-
ملكوت اللّٰه يولد!الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
تنين عظيم ناري اللون
٧ ما هي الآية الاخرى التي يراها يوحنا في السماء؟
٧ ماذا يلاحظ يوحنا بعد ذلك؟ «وظهرت آية اخرى في السماء، وإذا تنين عظيم ناري اللون، له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة اكاليل، وذنبه يجر ثلث نجوم السماء، فطرحها الى الارض. وبقي التنين واقفا امام المرأة الموشكة ان تلد، حتى يلتهم ولدها متى ولدت». — رؤيا ١٢:٣، ٤.
٨ (أ) ما هي هوية التنين العظيم الناري اللون؟ (ب) الى ماذا تشير حيازة التنين سبعة رؤوس، عشرة قرون، واكليلا على كل رأس؟
٨ هذا التنين هو الشيطان، «الحية الاولى». (رؤيا ١٢:٩؛ تكوين ٣:١٥) وهو مدمِّر ضارٍ — تنين او مفترس، ذو سبعة رؤوس، يمكن ان يلتهم فريسته كاملا. وكم يبدو غريبا! ان السبعة الرؤوس والعشرة القرون هذه تشير الى انه المهندس للوحش السياسي الذي سيجري وصفه قريبا في رؤيا الاصحاح ال ١٣. فهذا الوحش ايضا له سبعة رؤوس وعشرة قرون. وبما ان الشيطان لديه اكليل على كل رأس — جميعها سبعة — يمكن ان نكون على يقين من ان دول العالم الممثَّلة بهذا الوحش هي تحت حكمه. (يوحنا ١٦:١١) والعشرة القرون هي رمز ملائم الى تمام السلطة التي يمارسها في هذا العالم.
٩ الى ماذا يشير الواقع ان ذنب التنين «يجر ثلث نجوم السماء» الى الارض؟
٩ والتنين له سلطة ايضا في الحيِّز الروحي. فبذنبه «يجر ثلث نجوم السماء». والنجوم يمكن ان تمثِّل الملائكة. (ايوب ٣٨:٧) وذكر ‹الثلث› يشدِّد على ان عددا كبيرا من الملائكة قد اضلَّهم الشيطان. وحالما صار هؤلاء تحت سيطرته، لم يعد هنالك ايّ مفر لهم. وهم لا يستطيعون العودة الى هيئة اللّٰه المقدسة. لقد صاروا شياطين، جُرُّوا، اذا صح التعبير، بواسطة الشيطان ملكهم، او رئيسهم. (متى ١٢:٢٤) والشيطان ايضا طرحهم الى الارض. وهذا دون شك يشير الى ايام نوح قبل الطوفان، عندما اغرى الشيطان ابناء اللّٰه العصاة بالنزول الى الارض ومضاجعة بنات الناس. وكعقاب، فإن هؤلاء «الملائكة الذين اخطأوا» طرحهم اللّٰه في حالة شبيهة بالسجن تدعى ترتاروس. — تكوين ٦:٤؛ ٢ بطرس ٢:٤؛ يهوذا ٦.
١٠ اية هيئتين متعارضتين تظهران، ولماذا يسعى التنين الى التهام الولد عندما تلد المرأة؟
١٠ وهكذا تظهر بوضوح هيئتان متعارضتان — هيئة يهوه السماوية كما تمثِّلها المرأة وهيئة الشيطان الابليسية التي تتحدّى سلطان اللّٰه. وقضية السلطان العظمى يجب ان تُبتّ. ولكن كيف؟ ان الشيطان، اذ لا يزال يجر الشياطين معه، هو مثل وحش ضارٍ خبيث يراقب ضحية محتمَلة. فهو ينتظر المرأة لتلد. وهو يريد ان يلتهم هذا الطفل المتوقَّع لأنه يعرف انه يشكِّل تهديدا منذرا بالشر لوجوده المستمر وذاك الذي للعالم الذي يمارس عليه حكمه. — يوحنا ١٤:٣٠.
ابن ذكر
١١ كيف يصف يوحنا ولادة ولد المرأة، ولماذا يدعى الولد «ابنا ذكرا»؟
١١ ان الوقت المعيَّن لكي تحكم الامم دون تدخُّل من اللّٰه انتهى في السنة ١٩١٤. (لوقا ٢١:٢٤) وحينئذ، في الوقت المحدَّد بالضبط، تلد المرأة ولدها: «فولدت ابنا ذكرا، هو الذي سيرعى جميع الامم بعصا من حديد. واختُطف ولدها الى اللّٰه وإلى عرشه. وهربت المرأة الى البرية، حيث هيأ لها اللّٰه موضعا، لكي تُعال هناك ألفا ومئتين وستين يوما». (رؤيا ١٢:٥، ٦ ) الطفل هو ‹ابن ذكر›. ولماذا يستعمل يوحنا هذا التعبير المزدوج؟ انه يفعل ذلك ليظهر صلاح الولد، كفاءته لحكم الامم بسلطة ملائمة. ويؤكد ذلك ايضا كم تكون مهمة، كم تكون مفرحة مناسبة الولادة هذه! فهي تلعب دورا رئيسيا في اتمام سرّ اللّٰه المقدس. ان هذا الولد الذكر سوف «يرعى جميع الامم بعصا من حديد»!
١٢ (أ) في المزامير، بماذا وعد يهوه نبويا في ما يتعلق بيسوع؟ (ب) الى ماذا ترمز ولادة المرأة ابنا «يرعى جميع الامم بعصا من حديد»؟
١٢ والآن، هل يبدو هذا التعبير مألوفا؟ نعم، فقد وعد يهوه نبويا في ما يتعلق بيسوع: «تكسرهم بصولجان من حديد، كإناء خزاف تحطمهم». (مزمور ٢:٩) وجرى التنبؤ ايضا في ما يتعلق به: «يرسل يهوه عصا قوتك من صهيون، ويقول: ‹تسلط في وسط اعدائك›». (مزمور ١١٠:٢) ولذلك فإن الولادة التي يراها يوحنا عن كثب تشمل يسوع المسيح. كلا، انها ليست ولادة يسوع من عذراء قبل القرن الاول لعصرنا الميلادي؛ ولا يمكن ان تشير الى اقامة يسوع الى الحياة الروحانية في السنة ٣٣ بم. وعلاوة على ذلك، انها ليست تقمُّصا. وبالاحرى، انها ولادة ملكوت اللّٰه في السنة ١٩١٤ كحقيقة، ويسوع — الموجود الآن في السماء منذ نحو ٢٠ قرنا — هو ملك متوَّج. — رؤيا ١٢:١٠.
