مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ما يجب ان تعرفه النساء عن سرطان الثدي
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | نيسان (‏ابريل)‏ ٨
    • ما يجب ان تعرفه النساء عن سرطان الثدي

      يرتفع عدد حالات سرطان الثدي في كل قارة.‏ واستنادا الى بعض التقديرات،‏ فإنه بحلول العام ٢٠٠٠،‏ سيجري تشخيص نحو مليون حالة جديدة من سرطان الثدي كل سنة حول العالم.‏

      فهل هنالك اية امرأة آمنة من الاصابة بهذا المرض؟‏ هل يمكن فعل شيء لتجنُّبه؟‏ وأية تعزية ودعم لازمان للَّواتي يحاربن هذا العدوّ؟‏

      ان معظم حالات سرطان الجلد تسبِّبه الاشعة فوق البنفسجية من الشمس.‏ ومعظم حالات سرطان الرئة يسبِّبه التدخين.‏ ولكن ما من سبب واحد جرى تحديده لسرطان الثدي.‏

      ولكن،‏ استنادا الى بحث اخير،‏ قد تلعب عوامل وراثية،‏ بيئية،‏ وهرمونية دورا في سرطان الثدي.‏ والنساء اللواتي يتعرَّضن لهذه العوامل قد يكنَّ في خطر متزايد.‏

      السوابق العائلية

      ان المرأة التي يكون في عائلتها عضو مصاب بسرطان الثدي،‏ كالأم،‏ الأخت،‏ او حتى الخالة او الجدَّة،‏ يكون احتمال تطوُّره فيها متزايدا.‏ وإذا كانت كثيرات منهنَّ قد أُصبن به،‏ تكون امكانية اصابتها به اكبر.‏

      والدكتورة پاتريشا كِلي،‏ اختصاصية في علم الوراثة في الولايات المتحدة،‏ تُخبر استيقظ!‏ انه فيما تكون العوامل الوراثية ذات علاقة،‏ قد تتسبَّب بمجرد ٥ الى ١٠ في المئة من كل حالات سرطان الثدي.‏ «ونعتقد،‏» كما توضح،‏ «ان عددا آخر غير محدَّد ناجم عن عوامل وراثية غير قوية تعمل بالاشتراك مع البيئة.‏» فأعضاء العائلة الذين لديهم الجينات نفسها من شأنهم ان يشتركوا في البيئة نفسها ايضا.‏

      العوامل البيئية

      ‏«من الواضح ان هنالك عوامل بيئية،‏ معروفة عموما،‏ لها علاقة» بتسبيب المرض،‏ قالت دِڤرا دايڤيس،‏ عالِمة تعلِّق في مجلة العِلم.‏ وبما ان ثدي الانثى هو احد اجزاء الجسم الاكثر حساسية للاشعة،‏ فإن النساء اللواتي يتعرَّضن للاشعاع المؤيِّن ionizing radiation تكون امكانية اصابتهنَّ بسرطان الثدي متزايدة.‏ وكذلك ايضا اللواتي يتعرَّضن للمواد الكيميائية السامّة.‏

      والعامل البيئي الآخر هو النظام الغذائي.‏ فالبعض يقترحون ان سرطان الثدي قد يكون مرض نقص في الڤيتامينات ويشيرون الى افتقار الڤيتامين D.‏ فهذا الڤيتامين يساعد الجسم على امتصاص الكلسيوم،‏ الذي قد يساعد بدوره على منع نموّ الخلايا غير المضبوط.‏

      وتربط دراسات اخرى الدهن في النظام الغذائي،‏ لا كسبب،‏ بل كمحرِّض على سرطان الثدي.‏ ذكرت مجلة FDA Consumer ان نسبة الوفاة من سرطان الثدي كانت الاعلى في بلدان كالولايات المتحدة،‏ حيث تناوُل الدهن وپروتين الحيوانات عالٍ.‏ وعلَّقت:‏ «على مرّ التاريخ،‏ كانت امكانية إصابة النساء اليابانيات بسرطان الثدي ضئيلة،‏ لكنَّ هذه الامكانية لاصابتهنَّ ترتفع بشكل هائل،‏ متزامنةً مع ‹جعل› عادات الأكل ‹غربيَّة؛‏› اي،‏ من نظام غذائي نسبة الدهن فيه منخفضة الى نظام غذائي نسبة الدهن فيه عالية.‏»‏

      واقترحت دراسة اخيرة ان المقدار الضخم من الحريرات المتناولة في نظام غذائي نسبة الدهن فيه عالية قد يقدم خطرا حقيقيا.‏ وذكرت اخبار العِلم:‏ «كل حريرة زائدة تزيد من امكانية الاصابة بسرطان الثدي،‏ وكل حريرة زائدة ناتجة عن الدهن تقدِّم امكانية اكبر بنحو ٦٧ في المئة من الحريرات الناتجة عن مصادر اخرى.‏» فالحريرات الزائدة يمكن ان تؤدي الى پاوندات زائدة،‏ ويُعتقد ان امكانية اصابة النساء السِّمان جدا بسرطان الثدي هي اكبر بنحو ثلاث مرات،‏ وخصوصا النساء بعد الإياس (‏انقطاع الطمث النهائي)‏.‏ فدهن الجسم يُنتج الإستروجين،‏ وهو هرمون انثوي يمكن ان يعمل بشكل غير مؤات في نسيج الثدي،‏ مؤدِّيا الى السرطان.‏

      السوابق الشخصية والهرمونات

      داخل ثدي المرأة هنالك وَسَط هرموني غني يُنتج تغييرات في الثدي طوال حياتها كلها.‏ والدكتور پول كْري،‏ اختصاصي جراحي في علم الاورام،‏ يكتب في اسبوعية الدكتور الاوسترالي:‏ «ولكن،‏ في بعض النساء،‏ يُحدث تعرُّض نسيج الثدي لتنبيه هرموني طويل الامد .‏ .‏ .‏ سلسلةً من التغييرات الخَلَوية التي تؤدي اخيرا الى تحوُّل خبيث [سرطاني].‏» لهذا السبب،‏ يُعتقد ان النساء اللواتي يبدأن بالإحاضة باكرا،‏ بعمر ١٢ سنة،‏ او اللواتي يتأخر الإياس عندهنَّ،‏ الى اواسط الخمسينات،‏ لديهنَّ امكانية اكبر للاصابة.‏

      واعتبار ان الإستروجين الاضافي،‏ المأخوذ من الـ‍ ERT (‏معالجة الإعاضة للإستروجين)‏،‏ له صلة محتمَلة بسرطان الثدي هو موضوع جدل كبير.‏ فبينما تشير بعض الدراسات الى ان الـ‍ ERT لا تخلق خطرا متزايدا،‏ تُظهر دراسات اخرى ان اللواتي يتلقَّينها فترة طويلة هنّ في خطر لا يستهان به.‏ وإذ تأملت في الدراسات التي جرت مراجعتها،‏ ذكرت النشرة الطبية البريطانية لعام ١٩٩٢ ان الاحتمال الوارد هو ان «يزيد الإستروجين غير المانع للحبل من امكانية الاصابة بسرطان الثدي بنسبة ٣٠-‏٥٠ ٪» بعد استعمال طويل الامد.‏

      وثمة تقارير عن العلاقة بين موانع الحبل الفموية وسرطان الثدي تقترح وجود امكانية ضئيلة للاصابة بسبب استعمالها.‏ ولكن،‏ تَظهر مجموعة من النساء اللواتي هنَّ في خطر اكبر.‏ فالنساء الاصغر سنا،‏ النساء اللواتي لم ينجبن اولادا قط،‏ والنساء اللواتي استعملن حبوب منع الحبل لوقت طويل تكون امكانية اصابتهنَّ بسرطان الثدي اكبر بنسبة ٢٠ في المئة.‏

      لكنَّ ٣ من كل ٤ نساء مصابات بسرطان الثدي لا يمكنهنَّ الاشارة الى ايّ شيء محدَّد ساهم في اصابتهنَّ بالمرض.‏ لذلك يُطرح السؤال،‏ هل يجب ان تعتبر اية امرأة انها آمنة من سرطان الثدي؟‏ تُخبر FDA Consumer:‏ «من وجهة نظر الطبيب السريري،‏ يجب ان تُعتبر كل النساء في خطر كبير للاصابة بسرطان الثدي.‏»‏

      وهكذا فإن النساء،‏ وخصوصا اولئك المتقدِّمات في السن،‏ معرَّضات لهذا المرض.‏ وتعلِّق الدكتورة كِلي انه فيما تكون هنالك اسباب متعددة لسرطان الثدي،‏ ‹اظن ان البعض منها هو فقط بسبب التقدم في السن،‏ فيحدث انقسام اعتباطي للخلايا.‏›‏

      لماذا معرَّضات

      ان فحص بنية ثدي الانثى يوضح سبب تعرُّضه للسرطان الى هذا الحد.‏ فداخله توجد قنوات،‏ مسالك بالغة الصغر،‏ تجعل الحليب ينتقل من الأكياس المنتِجة للحليب الى الحَلَمة.‏ وتبطِّن القنوات خلايا تنقسم وتتغيَّر باستمرار استجابة لدورة المرأة الشهرية،‏ معدَّةً اياها للحَبَل،‏ درِّ الحليب،‏ وإرضاع صغيرها.‏ ويكون في هذه القنوات ان معظم حالات سرطان الثدي يتطور.‏

      في كتاب البدائل:‏ تطوُّرات جديدة في الحرب ضد سرطان الثدي،‏ توضح الباحثة روز كُشْنِر:‏ «ان ايّ روتين يُفسَد دائما بانقطاع او بآ‌خر —‏ حتى لو كان طبيعيا تماما .‏ .‏ .‏ —‏ يتعرَّض لإمكانية اكبر لإحداث الاخطاء.‏» وتذكر ايضا:‏ «ان خلية الثدي العاملة بإفراط تكون دائما مغمورة بهرمون معيَّن يأمر،‏ ‹توقَّفي عن فعل ذلك.‏ ابتدئي بفعل هذا.‏› فلا عجب ان يتعذَّر ضبط نمو الكثير جدا من الخلايا الوليدة.‏»‏

      يبتدئ سرطان الثدي عندما تنقسم خلية غير سويَّة،‏ تفقد ضبط عملية نموِّها،‏ وتبتدئ بالتكاثر.‏ ومثل هذه الخلايا لا تتوقف عن التوالد،‏ ومع الوقت تكتسح النسيج الصحيح المحيط بها،‏ محوِّلة العضو الصحيح الى عضو مريض.‏

      الانتقال Metastasis

      عندما يكون السرطان متضمَّنا داخل الثدي،‏ يمكن إزالة الخباثة.‏ وعندما ينتشر سرطان الثدي الى مواقع بعيدة في الجسم،‏ يُدعى سرطان الثدي الانتقالي.‏ وهذا هو على الارجح اكثر اسباب الموت عند مرضى سرطان الثدي.‏ فإذ تتضاعف الخلايا السرطانية في الثدي ويكبر حجم الوَرَم،‏ يمكن للخلايا السرطانية ان تغادر بهدوء وسرًّا موقعَ الوَرَم الرئيسي وتتغلغل في جدران الاوعية الدموية والعُقد اللِّمفية.‏

      عند هذه المرحلة يمكن للخلايا الوَرَمية ان تنتقل الى اجزاء بعيدة من الجسم.‏ وإذا أفلتت من دِفاعات الجسم المناعية،‏ التي تشمل الخلايا القاتِلة الطبيعية الدائرة في الدم والسوائل اللِّمفية على السواء،‏ يمكن لهذه الخلايا الخبيثة ان تستعمر اعضاء ضرورية للحياة،‏ كالكبد،‏ الرئتين،‏ والدماغ.‏ وهناك يمكنها ان تتكاثر وتنتشر ثانية،‏ بعد جعل هذه الاعضاء سرطانية.‏ وحالما يبتدئ الانتقال،‏ تصير حياة المرأة في خطر.‏

      لذلك فإن اكتشاف سرطان الثدي في وقت باكر من نموِّه قبل ان يحصل على فرصة لينتشر هو مفتاح للنجاة.‏ فماذا يمكن ان تفعل كل امرأة لتغتنم فرص الاكتشاف الباكر للمرض؟‏ وهل هنالك ايّ شيء يمكن القيام به للمساعدة على منع سرطان الثدي من البداية؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٤]‏

      ثلاث من كل ٤ نساء مصابات بسرطان الثدي لا يمكنهنَّ الاشارة الى ايّ شيء محدَّد ساهم في اصابتهنَّ بالمرض

  • مفاتيح للنجاة
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | نيسان (‏ابريل)‏ ٨
    • مفاتيح للنجاة

      اذا سمعتم تقريرا في الاخبار ان قاتلا يجول في جواركم بحثا عن فريسة،‏ فهل تتَّخذون الاجراءات لحماية نفسكم وعائلتكم؟‏ على الارجح ستُقفلون ابوابكم وتُحكمون اغلاقها بالمزلاج لكي لا تسهِّلوا الدخول الى بيتكم.‏ وستواصلون ايضا مراقبة الغرباء المشتَبه فيهم وتُبلغون الشرطة فورا عن وجودهم.‏

      فهل يجب ان تفعل النساء اقل من ذلك بشأن مرض قاتل،‏ سرطان الثدي؟‏ وأية اجراءات يمكن ان يتَّخذنها لحماية انفسهنَّ وزيادة فرص نجاتهنَّ؟‏

      الوقاية والنظام الغذائي

      يُقدَّر ان ١ من ٣ حالات سرطان في الولايات المتحدة تسبِّبها عوامل غذائية.‏ والنظام الغذائي الجيد الذي يساعد على صيانة جهاز جسدكنَّ المناعي قد يكون خطّ دفاعكنَّ الاول.‏ فبينما لا يمكن لطعام معروف ان يشفي السرطان،‏ فإن تناول اطعمة معيَّنة والتقليل من اطعمة اخرى يمكن ان يكونا تدبيرا وقائيا.‏ «ان اتِّباع النظام الغذائي الصحيح يمكن ان يقلِّل من امكانية اصابتكنَّ بسرطان الثدي بنسبة خمسين في المئة،‏» ذكر الدكتور لينارد كووِن من مؤسسة الصحة الاميركية في ڤالهالا،‏ نيويورك.‏

      ان الاطعمة الغنية بالالياف،‏ كالخبز المصنوع من حبٍّ كامل والحبوب الكاملة،‏ يمكن ان تساعد على تخفيض كمية الپرولاكتين والإستروجين،‏ ربما بالالتصاق بهذه الهرمونات وإخراجها من الجسم.‏ واستنادا الى مجلة التغذية والسرطان،‏ «ان هذه التأثيرات يمكن ان تخمد الطَّوْر المعزِّز لتولُّد السرطان.‏»‏

      والتقليل من الدهون المُشبَعة،‏ يمكن ان يخفِّض الخطر.‏ اقترحت مجلة الوقاية ان التحوُّل من الحليب الكامل الى الحليب المقشود،‏ التقليل من تناول الزبدة،‏ تناول اللحوم الاقل دهنا،‏ وإزالة الجلد عن الدجاج يمكن ان تُنزل تناول الدهن المُشبَع الى مستويات آمنة اكثر.‏

      والخضرة الغنية بالڤيتامين A،‏ كالجَزَر،‏ القرع،‏ البطاطا الحلوة،‏ والنباتات ذات الاوراق الخضراء الدكناء،‏ كالسبانخ،‏ اللَّخْنة،‏ وأوراق الخردل،‏ يمكن ان تكون مساعِدة.‏ ويُعتقد ان الڤيتامين A يثبِّط تشكُّل الطفرات المسبِّبة للسرطان.‏ والخضرة مثل البروكّولي،‏ كرنب بروكسل،‏ القنَّبيط،‏ الملفوف،‏ والبصل الاخضر تحتوي على مركَّبات كيميائية تحرِّض الأنزيمات الواقية.‏

      وفي كتاب سرطان الثدي —‏ ما يجب ان تعرفه كل امرأة،‏ يقول الدكتور پول رودريڠِز ان الجهاز المناعي،‏ الذي يميِّز الخلايا غير السويَّة ويدمِّرها،‏ يمكن تقويته بواسطة النظام الغذائي.‏ وهو يقترح تناول الاطعمة الغنية بالحديد،‏ كاللحوم القليلة الدهن،‏ البقول الخضراء الورقية،‏ المحاريات،‏ والفاكهة والخضرة ذات النسبة العالية من الڤيتامين C.‏ فالفاكهة والبقول ذات النسبة العالية من الڤيتامين C تقلِّل من امكانية الاصابة بسرطان الثدي،‏ تُخبر مجلة المعهد القومي للسرطان.‏ وفول الصويا ومنتوجات الصويا غير المختمرة تحتوي على الـ‍ جينيستين genistein،‏ المعروف بأنه يخمد نموّ الوَرَم في التجارب المخبرية،‏ لكنَّ الفعَّالية في البشر لم تُبرهَن بعد.‏

      الاكتشاف الباكر

      ‏«يبقى الاكتشاف الباكر لسرطان الثدي الخطوة الاهم في تغيير سير سرطان الثدي،‏» تقول المطبوعة عيادات الاشعة في اميركا الشمالية.‏ ومن هذا القبيل هنالك ثلاثة اجراءات رئيسية هي الفحص الذاتي القانوني للثدي،‏ الفحص السنوي من قِبَل طبيب،‏ وتصوير الثدي بالاشعة mammography.‏

      والفحص الذاتي للثدي يجب القيام به قانونيا كل شهر،‏ اذ ان المرأة يجب ان تكون مهتمة بالتفتيش عن ايّ شيء مشتَبه فيه في مظهر ثديَيْها او في مَلمَسهما،‏ كتصلُّب او كتلة.‏ ومهما بدا ما تجده صغيرا،‏ يلزم ان تتَّصل بطبيبها فورا.‏ فكلما شُخِّصت الكتلة في وقت ابكر،‏ تحكَّمت اكثر في مستقبلها.‏ اظهر تقرير من السويد انه اذا كان سرطان الثدي غير الانتقالي اكبر بقليل من نصف انش (‏١٥ ملم)‏ او اصغر في الحجم وأُزيل جراحيا،‏ فإن توقُّع العيش مدة ١٢ سنة يكون محتملا بنسبة ٩٤ في المئة.‏

      تعلِّق الدكتورة پاتريشا كِلي:‏ «اذا لم تعاودكنَّ عوارض سرطان الثدي في ٢/‏١ ١٢ سنة،‏ فمن غير المرجَّح الى حد كبير ان يعود.‏ .‏ .‏ .‏ ويمكن تعليم النساء كيف يعثرن على سرطانات الثدي التي قياسها اصغر من سنتيمتر [٣/‏١ انش] باستعمال اصابعهنَّ فقط.‏»‏

      وتجري التوصية بأنه يجب القيام بفحص جسدي من قِبَل طبيب سريري او طبيب عام قانونيا كل سنة،‏ وخصوصا بعد ان تبلغ المرأة سنّ الـ‍ ٤٠.‏ وإذا اكتُشفت كتلة،‏ يكون من الملائم ان يأخذن رأيا ثانيا من اختصاصي في الثدي او جرَّاح له.‏

      يقول المعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة ان السلاح الجيد ضد سرطان الثدي هو اجراء صورة للثديَين بالاشعة mammogram قانونيا.‏ وهذا الشكل من اشعة X يمكن ان يكتشف الوَرَم ربما قبل سنتين من امكانية الاحساس به.‏ ويُنصح بإجرائها للنساء اللواتي تجاوزن الـ‍ ٤٠ من العمر.‏ لكنَّ الدكتور دانيال كوپَنْز يُخبرنا:‏ «انها بعيدة عن الكمال.‏» فهي لا تستطيع ان تكتشف كل سرطانات الثدي.‏

      والدكتورة وِنْدي لوڠان-‏يونڠ من عيادة للثدي في ولاية نيويورك تخبر استيقظ!‏ انه اذا وجدت امرأة او طبيبها شذوذا،‏ لكنَّ صورة للثديَين بالاشعة لم تُظهر علامة لذلك،‏ فقد يكون الميل الى تجاهل ما اكتُشف جسديا وتصديق اشعة X.‏ وتقول ان هذا هو «اكبر خطإ نراه في هذه الايام.‏» وتنصح النساء بأن يتحفَّظن نوعا ما من مقدرة تصوير الثدي بالاشعة على اكتشاف السرطان ويعتمدن كثيرا ايضا على فحص الثدي.‏

      وفي حين يمكن لتصوير الثدي بالاشعة ان يكتشف الاورام،‏ فهو لا يمكنه حقا ان يشخِّص ما اذا كانت حميدة (‏غير سرطانية)‏ او خبيثة (‏سرطانية)‏.‏ وذلك يمكن القيام به فقط بواسطة فحص عيِّنة حية.‏ تأملوا في حالة أيرين،‏ التي اجرت صورة للثديَين بالاشعة.‏ وإذ اعتمد طبيبها على صورة اشعة X،‏ شخَّص ان الكتلة في ثديها مرض ثدييّ حميد وقال:‏ «انني متأكد تماما انكِ لستِ مصابة بالسرطان.‏» وكان الممرِّض الذي اجرى صورة للثديَين بالاشعة قلقا،‏ لكنَّ أيرين قالت:‏ «اعتقدتُ انه اذا كان الطبيب متأكدا،‏ فربما انا مُوَسوِسة.‏» وسرعان ما صارت الكتلة اكبر،‏ فاستشارت أيرين طبيبا آخر.‏ وأُخذت عيِّنة حية للفحص وتبيَّن انها مصابة بسرطان غُدِّي (‏كرسينوما)‏ التهابي،‏ سرطان سريع النمو.‏ فمن اجل تقرير ما اذا كان الوَرَم حميدا (‏كما هي الحال في ٨ تقريبا من ١٠)‏ او خبيثا،‏ يجب اجراء فحص لعيِّنة حية.‏ وإذا كان سريريا يبدو او يظهر عند اللمس ان الكتلة مشتَبه فيها او انها تنمو،‏ يجب اجراء فحص لعيِّنة حية.‏

      المعالجة

      في الوقت الحاضر،‏ العلاج بالجراحة،‏ الإشعاع،‏ والعقاقير هي المعالجات التقليدية لسرطان الثدي.‏ والمعلومات عن نوع الوَرَم،‏ حجمه،‏ ميله الى الانتشار،‏ ما اذا انتشر الى العُقد اللِّمفية،‏ وحالتكنَّ الإياسية يمكن ان تساعدكنَّ وتساعد طبيبكنَّ على تحديد طريقة المعالجة.‏

      الجراحة.‏ طوال عقود استُعملت على نطاق واسع عملية الاستئصال الجذري للثدي،‏ إزالة الثدي مع العضلات والعُقد اللِّمفية التي تحته.‏ ولكن في السنوات الاخيرة،‏ كانت المعالجة المحافِظة على الثدي التي تشمل إزالة الوَرَم والعُقد اللِّمفية فقط،‏ بالاضافة الى الاشعاع،‏ قد استُعملت بنِسَب نجاة تساوي نِسَب نجاة استئصال الثدي.‏ وهذا منح بعض النساء سلام عقل اكثر عند تقرير إزالة وَرَم صغير،‏ حيث يكون التشويه اقل.‏ لكنَّ المجلة البريطانية للجراحة تقول ان النساء الاصغر سنا،‏ اولئك المصابات بالسرطان في مواضع متعدِّدة في الثدي نفسه او المصابات بأورام اكبر من انش واحد (‏نحو ٣ سم)‏،‏ تكون امكانية انتكاسهنَّ اكبر بإجراء المعالجة المحافِظة على الثدي.‏

