مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • انتاج مطبوعات الكتاب المقدس للاستعمال في الخدمة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • تزويد المطبوعات لتلاميذ الكتاب المقدس الاولين

      احدى المقالات الاولى بقلم ت.‏ ت.‏ رصل نُشرت في السنة ١٨٧٦ في فاحص الكتاب المقدس،‏ التي كان يحرِّرها جورج ستورز من بروكلين،‏ نيويورك.‏ وبعد ان صار الاخ رصل شريك ن.‏ ه‍.‏ باربور من روتشستر،‏ نيويورك،‏ زوَّد الاخ رصل رأس المال لاصدار كتاب العوالم الثلاثة والمجلة المعروفة بـ‍ بشير الصباح.‏ وقد خدم كمحرِّر مساعد لتلك المجلة واستعمل في السنة ١٨٧٧ تسهيلات الـ‍ بشير لاصدار كراس هدف وطريقة رجوع ربنا.‏ وكان الاخ رصل يتمتع بذكاء متوقِّد في الامور الروحية وكذلك الشؤون التجارية،‏ ولكنَّ باربور كان الخبير بتنضيد الحروف المطبعية والاخراج الفني.‏

      ولكن عندما انكر باربور القيمة الكفَّارية لذبيحة يسوع المسيح الفدائية،‏ قطع الاخ رصل علاقاته به.‏ وهكذا،‏ في السنة ١٨٧٩ عندما باشر رصل اصدار برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح،‏ كان يجب ان يعتمد على المطابع التجارية.‏

      في السنة التالية،‏ أُعِدَّت للنشر الاولى في سلسلة واسعة من النشرات المصمَّمة لاثارة اهتمام الناس بحقائق الكتاب المقدس.‏ وسرعان ما اتَّخذ هذا العمل ابعادا هائلة.‏ وبهدف معالجة الامر تشكَّلت جمعية برج مراقبة زيون للكراريس في ١٦ شباط ١٨٨١،‏ مع و.‏ ه‍.‏ كونلي رئيسا و ت.‏ ت.‏ رصل امينا للسر والصندوق.‏ وصُنعت الترتيبات لتقوم بالطبع شركات تجارية في مدن مختلفة من پنسلڤانيا،‏ نيويورك،‏ وأوهايو،‏ وكذلك من بريطانيا.‏ وفي السنة ١٨٨٤،‏ تأسست شرعيا جمعية برج مراقبة زيون للكراريس،‏a مع ت.‏ ت.‏ رصل رئيسا،‏ وأظهر ميثاقها انها اكثر من جمعية تدير النشر.‏ فهدفها الحقيقي كان دينيا؛‏ وقد رُخِّص لها في «نشر حقائق الكتاب المقدس بلغات مختلفة.‏»‏

      ويا للغيرة التي وسمت السعي الى هذا الهدف!‏ ففي السنة ١٨٨١،‏ خلال فترة اربعة اشهر،‏ صدرت ٠٠٠‏,٢٠٠‏,١ نشرة يبلغ مجموع صفحاتها نحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٠٠ صفحة.‏ (‏الكثير من هذه «النشرات» كان في الواقع في شكل كتب صغيرة.‏)‏ وبعد ذلك ارتفع انتاج نشرات الكتاب المقدس للتوزيع المجاني الى عشرات الملايين سنة بعد سنة.‏ وهذه النشرات طُبعت بنحو ٣٠ لغة ولم تُوزَّع فقط في اميركا بل ايضا في اوروپا،‏ جنوب افريقيا،‏ اوستراليا،‏ وبلدان اخرى.‏