١٣ الى ماذا يشير ‹اختطاف [الولد الذكر] الى اللّٰه وإلى عرشه›؟
١٣ لن يسمح يهوه ابدا للشيطان بأن يلتهم زوجته او ابنه المولود حديثا! فعند الولادة، «اختُطف [الولد الذكر] الى اللّٰه وإلى عرشه». وهكذا يصير تماما تحت حماية يهوه، الذي سيعتني الى الحد الاكمل بهذا الملكوت المولود حديثا، اداته لتقديس اسمه القدوس. وفي الوقت عينه، تهرب المرأة الى موضع هيَّأه اللّٰه لها في البرية. والمزيد من التفاصيل عن ذلك سيأتي لاحقا! أما بالنسبة الى الشيطان، فيجري إعداد المسرح الآن لحادثة مهمة ستجعل من المستحيل تماما ان يهدِّد ثانية الملكوت في السماء. فما هي هذه الحادثة؟
حرب في السماء!
١٤ (أ) كما يخبر بذلك يوحنا، اية حادثة تجعل من المستحيل ان يهدِّد الشيطان ثانية الملكوت؟ (ب) في اي موقع يُحصر الشيطان وأبالسته؟
١٤ يخبرنا يوحنا: «ونشبت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته لكنه لم يقوَ، ولا وُجد لهم موضع بعد في السماء. فطُرح التنين العظيم، الحية الاولى، المدعو ابليس والشيطان، الذي يضل المسكونة كلها، طُرح الى الارض وطُرحت معه ملائكته». (رؤيا ١٢:٧-٩ ) اذًا، كتطوُّر مفاجئ في اتمام سرّ اللّٰه المقدس، يُقذف الشيطان، يُطرد من السماء، وتُطرح معه ابالسته الى الارض. ان ذاك الذي يضل المسكونة كلها الى حد صيرورته إلها لها يُحصر اخيرا في جوار هذا الكوكب، حيث بدأ تمردُه اولا. — ٢ كورنثوس ٤:٣، ٤.
١٥، ١٦ (أ) مَن هو ميخائيل، وكيف نعرف ذلك؟ (ب) لماذا من الملائم ان يكون ميخائيل ذاك الذي يطرح الشيطان من السماء؟
١٥ ومَن ينجزون هذا الانتصار العظيم باسم يهوه؟ يقول الكتاب المقدس انهم ميخائيل وملائكته. ولكن مَن هو ميخائيل؟ الاسم «ميخائيل» يعني «مَن هو مثل اللّٰه؟». اذًا، لا بد ان يكون ميخائيل مهتما بتبرئة سلطان يهوه بالبرهان انه لا احد يجب ان يقارَن به. وفي يهوذا العدد ٩، يُدعى «ميخائيل رئيس الملائكة». وبشكل مثير للاهتمام، يُستعمل اللقب «رئيس الملائكة» في مكان آخر في الكتاب المقدس بالاشارة الى شخص واحد فقط: يسوع المسيح.b يقول بولس عنه: «الرب نفسه سينزل من السماء بنداءٍ آمر، بصوت رئيس ملائكة وببوق اللّٰه». (١ تسالونيكي ٤:١٦) اذًا، ليس من المدهش ان يتكلم سفر الرؤيا عن «ميخائيل وملائكته». والاماكن الاخرى حيث يذكر الكتاب المقدس ملائكة خاضعة لخادم بار للّٰه تشير الى يسوع. وهكذا يتحدث بولس عن «الكشف عن الرب يسوع من السماء مع ملائكته الاقوياء». — ٢ تسالونيكي ١:٧؛ انظروا ايضا متى ٢٤:٣٠، ٣١؛ ٢٥:٣١.
١٦ هذه وغيرها من الآيات تقودنا الى الاستنتاج الذي لا مفر منه وهو ان ميخائيل ليس سوى الرب يسوع المسيح في مركزه السماوي. والآن، في يوم الرب، لا يعود يقول فقط للشيطان: «لينتهرك يهوه!». فبما ان هذا هو وقت دينونة، فإن يسوع، بصفته ميخائيل، يطرح الشيطان الشرير وملائكته الابليسيين من السماء. (يهوذا ٩؛ رؤيا ١:١٠) ومن الملائم جدا ان يكون هو ذاك الذي يفعل ذلك، اذ انه الملك المنصَّب حديثا. ويسوع هو ايضا النسل، الموعود به قديما في عدن، الذي سيسحق اخيرا رأس تلك الحية القديمة، مزيلا اياها بالتالي من الوجود على الدوام. (تكوين ٣:١٥) وبقذف الشيطان من السماء، تحرك يسوع نحو هذا السحق النهائي.
«تهللي، ايتها السموات»
١٧، ١٨ (أ) اي تجاوب سماوي يخبر به يوحنا في ما يتعلق بسقوط الشيطان من السماء؟ (ب) ما هو على الارجح مصدر الصوت العالي الذي يسمعه يوحنا؟
١٧ يخبر يوحنا بتجاوب سماوي مفرح مع سقوط الشيطان المذهل هذا: «وسمعت صوتا عاليا في السماء يقول: ‹الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكوته وسلطة مسيحه، لأنه قد طُرح متهم إخوتنا، الذي يتهمهم نهارا وليلا أمام إلهنا! وهم غلبوه بدم الحمل وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا نفوسهم حتى في وجه الموت. لذلك تهللي، ايتها السموات والساكنون فيها!›». — رؤيا ١٢:١٠-١٢أ.
١٨ الصوت العالي لمَن هو ذاك الذي يسمعه يوحنا؟ ان الكتاب المقدس لا يقول ذلك. ولكن يُذكر صراخ مماثل في رؤيا ١١:١٧ اتى من الـ ٢٤ شيخا المقامين في مراكزهم السماوية، حيث يمكنهم الآن ان يمثِّلوا الـ ٠٠٠,١٤٤ قدوس. (رؤيا ١١:١٨) وبما انه يجري التحدث هنا عن خدام اللّٰه الممسوحين المضطهَدين الذين لا يزالون على الارض بصفتهم «إخوتنا»، فإن هذه العبارة يمكن ان تأتي من المصدر عينه. ودون شك، يمكن لهؤلاء الامناء ان يضمّوا صوتهم لأن قيامتهم تتبع سريعا رمي الشيطان وجماعاته الابليسية من السماء.
١٩ (أ) اتمام سرّ اللّٰه المقدس يفتح الطريق ليفعل يسوع ماذا؟ (ب) الى ماذا تشير دعوة الشيطان «متهم إخوتنا»؟
١٩ ان اتمام سرّ اللّٰه المقدس يدعو يسوع الى تسلُّم السلطة في ملكوت يهوه. وهكذا ينفتح الطريق ليحقق اللّٰه قصده العظيم ان ينقذ الجنس البشري الامين. ويسوع يجلب الخلاص ليس فقط لتلاميذه الخائفين اللّٰه الآن على الارض بل ايضا لملايين لا تحصى من الاموات الذين هم في ذاكرة اللّٰه. (لوقا ٢١:٢٧، ٢٨) ودعوة الشيطان «متهم إخوتنا» تظهر انه، على الرغم من ان اتهاماته لأيوب تبيَّن انها باطلة، داوم على تحدّي استقامة خدام اللّٰه الارضيين. ومن الواضح انه كرَّر في مناسبات عديدة الاتِّهام بأن كل ما للانسان يعطيه لأجل نفسه. فكم فشل الشيطان على نحو ذريع! — ايوب ١:٩-١١؛ ٢:٤، ٥.
٢٠ كيف يغلب المسيحيون الامناء الشيطان؟
٢٠ ان المسيحيين الممسوحين، الذين يُعتبرون ابرارا «بدم الحمل»، يستمرون في الشهادة للّٰه وليسوع المسيح على الرغم من الاضطهادات. وطوال اكثر من ١٢٠ سنة، كان صف يوحنا هذا يشير الى القضايا العظمى المتعلقة بنهاية ازمنة الامم في السنة ١٩١٤. (لوقا ٢١:٢٤) والجمع الكثير يخدمون الآن بولاء الى جانبهم. ولا احد من هؤلاء ‹يخاف من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها›، كما تظهر اختبارات الحياة الحقيقية لشهود يهوه مرارا وتكرارا في وقتنا. وبكلمة الفم وبالسلوك المسيحي اللائق يغلبون الشيطان، مبرهنين على نحو ثابت انه كاذب. (متى ١٠:٢٨؛ امثال ٢٧:١١؛ رؤيا ٧:٩) وإذ يقامون الى السماء، كم يكون المسيحيون الممسوحون سعداء دون شك، لأن الشيطان ليس بعدُ هناك ليتهم اخوتهم! وفي الواقع، انه الوقت لكي يتجاوب كل الجمهور الملائكي بفرح مع الدعوة: «تهللي، ايتها السموات والساكنون فيها!».
ويل منافس!
٢١ كيف جلب الشيطان الويل للارض وللبحر؟
٢١ اذ يغتاظ بسبب الويل الثالث، يصمِّم الشيطان الآن على ايذاء الجنس البشري بصنفه الخصوصي من الويل. انه: «ويل للارض والبحر، لأن ابليس قد نزل اليكما، وبه غضب عظيم، عالما ان له زمانا قصيرا!». (رؤيا ١٢:١٢ ب ) ان إبعاد الشيطان من السماء يعني في الواقع الويل للارض الحرفية، التي يفسدها، او يدمِّرها، بشر انانيون تحت سيطرته. (تثنية ٣٢:٥) وأكثر من ذلك، فإن سياسة الشيطان ‹سيطِرْ او دمِّرْ› تجلب الويل للارض الرمزية، بنية المجتمع البشري، وأيضا للبحر الرمزي، الحشد المضطرب للجنس البشري نفسه. وفي اثناء الحربين العالميتين، انعكس سخط الشيطان في سخط الامم الخاضعة له، وتستمر انفجارات الغيظ الابليسي المماثلة الى هذا اليوم — مع انها لن تستمر لوقت طويل. (مرقس ١٣:٧، ٨) ولكن مهما كانت مكايد ابليس مرعبة، فلن تضاهي ابدا الاثر الموجع الذي سينتجه الويل الثالث — اجراء من قِبل ملكوت اللّٰه — في هيئة الشيطان المنظورة!
٢٢، ٢٣ (أ) ماذا يقول يوحنا انه يحدث بعد طرح التنين الى الارض؟ (ب) كيف يمكن للتنين ان يضطهد «المرأة التي ولدت الولد الذكر»؟
٢٢ منذ إبعاد الشيطان المفجع، يتحمل اخوة المسيح الذين لا يزالون على الارض وطأة سخطه. يخبر يوحنا: «ولما رأى التنين انه طُرح الى الارض، اضطهد المرأة التي ولدت الولد الذكر. فأُعطيت المرأة جناحَي عقاب عظيم، لكي تطير الى البرية الى موضعها، حيث تُعال هناك زمانا وزمانين ونصف زمان بعيدا عن وجه الحية». — رؤيا ١٢:١٣، ١٤.
٢٣ هنا تستأنف الرؤيا الفكرة المقدَّمة في العدد ٦، التي تخبرنا انه بعد ولادة ولدها، تهرب المرأة الى البرية، بعيدا عن التنين. وقد نتساءل كيف يمكن للتنين ان يضطهد المرأة، لانها في السماء والتنين قد طُرح الآن الى الارض. حسنا، تذكَّروا ان للمرأة اولادا هنا على الارض، نسلها. وفي ما بعد في هذه الرؤيا، يجري اعلامنا بأن الشيطان يعبِّر عن غيظه نحو المرأة باضطهاد نسلها. (رؤيا ١٢:١٧) فما يحدث لنسل المرأة هنا على الارض يمكن اعتباره وكأنه يحدث للمرأة نفسها. (قارنوا متى ٢٥:٤٠.) والعدد النامي لرفقاء النسل هنا على الارض سيختبر ايضا هذه الاضطهادات.
امة جديدة
٢٤ اي اختبار حصل عليه تلاميذ الكتاب المقدس كان مماثلا لانقاذ الاسرائيليين من مصر؟
٢٤ بينما كان يجري خوض الحرب العالمية الاولى، داوم اخوة يسوع الامناء على شهادتهم الى الحد الممكن. وأُنجز ذلك في وجه مقاومة مكثَّفة من الشيطان وأتباعه الاردياء. وأخيرا، توقفت شهادة تلاميذ الكتاب المقدس العلنية فعليا. (رؤيا ١١:٧-١٠) وكان ذلك عندما حصلوا على اختبار مماثل تماما لذاك الذي للاسرائيليين في مصر الذين احتملوا ايضا تحت ظلم عظيم. وفي ذلك الحين كان ان يهوه جاء بهم بسرعة، كما لو انه على اجنحة العقبان، الى الامان في صحراء سيناء. (خروج ١٩:١-٤) وبشكل مشابه، بعد الاضطهاد المرِّ في ١٩١٨-١٩١٩، انقذ يهوه شهوده، كممثلين لامرأته، الى حالة روحية آمنة لهم كما كانت الصحراء للاسرائيليين. وأتى ذلك استجابة لصلواتهم. — قارنوا مزمور ٥٥:٦-٩.
