مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الكتاب المقدس الملكي:‏ مَعلَم في تاريخ الدراسات العلمية
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • الكتاب المقدس الملكي:‏ مَعلَم في تاريخ الدراسات العلمية

      في اوائل القرن السادس عشر،‏ ابحرت سفينة من اسبانيا الى شبه جزيرة ايطاليا وهي تحمل على متنها كنزا نفيسا.‏ كان هذا الكنز معظم النسخ المتوفرة من الكتاب المقدس الكُمْپلوتِمي المتعدِّد اللغات الذي طُبع خلال السنوات ١٥١٤ و ١٥١٧.‏ خلال الرحلة،‏ هبّت فجأة عاصفة قوية.‏ فحاول الطاقم انقاذ السفينة،‏ ولكن دون جدوى.‏ فغرقت وغرق معها الكنز الثمين.‏

      عقب هذه الكارثة،‏ نشأت الحاجة الى اصدار طبعة جديدة من هذا الكتاب المقدس المتعدِّد اللغات.‏ وفي آخر الامر قبِل كريستوف پلانتان،‏ احد المشاهير في مجال الطباعة،‏ ان يأخذ على عاتقه تنفيذ هذه المهمة الشاقة.‏ غير انه احتاج الى شخص ثري يرعى ويموّل هذا العمل الضخم.‏ فطلب من فيليپ الثاني ملك اسبانيا ان يكون الراعي الرسمي.‏ ولكن قبل ان يتخذ الملك قراره،‏ استشار عدة علماء اسبانيين،‏ من بينهم عالِم الكتاب المقدس المشهور بينيتو أرياس مونتانو الذي قال للملك:‏ «فضلا عن انك ستقدّم خدمة للّٰه وللكنيسة الجامعة [الكنيسة الكاثوليكية الرومانية]،‏ فإن اسم جلالتك المهوب سيتمجد كثيرا وستحظى بشهرة واسعة واعتبار كبير».‏

      بما ان اصدار طبعة منقّحة من الكتاب الكُمْپلوتِمي المتعدِّد اللغات هو انجاز ثقافي بارز،‏ فقد قرّر الملك فيليپ ان يقدّم دعمه الكامل لمشروع پلانتان.‏ وأوكل الى أرياس مونتانو مهمة ضخمة هي ان يحرّر هذا المشروع الذي دُعي لاحقا الكتاب المقدس الملكي،‏ او مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات.‏a

      كان الملك فيليپ مهتما جدا بإصدار هذا الكتاب المقدس المتعدِّد اللغات حتى انه طلب الاطّلاع على مسودة كل ورقة معدّة للطبع.‏ غير ان پلانتان لم يشأ ان يتأخر العمل بسبب ذلك.‏ فقد وجب إرسال المسودة من أنتوَرپ الى اسبانيا لكي يقرأها ويصحّحها الملك ثم يعيدها مجددا الى أنتوَرپ لإكمال العمل فيها.‏ لكنَّ ما حصل فعلا هو ان الملك فيليپ اطّلع فقط على اول ورقة مطبوعة وربما بعض الصفحات الاولى،‏ فيما تابع مونتانو عملية التصحيح بمساعدة ثلاثة اساتذة من لوڤان بالاضافة الى ابنة پلانتان الشابة.‏

      شغف مونتانو بكلمة اللّٰه

      تكيَّف أرياس مونتانو مع علماء أنتوَرپ وشعر بينهم بالارتياح.‏ فقد اكسبه عقله المنفتح محبة پلانتان،‏ ودامت علاقة الصداقة والتعاون بينهما بقية حياتهما.‏ لم يتميز مونتانو بمعلوماته العلمية العميقة فحسب،‏ بل ايضا بمحبته الشديدة لكلمة اللّٰه.‏b ففي عمر الشباب،‏ كان يتوق الى اكمال دراساته الاكاديمية لكي يتفرّغ كاملا لدراسة الاسفار المقدسة.‏

      اعتقد أرياس مونتانو ان ترجمة الكتاب المقدس ينبغي ان تكون حرفية الى اقصى حد ممكن.‏ لذلك حاول ان يترجم النص الاصلي بدقة تتيح للقارئ فرصة قراءة كلمة اللّٰه الحقة.‏ وهو بذلك كان يسير على خُطى ايرازموس الذي تبنّى شعارا حثّ من خلاله العلماء «ان يبشّروا عن المسيح استنادا الى الاصل»،‏ اي النصوص باللغات الاصلية.‏ فطوال قرون،‏ حُجب عن الناس معنى الاسفار المقدسة باللغات الاصلية بسبب صعوبة فهم الترجمات اللاتينية.‏

      إعداد هذا المؤلَّف

      تمكّن أرياس مونتانو من الحصول على كافة المخطوطات التي أعدّها وراجعها ألفونسو دي زامورا من اجل طباعة الكتاب الكُمْپلوتِمي المتعدِّد اللغات.‏c واستخدمها في اعداد الكتاب المقدس الملكي.‏

      في البداية،‏ كان الهدف من اصدار الكتاب المقدس الملكي انتاج طبعة ثانية للكتاب الكُمْپلوتِمي المتعدِّد اللغات،‏ لكنه بات اكثر من مجرد طبعة منقّحة تنقيحا بسيطا.‏ فقد احتوى على النصّين العبراني واليوناني للترجمة السبعينية اللذين أُخذا من الكتاب المقدس الكُمْپلوتِمي،‏ وأُضيفت اليه نصوص جديدة وملحق شامل.‏ فتألّف في النهاية من ثمانية مجلدات.‏ واستغرقت طباعته خمس سنوات،‏ من سنة ١٥٦٨ حتى سنة ١٥٧٢،‏ وهي فترة قصيرة جدا بالنظر الى طبيعة هذا العمل الضخم.‏ وقد طُبعت منه ٢١٣‏,١ نسخة.‏

      صحيح ان الكتاب المقدس الكُمْپلوتِمي المتعدِّد اللغات الذي نُشر سنة ١٥١٧ كان «حدثا بارزا في تاريخ فن الطباعة»،‏ إلّا ان مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات الجديدة تفوّقت عليه كثيرا.‏ فقد تميّزت بمضمونها القيّم وأهميتها التقنية.‏ كما اعتُبرت مَعلَما آخر في تاريخ الطباعة،‏ والاهم في الحصول على نصوص اصلية دقيقة للكتاب المقدس تشكِّل الاساس لترجمات اخرى.‏

      هجمات شنّها اعداء كلمة اللّٰه

      سرعان ما ظهر على المسرح اعداء قاوموا تراجمة الكتاب المقدس المخلصين.‏ فقد وُشي بأرياس مونتانو الى محكمة التفتيش رغم انه كان عالِما محترما حسن الصيت وأن مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات حازت على موافقة البابا.‏ وادّعى هؤلاء المقاومون ان عمل مونتانو اظهر ان ترجمة سانتاس پانيينوس اللاتينية المنقّحة حديثا متفوّقة على الڤولڠات،‏ التي تُرجمت قبل قرون،‏ من حيث الدقة في ترجمة النصوص العبرانية واليونانية الاصلية.‏ كما شجبوا رجوعه الى اللغات الاصلية بغية انتاج ترجمة دقيقة للكتاب المقدس معتبرين ذلك عملا هرطوقيا.‏

      علاوة على ذلك،‏ اكّدت محكمة التفتيش ان «الملك لم يحظَ بالكثير من التقدير والاجلال بمنح هذا العمل لقبه كملك».‏ كما عبّرت عن اسفها لأن مونتانو لم يمنح الڤولڠات،‏ الترجمة الرسمية آنذاك،‏ الاهمية التي تستحقها.‏ ولكن رغم هذه الاتهامات،‏ لم تجد المحكمة ادلة كافية لإدانة مونتانو او كتابه المقدس المتعدِّد اللغات.‏ وفي آخر الامر،‏ شاع الى حد كبير استعمال الكتاب المقدس الملكي وأصبح مرجعا معتمَدا في العديد من الجامعات.‏

      اداة قيّمة في ترجمة الكتاب المقدس

      سرعان ما استفاد تراجمة الكتاب المقدس من مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات التي لم تكن موجّهة الى عامة الناس.‏ فعلى غرار الكتاب الكُمْپلوتِمي المتعدِّد اللغات،‏ ساهمت هذه المجموعة في تحسين نصوص الاسفار المقدسة التي كانت متوفرة آنذاك.‏ وساعدت المترجمين على نيل فهم افضل لهذه اللغات.‏ كما انها لعبت دورا في ترجمة الكتاب المقدس الى العديد من اللغات الاوروبية الاساسية.‏ على سبيل المثال،‏ يخبر كتاب تاريخ كَيمبريدج للكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏ ان مترجمي ترجمة الملك جيمس المشهورة،‏ او الترجمة المرخَّصة،‏ لسنة ١٦١١ اعتبروا مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات أداة قيّمة ساعدتهم في ترجمة نصوص اللغات القديمة.‏ كما كان للكتاب المقدس الملكي دور فاعل في اعداد مجموعتين مهمّتين متعدِّدتَي اللغات نُشرتا في القرن السابع عشر.‏ —‏ انظر الاطار «الكتب المقدسة المتعدِّدة اللغات».‏

      وإحدى المزايا الكثيرة التي تحلّت بها مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات هي إضافة الترجمة السريانية للاسفار اليونانية الى النصوص الاخرى،‏ الامر الذي مكّن العلماء الاوروبيين من الاطلاع عليها للمرة الاولى.‏ فقد وُضع النص السرياني جنبا الى جنب مع ترجمة لاتينية حرفية.‏ وقد كانت هذه المزيّة مفيدة جدا لأن السريانية هي واحدة من اقدم ترجمات الاسفار اليونانية المسيحية.‏ فهذه الترجمة،‏ التي يعود تاريخها الى القرن الخامس ب‌م،‏ مؤسَّسة على مخطوطات يعود تاريخها الى القرن الثاني ب‌م.‏ تقول دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية (‏بالانكليزية)‏:‏ «من المعترف به عموما ان البشيطة [السريانية] تلعب دورا مهمًّا في نقد النصوص.‏ فهي واحدة من اقدم وأهم مصادر المعلومات حول التعاليم القديمة».‏

      وهكذا،‏ لم يستطع لا البحر الهائج ولا هجمات محكمة التفتيش الاسبانية ان تحول دون صدور نسخة محسّنة وكبيرة من الكتاب الكُمْپلوتِمي المتعدِّد اللغات سنة ١٥٧٢ باسم الكتاب المقدس الملكي.‏ فهذا الكتاب هو دليل آخر على الجهود التي بذلها رجال مخلصون للدفاع عن كلمة اللّٰه.‏

      وسواء عرف هؤلاء الرجال المتفانون ام لا،‏ فقد برهنت جهودهم غير الانانية صحة كلمات اشعيا النبوية.‏ فقد كتب قبل نحو ثلاثة آلاف سنة:‏ «العشب الاخضر يبس،‏ والزهر ذبل،‏ وأما كلمة إلهنا فتبقى الى الدهر».‏ —‏ اشعيا ٤٠:‏٨‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a أُطلق عليه اسم الكتاب المقدس الملكي لأن مموِّله هو الملك فيليپ.‏ ودُعي باسم مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات لأنه طُبع في مدينة أنتوَرپ التي كانت آنذاك جزءا من الامبراطورية الاسبانية.‏

      b كان مونتانو يجيد اللغات الخمس الاساسية في الكتاب المقدس المتعدِّد اللغات:‏ السريانية،‏ العبرانية،‏ العربية،‏ اللاتينية،‏ واليونانية.‏ كما كان متضلّعا في علم الآثار والطب والعلوم الطبيعية واللاهوت،‏ دراسات وضعها موضع التطبيق عند اعداد ملحق الكتاب.‏

      c من اجل المزيد من المعلومات عن الكتاب المقدس الكُمْپلوتِمي المتعدِّد اللغات،‏ انظر برج المراقبة،‏ عدد ١٥ نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٤‏.‏

  • الكتاب المقدس الملكي:‏ مَعلَم في تاريخ الدراسات العلمية
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • ٢-‏ مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات (‏١٥٦٨-‏١٥٧٢)‏.‏ حرّرها بينيتو أرياس مونتانو.‏ تتضمَّن ترجمة البشيطة السريانية للاسفار اليونانية المسيحية وترجوم يوناثان الأرامي،‏ فضلا عن نصوص الكتاب المقدس الكُمْپلوتِمي.‏ كما نُقّح النص العبراني الوارد فيها،‏ الذي تضمن علامات التشكيل والنبر،‏ وفقا للنص العبراني الذي انتجه يعقوب بن حاييم.‏ وهكذا بات هذا النص مرجعا للاسفار العبرانية معتمَدا لدى تراجمة الكتاب المقدس.‏

  • الكتاب المقدس الملكي:‏ مَعلَم في تاريخ الدراسات العلمية
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • ‏[الصور في الصفحة ١١]‏

      الصورة في اليسار:‏ كريستوف پلانتان وغلاف مجموعة أنتوَرپ المتعدِّدة اللغات.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏n‏e‏p‏r‏e‏w‏t‏n‏A‏ ‏t‏e‏n‏i‏b‏a‏k‏n‏e‏t‏n‏e‏r‏P‏ ‏k‏j‏i‏l‏e‏d‏e‏t‏S‏/‏s‏u‏t‏e‏r‏o‏M‏-‏n‏i‏t‏n‏a‏l‏P‏ ‏m‏u‏e‏s‏u‏M‏ ‏f‏o‏ ‏y‏s‏e‏t‏r‏u‏o‏c‏ ‏y‏B‏ :‏n‏i‏t‏n‏a‏l‏P‏ ‏d‏n‏a‏ ‏e‏g‏a‏p‏ ‏e‏l‏t‏i‏T‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

      في الاعلى:‏ اربعة نصوص للاصحاح ١٥ من سفر الخروج في اربعة اعمدة

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٩]‏

      ‏n‏e‏p‏r‏e‏w‏t‏n‏A‏ ‏t‏e‏n‏i‏b‏a‏k‏n‏e‏t‏n‏e‏r‏P‏ ‏k‏j‏i‏l‏e‏d‏e‏t‏S‏/‏s‏u‏t‏e‏r‏o‏M‏-‏n‏i‏t‏n‏a‏l‏P‏ ‏m‏u‏e‏s‏u‏M‏ ‏f‏o‏ ‏y‏s‏e‏t‏r‏u‏o‏c‏ ‏y‏B‏ :‏n‏i‏t‏n‏a‏l‏P‏ ‏d‏n‏a‏ ‏e‏g‏a‏p‏ ‏e‏l‏t‏i‏T

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة