-
هل يناقض الكتاب المقدس ذاته؟الكتاب المقدس — كلمة اللّٰه أم الانسان؟
-
-
[الاطار في الصفحة ٩٣]
«التعارضات» لا يلزم ان تكون تناقضات
اوضح مرة كِنِثْ س. كانتزر، لاهوتيّ، كيف يمكن لتقريرين عن الحادثة نفسها ان يبدوَا متناقضين ومع ذلك ان يكونا كلاهما صحيحين. كتب: «منذ بعض الوقت قُتلت أمُّ صديقٍ عزيزٍ لنا. علمنا أوَّلا بموتها بواسطة صديق مشترك موثوق به اخبر ان أمّ صديقنا كانت تقف في زاوية الشارع تنتظر باصا، وقد صدمها باص آخر كان يمرّ، فأُصيبت اصابة مميتة، وماتت بعد دقائق قليلة.»
وسرعان ما سمع بعد ذلك تقريرا مختلفا جدا. يقول: «علمنا من حفيد المرأة الميتة انها تورَّطت في اصطدام، فرُميَت من السيارة التي كانت تركب فيها، وقُتلت على الفور. وكان الصبي متأكِّدا تماما من وقائعه.
«بعد ذلك بكثير . . . استقصينا لإحلال الانسجام. فعلمنا ان الجدة كانت تنتظر باصا، صدمها باص آخر، وأصيبت اصابة بالغة. فالتقطتها سيارة مارَّة وأُسرعَ بها الى المستشفى ولكن، في العجلة، اصطدمت السيارة التي كانت تُنقَل فيها الى المستشفى بسيارة اخرى. فرُميَت من السيارة وماتت على الفور.»
اجل، ان روايتين للحادثة نفسها قد تكونان كلتاهما صحيحتين مع انهما قد تبدوان غير متَّفقتين احداهما مع الاخرى. هذه هي الحال احيانا مع الكتاب المقدس. فالشهود المستقلّون قد يصفون تفاصيل مختلفة عن الحادثة نفسها. ولكن، بدلا من كونهم متناقضين، فإن ما يكتبونه يكمِّل بعضه بعضا، وإذا اخذنا كل الروايات في الاعتبار نحصل على فهم افضل لِمَا حدث.
-
-
هل يناقض الكتاب المقدس ذاته؟الكتاب المقدس — كلمة اللّٰه أم الانسان؟
-
-
وجهات نظر مختلفة
١٥ و ١٦ كيف امكن ان يكون موسى ويشوع كلاهما على حق عندما قال الواحد ان شرق الاردن هو «(هذا الجانب)» من النهر فيما قال الآخر انه «(الجانب الآخر)»؟
١٥ في بعض الاحيان كتب كتبة الكتاب المقدس عن الحادثة نفسها من وجهات نظر مختلفة، او انهم عرضوا رواياتهم بطرائق مختلفة. وعندما تؤخذ هذه الاختلافات في الاعتبار تكون التناقضات الظاهرية الاضافية سهلة الحل. والمثال على ذلك موجود في العدد ٣٥:١٤، حيث يتحدث موسى عن المقاطعة شرق الاردن بصفتها «في (هذا الجانب من) الاردن.» ولكنّ يشوع، اذ تحدَّث عن الارض شرقي الاردن، دعاها «(الجانب الآخر من) الاردن.» (يشوع ٢٢:٤) فأيهما على حق؟
١٦ في الواقع، كلاهما على حق. ووفقا للرواية في العدد لم يكن الاسرائيليون بعدُ قد عبروا نهر الاردن الى ارض الموعد، وهكذا بالنسبة اليهم كان شرق الاردن «(هذا الجانب).» أمَّا يشوع فكان قد عبر الاردن في ذلك الحين. وكان الآن، جسديا، غرب النهر، في ارض كنعان. وهكذا كان شرق الاردن، بالنسبة اليه، «(الجانب الآخر).»
١٧ (أ) اي تضارب مزعوم يشير اليه البعض في الاصحاحين الأوَّلين للتكوين؟ (ب) ما هو السبب الاساسي للتعارض المفترَض؟
١٧ وبالإضافة الى ذلك، ان الطريقة التي يركَّب بها السَّرد يمكن ان تقود الى تناقض ظاهري. ففي التكوين ١:٢٤-٢٦ يبيِّن الكتاب المقدس ان الحيوانات خُلقت قبل الانسان. أمَّا في التكوين ٢:٧، ١٩، ٢٠ فيبدو انه يقول ان الانسان خُلق قبل الحيوانات. فلِمَ التعارض؟ لأن روايتي الخلق تناقشانه من وجهتي نظر مختلفتين. فالأُولى تصف خلق السموات والارض وكل ما فيهما. (تكوين ١:١–٢:٤) والثانية تركِّز على خلق العرق البشري وسقوطه في الخطية. — تكوين ٢:٥–٤:٢٦.
١٨ كيف يمكننا التوفيق بين التعارضات الظاهرية بين روايتي الخلق في الاصحاحين الأوَّلين للتكوين؟
١٨ والرواية الأُولى مركَّبة بحسب الترتيب الزمني، مقسَّمة الى ستة «ايام» متتابعة. والثانية مكتوبة بحسب ترتيب الاهميّة الموضوعية. فبعد تمهيد قصير تمضي بشكل منطقي مباشرة الى خلق آدم، اذ انه هو وعائلته موضوع ما يلي. (تكوين ٢:٧) ويجري بعدئذ تقديم معلومات اخرى كما تدعو الحاجة. فنعلم ان آدم بعد خلقه كان سيسكن في جنة في عدن. وهكذا يُذكَر الآن غرس جنة عدن. (تكوين ٢:٨، ٩، ١٥) ويأمر يهوه آدم بأن يدعو «كل حيوانات البرية وكل طيور السماء.» فالآن، اذًا، هو الوقت للذِّكر انه «جبل الرب الإله من الارض» جميع هذه المخلوقات، مع ان خلقها بدأ قبل ان يظهر آدم على المسرح بزمن طويل. — تكوين ٢:١٩؛ ١:٢٠، ٢٤، ٢٦.
-