٢٥ (أ) ماذا ولد يهوه في السنة ١٩١٩، تماما كما ولد الاسرائيليين كأمة في البرِّية؟ (ب) مَن يؤلفون هذه الامة، والى ماذا جرى الاتيان بهم؟
٢٥ في البرِّية، ولد يهوه الاسرائيليين كأمة، معيلا اياهم روحيا وجسديا. وعلى نحو مماثل، ابتداءً من السنة ١٩١٩، ولد يهوه نسل المرأة كأمة روحية. وهذا لا يجب الخلط بينه وبين الملكوت المسيّاني الذي يحكم في السماء منذ السنة ١٩١٤. وبالاحرى، تتألف هذه الامة الجديدة من بقية الشهود الممسوحين على الارض، الذين جرى الاتيان بهم الى حالة روحية مجيدة في السنة ١٩١٩. واذ زُوِّدوا الآن بـ «حصتهم من الطعام في حينها»، تقوَّوا من اجل العمل الموضوع امامهم. — لوقا ١٢:٤٢؛ اشعيا ٦٦:٨.
٢٦ (أ) كم هو طول الفترة الزمنية المذكورة في الرؤيا ١٢:٦، ١٤؟ (ب) ماذا كان القصد من فترة الثلاثة ازمنة ونصف، متى ابتدأت، ومتى انتهت؟
٢٦ وكم من الوقت دامت هذه الاستراحة لنسل امرأة اللّٰه؟ رؤيا ١٢:٦ تقول ٢٦٠,١ يوما. ورؤيا ١٢:١٤ تدعو الفترة زمانا وزمانين ونصف زمان؛ وبكلمات اخرى، ثلاثة ازمنة ونصفا. وفي الواقع، يمثِّل كلا التعبيرين ثلاث سنين ونصفا، ممتدَّة في نصف الكرة الشمالي من ربيع ١٩١٩ الى خريف ١٩٢٢. وهذه كانت فترة نقاهة منعشة واعادة تنظيم لصف يوحنا المسترد.
٢٧ (أ) وفقا لتقرير يوحنا، ماذا فعل التنين بعد السنة ١٩٢٢؟ (ب) ماذا كان قصد الشيطان من الإفاضة بسيل من الاضطهاد ضد الشهود؟
٢٧ التنين لم يستسلم! «فألقت الحية من فمها ماء كنهر وراء المرأة، ليغرقها النهر». (رؤيا ١٢:١٥ ) فماذا يُقصَد من «ماء كنهر»، او «سيل ماء»؟ (الترجمة الانكليزية الجديدة) تكلَّم الملك القديم داود عن الرجال الاشرار الذين قاوموه بأنهم «سيول مَن لا خير فيهم» [«سيول من العديمي القيمة»، يونڠ ]. (مزمور ١٨:٤، ٥، ١٦، ١٧) وما يطلق الشيطان الآن العنان له هو بشكل مشابه الاضطهاد من ‹رجال لا خير فيهم› او عديمي القيمة. فبعد السنة ١٩٢٢ افاض الشيطان بسيل من الاضطهاد ضد الشهود. (متى ٢٤:٩-١٣) وشمل ذلك العنف الجسدي، ‹اختلاق المتاعب بمرسوم›، السجن، وحتى الاعدام بالشنق، الرمي بالرصاص، وقطع الرأس. (مزمور ٩٤:٢٠) والشيطان المنحطّ، اذ حُرم الوصول المباشر الى امرأة اللّٰه السماوية، شرع بسخط في مهاجمة باقي نسلها على الارض وتدميرهم، إما مباشرة او بجعلهم يخسرون رضى اللّٰه بكسر استقامتهم. ولكنَّ قرارهم تبيَّن انه كذاك الذي لأيوب: «حتى ألفظ آخر انفاسي لا انزع استقامتي عني!». — ايوب ٢٧:٥.
٢٨ كيف وصل سيل الاضطهاد الى الذروة خلال الحرب العالمية الثانية؟
٢٨ وهذا السيل الشديد من الاضطهاد وصل الى نقطة حرجة خلال الحرب العالمية الثانية. ففي اوروپا جرى احتجاز نحو ٠٠٠,١٢ شاهد في معسكرات الاعتقال والسجون النازية، ومات ٠٠٠,٢ شخص تقريبا. وفي ظل قادة الحرب الذين حكموا ايطاليا، اليابان، كوريا وتايوان، عانى الشهود الامناء معاملة وحشية مماثلة. وحتى في البلدان المدعوَّة ديموقراطية، هوجم الشهود من قِبل فرق «العمل الكاثوليكي»، طُلوا بالقطران ووُضع عليهم الريش، وأُخرجوا من المدينة. وقوطعت المحافل المسيحية وطُرد الاولاد الشهود من المدرسة.
٢٩ (أ) كيف يصف يوحنا الراحة الآتية من مصدر غير متوقَّع؟ (ب) كيف حدث ان «الارض اتت لتعين المرأة»؟ (ج) ماذا يستمر التنين في فعله؟
٢٩ اتت الراحة من مصدر غير متوقَّع: «ولكن الارض أتت لتعين المرأة، ففتحت الارض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه. فسخط التنين على المرأة، ومضى ليشن حربا على باقي نسلها، الذين يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم عمل الشهادة ليسوع». (رؤيا ١٢:١٦، ١٧ ) «الارض» — العناصر داخل نظام اشياء الشيطان — ابتدأت تبتلع «النهر»، او ‹السيل›. ففي اربعينات الـ ١٩٠٠ ربح الشهود سلسلة من القرارات المؤاتية في المحكمة العليا للولايات المتحدة، ومن السلطات الحاكمة في بلدان اخرى، التي اقرت بحرية العبادة. وأخيرا، ابتلعت دول الحلفاء القوة النازية-الفاشية الساحقة، لراحة الشهود الذين تألموا تحت الحكم الدكتاتوري الوحشي. والاضطهادات لم تتوقف تماما، لأن سخط التنين يستمر الى اليوم، وهو يواصل الحرب ضد الذين «عندهم عمل الشهادة ليسوع». وفي بلدان عديدة، لا يزال الشهود الامناء في السجن، ولا يزال البعض يموتون بسبب استقامتهم. ولكن في بعض هذه البلدان، تخفِّف السلطات من وقت الى آخر ضغطها، ويتمتع الشهود بمقدار اكبر من الحرية.c وهكذا، اتماما للنبوة، تستمر الارض في ابتلاع نهر الاضطهاد.
٣٠ (أ) زوَّدت الارض راحة كافية لحدوث ماذا؟ (ب) استقامة شعب اللّٰه تنتج ماذا؟
٣٠ بهذه الطريقة، زوَّدت الارض راحة كافية للسماح لعمل اللّٰه بالانتشار في نحو ٢٣٥ بلدا وإنتاج اكثر من ستة ملايين كارز امين بالبشارة. والى جانب الباقين من نسل المرأة، يحفظ جمع كثير من المؤمنين الجدد من جميع الامم وصايا اللّٰه المتعلقة بالانفصال عن العالم، الآداب النظيفة، ومحبة الاخوة، وهم يشهدون للملكوت المسيّاني. واستقامتهم تجيب عن تحدّي الشيطان المعيِّر، بحيث يدوّي قرع ناقوس الموت للشيطان ونظام اشيائه. — امثال ٢٧:١١.
-
-
مقاومة وحشين ضاريينالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
١، ٢ (أ) ماذا يقول يوحنا عن التنين؟ (ب) كيف يصف يوحنا، بلغة رمزية، هيئة منظورة يستخدمها التنين؟
لقد طُرح التنين العظيم الى الارض! ودرسنا لسفر الرؤيا يوضح انه لا الحية ولا أتباعها الشياطين سيُسمح لهم بأن يعودوا ثانية الى السماء. ولكننا لم ننتهِ بعدُ من «المدعو ابليس والشيطان، الذي يضلُّ المسكونة كلها». والرواية بعد ذلك تحدِّد بتفصيل اكبر الوسيلة التي يستخدمها الشيطان لمحاربة ‹المرأة ونسلها›. (رؤيا ١٢:٩، ١٧) يقول يوحنا عن هذا التنين الشبيه بحية: «ووقف على رمل البحر». (رؤيا ١٣:١ أ ) فدعونا نتوقَّف لفحص وسيلة عمل التنين.
٢ لن يُحزن وجود الشيطان وأبالسته السموات المقدسة بعد الآن. فهذه الارواح الشريرة أُبعدت من السماء وحُصرت في جوار الارض. وكان ذلك دون شك مسؤولا عن الازدياد المروِّع في الممارسات الارواحية في زمننا. والحية الماكرة لا تزال تحافظ على هيئة روحانية فاسدة. ولكن، هل يستخدم ايضا هيئة منظورة لتضليل الجنس البشري؟ يخبرنا يوحنا: «ورأيت وحشا صاعدا من البحر، له عشرة قرون وسبعة رؤوس، وعلى قرونه عشرة اكاليل، وعلى رؤوسه اسماء تجديف. والوحش الذي رأيته كان شبه نمر، وأرجله كأرجل دب، وفمه كفم اسد. وأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطة عظيمة». — رؤيا ١٣:١ب، ٢.
٣ (أ) اية وحوش ضارية رآها النبي دانيال في الرؤى؟ (ب) ماذا مثَّلت الحيوانات الضخمة لدانيال ٧؟
٣ فما هو هذا الوحش العجيب؟ يعطي الكتاب المقدس نفسه الجواب. قبل سقوط بابل في السنة ٥٣٩ قم، رأى النبي اليهودي دانيال رؤى تتضمَّن وحوشا ضارية. وفي دانيال ٧:٢-٨ يصف اربعة حيوانات صاعدة من البحر، الاول يشبه الاسد، الثاني الدب، الثالث النمر، و «إذا بحيوان رابع، مخيف ومريع وقوي جدا! . . . وله عشرة قرون». وهذا مشابه على نحو لافت للنظر للوحش الذي رآه يوحنا نحو السنة ٩٦ بم. فهذا الوحش له ايضا خصائص اسد، دب، ونمر، وله عشرة قرون. فما هي هوية الحيوانات الضخمة التي رآها دانيال؟ يخبرنا قائلا: «هذه الحيوانات الضخمة . . . هي اربعة ملوك يقومون من الارض». (دانيال ٧:١٧) نعم، هذه الحيوانات تمثِّل ‹ملوكا›، او دول الارض السياسية.
٤ (أ) في دانيال ٨، ماذا مثَّله الكبش والتيس؟ (ب) ماذا اشير اليه عندما انكسر القرن العظيم للتيس وعقبته اربعة قرون؟
٤ في رؤيا اخرى، يرى دانيال كبشا ذا قرنين ضربه تيس ذو قرن عظيم. فيفسِّر له الملاك جبرائيل ما يعنيه ذلك: «الكبش . . . يمثِّل ملوك مادي وفارس. والتيس الاشعر يمثِّل ملك اليونان». يواصل جبرائيل التنبؤ بأن القرن العظيم للتيس ينكسر وتعقبه اربعة قرون. لقد حدث ذلك فعلا بعد اكثر من ٢٠٠ سنة عندما مات الاسكندر الكبير وقُسِّمت مملكته الى اربع ممالك حكمها اربعة من قادته. — دانيال ٨:٣-٨، ٢٠-٢٥.a
٥ (أ) اية معانٍ ضمنية تنقلها الكلمة اليونانية التي تقابل وحشا؟ (ب) ماذا يمثِّل وحش الرؤيا ١٣:١، ٢ مع رؤوسه السبعة؟
٥ لذلك من الواضح ان مؤلِّف الكتاب المقدس الموحى به ينظر الى دول الارض السياسية كوحوش. ايّ نوع من الوحوش؟ يدعو احد المعلِّقين وحش الرؤيا ١٣:١، ٢ «حيوانا شرسا»، ويضيف: «نحن نقبل جميع المعاني الضمنية التي تنقلها θηριον [ثِريون، الكلمة اليونانية التي تقابل «وحشا»،] كتلك التي لحيوان غريب وحشي، مدمِّر، مرعب، مسعور، الخ».b وكم يصف ذلك جيدا النظام السياسي الملطَّخ بالدم الذي سيطر بواسطته الشيطان على الجنس البشري! والرؤوس السبعة لهذا الوحش تمثِّل ست دول عالمية رئيسية يجري ابرازها في تاريخ الكتاب المقدس الى ايام يوحنا — مصر، اشور، بابل، مادي وفارس، اليونان، وروما — ودولة عالمية سابعة جرى التنبؤ عنها بأنها ستظهر لاحقا. — قارنوا رؤيا ١٧:٩، ١٠.
٦ (أ) في اي شيء اخذت رؤوس الوحش السبعة القيادة؟ (ب) كيف استخدم يهوه روما في تنفيذ دينونته في نظام الاشياء اليهودي، وكيف سارت الامور مع المسيحيين في اورشليم؟
٦ صحيح انه كانت هنالك دول عالمية اخرى في التاريخ فضلا عن السبع — تماما كما كان الوحش الذي رآه يوحنا مؤلَّفا من جسم بالاضافة الى سبعة رؤوس وعشرة قرون. ولكنَّ السبعة الرؤوس تمثِّل الدول السبع الرئيسية، التي اخذت كل واحدة بدورها القيادة في ظلم شعب اللّٰه. وفي السنة ٣٣ بم، فيما كانت روما طالعة، استخدم الشيطان هذا الرأس للوحش لقتل ابن اللّٰه. وفي ذلك الوقت، تخلَّى اللّٰه عن نظام الاشياء اليهودي غير الامين ولاحقا، في السنة ٧٠ بم، سمح لروما بأن تنفِّذ دينونته في هذه الامة. ومن المفرح ان اسرائيل اللّٰه الحقيقي، جماعة المسيحيين الممسوحين، قد حُذِّروا مسبقا، والذين في اورشليم واليهودية هربوا الى الامان وراء نهر الاردن. — متى ٢٤:١٥، ١٦؛ غلاطية ٦:١٦.
٧ (أ) ماذا كان من المتوقع ان يحدث عندما جاء اختتام نظام الاشياء وبدأ يوم الرب؟ (ب) ماذا تبيَّن انه الرأس السابع لوحش الرؤيا ١٣:١، ٢؟
٧ ومع ذلك، بحلول نهاية القرن الاول بم، هجر كثيرون في هذه الجماعة الباكرة الحق، والحنطة المسيحية الحقيقية، «بنو الملكوت»، خنقها على نحو واسع الزوان، «بنو الشرير». ولكن عندما جاء اختتام نظام الاشياء، ظهر المسيحيون الممسوحون من جديد كفريق منظَّم. وفي اثناء يوم الرب، كان من المتوقع ان الابرار ‹سيسطعون كالشمس›. ولذلك نُظِّمت الجماعة المسيحية للعمل. (متى ١٣:٢٤-٣٠، ٣٦-٤٣) وبحلول هذا الوقت، لم تعد الامبراطورية الرومانية موجودة. والامبراطورية البريطانية الضخمة، الى جانب الولايات المتحدة الاميركية القوية، شغلتا مركز المسرح العالمي. وتبيَّن ان هذه الدولة العالمية المزدوجة هي الرأس السابع للوحش.
٨ لماذا يجب ألا يكون صدمة ان تشبَّه الدولة العالمية الانكلواميركية المزدوجة بوحش؟
٨ ألا يكون صدمة ان نقرن الدول السياسية الحاكمة بوحش؟ هذا ما ادَّعاه بعض المقاومين في اثناء الحرب العالمية الثانية، عندما جرى تحدّي وضع شهود يهوه الشرعي، كهيئة وكأفراد، في محاكم القانون حول الارض. ولكن توقَّفوا وفكِّروا! ألا تتبنَّى الامم نفسها الوحوش او المخلوقات البرِّية رموزا وطنية لها؟ مثلا، هنالك الاسد البريطاني، العقاب الاميركي، والتنين الصيني. اذًا، لماذا يعترض ايّ شخص اذا استخدم المؤلِّف الالهي للكتاب المقدس ايضا وحوشا لترمز الى الدول العالمية؟
٩ (أ) لماذا يجب ألا يعترض احد على قول الكتاب المقدس ان الشيطان يعطي الوحش سلطته العظيمة؟ (ب) كيف يوصف الشيطان في الكتاب المقدس، وكيف يؤثر في الحكومات؟
٩ واكثر من ذلك، لماذا يعترض ايّ شخص على قول الكتاب المقدس ان الشيطان هو الذي يعطي الوحش سلطته العظيمة؟ فاللّٰه هو مصدر هذه العبارة و «الامم كنقطة ماء من دلو، وكغبار» امامه. وهذه الامم يحسن بها ان تحاول اكتساب رضا اللّٰه بدلا من الاستياء من الطريقة التي تصفها بها كلمته النبوية. (اشعيا ٤٠:١٥، ١٧؛ مزمور ٢:١٠-١٢) فالشيطان ليس شخصا اسطوريا معيَّنا لتعذيب الانفس الراحلة في هاوية نارية. ومكان كهذا لا وجود له. وبالاحرى، تصف الاسفار المقدسة الشيطان بأنه «ملاك نور» — سيِّد الخداع الذي يمارس نفوذا قويا في الشؤون السياسية العامة. — ٢ كورنثوس ١١:٣، ١٤، ١٥؛ افسس ٦:١١-١٨.
١٠ (أ) ماذا يدل عليه واقع وجود اكليل على كلّ من العشرة القرون؟ (ب) الى ماذا ترمز القرون العشرة والاكاليل العشرة؟
١٠ للوحش عشرة قرون على رؤوسه السبعة. وربما كان لكلّ من الاربعة الرؤوس قرن واحد ولكلّ من الثلاثة الرؤوس الاخرى قرنان. واكثر من ذلك، كانت له عشرة اكاليل على قرونه. وفي سفر دانيال توصف وحوش مخيفة، وتعداد قرونها يجب تفسيره حرفيا. مثلا، ان القرنين على الكبش مثَّلا امبراطورية عالمية مؤلَّفة من شريكين، مادي وفارس، في حين مثَّلت القرون الاربعة على التيس الامبراطوريات المتزامنة الاربع التي نشأت من الامبراطورية اليونانية للاسكندر الكبير. (دانيال ٨:٣، ٨، ٢٠-٢٢) ولكن، على الوحش الذي رآه يوحنا، يظهر ان تعداد العشرة قرون هو رمزي. (قارنوا دانيال ٧:٢٤؛ رؤيا ١٧:١٢.) انها تمثِّل تمام الدول ذات السيادة التي تؤلِّف كامل هيئة الشيطان السياسية. وجميع هذه القرون عنيفة وعدوانية، ولكن كما هو مشار اليه بالرؤوس السبعة تستقر الرئاسة في دولة عالمية واحدة فقط كل مرة. وعلى نحو مماثل، تشير الاكاليل العشرة الى ان كل الدول ذات السيادة تمارس سلطة حاكمة في وقت واحد مع الدولة المتسلطة، او الدولة العالمية، لذلك الوقت.
١١ ماذا يشير اليه واقع ان الوحش يملك «على رؤوسه اسماء تجديف»؟
١١ يملك الوحش «على رؤوسه اسماء تجديف»، صانعا لنفسه ادِّعاءات تظهر احتقارا كبيرا ليهوه اللّٰه والمسيح يسوع. فقد استخدم اسمي اللّٰه والمسيح كتمويه لتحقيق غاياته السياسية؛ وقد تعاون مع الدين الباطل، حتى انه سمح لرجال الدين بأن يشتركوا في عملياته السياسية. مثلا، ان مجلس اللوردات في انكلترا يشتمل على الاساقفة. والكرادلة الكاثوليك لعبوا ادوارا سياسية بارزة في فرنسا وايطاليا، ومؤخرا تقلَّد الكهنة منصبا سياسيا في اميركا اللاتينية. والحكومات تطبع شعارات دينية، مثل «باللّٰه نثق»، على اوراقها النقدية، وعلى قطعها النقدية تدَّعي بالرضى الالهي على حكامها ذاكرة، على سبيل المثال، ان هؤلاء معيَّنون «بنعمة اللّٰه». كل ذلك في الواقع تجديف، لأنه يحاول توريط اللّٰه في الحلبة السياسية القومية الملطَّخة.
١٢ (أ) ماذا يعني خروج الوحش من «البحر»، ومتى ابتدأ يظهر؟ (ب) ماذا يشار اليه بواقع ان التنين يعطي الوحش الرمزي سلطته العظيمة؟
١٢ يخرج الوحش من «البحر»، الذي هو رمز ملائم الى الحشود المضطربة التي تنشأ منها الحكومات البشرية. (اشعيا ١٧:١٢، ١٣) لقد ابتدأ هذا الوحش يبرز من بحر البشرية المضطربة قديما في ايام نمرود (نحو القرن الـ ٢١ قم)، عندما ظهر اولا نظام اشياء بعد الطوفان مقاوم ليهوه. (تكوين ١٠:٨-١٢؛ ١١:١-٩) ولكن فقط في اثناء يوم الرب ظهر آخر الرؤوس السبعة كاملا. لاحظوا، ايضا، ان التنين هو الذي «اعطاه [الوحشَ] . . . قدرته وعرشه وسلطة عظيمة». (قارنوا لوقا ٤:٦.) ان الوحش هو إبداع الشيطان السياسي بين حشود الجنس البشري. فالشيطان هو حقا «حاكم هذا العالم». — يوحنا ١٢:٣١.
الضربة المميتة
١٣ (أ) اية كارثة تنهال على الوحش في وقت باكر من يوم الرب؟ (ب) كيف تألم الوحش بكامله عندما تلقَّى رأس واحد ضربة مميتة؟
١٣ في وقت باكر من يوم الرب، تضرب كارثةٌ الوحش. يخبر يوحنا: «ورأيت احد رؤوسه كأنه مذبوح للموت، إلا ان ضربته المميتة شُفيت، والارض كلها تبعت الوحش بإعجاب». (رؤيا ١٣:٣ ) يقول هذا العدد ان احد رؤوس الوحش تلقَّى ضربة مميتة، ولكنَّ العدد ١٢ يتكلم وكأن الوحش بكامله تألم. لماذا ذلك؟ حسنا، ان رؤوس الوحش ليست كلها في وضع السيطرة معا. فكل واحد بدوره ساد على الجنس البشري، وخصوصا على شعب اللّٰه. (رؤيا ١٧:١٠) وهكذا، اذ يبدأ يوم الرب، يكون هنالك فقط رأس واحد، السابع، يعمل بصفته دولة عالمية متسلطة. والضربة المميتة التي تلقَّاها هذا الرأس تجلب شدَّة عظيمة للوحش بكامله.
١٤ متى وُجِّهت الضربة المميتة، وكيف وصف ضابط عسكري تأثيرها في وحش الشيطان؟
١٤ ماذا كانت الضربة المميتة؟ لاحقا، تُدعى ضربة سيف، والسيف رمز الى الحرب. وضربة السيف هذه، الموجَّهة في وقت باكر من يوم الرب، لا بد ان لها علاقة بالحرب العالمية الاولى، التي دمَّرت واستنزفت وحش الشيطان السياسي. (رؤيا ٦:٤، ٨؛ ١٣:١٤) والمؤلِّف موريس جنڤوا، الذي كان ضابطا عسكريا في اثناء تلك الحرب، قال عنها: «الكل يوافق على الاعتراف بأنه، في كل تاريخ الجنس البشري، تواريخ قليلة كانت لها اهمية ٢ آب ١٩١٤. اولا اوروپا وبعد ذلك بوقت قصير وجدت كل البشرية تقريبا نفسها منغمسة في حادث مميت. وتزعزعت الاتفاقيات، المعاهدات، القوانين الاخلاقية، وكل الاساسات؛ فمن يوم الى آخر، كل شيء كان موضع شك. وكانت الحادثة ستتجاوز التوجُّسات الغريزية والتوقعات المعقولة على السواء. انها هائلة، مشوِّشة، ضخمة، ولا تزال تجرنا في اثرها». — موريس جنڤوا، عضو الاكاديمية الفرنسية، مقتبس منه في الكتاب وعد العظمة (١٩٦٨).
١٥ كيف تلقَّى الرأس السابع للوحش ضربته المميتة؟
١٥ كانت تلك الحرب نكبة كبيرة للرأس السابع المتسلط للوحش. والى جانب امم اوروپية اخرى، خسرت بريطانيا شبانها بأعداد رهيبة. ففي معركة واحدة فقط، معركة نهر السوم في سنة ١٩١٦، كانت هنالك ٠٠٠,٤٢٠ إصابة بريطانية الى جانب نحو ٠٠٠,١٩٤ فرنسية و ٠٠٠,٤٤٠ المانية — اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,١ إصابة! واقتصاديا، ايضا، فان بريطانيا — مع باقي اوروپا — تحطمت. فتمايلت الامبراطورية البريطانية الضخمة تحت الضربة ولم تتعافَ كاملا قط. وفي الواقع، ان هذه الحرب، بـ ٢٨ امة رئيسية مشاركة، جعلت العالم بكامله يترنح كما من ضربة قاضية. وفي ٤ آب ١٩٧٩، بعد ٦٥ سنة من نشوب الحرب العالمية الاولى، علَّقت ذي ايكونوميست، لندن، انكلترا: «في السنة ١٩١٤ خسر العالم تماسكا لم ينجح في استرجاعه منذ ذلك الحين».
١٦ في اثناء الحرب العالمية الاولى، كيف اظهرت الولايات المتحدة انها جزء من دولة عالمية مزدوجة؟
١٦ وفي الوقت عينه، ان الحرب الكبرى، كما دعيت آنذاك، فتحت الطريق لبروز الولايات المتحدة على نحو متميز كجزء من الدولة العالمية الانكلواميركية. فطوال السنين الاولى للحرب ابقى الرأي العام الولايات المتحدة خارج الصراع. ولكن، كما كتب المؤرخ إِسْمِيه وينڠفيلد-ستراتفورد، «كان ذلك كله مسألة ما اذا كانت بريطانيا والولايات المتحدة، في ساعة الازمة العصيبة هذه، ستتغاضيان عن خلافاتهما لتحقيق وحدتهما الغالبة ووصايتهما المشتركة». وكما كانت نتيجة الاحداث، فَعَلا ذلك. ففي السنة ١٩١٧ ساهمت الولايات المتحدة في مواردها وقوتها البشرية لدعم الجهد الحربي للحلفاء المربَكين. وهكذا خرج الرأس السابع، الذي يجمع بريطانيا والولايات المتحدة، في الجانب الرابح.
١٧ ماذا حدث لنظام الشيطان الارضي بعد الحرب؟
١٧ كان العالم بعد الحرب مختلفا للغاية. ونظام الشيطان الارضي، مع انه دُمِّر بالضربة المميتة، عاد الى الحياة وصار اكثر قوة من ايّ وقت مضى وهكذا فاز باعجاب البشر بسبب قوته المسترَدَّة.
١٨ كيف يمكن ان يقال ان الجنس البشري عموما ‹تبع الوحش بإعجاب›؟
١٨ يكتب المؤرخ تشارلز ل. مي، الاصغر: «انهيار النظام القديم [الذي سبَّبته الحرب العالمية الاولى] كان مقدمة ضرورية لانتشار الحكم الذاتي، تحرير امم وطبقات جديدة، اطلاق حرية واستقلال جديدين». وكان الرأس السابع للوحش، الذي شُفي الآن، رائدا في تطوُّر عصر ما بعد الحرب هذا، مع تقدُّم الولايات المتحدة الاميركية نحو الدور المتسلط. والدولة العالمية المزدوجة اخذت القيادة في تأييد عصبة الامم والامم المتحدة كلتيهما. وبحلول سنة ٢٠٠٥، صارت القوة السياسية للولايات المتحدة الرائدة بين الامم الغنية في خلق مقياس معيشة اعلى، في محاربة المرض، وفي تقدُّم التكنولوجيا. حتى انها وضعت ١٢ رجلا على القمر. فلا عجب ان الجنس البشري عموما ‹تبع الوحش بإعجاب›.
١٩ (أ) كيف تجاوز الجنس البشري ايضا الاعجاب بالوحش؟ (ب) مَن له سلطة لا يمكن انكارها على كل ممالك الارض، وكيف نعرف ذلك؟ (ج) كيف يفوِّض الشيطان السلطة الى الوحش، وبأي تأثير في الغالبية العظمى من الناس؟
١٩ والجنس البشري تجاوز ايضا الاعجاب بالوحش، كما يذكر يوحنا بعد ذلك: «وعبدوا التنين لأنه اعطى السلطة للوحش، وعبدوا الوحش قائلين: ‹مَن هو مثل الوحش، ومَن يقدر ان يحاربه؟›». (رؤيا ١٣:٤ ) بينما كان يسوع هنا على الارض، ادَّعى الشيطان ان له سلطانا على كل ممالك الارض. ولم ينكر يسوع صحة ذلك؛ وفي الواقع، اشار هو نفسه الى الشيطان بصفته حاكم العالم ورفض المشاركة في سياسة تلك الايام. كتب يوحنا لاحقا عن المسيحيين الحقيقيين: «نعلم اننا من اللّٰه، اما العالم كله فهو تحت سلطة الشرير». (١ يوحنا ٥:١٩؛ لوقا ٤:٥-٨؛ يوحنا ٦:١٥؛ ١٤:٣٠) يفوِّض الشيطان السلطة الى الوحش، وهو يفعل ذلك على اساس قومي. وهكذا، عوضا عن ان يكونوا متَّحدين بروابط المحبة الالهية، صار الجنس البشري مقسَّما من جراء الافتخار بالقبيلة، العرق، والامة. وفي الواقع، تعبد الغالبية العظمى من الناس هذا الجزء من الوحش الذي يملك سلطة في الارض حيث يعيشون. لذلك يحظى الوحش بكامله بالاعجاب والعبادة.
٢٠ (أ) بأي معنى يعبد الناس الوحش؟ (ب) لماذا لا يشترك المسيحيون الذين يعبدون يهوه اللّٰه في عبادة كهذه للوحش، ومثال مَن يتبعون؟
٢٠ العبادة بأيّ معنى؟ بمعنى وضع محبة البلد فوق محبة اللّٰه. معظم الناس يحبون ارض مولدهم. وكمواطنين صالحين، يحترم المسيحيون الحقيقيون ايضا الحكام ورموز البلد حيث يقيمون، يطيعون القوانين، ويقومون بمساهمة ايجابية في خير مجتمعهم وجيرانهم. (روما ١٣:١-٧؛ ١ بطرس ٢:١٣-١٧) ولكنهم لا يستطيعون تقديم تعبُّد اعمى لبلد واحد ضد كل البلدان الاخرى. «بلدنا، على صواب او خطإ» ليس تعليما مسيحيا. ولذلك فان المسيحيين الذين يعبدون يهوه اللّٰه لا يمكنهم ان يشتركوا في تقديم عبادة وطنية مملوءة بالافتخار لأيّ جزء من الوحش، لان ذلك يعادل عبادة التنين — مصدر سلطة الوحش.
-