-
انقاذ الحياة بالدم — كيف؟برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
١٩ لماذا يمكن ان تكونوا واثقين بأنه يمكنكم ان ترفضوا الدم ومع ذلك ان تُعالَجوا طبيا بنجاح؟
١٩ لطالما رفض شهود يهوه نقل الدم، ليس بسبب الاخطار الصحية بصورة رئيسية، بل بسبب الطاعة لشريعة اللّٰه عن الدم. (اعمال ١٥:٢٨، ٢٩) ومع ذلك، اعتنى بنجاح الاطباء الماهرون بالمرضى الشهود دون استعمال الدم، مع مخاطره المرافقة. وكمجرد مثال واحد بين امثلة كثيرة مذكورة في المطبوعات الطبية، ناقشت محفوظات الجراحة (تشرين الثاني ١٩٩٠) زرع القلب للمرضى الشهود الذين سمحت لهم ضمائرهم بمثل هذا الاجراء دون اعطاء دم. قال التقرير: «ان اكثر من ٢٥ سنة من الخبرة في اجراء جراحة القلب لشهود يهوه بلغت الذروة في زرع ناجح للقلب دون اعطاء منتوجات الدم . . . لم تحدث وفيات قبل او بعد الجراحة، وأظهرت دراسات لاحقة باكرة ان هؤلاء المرضى لم يكونوا اكثر عرضة لنِسَب اعلى لرفض عضو مزروع.»
الدم الاكثر قيمة
٢٠ و ٢١ لماذا يجب ان يكون المسيحيون حذرين لئلا يطوِّروا موقف «الدم علاج رديء»؟
٢٠ ومع ذلك، هنالك سؤال محلِّل للذات يلزم كل واحد منا ان يطرحه على نفسه. ‹اذا قررتُ عدم قبول نقل الدم، فلماذا؟ وبصدق، ما هو سببي الرئيسي والاساسي؟›
٢١ لقد ذكرنا ان هنالك بدائل فعَّالة للدم لا تعرِّض المرء لكثير من الاخطار المرتبطة بنقل الدم. فالاخطار كالتهاب الكبد او الأيدز قد دفعت كثيرين ايضا الى رفض الدم لأسباب غير دينية. والبعض يجاهرون فعلا بذلك، وكأنهم تقريبا سائرون تحت راية، «الدم علاج رديء.» ويُحتمل ان ينجذب المسيحي الى هذه المسيرة. ولكنها مسيرة في طريق مسدود. وكيف ذلك؟
٢٢ اية نظرة واقعية للحياة والموت يجب ان نتخذها؟ (جامعة ٧:٢)
٢٢ يدرك المسيحيون الحقيقيون انه حتى مع افضل العناية الطبية في احسن المستشفيات، يموت الناس في مرحلة ما. مع نقل دم او بدونه فإن الناس يموتون. وقول ذلك لا يعني الكينونة جبريين. انه يعني الكينونة واقعيين. فالموت هو واقع الحياة اليوم. والناس الذين يتجاهلون شريعة اللّٰه عن الدم يختبرون في اغلب الاحيان الضرر من الدم عاجلا او آجلا. حتى ان البعض يموتون من الدم المنقول. ومع ذلك، كما يجب ان ندرك جميعنا، فإن الذين يبقون احياء بعد نقل الدم لم ينالوا حياة ابدية، ولذلك فإن الدم لا يبرهن انه انقذ حياتهم على نحو دائم. ومن جهة اخرى فإن معظم الذين يرفضون الدم، لأسباب دينية و/او طبية، ومع ذلك يقبلون المداواة البديلة يتحسنون جيدا طبيا. وهكذا يمكن ان يمدِّدوا حياتهم سنوات عديدة — ولكن ليس الى ما لا نهاية.
٢٣ كيف ترتبط شرائع اللّٰه عن الدم بكوننا خطاة وفي حاجة الى فدية؟
٢٣ اما ان كل البشر العائشين اليوم هم ناقصون ويموتون تدريجيا فيقودنا الى النقطة المركزية لما يقوله الكتاب المقدس عن الدم. لقد اوصى اللّٰه كل الجنس البشري ان لا يأكلوا دما. ولماذا؟ لأنه يمثِّل الحياة. (تكوين ٩:٣-٦) ففي مجموعة شرائع الناموس، اورد شرائع تعالج واقع كون كل البشر خطاة. وأخبر اللّٰه الاسرائيليين انه بتقديم الذبائح الحيوانية، يمكنهم ان يظهروا ان خطاياهم في حاجة الى ستر. (لاويين ٤:٤-٧، ١٣-١٨، ٢٢-٣٠) ومع ان ذلك ليس ما يطلبه منا اليوم، فإن له اهمية الآن. فقد قصد اللّٰه ان يزوِّد ذبيحة يمكن ان تكفِّر كاملا عن خطايا جميع المؤمنين — الفدية. (متى ٢٠:٢٨) وذلك سبب حاجتنا الى حيازة نظرة اللّٰه الى الدم.
٢٤ (أ) لماذا من الخطإ اعتبار المخاطر الصحية النقطة المركزية المتعلقة بالدم؟ (ب) ماذا حقا يجب ان يشكل الاساس لنظرتنا الى استعمال الدم؟
٢٤ من الخطإ التركيز على مخاطر الدم الصحية على نحو رئيسي، لأن ذلك لم يكن ما ركَّز اللّٰه عليه. فربما نال الاسرائيليون بعض الفوائد الصحية بعدم تناولهم الدم، كما ربما استفادوا بعدم اكل لحم الخنازير او الحيوانات التي تقتات بالجِيَف. (تثنية ١٢:١٥، ١٦؛ ١٤:٧، ٨، ١١، ١٢) ولكن اذكروا انه عندما منح اللّٰه نوحا الحق في اكل اللحم لم يمنع اكل لحم حيوانات كهذه. لكنه قضى ان البشر لا يجب ان يأكلوا الدم. فلم يكن اللّٰه يركِّز على المخاطر الصحية المحتملة بصورة رئيسية. ولم تكن هذه النقطةَ الحيوية لمرسومه عن الدم. وكان على عبَّاده ان يرفضوا دعم حياتهم بالدم، ليس لأن فعل ذلك غير صحي بشكل رئيسي، بل لأنه غير مقدس. وقد رفضوا الدم، ليس لأنه ملوَّث، بل لأنه ثمين. وفقط بواسطة الدم الفدائي كان بامكانهم ان يحصلوا على الغفران.
٢٥ كيف يمكن للدم ان ينقذ الحياة بشكل دائم؟
٢٥ ويصح الامر نفسه معنا. ففي افسس ١:٧ اوضح الرسول بولس: «الذي فيه [المسيح] لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته.» فإذا غفر اللّٰه خطايا شخص ما واعتبر ذلك الشخص بارا، يكون لدى الشخص امل بحياة لا نهاية لها. وهكذا فإن دم يسوع الفدائي قادر على انقاذ الحياة — بشكل دائم، وفي الواقع، على نحو ابدي.
-
-
اسلكوا كمتعلمين من يهوهبرج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
اسلكوا كمتعلمين من يهوه
«علِّمني يا رب طريقك اسلك في حقك. وحِّد قلبي لخوف اسمك.» — مزمور ٨٦:١١.
١ و ٢ ماذا يدفع شهود يهوه الى رفض قبول نقل الدم؟
«لعل شهود يهوه مصيبون في رفض استعمال منتجات الدم، لأن عددا مهمّا من العوامل المسببة للامراض بالحقيقة يمكن ان ينتقل بواسطة نقل الدم.» — الصحيفة اليومية الطبية الفرنسية لو كوتيديان دو مِدسان، ١٥ كانون الاول ١٩٨٧.
٢ ربما شعر بعض الذين قرأوا هذا التعليق انه مجرد صدفة سعيدة ان يرفض شهود يهوه نقل الدم منذ فترة طويلة قبل ان يصير معروفا بصورة عامة كم يمكن ان يكون ذلك خطرا وحتى مميتا. ولكنّ الموقف الذي يتخذه شهود يهوه من الدم ليس بالصدفة، وليس قاعدة ابتدعتها طائفة غريبة، موقفا ناجما عن الخوف من ان الدم ليس آمنا. وانما يرفض الشهود الدم بسبب تصميمهم على السلوك بطاعة امام معلِّمهم العظيم — اللّٰه.
٣ (أ) كيف شعر داود بشأن الاعتماد على يهوه؟ (ب) اية نتيجة تطلَّع اليها داود بشوق بسبب الثقة باللّٰه؟
٣ صمَّم الملك داود، الذي شعر باعتماده على اللّٰه، ان يكون متعلِّما منه وأن ‹يسلك في حقه.› (مزمور ٨٦:١١) ونُصِح داود ذات مرة انه اذا تجنب الصيرورة سافك دم في عيني اللّٰه، فإن ‹نفسه تكون محزومة في حزمة الحياة مع الرب.› (١ صموئيل ٢٥:٢١، ٢٢، ٢٥، ٢٩) فكما كان الناس يحزمون الاشياء القيِّمة لحمايتها وحفظها، كذلك حياة داود يمكن ان يحميها ويحفظها اللّٰه. واذ قبلَ النصيحة الحكيمة، لم يسعَ داود الى انقاذ نفسه بالجهود الشخصية بل وثق بذاك الذي يكون هو مَدينا له بحياته: «تعرِّفني سبيل الحياة. امامك شِبَع سرور. في يمينك نِعَم الى الابد.» — مزمور ١٦:١١.
٤ لماذا اراد داود ان يكون متعلِّما من يهوه؟
٤ بهذا الموقف، لم يشعر داود بأنه شخصيا يمكنه ان يختار اية شرائع الهية تكون سارية المفعول او تلزم اطاعتها. فموقفه كان: «علِّمني يا رب طريقك. واهدني في سبيل مستقيم.» «علِّمني يا رب طريقك اسلك في حقك. وحِّد قلبي لخوف اسمك. احمدك يا رب الهي من كل قلبي.» (مزمور ٢٧:١١؛ ٨٦:١١، ١٢) وأحيانا قد يبدو السلوك في الحق امام اللّٰه مزعجا او قد يعني تضحية كبيرة، لكنّ داود اراد تعلُّم الطريق الصائب والسلوك فيه.
متعلِّمون عن الدم
٥ ماذا كان داود يعرف عن موقف اللّٰه من الدم؟
٥ والجدير بانتباهنا هو انه من الصبا فصاعدا جرى تعليم داود نظرة اللّٰه الى الدم، النظرة التي لم تكن سرا دينيا. فعندما كانت تُقرأ الشريعة على الشعب كان داود يسمع هذا: «نفس الجسد هي في الدم فأنا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لأن الدم يكفِّر عن النفس. لذلك قلت لبني اسرائيل لا تأكل نفس منكم دما ولا يأكل الغريب النازل في وسطكم دما.» — لاويين ١٧:١١، ١٢؛ تثنية ٤:١٠؛ ٣١:١١.
٦ كيف كانت هنالك حاجة مستمرة الى تعلُّم خدام اللّٰه عن الدم؟
٦ وطالما استخدم اللّٰه اسرائيل بصفتهم شعبه المنتذر، لزم الذين ارادوا ارضاءه ان يتعلَّموا عن الدم. وهكذا تعلّم جيل بعد جيل من الفتيان والفتيات الاسرائيليين. ولكن هل كان سيستمر مثل هذا التعليم بعد ان قبل اللّٰه جماعة المسيحيين، معيِّنا اياهم «اسرائيل اللّٰه»؟ (غلاطية ٦:١٦) في الحقيقة، نعم. فنظرة اللّٰه الى الدم لم تتغير. (ملاخي ٣:٦) وموقفه المعلَن عن عدم اساءة استعمال الدم كان موجودا قبل ان اصبح عهد الناموس نافذ المفعول، واستمر بعد ان جرى انهاء الناموس. — تكوين ٩:٣، ٤؛ اعمال ١٥:٢٨، ٢٩.
٧ لماذا التعلُّم من اللّٰه عن الدم مهم لنا؟
٧ ان احترام الدم مركزي للمسيحية. ‹أليس ذلك مبالغة؟› قد يسأل البعض. ولكن، ما هو الامر المركزي للمسيحية ان لم يكن ذبيحة يسوع؟ كتب الرسول بولس: «الذي فيه [يسوع] لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته.» (افسس ١:٧) والرسائل الملهَمة، التي ترجمها فرانك سي. لوباخ، تنقل الآية: «دم المسيح دفع ثمننا ونحن الآن مُلك له.»
٨ كيف يعتمد ‹الجمع الكثير› على الدم من اجل الحياة؟
٨ جميع الذين يرجون النجاة من «الضيقة العظيمة» الوشيكة والتمتع ببركات اللّٰه على ارض فردوسية يعتمدون على دم يسوع المسفوك. والرؤيا ٧:٩-١٤ تصفهم وتقول بالاشارة الى ما قد فعلوه: «هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة وقد غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم الخروف.» لاحظوا العبارة هنا. انها لا تقول ان الذين أُنقذوا من الضيقة قد ‹قبلوا يسوع› او ‹آمنوا به،› على الرغم من ان هذين بالتأكيد هما وجهان حيويان. وانما تخطو خطوة اضافية وتقول انهم «غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم [يسوع].» ذلك لأن لدمه قيمة فدائية.
٩ لماذا اطاعة يهوه في ما يتعلق بالدم خطيرة جدا؟
٩ وتقدير هذه القيمة يساعد شهود يهوه على التصميم ان لا يسيئوا استعمال الدم، حتى لو ادَّعى احد الاطباء بإخلاص ان نقل الدم ضروري. فقد يعتقد ان الفوائد المحتملة لنقل الدم ترجح على المخاطر الصحية التي يشكِّلها الدم نفسه. ولكن لا يمكن للمسيحي ان يتجاهل خطرا اعظم ايضا، خطر خسارة رضى اللّٰه بالموافقة على اساءة استعمال الدم. وتحدث بولس ذات مرة عن اولئك الذين ‹يخطئون باختيارهم بعدما اخذوا معرفة الحق.› ولماذا كانت اية خطية من هذا النوع خطيرة جدا؟ لأن انسانا كهذا قد «داس ابن اللّٰه وحسب دم العهد الذي قُدِّس به دنسا.» — عبرانيين ٩:١٦-٢٤؛ ١٠:٢٦-٢٩.
ساعدوا الآخرين على التعلُّم
١٠ ماذا وراء تصميمنا على الامتناع عن الدم؟
١٠ نحن الذين نقدِّر ذبيحة يسوع الفدائية ننتبه لئلا نمارس الخطية، رافضين قيمة دمه المنقذة للحياة. واذ نمعن النظر في القضية، ندرك ان الشكر المطلق للّٰه على الحياة يجب ان يدفعنا الى رفض اية مسايرة في شرائعه البارة، التي نثق بأنها أُعطيت مع الاهتمام بأفضل مصالحنا — افضل مصالحنا الطويلة الامد. (تثنية ٦:٢٤؛ امثال ١٤:٢٧؛ جامعة ٨:١٢) ولكن ماذا عن اولادنا؟
١١-١٣ اية نظرة خاطئة عن اولادهم والدم يملكها بعض الوالدين المسيحيين، ولماذا؟
١١ عندما يكون اولادنا اطفالا او اصغر من ان يفهموا يمكن ان ينظر يهوه اللّٰه اليهم بصفتهم طاهرين ومقبولين على اساس تعبّدنا. (١ كورنثوس ٧:١٤) ولذلك، صحيح ان الاطفال في البيت المسيحي ربما لا يفهمون بعدُ اطاعة شريعة اللّٰه عن الدم ولا يصنعون خيارا بشأنها. ولكن هل نبذل اقصى جهدنا لنعلّمهم هذه المسألة الحيوية؟ ينبغي ان يتأمل الوالدون المسيحيون في ذلك بجدية، لأن بعض الوالدين يبدو انهم يملكون موقفا خاطئا بشأن اولادهم والدم. ويظهر ان البعض يشعرون بأنهم لا يملكون حقا سيطرة كبيرة على ما اذا كان اولادهم القاصرون يُنقَل اليهم دم. فلماذا هذه النظرة الخاطئة؟
١٢ لدى بلدان كثيرة قوانين او وكالات حكومية لحماية الاولاد المهمَلين والمُساء اليهم. وأولاد شهود يهوه لا يكونون مهمَلين او مُساء اليهم عندما يتخذ الوالدون قرارا بعدم الموافقة على اعطاء ابنهم او ابنتهم المحبوب دما، طالبين في الوقت نفسه استعمال المداواة البديلة التي يمكن ان يزوِّدها الطب الحديث. وحتى من وجهة نظر طبية، ليس ذلك اهمالا او اساءة، اذ نتأمل في الاخطار المعترف بها للمداواة بنقل الدم. انه ممارسة الحق في وزن المخاطر ذات العلاقة ثم اختيار المعالجة.a ومع ذلك، تلجأ بعض الهيئات الطبية الى تدابير شرعية ملتمسة من السلطة فرض نقل دم مرفوض.
١٣ وبعض الوالدين، اذ يدركون انه يمكن بسهولة للهيئة الطبية ان تحصل على دعم من المحكمة من اجل نقل الدم الى قاصر، قد يشعرون بأن القضية خارجة عن سيطرتهم، بأنه ما من شيء يمكن او يلزم ان يفعله الوالدون. فما اشد خطأ هذه النظرة! — امثال ٢٢:٣.
١٤ كيف جرى تعليم داود وتيموثاوس في حداثتيهما؟
١٤ لقد لاحظنا ان داود جرى تعليمه طريق اللّٰه من حداثته فصاعدا. وجهَّزه ذلك ليعتبر الحياة هبة من اللّٰه وليعرف ان الدم يمثِّل الحياة. (قارنوا ٢ صموئيل ٢٣:١٤-١٧.) وتيموثاوس جرى تعليمه فكر اللّٰه «منذ الطفولية.» (٢ تيموثاوس ٣:١٤، ١٥) ألا توافقون انه حتى عندما كان داود وتيموثاوس تحت ما هو اليوم السن القانونية للرشد، لا بد انهما كانا قادرين على التعبير عن انفسهما جيدا في القضايا المتعلقة بمشيئة اللّٰه؟ وعلى نحو مماثل، قبل فترة طويلة من الصيرورة بالغين يجب ان يكون الاحداث المسيحيون اليوم متعلمين طريق اللّٰه.
١٥ و ١٦ (أ) اية نظرة تطورت في بعض الاماكن الى حقوق القاصرين؟ (ب) ماذا قاد الى اعطاء احد القاصرين دما؟
١٥ في بعض الاماكن يجري منح مَن يسمّى قاصرا ناضجا حقوقا مماثلة لتلك التي للراشدين. فعلى اساس السن او التفكير الناضج، او كليهما، قد يُنظر الى حدث بصفته ناضجا كفاية ليتخذ قراراته الخاصة في المعالجة الطبية. وحتى حيث لا يكون هذا هو القانون، قد يمنح القضاة او الرسميون اهمية كبيرة لرغبات حدث قادر على التعبير بوضوح عن قراره الثابت بشأن الدم. وعلى العكس من ذلك، عندما لا يتمكن حدث من شرح معتقداته بوضوح وبنضج قد تشعر المحكمة بأنها مضطرة الى تقرير ما يبدو افضل، كما لو كان ذلك لطفل.
١٦ ثمة حدث درس الكتاب المقدس على نحو متقطع طوال سنوات لكنه لم يعتمد. وعلى الرغم من انه لا تزال امامه سبعة اسابيع من العمر فقط لينال «الحق في رفض المعالجة الطبية لنفسه،» طلب المستشفى الذي يعالجه بسبب السرطان دعم المحكمة لنقل الدم اليه ضد رغباته وتلك التي لوالدَيه. فامتحن القاضي الحي الضمير الحدثَ بشأن معتقداته عن الدم وطرح اسئلة اساسية، كأسماء الاسفار الخمسة الاولى للكتاب المقدس. فلم يتمكن الحدث من تسميتها وإعطاء شهادة مقنعة بأنه يفهم السبب الذي من اجله يرفض الدم. ومن المحزن ان القاضي اجاز نقل الدم، معلِّقا: «ان رفضه لقبول نقل الدم ليس مؤسسا على فهم ناضج لمعتقداته الدينية الخاصة.»
١٧ اي موقف اتخذته فتاة في الـ ١٤ من العمر من اعطائها دما، وبأية نتيجة؟
١٧ وقد تنتهي الامور على نحو مختلف بالنسبة الى قاصر تعلّم جيدا طرائق اللّٰه ويسلك بفعالية في حقه. فإحدى المسيحيات الاصغر كان لديها نوع السرطان النادر نفسه. والفتاة ووالداها فهموا وقبلوا المعالجة الكيميائية المعدَّلة من اختصاصي في مستشفى شهير. ومع ذلك، أُحيلت القضية الى المحكمة. فقرّر القاضي: «شهدت د. پ. انها ستقاوم نقل الدم اليها بأية طريقة تستطيع. واعتبرت نقل الدم انتهاكا لجسدها وقارنته بالاغتصاب. وسألت المحكمة ان تحترم اختيارها وتسمح لها بالبقاء في [المستشفى] دون امر من المحكمة بنقل الدم.» ان التعليم المسيحي الذي قد تلقته ساعدها في ذلك الوقت الصعب. — انظروا الاطار.
١٨ (أ) اي موقف ثابت من نيل الدم اتخذته فتاة مريضة؟ (ب) ماذا قرر القاضي بشأن معالجتها؟
١٨ وثمة فتاة تبلغ من العمر ١٢ سنة كانت تُعالَج بسبب اللوكيميا. فأحالت وكالة لحماية الاطفال القضية الى المحكمة بحيث يمكن فرض الدم عليها. وقد قرّر القاضي: «لقد اخبرتْ ل. هذه المحكمة بوضوح وبطريقة واقعية انه اذا جرى القيام بمحاولة لنقل الدم اليها فستحارب هذا النقل بكل القوة التي يمكن ان تستجمعها. ولقد قالت، وأنا اصدِّقها، انها ستصرخ وتقاوم وإنها ستنتزع اداة الحقن من يدها وستحاول ان تتلف كيس الدم فوق سريرها. وأنا ارفض ان اصنع اي قرار يجعل هذه الطفلة تختبر تلك المحنة . . . ومع هذه المريضة، ان المعالجة المقترَحة من المستشفى تتعامل مع المرض فقط من الناحية الجسدية. وتفشل في التعامل مع حاجاتها العاطفية ومعتقداتها الدينية.»
ايها الوالدون — علِّموا جيدا
١٩ اي التزام خصوصي يجب ان يؤديه الوالدون نحو اولادهم؟
١٩ ان مثل هذه الاختبارات تحمل رسالة قوية الى الوالدين الذين يرغبون في ان يعيش الجميع في عائلتهم وفق شريعة اللّٰه عن الدم. وأحد الاسباب التي من اجلها كان ابرهيم صديق اللّٰه هو ان اللّٰه عرف ان الاب الجليل «يوصي بنيه وبيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا.» (تكوين ١٨:١٩) ألا يجب ان يصحّ ذلك في الوالدين المسيحيين اليوم؟ فإذا كنتم والدا، فهل تعلِّمون اولادكم الاحباء السلوك في طريق يهوه بحيث يكونون دائما ‹مستعدين لمجاوبة كل من يسأل عن سبب الرجاء الذي فيهم بوداعة وخوف›؟ — ١ بطرس ٣:١٥.
٢٠ ماذا يجب ان نرغب بصورة رئيسية في ان يعرفه اولادنا عن الدم ويؤمنوا به؟ (دانيال ١:٣-١٤)
٢٠ على الرغم من انه جيد ان يُعلَم اولادنا بأخطار المرض والمخاطر الاخرى لنقل الدم، فإن تعليم اولادنا شريعة اللّٰه الكاملة عن الدم لا يعني بصورة رئيسية محاولة غرس الخوف من الدم. وعلى سبيل المثال، اذا سأل احد القضاة فتاة لماذا لا تريد ان تُعطى دما وكان جوابها من حيث الجوهر انها تعتقد ان الدم خطِر جدا او مروِّع، فماذا يمكن ان تكون النتيجة؟ قد يستنتج القاضي انها غير ناضجة ومرتاعة اكثر مما ينبغي، تماما كما قد تكون خائفة من استئصال الزائدة بحيث تبكي وتقاوم هذه العملية التي يشعر حتى والداها بأنها الافضل لها. وفضلا عن ذلك، ذكرنا سابقا ان السبب الاساسي الذي من اجله يرفض المسيحيون الموافقة على نقل الدم ليس لأن الدم ملوَّث بل لأنه ثمين عند الهنا ومانح حياتنا. ويجب ان يعرف اولادنا ذلك، بالاضافة الى ان المجازفات الطبية المحتملة للدم تعطي اهمية اضافية لموقفنا الديني.
٢١ (أ) ماذا يجب ان يعلمه الوالدون عن اولادهم ونظرة الكتاب المقدس الى الدم؟ (ب) كيف يمكن ان يساعد الوالدون اولادهم في ما يتعلق بالدم؟
٢١ اذا كان لديكم اولاد، فهل انتم متيقنون انهم يوافقون على الموقف المؤسس على الكتاب المقدس من نقل الدم ويمكنهم شرحه؟ هل يؤمنون حقا ان هذا الموقف هو مشيئة اللّٰه؟ وهل هم مقتنعون بأن مخالفة شريعة اللّٰه هي خطيرة بحيث يمكن ان تعرِّض رجاء المسيحي بالحياة الابدية للخطر؟ ان الوالدين الحكماء يراجعون هذه الامور مع اولادهم، سواء كانوا صغارا جدا او تقريبا راشدين. وقد يعقد الوالدون جلسات تدريبية يواجه فيها كل حدث الاسئلة التي قد يطرحها القاضي او احد رسميي المستشفى. والهدف ليس جعل الحدث يكرر بطريقة آلية وقائع او اجوبة مختارة. فالاهم هو ان يعرفوا ما يؤمنون هم به ولماذا. طبعا، في جلسة المحكمة، قد يقدم الوالدون او الآخرون معلومات عن مخاطر الدم وإمكانية نيل مداواة بديلة. ولكن ما سيسعى على الارجح القاضي او الرسمي الى معرفته من التكلم مع اولادنا هو ما اذا كانوا هم يفهمون بنضج حالتهم واختياراتهم وأيضا ما اذا كانت لديهم قيمهم الخاصة واقتناعاتهم الثابتة. — قارنوا ٢ ملوك ٥:١-٤.
٢٢ ماذا يمكن ان تكون النتيجة الدائمة لكوننا متعلِّمين من اللّٰه عن الدم؟
٢٢ يلزمنا جميعا ان نقدّر نظرة اللّٰه الى الدم ونتمسك بها بعزم. وتصف الرؤيا ١:٥ المسيح بصفته الشخص الذي ‹احبَّنا والذي غسَّلنا من خطايانا بدمه.› فبقبول قيمة دم يسوع فقط يمكننا ان ننال الغفران التام والدائم لخطايانا. ورومية ٥:٩ تقول بوضوح: «فبالأَوْلى كثيرا ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب.» اذًا، ما احكم ان نتعلم نحن وأولادنا من يهوه عن هذه القضية وأن نكون مصمِّمين على السلوك في طريقه الى الابد!
-
-
اسلكوا كمتعلمين من يهوهبرج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
[الاطار في الصفحة ١٧]
المحكمة تأثرت
ماذا اعلن قرار المحكمة في ما يتعلق بـ د. پ.؟
«لقد تأثرت المحكمة الى حد بعيد جدا بذكاء، اتزان، وقار، وقوة هذه الحدثة البالغة من العمر ٢⁄١ ١٤ سنة. ولعلّ الاكتشاف انها تعاني نوعا مميتا من السرطان قد سحقها . . . ومع ذلك، كانت شابة ناضجة اتت الى المحكمة لتشهد. لقد بدا انها تركِّز بوضوح على المهمة الصعبة التي تواجهها. وقد حضرت جميع جلسات النصح، وافقت على خطة للمداواة، طورت فلسفة مترابطة منطقيا عن الطريقة التي بها ستواجه هذا التحدي الطبي بصفتها كائنا بشريا، وأتت الى المحكمة بالطلب المؤثِّر: احترموا قراري . . .
«فضلا عن نضجها، عبَّرت د. پ. عن اسس كافية لتحترم المحكمة قرارها. فروحيا، نفسيا، اخلاقيا، وعاطفيا ستؤذيها خطة المعالجة التي تشمل نقل الدم. والمحكمة ستحترم اختيارها لخطة المعالجة.»
-