      والعامل المهم في النجاة دون الانتكاس تذكره مجلة الطب لعيادة كليڤلَنْد:‏ «ان نقل الدم له تأثير سلبي في نسبة النجاة والانتكاس .‏ .‏ .‏ بعد استئصال جذري معدَّل للثدي.‏» وأظهر التقرير ان نسبة النجاة لمدة خمس سنوات كانت ٥٣ في المئة لفريق واحد تلقَّى نقل الدم،‏ وبالمقابل فإن النسبة هي ٩٣ في المئة للفريق الذي لم يتلقَّ نقل الدم.‏

      والمساعد الآخر للنجاة مذكور في ذا لانْسِت،‏ حيث ذكر الدكتور ر.‏ أ.‏ بادْوي:‏ «ان توقيت الجراحة بالنسبة الى طَوْر الدورة الحيضية له تأثير كبير في النتيجة الطويلة الامد للمرضى قبل الإياس المصابات بسرطان الثدي.‏» وقال التقرير ان النساء اللواتي خضعن لاستئصال الوَرَم خلال طَوْر تنبيه الإستروجين صارت حالهنَّ اسوأ من اولئك اللواتي خضعن لعملية خلال اطوار اخرى للدورة الحيضية —‏ ٥٤ في المئة نجون مدة عشر سنوات مقابل ٨٤ في المئة للفريق الاخير.‏ وقيل ان توقيت الجراحة الافضل للنساء قبل الإياس المصابات بسرطان الثدي هو بعد ١٢ يوما على الاقل من فترة الحيض الاخيرة.‏

      العلاج بالإشعاع.‏ العلاج بالإشعاع يقتل الخلايا السرطانية.‏ وفي حالة المعالجة المحافِظة على الثدي،‏ يمكن ان تفلت اورام مجهرية من سكِّين الجرَّاح فيما يحاول الحفاظ على الثدي.‏ والعلاج بالإشعاع يمكن ان يدمِّر الخلايا المتبقية على قيد الحياة.‏ ولكن بالإشعاع تكون هنالك امكانية ضئيلة لتحريض سرطانات اضافية في الثدي الآخر.‏ ينصح بِنِديك فْراس بتخفيض تعرُّض الثدي الآخر للإشعاع الى الحد الادنى.‏ ويذكر:‏ «بقليل من الاجراءات الحاذقة البسيطة يكون ممكنا التخفيض الى حد بعيد من المقدار الذي يتلقَّاه الثدي الآخر خلال المعالجة بالاشعة للثدي المصاب بالسرطان.‏» ويقترح ان توضع صفيحة من الرصاص بثخانة انش واحد (‏٥‏,٢ سم)‏ على الثدي الآخر.‏

      العلاج بالعقاقير.‏ على الرغم من الجهود لاستئصال سرطان الثدي بالجراحة،‏ فإن ٢٥ الى ٣٠ في المئة من النساء اللواتي شُخِّص حديثا بأنهنَّ مصابات بسرطان الثدي ستكون لديهنَّ انتقالات metastases مخفية اصغر من ان تُنتج اعراضا في البداية.‏ والمعالجة الكيميائية هي معالجة تستعمل عوامل كيميائية لمحاولة قتل تلك الخلايا التي تغزو الاجزاء الاخرى من الجسم.‏

      والمعالجة الكيميائية محدودة في تأثيرها لأن الاورام السرطانية مؤلفة من انواع مختلفة من الخلايا لكل نوع تحسُّسه الخاص للعقاقير.‏ والخلايا التي تنجو من المعالجة قد تُنتج جيلا جديدا من الاورام المقاوِمة للعقاقير.‏ لكنَّ عدد كانون الثاني ١٩٩٢ من ذا لانْسِت اعطى الدليل على ان المعالجة الكيميائية تزيد من فرصة المرأة للنجاة عقدا اضافيا بنسبة ٥ الى ١٠ في المئة،‏ وذلك يتوقف على سنِّها.‏

      والتأثيرات الجانبية للمعالجة الكيميائية قد تشمل الغثيان،‏ التقيُّؤ،‏ فقدان الشعر،‏ النزف،‏ تَلَف القلب،‏ الكبت المناعي،‏ العقم،‏ واللوكيميا.‏ وإذ كتب جون كيرنز في الاميركية العلمية،‏ علَّق:‏ «قد تبدو هذه مخاطر ثانوية نسبيا لمريضة مصابة بسرطان متقدِّم وسريع النمو،‏ لكنها تكون اعتبارات ذات شأن لامرأة مصابة بسرطان ثدييّ صغير [٣/‏١ انش (‏١ سم)‏] وموضعي كما يبدو.‏ فاحتمال موتها من سرطانها في غضون خمس سنوات هو مجرد ١٠ في المئة تقريبا حتى ولو لم تتلقَّ اية معالجة اضافية بعد الجراحة.‏»‏

      العلاج الهرموني.‏ ان العلاج المضاد للإستروجين يوقف تأثيرات الإستروجين المنبِّهة للنموّ.‏ ويُنجَز ذلك بتخفيض مستويات الإستروجين في النساء قبل الإياس إما بالازالة الجراحية للمبيضَين او بالعقاقير،‏ كال‍ تاموكسيفِن tamoxifen.‏ وأخبرت ذا لانْسِت عن نسبة نجاة لمدة عشر سنوات لكل ٨ الى ١٢ امرأة من ١٠٠ امرأة عولجن بأيّ من الاجراءَين.‏

      والعناية التي تتبع لكل امرأة مصابة بسرطان الثدي هي مسعى لمدى الحياة.‏ والمراقبة الشديدة يلزم ان تستمر،‏ لأنه اذا فشل اسلوب علاج واحد وحدثت النكسة،‏ يمكن لانواع اخرى من المعالجة ان تزوِّد السلاح اللازم.‏

