-
حلُّ سرّ رهيبالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٣٤
حلُّ سرّ رهيب
١ (أ) كيف يتجاوب يوحنا عند رؤية العاهرة العظيمة ومَطِيَّتها المخيفة، ولماذا؟ (ب) كيف يتجاوب صف يوحنا اليوم اذ تنكشف الحوادث اتماما للرؤيا النبوية؟
ما هو تجاوب يوحنا عند رؤية العاهرة العظيمة ومَطِيَّتها المخيفة؟ يجيب هو نفسه: «ولمَّا ابصرتُها تعجبت تعجبا عظيما». (رؤيا ١٧:٦ ب ) لم يكن ممكنا لمجرد خيال بشري ان يستحضر منظرا كهذا. ومع ذلك، ها هي — بعيدا في برِّية — عاهرة فاسقة جاثمة على وحش قرمزي اللون شنيع! (رؤيا ١٧:٣) وصفّ يوحنا يتعجب ايضا تعجبا عظيما اذ تنكشف الحوادث اتماما للرؤيا النبوية. ولو تمكَّن الناس في العالم من رؤيتها لهتفوا: ‹لا يُصدَّق!›، ولردَّد قادة العالم ‹لا يخطر بالبال!›. ولكنَّ الرؤيا تصير حقيقة مروِّعة اليوم. وشعب اللّٰه كان قد ساهم على نحو رائع في اتمام الرؤيا، وهذا يؤكِّد لهم ان النبوة ستتقدَّم مباشرة الى ذروتها المذهلة.
٢ (أ) تجاوبا مع دهشة يوحنا، ماذا يقول له الملاك؟ (ب) ماذا أُظهر لصف يوحنا، وكيف جرى ذلك؟
٢ يلاحظ الملاك دهشة يوحنا. يتابع يوحنا: «فقال لي الملاك: ‹لماذا تعجبت؟ انا اخبرك بسر المرأة والوحش الذي يحملها، الذي له الرؤوس السبعة والقرون العشرة›». (رؤيا ١٧:٧ ) ان الملاك سيحلُّ الآن السرّ! وهو يشرح ليوحنا المندهش الاوجه المختلفة للرؤيا والحوادث المؤثرة التي توشك ان تنكشف. وكذلك، اذ يخدم تحت التوجيه الملائكي اليوم، أُظهر لصف يوحنا فهم النبوة. «أليست التفاسير للّٰه؟». كيوسف الامين، نؤمن بأنها للّٰه. (تكوين ٤٠:٨؛ قارنوا دانيال ٢:٢٩، ٣٠.) وشعب اللّٰه يوضعون في وسط المسرح، مجازيا، اذ يفسِّر لهم يهوه معنى الرؤيا ووقعها في حياتهم. (مزمور ٢٥:١٤) ففي الوقت المعيَّن، كُشف لفهمهم سرّ المرأة والوحش. — مزمور ٣٢:٨.
٣، ٤ (أ) اي خطاب عام ألقاه ن. ه. نور في السنة ١٩٤٢، وكيف حدَّد هوية الوحش القرمزي اللون؟ (ب) اية كلمات تكلم بها الملاك الى يوحنا ناقشها ن. ه. نور؟
٣ من ١٨ الى ٢٠ ايلول ١٩٤٢، في اوج الحرب العالمية الثانية، عقد شهود يهوه في الولايات المتحدة محفلهم، «المحفل الثيوقراطي للعالم الجديد». وقد رُبطت المدينة الرئيسية، كليڤلَند، اوهايو، بواسطة الهاتف باكثر من ٥٠ مدينة محفل اخرى، لذروة حضور من ٦٩٩,١٢٩. وحيثما سمحت احوال زمن الحرب، اعادت محافل اخرى البرنامج حول العالم. في ذلك الوقت، توقع كثيرون من شعب يهوه ان تتصاعد الحرب الى حرب اللّٰه هرمجدون؛ ولذلك اثار عنوان الخطاب العام، «السلام — هل يمكن ان يدوم؟»، كثيرا من الفضول. فكيف امكن للرئيس الجديد لجمعية برج المراقبة، ن. ه. نور، ان يتجرأ على التحدث عن السلام عندما بدا النقيض مخزونا للامم؟a السبب هو ان صف يوحنا كان ‹منتبها اكثر من المعتاد› الى كلمة اللّٰه النبوية. — عبرانيين ٢:١؛ ٢ بطرس ١:١٩.
٤ فأيّ نور ألقاه الخطاب «السلام — هل يمكن ان يدوم؟» على النبوة؟ اذ حدَّد بوضوح هوية الوحش القرمزي اللون للرؤيا ١٧:٣ بصفته عصبة الامم، مضى ن. ه. نور يناقش تطور سيرته العاصفة على اساس كلمات الملاك التالية الى يوحنا: «الوحش الذي رأيت كان، وليس الآن، إلا انه سيصعد من المهواة، ويمضي الى الهلاك». — رؤيا ١٧:٨ أ.
٥ (أ) كيف حدث ان «الوحش . . . كان» ثم «ليس الآن»؟ (ب) كيف اجاب ن. ه. نور عن السؤال «هل ستبقى العصبة في الحفرة»؟
٥ «الوحش . . . كان». نعم، لقد كان موجودا بصفته عصبة الامم من ١٠ كانون الثاني ١٩٢٠ فصاعدا، بـ ٦٣ امة مشاركة في وقت او آخر. ولكن انسحبت اليابان، المانيا، وايطاليا تباعا، والاتحاد السوڤياتي السابق أُخرج من العصبة. وفي ايلول ١٩٣٩ شن دكتاتور المانيا النازي الحرب العالمية الثانية.b واذ فشلت في حفظ السلام في العالم، هبطت عصبة الامم فعليا الى مهواة الخمول. وبحلول السنة ١٩٤٢ صارت شيئا من الماضي. لا قبل ذلك ولا في تاريخ لاحق — ولكن في ذلك الوقت العصيب تماما — فسَّر يهوه لشعبه العمق الكامل لمعنى الرؤيا! وفي المحفل الثيوقراطي للعالم الجديد تمكّن ن. ه. نور ان يعلن، انسجاما مع النبوة، ان «الوحش . . . ليس الآن». ثم طرح السؤال: «هل ستبقى العصبة في الحفرة؟». واذ اقتبس من رؤيا ١٧:٨ اجاب: «ان جمعية الامم العالمية ستقوم ثانية». وهكذا كان — تبرئة لكلمة يهوه النبوية!
الصعود من المهواة
٦ (أ) متى صعد الوحش القرمزي اللون من المهواة، وبأي اسم جديد؟ (ب) لماذا تكون الامم المتحدة في الواقع اعادة احياء للوحش القرمزي اللون؟
٦ ان الوحش القرمزي اللون صعد فعلا من المهواة. ففي ٢٦ حزيران ١٩٤٥، بتبويق شديد الضجيج في سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة الاميركية، صوَّتت ٥٠ أمة لقبول ميثاق منظمة الامم المتحدة. وهذه الهيئة كانت «لتحافظ على السلام والامن الدوليين». وكانت هنالك تماثلات عديدة بين العصبة والامم المتحدة. تلاحظ دائرة معارف الكتاب العالمي: «ببعض الطرائق، تشبه الامم المتحدة عصبة الامم التي نُظِّمت بعد الحرب العالمية الاولى . . . فكثير من الامم التي اسست الامم المتحدة كان قد اسس ايضا العصبة. وكالعصبة، تأسست الامم المتحدة للمساعدة على حفظ السلام بين الامم. والاعضاء الرئيسيون في الامم المتحدة هم كالذين في العصبة». فالامم المتحدة هي في الواقع اعادة احياء للوحش القرمزي اللون. وعضويتها التي تتأ لَّف من نحو ١٩٠ امة تتجاوز الى حد بعيد تلك التي للـ ٦٣ للعصبة؛ وتتولّى ايضا مسؤوليات اوسع من سابقتها.
٧ (أ) بأية طريقة يتعجب ساكنو الارض من الوحش القرمزي اللون المعاد احياؤه؟ (ب) اي هدف افلت من الامم المتحدة، وماذا قال امينها العام من هذا القبيل؟
٧ في البداية، جرى التعبير عن آمال عظيمة للامم المتحدة. وكان ذلك اتماما لكلمات الملاك: «وسيتعجب الساكنون على الارض، الذين ليست اسماؤهم مكتوبة في دَرْج الحياة منذ تأسيس العالم، عندما يرون الوحش انه كان، وليس الآن، ولكنه سيكون حاضرا». (رؤيا ١٧:٨ ب ) يتعجب ساكنو الارض من هذا الشيء الضخم الجديد، اذ يعمل من مركزه الرئيسي المهيب في ايست ريڤر في نيويورك. ولكنَّ السلام والامن الحقيقيين افلتا من الامم المتحدة. فخلال الجزء الاكبر من القرن الـ ٢٠، جرى الحفاظ على السلام العالمي فقط بتهديد «الدمار الاكيد المتبادل» — MAD، كما يجري اختصاره — ويستمر سباق التسلح في التصاعد على نحو هائل. ففي سنة ١٩٨٥، بعد نحو ٤٠ سنة من الجهد من قِبل الامم المتحدة، رثا خافيير پيريز ديكويار، الذي كان آنذاك امينها العام: «نحن نعيش في عصر آخر للتعصب، ولا نعرف ماذا نفعل بشأنه».
٨، ٩ (أ) لماذا لا تملك الامم المتحدة الاجوبة عن مشاكل العالم، وماذا سيحدث لها قريبا وفقا لحكم اللّٰه؟ (ب) لماذا مؤسِّسو الامم المتحدة والمعجبون بها ليست اسماؤهم مسجلة في «دَرْج الحياة» الذي للّٰه؟ (ج) ماذا سينجز ملكوت يهوه بنجاح؟
٨ لا تملك الامم المتحدة الاجوبة. ولماذا؟ لأن معطي الحياة لجميع الجنس البشري ليس هو معطي الحياة للامم المتحدة. ومدى حياتها سيكون قصيرا، لانها وفقا لحكم اللّٰه ‹تمضي الى الهلاك›. ان مؤسِّسي الامم المتحدة والمعجبين بها ليست اسماؤهم مسجلة في دَرْج الحياة الذي للّٰه. فكيف يمكن لأناس خطاة مائتين، هزأ كثيرون منهم باسم اللّٰه، ان يحقِّقوا بواسطة الامم المتحدة ما اعلن يهوه اللّٰه انه على وشك انجازه، لا بوسائل بشرية، بل عن طريق ملكوت مسيحه؟ — دانيال ٧:٢٧؛ رؤيا ١١:١٥.
٩ والامم المتحدة هي في الواقع تزييف تجديفي لملكوت اللّٰه المسيّاني برئاسة رئيس سلامه، يسوع المسيح — الذي لا نهاية لرئاسته. (اشعيا ٩:٦، ٧) وحتى إن كانت الامم المتحدة ستزوِّد سلاما موقتا فان الحروب سرعان ما تنفجر ثانية. فذلك في طبيعة الناس الخطاة. «ليست اسماؤهم مكتوبة في دَرْج الحياة منذ تأسيس العالم». أما ملكوت يهوه برئاسة المسيح فلن يؤسس السلام الابدي على الارض فقط ولكنه، على اساس ذبيحة يسوع الفدائية، سيقيم الاموات، الابرار والاثمة، الذين هم في ذاكرة اللّٰه. (يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ اعمال ٢٤:١٥) ويشمل ذلك كل مَن بقي ثابتا على الرغم من هجمات الشيطان ونسله، والآخرين الذين سيُظهرون بعدُ انهم طائعون. ومن الواضح ان دَرْج الحياة الذي للّٰه لن يحتوي ابدا على اسماء الملتصقين العُنُد ببابل العظيمة او ايّ من الذين استمروا في عبادة الوحش. — خروج ٣٢:٣٣؛ مزمور ٨٦:٨-١٠؛ يوحنا ١٧:٣؛ رؤيا ١٦:٢؛ ١٧:٥.
السلام والامن — رجاء باطل
١٠، ١١ (أ) بماذا نادت الامم المتحدة في السنة ١٩٨٦، وماذا كان التجاوب؟ (ب) كم «عشيرة دينية» اجتمعت في أسِّيزي، ايطاليا، للصلاة من اجل السلام، وهل يستجيب اللّٰه صلوات كهذه؟ اشرحوا.
١٠ في جهد لدعم آمال الجنس البشري، نادت الامم المتحدة بالسنة ١٩٨٦ «سنة دولية للسلام»، بمحور «صيانة السلام ومستقبل البشرية». ودعيت الامم المتحاربة الى القاء سلاحها، على الاقل سنة واحدة. فماذا كان تجاوبها؟ وفقا لتقرير بواسطة المعهد الاممي لابحاث السلام، فإن ما قدره خمسة ملايين شخص قُتلوا نتيجة الحروب في اثناء السنة ١٩٨٦ وحدها! وعلى الرغم من اصدار قطع نقد خصوصية وطوابع تذكارية، فإن معظم الامم لم تسعَ الى غاية السلام في تلك السنة. إلا ان اديان العالم — المتشوِّقة دائما الى صلة جيدة بالامم المتحدة — بدأت تعلن السنة بطرائق مختلفة. ففي ١ كانون الثاني ١٩٨٦، مدح البابا يوحنا بولس الثاني عمل الامم المتحدة وخصَّص السنة الجديدة للسلام. وفي ٢٧ تشرين الاول، جمع قادةَ الكثير من اديان العالم في أسِّيزي، ايطاليا، للصلاة من اجل السلام.
١١ وهل يستجيب اللّٰه صلوات كهذه من اجل السلام؟ حسنا، الى ايّ اله كان اولئك القادة الدينيون يصلّون؟ اذا سألتموهم، فإن كل فريق يعطي جوابا مختلفا. وهل هنالك مجموعة من ملايين الآلهة يمكن ان تسمع وتلبِّي طلبات تقدَّم بطرائق مختلفة؟ فكثيرون من المشاركين عبدوا ثالوث العالم المسيحي.c والبوذيون، الهندوس، وآخرون انشدوا صلوات لآلهة بلا عدد. وككل، اجتمعت ١٢ «عشيرة دينية»، اذ مثَّلها وجهاء كرئيس اساقفة كانتربري الانڠليكاني، دالاي لاما البوذي، متروپوليت اورثوذكسي روسي، رئيس جمعية المزارات الشنتوية في طوكيو، اصحاب مذهب الروحانية في افريقيا، مع هنديَّين اميركيَّين مزيَّنَين بعمرة مزخرفة بالريش. لقد كان فريقا ملوَّنا، دون مبالغة، ساهم في تغطية مثيرة للتلفزيون. واحدى الفرق صلَّت دون توقُّف ١٢ ساعة في وقت واحد. (قارنوا لوقا ٢٠:٤٥-٤٧.) ولكن هل وصلت اية من هذه الصلوات الى ما وراء غيوم المطر التي تحرَّكت فوق التجمع؟ كلا، للاسباب التالية:
١٢ لأية اسباب لم يستجب اللّٰه صلوات قادة العالم الدينيين من اجل السلام؟
١٢ بالتباين مع اولئك الذين ‹يسيرون باسم يهوه›، لم يكن ايّ من اولئك الدينيين يصلّي الى يهوه، الاله الحي، الذي يظهر اسمه نحو ٠٠٠,٧ مرة في النص الاصلي للكتاب المقدس. (ميخا ٤:٥؛ اشعيا ٤٢:٨، ١٢)d وكفريق، لم يقتربوا الى اللّٰه باسم يسوع، حتى ان غالبيتهم لا تؤمن بيسوع المسيح. (يوحنا ١٤:١٣؛ ١٥:١٦) ولا احد منهم يفعل مشيئة اللّٰه لايامنا، التي هي المناداة في كل العالم بملكوت اللّٰه المقبل — لا الامم المتحدة — بصفته الرجاء الحقيقي للجنس البشري. (متى ٧:٢١-٢٣؛ ٢٤:١٤؛ مرقس ١٣:١٠) وفي اكثر الحالات، كانت هيئاتهم الدينية متورطة في الحروب الدموية للتاريخ، بما فيها الحربان العالميتان للقرن الـ ٢٠. ولمثل هؤلاء يقول اللّٰه: «وإن أكثرتم الصلاة لا اسمع. ايديكم ملآنة من الدماء». — اشعيا ١:١٥؛ ٥٩:١-٣.
١٣ (أ) لماذا هو ذو مغزى ان يتَّحد قادة العالم الدينيون بالامم المتحدة في الدعوة من اجل السلام؟ (ب) الصرخات من اجل السلام ستبلغ النهاية في اية ذروة منبإ بها من اللّٰه؟
١٣ وعلاوة على ذلك، فانه ذو مغزى على نحو عميق ان يتَّحد قادة العالم الدينيون بالامم المتحدة في الدعوة من اجل السلام في هذا الوقت. فهم يريدون ان يؤثِّروا في الامم المتحدة من اجل منفعتهم، وخصوصا في هذا العصر الحديث حين يهجر كثيرون من شعبهم الدين. وكالقادة الدينيين غير الامناء في اسرائيل القديمة، يصرخون، «‹سلام! سلام!›، ولا سلام». (ارميا ٦:١٤) ولا شك ان صرخاتهم من اجل السلام ستستمر، اذ ترتفع دعما للذروة التي تنبَّأ عنها الرسول بولس: «يوم يهوه آت كسارق في الليل. فحين يقولون: ‹سلام وأمن!›، حينئذ يدهمهم سريعا هلاك مفاجئ دهم المخاض للحامل، فلا يفلتون». — ١ تسالونيكي ٥:٢، ٣.
١٤ اي شكل يمكن ان يتخذه الصراخ «سلام وأمن»، وكيف يمكن للمرء ان يتجنب الضلال به؟
١٤ في السنوات الماضية، استخدم السياسيون عبارة «سلام وأمن» لوصف مخططات بشرية متنوعة. فهل هذه الجهود التي يبذلها قادة العالم هي بدء اتمام كلمات ١ تسالونيكي ٥:٣؟ ام ان بولس كان يشير الى حادثة محدَّدة لافتة للنظر تستقطب انتباه العالم بأسره؟ بما ان نبوات الكتاب المقدس لا تُفهَم كاملا في اغلب الاحيان إلا بعد إتمامها او عندما تكون قيد الاتمام، فما علينا إلا ان ننتظر لنرى. وفي هذه الاثناء، يعلم المسيحيون انه مهما كان مقدار السلام والامن الذي تحققه الامم ظاهريا، فلن يكون اي شيء قد تغيّر فعلا من حيث الاساس. فالانانية، البغض، الجريمة، التحطُّم العائلي، الفساد الادبي، المرض، الحزن، والموت ستكون هنا بعد. ولذلك لن يضلكم الصراخ «سلام وأمن» مهما كان، وذلك اذا بقيتم متيقظين لمعنى حوادث العالم وأصغيتم الى التحذيرات النبوية في كلمة اللّٰه. — مرقس ١٣:٣٢-٣٧؛ لوقا ٢١:٣٤-٣٦.
[الحواشي]
a مات ج. ف. رذرفورد في ٨ كانون الثاني ١٩٤٢ وخلفه ن. ه. نور رئيسا لجمعية برج المراقبة.
b في ٢٠ تشرين الثاني ١٩٤٠، وقَّعت المانيا، ايطاليا، اليابان، وهنڠاريا للانضمام الى «عصبة الامم الجديدة»، تبعتها بعد اربعة ايام اذاعة الڤاتيكان لقداس وصلاة من اجل سلام ديني ونظام جديد للاشياء. وهذه ‹العصبة الجديدة› لم تتحقق قط.
c تنجم فكرة الثالوث عن بابل القديمة، حيث اله الشمس شَمَش، اله القمر سين، والاهة النجوم عَشتار كانت تُعبد كمجموعة ثلاثية. واتَّبعت مصر النموذج عينه، عابدة أوزيريس، إيزيس، وحُورَس. والاله الاشوري الرئيسي، اشور، يصوَّر بأنه يملك ثلاثة رؤوس. وبحسب النموذج عينه، توجد صور في الكنائس الكاثوليكية ترسم اللّٰه بأنه يملك ثلاثة رؤوس.
d يعرِّف قاموس وبستر الاممي الجديد الثالث لسنة ١٩٩٣ يهوه اللّٰه بصفته «الاله المتفوِّق الذي يعترف به والاله الوحيد الذي يعبده شهود يهوه».
-
-
تنفيذ الحكم في بابل العظيمةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٣٥
تنفيذ الحكم في بابل العظيمة
١ كيف يصف الملاك الوحش القرمزي اللون، وأي نوع من الحكمة لازم لفهم رموز سفر الرؤيا؟
في وصف اضافِي للوحش القرمزي اللون للرؤيا ١٧:٣، يخبر الملاك يوحنا: «لا بد هنا من الذكاء والحكمة: الرؤوس السبعة تمثل سبعة جبال عليها تجلس المرأة. ويوجد سبعة ملوك: خمسة سقطوا، وواحد موجود، والآخر لم يأت بعد، ولكن متى اتى لا بد ان يبقى مدة قصيرة». (رؤيا ١٧:٩، ١٠ ) ينقل الملاك هنا الحكمة التي من فوق، الحكمة الوحيدة التي يمكن ان تعطي الفهم للرموز في سفر الرؤيا. (يعقوب ٣:١٧) وهذه الحكمة تنير صف يوحنا ورفقاءه في ما يتعلق بخطورة الاوقات التي نعيش فيها. وتبني في القلوب المتعبِّدة التقدير لاحكام يهوه، التي هي الآن على وشك ان تنفَّذ، وتغرس خوفا سليما من يهوه. وكما تذكر امثال ٩:١٠: «مخافة يهوه بداية الحكمة، ومعرفة الكلي القداسة هي الفهم». فماذا تظهر لنا الحكمة الالهية عن الوحش؟
٢ ما هو معنى الرؤوس السبعة للوحش القرمزي اللون، وكيف حدث ان ‹خمسة سقطوا، وواحدا موجود›؟
٢ ان الرؤوس السبعة لهذا الوحش الضاري تمثِّل سبعة «جبال»، او سبعة «ملوك». وكلا التعبيرين يُستعملان في الاسفار المقدسة للاشارة الى دول حكومية. (ارميا ٥١:٢٤، ٢٥؛ دانيال ٢:٣٤، ٣٥، ٤٤، ٤٥) وفي الكتاب المقدس، تُذكر ست دول عالمية بأن لها وقعا في شؤون شعب اللّٰه: مصر، اشور، بابل، مادي وفارس، اليونان، وروما. ومن هذه، كانت خمس قد اتت ومضت وقتَ تسلُّم يوحنا سفر الرؤيا، فيما كانت روما لا تزال دولة عالمية الى حد بعيد. وهذا يتطابق جيدا مع الكلمات، «خمسة سقطوا، وواحد موجود». ولكن ماذا عن «الآخر» الذي كان سيأتي؟
٣ (أ) كيف انقسمت الامبراطورية الرومانية؟ (ب) اية تطورات حدثت في الغرب؟ (ج) كيف يجب النظر الى الامبراطورية الرومانية المقدسة؟
٣ دامت الامبراطورية الرومانية وامتدت ايضا مئات السنين بعد ايام يوحنا. وفي ٣٣٠ بم، نقل الامبراطور قسطنطين عاصمته من روما الى بيزنطة، التي اعاد تسميتها القسطنطينية. وفي ٣٩٥ بم، انشقت الامبراطورية الرومانية الى الجزءين الشرقي والغربي. وفي ٤١٠ بم، سقطت روما نفسها في يدي ألارِك، ملك القوط الغربيين (قبيلة جرمانية كانت قد اهتدت الى النوع الآريوسي من «المسيحية»). والقبائل الجرمانية (ايضا «مسيحيون») قهروا اسپانيا وقسما كبيرا من مقاطعة روما في افريقيا الشمالية. وكانت هنالك قرون من الثوران، عدم الاستقرار، واعادة التعديل في اوروپا. وقام اباطرة بارزون في الغرب مثل شارلمان، الذي شكَّل حلفا مع البابا ليو الثالث في القرن الـ ٩، وفريدريك الثاني، الذي حكم في القرن الـ ١٣. ولكنَّ منطقة نفوذهم، مع انها سميت الامبراطورية الرومانية المقدسة، كانت اصغر بكثير من تلك التي للامبراطورية الرومانية الابكر في اوجها. لقد كانت ردّا او استمرارا لهذه الدولة القديمة اكثر منه امبراطورية جديدة.
٤ اية نجاحات كانت للامبراطورية الشرقية، ولكن ماذا حدث للكثير من المقاطعة السابقة لروما القديمة في افريقيا الشمالية، اسپانيا، وسوريا؟
٤ بقيت امبراطورية روما الشرقية، المتمركزة في القسطنطينية، في علاقة متقلقلة نوعا ما بالامبراطورية الغربية. ففي القرن السادس، كان الامبراطور الشرقي يوستنيانُس الاول قادرا على اعادة قهر قسم كبير من افريقيا الشمالية وتدخَّل ايضا في اسپانيا وايطاليا. وفي القرن السابع، استعاد يوستنيانُس الثاني للامبراطورية مناطق مقدونيا التي كان قد قهرها رجال قبيلة سلاڤية. ولكن، بحلول القرن الثامن، صار الكثير من المقاطعة السابقة لروما القديمة في افريقيا الشمالية، اسپانيا، وسوريا تحت حكم الامبراطورية الاسلامية الجديدة وهكذا انتقل من سيطرة القسطنطينية وروما كلتيهما.
٥ مع ان مدينة روما سقطت في ٤١٠ بم، كيف حدث ان زوال كل آثار الامبراطورية الرومانية السياسية من المشهد العالمي تطلَّب قرونا كثيرة؟
٥ دامت مدينة القسطنطينية نفسها مدة اطول نوعا ما. فقد نجت من هجمات متكررة من الفرس، العرب، البلغاريين، والروس الى ان سقطت اخيرا في السنة ١٢٠٣ — لا في ايدي المسلمين بل في ايدي الصليبيين من الغرب. ولكن في ١٤٥٣ صارت تحت سلطة الحاكم العثماني المسلم محمد الثاني وصارت سريعا عاصمة الامبراطورية العثمانية او التركية. وهكذا، مع ان مدينة روما سقطت في ٤١٠ بم، فإن زوال كل آثار الامبراطورية الرومانية السياسية من المشهد العالمي تطلَّب قرونا كثيرة. وحتى في ذلك الحين، كان تأثيرها لا يزال متميِّزا في الامبراطوريات الدينية المؤسسة على بابوية روما والكنائس الارثوذكسية الشرقية.
٦ اية امبراطوريات جديدة تماما تطوَّرت، وأية واحدة صارت الاكثر نجاحا؟
٦ ولكن، بحلول القرن الـ ١٥، كانت بعض البلدان تبني امبراطوريات جديدة تماما. وفيما وُجدت بعض هذه الدول الامبراطورية الجديدة في مقاطعة المستعمرات السابقة لروما، لم تكن امبراطورياتهم مجرد استمرار للامبراطورية الرومانية. فالپرتغال، اسپانيا، فرنسا، وهولندا صارت جميعها مراكز لمناطق نفوذ مترامية الاطراف. ولكنَّ الاكثر نجاحا كانت بريطانيا، التي باتت تشرف على امبراطورية ضخمة ‹لا تغيب عنها الشمس›. وقد انتشرت هذه الامبراطورية في اوقات مختلفة في قسم كبير من اميركا الشمالية، افريقيا، الهند، وجنوب شرق آسيا، بالاضافة الى المساحة الفسيحة للپاسيفيك الجنوبي.
٧ كيف اتى الى الوجود نوع من الدولة العالمية المزدوجة، والى كم من الوقت قال يوحنا ان ‹الرأس›، او الدولة العالمية، السابع يستمر؟
٧ وبحلول القرن الـ ١٩، كانت بعض المستعمرات في اميركا الشمالية قد انفصلت عن بريطانيا لتشكِّل الولايات المتحدة الاميركية المستقلة. وسياسيا، استمر بعض النزاع بين الامة الجديدة والوطن الام السابق. غير ان الحرب العالمية الاولى اجبرت كلا البلدين على ادراك مصالحهما المشتركة ووطَّدت علاقة خصوصية بينهما. وهكذا اتى الى الوجود نوع من الدولة العالمية المزدوجة، مؤلف من الولايات المتحدة الاميركية، الآن اغنى امة في العالم، وبريطانيا العظمى، مركز اكبر امبراطورية في العالم. اذًا، هوذا ‹الرأس›، او الدولة العالمية، السابع الذي يستمر الى وقت النهاية وفي المقاطعات التي فيها تأسس اولا شهود يهوه العصريون. وبالمقارنة مع الحكم الطويل للرأس السادس، يبقى السابع «مدة قصيرة» فقط، الى ان يدمِّر ملكوت اللّٰه جميع الكيانات القومية.
لماذا يدعى ملكا ثامنا؟
٨، ٩ ماذا يدعو الملاك الوحش القرمزي اللون الرمزي، وبأية طريقة ينشأ عن السبعة؟
٨ يوضح الملاك ايضا ليوحنا: «والوحش الذي كان وليس الآن، فهو ملك ثامن، ولكنه ينشأ عن السبعة، ويمضي الى الهلاك». (رؤيا ١٧:١١ ) ان الوحش القرمزي اللون الرمزي «ينشأ عن» الرؤوس السبعة؛ اي انه مولود من او مَدين بوجوده لتلك الرؤوس التي ‹للوحش الصاعد من البحر› الاصلي، الذي يكون الوحش القرمزي اللون صورة له. وبأية طريقة؟ حسنا، في السنة ١٩١٩ كانت الدولة الانكلواميركية الرأسَ الصاعد. فالستة الرؤوس السابقة كانت قد سقطت، ومركز الدولة العالمية المسيطرة انتقل الى هذا الرأس المزدوج وتمركز فيه الآن. وهذا الرأس السابع، بصفته الممثِّل الحالي لسلالة الدول العالمية، كان القوة الدافعة في تأسيس عصبة الامم وهو لا يزال المروِّج الرئيسي والدعم المالي للامم المتحدة. وهكذا، رمزيا، فإن الوحش القرمزي اللون — الملك الثامن — «ينشأ عن» الرؤوس السبعة الاصلية. واذ يُنظر اليه بهذه الطريقة، تنسجم العبارة انه من السبعة جيدا مع الرؤيا الابكر ان الوحش ذا القرنين شبه الحمل (الدولة العالمية الانكلواميركية، الرأس السابع لذلك الوحش الاصلي) حضَّ على صنع الصورة وأعطاها حياة. — رؤيا ١٣:١، ١١، ١٤، ١٥.
٩ وبالاضافة الى ذلك، فان الاعضاء الاصليين لعصبة الامم شملوا، الى جانب بريطانيا العظمى، حكومات حكمت في مراكز بعض الرؤوس السابقة، اي اليونان، ايران (فارس)، وايطاليا (روما). وفي نهاية الامر، صارت الحكومات التي تحكم المقاطعة التي سيطرت عليها الدول العالمية الست السابقة اعضاء داعمة لصورة الوحش. وبهذا المعنى ايضا امكن القول ان هذا الوحش القرمزي اللون ينشأ عن السبع الدول العالمية.
١٠ (أ) كيف يمكن القول ان الوحش القرمزي اللون «هو ملك ثامن»؟ (ب) كيف عبَّر زعيم في الاتحاد السوڤياتي السابق عن الدعم للامم المتحدة؟
١٠ لاحظوا ان الوحش القرمزي اللون «هو ملك ثامن». وهكذا فإن الامم المتحدة اليوم مصمَّمة لتبدو كحكومة عالمية. حتى انها احيانا عملت كحكومة، مرسلة الجيوش الى الميدان لحلّ النزاعات الدولية، كما في كوريا، شبه جزيرة سيناء، بعض البلدان الافريقية، ولبنان. ولكنها مجرد صورة ملك. وكصورة دينية، ليس لها تأثير او سلطة حقيقيان بمعزل عما يمنحها اياه اولئك الذين اوجدوها ويعبدونها. وأحيانا، يبدو هذا الوحش الرمزي ضعيفا، ولكنه لم يختبر قط نوع الهجر الذريع من الاعضاء ذوي التوجُّه الدكتاتوري الذين ارسلوا عصبة الامم مترنحة الى المهواة. (رؤيا ١٧:٨) وعلى الرغم من التمسك جوهريا بآراء مختلفة في مناطق اخرى، انضم زعيم بارز في الاتحاد السوڤياتي السابق في السنة ١٩٨٧ الى بابوات روما في التعبير عن الدعم للامم المتحدة. حتى انه دعا الى «نظام شامل من الامن الدولي» مؤسس على الامم المتحدة. وكما يعلم يوحنا سريعا، سيأتي وقت تعمل فيه الامم المتحدة بسلطة معتبرة. ثم، بدورها، ‹تمضي الى الهلاك›.
عشرة ملوك لساعة واحدة
١١ ماذا يخبر ملاك يهوه عن القرون العشرة على الوحش القرمزي اللون الرمزي؟
١١ في الاصحاح السابق لسفر الرؤيا، سكب الملاكان السادس والسابع جامَي غضب اللّٰه. وهكذا أُشعرنا بأن ملوك الارض يجري تجميعهم الى حرب اللّٰه في هرمجدون وأن ‹اللّٰه يذكر بابل العظيمة›. (رؤيا ١٦:١، ١٤، ١٩) والآن سنتعلَّم بتفصيل اكبر كيف ستنفَّذ احكام اللّٰه على هؤلاء. أَصغوا ثانية الى ملاك يهوه فيما يتكلم الى يوحنا. «والقرون العشرة التي رأيت تمثل عشرة ملوك لم ينالوا مملكة بعد، ولكنهم ينالون سلطة كملوك ساعة واحدة مع الوحش. هؤلاء لهم فكر واحد، فيعطون الوحش قدرتهم وسلطتهم. هؤلاء سيحاربون الحمل، ولكن الحمل يغلبهم لأنه رب الارباب وملك الملوك. والمدعوون والمختارون والامناء الذين معه يغلبون ايضا». — رؤيا ١٧:١٢-١٤.
١٢ (أ) ماذا تصوِّر القرون العشرة؟ (ب) كيف يكون ان القرون العشرة الرمزية ‹لم تنل مملكة بعد›؟ (ج) كيف يكون للقرون العشرة الرمزية «مملكة» الآن، ولكم من الوقت؟
١٢ ان القرون العشرة تصوِّر جميع الدول السياسية التي تهيمن في الوقت الحاضر على المشهد العالمي والتي تدعم صورة الوحش. فالقليل جدا من البلدان الموجودة الآن كان معروفا في ايام يوحنا. وتلك التي كانت معروفة، مثل مصر وفارس (ايران)، لها اليوم بنية سياسية مختلفة كليا. ولذلك، في القرن الاول، ‹لم تنل القرون العشرة مملكة بعد›. أما الآن، في يوم الرب، فلها «مملكة»، او سلطة سياسية. وبانهيار الامبراطوريات الاستعمارية العظمى، وخصوصا منذ الحرب العالمية الثانية، وُلدت امم جديدة كثيرة. وهذه، اضافة الى الدول المؤسَّسة منذ وقت اطول، لا بد ان تحكم مع الوحش فترة قصيرة — مجرد «ساعة واحدة» — قبل ان يجلب يهوه نهاية لكل السلطة السياسية العالمية في هرمجدون.
١٣ بأية طريقة يكون للقرون العشرة «فكر واحد»، وأي موقف تجاه الحمل يؤكده ذلك؟
١٣ والقومية اليوم هي احدى القوى الاقوى التي تدفع هذه القرون العشرة. فلهم «فكر واحد» لأنهم يريدون ان يحفظوا سلطانهم القومي عوضا عن قبول ملكوت اللّٰه. وهذا كان قصدهم من الاشتراك في عصبة الامم وهيئة الامم المتحدة قبل كل شيء — ان يحفظوا السلام العالمي وبالتالي ان يصونوا وجودهم الخاص. وموقف كهذا يؤكد ان القرون ستقاوم الحمل، «رب الارباب وملك الملوك»، لأن يهوه قصد ان يحل ملكوته برئاسة يسوع المسيح قريبا محل جميع هذه الممالك. — دانيال ٧:١٣، ١٤؛ متى ٢٤:٣٠؛ ٢٥:٣١-٣٣، ٤٦.
١٤ كيف يمكن لحكام العالم ان يحاربوا الحمل، وماذا ستكون النتيجة؟
١٤ طبعا، لا شيء يمكن لحكام هذا العالم ان يفعلوه ضد يسوع نفسه. فهو في السماء بعيد عن متناولهم. ولكنَّ اخوة يسوع، باقي نسل المرأة، لا يزالون على الارض وهم معرَّضون للهجوم كما يبدو. (رؤيا ١٢:١٧) وكثير من القرون يعرب الآن عن عداء مرير تجاههم، وبهذه الطريقة يحاربون الحمل. (متى ٢٥:٤٠، ٤٥) ولكن، سريعا، سيحين لملكوت اللّٰه ان ‹يسحق ويُفني كل هذه الممالك›. (دانيال ٢:٤٤) وحينئذ سيكون ملوك الارض في قتال حتى النهاية مع الحمل كما سنرى قريبا. (رؤيا ١٩:١١-٢١) ولكن هنا نتعلَّم ما يكفي لندرك ان الامم لن تنجح. فمع انه لهم وللوحش القرمزي اللون للامم المتحدة «فكر واحد»، لا يمكنهم ان يهزموا «رب الارباب وملك الملوك» العظيم، ولا يمكنهم ان يهزموا اولئك الذين هم ‹مدعوّون ومختارون وأمناء›، الذين يشملون أتباعه الممسوحين الذين لا يزالون على الارض. وهؤلاء ايضا سيكونون قد غلبوا بالمحافظة على الاستقامة اجابة عن اتِّهامات الشيطان الخسيسة. — روما ٨:٣٧-٣٩؛ رؤيا ١٢:١٠، ١١.
تخريب العاهرة
١٥ ماذا يقول الملاك عن العاهرة وموقف واجراء القرون العشرة والوحش تجاهها؟
١٥ ليس شعب اللّٰه الاهداف الوحيدة لعداوة القرون العشرة. فالملاك الآن يلفت انتباه يوحنا ثانية الى العاهرة: «وقال لي: ‹المياه التي رأيت حيث العاهرة جالسة، تمثل شعوبا وجموعا وأمما وألسنة. والقرون العشرة التي رأيت، والوحش، هؤلاء سيبغضون العاهرة ويجعلونها خربة وعريانة، ويأكلون لحومها ويحرقونها كاملا بنار›». — رؤيا ١٧:١٥، ١٦.
١٦ لماذا لن تكون بابل العظيمة قادرة على الاتكال على مياهها من اجل الدعم الواقي عندما تنقلب الحكومات السياسية عليها؟
١٦ كما اتكلت بابل القديمة على دفاعها المائي، تتكل بابل العظيمة اليوم على عضويتها الهائلة من ‹شعوب وجموع وأمم وألسنة›. والملاك على نحو ملائم يلفت انتباهنا الى هذه قبل الإخبار بتطور صاعق: الحكومات السياسية لهذه الارض ستنقلب بعنف على بابل العظيمة. وماذا ستفعل حينئذ كل تلك ‹الشعوب والجموع والأمم والألسنة›؟ يحذِّر شعب اللّٰه الآن بابل العظيمة من ان ماء نهر الفرات سيجف. (رؤيا ١٦:١٢) وهذه المياه اخيرا ستجف كاملا. ولن تكون قادرة على منح العاهرة القديمة المثيرة للاشمئزاز ايّ دعم فعَّال في ساعة حاجتها الامسّ. — اشعيا ٤٤:٢٧؛ ارميا ٥٠:٣٨؛ ٥١:٣٦، ٣٧.
١٧ (أ) لماذا ثراء بابل العظيمة لن ينقذها؟ (ب) كيف ستكون نهاية بابل العظيمة بعيدة ان تكون مشرِّفة؟ (ج) الى جانب القرون العشرة، او الامم الافرادية، ماذا ايضا ينضم الى الثورة على بابل العظيمة؟
١٧ بالتأكيد، ان الثراء المادي الفاحش لبابل العظيمة لن ينقذها. حتى انه قد يعجِّل دمارها، لأن الرؤيا تظهر انه عندما يصب الوحش والقرون العشرة بغضهم عليها سيجرِّدونها من ثيابها الملكية وكل جواهرها. وسيسلبون ثراءها. «ويجعلونها . . . عريانة»، مشهِّرين شخصيتها الحقيقية على نحو مخزٍ. فيا له من تخريب! ونهايتها بعيدة ايضا عن ان تكون مشرِّفة. فهم يدمِّرونها، «يأكلون لحومها»، محوِّلين اياها الى هيكل عظمي عديم الحياة. وأخيرا، «يحرقونها كاملا بنار». فهي تُحرق كمن يحمل الوبأ، حتى دون دفن لائق! وليست الامم وحدها، كما تمثلها القرون العشرة، هي التي تدمِّر العاهرة العظيمة، ولكنَّ «الوحش»، الذي يعني الامم المتحدة نفسها، ينضم اليها في هذه الثورة. فسيمنح موافقته على دمار الدين الباطل. والعديد من الـ ١٩٠ امة تقريبا ضمن الامم المتحدة يعربون الآن، بطريقة تصويتهم، عن عداء تجاه الدين، وخصوصا ذاك الذي للعالم المسيحي.
١٨ (أ) اية امكانية لانقلاب الامم على الدين البابلي تجري رؤيتها الآن؟ (ب) ماذا سيكون السبب الاساسي للهجوم الشامل على العاهرة العظيمة؟
١٨ ولماذا تعامل الامم عشيقتها السابقة على نحو فظيع الى هذا الحد؟ رأينا في التاريخ الحديث امكانية انقلاب كهذا على الدين البابلي. فالمقاومة الحكومية الرسمية قلَّصت على نحو مذهل نفوذ الدين في بلدان كالاتحاد السوڤياتي السابق والصين. وفي القطاعات الپروتستانتية من اوروپا، تعمل اللامبالاة والشك المنتشران على إفراغ الكنائس، بحيث ان الدين ميت عمليا. والامبراطورية الكاثوليكية الواسعة يمزِّقها التمرُّد وعدم الاتفاق، اللذان لم يكن قادتها قادرين على تهدئتهما. ولكن، لا يجب ان ننسى الواقع ان هذا الهجوم النهائي الشامل على بابل العظيمة يأتي كتعبير عن دينونة اللّٰه غير القابلة للتغيير على العاهرة العظيمة.
تنفيذ فكر اللّٰه
١٩ (أ) كيف يمكن توضيح تنفيذ دينونة يهوه ضد العاهرة العظيمة بدينونته على اورشليم المرتدّة في السنة ٦٠٧ قم؟ (ب) ماذا صوَّرته لايامنا مسبقا الحالة المقفرة غير الآهلة لاورشليم بعد السنة ٦٠٧ قم؟
١٩ وكيف ينفِّذ يهوه هذه الدينونة؟ يمكن توضيح ذلك باجراء يهوه ضد شعبه المرتدّ في الازمنة القديمة، الذين قال عنهم: «في انبياء اورشليم رأيت الفظائع: الزنى والسير بالكذب. قد شددوا ايدي فاعلي السوء حتى لا يرجعوا كل واحد عن رداءته. صاروا لي كلهم كسدوم، وسكانها كعمورة». (ارميا ٢٣:١٤) وفي السنة ٦٠٧ قم، استخدم يهوه نبوخذنصر كي ‹ينزع ثياب ويأخذ ادوات زينة ويترك عريانة ومتجردة› تلك المدينة الزانية روحيا. (حزقيال ٢٣:٤، ٢٦، ٢٩) واورشليم ذلك الوقت كانت نموذجا للعالم المسيحي اليوم، وكما رأى يوحنا في الرؤى الابكر، سيوجِّه يهوه الى العالم المسيحي وباقي الدين الباطل عقابا مماثلا. والحالة المقفرة غير الآهلة لاورشليم بعد السنة ٦٠٧ قم تظهر ما سيبدو عليه العالم المسيحي الديني بعد تجريده من ثرائه وتشهيره على نحو مخزٍ. وباقي بابل العظيمة لن تصير حاله افضل.
٢٠ (أ) كيف يظهر يوحنا ان يهوه مرة اخرى سيستخدم الحكام البشر في تنفيذ الدينونة؟ (ب) ما هو «فكر» اللّٰه؟ (ج) بأية طريقة سينفذ الامم «فكرهم الواحد»، ولكن فكر مَن سيُنفَّذ حقا؟
٢٠ مرة اخرى يستخدم يهوه الحكام البشر في تنفيذ دينونته. «فإن اللّٰه وضع في قلوبهم ان ينفذوا فكره، اي ان ينفذوا فكرهم الواحد بإعطاء مملكتهم للوحش، الى ان تتم كلمات اللّٰه». (رؤيا ١٧:١٧ ) فما هو «فكر» اللّٰه؟ ان يرتِّب لمنفِّذي الحكم في بابل العظيمة ان يتَّحدوا معا، لكي يدمِّروها كاملا. طبعا، سيكون دافع الحكام في الهجوم عليها ان ينفذوا «فكرهم الواحد». وسيشعرون بأنه من مصالحهم القومية ان ينقلبوا على العاهرة العظيمة. فقد يعتبرون الوجود المستمر للدين المنظَّم ضمن حدودهم تهديدا لسلطانهم. ولكنَّ يهوه في الواقع هو الذي سيحرك الامور؛ وسينفذون فكره بتدمير عدوَّته العاهرة القديمة العهد بضربة واحدة! — قارنوا ارميا ٧:٨-١١، ٣٤.
٢١ بما ان الوحش القرمزي اللون سيُستخدم في تدمير بابل العظيمة، ماذا ستفعل الامم بشكل واضح في ما يتعلق بالامم المتحدة؟
٢١ نعم، ستستخدم الامم الوحش القرمزي اللون، الامم المتحدة، في تدمير بابل العظيمة. وهم لا يعملون من ذاتهم، لأن يهوه يضع في قلوبهم «ان ينفذوا فكرهم الواحد بإعطاء مملكتهم للوحش». وعندما يحين الوقت، سترى الامم بشكل واضح الحاجة الى تقوية الامم المتحدة. وسيعطونها اسنانا، مجازيا، معِيرين اياها ايَّ سلطة او قوة لديهم بحيث يمكن ان تنقلب على الدين الباطل وتقاتل ضده بنجاح «الى ان تتم كلمات اللّٰه». وهكذا ستصل العاهرة القديمة الى نهايتها الكاملة. فلتذهب دون عودة!
٢٢ (أ) في رؤيا ١٧:١٨، الى ماذا تشير طريقة اختتام الملاك شهادته؟ (ب) كيف يتجاوب شهود يهوه مع حل السرّ؟
٢٢ وكما لو انه للتشديد على يقينية تنفيذ يهوه للدينونة في الامبراطورية العالمية للدين الباطل، يختتم الملاك شهادته بالقول: «والمرأة التي رأيت تمثل المدينة العظيمة التي لها مملكة تسود على ملوك الارض». (رؤيا ١٧:١٨ ) وكبابل في زمن بيلشاصر، فإن بابل العظيمة ‹وُزنت في الميزان فوُجدت ناقصة›. (دانيال ٥:٢٧) وتنفيذ الحكم فيها سيكون سريعا ونهائيا. وكيف يتجاوب شهود يهوه مع حل سرّ العاهرة العظيمة وسرّ الوحش القرمزي اللون؟ انهم يظهرون الغيرة في المناداة بيوم دينونة يهوه، فيما يجاوبون «بنعمة» الباحثين المخلصين عن الحق. (كولوسي ٤:٥، ٦؛ رؤيا ١٧:٣، ٧) وكما سيظهر فصلنا التالي، يجب على جميع الراغبين في النجاة عندما ينفَّذ الحكم في العاهرة العظيمة ان يعملوا، وأن يعملوا بسرعة!
-