-
الاساقفة — اسياد ام عبيد؟برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
ولد توماس ولسي في ابسويتش، انكلترا، سنة ١٤٧٥. اصبح كاهنا سنة ١٤٩٨ ونال حظوة عند الملك هنري الثامن. وكان تقدُّمه سريعا. فقد عُين اسقفا في لنكولن سنة ١٥١٤، ورئيس اساقفة في يورك بعد اشهر قليلة، وكاردينالا سنة ١٥١٥، ونائبا بابويا بعد ثلاث سنين فقط. بالاضافة الى ذلك، جعله الملك رئيس مجلس اللوردات والرئيس الاعلى للقضاء. وهكذا حكم فعلا انكلترا من سنة ١٥١٥ الى سنة ١٥٢٩. كان الكاردينال ولسي مثل العديد من الكهنة الذين اختبروا السلطة «كأسياد» دنيويين وروحيين على السواء.
-
-
الاساقفة — اسياد ام عبيد؟برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
عندما كتب الى تيطس قال الرسول بولس بأنه يجب على الشيخ ان يكون: «بلا لوم.» (تيطس ١:٦) فهل كان الكاردينال ولسي «بلا لوم»؟ تقول «دائرة المعارف البريطانية» بأنه كان «غير طاهر — كان له ابن وابنة غير شرعيين.» وهو ليس وحده في ذلك. فعلى مر القرون كان كهنة وأساقفة لا يُحصى لهم عدد مذنبين على نحو مماثل. وكما يذكر كتاب «عمر الايمان»: «عند حلول القرن التاسع كانت الطهارة وحتى العزوبة الاكليريكية قد غدت سخرية.» اعترف احد بابوات القرن الـ ١١، غريغوريوس السابع، قائلا: «لا اجد الا قليلين من الاساقفة الذين تعييناتهم والذين حياتهم تنسجم مع قوانين الكنيسة، او الذين يسودون شعب اللّٰه بمحبة وليس بطموح عالمي.»
كتب بولس ايضا أن الشيخ المسيحي ينبغي ان يكون غير «محب للمال.» (١ تيموثاوس ٣:٣) أما فيما يتعلق بولسي فتذكر «دائرة المعارف البريطانية»: «كان عالميا، يطمع في الثروة.» و «استخدم سلطته الكبيرة الدنيوية والكنسية من اجل جمع الغنى الذي كان في المرتبة الثانية من حيث القيمة فقط بالنسبة الى ذاك الذي للملك.» فكان يملك قصرين وكان احدهما، يورك بلايس، فخما جدا حتى ان هنري الثامن بعد ان تفقَّده «اغتاظ جدا من الثروة التي وجدها» فانتزعها.
-
-
الاساقفة — اسياد ام عبيد؟برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
كم يمكن ان يكون زائلا ربح مادي كهذا! لقد فشل توماس ولسي في الترتيب لالغاء الزواج الذي كان يريده هنري الثامن، وهكذا سقط من الحظوة سنة ١٥٢٩. وحسب التاريخ فانه بعدئذ «تقاعد في خزي عن عمله في ابرشية يورك، التي لم يزرها قط» — في خلال ١٥ سنة! ولكنّ ولسي لم يخسر فقط لعبة السياسة. ففشله الحقيقي كان اهماله اتّباع «الراعي الصالح (يسوع، الذي) يبذل نفسه عن الخراف.» — يوحنا ١٠:١١.
-