      والنوع الآخر لعلاج السرطان الذي يتَّخذ طريقة مختلفة يدور حول متلازمة تُدعى الدَّنف cachexia.‏ توضح مجلة البحث في السرطان ان ثلثَيْ كل الميتات من السرطان يسبِّبها الدَّنف،‏ تعبير يُستعمل لوصف هُزال العضلات والانسجة الاخرى.‏ والدكتور جوزِف ڠولد،‏ من معهد سيراكيوز للبحث في السرطان في الولايات المتحدة،‏ يُخبر استيقظ!‏:‏ «نعتقد ان النموّ الوَرَمي لا يمكنه ان يمتد الى الجسم إلا اذا كانت المسارات الكيميائية الحيوية للدَّنف مفتوحة.‏» وإذ استعملت احدى الدراسات السريرية العقَّار غير السامّ كبريتات الهيدرازين،‏ اظهرت ان بعض هذه المسارات يمكن سدُّه.‏ وأُنجز الاستقرار في ٥٠ في المئة من مرضى سرطان الثدي الذي في مرحلته الاخيرة.‏

      وتتطلَّع بعض النساء الى البدائل المعروفة بالطب المكمِّل لتزويد معالجة غير جراحية وغير سامّة لسرطان الثدي.‏ والعلاجات تتنوَّع،‏ اذ يستعمل البعض النظام الغذائي والاعشاب،‏ كما في علاج هوكسي.‏ لكنَّ الدراسات المنشورة التي تمكِّن الفرد من تقييم فعَّالية هذه المعالجات هي قليلة.‏

      وفي حين ان هذه المقالة مخصَّصة لتقديم مفاتيح للنجاة،‏ ليس منهاج استيقظ!‏ ان تصادق على اية معالجة.‏ فنحن نشجع الجميع ان ينظرن بحذر الى هذه الوسائل المختلفة في معالجة هذا المرض.‏ —‏ امثال ١٤:‏١٥‏.‏

      الاجهاد وسرطان الثدي

      في مجلة أكتا نورولوجيكا،‏ يوضح الدكتور ه‍.‏ بالْتْراش ان الاجهاد الشديد او الطويل الامد يمكن ان يخفض من دفاعات الجسم المضادة للأورام في الجهاز المناعي.‏ والنساء المرهَقات،‏ او اللواتي يعانين الكآ‌بة،‏ او اللواتي ينقصهنَّ الدعم العاطفي يكون جهازهنَّ المناعي معرَّضا للخطر بنسبة ٥٠ في المئة.‏

      وهكذا،‏ شدَّد الدكتور باسيل سْتول،‏ اذ كتب في العقل وإنذار السرطان:‏ «يلزم بذل كل جهد من اجل التقليل الى الحد الادنى من الرضّ الجسدي والنفسي المحتومَين اللذين يعزِّزهما مرضى السرطان خلال وبعد معالجة مرضهنَّ.‏» ولكن ايّ نوع من الدعم لازم؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      بينما لا يمكن لطعام معروف ان يشفي السرطان،‏ فإن تناول اطعمة معيَّنة والتقليل من اطعمة اخرى يمكن ان يكون تدبيرا وقائيا.‏ ‹ان اتِّباع النظام الغذائي الصحيح يمكن ان يقلِّل من امكانية اصابتكنَّ بالسرطان بنسبة خمسين في المئة،‏› ذكر الدكتور لينارد كووِن

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      ‏«يبقى الاكتشاف الباكر لسرطان الثدي الخطوة الاهم في تغيير سير سرطان الثدي،‏» تقول المطبوعة «عيادات الاشعة في اميركا الشمالية.‏» ومن هذا القبيل هنالك ثلاثة اجراءات رئيسية هي:‏ الفحص الذاتي القانوني للثدي،‏ الفحص السنوي من قِبَل طبيب،‏ وتصوير الثدي بالاشعة

      ‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

      النساء المرهَقات،‏ او اللواتي يعانين الكآ‌بة،‏ او اللواتي ينقصهنَّ الدعم العاطفي يكون جهازهنَّ المناعي معرَّضا للخطر

      ‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

      الفحص الذاتي —‏ فحص عام شهري

      يجب اجراء فحص ذاتي للثديَين بعد فترة الحيض بأربعة الى سبعة ايام.‏ والنساء بعد الإياس يلزم ايضا ان يجرين الفحص كل شهر في اليوم نفسه.‏

      علامات للبحث عنها كل شهر في اليوم نفسه

      ‏• كتلة من ايّ حجم (‏صغيرة جدا او كبيرة)‏ او ثخانة في الثدي.‏

      ‏• تغضُّن،‏ تنقُّر،‏ او تغيُّر لون جلد الثدي.‏

      ‏• ارتداد او غؤور الحَلَمة.‏

      ‏• طَفْح او تقشُّر الحَلَمة او رشْحها سائلا.‏

      ‏• ضخامة في الغدد تحت الإبط.‏

      ‏• تغييرات في الهالة او شقوق في الثدي.‏

      ‏• عدم تناظر ملحوظ للثديَين،‏ الذي هو تغيُّر من الحالة السويَّة.‏

      الفحص الذاتي

      فيما انتِ واقفة،‏ ارفعي ذراعكِ اليسرى.‏ وباستعمال اليد اليُمنى والابتداء عند الطرف الخارجي للثدي،‏ اضغطي الجزء المسطَّح للأصابع بحركات دائرية صغيرة،‏ سائرة ببطء حول الثدي ونحو الحَلَمة.‏ انتبهي ايضا للمنطقة بين ما تحت الإبط والثدي.‏

      اذ تضطجعين على نحو مستوٍ،‏ ضعي وسادة تحت الكتف اليسرى،‏ وضعي الذراع اليسرى على الرأس او خلفه.‏ استعملي الحركة الدائرية نفسها كما هي موصوفة اعلاه.‏ انتقلي الى الجانب الايمن.‏

      اضغطي برفقٍ على الحَلَمة لفحص وجود ايّ تصريف.‏ كرِّري ذلك للثدي الايمن.‏

  • الدعم القيِّم
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | نيسان (‏ابريل)‏ ٨
    • الدعم القيِّم

      ‏«كان عليَّ ان احارب الخوف من الموت وفترات من الكآ‌بة،‏» تروي ڤِرجينيا،‏ واحدة من شهود يهوه في الارجنتين.‏ فقد خضعت لاستئصال جذري للثدي وإزالة للمبيضَين في حربها ضد سرطان الثدي.‏a

      وفي الواقع،‏ ان الخوف من الموت نتيجة سرطان الثدي هو عالمي.‏ وهذا الخوف،‏ الى جانب الفزع من العجز والخسارة الوثيقة الصلة بالانوثة وبالقدرة على منح الغذاء،‏ يمكن ان يدمِّر حياة المرأة عاطفيا.‏ ومشاعر الانعزال الساحقة يمكن بسرعة ان تجعلها تُصاب باليأس.‏ فكيف يمكن تجنيبها مثل هذا السحق العاطفي؟‏

      الحاجة الى الدعم

      ‏«انها بحاجة الى الدعم!‏» تجيب جوَن،‏ من الولايات المتحدة.‏ فأمها وجدَّتها كانتا ضحيَّتَين لسرطان الثدي،‏ وهي الآن تواجه الحرب نفسها التي واجهتاها.‏ هذا هو الوقت الذي يمكن فيه لأعضاء العائلة والاصدقاء الاولياء ان يزوِّدوا الدعم والمساعدة المعزِّيَين.‏ وزوج جوَن،‏ تِري،‏ صار الداعم الحقيقي القوي لها.‏ يوضح تِري:‏ «كان يجب ان يكون موقفي،‏ في نظري،‏ عاملا يؤمِّن الاستقرار.‏ فكان يلزم ان اساعد جوَن على اتخاذ القرارات المتعلقة بالمعالجة التي تمنحها الثقة والقوة للمحاربة وعدم الاستسلام.‏ وكان خوفها من الجراحة السرطانية امرا وجب ان نعالجه،‏ فحاولت ان اتأكد من ان اسئلتها ومخاوفها كانت تُعالج في مناقشاتنا مع الاطباء.‏» وأضاف تِري:‏ «هذا امر يمكننا القيام به لعائلاتنا ولرفيقاتنا المسيحيات اللواتي ليس لديهنَّ دعم عائلي.‏ يمكننا ان نكون عيونهنَّ،‏ آذانهنَّ،‏ وصوتهنَّ مع الهيئة الطبية.‏»‏

      ويلزم منح عناية خصوصية للعوازب والارامل.‏ تُخبرنا ديانا،‏ من اوستراليا:‏ «مات زوجي بعد عملية للسرطان منذ خمس سنوات،‏ لكنَّ اولادي ساعدوا على ملء الفراغ.‏ لقد كانوا لطفاء ولكن غير عاطفيين.‏ وقد منحني ذلك القوة.‏ وكان يجري الاعتناء بكل شيء بسرعة وهدوء.‏»‏

      يُحدث سرطان الثدي صدمة عاطفية في العائلة كلها.‏ ولذلك فهي كلها في حاجة الى الاهتمام والدعم الحبيَّين من الآخرين (‏وخصوصا من اخوتهم وأخواتهم الروحيين،‏ اذا كانوا من شهود يهوه)‏.‏

      توضح رِبيكا،‏ من الولايات المتحدة،‏ التي حاربت امها سرطان الثدي:‏ «الجماعة هي امتداد لاسرتكم،‏ وأعمالها لها تأثير هائل في عواطفكم.‏ فمع ان كثيرين لم يوافقوا شخصيا على المعالجة غير التقليدية التي اختارتها امي،‏ فقد دعمونا عاطفيا بالاتصالات الهاتفية والزيارات.‏ وكان البعض ايضا يأتين ويقدِّمن المساعدة في إعداد طعامها الخاص.‏ ورتَّب الشيوخ ان يجري وصلنا بقاعة الملكوت بواسطة الهاتف لكي لا نخسر ابدا الاجتماعات.‏ حتى ان الجماعة ارسلت بطاقة مع هدية مالية.‏»‏

      تعترف جوَن:‏ «الى هذا اليوم،‏ عندما افكر في المحبة التي اعرب عنها اخوتي وأخواتي الروحيون،‏ تُثار مشاعري!‏ فلمدة سبعة اسابيع،‏ وطوال خمسة ايام في الاسبوع،‏ تناوبت اخواتي المحبات على اخذي للمعالجة الى المستشفى ومنه.‏ وذلك كان رحلة من ٩٢ ميلا (‏١٥٠ كلم)‏ ذهابا وإيابا!‏ كم اشكر يهوه على البركة الغنية لهذه الاخوَّة المسيحية!‏»‏

      والطريقة الاخرى التي يمكننا بها جميعا ان نكون مشجِّعين وداعمين هي بتعليقاتنا البنّاءة.‏ فتلزم ممارسة الحذر كي لا نسبِّب الكرب سهوا بإطالة الكلام عن الامور السلبية.‏ توضح جُون من جنوب افريقيا:‏ «لا يمكن التوقع من شخص لم يُصب بالسرطان ان يقول الشيء الصائب.‏ ففي حالتي،‏ شعرت انه من الافضل ان لا يذكر الآخرون حالات سرطان إلا اذا كانت ايجابية.‏» وتوافق نوريكو من اليابان على ذلك:‏ «اذا اخبرني الناس عن واحدة شُفيت ولم تعانِ نكسة،‏ فعندئذ يصير لديّ انا ايضا امل في انني قد اكون مثلها.‏»‏

      وتذكروا ان بعض النساء يفضِّلن عدم التحدث عن صحتهنَّ طوال الوقت.‏ لكنَّ اخريات،‏ من اجل خيرهنَّ،‏ يحتجن الى التحدث عن اختبارهنَّ مع سرطان الثدي،‏ وخصوصا مع اولئك الاحمَّاء.‏ فكيف يعرف المرء ما هو الامر المساعد اكثر للقيام به؟‏ تقترح هيلين،‏ من الولايات المتحدة:‏ «اسألوها عما اذا كانت تريد ان تتحدث عن ذلك،‏ ودعوها هي تتكلم.‏» نعم،‏ «كونوا مستعدين للاصغاء،‏» تقول إنڠلِيسّه من الدنمارك.‏ «امنحوها الدعم العاطفي لكي لا تُترك وحدها مع افكارها المحزنة.‏»‏