      وافتُتح وجه آخر للعمل في السنة ١٨٨٦ عندما انهى الاخ رصل كتابة نظام الدهور الالهي،‏ الاول في سلسلة من ستة مجلَّدات كتبها شخصيا.‏ وفي ما يتعلق باصدار المجلَّدات الاربعة الاولى في تلك السلسلة (‏١٨٨٦-‏١٨٩٧)‏،‏ وكذلك النشرات وبرج المراقبة من السنة ١٨٨٧ الى ١٨٩٨،‏ استخدم شركة البرج للنشر.‏b وعلى مر الوقت،‏ صار الاخوة يقومون بتنضيد الحروف المطبعية والاخراج الفني في بيت الكتاب المقدس في پيتسبورڠ.‏ ولإبقاء النفقات منخفضة،‏ اشتروا ايضا الورق للطباعة.‏ وفي ما يتعلق بالطبع والتجليد الفعليين كثيرا ما كان الاخ رصل يطلب ذلك من اكثر من شركة واحدة.‏ وكان يخطط باعتناء،‏ مقدِّما الطلب قبل وقت كافٍ للحصول على اسعار مؤاتية.‏ ومن وقت اصدار الكتاب الاول الذي كتبه ت.‏ ت.‏ رصل حتى السنة ١٩١٦،‏ أُنتج ووُزِّع مجموع ٠٠٠‏,٣٨٤‏,٩ من تلك المجلَّدات الستة.‏

      لم يتوقف اصدار مطبوعات الكتاب المقدس عند موت الاخ رصل.‏ ففي السنة التالية طُبع المجلَّد السابع من دروس في الاسفار المقدسة.‏ وأُعلن اصداره لعائلة البتل في ١٧ تموز ١٩١٧.‏ وكان الطلب عليه كثيرا جدا حتى انه بحلول نهاية تلك السنة كانت الجمعية قد قدَّمت طلبات من اجل ٠٠٠‏,٨٥٠ نسخة بالانكليزية لدى اولئك الذين يطبعون ويجلدون الكتب تجاريا.‏ وكانت تُنتَج طبعات بلغات اخرى في اوروپا.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ طُبع في تلك السنة نحو ٣٨ مليون نشرة.‏

      ولكن بعدئذ،‏ خلال فترة من الاضطهاد الشديد في السنة ١٩١٨،‏ فيما كان رسميو الجمعية مسجونين ظلما،‏ جُرِّد مركزهم الرئيسي (‏الواقع في بروكلين،‏ نيويورك)‏ من محتوياته.‏ وأُتلفت الالواح المستعمَلة للطباعة.‏ وهيئة المستخدَمين التي خُفض عددها كثيرا نقلت المكتب من جديد الى پيتسبورڠ الى الطابق الثالث من بناء في ١١٩ شارع فيديرال.‏ فهل كان ذلك سيضع حدا لانتاجهم مطبوعات الكتاب المقدس؟‏

      هل يجب ان يقوموا بطباعتهم الخاصة؟‏

      بعد اطلاق سراح رئيس الجمعية ج.‏ ف.‏ رذرفورد وعشرائه من السجن اجتمع تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩١٩.‏ وتأملوا في ما سمح اللّٰه بحدوثه خلال السنة السابقة وما تدل كلمته انه يجب ان يفعلوه خلال الايام المقبلة.‏ وأُعلن ان مجلة جديدة،‏ العصر الذهبي،‏ كانت ستصدر كأداة لاستعمالها في ارشاد الناس الى ملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري.‏

      وكما فعلت في الماضي،‏ رتَّبت الجمعية ان تقوم شركة تجارية بالطبع.‏ لكنَّ الاوقات تغيَّرت.‏ فكانت هنالك صعوبات عمَّالية في الصناعة الطباعية ومشاكل في سوق الورق.‏ ولزم ترتيب يُعتمَد عليه اكثر.‏ فصلَّى الاخوة بخصوص المسألة وتطلعوا الى توجيهات الرب.‏

      اولا،‏ اين يجب ان يقيموا مكاتب الجمعية؟‏ هل يجب ان يعيدوا المركز الرئيسي الى بروكلين؟‏ تأمَّل مجلس ادارة الجمعية في المسألة،‏ وعُيِّنت لجنة لتفحُّص الوضع.‏

      اوصى الاخ رذرفورد سي.‏ أ.‏ وايز،‏ نائب رئيس الجمعية،‏ ان يذهب الى بروكلين ليبحث في اعادة فتح البتل واستئجار عقارات حيث يمكن ان تبدأ الجمعية عمليات الطبع.‏ واذ رغب في معرفة ايّ مسلك سيباركه اللّٰه،‏ قال الاخ رذرفورد:‏ «اذهب وتحقق ما اذا كانت مشيئة الرب ان نعود ثانية الى بروكلين.‏»‏

      فسأل الاخ وايز،‏ «وكيف اعرف ما اذا كانت مشيئة الرب ان نعود او لا؟‏»‏

      ‏«الفشل في الحصول على مخزون من الفحم في السنة ١٩١٨ هو ما جعلنا نعود من بروكلين الى پيتسبورڠ،‏»‏c اجاب الاخ رذرفورد.‏ «فلنجعل الفحم امتحانا.‏ اذهب واطلب شيئا من الفحم.‏»‏

      ‏«كم طنًّا تعتقد انه يجب ان اطلب لاجراء الامتحان؟‏»‏

      ‏«اجعله امتحانا كبيرا،‏» اوصى الاخ رذرفورد.‏ «اطلب ٥٠٠ طن.‏»‏

      هذا تماما ما فعله الاخ وايز.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ عندما قدَّم طلبا الى السلطات،‏ مُنح موافقة للحصول على ٥٠٠ طن من الفحم —‏ ما يكفي للاعتناء بحاجاتهم عدة سنوات!‏ ولكن اين كانوا سيضعونه؟‏ حُوِّلَت اقسام كبيرة من الطابق السفلي في «بيت ايل» الى مخزن للفحم.‏

      اعتُبرت نتيجة هذا الامتحان دليلا واضحا على مشيئة اللّٰه.‏ وبحلول اول تشرين الاول ١٩١٩ كانوا مرة اخرى يبدأون بمواصلة نشاطهم من بروكلين.‏

      والآن هل يجب ان يقوموا بطباعتهم الخاصة؟‏ سعوا الى شراء مطبعة دوَّارة للمجلات ولكن قيل لهم ان هنالك فقط عددا قليلا منها في الولايات المتحدة وانه لا امل في الحصول على واحدة لأشهر عديدة.‏ ولكنهم كانوا واثقين انه اذا كان ذلك مشيئة الرب،‏ يمكن ان يفتح الطريق.‏ وقد فعل ذلك!‏

      بعد اشهر قليلة فقط من عودتهم الى بروكلين نجحوا في شراء مطبعة دوَّارة.‏ وعلى بُعد ثمانية مجمَّعات من «بيت ايل،‏» في ٣٥ جادة ميرتل،‏ استأجروا ثلاث طبقات في بناء.‏ وبحلول اوائل السنة ١٩٢٠،‏ كان للجمعية مصنعها الخاص للطباعة —‏ صغير،‏ ولكن حسن التجهيز.‏ والاخوة الذين كانت لديهم الخبرة الكافية لتشغيل التجهيزات ابدوا استعدادهم للمساعدة في العمل.‏

      طُبع عدد ١ شباط من برج المراقبة في تلك السنة بمطبعة الجمعية الخاصة.‏ وبحلول نيسان كانت العصر الذهبي ايضا تُنتَج في مطبعتهم الخاصة.‏ وعند نهاية السنة كان من الممتع ان تذكر برج المراقبة:‏ «خلال الجزء الاكبر من السنة أُنجز العمل كله المتعلق بـ‍ برج المراقبة،‏ العصر الذهبي،‏ والكثير من الكراريس،‏ بأيدٍ مكرَّسة لا يوجِّه اعمالها سوى دافع واحد،‏ وهذا الدافع هو المحبة للرب وقضية بره.‏ .‏ .‏ .‏ وعندما اقتضى الامر ان تتوقف المجلات والمطبوعات الاخرى عن الصدور مؤقتا لسبب النقص في الورق او المشاكل العمَّالية،‏ استمر انتاج مطبوعاتنا دون مشاكل.‏»‏

      كانت فسحة المصنع محدودة الى حد بعيد،‏ ولكنَّ مقدار العمل المنجَز كان مدهشا.‏ فالكميات المطبوعة من برج المراقبة كانت ٠٠٠‏,٦٠ نسخة لكل عدد.‏ ولكنَّ العصر الذهبي كانت تُطبع ايضا هناك،‏ وخلال السنة الاولى كان عدد ٢٩ ايلول عددا خصوصيا.‏ فقد حمل تشهيرا مفصَّلا للمذنبين باضطهاد تلاميذ الكتاب المقدس من السنة ١٩١٧ الى السنة ١٩٢٠.‏ وطُبعت اربعة ملايين نسخة!‏ وفي ما بعد قال احد عمَّال المطبعة في المصنع:‏ ‹لزم ان يعمل الجميع ما عدا الطبَّاخ لاصدار هذا العدد.‏›‏

      في السنة الاولى لاستعمالهم مطبعة المجلات الدوَّارة،‏ سأل الاخ رذرفورد الاخوة عما اذا كان يمكنهم ان يطبعوا ايضا الكراريس على هذه المطبعة.‏ في بادئ الامر لم يبدُ ذلك محتملا.‏ وصانعو المطبعة قالوا انه لا يمكن فعل ذلك.‏ لكنَّ الاخوة حاولوا ونجحوا تماما.‏ واخترعوا ايضا آلتهم الخاصة لطيّ الورق وهكذا خفضوا حاجتهم الى عمَّال لهذا الوجه من العمل من ١٢ الى ٢.‏ وماذا كان سبب نجاحهم؟‏ «الخبرة وبركة الرب» هي الطريقة التي لخَّص بها مدير المصنع الامر.‏

      لكنَّ الجمعية لم تكن تتولى عمليات الطبع في بروكلين فقط.‏ فبعض العمليات المتعلقة باللغات الاجنبية كان يجري الاشراف عليها من مكتب في ميشيڠان.‏ وبغية الاعتناء بالحاجات المتعلقة بذلك العمل،‏ اعدَّت الجمعية في السنة ١٩٢١ آلة لَينوتَيپ،‏ مطابع،‏ وتجهيزات ضرورية اخرى في ديترويت،‏ ميشيڠان.‏ وهناك كانت المطبوعات تُطبع بالاوكرانية،‏ الپولندية،‏ الروسية،‏ وبلغات اخرى.‏

      في تلك السنة عينها اصدرت الجمعية كتاب قيثارة اللّٰه،‏ الذي كُتب بأسلوب يلائم المبتدئين بدرس الكتاب المقدس.‏ وحتى السنة ١٩٢١،‏ لم تكن الجمعية قد حاولت ان تطبع وتجلِّد كتبها الخاصة.‏ فهل يجب ان يسعوا الى اخذ هذا العمل ايضا على عاتقهم؟‏ مرة اخرى تطلَّعوا الى توجيه الرب.‏

      اخوة منتذرون يطبعون ويجلِّدون الكتب

      في السنة ١٩٢٠ اخبرت برج المراقبة ان كثيرين من موزِّعي المطبوعات الجائلين اضطروا الى ترك هذه الخدمة لأن الذين يطبعون ويجلِّدون الكتب كانوا غير قادرين على تلبية طلبات الجمعية.‏ ففكَّر الاخوة في المركز الرئيسي انه اذا استطاعوا التحرر من الاعتماد على اصحاب المصانع التجارية مع كل مشاكلهم العمَّالية،‏ فسيكونون في وضع يمكِّنهم من انجاز شهادة اعظم عن قصد اللّٰه للجنس البشري.‏ واذا طبعوا وجلَّدوا كتبهم الخاصة،‏ فسيصعب اكثر ايضا على المقاومين ان يتدخَّلوا في العمل.‏ وأملوا على مر الوقت ان يتمكنوا من التوفير في كلفة المجلَّدات وهكذا يصيرون في وضع يمكِّنهم من جعلها متوافرة بأكثر سرعة للعموم.‏

      لكنَّ ذلك يتطلب المزيد من الفسحة والمعدات،‏ ويجب ان يتعلَّموا مهارات جديدة.‏ فهل يمكنهم ذلك؟‏ تذكَّر روبرت ج.‏ مارتن،‏ ناظر المصنع،‏ ان يهوه في ايام موسى،‏ ‹ملأ بصلئيل وأهوليآ‌ب حكمة قلب ليصنعا كل عمل› لازم لبناء المسكن المقدس.‏ (‏خروج ٣٥:‏​٣٠-‏٣٥‏)‏ واذ كان يفكِّر في رواية الكتاب المقدس هذه،‏ وثق الاخ مارتن بأن يهوه سيقوم ايضا بما يلزم لكي يتمكن خدامه من نشر المطبوعات لاعلان الملكوت.‏

      بعد الكثير من التأمل والصلاة بدأت تبرز خطط محدَّدة.‏ واذ نظر الى ما حدث قبلًا كتب الاخ مارتن في ما بعد الى الاخ رذرفورد:‏ «اعظم يوم على الاطلاق كان اليوم الذي اردتَ فيه ان تعرف ما اذا كان هنالك سبب وجيه لعدم طبعنا وتجليدنا كل كتبنا الخاصة.‏ لقد كانت فكرة مثيرة،‏ لانها عنت فتح مصنع كامل لتنضيد الحروف المطبعية،‏ الطلاء الكهربائي،‏ الطباعة والتجليد،‏ الى جانب تشغيل عدد كبير من الآلات غير المألوفة لنا،‏ ومعظمها آلات لم نكن نعرف قط انها موجودة،‏ وضرورة تعلُّم عدد كبير من المهن.‏ ولكنها بدت الطريقة الفضلى لمواجهة الاسعار المرتفعة المطلوبة ثمنا للكتب بعد الحرب.‏

      ‏«استأجرْتَ المبنى المؤلَّف من ست طبقات في ١٨ شارع كونكورد (‏وكان هنالك مستأجرون في طابقين)‏؛‏ وفي ١ آذار ١٩٢٢ انتقلنا اليه.‏ واشتريتَ لنا معدات كاملة لتنضيد الحروف المطبعية،‏ الطلاء الكهربائي،‏ آلات للطباعة والتجليد،‏ معظمها جديد،‏ وبعضها مستعمل؛‏ فبدأنا العمل.‏

      ‏«احدى المؤسسات الطباعية الكبرى التي كانت تنجز الكثير من عملنا سمعت بما نحن عاملون وأتت،‏ ممثَّلةً بشخص الرئيس،‏ لزيارتنا.‏ فرأى التجهيزات الجديدة وعلَّق بعبوس،‏ ‹لديكم هنا مؤسسة طباعية من الدرجة الاولى،‏ ولا احد في المصنع يعرف شيئا عن كيفية ادارتها.‏ بعد ستة اشهر سيصير كل شيء خُردةً؛‏ وستكتشفون ان مَن يجب ان يطبعوا لكم مطبوعاتكم هم الذين كانوا يفعلون ذلك على الدوام،‏ والذين جعلوا ذلك مهنتهم.‏›‏

      ‏«بدا ذلك منطقيا كفاية،‏ ولكنه استثنى الرب؛‏ فقد كان دائما معنا.‏ وعندما بدأ معمل التجليد ارسل اخا قضى حياته كلها في مهنة التجليد.‏ وقد كان نافعا جدا حين كانت هنالك حاجة ماسة اليه.‏ وبمساعدته،‏ وبعمل روح الرب من خلال الاخوة الذين كانوا يحاولون ان يتعلَّموا،‏ سرعان ما صرنا نصنع الكتب.‏»‏

      لأن فسحة المصنع في شارع كونكورد كانت كبيرة،‏ أُدمجت عمليات الطبع من ديترويت في تلك التي في بروكلين.‏ وبحلول السنة الثانية كان الاخوة في هذا الموقع يُنتجون ٧٠ في المئة من الكتب والكراريس المطلوبة،‏ بالاضافة الى المجلات،‏ النشرات،‏ وأوراق الدعوة.‏ وفي السنة التالية،‏ بسبب نمو العمل،‏ صار ضروريا استعمال طابقي المصنع الباقيين.‏

      وهل يمكنهم ان يجعلوا انتاجهم للكتب اسرع؟‏ لقد ركَّبوا مطبعة في المانيا،‏ شحنوها بحرا الى اميركا،‏ وشغَّلوها في السنة ١٩٢٦ خصوصا لهذا القصد.‏ وعلى حد علمهم،‏ كانت هذه اول مطبعة دوَّارة تُستعمل في اميركا لطبع الكتب.‏

      لكنَّ عمليات الطبع التي يوجِّهها تلاميذ الكتاب المقدس لم تكن كلها في اميركا.‏

      عمليات الطباعة الباكرة في البلدان الاخرى

      باستخدام الشركات التجارية،‏ كان الاخ رصل ينجز الطباعة في بريطانيا قديما في السنة ١٨٨١.‏ وكانت تُنجَز في المانيا بحلول السنة ١٩٠٣،‏ اليونان بحلول السنة ١٩٠٦،‏ فنلندا بحلول السنة ١٩١٠،‏ وحتى اليابان بحلول السنة ١٩١٣.‏ وخلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الاولى،‏ كان يُنجَز مقدار كبير من مثل هذه الطباعة —‏ الكتب،‏ الكراريس،‏ المجلات،‏ والنشرات —‏ في بريطانيا،‏ البلدان الاسكنديناڤية،‏ المانيا،‏ وپولندا،‏ والبعض كان يُنجَز في البرازيل والهند.‏

      ثم في السنة ١٩٢٠،‏ السنة نفسها التي تولَّت فيها الجمعية طباعتها الخاصة للمجلات في بروكلين،‏ صُنعت الترتيبات ليقوم اخوتنا في اوروپا بشيء من هذا العمل ايضا.‏ فنظَّم فريق منهم في سويسرا مؤسسة طباعية في برْن.‏ فصارت شركتهم التجارية الخاصة.‏ ولكنهم كانوا جميعا من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ وقد انتجوا المطبوعات للجمعية باللغات الاوروپية بأسعار مؤاتية جدا.‏ وعلى مر الوقت،‏ حصلت الجمعية على حق ملكية هذا المعمل الطباعي ووسَّعته.‏ وبغية تلبية حاجة ملحَّة في البلدان الاوروپية الفقيرة اقتصاديا في ذلك الوقت،‏ أُنتجت هناك كميات هائلة من المطبوعات المجانية.‏ وفي اواخر عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ شُحنت بحرا من هذا المصنع مطبوعات بأكثر من اثنتي عشرة لغة.‏

      وفي الوقت عينه كان يَظهر الكثير من الاهتمام برسالة الملكوت في رومانيا.‏ وعلى الرغم من المقاومة القاسية لعملنا هناك،‏ اسست الجمعية معمل طباعة في كلوج،‏ بهدف خفض كلفة المطبوعات وجعلها متوافرة بأكثر سهولة للجياع للحق في رومانيا والبلدان المجاورة.‏ وفي السنة ١٩٢٤،‏ كان بإمكان هذه المطبعة ان تنتج نحو ربع مليون كتاب مجلَّد،‏ بالاضافة الى المجلات والكراريس،‏ بالرومانية والهنڠارية.‏ ولكن،‏ تبيَّن ان الشخص المشرف على العمل هناك لم يكن امينا على وديعته وارتكب اعمالا ادَّت الى خسارة الجمعية ملكيتها ومعداتها.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ استمر الاخوة الامناء في رومانيا في فعل ما في وسعهم لاخبار الآخرين حقائق الكتاب المقدس.‏

      وفي المانيا عقب الحرب العالمية الاولى كانت اعداد كبيرة من الناس تتدفَّق الى اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس.‏ ولكن،‏ كان الشعب الالماني يعاني ضيقة اقتصادية كبيرة.‏ وبهدف ابقاء كلفة مطبوعات الكتاب المقدس منخفضة لفائدتهم،‏ طوَّرت الجمعية عملياتها الطباعية الخاصة هناك ايضا.‏ ففي بارمن،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ أُنجزت الطباعة على طابعة مستوية عند بَسْطة الدرج في «بيت ايل» وعلى اخرى في سقيفة لخزن الحطب.‏ وفي السنة التالية انتقل الاخوة الى ماڠْدَبورڠ الى تسهيلات ملائمة اكثر.‏ فكانت لديهم ابنية جيدة هناك،‏ وأُضيف اليها المزيد،‏ ورُكِّبت معدات للطباعة وتجليد الكتب.‏ وبحلول نهاية السنة ١٩٢٥ أُخبر ان القدرة الانتاجية لهذا المصنع كانت ستصير على الاقل بحجم قدرة المصنع المستخدَم آنذاك في المركز الرئيسي في بروكلين.‏

      معظم الطباعة التي انجزها الاخوة فعليا بدأ على نطاق صغير.‏ وقد صحَّ ذلك في كوريا حيث اقامت الجمعية في السنة ١٩٢٢ مصنع طباعة صغيرا مجهَّزا لانتاج المطبوعات باللغة الكورية بالاضافة الى اليابانية والصينية.‏ وبعد سنوات قليلة نُقلت التجهيزات الى اليابان.‏

      وبحلول السنة ١٩٢٤،‏ كانت طباعة المواد الاصغر تُنجَز ايضا في كندا وفي جنوب افريقيا.‏ وفي السنة ١٩٢٥،‏ رُكِّبت مطبعة صغيرة في اوستراليا وأخرى في البرازيل.‏ وسرعان ما صار الاخوة في البرازيل يستعملون معداتهم لطبع النسخة الپرتغالية من برج المراقبة.‏ وحصل فرع الجمعية في انكلترا على تجهيزاته الاولى للطباعة في السنة ١٩٢٦.‏ وفي السنة ١٩٢٩ كان الجوع الروحي للاشخاص المتواضعين في اسپانيا يُسدّ بطبع برج المراقبة على مطبعة صغيرة هناك.‏ وبعد سنتين،‏ ابتدأت مطبعة تعمل في الطبقة السفلى لمكتب الفرع في فنلندا.‏

      وفي هذه الاثناء كان التوسُّع في المركز الرئيسي العالمي جاريا.‏

      مصنعهم الخاص في المركز الرئيسي العالمي

      منذ السنة ١٩٢٠،‏ كانت الجمعية تستأجر فسحة مصنع في بروكلين.‏ وحتى المبنى المستعمل من السنة ١٩٢٢ فصاعدا لم يكن في حالة جيدة؛‏ فكل شيء كان يرتجّ بقوة عندما تدور المطبعة الدوَّارة في الطبقة السفلية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت تلزم فسحة اضافية بغية الاعتناء بالعمل النامي.‏ ففكَّر الاخوة ان المال المتوافر يمكن استخدامه بطريقة افضل اذا كان لديهم مصنعهم الخاص.‏

      بدا ان ارضا تقع على بُعد مجمَّعات قليلة من «بيت ايل» هي الموقع المرغوب فيه جدا،‏ ولذلك عرضوا ثمنا لها.‏ وحدث ان دفعت شركة سْكْوِيب للصيدلة ثمنا اعلى؛‏ ولكن عندما بنوا في هذه الملكية،‏ كان عليهم ان يركِّزوا في الارض ١٦٧‏,١ دعامة للحصول على اساس متين.‏ (‏بعد سنوات اشترت جمعية برج المراقبة هذه الابنية من شركة سْكْوِيب،‏ بذلك الاساس الجيد الذي سبق فوُضع!‏)‏ ولكنَّ قطعة الارض التي اشترتها الجمعية في السنة ١٩٢٦ كانت لها تربة بقدرة جيدة على تحمُّل الثقل للبناء عليها.‏

      وفي شباط ١٩٢٧ انتقلوا الى مبناهم الجديد في ١١٧ شارع آدمز في بروكلين.‏ وقد زوَّدهم تقريبا ضعف الفسحة التي كانوا يستعملونها حتى ذلك الوقت.‏ وكان حسَن التصميم،‏ اذ كان العمل ينتقل من الطبقات العليا نزولا عبر مختلف الاقسام حتى يصل الى قسم الشحن في الطبقة الارضية.‏

      لكنَّ النمو لم ينتهِ.‏ فقد وجب توسيع هذا المصنع في خلال عشر سنوات؛‏ وكان المزيد سيأتي في ما بعد.‏ وبالاضافة الى طباعة ملايين النسخ من المجلات والكراريس سنويا،‏ كان المصنع ينتج ما مقداره ٠٠٠‏,١٠ كتاب مجلَّد في اليوم.‏ وعندما صارت هذه الكتب تشمل الكتب المقدسة الكاملة في السنة ١٩٤٢،‏ كانت جمعية برج المراقبة تفتتح ثانية حقلا جديدا في الصناعة الطباعية.‏ فقام الاخوة بالتجارب حتى صاروا قادرين على استعمال ورق الكتاب المقدس الخفيف الوزن على المطابع الدوَّارة —‏ الامر الذي لم تجرِّبه المطابع الاخرى حتى سنوات لاحقة.‏

      وفيما كان مثل هذا الانتاج الواسع النطاق جاريا،‏ لم تُغفَل الفِرَق ذات الحاجات الخصوصية.‏ فباكرا في السنة ١٩١٠ كان احد تلاميذ الكتاب المقدس في بوسطن،‏ ماساتشوستس،‏ وآخر في كندا يتعاونان على اعادة انتاج مطبوعات الجمعية بنظام برايل.‏ وبحلول السنة ١٩٢٤،‏ من مكتب في لوڠانسپورت،‏ إنديانا،‏ كانت الجمعية تنتج مطبوعات لفائدة العميان.‏ ولكن بسبب التجاوب المحدود جدا في ذلك الوقت،‏ انتهى العمل بنظام برايل في السنة ١٩٣٦،‏ وجرى التشديد على مساعدة العميان بواسطة اسطوانات الفونوڠراف والانتباه الشخصي.‏ وفي ما بعد،‏ في السنة ١٩٦٠،‏ بدأ من جديد انتاج المطبوعات بنظام برايل —‏ وهذه المرة بتنويع اكبر،‏ وتدريجيا بتجاوب افضل.‏

  • انتاج مطبوعات الكتاب المقدس للاستعمال في الخدمة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥٨٥]‏

      ‏‹الدليل على روح يهوه›‏

      «ان الطباعة الناجحة للكتب والكتب المقدسة على مطابع دوَّارة بواسطة اشخاص لديهم القليل او لا شيء من الخبرة السابقة [وفي وقت لم يكن فيه الآخرون يفعلون ذلك بعد] هي دليل على اشراف يهوه وتوجيه روحه،‏» قال تشارلز فِكِل.‏ عرف الاخ فِكِل جيدا ما يشمله ذلك،‏ لأنه كان قد شارك في تطوُّر عمليات الطباعة في مركز الجمعية الرئيسي لأكثر من نصف قرن.‏ وفي سنواته المتأخرة خدم كعضو في الهيئة الحاكمة.‏

      ‏[الصورة]‏

      تشارلز فِكِل

  • انتاج مطبوعات الكتاب المقدس للاستعمال في الخدمة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٥٨٠]‏

      تنضيد الحروف المطبعية

      في البداية كان كل شيء يُنجَز باليد،‏ حرف واحد كل مرة

      جنوب افريقيا

      من السنة ١٩٢٠ حتى ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت تُستعمل آلات لَينوتَيپ

      الولايات المتحدة

  • انتاج مطبوعات الكتاب المقدس للاستعمال في الخدمة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٥٨٣]‏

      صنع الالواح

      من عشرينات الى ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت تُصنع ألواح رصاصية للطباعة البارزة

      ‏[الصور]‏

      ١-‏ كانت اسطر الحروف لصفحات المواد المطبوعة تُثبَّت في أُطُر معدنية تدعى اطواقا

      ٢-‏ تحت الضغط كانت تُصنع طبعة للحروف على مادة يمكن استعمالها كقالب

      ٣-‏ كان الرصاص الساخن يُسكب على القالب لصنع ألواح طباعية معدنية مقوَّسة

      ٤-‏ كان المعدن غير المرغوب فيه يُزال عن وجه اللوح

      ٥-‏ كانت الالواح تُغطَّى بالنيكل من اجل المتانة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة