مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩١ ١/‏٥ ص ٢٥-‏٢٩
  • استمروا في زرع البزور —‏ يهوه سينمي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • استمروا في زرع البزور —‏ يهوه سينمي
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • المثال والتدريب الابويان الجيدان
  • الى خدمة الفتح
  • التعيين —‏ ايرلندا
  • عنف الرعاع
  • بزور الحق تنبت
  • مواقف متغيِّرة
  • تدريب خصوصي في مدرسة جلعاد
  • بركة يهوه تستمر
  • افضل شيء لفعله بحياتي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
  • فعل مشيئة يهوه يعود علينا بالبركات
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٧
  • ‏«ملاك يهوه حالّ حول خائفيه»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • ‏‹طلب الملكوت اولا›‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
ب٩١ ١/‏٥ ص ٢٥-‏٢٩

استمروا في زرع البزور —‏ يهوه سينمي

كما رواها فْرِد مِتْكاف

في وقت باكر من سنة ١٩٤٨،‏ وفي اثناء خدمتي من بيت الى بيت،‏ زرت مزرعة صغيرة في ضواحي كورك في جنوب ايرلندا.‏ وعندما اوضحت للمُزارع من انا،‏ احمرَّ وجهه.‏ وغضب فجأة،‏ صرخ بأنني شيوعي،‏ وركض ليحضر المذراة التي له.‏ ودون ادنى تفكير،‏ اندفعت بسرعة خارج فناء المزرعة وقمت بقفزة سريعة على الدراجة التي كنت قد تركتها الى جانب الطريق.‏ كانت التلة هناك شديدة الانحدار جدا،‏ ولكنني اسرعت بالدراجة نزولا قدر المستطاع،‏ غير ناظر الى الوراء،‏ اذ تخيَّلت المُزارع يرميني بمذراته كالرمح.‏

صرت معتادا على ردود فعل كهذه في السنتين منذ اتيت الى جمهورية ايرلندا من انكلترا كفاتح خصوصي في السنة ١٩٤٦.‏ والجوقة الصغيرة من الكارزين بالملكوت التي انضممت اليها،‏ وعددهم نحو ٢٤ فقط،‏ كان قد سبق ان اختبرت وابلا من العِداء والذم.‏ لكنني كنت واثقا بأن روح يهوه سيعطي اخيرا نتائج.‏ —‏ غلاطية ٦:‏٨،‏ ٩‏.‏

ولكن،‏ قبل ان أروي كيف تطوَّرت الامور،‏ دعوني اخبركم قليلا عن حياتي الباكرة والتدريب الذي أفادني في ظل ظروف صعبة الاحتمال كهذه.‏

المثال والتدريب الابويان الجيدان

كان اتصال ابي بالحق في وقت باكر من سنة ١٩١٤.‏ فبينما كان مسافرا الى البيت من مباراة في كرة القدم في شَفيلد،‏ انكلترا،‏ قرأ نشرة للكتاب المقدس اوضحت حالة الموتى.‏ وكان قد سبق ان زار عددا من الكنائس بحثا عن اجوبة لاسئلته ولكن دون نجاح.‏ وما قرأه الآن في تلك النشرة أثاره.‏ فأرسل طالبا المجلدات الستة لِـ‍ دروس في الاسفار المقدسة التي اعلنت عنها النشرة،‏ وقرأها بتوق شديد،‏ وغالبا حتى ساعات الصباح الباكرة.‏ فتعرَّف ابي سريعا بالحق.‏

وسرعان ما ابتدأ بمعاشرة الجماعة المحلية لشهود يهوه،‏ معاشرة دامت اكثر من ٤٠ سنة،‏ خدم في معظمها كناظر مشرف.‏ ولبهجة ابي،‏ قبِل اثنان من اخوته واخواته الثلاث جميعهن الحق.‏ وقد شهد واحد من اخويه لمساعِدة شابة في محل،‏ فصارت هي واختها كلتاهما مسيحيتين منتذرتين ممسوحتين.‏ وتزوج ابي واخوه بهاتين الشابتين.‏

كنت في عائلتي واحدا من الصبيان الاربعة الذين تربّوا «بتأديب الرب وانذاره.‏» (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ وانا مسرور بأن والديَّ لم يوفِّرا جهدا في غرس الحق فينا.‏ وفي ذلك الوقت لم تكن هنالك مطبوعات مصمَّمة خصوصا لمساعدة الوالدين على تعليم اولادهم حقائق الكتاب المقدس؛‏ ولكن كان لدينا درس عائلي قانوني في الكتاب المقدس مرتين في الاسبوع مستعملين كتاب قيثارة اللّٰه،‏ فضلا عن مناقشة قانونية للآية اليومية.‏ —‏ تثنية ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

امي وابي كانا مثالين رائعين ايضا في تقديرهما للاجتماعات وفي غيرتهما للخدمة.‏ وبالاضافة الى صفاته الروحية الحسنة،‏ كانت لدى ابي ايضا روح فكاهة جيدة،‏ نقلها الى اولاده.‏ وقد ادَّى عمل والديَّ الشاق الى نتائج جيدة.‏ فأبناؤهما الاربعة جميعا،‏ الآن في ستيناتهم،‏ لا يزالون يخدمون يهوه بفرح.‏

الى خدمة الفتح

في نيسان ١٩٣٩،‏ وفي الـ‍ ١٦ من العمر،‏ انتهيت من المدرسة وصرت فاتحا قانونيا.‏ وانضمَّ اليَّ ابي في خدمة الفتح ومنحني تدريبا من الدرجة الاولى.‏ واذ كنا نسافر بواسطة الدراجة،‏ غطَّينا بشكل شامل كل المقاطعة ضمن مدى شعاع من سبعة اميال (‏١١ كلم)‏ من بيتنا.‏ وكل يوم كان كلانا يأخذ ٥٠ كراسا،‏ ولم نكن لنرجع الى البيت حتى نكون قد وزَّعناها.‏

كان لديَّ،‏ بعد سنتين،‏ امتياز ان اكون بين اول الفاتحين الخصوصيين المعيَّنين في بريطانيا.‏ وكان فرحا ان انال هذه البركة،‏ لكنه كان محزنا ترك الامن السعيد لبيت ثيوقراطي.‏ وفي الوقت المحدَّد وبمساعدة يهوه تكيَّفت.‏

لقد قُطعت خدمة الفتح التي لي خلال الحرب العالمية الثانية عندما سُجنت مع شهود احداث آخرين بسبب مسألة الحياد.‏ وفي سجن دورهام،‏ صُنِّفت في منزلة السجين الحدث.‏ وهذا عنى انه يجب عليَّ ان ارتدي سروالا قصيرا —‏ امر غير مؤات على نحو واضح في الطقس البارد.‏ تخيَّلوا فقط وِلْف ڠوتش (‏الآن منسق لجنة الفرع في بريطانيا)‏،‏ پيتر إلِّيس (‏عضو في لجنة فرع بريطانيا)‏،‏ فْرِد آدامز،‏ واياي —‏ يبلغ طولنا نحو ست اقدام (‏٨‏,١ م)‏ —‏ واقفين معا ولابسين سراويل قصيرة مثل التلاميذ!‏

التعيين —‏ ايرلندا

عقب اطلاق سراحي من السجن،‏ خدمت كفاتح في اجزاء مختلفة من انكلترا لثلاث سنوات.‏ ثم تسلَّمت تعيينا كان سيثبت انه ممتحِن ومانح الاكتفاء كثيرا جدا على حد سواء —‏ جمهورية ايرلندا.‏ كل ما عرفته عن ايرلندا الجنوبية كان ان كل واحد هناك تقريبا هو كاثوليكي روماني.‏ لكنني تجاهلت التعليقات السلبية التي قام بها البعض ولم اتردَّد في قبول التعيين.‏ كان هذا وقتا لتوسُّع العبادة الحقة،‏ وكنت متأكدا ان يهوه،‏ بواسطة روحه القدوس،‏ سيساعدني.‏

معظم الشهود في جمهورية ايرلندا كانوا في العاصمة،‏ دَبْلِن،‏ وواحد فقط او اثنان كانا موزَّعَين في مكان آخر.‏ لذلك،‏ فان معظم الناس لم يروا قط حتى واحدا من شهود يهوه.‏ بدأت العمل في مدينة كورك مع ثلاثة فاتحين خصوصيين آخرين.‏ ولم يكن سهلا ايجاد أُذُن صاغية.‏ ففي قدَّاسهم،‏ كان الكهنة يحذِّرون منا باستمرار،‏ داعين ايانا «ابالسة شيوعيين.‏» والصحف ايضا حذَّرت من نشاطاتنا.‏

وذات يوم كان حلاّق يسوِّي شعري مستعملا موسى الحلاقة.‏ وفي اثناء المحادثة،‏ سأل عما افعله في كورك.‏ وعندما اخبرته،‏ غضب فجأة وشتمني.‏ وكانت يده تهتزّ من الغضب،‏ فتخيَّلت بأنني خارج من المحل ورأسي مدسوس تحت ذراعي!‏ ويا لها من راحة ان اخرج من محله غير مصاب بأذى!‏

عنف الرعاع

احيانا كان علينا ان نواجه عنف الرعاع.‏ مثلا،‏ ذات يوم في آذار ١٩٤٨،‏ كنا منهمكين في الخدمة من بيت الى بيت عندما هاجم احد الرعاع رفيقي،‏ فْرِد تشافِن.‏ واذ طارده الحشد،‏ ركض فْرِد الى محطة باص وناشد سائق الباص وجامع التذاكر المساعدة.‏ بدلا من ذلك،‏ اشتركا في الهجوم.‏ فركض فْرِد بعيدا نحو أعلى الطريق ونجح في الاختباء خلف جدار عالٍ يحيط ببيت الكاهن.‏

في هذه الاثناء،‏ كنت قد ذهبت لأُحضر دراجتي.‏ ولكي اعود الى وسط المدينة،‏ سلكت طريقا جانبيا،‏ ولكن عندما ظهرت في الطريق الرئيسي،‏ كان الرعاع منتظرين.‏ فانتزع رجلان محفظتي الجلدية ونثرا محتوياتها في الهواء.‏ ثم بدأا يلكمانني ويرفسانني.‏ وفجأة ظهر رجل.‏ لقد كان شرطيا باللباس المدني،‏ فاوقف الهجوم،‏ آخذا اياي والمهاجمين الى مخفر الشرطة.‏

لقد زوَّد هذا الهجوم اساسا لِـ‍ «المحاماة عن الانجيل وتثبيته.‏» (‏فيلبي ١:‏٧‏)‏ وعندما وصلت القضية الى المحكمة،‏ فان الشرطي الذي كان قد انقذني،‏ وهو نفسه كاثوليكي روماني،‏ قدم الشهادة،‏ وأُدين ستة افراد بالهجوم.‏ واظهرت القضية ان لدينا الحق في ان نذهب من باب الى باب وخدمت كرادع للآخرين الذين يمكن ان يفكروا في اللجوء الى العنف.‏

في البداية اعتُبر انه خطير جدا ارسال اخوات كفاتحات الى اماكن مثل كورك.‏ ولكن،‏ غالبا ما بدا انه سيكون افضل ان تزور اخوات النساء المهتمات.‏ لذلك،‏ قبل هذا الهجوم بقليل،‏ عيَّنت الجمعية اختين فاتحتين جيدتين لكورك.‏ احداهما،‏ اڤلين ماكفارلن،‏ صارت لاحقا مرسلة وقامت بعمل ممتاز في تشيلي.‏ والاخرى،‏ كارولين فْرَنسِس،‏ التي كانت قد باعت منزلها في لندن لتخدم كفاتحة في ايرلندا،‏ صارت زوجتي.‏

بزور الحق تنبت

كان سيصير سهلا التفكير في اننا كنا نضيع وقتنا في زرع بزور حق الملكوت في ظل احوال كهذه.‏ لكنّ رؤية الحق ينبت هنا وهناك دعمت ثقتنا بقوة يهوه على جعل الاشياء تنمو.‏ مثلا،‏ ارسلت الجمعية ذات مرة اسم رجل وعنوانه كان قد كتب طالبا نسخة من كتاب ليكن اللّٰه صادقا.‏ وكان العنوان في فِرْمُوي،‏ بلدة صغيرة تبعد نحو ٢٢ ميلا (‏٣٥ كلم)‏ من مدينة كورك.‏ لذلك انطلقت على دراجتي صباح يوم احد لأعيِّن مكان هذا الشخص.‏

وعندما وصلت الى فِرْمُوي،‏ سألت رجلا عن الاتجاهات.‏ فقال،‏ «انها على بعد تسعة اميال (‏١٤ كلم)‏ اخرى من الطريق.‏» فانطلقت من جديد ووصلت اخيرا الى مزرعة في اسفل طريق جبلي ضيِّق.‏ وكان الشاب الذي ارسل طالبا الكتاب واقفا عند بوابة المزرعة.‏ عندما قدَّمت نفسي،‏ قال:‏ «يستأهل هذا الكتاب ثقله ذهبا!‏» فكانت لنا مناقشة جيدة،‏ ولم اكد ألاحظ مسافة الـ‍ ٣٠ ميلا (‏٥٠ كلم)‏ ركوبا على الدراجة للعودة الى البيت.‏ وحتى الآن،‏ بعد اكثر من ٤٠ سنة،‏ أُسَرُّ كثيرا عندما التقي ذلك الرجل «الشاب،‏» تشارلز رِن،‏ كل سنة في المحافل.‏ واليوم،‏ هنالك عشر جماعات في منطقة كورك.‏

وخلال خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ نثرنا كارولين وانا بزور الحق في الاجزاء الوسطى من ايرلندا.‏ والتشجيع على المثابرة اتى في السنة ١٩٥١ عندما تجاوب بسرعة اشخاص ودعاء مثل «الجدَّة» هاملتون وكنَّتها.‏ فقد صارت «الجدَّة» هاملتون الناشرة المعتمدة الاولى في اقليم لونڠفورد.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏.‏

كانت وسائل الراحة مشكلة.‏ وحالما كانت تجري ممارسة ضغط على مالكي الاراضي،‏ كانوا يطلبون منا الرحيل.‏ وهكذا،‏ اذ خسرنا ثلاثة اماكن سكن مختلفة في تتابع سريع،‏ اشترينا خيمة،‏ ومُلاءة تفرش على الارض،‏ واكياسا للنوم وحملناها معنا في سيارة فورد من طراز Y.‏ وكنا ننصب الخيمة حيثما استطعنا عند نهاية شهادة كل يوم.‏ وفي ما بعد،‏ حصلنا على مقطورة طولها ١٣ قدما (‏٤ م)‏.‏ لقد كانت صغيرة جدا،‏ ذات وسائل راحة عصرية قليلة —‏ فكان علينا ان نسير ربع ميل (‏نصف كيلومتر)‏ من اجل ماء للشرب —‏ ودون مواد عازلة،‏ ولكن بالنسبة الينا كان ذلك ترفا.‏ وجرى اختبار روح الفكاهة التي لديَّ ذات يوم عندما انزلقت على اصل شجرة رطب وسقطت الى الوراء في بئر طويلة وضيِّقة،‏ انما غير عميقة جدا.‏ ومع ذلك،‏ فقد آوينا ناظر الدائرة وزوجته في تلك المقطورة عندما قاما بزيارتنا.‏

واحيانا كان الاشخاص الطيِّبو القلب يظهرون لطفا غير متوقع.‏ مثلا،‏ ذهبنا الى سلايڠو في غربي ايرلندا في السنة ١٩٥٨،‏ بعد ثماني سنوات من طرد زوجين فاتحين آخرين من البلدة.‏ وصلَّينا من اجل مساعدة يهوه كي نجد موقعا للمقطورة،‏ وبعد عدة ساعات من البحث،‏ التقينا صدفة مقلع حجارة جديدا وواسعا.‏ وثمة رجل يرعى الماشية في ممر ضيِّق اخبرنا ان عائلته تملك المقلع.‏ «هل يمكننا استعماله؟‏» سألنا،‏ اذ اخبرناه اننا ممثِّلان لجمعية للكتاب المقدس.‏ فقال ان ذلك سيكون حسنا.‏

وبعد وقت قصير استفهم:‏ «أية جمعية للكتاب المقدس تنتمون اليها؟‏» لقد كانت لحظة قلق.‏ فقلنا له اننا شهود ليهوه.‏ ولراحتنا الشديدة،‏ بقي ودودا.‏ وبعد عدة اسابيع،‏ سلَّمَنا ايصالا لايجار سنة للموقع.‏ «لا نريد اي مال،‏» قال.‏ «الا اننا نعرف المقاومة التي تواجهونها ايها الناس،‏ لذلك اذا شك اي شخص في حقكما في ان تكونا في هذا الموقع،‏ فهذا هو دليلكما.‏»‏

وبينما كنا في سلايڠو،‏ سمعنا عن رجل،‏ صاحب متجر ولاعب كرة قدم شهير،‏ كان قد اظهر بعض الاهتمام عندما كان الفاتحان السابقان لا يزالان في البلدة.‏ ولكن،‏ كان لديه اتصال قليل لثماني سنوات،‏ لذلك تساءلنا كيف هو الآن.‏ والابتسامة المشرقة على وجه ماتي بُرْن عندما قدَّمت نفسي اعطت الجواب.‏ فبزور الحق المزروعة قبل سنوات لم تكن قد ماتت.‏ وهو لا يزال عضوا في الجماعة الصغيرة النشيطة في سلايڠو.‏

مواقف متغيِّرة

ان احد الاماكن الذي مثَّل بصورة مصغَّرة الموقف المعادي لكثيرين نحونا كان بلدة أثلون.‏ فعندما بدأت شهادة مركَّزة هناك في خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ رتَّب الكهنة لجميع الذين يسكنون في ناحية واحدة من البلدة ان يوقِّعوا عريضة تقول انهم لا يريدون ان يزورهم شهود يهوه.‏ وارسلوها الى الحكومة،‏ جاعلين العمل في أثلون صعبا جدا لعدة سنوات.‏ وذات مرة عرف فريق من الاحداث انني شاهد وبدأوا يرشقون بالحجارة.‏ وعندما تمركزت امام زجاج متجر،‏ دعاني المالك الى متجره —‏ لحماية زجاجه اكثر من حمايتي —‏ وجعلني اغادر من مخرج خلفي.‏

ولكن مؤخرا في آب ١٩٨٩،‏ عندما كنت أدير خدمة مأتم في أثلون لأخ امين،‏ لم استطع الا ان اتعجب من كيفية جعل يهوه الامور تنمو هناك.‏ فالى جانب اعضاء الجماعة،‏ اصغى نحو ٥٠ شخصا محليا باحترام الى خدمة المأتم في قاعة الملكوت الجميلة التي كان الاخوة قد بنوها.‏

تدريب خصوصي في مدرسة جلعاد

في سنة ١٩٦١،‏ دُعيت الى مقرر تعليمي لعشرة اشهر في مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس.‏ وقد كان هذا المقرر التعليمي الخصوصي للاخوة فقط،‏ لذلك كان علينا كارولين وانا ان نفكِّر جديا في الدعوة بروح الصلاة.‏ فلم نكن قد افترقنا طوال ١٢ سنة.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بما ان زوجتي ايضا كانت لديها رغبة شديدة في ان تحضر مدرسة جلعاد وان تكون مرسلة،‏ خاب املها على نحو خصوصي لانها لم تُدعَ.‏ ولكن،‏ لانها سامية الاخلاق،‏ وضعت مصالح الملكوت اولا ووافقت على انه يجب ان اذهب.‏ كان المقرر التعليمي امتيازا رائعا.‏ لكنه كان فرحا ان اعود الى البيت وانهمك في العمل في مكتب فرع الجمعية،‏ مانحا التشجيع للـ‍ ٢٠٠ شاهد او اكثر الذين كانوا يغرسون ويسقون في ايرلندا في وقت باكر من ستينات الـ‍ ١٩٠٠.‏

وبعد سنوات قليلة،‏ في السنة ١٩٧٩،‏ كان على كارولين ان تذهب الى المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه في نيويورك عندما دُعيت الى مقرر تعليمي خصوصي لجلعاد لاعضاء لجان الفروع.‏ لقد كانت الحادثة الأهم في ما تبيَّن في النهاية انه الجزء الاخير من حياتها.‏ فبعد سنتين ماتت.‏ وفي كل الـ‍ ٣٢ سنة التي خدمنا فيها معا في الخدمة كامل الوقت،‏ لم تفقد كارولين قط غيرتها لخدمة يهوه ولا ثقتها بانه سيجعل الامور تنمو.‏

لقد افتقدتها كثيرا جدا.‏ والشيء الذي ساعدني على مواجهة ذلك كان مقالة في مجلة استيقظ!‏ في ذلك الحين،‏ بعنوان «تعلُّم العيش دون شخص تحبونه.‏» (‏٨ شباط ١٩٨١،‏ بالانكليزية)‏ وكانت الدموع تملأ عيني كلما فكَّرت في رفيقتي المفقودة،‏ لكنني فعلت ما اقترحته المقالة وبقيت منهمكا في خدمة يهوه.‏

بركة يهوه تستمر

قبل سنة من ذلك،‏ في نيسان ١٩٨٠،‏ كنت حاضرا عندما دشَّن الاخ لايْمن سوينڠل من الهيئة الحاكمة مبنى فرع جديد في دَبْلن.‏ فيا لها من اثارة ان نرى ٨٥٤‏,١ ناشرا في الحقل،‏ الذي شمل آنذاك ايضا ايرلندا الشمالية!‏ والآن،‏ بعد عشر سنوات،‏ يخبر الكتاب السنوي عن ذروة من ٤٥١‏,٣ لسنة ١٩٩٠!‏

وفي غضون ذلك حصلت على بركة اضافية.‏ فبينما كنت اخدم كاستاذ لمدرسة خدمة الملكوت،‏ التقيت اڤلين هالفورد،‏ اختا جذابة وغيورة كانت قد انتقلت الى ايرلندا لتخدم حيث الحاجة اعظم.‏ وتزوجنا في ايار ١٩٨٦،‏ واثبتت انها دعم حقيقي لي في كل نشاطي الثيوقراطي.‏

من سنواتي الـ‍ ٥١ في الخدمة كامل الوقت منذ مغادرتي المدرسة،‏ قضيت ٤٤ سنة في ايرلندا.‏ انه مبهج للقلب ان ارى ان كثيرين ممن ساعدتهم لا يزالون يخدمون يهوه،‏ البعض كشيوخ وخدام مساعدين.‏ ويمكنني ان اقول دون تردد ان احد اعظم الافراح الذي يمكن ان يحصل عليه الشخص هو مساعدة شخص آخر في الطريق الى الحياة.‏

لقد كان مقوِّيا للايمان رؤية العبادة الحقة تزهر في مكان بعد آخر في ايرلندا،‏ رغم المقاومة العنيفة.‏ والآن،‏ يقترن نحو ٥٠٠‏,٣ ناشر بأكثر من ٩٠ جماعة في كل انحاء البلد.‏ حقا،‏ لا حدود هنالك لما يمكن ان يفعله يهوه.‏ فهو يجعل الامور تنمو اذا غرسنا وسقينا بنشاط.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ وانا اعرف ان هذا صحيح.‏ فقد رأيته يحدث في ايرلندا.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة