-
بابل العظيمة — تنفيذ الحكم فيهابرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
إلا ان تاريخ اديان العالم المسيحي هو ذاك الذي للكراهية وسفك الدم. والحملات الصليبية القديمة والعصرية التي شملت السلب والتعدي والموت قد جرت مباركتها والتغاضي عنها. مثلا، تعدّي ايطاليا الفاشية على الحبشة (١٩٣٥) وحملة فرانكو «الصليبية» في الحرب الاهلية الاسبانية (١٩٣٦-١٩٣٩) جرت مباركتها من قِبل ذوي المقامات الرفيعة في الكنيسة الكاثوليكية.
والخلافات اللاهوتية قد جرى بتّها بحرق الناس على خشبة. وترجمان الكتاب المقدس وليم تِنْدَل شُنق على عمود ثم حُرقت جثته في السنة ١٥٣٦، بعد ان نشر ترجمته «للعهد الجديد» بالانكليزية. وسابقا، بأمر من البابا مارتن الخامس، حفرت السلطات الدينية مدفوعة بروح الانتقام وأخرجت من الارض عظام ترجمان الكتاب المقدس ويكلف بعد ٤٤ سنة من موته لكي تتمتع بحرقها. وفي اثناء محكمة التفتيش الكاثوليكية جُرِّد آلاف اليهود و «الهراطقة» من ممتلكاتهم، عُذِّبوا، وحُرقوا على عمود — والكل على ما يُزعم باسم المسيح! واللاهوتي الاسباني ميخائيل سيرڤيتوس، الذي اضطهده الكاثوليك الرومانيون والپروتستانت على السواء، حُرق على عمود بأوامر من الپروتستانتي جون كالڤن. وفي حربي هذا القرن العالميتين، بارك رجال الدين «المسيحيون» الجيوش، وجرى تحريض الجنود على القتل من قِبل قسوسهم القوميين.
-
-
بابل العظيمة — تنفيذ الحكم فيهابرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
الاديان غير المسيحية — سجلها
ولكنّ بابل العظيمة تتألف من اكثر من الاديان المسيحية. وكل الاديان الرئيسية لهذا العالم تشارك في ذنب سفك الدم الذي لتلك الزانية الرديئة السمعة. مثلا، يجب ان تتحمَّل الديانة الشنتوية في اليابان جزءا من اللوم على العقلية التعصبية والساديّة التي أظهرها العسكريون اليابانيون في الحرب العالمية الثانية. ويعتقد المؤرخ پول جونسون بأنه «لكي يقوّوا أنفسهم في عالم متنافس قاسٍ» تسيطر عليه مقاييس التصرف الاوروبية وجدوا انه من الضروري ابتكار «دين للدولة ومبادئ اخلاقية سائدة تُعرف بالشنتوية والبوشيدو [«طريق المحارب»]. . . . فتأسست عبادة قانونية للامبراطور، وخصوصا في القوات المسلّحة، ومن عشرينات الـ ١٩٠٠ فصاعدا جرى تعليم دستور أخلاق قومي، كوكومين دوتوكو، في كل المدارس.» فماذا كانت النتيجة؟ بحلول عام ١٩٤١، عندما قصفت اليابان پيرل هاربر وبهذا دخلت الحرب العالمية الثانية، «تحوَّلت الشنتوية . . . من طائفة للأقلية، بدائية، ومنقضية العهد الى تأييد لدولة عصرية كلِّيانية، وهكذا بسخرية كريهة على نحو غريب فان الدين، الذي كان ينبغي ان يعمل على مقاومة الامور الدنيوية المرعبة للعصر، استُعمل لكي يقدِّسها.»
وفي ما يتعلق بتقسيم الهند في السنة ١٩٤٧، حيث كانت الخلافات الدينية عاملا، يقول المؤرخ جونسون: «حوالي ٥ الى ٦ ملايين شخص فرّوا ونجوا بنفسهم في كل اتجاه. . . . وتقديرات الوفيات في ذلك الحين تراوحت من ١ الى ٢ مليون. والحسابات العصرية اكثر هي من الـ ٠٠٠,٢٠٠ الى ٠٠٠,٦٠٠.» والى هذا اليوم يجري قتل واذلال محرَّض عليهما دينيا في المجتمع الهندي. وغالبا ما يكون الهاريجان، او المنبوذون المدعوون سابقا نجسين، ضحايا عصابات القتل التي ينظِّمها ملاّكو الارض الاغنياء.
-
-
بابل العظيمة — تنفيذ الحكم فيهابرج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
وبالاضافة الى ذلك، هنالك صراعات متواصلة بين الهندوس، السيخ، وديانات شرقية أخرى. والى هذه الصراعات تضيف كل ديانة حصتها من الكراهية، النزاع، والقتل. وليس ذلك سوى مظهر آخر من ثمار بابل العظيمة.
وفضلا عن ذلك فان التاريخ العصري للحرب والقتل والقمع لا يوصي باليهودية. فالعنف الذي يُعرب عنه احيانا اعضاء من الطائفة الهاسيدية لليهودية إزاء موالين لطوائف يهودية اخرى ولاديان غير يهودية قلَّما يكون توصية في نظر اللّٰه.
عندما ندرس تاريخ الامبراطورية العالمية للدين يمكننا ان نرى بسهولة لماذا لدى القاضي الاسمى اساس لتنفيذ الحكم في بابل العظيمة. «وفيها وُجد دم أنبياء وقديسين وجميع من قُتل على الارض.» (رؤيا ١٨:٢٤) فاشتراك الدين الباطل في الحروب الاقليمية والعالمية قد جعله مذنبا في نظر اللّٰه لاجل دم «جميع من قُتل على الارض.»
وبحسب اتهام الكتاب المقدس حُكم على بابل العظيمة بأنها تستحق الدمار بسبب سجلها التاريخي للزنى الروحي مع حكام العالم وذنب سفكها الدم في الحروب، وممارساتها الارواحية.
-