-
الجزء ٧: نحو ١٥٠٠ قم فصاعدا — الهندوسية — اسمك تسامحاستيقظ! ١٩٨٩ | آب (اغسطس) ٨
-
-
والسمسارا كان معتقدا اساسيا. وقد جرى اقتراحه، آخر الامر، في اليوپانشاد، تلك المجموعة من الاسفار الهندوسية التي يرجع تاريخها على الارجح الى النصف الاول من الالف الاول قم. وقد علَّمت انه بعد الموت والبقاء المتوسط في السماء او الهاوية يولد الافراد ثانية كبشر او حيوانات في مستوى إما اعلى او ادنى من ذاك الذي جرى التمتع به سابقا، وذلك حسب قانون كَرْما. وهدف الحياة هو تحقيق موكشا، التحرر من دورة الولادة والولادة ثانية القاسية، الاندماج في المصدر المطلق للنظام المدعو براهما.
-
-
الجزء ٧: نحو ١٥٠٠ قم فصاعدا — الهندوسية — اسمك تسامحاستيقظ! ١٩٨٩ | آب (اغسطس) ٨
-
-
والرغبة في تحقيق موكشا مؤسسة على ما يدعوه المؤرخ وِل ديورانت «الاشمئزاز من الحياة . . .، الذي يسري على نحو مظلم في كل الفكر الهندوسي.» وهذا الموقف القاتم والمتشائم موضَّح جيدا في الميتريي يوپانشاد، الذي يسأل: «في هذا الجسد المبتلى بالرغبة، الغضب، الاشتهاء، الوهم، الخوف، الكآبة، الحسد، الانفصال عن المرغوب، الاتحاد بغير المرغوب، الجوع، العطش، الخرَف، الموت، المرض، الاسى وما شابهها، ما نفع التمتع بالرغبات؟»
وثمة طريقة لتجنب هذه الحالة غير السعيدة أُعطيت في الپيورانا، سلسلة من النصوص ربما جرى تأليفها خلال القرن الاول من العصر الميلادي. واذ تعني «قصصا قديمة،» كانت هذه متوافرة على نحو واسع وصارت تُعرف بأسفار الانسان العادي. ويدَّعي «الڠَرودا پيورانا»: «تكمن السعادة الحقيقية في ابادة كل المشاعر. . . . فحيثما توجد عاطفة يوجد بؤس. . . . تخلَّوا عن العاطفة وستكونون سعداء.» والمؤسف ان هذا الحل يبدو مفزعا تقريبا بقدر حالة التعاسة التي هو مصمَّم ليخمدها.
وقبل ذلك فان البهاجاڤاد جيتا، التي تعني «نشيد الرب» وتُدعى احيانا «اهم كتاب كُتب على الاطلاق في الهند،» اقترحت ثلاث طرائق لتحقيق التحرر. «سبيل الواجبات» شدَّد على تأدية الالتزامات الشعائرية والاجتماعية، «سبيل المعرفة» شمل ممارسة التأمل واليوڠا، و «سبيل التعبُّد» تضمَّن التعبُّد لاله شخصي. وقد شُبِّهت البهاجاڤاد جيتا بِـ «العهد الجديد» للعالم المسيحي. ومعظم الهنود يحفظون بعضا من ابياتها الشعرية، وكثيرون منهم يرتِّلون يوميا اجزاء مستظهرة.
و البهاجاڤاد جيتا هي في الواقع مجرد قسم صغير من الملحمة الهندوسية المدعوة المهابهاراتا، التي تحتوي على مئة ألف بيت شعري، مما يجعلها بسهولة اطول قصيدة في العالم. وبادماج البهاجاڤاد جيتا في المهابهاراتا (ربما في القرن الثالث قم) صارت الهندوسية اخيرا دينا متميزا منفصلا عن الڤيدية والبراهمية.
-
-
الجزء ٧: نحو ١٥٠٠ قم فصاعدا — الهندوسية — اسمك تسامحاستيقظ! ١٩٨٩ | آب (اغسطس) ٨
-
-
[الاطار في الصفحة ٢٤]
لعلكم تساءلتم
كيف يفسر الهندوس السمسارا؟ تقول البهاجاڤاد جيتا: «كما يخلع الرجل الثياب البالية ويتخذ ثيابا جديدة، كذلك يخلع الساكن في الجسد الاجساد البالية ويدخل في اخرى هي جديدة.» ويفسر «الڠَرودا پيورانا» ان «اعمال تلك الذات في الوجود السابق هي ما يحدد طبيعة كائنها الحي في التالي . . . ان الانسان يحصل في الحياة على ما هو مقدَّر ان يحصل عليه، وحتى الاله لا يستطيع ان يجعل الامر بخلاف ذلك.» وكمثل يستشهد المركنديا پيورانا بشخص يقول: «ولدت كواحد من البراهمة، الكشاترية، الڤيزيا والشودرا، وثانية كبهيمة، دودة، ظبي وطير.»
هل يعتبر الهندوس الابقار مقدسة؟ ان ريغ ڤيدا والاڤستا على السواء يشيران الى الابقار بوصفها «كائنات ليست لتُقتل.» ولكن يبدو ان ذلك مؤسس على سياسة أهِمسا عوض ان يكون على الاعتقاد بالتقمّص. ومع ذلك يُبرز المركنديا پيورانا خطورة الفشل في اطاعة هذه الشريعة قائلا ان «الذي يقتل بقرة يذهب الى الهاوية لثلاث ولادات متتالية.»
كيف ينظر الهندوس الى نهر الغانج؟ «ان القديسين، الذين يتطهرون بالاستحمام في مياه هذا النهر، والذين عقولهم مكرَّسة لكِساڤا [ڤيشنو]، يحصلون على التحرر النهائي. والنهر المقدس، عندما يُسمع عنه، يُرغب فيه، يُرى، يُلمس، يُستحم فيه، او يُرنَّم له، يوما فيوما يطهِّر كل الكائنات. واولئك الذين يعيشون حتى على بُعد مئة يويانّا [٩٠٠ ميل] ويهتفون ‹غانجا، غانجا› انما يُعفَون من الخطايا التي ارتُكبت خلال حالات الوجود الثلاث السابقة.» — الڤيشنو پيورانا.
-