-
الطبيعة تغيّر وجه التاريخاستيقظ! ٢٠١١ | تموز (يوليو)
-
-
. . . وتهطل الامطار
كان للطقس تأثير حاسم ايضا في مجريات معركة واترلو عام ١٨١٥، ما احدث منعطفا هاما في مسار الاحداث العالمية. فقد جاء في السجلات ان عدد ضحايا المعركة في ساحة واترلو، الواقعة على بعد نحو ٢١ كيلومترا جنوب بروكسل البلجيكية، بلغ اكثر من ٠٠٠,٧٠ بين جريح وقتيل في مجرد ساعات قليلة. كان دوق ولينڠتون البريطاني قد اختار هو بنفسه ساحة المعركة، واتخذ من الامكنة المرتفعة فيها موقعا له. ورغم ان جيش نابوليون فاق قوات ولينڠتون عددا، فقد لزم ان يهزم القائد الفرنسي اعداءه قبل حلول الظلام لأن ولينڠتون كان يتوقع وصول امدادات عسكرية من الجيش البروسي في تلك الليلة. لكن الطبيعة لعبت مرة اخرى دورا بارزا في تطور الاحداث.
ففي الليلة التي سبقت المعركة، هطل وابل من الامطار الجارفة. ويتذكر معظم الجنود ان تلك الليلة كانت الاتعس في حياتهم. فمع ان بعضهم تمكّنوا من نصب خيام صغيرة، كانت الاسرّة داخلها مبلولة تماما كما لو انها وُضعت في قعر بحيرة، حسبما عبّر احدهم متحسّرا. اضف الى ذلك ان الارض المشبعة بالمياه تحولت الى شبه مستنقعات. وكان نابوليون قد خطط ان يستهل المعركة عند بزوغ الفجر ليضمن الانتصار على غريمه في وقت باكر، لكنه لم يستطع شن هجومه إلا بعد عدة ساعات.
كان السبب الرئيسي وراء هذا التأجيل حالة الارض التي لزم ان تجف بعض الشيء قبل ابتداء المعركة. كما عمل الوحل على تخفيف فعالية المدافع التي اعتُبرت السلاح المفضل لدى نابوليون. فقد صعب تحريك هذه الآليات الثقيلة، وبالتالي بات العدو بعيدا عن مرمى الجيش الفرنسي. من ناحية اخرى، كان من المفترض ان ترتد القذائف المدفعية عن الارض لتلحق بالخصوم اضرارا اضافية. لكن ذلك لم يحصل لأن الارض الرطبة والموحلة امتصت معظم طاقة القذائف. وهكذا، انتهت هذه المعركة بكارثة جراء رداءة الطقس. فقد مُني الجيش الفرنسي بهزيمة نكراء وأُرسل نابوليون الى المنفى.
-
-
الطبيعة تغيّر وجه التاريخاستيقظ! ٢٠١١ | تموز (يوليو)
-
-
[الصورة في الصفحة ٢٤]
معركة واترلو
[مصدر الصورة]
CORBIS/Bettmann ©
-