-
ما يجب ان تعرفه النساء عن سرطان الثدياستيقظ! ١٩٩٤ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
ما يجب ان تعرفه النساء عن سرطان الثدي
يرتفع عدد حالات سرطان الثدي في كل قارة. واستنادا الى بعض التقديرات، فإنه بحلول العام ٢٠٠٠، سيجري تشخيص نحو مليون حالة جديدة من سرطان الثدي كل سنة حول العالم.
فهل هنالك اية امرأة آمنة من الاصابة بهذا المرض؟ هل يمكن فعل شيء لتجنُّبه؟ وأية تعزية ودعم لازمان للَّواتي يحاربن هذا العدوّ؟
ان معظم حالات سرطان الجلد تسبِّبه الاشعة فوق البنفسجية من الشمس. ومعظم حالات سرطان الرئة يسبِّبه التدخين. ولكن ما من سبب واحد جرى تحديده لسرطان الثدي.
ولكن، استنادا الى بحث اخير، قد تلعب عوامل وراثية، بيئية، وهرمونية دورا في سرطان الثدي. والنساء اللواتي يتعرَّضن لهذه العوامل قد يكنَّ في خطر متزايد.
السوابق العائلية
ان المرأة التي يكون في عائلتها عضو مصاب بسرطان الثدي، كالأم، الأخت، او حتى الخالة او الجدَّة، يكون احتمال تطوُّره فيها متزايدا. وإذا كانت كثيرات منهنَّ قد أُصبن به، تكون امكانية اصابتها به اكبر.
والدكتورة پاتريشا كِلي، اختصاصية في علم الوراثة في الولايات المتحدة، تُخبر استيقظ! انه فيما تكون العوامل الوراثية ذات علاقة، قد تتسبَّب بمجرد ٥ الى ١٠ في المئة من كل حالات سرطان الثدي. «ونعتقد،» كما توضح، «ان عددا آخر غير محدَّد ناجم عن عوامل وراثية غير قوية تعمل بالاشتراك مع البيئة.» فأعضاء العائلة الذين لديهم الجينات نفسها من شأنهم ان يشتركوا في البيئة نفسها ايضا.
العوامل البيئية
«من الواضح ان هنالك عوامل بيئية، معروفة عموما، لها علاقة» بتسبيب المرض، قالت دِڤرا دايڤيس، عالِمة تعلِّق في مجلة العِلم. وبما ان ثدي الانثى هو احد اجزاء الجسم الاكثر حساسية للاشعة، فإن النساء اللواتي يتعرَّضن للاشعاع المؤيِّن ionizing radiation تكون امكانية اصابتهنَّ بسرطان الثدي متزايدة. وكذلك ايضا اللواتي يتعرَّضن للمواد الكيميائية السامّة.
والعامل البيئي الآخر هو النظام الغذائي. فالبعض يقترحون ان سرطان الثدي قد يكون مرض نقص في الڤيتامينات ويشيرون الى افتقار الڤيتامين D. فهذا الڤيتامين يساعد الجسم على امتصاص الكلسيوم، الذي قد يساعد بدوره على منع نموّ الخلايا غير المضبوط.
وتربط دراسات اخرى الدهن في النظام الغذائي، لا كسبب، بل كمحرِّض على سرطان الثدي. ذكرت مجلة FDA Consumer ان نسبة الوفاة من سرطان الثدي كانت الاعلى في بلدان كالولايات المتحدة، حيث تناوُل الدهن وپروتين الحيوانات عالٍ. وعلَّقت: «على مرّ التاريخ، كانت امكانية إصابة النساء اليابانيات بسرطان الثدي ضئيلة، لكنَّ هذه الامكانية لاصابتهنَّ ترتفع بشكل هائل، متزامنةً مع ‹جعل› عادات الأكل ‹غربيَّة؛› اي، من نظام غذائي نسبة الدهن فيه منخفضة الى نظام غذائي نسبة الدهن فيه عالية.»
واقترحت دراسة اخيرة ان المقدار الضخم من الحريرات المتناولة في نظام غذائي نسبة الدهن فيه عالية قد يقدم خطرا حقيقيا. وذكرت اخبار العِلم: «كل حريرة زائدة تزيد من امكانية الاصابة بسرطان الثدي، وكل حريرة زائدة ناتجة عن الدهن تقدِّم امكانية اكبر بنحو ٦٧ في المئة من الحريرات الناتجة عن مصادر اخرى.» فالحريرات الزائدة يمكن ان تؤدي الى پاوندات زائدة، ويُعتقد ان امكانية اصابة النساء السِّمان جدا بسرطان الثدي هي اكبر بنحو ثلاث مرات، وخصوصا النساء بعد الإياس (انقطاع الطمث النهائي). فدهن الجسم يُنتج الإستروجين، وهو هرمون انثوي يمكن ان يعمل بشكل غير مؤات في نسيج الثدي، مؤدِّيا الى السرطان.
السوابق الشخصية والهرمونات
داخل ثدي المرأة هنالك وَسَط هرموني غني يُنتج تغييرات في الثدي طوال حياتها كلها. والدكتور پول كْري، اختصاصي جراحي في علم الاورام، يكتب في اسبوعية الدكتور الاوسترالي: «ولكن، في بعض النساء، يُحدث تعرُّض نسيج الثدي لتنبيه هرموني طويل الامد . . . سلسلةً من التغييرات الخَلَوية التي تؤدي اخيرا الى تحوُّل خبيث [سرطاني].» لهذا السبب، يُعتقد ان النساء اللواتي يبدأن بالإحاضة باكرا، بعمر ١٢ سنة، او اللواتي يتأخر الإياس عندهنَّ، الى اواسط الخمسينات، لديهنَّ امكانية اكبر للاصابة.
واعتبار ان الإستروجين الاضافي، المأخوذ من الـ ERT (معالجة الإعاضة للإستروجين)، له صلة محتمَلة بسرطان الثدي هو موضوع جدل كبير. فبينما تشير بعض الدراسات الى ان الـ ERT لا تخلق خطرا متزايدا، تُظهر دراسات اخرى ان اللواتي يتلقَّينها فترة طويلة هنّ في خطر لا يستهان به. وإذ تأملت في الدراسات التي جرت مراجعتها، ذكرت النشرة الطبية البريطانية لعام ١٩٩٢ ان الاحتمال الوارد هو ان «يزيد الإستروجين غير المانع للحبل من امكانية الاصابة بسرطان الثدي بنسبة ٣٠-٥٠ ٪» بعد استعمال طويل الامد.
وثمة تقارير عن العلاقة بين موانع الحبل الفموية وسرطان الثدي تقترح وجود امكانية ضئيلة للاصابة بسبب استعمالها. ولكن، تَظهر مجموعة من النساء اللواتي هنَّ في خطر اكبر. فالنساء الاصغر سنا، النساء اللواتي لم ينجبن اولادا قط، والنساء اللواتي استعملن حبوب منع الحبل لوقت طويل تكون امكانية اصابتهنَّ بسرطان الثدي اكبر بنسبة ٢٠ في المئة.
لكنَّ ٣ من كل ٤ نساء مصابات بسرطان الثدي لا يمكنهنَّ الاشارة الى ايّ شيء محدَّد ساهم في اصابتهنَّ بالمرض. لذلك يُطرح السؤال، هل يجب ان تعتبر اية امرأة انها آمنة من سرطان الثدي؟ تُخبر FDA Consumer: «من وجهة نظر الطبيب السريري، يجب ان تُعتبر كل النساء في خطر كبير للاصابة بسرطان الثدي.»
وهكذا فإن النساء، وخصوصا اولئك المتقدِّمات في السن، معرَّضات لهذا المرض. وتعلِّق الدكتورة كِلي انه فيما تكون هنالك اسباب متعددة لسرطان الثدي، ‹اظن ان البعض منها هو فقط بسبب التقدم في السن، فيحدث انقسام اعتباطي للخلايا.›
لماذا معرَّضات
ان فحص بنية ثدي الانثى يوضح سبب تعرُّضه للسرطان الى هذا الحد. فداخله توجد قنوات، مسالك بالغة الصغر، تجعل الحليب ينتقل من الأكياس المنتِجة للحليب الى الحَلَمة. وتبطِّن القنوات خلايا تنقسم وتتغيَّر باستمرار استجابة لدورة المرأة الشهرية، معدَّةً اياها للحَبَل، درِّ الحليب، وإرضاع صغيرها. ويكون في هذه القنوات ان معظم حالات سرطان الثدي يتطور.
في كتاب البدائل: تطوُّرات جديدة في الحرب ضد سرطان الثدي، توضح الباحثة روز كُشْنِر: «ان ايّ روتين يُفسَد دائما بانقطاع او بآخر — حتى لو كان طبيعيا تماما . . . — يتعرَّض لإمكانية اكبر لإحداث الاخطاء.» وتذكر ايضا: «ان خلية الثدي العاملة بإفراط تكون دائما مغمورة بهرمون معيَّن يأمر، ‹توقَّفي عن فعل ذلك. ابتدئي بفعل هذا.› فلا عجب ان يتعذَّر ضبط نمو الكثير جدا من الخلايا الوليدة.»
يبتدئ سرطان الثدي عندما تنقسم خلية غير سويَّة، تفقد ضبط عملية نموِّها، وتبتدئ بالتكاثر. ومثل هذه الخلايا لا تتوقف عن التوالد، ومع الوقت تكتسح النسيج الصحيح المحيط بها، محوِّلة العضو الصحيح الى عضو مريض.
الانتقال Metastasis
عندما يكون السرطان متضمَّنا داخل الثدي، يمكن إزالة الخباثة. وعندما ينتشر سرطان الثدي الى مواقع بعيدة في الجسم، يُدعى سرطان الثدي الانتقالي. وهذا هو على الارجح اكثر اسباب الموت عند مرضى سرطان الثدي. فإذ تتضاعف الخلايا السرطانية في الثدي ويكبر حجم الوَرَم، يمكن للخلايا السرطانية ان تغادر بهدوء وسرًّا موقعَ الوَرَم الرئيسي وتتغلغل في جدران الاوعية الدموية والعُقد اللِّمفية.
عند هذه المرحلة يمكن للخلايا الوَرَمية ان تنتقل الى اجزاء بعيدة من الجسم. وإذا أفلتت من دِفاعات الجسم المناعية، التي تشمل الخلايا القاتِلة الطبيعية الدائرة في الدم والسوائل اللِّمفية على السواء، يمكن لهذه الخلايا الخبيثة ان تستعمر اعضاء ضرورية للحياة، كالكبد، الرئتين، والدماغ. وهناك يمكنها ان تتكاثر وتنتشر ثانية، بعد جعل هذه الاعضاء سرطانية. وحالما يبتدئ الانتقال، تصير حياة المرأة في خطر.