      العمل من اجل وجهة نظر ايجابية

      ان علاج سرطان الثدي يمكن ان يترك المريضة منهكة ومتعبة طوال اسابيع،‏ اشهر،‏ او سنوات.‏ وإحدى اعظم مِحَن المرأة المصابة بسرطان الثدي قد تكون مواجهة الواقع انها لا تستطيع القيام بالامور بالقدر الذي كانت تقوم به من قبل.‏ وقبول حدود جسدها سيعني تحديد مقدار معتدل من العمل لنفسها والاستراحة خلال اليوم.‏

      وعندما تحلّ الكآ‌بة،‏ يلزم اتِّخاذ اجراءات سريعة للحفاظ على موقف ايجابي.‏ تروي نوريكو اختبارها:‏ «ان نتائج المعالجة الهرمونية تركتني كئيبة.‏ وفي هذه الحالة لم أكن استطيع القيام بالامور التي اريدها،‏ وابتدأت اشعر بأنني غير نافعة ليهوه وفي الجماعة المسيحية.‏ وإذ صار تفكيري سلبيا اكثر،‏ صرت اتذكر الآلام الاخيرة لاولئك اللواتي مُتن من السرطان في عائلتي.‏ وكان الخوف يغمرني عندما اتساءل،‏ ‹هل يمكنني ان احتمل الألم كما فعلن؟‏›»‏

      وتتابع نوريكو:‏ «كان في ذلك الوقت انني بذلت جهدا لتعديل تفكيري باستخدام مطبوعات شهود يهوه لأجعل نفسي افكِّر كيف ينظر يهوه الى وجودنا.‏ وتعلَّمت ان اظهار التعبد التقوي لا يكون بمقدار العمل الذي يجري القيام به،‏ بل بالدافع الذي يجري القيام به.‏ وإذ اردت ان يرضى يهوه عن حالة قلبي وتفكيري،‏ قرَّرت انه يجب ان اخدمه بفرح وأكون مخلصة حتى ولو تمكنت من القيام بالقليل فقط في الخدمة المسيحية.‏»‏

      وعدم اليقين الطويل الامد لنساء كثيرات يحاربن سرطان الثدي من شأنه ان يفتت وجهة النظر الايجابية.‏ توضح ديانا ان اكثر ما ساعدها هو ملء قلبها وعقلها بكل الاشياء الممتعة التي منحها اياها يهوه اللّٰه:‏ «عائلتي،‏ اصدقائي،‏ الموسيقى الجميلة،‏ التطلع الى البحر الجبَّار وغروب الشمس الجميل.‏» وتشجِّع على نحو خصوصي:‏ «أَخبرن الآخرين عن ملكوت اللّٰه.‏ ونمِّين اشتياقا حقيقيا الى الاحوال التي ستسود الارض في ظل الملكوت،‏ حيث لا يكون مرض في ما بعد!‏» —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      وڤِرجينيا ايضا تستجمع القوة لمحاربة كآ‌بتها بالتأمل في قصدها في الحياة:‏ «اريد حقا ان اعيش لأن لديَّ عملا ثمينا جدا للقيام به.‏» وبالنسبة الى الاوقات التي فيها تأتي اللحظات الحرجة وتجيش مشاعر الخوف،‏ تقول:‏ «اضع ثقتي الكاملة في يهوه،‏ عالمة انه لن يتخلَّى عني ابدا.‏ وأفكر في آية الكتاب المقدس في المزمور ١١٦:‏٩‏،‏ التي تؤكد لي انني سوف ‹اسلك قدام الرب في ارض الأحياء.‏›»‏

      كل هؤلاء النساء ركَّزن رجاءهنَّ على إله الكتاب المقدس،‏ يهوه.‏ وسفر ٢ كورنثوس للكتاب المقدس،‏ في الاصحاح ١،‏ العددين ٣ و ٤‏،‏ يدعو يهوه «إله كل تعزية الذي يعزِّينا في كل ضيقتنا.‏» فهل يمدّ يهوه يده لدعم اولئك المحتاجات الى التعزية؟‏

      تجيب مييِكو من اليابان:‏ «انني مقتنعة انه بالبقاء في خدمته،‏ احصل على تعزية ومساعدة قويَّتَين من يهوه.‏» وتُخبرنا يوشيكو ايضا:‏ «مع ان الناس قد لا يفهمون معاناتي،‏ فيهوه يعرف كل شيء،‏ وأنا مقتنعة بأنه يساعد وفقا لحاجاتي.‏»‏

      تقول جوَن:‏ «للصلاة القدرة على اقتلاعكنَّ من اليأس وإعادتكنَّ الى حالتكنَّ الطبيعية.‏ وعندما افكر في الشفاء العظيم الذي انجزه يسوع عندما كان على الارض والشفاء الكامل الذي سينجزه في العالم الجديد،‏ كم تعزِّيني تلك الكلمات!‏» —‏ متى ٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١١:‏٥؛‏ ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏.‏

      هل يمكنكنَّ ان تتخيلن عالما بدون سرطان الثدي،‏ وفي الواقع،‏ بدون ايّ مرض على الاطلاق؟‏ هذا ما وعد به إله كل تعزية،‏ يهوه.‏ وتتحدث اشعياء ٣٣:‏٢٤ عن وقت فيه لن يقول ساكن مطلقا انه هو او هي مريض.‏ وهذا الرجاء سيتحقَّق قريبا عندما يحكم كاملا الارضَ ملكوت اللّٰه على يدَي ابنه،‏ المسيح يسوع،‏ مزيلا كل اسباب المرض،‏ الاسى،‏ والموت!‏ فلِمَ لا تقرأنَ عن هذا الرجاء الرائع في رؤيا ٢١:‏٣ الى ٥‏؟‏ تَشجعن لمواجهة المستقبل بالدعم الذي يمنح التعزية الحقيقية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a المبيضان هما مصدر رئيسي للإستروجين عند النساء قبل الإياس.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة