-
البناء معا علی نطاق عالميشهود يهوه — منادون بملكوت اللّٰه
-
-
المكاتب، المصانع، وبيوت ايل حول العالم
كان هنالك في السنة ١٩٩٢ حول الكرة الارضية ٩٩ مكتب فرع لجمعية برج المراقبة، وكل منها يخدم لتنسيق نشاطات شهود يهوه في ناحيته من الحقل العالمي. وكان اكثر من نصف هذه الفروع يقوم بالطباعة من مختلف الانواع بغية تعزيز عمل تعليم الكتاب المقدس. والعاملون في الفروع يسكنون، في اغلب الاحوال، كعائلة كبيرة في بيوت تدعى بيت ايل، الذي يعني «بيت اللّٰه.» وبسبب التوسع في عدد شهود يهوه ونشاطهم الكرازي، صار ضروريا ان توسَّع هذه التسهيلات وأن تُبنى تسهيلات جديدة.
كان نمو الهيئة سريعا جدا حتى انه كان هنالك تكرارا من ٢٠ الى ٤٠ برنامجا كهذا لتوسيع الفروع يُنفَّذ في الوقت نفسه. وتطلَّب ذلك برنامج بناء امميا واسعا.
وبسبب المقدار الهائل من عمل البناء الجاري حول العالم، لدى جمعية برج المراقبة دائرة الهندسة والرسم الخاصة بها في مركزها الرئيسي في نيويورك. وقد تخلَّى مهندسون لهم سنون عديدة من الخبرة عن عملهم الدنيوي وتطوعوا للمساعدة كامل الوقت في مشاريع البناء المتعلقة مباشرة بعمل الملكوت. وبالاضافة الى ذلك، درَّب ذوو الخبرة رجالا ونساء آخرين في عمل الهندسة، التصميم، والرسم الهندسي. وبتنسيق العمل من خلال هذه الدائرة يمكن للخبرة المكتسبة في بناء الفروع في ايّ جزء من العالم ان تفيد العاملين في المشاريع في بلدان اخرى.
وفي حينه، جعل المقدار الكبير من العمل الجاري من المفيد فتح مكتب هندسة اقليمي في اليابان للمساعدة في التصاميم المعمارية المتعلقة بالمشاريع في المشرق. وتعمل مكاتب هندسة اقليمية اخرى في اوروپا وأوستراليا بمجموعة مستخدَمين مأخوذين من بلدان مختلفة. وتعمل هذه بتعاون لصيق مع مكتب المركز الرئيسي، وخدماتها، الى جانب استخدام تقنية الكمپيوتر، تخفض عدد مستخدَمي الرسم الهندسي اللازم في ايّ موقع بناء معيَّن.
وبعض المشاريع صغيرة الحجم نسبيا. وصح ذلك في مكتب الفرع المبني في تاهيتي في السنة ١٩٨٣. فقد شمل فسحة مكتب، مستودعات، ومسكنا لثمانية عمَّال متطوعين. وصح ذلك ايضا في مبنى الفرع المؤلَّف من اربع طبقات المشيَّد في جزيرة مارتينيك الكاريبية خلال السنوات ١٩٨٢ الى ١٩٨٤. وهذه الابنية ربما لا تبدو غير عادية لسكان المدن الكبرى في بلدان اخرى، لكنها لفتت انتباه العامة. والصحيفة فرانس-أنتيل صرَّحت ان بناية الفرع في مارتينيك هي «تحفة في فن العمارة» تعكس «محبة عظيمة لعمل منجَز ببراعة.»
وعلى سبيل التباين من ناحية الحجم، شملت المباني التي أُكملت في كندا سنة ١٩٨١ مطبعة، او مصنعا، بفسحة ارضية تزيد مساحتها على ٠٠٠,١٠٠ قدم مربعة (٣٠٠,٩ م ٢) ومبنى سكنيا لـ ٢٥٠ متطوعا. وفي سيزاريو لانجي، في البرازيل، شمل مجمَّع برج المراقبة الذي أُكمل في تلك السنة نفسها ثمانية مبانٍ، بفسحة ارضية من ٠٠٠,٥٠٠ قدم مربعة (٠٠٠,٤٦ م ٢) تقريبا. وتطلَّب ذلك ٠٠٠,١٠ حمولة شاحنة من الاسمنت، الحجارة، والرمل، وكذلك ما يكفي من الاوتاد الخرسانية لبلوغ ضعفي ارتفاع جبل اڤرست! وفي السنة ١٩٩١، عندما أُنهيت مطبعة جديدة كبيرة في الفيليپين، كان ضروريا تزويد بناء سكني من ١١ طابقا.
ولسدّ حاجات العدد المتزايد من المنادين بالملكوت في نَيجيريا، بدأ مشروع بناء واسع في إيڠيدوما في السنة ١٩٨٤. وكان هذا سيشمل مصنعا، مبنى واسعا للمكاتب، اربعة مبانٍ سكنية متصلة، وتسهيلات ضرورية اخرى. ووُضعت الخطط ليكون المصنع مركَّبا كاملا من اجزاء مصنوعة مقدَّما وليُشحَن من الولايات المتحدة. إلا ان الاخوة آنذاك كانوا يواجهون مواعيد استيراد محدَّدة لانهاء العمل تبدو مستحيلة. وعندما جرى ادراك هذه المواعيد ووصَل كل شيء بأمان الى موقع البناء، لم ينسب الشهود الفضل الى انفسهم بل قدَّموا الشكر ليهوه على بركته.
التوسع السريع في كل الارض
لكنَّ نمو عمل المناداة بالملكوت كان سريعا حتى انه بعد التوسع الرئيسي لتسهيلات الفرع في بلد ما كثيرا ما كان ضروريا الابتداء بالبناء ثانية في غضون فترة قصيرة نسبيا. تأملوا في امثلة قليلة.
في الپيرو أُكمل فرع جديد رائع — بفسحة للمكاتب، ٢٢ غرفة نوم مع تسهيلات اساسية اخرى لاعضاء عائلة البتل، وقاعة ملكوت — في نهاية السنة ١٩٨٤. لكنَّ التجاوب مع رسالة الملكوت في بلد اميركا الجنوبية هذا كان اعظم بكثير من المتوقع. فبعد اربع سنين لزم بناء مجمَّع مشابه للموجود، وهذه المرة باستخدام تصميم مقاوم للزلازل.
أُكمل مجمَّع رحب لفرع جديد في كولومبيا في السنة ١٩٧٩. وبدا انه سيزوِّد مكانا فسيحا لسنين عديدة قادمة. ولكن في سبع سنين تضاعف تقريبا عدد الشهود في كولومبيا وصار الفرع الآن يطبع المجلتين برج المراقبة و استيقظ! ليس فقط لكولومبيا بل ايضا لأربعة بلدان مجاورة. فكان عليهم ان يبدأوا بالبناء ثانية في السنة ١٩٨٧ — وهذه المرة حيث يوجد مزيد من الارض للتوسع.
وخلال السنة ١٩٨٠ خصص شهود يهوه في البرازيل نحو ٠٠٠,٠٠٠,١٤ ساعة للكرازة العلنية برسالة الملكوت. وارتفع الرقم الى نحو ٠٠٠,٠٠٠,٥٠ في السنة ١٩٨٩. فكان المزيد من الناس يظهرون رغبة في اشباع جوعهم الروحي. وتسهيلات الفرع الواسعة المدشَّنة في السنة ١٩٨١ لم تعد كافية. وبحلول السنة ١٩٨٨ كان الحفر من اجل مصنع جديد جاريا. وكان هذا سيزوِّد ٨٠ في المئة من الفسحة الارضية اكثر مما يزوِّده المصنع الموجود، وطبعا، كانت ستلزم ايضا تسهيلات سكن لايواء عائلة البتل النامية.
وفي زلترس/تاونوس، المانيا، دُشِّن في السنة ١٩٨٤ ثاني اكبر مجمَّع طباعة لجمعية برج المراقبة. وبعد خمس سنين، بسبب الزيادات في المانيا وكذلك فرص توسيع عمل الشهادة في البلدان التي يقوم الفرع هناك بطبع مطبوعات لها، كانت الخطط توضع لتوسيع المصنع بنسبة تزيد على ٨٥ في المئة ولاضافة تسهيلات سكن اخرى.
وفرع اليابان انتقل من طوكيو الى تسهيلات جديدة واسعة في نومازو في السنة ١٩٧٢. وكان هنالك توسع رئيسي اضافي في السنة ١٩٧٥. وبحلول السنة ١٩٧٨ كان قد جرى الحصول على قطعة ارض اخرى، في ايبينا؛ وسرعان ما ابتدأ بناء مصنع اكبر من ذاك الذي في نومازو بأكثر من ثلاثة اضعاف. وأُكمل هذا في السنة ١٩٨٢. ومع ذلك لم يكن كافيا؛ فأُضيف مزيد من الابنية بحلول السنة ١٩٨٩. أفما كان ممكنا صنع بناء كبير كفاية مرة واحدة؟ كلا. فقد تضاعف عدد المنادين بالملكوت في اليابان مرة بعد اخرى بطريقة لم يكن ممكنا لأيّ انسان ان يتوقعها. فمن ١٩٩,١٤ في السنة ١٩٧٢، ارتفعت صفوفهم الى ٩٤١,١٣٧ في السنة ١٩٨٩، وكان جزء كبير منهم يخصص كامل الوقت للخدمة.
ويُرى نموذج مماثل في انحاء اخرى من الكرة الارضية. ففي غضون عقد — وأحيانا في غضون بضع سنين — بعد بناء فروع كبيرة مجهَّزة للطبع، كان ضروريا اجراء توسيع رئيسي. وقد صح ذلك في المكسيك، كندا، جنوب افريقيا، وجمهورية كوريا، بين بلدان اخرى.
فمَن يقوم بعمل البناء الفعلي؟ وكيف ينجَز ذلك كله؟
آلاف عديدة تواقون الى المساعدة
في السويد، تطوع من الـ ٠٠٠,١٧ شاهد في البلد وقت بناء فرعهم في اربوڠا نحو ٠٠٠,٥ للمساعدة في العمل. وكان معظمهم معاونين طوعيين، ولكن كان هنالك ايضا عدد كافٍ من الحِرَفيين المهرة جدا ليتأكدوا من القيام بالعمل بشكل صحيح. ودافعهم؟ المحبة ليهوه.
عندما سمع رسمي في مكتب مسَّاح للاراضي في الدنمارك ان عمل بناء فرع جديد في هَلْبيك سينجزه كله شهود يهوه، عبَّر عن شكوكه. إلا انه بين الشهود الذين تطوعوا للمساعدة كانت كل المهارات اللازمة موجودة. ولكن، هل كانت الحال ستبدو افضل لو ان متعهدين تجاريين كُلِّفوا بالمهمة؟ بعد اكمال المشروع قام خبراء من دائرة البناء في البلدة بجولة في المبنى والاراضي التابعة له وعلَّقوا على جودة العمل — شيء نادرا ما يرونه في الاعمال التجارية في الوقت الحاضر. أما الرسمي الذي عبَّر سابقا عن شكوكه فابتسم وقال: «في ذلك الوقت لم اكن اعرف نوع الهيئة التي لديكم.»
ان المدن الآهلة بالسكان في اوستراليا متفرقة بصورة واسعة؛ ولذلك فان معظم الـ ٠٠٠,٣ الذين تطوعوا للعمل في بناء تسهيلات الفرع في إنڠِلبرْن بين السنة ١٩٧٨ والسنة ١٩٨٣ كان يجب ان يسافروا ٠٠٠,١ ميل (٦٠٠,١ كلم) على الاقل. إلا ان السفر بالباص لفرق المتطوعين جرى تنسيقه، وفي طريقهم كانت الجماعات تعرض بروح الضيافة ان تزوِّد وجبات الطعام والمعاشرة للاخوة عند محطات الاستراحة. وبعض الاخوة باعوا بيوتهم، اغلقوا مؤسساتهم التجارية، اخذوا عُطَلهم، وقاموا بتضحيات اخرى بغية الاشتراك في المشروع. وفرق الحِرَفيين ذوي الخبرة اتوا — وبعضهم اكثر من مرة — لصبّ الخرسانة، تركيب السقوف، اقامة السياجات. وآخرون وهبوا المواد.
وغالبية المتطوعين في هذه المشاريع كانت تنقصهم المهارة، ولكن بقليل من التدريب تولَّى بعضهم مسؤوليات كبيرة وأنجزوا عملا ممتازا. فقد تعلَّموا كيف يصنعون الشبابيك، يشغِّلون الجرَّارات، يخلطون الخرسانة، ويَصُفُّون الطوب. وتفوقوا بشكل واضح على غير الشهود الذين ينجزون العمل نفسه تجاريا. بأية طريقة؟ كان ذوو الخبرة على استعداد للاشتراك في معرفتهم. فلا احد كان يخشى ان يأخذ شخص آخر عمله؛ وكان هنالك عمل كثير لكل فرد. وكان الحافز قويا الى القيام بعمل رفيع النوعية، لأنه كان يُنجَز تعبيرا عن المحبة للّٰه.
وفي جميع مواقع البناء يشكِّل بعض الشهود نواة «عائلة» البناء. فخلال العمل في زلترس/تاونوس، المانيا، من السنة ١٩٧٩ الى السنة ١٩٨٤، كان عدة مئات عموما يؤلفون نواة العمَّال هذه. وانضم اليهم آلاف الاشخاص الآخرين لفترات مختلفة من الوقت، وكثيرون في نهايات الاسابيع. وكان هنالك تخطيط دقيق حتى انه عند وصول المتطوعين كان هنالك الكثير ليقوموا به.
ما دام الناس ناقصين ستكون هنالك مشاكل، لكنَّ الذين يعملون في هذه المشاريع يحاولون حلّها على اساس مبادئ الكتاب المقدس. وهم يعرفون ان فعل الامور بطريقة مسيحية اهم من سرعة الانجاز. وكمذكِّر، كانت هنالك في موقع البناء في ايبينا، اليابان، لافتات كبيرة عليها صور عمَّال بقبعات صلبة، وعلى كلٍّ من القبعات الصلبة كُتبت بأحرف يابانية احدى ثمار روح اللّٰه: محبة، فرح، سلام، طول اناة، لطف، صلاح، ايمان، وداعة، ضبط نفس. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣، عج) والذين يزورون مواقع العمل يمكنهم ان يروا ويسمعوا الفَرق. واذ عبَّر عن ملاحظاته الخاصة، قال مراسل صحفي جال في موقع بناء الفرع في البرازيل: «لا توجد فوضى او نقص في التعاون . . . هذا الجو المسيحي يجعل الامر مختلفا هنا عما يُرى عادةً في مجال البناء التجاري البرازيلي.»
النمو المستمر في المركز الرئيسي العالمي
فيما كانت فروع جمعية برج المراقبة تنمو، صار ضروريا ايضا توسيع تسهيلات المركز الرئيسي العالمي. فأُلحِقت اقسام اضافية رئيسية بمصنعه ومكاتبه في بروكلين وفي مواقع اخرى في ولاية نيويورك اكثر من عشر مرات منذ الحرب العالمية الثانية. ولايواء المستخدَمين كان ضروريا بناء او شراء وتجديد ابنية عديدة، كبيرة وصغيرة. وأُعلن عن توسيع رئيسي اضافي في بروكلين في آب ١٩٩٠ وفي كانون الثاني ١٩٩١ — مع ان عمل البناء شمالي مدينة نيويورك الذي ابتدأ سنة ١٩٨٩ كان مستمرا في المركز الثقافي لبرج المراقبة الواسع، المصمَّم لسكن ٢٠٠,١ شخص، بمن فيهم هيئة المستخدَمين والتلاميذ المقيمين.
منذ السنة ١٩٧٢ لم يكن هنالك ايّ تراخٍ في عمل البناء في المركز الرئيسي في بروكلين والتسهيلات المقترنة به بشكل وثيق في انحاء اخرى من نيويورك وفي نيو جيرزي. وفي حينه صار واضحا انه على الرغم من ان عددهم بلغ المئات، لم يكن عمَّال البناء القانونيون قادرين على مماشاة العمل. ولذلك في السنة ١٩٨٤ تأسس برنامج متقدِّم للعمَّال الوقتيين. فأُرسلت رسائل الى الـ ٠٠٠,٨ جماعة الموجودة آنذاك في الولايات المتحدة لدعوة اخوة اكفاء الى المجيء لاسبوع او اكثر للمساعدة. (كان قد نجح تماما برنامج مماثل في بعض الفروع، بما فيها اوستراليا، حيث دُعي الى التطوع اولئك القادرون على البقاء اسبوعين.) وكان العمَّال سيزوَّدون بالمسكن ووجبات الطعام لكنهم كانوا سيدفعون نفقات سفرهم دون ان ينالوا اية اجرة. فمَن كان سيتجاوب؟
بحلول السنة ١٩٩٢ كان قد عولج اكثر من ٠٠٠,٢٤ طلب! وكان ٩٠٠,٣ منها على الاقل لاشخاص يعودون للمرة الثانية او الثالثة، وحتى العاشرة او العشرين. وكان معظمهم شيوخا، خداما مساعدين، او فاتحين — اشخاصا بمؤهلات روحية رائعة. وجميعهم كانوا يتطوعون للقيام بكل ما يلزم، سواء تطلَّب ذلك منهم استعمال مهنتهم او لا. وغالبا ما كان العمل شاقا ومضنيا. لكنهم حسبوه امتيازا ان يساهموا بهذه الطريقة في تقدُّم مصالح الملكوت. وشعر البعض بأن ذلك ساعدهم ان يقدِّروا بشكل افضل روح التضحية بالذات التي تميِّز العمل الجاري في المركز الرئيسي العالمي. وشعر الجميع بأنهم كوفئوا بسخاء نتيجة حضورهم برنامج العبادة الصباحية لعائلة البتل ودرس برج المراقبة العائلي الاسبوعي.
متطوعون امميون
واذ ازدادت الحاجة الى توسع سريع، ابتدأ الترتيب لمتطوعين امميين في السنة ١٩٨٥. ولم يكن ذلك على الاطلاق بداية تعاون اممي في البناء، ولكنَّ الترتيب صار الآن ينسَّق بدقة من المركز الرئيسي. وجميع المشتركين هم شهود يتطوعون للمساعدة في عمل البناء خارج بلدهم. وهم عمَّال مهرة، وكذلك زوجات يذهبن مع ازواجهن للمساعدة بأية طريقة ممكنة. ومعظمهم يدفعون نفقات سفرهم؛ ولا احد ينال اجرا مقابل ما يفعله. وبعضهم يذهبون على اساس فترة قصيرة، ماكثين عادةً من اسبوعين الى ثلاثة اشهر. وآخرون يتطوعون لفترة طويلة، باقين سنة او اكثر، وربما حتى اكمال المشروع. وقد اشترك في ذلك ما يزيد على ٠٠٠,٣ شاهد ليهوه من ٣٠ بلدا مختلفا خلال السنوات الخمس الاولى، وكان عدد اكبر تواقين الى الاشتراك عند الحاجة الى مهاراتهم. وهم يحسبونه امتيازا ان يعطوا من انفسهم ومواردهم لتقدُّم مصالح ملكوت اللّٰه بهذه الطريقة.
والمتطوعون الامميون يزوَّدون بمكان للمكوث وبوجبات الطعام. ووسائل الراحة غالبا ما تكون في الحدّ الادنى. والشهود المحليون يقدِّرون كثيرا ما يفعله اخوتهم الزائرون، وحيثما امكن، يرحِّبون بهم ليشاركوهم في بيوتهم، مهما كانت هذه متواضعة. وفي اغلب الاحيان يجري تناول وجبات الطعام في موقع العمل.
والاخوة من خارج البلاد ليسوا هناك ليقوموا بالعمل كله. فهدفهم هو العمل مع فريق البناء المحلي. والمئات وحتى الآلاف الآخرون في البلد يمكن ايضا ان يأتوا للمساعدة في نهايات الاسابيع او لاسبوع او اكثر كل مرة. ففي الارجنتين عمل ٢٥٩ متطوعا من بلدان اخرى مع عدة آلاف من الاخوة المحليين، بعضهم كانوا في العمل كل يوم، وآخرون عدة اسابيع، وعدد اكبر بكثير في نهايات الاسابيع. وفي كولومبيا ساعد اكثر من ٨٣٠ متطوعا امميا لفترات متفاوتة من الوقت. وكان هنالك ايضا اكثر من ٢٠٠ متطوع محلي اشتركوا في المشروع كامل الوقت و ٢٥٠ آخرون او اكثر ساعدوا في نهاية كل اسبوع. فاشترك ما مجموعه اكثر من ٦٠٠,٣ فرد مختلف.
واختلاف اللغة يمكن ان ينشئ المشاكل، لكنه لا يمنع الفرق الاممية من العمل معا. فلغة الاشارات، تعابير الوجه، روح الفكاهة السليمة، والرغبة في انجاز عمل يكرم يهوه تساعد على انجاز العمل.
والنمو البارز في الهيئة — وبالتالي الحاجة الى تسهيلات اوسع للفروع — يجري اختباره احيانا في البلدان حيث عدد الاشخاص المهرة في حِرَف البناء محدود. لكنَّ ذلك ليس عائقا بين شهود يهوه، الذين يساعدون بسرور بعضهم بعضا. فهم يعملون معا كجزء من عائلة عالمية النطاق لا تفرِّقها القومية، لون البشرة، او اللغة.
وفي پاپوا غينيا الجديدة، درَّب كلٌّ من المتطوعين الآتين من اوستراليا ونيوزيلندا واحدا من ابناء پاپوا غينيا الجديدة في حرفته الخاصة، انسجاما مع طلب دائرة العمل الحكومية. وبهذه الطريقة، فيما كانوا يعطون من انفسهم، تعلَّم الشهود المحليون حِرَفا يمكن ان تساعدهم على الاعتناء بحاجاتهم وحاجات عائلاتهم.
وعندما لزم فرع جديد في السلڤادور، انضمَّ الى الاخوة المحليين ٣٢٦ متطوعا من خارج البلاد. ومن اجل المشروع في الإكوادور عمل ٢٧٠ شاهدا من ١٤ بلدا جنبا الى جنب مع اخوتهم وأخواتهم الإكوادوريين. وبعض المتطوعين الامميين ساعدوا في عدة مشاريع كانت قيد التنفيذ في الوقت نفسه. فتعاقبوا في مواقع البناء في اوروپا وافريقيا، بحسب الحاجة الى مهاراتهم الحِرَفية.
وبحلول السنة ١٩٩٢ كان قد أُرسِل متطوعون امميون الى ٤٩ موقع فرع لمساعدة فرق البناء المحلية. وفي بعض الحالات تمكَّن اولئك الذين نالوا المساعدة من هذا البرنامج بدورهم من تزويد العون للآخرين. وهكذا، اذ استفادوا من جهود نحو ٦٠ خادما امميا متطوعا لفترة طويلة ممَّن ساعدوا في مشروع بناء الفرع في الفيليپين، وكذلك اكثر من ٢٣٠ متطوعا من خارج البلاد ممَّن ساعدوا لفترات اقصر، جعل بعض الفيليپينيين انفسهم متوافرين للمساعدة في بناء تسهيلات في انحاء اخرى من جنوب شرق آسيا.
-
-
البناء معا علی نطاق عالميشهود يهوه — منادون بملكوت اللّٰه
-
-
[الصورتان في الصفحة ٣٣٧]
عمَّال بناء وقتيون وصلوا حديثا في المركز الرئيسي العالمي في نيويورك
يُذكَّر كل فريق بأن كون المرء شخصا روحيا وانجاز عمل جيد النوعية يفوقان اهمية انجاز العمل بسرعة
-
-
البناء معا علی نطاق عالميشهود يهوه — منادون بملكوت اللّٰه
-
-
[الاطار/الصور في الصفحة ٣٣٨]
برنامج البناء الاممي يسدّ الحاجات الملحَّة
نمو الهيئة السريع تطلَّب توسيعا مستمرا للمكاتب، المصانع، وبيوت ايل حول الارض
متطوعون امميون يقدِّمون العون للشهود المحليين
اسپانيا
اساليب البناء المستخدَمة تجعل من الممكن لمتطوعين عديدين بخبرة محدودة ان يقوموا بعمل قيِّم
پورتوريكو
عمَّال مهرة يجعلون خدماتهم متوافرة بسرور
نيوزيلندا
اليونان
البرازيل
استعمال مواد متينة يُبقي تكاليف الصيانة الطويلة الامد منخفضة
بريطانيا
عمل رفيع النوعية يَنتج من الاهتمام الشخصي من جهة الذين يقومون به؛ وهذا هو تعبير عن محبتهم ليهوه
كندا
هذه المشاريع هي مناسبات مبهجة؛ تُصنَع صداقات دائمة عديدة
كولومبيا
لافتة في اليابان ذكَّرت العمَّال باجراءات السلامة، وأيضا بالحاجة الى اظهار ثمار روح اللّٰه
-