامة «رفَّعه اللّٰه،‏» واولئك الذين يرغبون ان يعتمدوا يجب ان يعترفوا بالمسيح بأنه «رب لمجد اللّٰه الآب.‏» (‏فيلبي ٢:‏٩-‏١١‏)‏ ويجب ان يقبلوا يسوع ايضا بصفته «الشاهد الامين» ليهوه وبصفته «ملك الملوك.‏» —‏ رؤيا ١:‏٥؛‏ ١٩:‏١٦‏.‏

      ١٤ ماذا تتطلب المعمودية ‹باسم الروح القدس›؟‏

      ١٤ يجب ان يعتمد الفرد ايضا ‹باسم الروح القدس.‏› فيجب ان يدرك ان الروح القدس ليس شخصا بل قوة اللّٰه الفعالة،‏ التي استُخدمت في الخلق،‏ لتوحي الى كتبة الكتاب المقدس،‏ وهلم جرا.‏ (‏تكوين ١:‏٢؛‏ ٢ صموئيل ٢٣:‏١ و ٢؛‏ ٢ بطرس ١:‏٢١‏)‏ ويجب الاعتراف بروح يهوه بكونه حيويا اذا اردنا ان نفهم «اعماق اللّٰه» ونعرب عن الثمار التقوية التي هي «محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة (‏ضبط نفس)‏.‏» (‏١ كورنثوس ٢:‏١٠؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢ و ٢٣‏)‏ ويجب الاعتراف ايضا بأن روح اللّٰه لازم لمواصلة عمل الكرازة بالملكوت.‏ —‏ يوئيل ٢:‏٢٨ و ٢٩‏.‏

      الى ماذا ترمز المعمودية

      ١٥ لماذا لا تغسل المعمودية المسيحية الخطايا؟‏

      ١٥ كان بمساعدة الروح القدس ان غطَّس يوحنا المعمدان الناس.‏ (‏اعمال ١٣:‏٢٤‏)‏ لقد عمَّدهم،‏ لا لغسل خطاياهم،‏ بل رمزا الى توبتهم.‏ (‏اعمال ١٩:‏٤‏)‏ ويوحنا عمَّد ايضا يسوع،‏ الذي «لم يفعل خطية.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٢٢‏)‏ وحنانيّا حثَّ شاول الطرسوسي:‏ «قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم [يسوع].‏» (‏اعمال ٢٢:‏١٢-‏١٦‏)‏ وهكذا فان التغطيس المسيحي في الماء لا يغسل الخطايا.‏ فليست المعمودية بل سفك دم يسوع و ‹الدعاء باسمه› هو ما يجعل المغفرة ممكنة.‏ —‏ عبرانيين ٩:‏٢٢؛‏ ١ يوحنا ١:‏٧‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ بما ان المعمودية لا تغسل الخطايا،‏ الى ماذا ترمز؟‏ (‏ب)‏ بصورة مجازية،‏ ماذا يحدث عندما يعتمد الشخص؟‏

      ١٦ رغم ان المعمودية المسيحية لا تغسل الخطايا،‏ فانها رمز يدل على ان الفرد اذ تغطَّس في الماء صنع انتذارا دون قيد ولا شرط ليهوه اللّٰه بواسطة يسوع المسيح.‏ (‏قارنوا متى ١٦:‏٢٤‏.‏)‏ وأن تنذر يعني «ان تعلن،‏ ان تثبِّت،‏ ان تخصص.‏» والانتذار للّٰه يشير الى العمل الذي به يُفرَز الشخص دون تحفظ بموجب اتفاق لفعل مشيئة اللّٰه بواسطة المسيح.‏ وبصورة مجازية،‏ عندما ‹يُدفن› المرشح للمعمودية مؤقتا تحت الماء ومن ثم يُرفع منه،‏ يموت عن مسلكه السابق ويقوم لطريقة حياة جديدة،‏ ليفعل مشيئة يهوه دون تحفظ.‏ —‏ قارنوا رومية ٦:‏٤-‏٦‏.‏

      ١٧ لماذا معمودية الاطفال غير لائقة؟‏

      ١٧ من الواضح ان المعمودية خطوة مهمة.‏ وتعميد طفل هو خطأ لأن الطفل لا يمكن ان يفهم،‏ ان يتخذ قرارا،‏ ويصير تلميذا.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩ و ٢٠‏)‏ واولئك الذين اعتمدوا خلال خدمة فيلبس في السامرة كانوا «رجالا ونساء،‏» لا مجرد اطفال.‏ (‏اعمال ٨:‏٤-‏٨ و ١٢‏)‏ فالمعمودية هي لمن هم كبار كفاية ليتعلَّموا،‏ يؤمنوا،‏ ويمارسوا الايمان.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣؛‏ اعمال ٥:‏١٤؛‏ ١٨:‏٨؛‏ عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وفي هذا الخصوص كتب المؤرخ اوغسطوس نياندر:‏ «الايمان والمعمودية كانا دائما متصلين احدهما بالآخر؛‏ وهكذا فانه في الدرجة الاعلى من الاحتمال .‏ .‏ .‏ كانت ممارسة تعميد الاطفال غير معروفة [في القرن الاول ب‌م].‏ .‏ .‏ .‏ وصيرورتها معروفة اولا كتقليد رسولي في اثناء القرن الثالث توضح انها ضد لا مع الاعتراف بأصلها الرسولي.‏» —‏ «تاريخ انشاء وتدريب الكنيسة المسيحية بواسطة الرسل» (‏نيويورك،‏ ١٨٦٤)‏،‏ الصفحة ١٦٢.‏

      ١٨ (‏أ)‏ على أساس الاسفار المقدسة،‏ ما هو المطلوب للصيرورة واحدا من شهود يهوه؟‏ (‏ب)‏ اي اظهار للايمان يدل على ان الشخص يمكن ان يعتمد؟‏ (‏ج)‏ كيف يجري التشديد على الايمان بالفدية للمرشحين للمعمودية؟‏

      ١٨ تذكر الاسفار المقدسة تكرارا معمودية المؤمنين.‏ (‏اعمال ٤:‏٤؛‏ ٥:‏١٤؛‏ ٨:‏١٣؛‏ ١٦:‏٢٧-‏٣٤؛‏ ١٨:‏٨؛‏ ١٩:‏١-‏٧‏)‏ اذاً،‏ للصيرورة واحدا من شهود يهوه لا بد ان يكون الشخص مؤمنا —‏ شخصا يمارس الايمان ويعتمد.‏ وحتى قبل المعمودية فان ايمانا كهذا يَظهر في السلوك التقوي،‏ الثقة بيهوه،‏ المساهمة في عمل الكرازة بالملكوت،‏ وقبول ذبيحة المسيح الفدائية.‏ والايمان بالفدية يجري التشديد عليه للمرشحين للمعمودية،‏ لأن اول السؤالين اللذين يطرحهما الخطيب هو:‏ «على اساس ذبيحة يسوع المسيح،‏ هل تبتَ عن خطاياك ونذرت نفسك ليهوه لفعل مشيئته؟‏» وفقط اذا اجاب الفرد بالايجاب وفهم ايضا ان انتذاره ومعموديته يثبتان هويته بصفته واحدا من شهود يهوه في اقتران بهيئة اللّٰه التي يوجهها الروح يمكن ان يخضع للتغطيس في الماء على نحو مقبول.‏

      الانتذار في الصلاة

      ١٩ لماذا صنع الانتذار ليهوه في الصلاة؟‏

      ١٩ واولئك الذين يخضعون للمعمودية يجب ان يكون لديهم ايمان باللّٰه والمسيح.‏ ولكن لماذا يقول شهود يهوه ان الانتذار للّٰه يجب ان يُصنع في الصلاة؟‏ لانه يكون ملائما ان نعبِّر ليهوه في الصلاة عن قرارنا ان نمنحه التعبد المطلق الذي يستحقه.‏ (‏تثنية ٥:‏٨ و ٩؛‏ ١ أخبار الايام ٢٩:‏١٠-‏١٣‏)‏ ومن الواضح انه في الصلاة كان ان جعل يسوع رغبته في ان يقدم خدمة مقدسة بشكل مطلق لابيه السماوي معروفة.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٧-‏٩‏)‏ ويسوع «كان يصلّي» حتى عندما كان يعتمد!‏ (‏لوقا ٣:‏٢١ و ٢٢‏)‏ لذلك يتضح ان الانتذار للّٰه يجب ان يُصنع في الصلاة.‏

      ٢٠ لماذا من المرجح ان المسيحيين الاولين حثوا التلاميذ الجدد ان يصنعوا انتذارا للّٰه في الصلاة؟‏

      ٢٠ حثّ المسيحيون الاولون كما يَظهر التلاميذَ الجدد ان يصنعوا انتذارا في الصلاة،‏ لانه حتى في ما بعد قال ترتليان:‏ «ان الذين هم على وشك دخول المعمودية يجب عليهم تكرارا ان يصلّوا،‏ يصوموا،‏ ويركعوا.‏» وفي وقت أبكر كتب يوستينوس الشهيد (‏نحو ١٠٠-‏١٦٥ ب‌م)‏:‏ «سأروي ايضا الطريقة التي بها نذرنا انفسنا للّٰه عندما تجدَّدنا بالمسيح .‏ .‏ .‏ فجميع الذين هم مقتنعون ويؤمنون بأن ما نعلِّمه ونقوله صحيح،‏ ويتعهَّدون بالعيش وفقا لذلك،‏ يجري تعليمهم ان يصلّوا ويتضرعوا الى اللّٰه بالصوم،‏ ولاجل غفران خطاياهم السابقة نصلّي ونصوم معهم.‏»‏

      ٢١ ما هو الشيء المحتمل حتى اذا كان صنع انتذار في الصلاة لم يجرِ التشديد عليه عندما اعتمدتم قبل سنوات؟‏

      ٢١ اذا كان صنع انتذار في الصلاة لم يجرِ التشديد عليه عندما اعتمدتم لسنوات خلت فهذا لا يُبطل بالضرورة معموديتكم.‏ وحتى في تلك الايام كان كثيرون دون شك كالرجل الذي يتذكر بوضوح الركوع وصنع انتذاره ليهوه في صلاة جدية وهو لا يزال مجرد صبي منذ اكثر من ٤٠ سنة.‏ وفي ذلك الوقت،‏ حتى ولو ان الشخص لم يكن قد صنع انتذارا في صلاة رسمية في وقت ابكر،‏ فقد جعل ذلك موضوع صلاة اذ صلّى المرشحون للمعمودية والآخرون معا عندما كان يُلقى خطاب المعمودية في يوم تغطيسه.‏

      لماذا يمتنع البعض

      ٢٢ لماذا يمتنع البعض عن الاعتماد؟‏

      ٢٢ بما ان الصيرورة شاهدا منتذرا ليهوه امتياز مبارك جدا،‏ لماذا يمتنع البعض عن الاعتماد؟‏ النقص في المحبة الحقيقية هو احد الاسباب الذي لاجله لا يطيع البعض كلمة اللّٰه ويتبعون قيادة يسوع ويعتمدون.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ وطبعا،‏ لا يقول الاشخاص غير المعتمدين عادة بأنهم لن يتبعوا مثال يسوع او يطيعوا اللّٰه.‏ وبالاحرى،‏ يبقون منهمكين جدا في الشؤون العالمية بحيث يبقى لديهم قليل من الوقت من اجل المساعي الروحية.‏ اذا كانت هذه هي مشكلتكم،‏ ألا يكون من الحكمة ان تغيِّروا ميولكم،‏ اهتماماتكم،‏ طموحاتكم؟‏ فاولئك الذين يحبون اللّٰه حقا لا يمكن ان يحبوا هذا العالم ايضا.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ ولا تسمحوا لنفسكم بالميل الى شعور باطل بالأمن من خلال «غرور الغنى.‏» (‏متى ١٣:‏٢٢‏)‏ فالامن الحقيقي يوجد فقط في علاقة الانتذار بيهوه اللّٰه.‏ —‏ مزمور ٤:‏٨‏.‏

      ٢٣ لماذا يحجم الآخرون عن الانتذار ليهوه والرمز اليه بالتغطيس في الماء؟‏

      ٢٣ ويدَّعي الآخرون انهم يحبون اللّٰه لكنهم يمتنعون عن الانتذار لأنهم يشعرون انهم بذلك يتجنّبون المسؤولية ولا تجري محاسبتهم.‏ فهم يحبون ان يحيوا في الفردوس،‏ لكنهم حتى الآن يفعلون القليل او لا شيء بشأن ذلك.‏ (‏امثال ١٣:‏٤‏)‏ وافراد كهؤلاء لا يمكنهم تجنّب المحاسبة لأن المسؤولية وقعت عليهم عندما سمعوا كلمة يهوه.‏ (‏حزقيال ٣٣:‏٧-‏٩‏)‏ فاذا كانوا ليصنعوا انتذارا يُظهرون انهم يفهمون مشيئة اللّٰه وأنهم توّاقون الى فعلها.‏ وبدلا من وضع حمل اثقل عليهم فان طاعة كهذه تجلب بركة يهوه وتنتج فرحا لأنهم يحيون وفق ادعائهم انهم يحبونه.‏

      ٢٤ لأي سبب يمتنع الآخرون ايضا عن الاعتماد؟‏

      ٢٤ والشعور انهم لا يعرفون الكفاية ليشرحوا الاسفار المقدسة يجعل الآخرين ايضا يتجنبون المعمودية.‏ أما الخصي الحبشي فقد كان مستعدا ان يرمز الى انتذاره للّٰه بعد مناقشة مع فيلبس خلال رحلة في مركبة.‏ وبالتأكيد لم يكن الحبشي في البداية قادرا على الاجابة عن كل اسئلة اولئك الذين يتكلم اليهم بالحق.‏ لكنّ قلبه كان يفيض بالشكر على ما سمعه،‏ ولم يمتنع خائفا.‏ «لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏١٨‏)‏ فليس الرأس المليء بالاجوبة بل القلب المليء بالمحبة هو ما يدفع الشخص الى الانتذار للّٰه والاعتماد.‏ —‏ لوقا ١٠:‏٢٥-‏٢٨‏.‏

      ٢٥ ماذا يتوقع يهوه اللّٰه من اولئك الذين يعترفون بأنهم يحبونه؟‏

      ٢٥ اذا كنتم لم تعتمدوا بعد،‏ اسألوا نفسكم:‏ ماذا يتوقع اللّٰه من اولئك الذين يقولون انهم يحبونه؟‏ انه يريد التعبّد المطلق ويتطلّع الى اولئك الذين يعبدونه «بالروح والحق.‏» (‏يوحنا ٤:‏٢٣ و ٢٤؛‏ خروج ٢٠:‏٤ و ٥؛‏ لوقا ٤:‏٨‏)‏ والحبشي الخصي قدَّم هذا النوع من العبادة،‏ ولم يتوانَ عندما مُنح فرصة الخضوع للمعمودية.‏ ألا يجب ان تجعلوا الانتذار ليهوه موضوع صلاة جدية الآن وتسألوا نفسكم:‏ «ماذا يمنع ان أعتمد»؟‏

  • كيف يمكن للمعمودية ان تخلِّصنا
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • كيف يمكن للمعمودية ان تخلِّصنا

      ‏«التغطيس .‏ .‏ .‏ يخلِّصنا.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏٢١‏،‏ مؤكد اللسانين.‏

      ١ و ٢ ما هو المطلوب قبل ان يخضع الشخص لمعمودية الماء؟‏

      لدى يهوه متطلبات معيَّنة من اولئك الذين يطلبون الخلاص.‏ فيجب ان يكتسبوا المعرفة الصحيحة،‏ يمارسوا الايمان،‏ يتوبوا عن خطاياهم،‏ يهتدوا،‏ يصنعوا انتذارا للّٰه،‏ ويخضعوا للمعمودية كمؤمنين.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٧:‏٣؛‏ اعمال ٣:‏١٩؛‏ ١٨:‏٨‏)‏ والمرشحون للمعمودية يجب ان يعترفوا علنا بأنه على اساس ذبيحة يسوع تابوا عن خطاياهم ونذروا انفسهم ليهوه.‏ ويجب ان يفهموا ايضا ان الانتذار والمعمودية يثبتان هويتهم كشهود ليهوه.‏

      ٢ وكامل ترتيب المعمودية،‏ بما فيه هذا التعبير العلني عن الايمان،‏ ضروري للخلاص.‏ (‏رومية ١٠:‏١٠‏)‏ وقد تأكَّد ذلك عندما كتب الرسول بطرس:‏ «التغطيس .‏ .‏ .‏ يخلِّصنا.‏» (‏١ بطرس ٣:‏٢١‏،‏ م‌ل)‏ ولكن كيف يجب ان نفهم بالضبط هاتين الكلمتين؟‏ ماذا تُظهر القرينة؟‏

      كيف تخلِّص المعمودية

      ٣ بكلماتكم الخاصة،‏ كيف تلخِّصون ١ بطرس ٣:‏١٨-‏٢١‏؟‏

      ٣ اشار بطرس الى ان يسوع كروح مقام كرز برسالة دينونة للأرواح الاشرار في السجن،‏ الابالسة المحفوظين في قيود ابدية لدينونة يوم يهوه العظيم.‏ فقد عصوا باتخاذهم اجسادا لحمية ومضاجعتهم النساء «حين كانت أناة اللّٰه تنتظر مرة في ايام نوح اذ كان الفلك يُبنى الذي فيه خلص قليلون اي ثماني انفس [نوح،‏ زوجته،‏ ابناؤه،‏ وزوجاتهم] بالماء.‏» وأضاف بطرس:‏ «الذي مثاله يخلِّصنا نحن الآن أي المعمودية.‏ لا [مجرد ضرورة] ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن اللّٰه بقيامة يسوع المسيح.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏١٨-‏٢١؛‏ تكوين ٦:‏١ و ٢؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٤؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏.‏

      ٤ الى ماذا كان بطرس يشير عندما قال،‏ «الذي مثاله»؟‏

      ٤ وماذا عنى بطرس عندما قال،‏ «الذي مثاله»؟‏ عنى ان المعمودية المؤسسة على الايمان تماثل حفظ نوح وعائلته،‏ الذين حملتهم بأمان مياه الطوفان التي اهلكت الذين هم خارج الفلك.‏ وكما احتاج نوح الى الايمان ليبني الفلك فان جميع الذين يصيرون تلاميذ معتمدين ليسوع المسيح وشهودا ليهوه يجب ان يكون لديهم ايمان ليصمدوا امام الضغوط التي يجلبها عليهم هذا العالم العديم الايمان والهه،‏ الشيطان ابليس.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٦ و ٧؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      ٥ كيف يكون الخلاص «بقيامة يسوع المسيح»؟‏

      ٥ ليست المعمودية بحد ذاتها هي ما يخلِّص.‏ ومع انه يجب ان ‹نزيل وسخ الجسد› فذلك وحده لا يخلِّصنا.‏ ولكنّ الخلاص هو «بقيامة يسوع المسيح.‏» فالمرشحون للمعمودية يجب ان يكون لديهم ايمان بأن الخلاص ممكن فقط لان ابن اللّٰه مات موتا فدائيا وأُقيم.‏ ويجب ان يقبلوا ايضا يسوع بصفته ربهم الذي يملك السلطة ليدين الاحياء والاموات.‏ «هو في يمين اللّٰه،‏» قال بطرس،‏ «اذ قد مضى الى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏٢٢‏.‏

      ٦ لنيل ضمير صالح،‏ ماذا يجب على المرشح للمعمودية ان يكون قد فعل؟‏

      ٦ قرن بطرس ايضا المعمودية ‹بطلب ضمير صالح من اللّٰه.‏› فلنيل ضمير صالح يجب على المرشح للتغطيس ان يتوب عن خطاياه،‏ ان يتحوَّل عن المسلك الخاطئ،‏ ويصنع انتذارا غير متحفظ ليهوه اللّٰه في الصلاة بواسطة يسوع المسيح.‏ واذا حافظ الشخص المعتمد على هذا الضمير الصالح بالعمل وفق مقاييس اللّٰه يبقى في حالة خلاص لا تتطلب دينونة يهوه المضادة.‏

      التأهل للمعمودية

      ٧ في ما يتعلق بالمعمودية،‏ ماذا فعل مرسلو العالم المسيحي؟‏

      ٧ عندما اعطى يسوع أتباعه مهمة تعميد التلاميذ لم يقل لهم ان يرشّوا غير المؤمنين بالآلاف.‏ ولكن ماذا فعل مرسلو العالم المسيحي؟‏ في ما يتعلق بالهند كتب اليسوعي فرنسيس كسفاريوس في سنة ١٥٤٥:‏ «في مملكة تراڤنكور .‏ .‏ .‏ وفي مدة اشهر قليلة عمَّدتُ اكثر من عشرة آلاف رجل،‏ امرأة،‏ وولد.‏ .‏ .‏ .‏ ذهبتُ من قرية الى قرية وجعلتُ منهم مسيحيين.‏» ليست هذه طريقة يسوع ‹لجعل الناس مسيحيين.‏› فالناس يجب ان يتأهلوا للمعمودية.‏

      ٨ ماذا تقول المدعوة قوانين بولس الكنسية عن اولئك الذين يقدمون انفسهم للمعمودية؟‏

      ٨ وحتى بعض المدعوين مسيحيين لفترة ما بعد الرسل آمنوا بأن اولئك الذين يقدمون انفسهم للمعمودية عليهم ان يبلغوا متطلبات دقيقة.‏ وعن مثل هؤلاء المرشحين للمعمودية فان القوانين الكنسية غير المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ المنسوبة على نحو خاطئ الى الرسول بولس،‏ تقول:‏ «ليجرِ التحقق من سلوكهم وحياتهم .‏ .‏ .‏ فاذا كانوا غير متزوجين،‏ فليتعلَّموا ان لا يرتكبوا العهارة بل ان يدخلوا في زواج شرعي.‏ .‏ .‏ .‏ واذا اتت عاهر،‏ فلتكفّ عن الدعارة،‏ وإلا فلتكن مرفوضة.‏ واذا اتى صانع اصنام،‏ فليكفّ ايضا عن عمله،‏ او فليكن مرفوضا.‏ .‏ .‏ .‏ والمذنب بالخطايا فلا يسمَّ،‏ .‏ .‏ .‏ والساحر،‏ العرّاف،‏ المنجم،‏ العائف،‏ المستخدم آيات سحرية،‏ .‏ .‏ .‏ والصانع التعاويذ،‏ الراقي،‏ المتكهِّن،‏ المخبر بالبخت،‏ قارئ الكف .‏ .‏ .‏،‏ فليُختبر هؤلاء لبعض الوقت .‏ .‏ .‏ واذا تخلّوا عن هذه الممارسات،‏ فليُقبَلوا؛‏ ولكن اذا لم يوافقوا على ذلك،‏ فليكونوا مرفوضين.‏»‏

      ٩ لماذا يُجري شيوخ الجماعة مناقشات مع الشخص الراغب في الاعتماد؟‏

      ٩ لا يتبع شهود يهوه كتابات ليست من الاسفار المقدسة،‏ كتلك المقتبسة الآن،‏ ولكنّ الشيوخ يُجرون مناقشات مع اولئك الراغبين في الاعتماد.‏ ولماذا؟‏ للتأكد ان هؤلاء الاشخاص هم مؤمنون يبلغون المتطلبات الالهية وقد صنعوا انتذارا ليهوه.‏ (‏اعمال ٤:‏٤؛‏ ١٨:‏٨؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏٢‏)‏ ومناقشة الاسئلة في كتاب «منظمين لاتمام خدمتنا» تساعد على تحديد ما اذا كان الشخص اهلا للمعمودية.‏ واذا كانت بعض النقاط غير واضحة له،‏ او لم يجعل حياته على انسجام مع المقاييس الالهية،‏ يُسرّ الشيوخ بأن يقدِّموا المساعدة الروحية.‏

      ١٠ اذا اردنا ان نعتمد،‏ اي موقف يجب ان يكون لدينا؟‏

      ١٠ اذا كنا نقدِّر لطف اللّٰه في مساعدتنا على التعلّم عن مقاصده نكون كالناس الذين كرز لهم بولس في انطاكية،‏ آسيا الصغرى.‏ فعلى الرغم من مقاومة اليهود،‏ «لما سمع الامم [عن فرصة قبولهم من اللّٰه] كانوا يفرحون ويمجدون كلمة الرب.‏ وآمن جميع الذين كانوا (‏ميالين على نحو صائب الى)‏ الحياة الابدية.‏» (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ ومثل هؤلاء المؤمنين اعتمدوا.‏

      المعمودية في الحداثة

      ١١ هل من اللائق صنع انتذار للّٰه كشخص حدث،‏ ولماذا تجيب هكذا؟‏

      ١١ واولئك ‹الميالون على نحو صائب الى الحياة الابدية› يشملون بعض الاحداث.‏ ويمكن الملاحظة انه رغم ان صموئيل ويوحنا المعمدان كانا مخصَّصَين للّٰه قبل الولادة فان الآباء لا يستطيعون صنع انتذار لاولادهم.‏ (‏١ صموئيل ١:‏١١ و ٢٤-‏٢٨؛‏ ٢:‏١١ و ١٨ و ١٩؛‏ لوقا ١:‏١٥ و ٦٦‏)‏ ولكن نتيجةً للتدريب الجيد في الكتاب المقدس يتقدم احداث كثيرون الى المعمودية.‏ كتبت اخت مرسلة اعتمدت وهي مراهقة:‏ «يبدو لي انني انتذرت لاخدم خالقي من سن ادراكي انه موجود،‏ ولكن باكتساب بعض المعرفة الصحيحة عنه وعن مقاصده اردت ان اعتمد كشهادة ظاهرة لهذا الواقع.‏ ومع ذلك شكَّت امي في انني اعرف ما افعله،‏ فاقترحتْ ان انتظر حتى يصير شخص آخر مستعدا للاعتماد.‏» وقد وُجدت امرأة راغبة في المعمودية،‏ وتضيف الاخت:‏ «لم تكن هنالك دروس من الارشاد الخصوصي للمرشحين في تلك الايام،‏ مع ان مدير الخدمة المعيَّن من الجمعية .‏ .‏ .‏ تكلم معي بلطف عن اهمية الخطوة التي أتخذها.‏ وافقت بشوق على كل الشروط المطروحة،‏ وفي صباح يوم احد مشرق في ايار ١٩٢١ اعتمدنا [المرأة] وأنا.‏»‏

      ١٢ كيف نظر الاخ رصل الى انتذار احد القاصرين؟‏

      ١٢ في سنة ١٩١٤ تسلَّم ت.‏ ت.‏ رصل (‏رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك)‏ رسالة يسأله فيها رفيق مسيحي عما اذا كان يجب حث ابنه البالغ من العمر ١٢ سنة على صنع انتذار للّٰه.‏ «لو كنت مكانك،‏» اجاب رصل،‏ «لما ألححت عليه في التكريس [الانتذار]،‏ بل لجعلت ذلك امام ذهنه بصفته المسلك اللائق الوحيد لكل الناس الاذكياء الذين يأتون الى معرفة اللّٰه ومقاصده السخية .‏ .‏ .‏ فبدون التكريس لا ينال احد مطلقا الحياة الابدية .‏ .‏ .‏ فابنك لا يمكن ان يؤذيه التكريس،‏ بل يمكن ان يساعده على نحو عظيم.‏ .‏ .‏ .‏ ومَن يقول ان ولدا في العاشرة ربما لا يأتي تماما وكاملا الى تقدير التكريس التام في الفكر والقول والعمل؟‏ واذ اتطلّع الى الوراء استطيع ان ارى ان كامل تكريسي صُنع اولا في سن اكبر قليلا —‏ بعد الثانية عشرة من العمر.‏»‏

      ١٣ ماذا قالت هذه المجلة للاحداث منذ حوالى ٩٤ سنة؟‏

      ١٣ قالت «برج مراقبة زيون» عدد ١ تموز ١٨٩٤:‏ «الى كل الاولاد والاحداث الاعزاء الذين مَنحوا قلوبهم للّٰه،‏ والذين يحاولون يوميا اتِّباع يسوع،‏ ترسل ‹برج المراقبة› تحيتها.‏ ونعرف بعض الصغار جدا الذين يحبون يسوع،‏ والذين لا يخجلون من الوقوف الى جانب يسوع بين الاولاد الآخرين الذين لا يحبونه او يحاولون ارضاءه؛‏ والذين يتصفون بالشجاعة والصدق امام اللّٰه،‏ حتى عندما يسخر منهم ويعتبرهم ذوي اطوار غريبة رفقاؤهم في المدرسة الذين يخبرونهم عن بشارة الملكوت.‏ ونفرح برؤية بعض الاحداث،‏ الذين تخلّوا بشجاعة عن العالم وطموحاته وملذاته،‏ بين الاكثر امانة الذين [نذروا] حياتهم للرب.‏ وبعض الذين يساعدون في مكاتبنا،‏ وكذلك كثيرون من موزعي المطبوعات الجائلين الناجحين،‏ لا يزالون صغارا في السن.‏» فحتى اذا كنتم لا تزالون احداثا لمَ لا تكلمون آباءكم بشأن الانتذار ليهوه اللّٰه؟‏

      دور الآباء

      ١٤ اية فوائد يتمتع بها الاحداث الذين يصنعون انتذارا ليهوه؟‏

      ١٤ تأملوا في الفوائد التي يتمتع بها الاولاد الذين ينالون الارشاد الابوي الذي يؤدي الى المعمودية.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ فالتفكير في الامور الروحية يساعدهم على الهرب من الفخاخ والأشراك العالمية.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وهم لا يحصدون الغلة المرّة التي تنتج من ‹الزرع للجسد.‏› (‏غلاطية ٦:‏٧ و ٨‏)‏ وبما انه جرى تعليمهم ان يحيوا حياة تقويّة فهم يعربون عن ثمار روح اللّٰه.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢ و ٢٣‏)‏ واذ يكونون منتذرين للّٰه يتمتعون بعلاقة حميمة معه.‏ ولانهم تعلّموا ان ‹(‏يثقوا بيهوه)‏› ترشدهم الحكمة السماوية ويسلكون في طرق نِعَم وسلام.‏ —‏ امثال ٣:‏٥ و ٦ و ١٣ و ١٧‏.‏

      ١٥ ماذا يمكن ان يفعل الآباء المسيحيون لتكييف حياة اولادهم؟‏

      ١٥ بما ان الانتذار ليهوه مفيد جدا للاحداث يجب على الآباء المسيحيين ان يفعلوا كل ما في وسعهم لتكييف حياة اولادهم.‏ وكتيموثاوس يمكن تعليم الصغار الاسفار المقدسة من الطفولية لكي ‹يثبتوا على ما تعلَّموا وأيقنوا.‏› (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤ و ١٥‏)‏ والآباء التقويون يمكن ان يحيطوا ذريتهم بتأثير حياتهم المثالية الخاصة،‏ ناقلين الى صغارهم معرفة كالتي يمكن ان تزوّدها علاقتهم الخاصة باللّٰه،‏ خبرتهم،‏ وتفكيرهم الناضج.‏ وعندما يجري توجيههم بلياقة لا تضيع هذه الجهود في الصغير.‏ —‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

      ١٦ ماذا يجب ان يرى اولادكم في مثالكم وتعليمكم؟‏

      ١٦ بالمثال والتعليم ساعدوا اولادكم ليروا مقدار وضوح الحد الفاصل بين هيئة يهوه وتلك التي للشيطان.‏ أظهروا لهم أنه لا يمكن ان تكون هنالك مسايرة مع هذا العالم،‏ أن المسيحيين يجب ان يتخلّوا عن اشيائه الماكرة،‏ ملذاته الفاسقة،‏ طموحاته،‏ ومعاشراته.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٢‏)‏ وبموقفكم،‏ كما بتعليمكم ومثالكم،‏ دعوا احداثكم يرون كم هي خادعة الملذات العالمية،‏ كم هم مضلِّلون اهل العالم عندما يُقارَنون بشهود يهوه.‏ اشرحوا كيف قادكم اللّٰه بواسطة روحه القدوس،‏ حفظكم من التيهان في الطرق التي تؤدي الى الشدة،‏ دعمكم في اوقات الالم والحزن.‏ لا ترتكبوا ابدا خطأ التفكير انه اذا سُمح لاحداثكم بأن يسلكوا في الطرق العالمية للكبرياء،‏ الطموح،‏ الطيش،‏ والحماقة،‏ يصيرون مؤمنين.‏ فقبل ان يتمكن هذا العالم من ايقاع اولادكم في الشرك احموهم من تأثيراته الرديئة وساعدوهم على تركيز مشاعرهم وآمالهم في يهوه.‏

      التطلع الى ما وراء المعمودية

      ١٧ (‏أ)‏ لماذا يعاني بعض المسيحيين المعتمدين نكسة روحية؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان ننظر الى انتذارنا؟‏

      ١٧ صغيرا كان ام كبيرا،‏ يريد المرشح للمعمودية دون شك ان يبقى امينا ليهوه.‏ اذاً لماذا يختبر بعض المسيحيين المعتمدين نكسة روحية؟‏ مع انه قد تكون عوامل مختلفة ذات علاقة،‏ يبدو وكأن هنالك سببا اساسيا واحدا —‏ الفشل في فهم كل ما يعنيه الانتذار.‏ فهو ليس مسألة نذر انفسنا لعمل.‏ ذلك يبقينا مشغولين ولكنه لا يجعلنا اشخاصا روحيين.‏ فيلزم ان نتذكر اننا لسنا منتذرين لعمل بل لشخص —‏ يهوه اللّٰه.‏ وهذا يساعدنا على تجنب خطإ النظر الى انتذارنا كخطوة كان يجب اتخاذها قبل المضي في العمل.‏ فيجب النظر الى صنع الانتذار كدخول في علاقة حيوية يجب صونها والحفاظ عليها دائما.‏ وفي هذا الخصوص لدينا مثال يسوع المسيح.‏ وما يعبِّر عن موقفه القلبي عند تقديم نفسه ليهوه هو الكلمات النبوية:‏ «هٰنذا جئت.‏ .‏ .‏ .‏ أن أفعل مشيئتك يا الهي سررت.‏ وشريعتك في وسط احشائي.‏» —‏ مزمور ٤٠:‏٦-‏٨؛‏ عبرانيين ١٠:‏٥-‏١٠‏.‏

      ١٨ كيف كانت شريعة اللّٰه في وسط «احشاء» يسوع؟‏

      ١٨ وكيف حدث ان كانت شريعة يهوه في وسط «احشاء» يسوع؟‏ لقد قال لاحد الكتبة اليهود ان يهوه الهنا واحد وليس هنالك آخر،‏ وهكذا شدَّد على تفوّق يهوه.‏ ثم اظهر يسوع ان جوهر شريعة اللّٰه يتألف من ان نحب يهوه من كل قلبنا،‏ فهمنا،‏ وقوتنا،‏ فيما نحب قريبنا كأنفسنا.‏ (‏مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣٤‏)‏ وهذا هو السبب الاساسي الذي من اجله تمكَّن يسوع من القول،‏ ‹أُسرُّ بفعل مشيئة اللّٰه.‏› وقد تمكَّن من الالتصاق بمسلكه بأمانة رغم اعظم الامتحانات والآلام،‏ ليس لمجرد انه رأى ذلك عملا جيدا بل لأنه كانت لديه علاقة حميمة بيهوه اللّٰه.‏ فاذا اعترفنا على نحو مماثل بتفوق يهوه وأحببناه بتعلُّق تام نعيش وفق انتذارنا ومعموديتنا.‏

      ١٩ اية صلة هنالك بين علاقتنا بيهوه والعمل الذي نقوم به؟‏

      ١٩ هنالك طبعا صلة بين علاقتنا باللّٰه والعمل الذي نقوم به.‏ فنحن نُظهر المحبة ليهوه بقيامنا بعمل الكرازة بالملكوت.‏ وفي هذا الخصوص كتب مرة «ڠرانت سوتر» المتوفى،‏ عضو سابق من الهيئة الحاكمة لشهود يهوه:‏ «بينما كنت استمع الى [ناظر جائل] يتكلم عن امتيازات خدمة يهوه ومسؤولية القيام بذلك ادركت ما يجب ان افعله وما اردت ان افعله.‏ وهكذا صنعت انتذارا شخصيا ليهوه،‏ وفي الوقت نفسه تقريبا فعل ذلك ايضا اعضاء آخرون من عائلتي.‏ وفي ١٠ تشرين الاول ١٩٢٦ في سان جوزيه،‏ كاليفورنيا،‏ رمزنا جميعنا معا الى انتذارنا ليهوه اللّٰه بالخضوع للتغطيس في الماء.‏ .‏ .‏ .‏ وبعد المعمودية .‏ .‏ .‏ قال والدي للشيخ المشرف على المعمودية:‏ ‹انتم تخرجون بالمطبوعات،‏ أليس كذلك؟‏ نحن ايضا نريد ان نقوم بهذا العمل الآن.‏› وهكذا باشرت عائلتنا خدمة الحقل.‏» واليوم يشترك الاشخاص ذوو الاهلية اشتراكا ذا معنى في خدمة الحقل حتى قبل ان يعتمدوا.‏

      المعمودية يمكن ان تخلِّصنا

      ٢٠ و ٢١ (‏أ)‏ بأية طريقة يجري ‹وسم› عبيد يهوه؟‏ (‏ب)‏ ما هي هذه «السمة،‏» وامتلاكها يعني ماذا؟‏

      ٢٠ بأعمالنا يمكن ان نُظهر اننا «(‏ليهوه)‏.‏» والخلاص يتعلق بالعمل بأمانة كعبيد منتذرين له!‏ (‏رومية ٦:‏٢٠-‏٢٣؛‏ ١٤:‏٧ و ٨‏)‏ وفي الازمنة القديمة غالبا ما كان يجري وسم العبيد على الجبهة.‏ وبعمل الكرازة اليوم فان «الرجل اللابس الكتان» المرموز اليه —‏ بقية أتباع يسوع الممسوحين —‏ ‹يسمون› اولئك الذين سينجون من نهاية هذا النظام.‏ وفي هذا العمل يساعد الممسوحين عشراؤهم،‏ ‹الخراف الاخر.‏› (‏حزقيال ٩:‏١-‏٧؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وما هي «السمة»؟‏ انها الدليل على اننا منتذرون ليهوه وأننا تلاميذ معتمدون ليسوع لديهم شخصية شبيهة بالمسيح.‏

      ٢١ وخصوصا الآن من الحيوي ان نملك «السمة» ونحتفظ بها،‏ لاننا قطعنا شوطا كبيرا من «وقت النهاية.‏» (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ ولكي نخلص يجب ان ‹نصبر الى منتهى› حياتنا الحاضرة او هذا النظام.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ واذا بقينا امناء على هذا النحو كشهود ليهوه،‏ حينئذ فقط تخلِّصنا المعمودية.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة