-
«مَن يقول الناس اني انا؟»برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
«مَن يقول الناس اني انا؟»
ها نحن مجددا في موسم عيد الميلاد. وفي هذا الوقت، يحتفل الناس حول العالم بعيد ميلاد احد الاشخاص. فمن هو هذا الشخص؟ هل هو ابن اللّٰه او مجرد يهودي تقي اراد اصلاح الدين المنتشر في منطقته في القرن الاول؟ هل كان عيد ميلاد نصير للفقراء، او ثائر أُعدِم لأنه شكَّل تهديدا كبيرا للامبراطورية الرومانية، او ربما حكيم شدّد على معرفة الذات وعلى الحيِّز الباطني للحكمة؟ انه لَأمر منطقي ان تتساءلوا: ‹مَن هو حقا يسوع المسيح؟›.
كان يسوع نفسه مهتما بمعرفة جواب الناس عن هذا السؤال. فذات مرة سأل تلاميذه: «من يقول الناس اني انا؟». (مرقس ٨:٢٧) وما سبب سؤاله؟ لقد توقَّف كثيرون عن اتِّباعه. وكان آخرون مشوَّشين وخائبين كما يظهر بعد ان رفض مسعاهم الى جعله ملكا. وفضلا عن ذلك، لم يزوِّد يسوع آية من السماء ليثبت هويته عندما تحدّاه اعداؤه. فماذا قال رسله عن هويته إجابة عن هذا السؤال؟ لقد ذكروا بعض الآراء السائدة بين الناس: «يقول البعض: يوحنا المعمدان. وآخرون: ايليا. وآخرون ايضا: ارميا او احد الانبياء». (متى ١٦:١٣، ١٤) ولم يذكروا الاوصاف السيئة الكثيرة التي نُعِت بها يسوع آنذاك في فلسطين — مجدِّف، مشعوذ، نبي دجال، وأيضا مجنون.
الوجوه العديدة ليسوع
لو ان يسوع طرح السؤال نفسه اليوم، لَأعاد صياغته على الشكل التالي: «مَن يقول العلماء اني انا؟». ومرة اخرى، يمكن الاجابة ان هنالك الكثير من الآراء المختلفة. فبرأي دايڤيد ترايسي من جامعة شيكاڠو، لدى الناس الكثير من الآراء والتفسيرات المختلفة حول يسوع وما قاله وفعله. لقد استخدم العلماء خلال القرن الماضي مجموعة كبيرة ومعقدة من المناهج الاجتماعية، الانثروپولوجية، والادبية في سعيهم الى صياغة اجوبة عن السؤال: مَن كان يسوع حقا؟ فإلى ماذا توصلوا في تحديدهم لهوية يسوع؟
يستمر بعض العلماء في الادعاء ان يسوع التاريخي هو نبي يهودي تحدث عن امور متعلقة بالآخرة داعيا الى التوبة. ولكنهم يحجمون عن دعوته ابن اللّٰه، المسيَّا، والفادي. ويشك معظمهم في رواية الكتاب المقدس عن اصله السماوي وقيامته. ويعتقد آخرون ان يسوع بحياته وتعاليمه المثالية كان مجرد رجل اصبح مصدر إلهام للعديد من الاديان التي نشأت وانضمت تحت الراية المسيحية. ذكرت مجلة اللاهوت اليوم (بالانكليزية) ان بعض العلماء يعتبرون يسوع «متهكما، رحّالة حكيما، او فلاحا صوفيا؛ منظما اجتماعيا، شاعرا هيپّيا ينتقد النظام الاجتماعي، او محرضا يبث افكاره بطريقة حاذقة وصريحة متنقلا في مناطق منعزلة من فلسطين بين القرى المضطربة المعدمة والميّالة اجتماعيا الى العنف».
وهنالك مزيد من الآراء الغريبة. فيسوع يصوَّر كزنجي في موسيقى الراپ، التحف الفنية في المدن، حتى في الرقص.a ويخمِّن آخرون ان يسوع كان في الحقيقة امرأة. وفي صيف سنة ١٩٩٣، شاهد زائرو معرض مقاطعة أورانج في كاليفورنيا تمثالا يصوِّر المسيح بشكل انثى عارية على الصليب. وفي الوقت نفسه تقريبا، عُرِض في نيويورك تمثال يصوِّر يسوع بشكل انثى مصلوبة. لقد اثار هذان التمثالان الكثير من الجدل. وفي اوائل سنة ١٩٩٩، عُرِض للبيع كتاب «عن المحبة التي يكنّها الصبي يسوع وكلبه المسمى ‹ملاك› واحدهما للآخر». وتوصف العلاقة بينهما بأنها «محركة روحيا وتُظهِر كيف ان الصبي والكلب هما على استعداد لبذل حياتهما الواحد لأجل الآخر».
هل الامر مهمّ حقا؟
لمَ ينبغي ان نهتم بمعرفة هوية يسوع؟ من جملة الاسباب ما قاله ناپوليون: «اثَّر يسوع المسيح في رعاياه وقادهم من دون حضوره الجسدي المنظور». فبتعاليمه الدِّينامية والطريقة التي عاشها، اثَّر بقوة في حياة البلايين طوال ألفي سنة تقريبا. ذكر احد الكتّاب بشكل ملائم: «كل الجيوش التي زحفت على الاطلاق، كل المجالس النيابية التي انعقدت على الاطلاق، وكل الملوك الذين حكموا على الاطلاق، مجتمعين، لم يؤثِّروا في حياة الانسان على هذه الارض بمثل هذه القوة».
وفضلا عن ذلك، من الضروري ان تعرفوا مَن هو يسوع نظرا الى تأثيره المباشر في مستقبلكم. فالفرصة متاحة لكم ان تصبحوا من رعايا حكومة سماوية مؤسسة — ملكوت اللّٰه برئاسة يسوع. وتحت توجيه يسوع سيعاد الى كوكبنا المليء بالمشاكل تنوُّعه الأحيائي وتوازنه البيئي الرائعان. كما تؤكد لنا نبوة الكتاب المقدس ان ملكوت يسوع سيُطعِم الجائعين، يعتني بالفقراء، يشفي المرضى، ويعيد الموتى الى الحياة.
لا شك انكم تودّون معرفة ايّ نوع من الاشخاص سيترأس هذه الحكومة التي نحن في امسّ الحاجة اليها. ان المقالة التالية ستساعدكم على نيل بصيرة عن يسوع الحقيقي.
[الحاشية]
a في ما يتعلق بالمظهر الجسدي ليسوع، انظروا مقالة «كيف كان شكل يسوع؟» في عدد ٨ كانون الاول (ديسمبر) ١٩٩٨ من استيقظ!.
-
-
يسوع الحقيقيبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
يسوع الحقيقي
بعد ان علم يسوع من رسله ما اعتقد الناس بشأنه، سألهم: «وأنتم من تقولون اني انا؟». يذكر انجيل متى جواب الرسول بطرس: «انت المسيح، ابن اللّٰه الحي». (متى ١٦:١٥، ١٦) وقد وافقه الرأي كثيرون. فنثنائيل، الذي اصبح لاحقا واحدا من الرسل، قال ليسوع: «رابي، انت ابن اللّٰه، انت ملك اسرائيل». (يوحنا ١:٤٩) وتحدث يسوع نفسه عن اهمية دوره قائلا: «انا الطريق والحق والحياة. لا يأتي احد الى الآب إلا بي». (يوحنا ١٤:٦) وفي مناسبات شتى اشار الى نفسه بصفته «ابن اللّٰه». (يوحنا ٥:٢٤، ٢٥؛ ١١:٤) وبرهن ادعاءه بعجائب، حتى انه أقام موتى.
شكوك مبرَّرة؟
ولكن هل يمكننا الوثوق برواية الاناجيل عن يسوع؟ وهل تصوِّر هذه الرواية يسوع الحقيقي؟ قال الراحل فريدريك ف. بروس، پروفسور في نقد وتفسير الكتاب المقدس في جامعة مانتشيستر، انكلترا: «ليس ممكنا عادة ان نوضح بالحجج التاريخية حقيقة كل تفصيل في كتابة قديمة، سواء داخل الكتاب المقدس او خارجه. ويكفي ان تكون لنا ثقة مبرَّرة بأمانة الكاتب بشكل عام؛ وإذا تأسست هذه الثقة، فإن ذلك بحد ذاته يدل على الارجح ان تفاصيل كتاباته صحيحة. . . . وقبول المسيحيين للعهد الجديد ككتاب ‹مقدس› ليس سببا يقلل من احتمال كونه موثوقا به من الناحية التاريخية».
بعد فحص الشكوك المتعلقة بيسوع كما تصوره الاناجيل، كتب جايمز ر. ادواردز، پروفسور في الدين من جامعة جيمس تاون في داكوتا الشمالية، الولايات المتحدة الاميركية: «يمكن ان نؤكد بثقة ان الاناجيل تحتفظ بمجموعة متنوعة وهامة من البراهين التي تثبت حقيقة يسوع. . . . والجواب المنطقي اكثر عن السؤال لمَ تُظهِر الاناجيل يسوع كما تفعل هو ان ذلك يصف ما كان يسوع عليه من حيث الجوهر. فالاناجيل تحافظ على الانطباع الذي تركه لدى اتباعه، ان اللّٰه حقا ارسله وفوَّض اليه ان يكون ابنه وخادمه».a
بحثًا عن يسوع
كيف تقيَّم الامور التي قيلت عن يسوع المسيح ولم يذكرها الكتاب المقدس؟ ان كتابات تاسيتوس، سويتونيوس، يوسيفوس، پلينيوس الاصغر، وقليلين غيرهم من الكتّاب الكلاسيكيين تتضمن اشارات عديدة الى يسوع. وعنها تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة لعام ١٩٩٥ (بالانكليزية): «تبرهن هذه الروايات المستقلة انه في الازمنة القديمة لم يشك قط حتى خصوم المسيحية في تاريخية يسوع، التي تنازع فيها للمرة الاولى وعلى اساس غير وافٍ مؤلفون عديدون في نهاية القرن الـ ١٨، وفي اثناء القرن الـ ١٩، وفي بداية القرن الـ ٢٠».
من المؤسف ان العلماء العصريين في بحثهم عن يسوع «الحقيقي» او «التاريخي» اخفوا كما يظهر هويته الحقيقية وراء الكثير من التخمينات غير المبرَّرة، الشكوك العديمة الجدوى، والنظريات التي لا اساس لها. انهم مذنبون الى حد ما باختلاق الخرافات التي يتهمون بها على نحو خاطئ كتّاب الاناجيل. فالبعض يتوقون ان يصبحوا اكثر شهرة وأن يقترن اسمهم بنظرية جديدة مدهشة. فيفشلون في اجراء فحص نزيه للدليل المتعلق بيسوع، ويخلقون «يسوع» من نسج خيالهم العلمي.
يمكن للذين يرغبون في ايجاد يسوع الحقيقي ان يجدوه في الكتاب المقدس. يؤكد لوك جونسون، پروفسور مختص بالعهد الجديد والاصول المسيحية في كلية كاندلر للّاهوت في جامعة امري، ان معظم الابحاث التي أُجريت حول يسوع التاريخي تتجاهل هدف الكتاب المقدس. ويقول انه من المثير للاهتمام فحص الظروف الاجتماعية، السياسية، الانثروپولوجية، والحضارية المتعلقة بحياة يسوع وعصره. ولكنه يضيف ان اكتشاف ما يدعوه العلماء يسوع التاريخي «ليس هدف الاسفار المقدسة» التي «تُعنى اكثر بوصف شخصية يسوع»، رسالته، ودوره كفادٍ. اذًا، ماذا كانت شخصية يسوع ورسالته الحقيقيتان؟
يسوع الحقيقي
تصور الاناجيل — روايات الكتاب المقدس الاربع عن حياة يسوع — رجلا يتحلى بكثير من التقمص العاطفي. فقد دفعت الشفقة والرأفة يسوع الى مساعدة الناس الذين عانوا المرض، العمى، والبلايا الاخرى. (متى ٩:٣٦؛ ١٤:١٤؛ ٢٠:٣٤) كما ان موت صديقه لعازر والحزن الذي سبَّبه ذلك لأختيه دفع يسوع ‹ان يضطرب ويذرف الدموع›. (يوحنا ١١:٣٢-٣٦) وفي الواقع، تكشف الاناجيل عن مشاعر متنوعة جدا اظهرها يسوع — التعاطف مع ابرص، الابتهاج بنجاح تلاميذه، السخط على الاشخاص المتحجري القلوب المتمسكين بحرفية الشريعة، والحزن على رفض اورشليم للمسيا.
وعند صنع يسوع عجيبة ما غالبا ما كان يركز على دور مَن أُجريت له العجيبة: «ايمانكِ قد عافاكِ». (متى ٩:٢٢) وقد مدح نثنائيل بصفته ‹اسرائيليا اصيلا›، قائلا ان «لا شك فيه». (يوحنا ١:٤٧، ترجمة تفسيرية) وعندما اعتقد البعض ان الهدية التي قدمتها امرأة اعرابا عن شكرها باهظة جدا، دافع عنها يسوع وقال ان سخاءها سيجري تذكره طويلا. (متى ٢٦:٦-١٣) كما برهن انه صديق حقيقي ورفيق محب لأتباعه، إذ «احبّهم الى النهاية». — يوحنا ١٣:١؛ ١٥:١١-١٥.
وتظهِر الاناجيل ايضا ان يسوع كان يدرك بسرعة حاجات الناس الذين يلتقيهم. وقد اثر بسرعة في القلب، سواء عندما تحدث الى امرأة عند البئر، معلِّم ديني في بستان، او صياد سمك عند بحيرة. وكشف له كثيرون عن افكارهم الاعمق بعد تفوُّهه بمجرد عبارات قليلة. لقد كان لكلامه وقع ايجابي عليهم. وربما تجنب الناس في زمنه معاشرة الذين في مراكز سلطة، إلا انهم تجمعوا حول يسوع. فقد احب الناس رفقته واطمأنوا اليه. كما شعر الاولاد معه بالارتياح. فعندما اراد استخدام ولد كمثال، لم يجعله فقط يقف امام تلاميذه، بل ايضا «ضمّه بذراعيه». (مرقس ٩:٣٦؛ ١٠:١٣-١٦) وفي الواقع، تصوِّر الاناجيل يسوع كشخص يجذب الآخرين ويأسرهم بحيث جعل الناس يمكثون معه ثلاثة ايام لمجرد الاستماع الى كلماته الاخّاذة. — متى ١٥:٣٢.
ان كمال يسوع لم يجعله كثير الانتقاد او متعجرفا ومستبدا حيال الاشخاص الناقصين المثقلين بالخطية الذين كرز لهم وعاش بينهم. (متى ٩:١٠-١٣؛ ٢١:٣١، ٣٢؛ لوقا ٧:٣٦-٤٨؛ ١٥:١-٣٢؛ ١٨:٩-١٤) فلم يكن يسوع قط شخصا متطلبا، ولم يزد من اعباء الناس. وعوضا عن ذلك قال: «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين . . . وأنا انعشكم». لقد وجد تلاميذه انه «وديع ومتضع القلب»؛ وكان نيره لطيفا وحمله خفيفا. — متى ١١:٢٨-٣٠.
تكشف روايات الاناجيل شخصية يسوع بطريقة تظهر فيها رنة الحق بشكل واضح. وليس من السهل ان يختلق اربعة افراد شخصية غير عادية ثم يعرضوا وصفا منسجما لها في اربع قصص مستقلة. فمن شبه المستحيل ان يصور اربعة كتّاب الشخص نفسه وأن يكون وصفهم متطابقا اذا لم يكن هذا الشخص موجودا حقا.
يطرح المؤرِّخ مايكل ڠرانت سؤالا مثيرا للتفكير: «كيف يمكن ان تبرِز تعاليم الاناجيل دون استثناء صورة مميزة لشاب جذاب يرافق بحرية النساء من كل الاصناف بمن فيهن السيئات السمعة، دون اي تأثّر عاطفي، تكلّف، او تطرُّف في الاحتشام، وفي الوقت نفسه يحافظ في كل الظروف على نزاهة الاخلاق؟». الجواب المنطقي لذلك هو ان رجلا كهذا عاش حقا وسلك بالطريقة التي يصفها الكتاب المقدس.
يسوع الحقيقي ومستقبلكم
فضلا عن ان الكتاب المقدس يعطي صورة حية ليسوع على الارض، يظهِر ان له وجودا سابقا لبشريته كابن وحيد للّٰه، «بكر كل خليقة». (كولوسي ١:١٥) فقبل ألفي سنة، نقل اللّٰه حياة ابنه السماوي الى رحم عذراء يهودية ليولد كإنسان. (متى ١:١٨) ونادى يسوع أثناء خدمته الارضية بملكوت اللّٰه على انه الرجاء الوحيد للبشرية المتضايقة، كما درّب تلاميذه على مواصلة هذا العمل الكرازي. — متى ٤:١٧؛ ١٠:٥-٧؛ ٢٨:١٩، ٢٠.
وفي ١٤ نيسان القمري (نحو ١ نيسان [ابريل]) سنة ٣٣ بم، قُبِض على يسوع، جرت محاكمته، حُكِم عليه، وقُتِل بتهمة باطلة هي التحريض على الفتنة. (متى ٢٦:١٨-٢٠، ٤٨–٢٧:٥٠) وقد زوّدنا موته بالفدية، محررا البشر المؤمنين من حالتهم الخاطئة، وفاتحا الطريق الى حياة ابدية لكل الذين يمارسون الايمان به. (روما ٣:٢٣، ٢٤؛ ١ يوحنا ٢:٢) وفي ١٦ نيسان القمري، أُقيم يسوع وصعد بعَيد ذلك مجددا الى السماء. (مرقس ١٦:١-٨؛ لوقا ٢٤:٥٠-٥٣؛ اعمال ١:٦-٩) وكملك معيَّن من يهوه، يملك يسوع المقام سلطة تامة لتنفيذ قصد اللّٰه الاصلي للبشر. (اشعياء ٩:٦، ٧؛ لوقا ١:٣٢، ٣٣) نعم، يقدِّم الكتاب المقدس يسوع كشخص يلعب دورا رئيسيا في اتمام مقاصد اللّٰه.
في القرن الاول، قبِل كثيرون يسوع بصفته المسيا الموعود به، او المسيح، المرسَل الى الارض لتبرئة سلطان يهوه والموت كفدية عن الجنس البشري. (متى ٢٠:٢٨؛ لوقا ٢:٢٥-٣٢؛ يوحنا ١٧:٢٥، ٢٦؛ ١٨:٣٧) ومن الصعب ان يندفع الناس ليصبحوا تلاميذ ليسوع في وجه الاضطهاد العنيف اذا لم يكونوا متأكدين من هويته. وقد تولوا بشجاعة وغيرة التفويض الذي اوكله اليهم ان ‹يتلمذوا اناسا من جميع الامم›. — متى ٢٨:١٩.
يدرك ملايين المسيحيين المخلصين والحسني الاطلاع اليوم ان يسوع ليس شخصا خرافيا. ويقبلونه بصفته الملك المتوَّج لملكوت اللّٰه المؤسس في السماء الذي سيسيطر قريبا على الارض وشؤونها. ان هذه الحكومة الالهية هي خبر سار، اذ تعد بالراحة من مشاكل العالم. ويظهِر المسيحيون الحقيقيون الولاء في تأييدهم لملك يهوه المختار بإعلانهم للآخرين «بشارة الملكوت هذه». — متى ٢٤:١٤.
ان الذين يؤيدون ترتيب الملكوت بواسطة المسيح ابن اللّٰه الحي سيحيون ليتمتعوا ببركات ابدية. وهذه البركات يمكن ان تكون لكم ايضا! ويسرّ ناشري هذه المجلة ان يساعدوكم على معرفة يسوع الحقيقي.
[الحاشية]
a من اجل فحص مفصَّل لروايات الاناجيل، انظروا الفصول ٥ الى ٧ من كتاب الكتاب المقدس — كلمة اللّٰه أم الانسان؟، اصدار شهود يهوه.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٦]
ما يقوله آخرون
«أعتبرُ يسوع الناصري احد المعلمين المقتدرين الذين عرفهم العالم. . . . سأقول للهندوس ان حياتكم لن تكتمل ما لم تدرسوا بتوقير تعاليم يسوع». موهانداس ك. غاندي، رسالة يسوع المسيح (بالانكليزية).
«ان هذه الشخصية المميزة جدا، الكاملة تماما، الثابتة الى حد بعيد، المثالية جدا، الانسانية الى ابعد الحدود وأيضا التي تفوق كل عظمة بشرية لا يمكن ان تكون خداعا ولا خيالا. . . . يلزم شخص اعظم من يسوع لابتداع شخصية يسوع». فيليپ شاف، تاريخ الكنيسة المسيحية (بالانكليزية).
«لو ان عددا قليلا من الرجال السذَّج اخترعوا خلال جيل واحد هذه الشخصية القوية والجذابة، هذه المبادئ الاخلاقية السامية، وهذه النظرية الملهمة للاخوَّة البشرية، لكان عملهم هذا معجزة ابعد عن المعقول من اية معجزة مسجلة في الاناجيل». — ويل ديورانت، قيصر والمسيح (بالانكليزية).
«اذا اخذنا في الاعتبار وجود اشخاص حقيقيين كثيرين حاولوا تأسيس اديان ولكنهم فشلوا في ذلك، فقد يبدو امرا مبهما ان تكون حركة دينية عالمية الانتشار قد أُحدِثت بواسطة شخص غير موجود اختُلِق ليكون ما نعتبره اليوم وسيلة للتسويق». — ڠريڠ إيستربروك، بجانب المياه الساكنة (بالانكليزية).
‹بصفتي مؤرخا يُعنى بتاريخ الادب، انا مقتنع تماما بأن الاناجيل، مهما كانت، ليست اساطير. فليس فيها الخيال البارع الذي هو من مقوِّمات الاساطير. ان معظم حياة يسوع غير معروف لدينا، وهذا ما لا يسمح به مؤلف الاسطورة›. — ك. س. لُويس، اللّٰه في قفص الاتِّهام (بالانكليزية).
[الصور في الصفحة ٧]
تكشف الاناجيل عن مشاعر متنوعة جدا اظهرها يسوع
-