لذلك فإن اكتشاف سرطان الثدي في وقت باكر من نموِّه قبل ان يحصل على فرصة لينتشر هو مفتاح للنجاة. فماذا يمكن ان تفعل كل امرأة لتغتنم فرص الاكتشاف الباكر للمرض؟ وهل هنالك ايّ شيء يمكن القيام به للمساعدة على منع سرطان الثدي من البداية؟
[النبذة في الصفحة ٤]
ثلاث من كل ٤ نساء مصابات بسرطان الثدي لا يمكنهنَّ الاشارة الى ايّ شيء محدَّد ساهم في اصابتهنَّ بالمرض
-
-
مفاتيح للنجاةاستيقظ! ١٩٩٤ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
مفاتيح للنجاة
اذا سمعتم تقريرا في الاخبار ان قاتلا يجول في جواركم بحثا عن فريسة، فهل تتَّخذون الاجراءات لحماية نفسكم وعائلتكم؟ على الارجح ستُقفلون ابوابكم وتُحكمون اغلاقها بالمزلاج لكي لا تسهِّلوا الدخول الى بيتكم. وستواصلون ايضا مراقبة الغرباء المشتَبه فيهم وتُبلغون الشرطة فورا عن وجودهم.
فهل يجب ان تفعل النساء اقل من ذلك بشأن مرض قاتل، سرطان الثدي؟ وأية اجراءات يمكن ان يتَّخذنها لحماية انفسهنَّ وزيادة فرص نجاتهنَّ؟
الوقاية والنظام الغذائي
يُقدَّر ان ١ من ٣ حالات سرطان في الولايات المتحدة تسبِّبها عوامل غذائية. والنظام الغذائي الجيد الذي يساعد على صيانة جهاز جسدكنَّ المناعي قد يكون خطّ دفاعكنَّ الاول. فبينما لا يمكن لطعام معروف ان يشفي السرطان، فإن تناول اطعمة معيَّنة والتقليل من اطعمة اخرى يمكن ان يكونا تدبيرا وقائيا. «ان اتِّباع النظام الغذائي الصحيح يمكن ان يقلِّل من امكانية اصابتكنَّ بسرطان الثدي بنسبة خمسين في المئة،» ذكر الدكتور لينارد كووِن من مؤسسة الصحة الاميركية في ڤالهالا، نيويورك.
ان الاطعمة الغنية بالالياف، كالخبز المصنوع من حبٍّ كامل والحبوب الكاملة، يمكن ان تساعد على تخفيض كمية الپرولاكتين والإستروجين، ربما بالالتصاق بهذه الهرمونات وإخراجها من الجسم. واستنادا الى مجلة التغذية والسرطان، «ان هذه التأثيرات يمكن ان تخمد الطَّوْر المعزِّز لتولُّد السرطان.»
والتقليل من الدهون المُشبَعة، يمكن ان يخفِّض الخطر. اقترحت مجلة الوقاية ان التحوُّل من الحليب الكامل الى الحليب المقشود، التقليل من تناول الزبدة، تناول اللحوم الاقل دهنا، وإزالة الجلد عن الدجاج يمكن ان تُنزل تناول الدهن المُشبَع الى مستويات آمنة اكثر.
والخضرة الغنية بالڤيتامين A، كالجَزَر، القرع، البطاطا الحلوة، والنباتات ذات الاوراق الخضراء الدكناء، كالسبانخ، اللَّخْنة، وأوراق الخردل، يمكن ان تكون مساعِدة. ويُعتقد ان الڤيتامين A يثبِّط تشكُّل الطفرات المسبِّبة للسرطان. والخضرة مثل البروكّولي، كرنب بروكسل، القنَّبيط، الملفوف، والبصل الاخضر تحتوي على مركَّبات كيميائية تحرِّض الأنزيمات الواقية.
وفي كتاب سرطان الثدي — ما يجب ان تعرفه كل امرأة، يقول الدكتور پول رودريڠِز ان الجهاز المناعي، الذي يميِّز الخلايا غير السويَّة ويدمِّرها، يمكن تقويته بواسطة النظام الغذائي. وهو يقترح تناول الاطعمة الغنية بالحديد، كاللحوم القليلة الدهن، البقول الخضراء الورقية، المحاريات، والفاكهة والخضرة ذات النسبة العالية من الڤيتامين C. فالفاكهة والبقول ذات النسبة العالية من الڤيتامين C تقلِّل من امكانية الاصابة بسرطان الثدي، تُخبر مجلة المعهد القومي للسرطان. وفول الصويا ومنتوجات الصويا غير المختمرة تحتوي على الـ جينيستين genistein، المعروف بأنه يخمد نموّ الوَرَم في التجارب المخبرية، لكنَّ الفعَّالية في البشر لم تُبرهَن بعد.
الاكتشاف الباكر
«يبقى الاكتشاف الباكر لسرطان الثدي الخطوة الاهم في تغيير سير سرطان الثدي،» تقول المطبوعة عيادات الاشعة في اميركا الشمالية. ومن هذا القبيل هنالك ثلاثة اجراءات رئيسية هي الفحص الذاتي القانوني للثدي، الفحص السنوي من قِبَل طبيب، وتصوير الثدي بالاشعة mammography.
والفحص الذاتي للثدي يجب القيام به قانونيا كل شهر، اذ ان المرأة يجب ان تكون مهتمة بالتفتيش عن ايّ شيء مشتَبه فيه في مظهر ثديَيْها او في مَلمَسهما، كتصلُّب او كتلة. ومهما بدا ما تجده صغيرا، يلزم ان تتَّصل بطبيبها فورا. فكلما شُخِّصت الكتلة في وقت ابكر، تحكَّمت اكثر في مستقبلها. اظهر تقرير من السويد انه اذا كان سرطان الثدي غير الانتقالي اكبر بقليل من نصف انش (١٥ ملم) او اصغر في الحجم وأُزيل جراحيا، فإن توقُّع العيش مدة ١٢ سنة يكون محتملا بنسبة ٩٤ في المئة.
تعلِّق الدكتورة پاتريشا كِلي: «اذا لم تعاودكنَّ عوارض سرطان الثدي في ٢/١ ١٢ سنة، فمن غير المرجَّح الى حد كبير ان يعود. . . . ويمكن تعليم النساء كيف يعثرن على سرطانات الثدي التي قياسها اصغر من سنتيمتر [٣/١ انش] باستعمال اصابعهنَّ فقط.»
وتجري التوصية بأنه يجب القيام بفحص جسدي من قِبَل طبيب سريري او طبيب عام قانونيا كل سنة، وخصوصا بعد ان تبلغ المرأة سنّ الـ ٤٠. وإذا اكتُشفت كتلة، يكون من الملائم ان يأخذن رأيا ثانيا من اختصاصي في الثدي او جرَّاح له.
يقول المعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة ان السلاح الجيد ضد سرطان الثدي هو اجراء صورة للثديَين بالاشعة mammogram قانونيا. وهذا الشكل من اشعة X يمكن ان يكتشف الوَرَم ربما قبل سنتين من امكانية الاحساس به. ويُنصح بإجرائها للنساء اللواتي تجاوزن الـ ٤٠ من العمر. لكنَّ الدكتور دانيال كوپَنْز يُخبرنا: «انها بعيدة عن الكمال.» فهي لا تستطيع ان تكتشف كل سرطانات الثدي.
والدكتورة وِنْدي لوڠان-يونڠ من عيادة للثدي في ولاية نيويورك تخبر استيقظ! انه اذا وجدت امرأة او طبيبها شذوذا، لكنَّ صورة للثديَين بالاشعة لم تُظهر علامة لذلك، فقد يكون الميل الى تجاهل ما اكتُشف جسديا وتصديق اشعة X. وتقول ان هذا هو «اكبر خطإ نراه في هذه الايام.» وتنصح النساء بأن يتحفَّظن نوعا ما من مقدرة تصوير الثدي بالاشعة على اكتشاف السرطان ويعتمدن كثيرا ايضا على فحص الثدي.
وفي حين يمكن لتصوير الثدي بالاشعة ان يكتشف الاورام، فهو لا يمكنه حقا ان يشخِّص ما اذا كانت حميدة (غير سرطانية) او خبيثة (سرطانية). وذلك يمكن القيام به فقط بواسطة فحص عيِّنة حية. تأملوا في حالة أيرين، التي اجرت صورة للثديَين بالاشعة. وإذ اعتمد طبيبها على صورة اشعة X، شخَّص ان الكتلة في ثديها مرض ثدييّ حميد وقال: «انني متأكد تماما انكِ لستِ مصابة بالسرطان.» وكان الممرِّض الذي اجرى صورة للثديَين بالاشعة قلقا، لكنَّ أيرين قالت: «اعتقدتُ انه اذا كان الطبيب متأكدا، فربما انا مُوَسوِسة.» وسرعان ما صارت الكتلة اكبر، فاستشارت أيرين طبيبا آخر. وأُخذت عيِّنة حية للفحص وتبيَّن انها مصابة بسرطان غُدِّي (كرسينوما) التهابي، سرطان سريع النمو. فمن اجل تقرير ما اذا كان الوَرَم حميدا (كما هي الحال في ٨ تقريبا من ١٠) او خبيثا، يجب اجراء فحص لعيِّنة حية. وإذا كان سريريا يبدو او يظهر عند اللمس ان الكتلة مشتَبه فيها او انها تنمو، يجب اجراء فحص لعيِّنة حية.
المعالجة
في الوقت الحاضر، العلاج بالجراحة، الإشعاع، والعقاقير هي المعالجات التقليدية لسرطان الثدي. والمعلومات عن نوع الوَرَم، حجمه، ميله الى الانتشار، ما اذا انتشر الى العُقد اللِّمفية، وحالتكنَّ الإياسية يمكن ان تساعدكنَّ وتساعد طبيبكنَّ على تحديد طريقة المعالجة.
الجراحة. طوال عقود استُعملت على نطاق واسع عملية الاستئصال الجذري للثدي، إزالة الثدي مع العضلات والعُقد اللِّمفية التي تحته. ولكن في السنوات الاخيرة، كانت المعالجة المحافِظة على الثدي التي تشمل إزالة الوَرَم والعُقد اللِّمفية فقط، بالاضافة الى الاشعاع، قد استُعملت بنِسَب نجاة تساوي نِسَب نجاة استئصال الثدي. وهذا منح بعض النساء سلام عقل اكثر عند تقرير إزالة وَرَم صغير، حيث يكون التشويه اقل. لكنَّ المجلة البريطانية للجراحة تقول ان النساء الاصغر سنا، اولئك المصابات بالسرطان في مواضع متعدِّدة في الثدي نفسه او المصابات بأورام اكبر من انش واحد (نحو ٣ سم)، تكون امكانية انتكاسهنَّ اكبر بإجراء المعالجة المحافِظة على الثدي.
والعامل المهم في النجاة دون الانتكاس تذكره مجلة الطب لعيادة كليڤلَنْد: «ان نقل الدم له تأثير سلبي في نسبة النجاة والانتكاس . . . بعد استئصال جذري معدَّل للثدي.» وأظهر التقرير ان نسبة النجاة لمدة خمس سنوات كانت ٥٣ في المئة لفريق واحد تلقَّى نقل الدم، وبالمقابل فإن النسبة هي ٩٣ في المئة للفريق الذي لم يتلقَّ نقل الدم.
والمساعد الآخر للنجاة مذكور في ذا لانْسِت، حيث ذكر الدكتور ر. أ. بادْوي: «ان توقيت الجراحة بالنسبة الى طَوْر الدورة الحيضية له تأثير كبير في النتيجة الطويلة الامد للمرضى قبل الإياس المصابات بسرطان الثدي.» وقال التقرير ان النساء اللواتي خضعن لاستئصال الوَرَم خلال طَوْر تنبيه الإستروجين صارت حالهنَّ اسوأ من اولئك اللواتي خضعن لعملية خلال اطوار اخرى للدورة الحيضية — ٥٤ في المئة نجون مدة عشر سنوات مقابل ٨٤ في المئة للفريق الاخير. وقيل ان توقيت الجراحة الافضل للنساء قبل الإياس المصابات بسرطان الثدي هو بعد ١٢ يوما على الاقل من فترة الحيض الاخيرة.
العلاج بالإشعاع. العلاج بالإشعاع يقتل الخلايا السرطانية. وفي حالة المعالجة المحافِظة على الثدي، يمكن ان تفلت اورام مجهرية من سكِّين الجرَّاح فيما يحاول الحفاظ على الثدي. والعلاج بالإشعاع يمكن ان يدمِّر الخلايا المتبقية على قيد الحياة. ولكن بالإشعاع تكون هنالك امكانية ضئيلة لتحريض سرطانات اضافية في الثدي الآخر. ينصح بِنِديك فْراس بتخفيض تعرُّض الثدي الآخر للإشعاع الى الحد الادنى. ويذكر: «بقليل من الاجراءات الحاذقة البسيطة يكون ممكنا التخفيض الى حد بعيد من المقدار الذي يتلقَّاه الثدي الآخر خلال المعالجة بالاشعة للثدي المصاب بالسرطان.» ويقترح ان توضع صفيحة من الرصاص بثخانة انش واحد (٥,٢ سم) على الثدي الآخر.
العلاج بالعقاقير. على الرغم من الجهود لاستئصال سرطان الثدي بالجراحة، فإن ٢٥ الى ٣٠ في المئة من النساء اللواتي شُخِّص حديثا بأنهنَّ مصابات بسرطان الثدي ستكون لديهنَّ انتقالات metastases مخفية اصغر من ان تُنتج اعراضا في البداية. والمعالجة الكيميائية هي معالجة تستعمل عوامل كيميائية لمحاولة قتل تلك الخلايا التي تغزو الاجزاء الاخرى من الجسم.
والمعالجة الكيميائية محدودة في تأثيرها لأن الاورام السرطانية مؤلفة من انواع مختلفة من الخلايا لكل نوع تحسُّسه الخاص للعقاقير. والخلايا التي تنجو من المعالجة قد تُنتج جيلا جديدا من الاورام المقاوِمة للعقاقير. لكنَّ عدد كانون الثاني ١٩٩٢ من ذا لانْسِت اعطى الدليل على ان المعالجة الكيميائية تزيد من فرصة المرأة للنجاة عقدا اضافيا بنسبة ٥ الى ١٠ في المئة، وذلك يتوقف على سنِّها.
والتأثيرات الجانبية للمعالجة الكيميائية قد تشمل الغثيان، التقيُّؤ، فقدان الشعر، النزف، تَلَف القلب، الكبت المناعي، العقم، واللوكيميا. وإذ كتب جون كيرنز في الاميركية العلمية، علَّق: «قد تبدو هذه مخاطر ثانوية نسبيا لمريضة مصابة بسرطان متقدِّم وسريع النمو، لكنها تكون اعتبارات ذات شأن لامرأة مصابة بسرطان ثدييّ صغير [٣/١ انش (١ سم)] وموضعي كما يبدو. فاحتمال موتها من سرطانها في غضون خمس سنوات هو مجرد ١٠ في المئة تقريبا حتى ولو لم تتلقَّ اية معالجة اضافية بعد الجراحة.»
العلاج الهرموني. ان العلاج المضاد للإستروجين يوقف تأثيرات الإستروجين المنبِّهة للنموّ. ويُنجَز ذلك بتخفيض مستويات الإستروجين في النساء قبل الإياس إما بالازالة الجراحية للمبيضَين او بالعقاقير، كال تاموكسيفِن tamoxifen. وأخبرت ذا لانْسِت عن نسبة نجاة لمدة عشر سنوات لكل ٨ الى ١٢ امرأة من ١٠٠ امرأة عولجن بأيّ من الاجراءَين.
والعناية التي تتبع لكل امرأة مصابة بسرطان الثدي هي مسعى لمدى الحياة. والمراقبة الشديدة يلزم ان تستمر، لأنه اذا فشل اسلوب علاج واحد وحدثت النكسة، يمكن لانواع اخرى من المعالجة ان تزوِّد السلاح اللازم.
والنوع الآخر لعلاج السرطان الذي يتَّخذ طريقة مختلفة يدور حول متلازمة تُدعى الدَّنف cachexia. توضح مجلة البحث في السرطان ان ثلثَيْ كل الميتات من السرطان يسبِّبها الدَّنف، تعبير يُستعمل لوصف هُزال العضلات والانسجة الاخرى. والدكتور جوزِف ڠولد، من معهد سيراكيوز للبحث في السرطان في الولايات المتحدة، يُخبر استيقظ!: «نعتقد ان النموّ الوَرَمي لا يمكنه ان يمتد الى الجسم إلا اذا كانت المسارات الكيميائية الحيوية للدَّنف مفتوحة.» وإذ استعملت احدى الدراسات السريرية العقَّار غير السامّ كبريتات الهيدرازين، اظهرت ان بعض هذه المسارات يمكن سدُّه. وأُنجز الاستقرار في ٥٠ في المئة من مرضى سرطان الثدي الذي في مرحلته الاخيرة.
وتتطلَّع بعض النساء الى البدائل المعروفة بالطب المكمِّل لتزويد معالجة غير جراحية وغير سامّة لسرطان الثدي. والعلاجات تتنوَّع، اذ يستعمل البعض النظام الغذائي والاعشاب، كما في علاج هوكسي. لكنَّ الدراسات المنشورة التي تمكِّن الفرد من تقييم فعَّالية هذه المعالجات هي قليلة.
وفي حين ان هذه المقالة مخصَّصة لتقديم مفاتيح للنجاة، ليس منهاج استيقظ! ان تصادق على اية معالجة. فنحن نشجع الجميع ان ينظرن بحذر الى هذه الوسائل المختلفة في معالجة هذا المرض. — امثال ١٤:١٥.
الاجهاد وسرطان الثدي
في مجلة أكتا نورولوجيكا، يوضح الدكتور ه. بالْتْراش ان الاجهاد الشديد او الطويل الامد يمكن ان يخفض من دفاعات الجسم المضادة للأورام في الجهاز المناعي. والنساء المرهَقات، او اللواتي يعانين الكآبة، او اللواتي ينقصهنَّ الدعم العاطفي يكون جهازهنَّ المناعي معرَّضا للخطر بنسبة ٥٠ في المئة.
وهكذا، شدَّد الدكتور باسيل سْتول، اذ كتب في العقل وإنذار السرطان: «يلزم بذل كل جهد من اجل التقليل الى الحد الادنى من الرضّ الجسدي والنفسي المحتومَين اللذين يعزِّزهما مرضى السرطان خلال وبعد معالجة مرضهنَّ.» ولكن ايّ نوع من الدعم لازم؟
[النبذة في الصفحة ٧]
بينما لا يمكن لطعام معروف ان يشفي السرطان، فإن تناول اطعمة معيَّنة والتقليل من اطعمة اخرى يمكن ان يكون تدبيرا وقائيا. ‹ان اتِّباع النظام الغذائي الصحيح يمكن ان يقلِّل من امكانية اصابتكنَّ بالسرطان بنسبة خمسين في المئة،› ذكر الدكتور لينارد كووِن
[النبذة في الصفحة ٨]
«يبقى الاكتشاف الباكر لسرطان الثدي الخطوة الاهم في تغيير سير سرطان الثدي،» تقول المطبوعة «عيادات الاشعة في اميركا الشمالية.» ومن هذا القبيل هنالك ثلاثة اجراءات رئيسية هي: الفحص الذاتي القانوني للثدي، الفحص السنوي من قِبَل طبيب، وتصوير الثدي بالاشعة
[النبذة في الصفحة ١٠]
النساء المرهَقات، او اللواتي يعانين الكآبة، او اللواتي ينقصهنَّ الدعم العاطفي يكون جهازهنَّ المناعي معرَّضا للخطر
[الاطار في الصفحة ٩]
الفحص الذاتي — فحص عام شهري
يجب اجراء فحص ذاتي للثديَين بعد فترة الحيض بأربعة الى سبعة ايام. والنساء بعد الإياس يلزم ايضا ان يجرين الفحص كل شهر في اليوم نفسه.
علامات للبحث عنها كل شهر في اليوم نفسه
• كتلة من ايّ حجم (صغيرة جدا او كبيرة) او ثخانة في الثدي.
• تغضُّن، تنقُّر، او تغيُّر لون جلد الثدي.
• ارتداد او غؤور الحَلَمة.
• طَفْح او تقشُّر الحَلَمة او رشْحها سائلا.
• ضخامة في الغدد تحت الإبط.
• تغييرات في الهالة او شقوق في الثدي.
• عدم تناظر ملحوظ للثديَين، الذي هو تغيُّر من الحالة السويَّة.
الفحص الذاتي
فيما انتِ واقفة، ارفعي ذراعكِ اليسرى. وباستعمال اليد اليُمنى والابتداء عند الطرف الخارجي للثدي، اضغطي الجزء المسطَّح للأصابع بحركات دائرية صغيرة، سائرة ببطء حول الثدي ونحو الحَلَمة. انتبهي ايضا للمنطقة بين ما تحت الإبط والثدي.
اذ تضطجعين على نحو مستوٍ، ضعي وسادة تحت الكتف اليسرى، وضعي الذراع اليسرى على الرأس او خلفه. استعملي الحركة الدائرية نفسها كما هي موصوفة اعلاه. انتقلي الى الجانب الايمن.
اضغطي برفقٍ على الحَلَمة لفحص وجود ايّ تصريف. كرِّري ذلك للثدي الايمن.
-
-
الدعم القيِّماستيقظ! ١٩٩٤ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
الدعم القيِّم
«كان عليَّ ان احارب الخوف من الموت وفترات من الكآبة،» تروي ڤِرجينيا، واحدة من شهود يهوه في الارجنتين. فقد خضعت لاستئصال جذري للثدي وإزالة للمبيضَين في حربها ضد سرطان الثدي.a
وفي الواقع، ان الخوف من الموت نتيجة سرطان الثدي هو عالمي. وهذا الخوف، الى جانب الفزع من العجز والخسارة الوثيقة الصلة بالانوثة وبالقدرة على منح الغذاء، يمكن ان يدمِّر حياة المرأة عاطفيا. ومشاعر الانعزال الساحقة يمكن بسرعة ان تجعلها تُصاب باليأس. فكيف يمكن تجنيبها مثل هذا السحق العاطفي؟
الحاجة الى الدعم
«انها بحاجة الى الدعم!» تجيب جوَن، من الولايات المتحدة. فأمها وجدَّتها كانتا ضحيَّتَين لسرطان الثدي، وهي الآن تواجه الحرب نفسها التي واجهتاها. هذا هو الوقت الذي يمكن فيه لأعضاء العائلة والاصدقاء الاولياء ان يزوِّدوا الدعم والمساعدة المعزِّيَين. وزوج جوَن، تِري، صار الداعم الحقيقي القوي لها. يوضح تِري: «كان يجب ان يكون موقفي، في نظري، عاملا يؤمِّن الاستقرار. فكان يلزم ان اساعد جوَن على اتخاذ القرارات المتعلقة بالمعالجة التي تمنحها الثقة والقوة للمحاربة وعدم الاستسلام. وكان خوفها من الجراحة السرطانية امرا وجب ان نعالجه، فحاولت ان اتأكد من ان اسئلتها ومخاوفها كانت تُعالج في مناقشاتنا مع الاطباء.» وأضاف تِري: «هذا امر يمكننا القيام به لعائلاتنا ولرفيقاتنا المسيحيات اللواتي ليس لديهنَّ دعم عائلي. يمكننا ان نكون عيونهنَّ، آذانهنَّ، وصوتهنَّ مع الهيئة الطبية.»
ويلزم منح عناية خصوصية للعوازب والارامل. تُخبرنا ديانا، من اوستراليا: «مات زوجي بعد عملية للسرطان منذ خمس سنوات، لكنَّ اولادي ساعدوا على ملء الفراغ. لقد كانوا لطفاء ولكن غير عاطفيين. وقد منحني ذلك القوة. وكان يجري الاعتناء بكل شيء بسرعة وهدوء.»
يُحدث سرطان الثدي صدمة عاطفية في العائلة كلها. ولذلك فهي كلها في حاجة الى الاهتمام والدعم الحبيَّين من الآخرين (وخصوصا من اخوتهم وأخواتهم الروحيين، اذا كانوا من شهود يهوه).
توضح رِبيكا، من الولايات المتحدة، التي حاربت امها سرطان الثدي: «الجماعة هي امتداد لاسرتكم، وأعمالها لها تأثير هائل في عواطفكم. فمع ان كثيرين لم يوافقوا شخصيا على المعالجة غير التقليدية التي اختارتها امي، فقد دعمونا عاطفيا بالاتصالات الهاتفية والزيارات. وكان البعض ايضا يأتين ويقدِّمن المساعدة في إعداد طعامها الخاص. ورتَّب الشيوخ ان يجري وصلنا بقاعة الملكوت بواسطة الهاتف لكي لا نخسر ابدا الاجتماعات. حتى ان الجماعة ارسلت بطاقة مع هدية مالية.»
تعترف جوَن: «الى هذا اليوم، عندما افكر في المحبة التي اعرب عنها اخوتي وأخواتي الروحيون، تُثار مشاعري! فلمدة سبعة اسابيع، وطوال خمسة ايام في الاسبوع، تناوبت اخواتي المحبات على اخذي للمعالجة الى المستشفى ومنه. وذلك كان رحلة من ٩٢ ميلا (١٥٠ كلم) ذهابا وإيابا! كم اشكر يهوه على البركة الغنية لهذه الاخوَّة المسيحية!»
والطريقة الاخرى التي يمكننا بها جميعا ان نكون مشجِّعين وداعمين هي بتعليقاتنا البنّاءة. فتلزم ممارسة الحذر كي لا نسبِّب الكرب سهوا بإطالة الكلام عن الامور السلبية. توضح جُون من جنوب افريقيا: «لا يمكن التوقع من شخص لم يُصب بالسرطان ان يقول الشيء الصائب. ففي حالتي، شعرت انه من الافضل ان لا يذكر الآخرون حالات سرطان إلا اذا كانت ايجابية.» وتوافق نوريكو من اليابان على ذلك: «اذا اخبرني الناس عن واحدة شُفيت ولم تعانِ نكسة، فعندئذ يصير لديّ انا ايضا امل في انني قد اكون مثلها.»
وتذكروا ان بعض النساء يفضِّلن عدم التحدث عن صحتهنَّ طوال الوقت. لكنَّ اخريات، من اجل خيرهنَّ، يحتجن الى التحدث عن اختبارهنَّ مع سرطان الثدي، وخصوصا مع اولئك الاحمَّاء. فكيف يعرف المرء ما هو الامر المساعد اكثر للقيام به؟ تقترح هيلين، من الولايات المتحدة: «اسألوها عما اذا كانت تريد ان تتحدث عن ذلك، ودعوها هي تتكلم.» نعم، «كونوا مستعدين للاصغاء،» تقول إنڠلِيسّه من الدنمارك. «امنحوها الدعم العاطفي لكي لا تُترك وحدها مع افكارها المحزنة.»
العمل من اجل وجهة نظر ايجابية
ان علاج سرطان الثدي يمكن ان يترك المريضة منهكة ومتعبة طوال اسابيع، اشهر، او سنوات. وإحدى اعظم مِحَن المرأة المصابة بسرطان الثدي قد تكون مواجهة الواقع انها لا تستطيع القيام بالامور بالقدر الذي كانت تقوم به من قبل. وقبول حدود جسدها سيعني تحديد مقدار معتدل من العمل لنفسها والاستراحة خلال اليوم.
وعندما تحلّ الكآبة، يلزم اتِّخاذ اجراءات سريعة للحفاظ على موقف ايجابي. تروي نوريكو اختبارها: «ان نتائج المعالجة الهرمونية تركتني كئيبة. وفي هذه الحالة لم أكن استطيع القيام بالامور التي اريدها، وابتدأت اشعر بأنني غير نافعة ليهوه وفي الجماعة المسيحية. وإذ صار تفكيري سلبيا اكثر، صرت اتذكر الآلام الاخيرة لاولئك اللواتي مُتن من السرطان في عائلتي. وكان الخوف يغمرني عندما اتساءل، ‹هل يمكنني ان احتمل الألم كما فعلن؟›»
وتتابع نوريكو: «كان في ذلك الوقت انني بذلت جهدا لتعديل تفكيري باستخدام مطبوعات شهود يهوه لأجعل نفسي افكِّر كيف ينظر يهوه الى وجودنا. وتعلَّمت ان اظهار التعبد التقوي لا يكون بمقدار العمل الذي يجري القيام به، بل بالدافع الذي يجري القيام به. وإذ اردت ان يرضى يهوه عن حالة قلبي وتفكيري، قرَّرت انه يجب ان اخدمه بفرح وأكون مخلصة حتى ولو تمكنت من القيام بالقليل فقط في الخدمة المسيحية.»
وعدم اليقين الطويل الامد لنساء كثيرات يحاربن سرطان الثدي من شأنه ان يفتت وجهة النظر الايجابية. توضح ديانا ان اكثر ما ساعدها هو ملء قلبها وعقلها بكل الاشياء الممتعة التي منحها اياها يهوه اللّٰه: «عائلتي، اصدقائي، الموسيقى الجميلة، التطلع الى البحر الجبَّار وغروب الشمس الجميل.» وتشجِّع على نحو خصوصي: «أَخبرن الآخرين عن ملكوت اللّٰه. ونمِّين اشتياقا حقيقيا الى الاحوال التي ستسود الارض في ظل الملكوت، حيث لا يكون مرض في ما بعد!» — متى ٦:٩، ١٠.
وڤِرجينيا ايضا تستجمع القوة لمحاربة كآبتها بالتأمل في قصدها في الحياة: «اريد حقا ان اعيش لأن لديَّ عملا ثمينا جدا للقيام به.» وبالنسبة الى الاوقات التي فيها تأتي اللحظات الحرجة وتجيش مشاعر الخوف، تقول: «اضع ثقتي الكاملة في يهوه، عالمة انه لن يتخلَّى عني ابدا. وأفكر في آية الكتاب المقدس في المزمور ١١٦:٩، التي تؤكد لي انني سوف ‹اسلك قدام الرب في ارض الأحياء.›»
كل هؤلاء النساء ركَّزن رجاءهنَّ على إله الكتاب المقدس، يهوه. وسفر ٢ كورنثوس للكتاب المقدس، في الاصحاح ١، العددين ٣ و ٤، يدعو يهوه «إله كل تعزية الذي يعزِّينا في كل ضيقتنا.» فهل يمدّ يهوه يده لدعم اولئك المحتاجات الى التعزية؟
تجيب مييِكو من اليابان: «انني مقتنعة انه بالبقاء في خدمته، احصل على تعزية ومساعدة قويَّتَين من يهوه.» وتُخبرنا يوشيكو ايضا: «مع ان الناس قد لا يفهمون معاناتي، فيهوه يعرف كل شيء، وأنا مقتنعة بأنه يساعد وفقا لحاجاتي.»
تقول جوَن: «للصلاة القدرة على اقتلاعكنَّ من اليأس وإعادتكنَّ الى حالتكنَّ الطبيعية. وعندما افكر في الشفاء العظيم الذي انجزه يسوع عندما كان على الارض والشفاء الكامل الذي سينجزه في العالم الجديد، كم تعزِّيني تلك الكلمات!» — متى ٤:٢٣، ٢٤؛ ١١:٥؛ ١٥:٣٠، ٣١.
هل يمكنكنَّ ان تتخيلن عالما بدون سرطان الثدي، وفي الواقع، بدون ايّ مرض على الاطلاق؟ هذا ما وعد به إله كل تعزية، يهوه. وتتحدث اشعياء ٣٣:٢٤ عن وقت فيه لن يقول ساكن مطلقا انه هو او هي مريض. وهذا الرجاء سيتحقَّق قريبا عندما يحكم كاملا الارضَ ملكوت اللّٰه على يدَي ابنه، المسيح يسوع، مزيلا كل اسباب المرض، الاسى، والموت! فلِمَ لا تقرأنَ عن هذا الرجاء الرائع في رؤيا ٢١:٣ الى ٥؟ تَشجعن لمواجهة المستقبل بالدعم الذي يمنح التعزية الحقيقية.
[الحاشية]
a المبيضان هما مصدر رئيسي للإستروجين عند النساء قبل الإياس.
-