-
اسئلة من القراءبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
ما هي الرشوة، وماذا يقول الكتاب المقدس عنها؟ تشرح «دائرة معارف الكتاب العالمي»: «الرشوة تعني اعطاء او تقديم شيء ذي قيمة لشخص في مركز مسؤولية، الذي بالمقابل يتعدَّى واجبه او واجبها او القانون في سبيل افادة المعطي.» وهكذا فانه رشوة اعطاء مال (او هبة) لقاضٍ للتأثير في قراره ولتحريف العدل. وهو ايضا رشوة تقديم المال للدوران حول القانون، كما في الطلب من مفتش الابنية او السيارات ان يتجاهل مخالفة ما.
يدين اللّٰه الرشوة، قائلا للقضاة الاسرائيليين: «لا تحرّف القضاء ولا تنظر الى الوجوه ولا تأخذ رشوة لان الرشوة تعمي أعين الحكماء وتعوّج كلام الصديقين.» (تثنية ١٦:١٩، قارن امثال ١٧:٢٣، اشعياء ١:٢٣؛ ٥:٢٣؛ ١ صموئيل ٨:٣-٥.) ويهوه نفسه يضع المقياس، لانه ليس عنده «ظلم ولا محاباة ولا ارتشاء.» (٢ أخبار ١٩:٧، تثنية ١٠:١٧) والمسيحيون الذين يرغبون في رضى اللّٰه يرفضون اللجوء الى الرشوة. — قارن اعمال ٢٤:٢٦.
-
-
اسئلة من القراءبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
والعامل الآخر هو الطاعة للقانون. حثَّ يسوع: «اعطوا ما لقيصر لقيصر وما للّٰه للّٰه.»b (مرقس ١٢:١٧، انظر ايضا متى ١٧:٢٤-٢٧.) انه لامر مختلف اذا كان يُنتظر من المسيحي الذي لم يكسر القانون ان «يعطي حلوانا» لمستخدم حكومي او رسمي آخر. ولكن ماذا اذا كان مسيحي قد تعدَّى القانون فعلا؟ في هذه الحالة، كيف يمكنه بضمير صالح تقديم رشوة ليحمل الموظف على تجاهل التعدّي؟ كتب الرسول بولس انه يجب ان نخاف السلاطين الفائقة الحكومية، التي مُنحت سلطة التعبير عن ‹الغضب على الذي يفعل الشر.› (رومية ١٣:٣، ٤) وموقف بولس كان: اذا اخطأ فهو سيقبل العقاب المناسب. (اعمال ٢٥:١٠، ١١) وهكذا فالمسيحي الذي تعدَّى قانون السير ربما كان عليه دفع غرامة او رسم كما يفرض الموظف او القاضي.
قال بولس ايضا ان الحكومات هي ‹خدام لكم لخيركم.› وبرغم جشع بعض الرسميين، تزوّد الحكومات خدمات للخير العام. مثلا، يفتش الرسميون السيارات في ما يتعلق بصلاحيتها للسير، ويفحصون ما اذا كانت الابنية خاضعة لانظمة الحريق. ولذلك اذا شعر مسيحي بأنه، ضمن القانون، يستطيع «اعطاء الحلوان» لرسمي يتوقع «رسما مقابل خدمة» من الواضح ان ذلك يختلف تماما عن اعطاء الرشوة لمفتش ليتجاهل التعدّيات على القانون.
فأيا كان البلد الذي فيه يعيش المسيحيون يجب عليهم ان يمارسوا الحكمة العملية في التعامل مع الاوضاع المحلية. ويجب على خدام اللّٰه ان يتذكروا ان الذين ‹ينزلون في مسكن اللّٰه ويسكنون في جبل قدسه› لا يمكنهم اللجوء الى الرشوة. (مزمور ١٥:١، ٥) وبالنسبة الى اعطاء «الحلوان» للحصول على خدمات مستوجبة بحق، او لتجنب المعاملة غير المنصفة من الرسميين، يجب على المسيحي ان يقرر ما يسمح به ضميره وأن يتحمل مسؤولية اية تعقيدات ناجمة. ويجب عليه بالتأكيد ان يتبع مسلكا يتركه بضمير صالح شخصيا ولا يلطخ الاسم الحسن للمسيحية او يعثر الملاحظين. — ٢ كورنثوس ٦:٣.
-