مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • علّة غامضة تحظى بالاعتراف
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • علّة غامضة تحظى بالاعتراف

      ان الـ‍ CFS (‏متلازمة التعب المزمن)‏ هو «تهديد صحي واقتصادي رئيسي،‏ الثاني مباشرة بعد تهديد الأيدز.‏»‏

      هذا ما قاله الدكتور بايرون هايد من كندا خلال اول ندوة عن الـ‍ CFS في العالم،‏ في كيمبريدج،‏ انكلترا،‏ في نيسان ١٩٩٠.‏ وفي الواقع،‏ دعا الدكتور جاي ليڤي،‏ باحث في الأيدز في سان فرانسيسكو،‏ الـ‍ CFS «مرض تسعينات الـ‍ ١٩٠٠.‏»‏

      وأوضحت طب الحالات الطارئة ان الـ‍ CFS «مرض اجهزة متعددة يؤثر في الجهاز العصبي المركزي والجهاز المناعي وغالبا في الجهاز العضلي الهيكلي.‏» والاهتمام بالمرض صار عظيما.‏ فعندما نشرت مجلة الولايات المتحدة نيوزويك قصة الغلاف عن ذلك في تشرين الثاني ١٩٩٠،‏ صار العدد اكثر اعداد المطبوعة مبيعا خلال السنة.‏

      والـ‍ CDC (‏مراكز مكافحة الامراض للولايات المتحدة)‏ في اتلانتا اتخذت العلّة بجدية.‏ ففي سنة ١٩٨٨ اعترفت هذه الوكالة الصحية الرئيسية للولايات المتحدة رسميا بهذه الوعكة الغامضة بتزويد الاطباء بمعايير،‏ او مجموعة ادلة او اعراض،‏ لتشخيصها.‏ ودعت الوكالة الاضطراب متلازمة التعب المزمن لان عَرَضه الشائع والرئيسي هو التعب.‏

      مشكلة مع الاسم

      ولكن،‏ يشعر كثيرون بأن الاسم غير ملائم.‏ ويقولون انه يقلِّل من اهمية العلّة،‏ لان التعب الذي يميِّز الـ‍ CFS يختلف عن الاعياء العادي.‏ «يكون تعبنا،‏» اوضح احد المرضى،‏ «بالمقارنة مع الاعياء العادي كالبرق بالمقارنة مع شرارة.‏»‏

      ويقول الدكتور پول تشيني،‏ الذي عالج مئات المرضى بالـ‍ CFS،‏ ان تسميته تعبا مزمنا هي «كتسمية الالتهاب الرئوي ‹متلازمة السُّعال المزمن.‏›» والدكتور ج.‏ ڤان أيردي،‏ الذي اصيب هو نفسه بالـ‍ CFS،‏ يوافق على ذلك.‏ فقبل وقت قصير،‏ تولَّى هذا الدكتور وظيفتين كامل الوقت —‏ كان طبيبا في الليل وعالما خلال النهار،‏ بالاضافة الى كونه زوجا وأبا.‏ وفي السنة الماضية روى اختباره مع الـ‍ CFS،‏ ونشرت مديكال پوست الكندية قصته:‏

      ‏«تخيلوا مرضا يدمِّر كل طاقتكم،‏ جاعلا رفع الاغطية للنهوض من السرير جهدا حقيقيا.‏ والسير حول المبنى،‏ حتى بسرعة الحلزون،‏ يصير مهمة كبرى،‏ ورفع طفلكم الذي في اول مشيه اختبارا يجعلكم تلهثون.‏ انكم تتجنبون غرفة درسكم في الطابق السفلي لانكم لا تستطيعون صعود الدرج ثانية دون ان تضطروا الى الجلوس والاستراحة في نصف الطريق.‏ تخيلوا،‏ يمكنكم ان تقرأوا كلماتِ وجملَ مقالة في صحيفة،‏ ولكن لا يمكنكم ان تفهموها .‏ .‏ .‏

      ‏«تخيلوا الشعور كما لو انكم تلقيتم مئات الحقنات العضلية في وقت واحد في كل عضلاتكم،‏ مما يجعل الجلوس مؤلما والتحرك مستحيلا،‏ مما يجعل المعانقة غير ممتعة بعدُ.‏ .‏ .‏ .‏ تخيلوا النوافض المتكررة،‏ حالات التعرُّق البارد،‏ التي غالبا ما ترافقها درجة حرارة خفيفة الارتفاع.‏ اجمعوا كل الاعراض وقارنوها بأسوإ انفلونزا واجهتموها على الاطلاق،‏ فإنها تكون اسوأ بكثير وتدوم سنة كاملة،‏ وربما اطول.‏

      ‏«تخيلوا الكرب وخيبة الامل التي لا حدود لها عندما تنتكسون مرة بعد اخرى،‏ حين تعتقدون انكم تغلبتم على هذا الامر.‏ تخيلوا انكم خائفون،‏ مذعورون لانكم تشعرون بأنكم مسجونون في جسم غريب،‏ ولا تعرفون متى سينتهي كل ذلك او حتى ما اذا كان سينتهي.‏» —‏ ٣ ايلول ١٩٩١.‏

      والاسم المعطى للعلّة في المملكة المتحدة وكندا يؤكد خطورة الوعكة.‏ فهناك تُدعى التهاب الدماغ والنخاع الشوكي المترافق مع الالم العضلي،‏ او ME للايجاز.‏ ان «الالم العضلي» يلفت الانتباه الى وجع العضلات،‏ و«التهاب الدماغ والنخاع الشوكي» الى التأثير الذي للاضطراب في الدماغ والاعصاب.‏

      وبما ان الاضطراب يؤثر في الجهاز المناعي،‏ فإن فِرَق دعم المريض في الولايات المتحدة،‏ التي يوجد منها المئات الآن،‏ دعته CFIDS (‏متلازمة التعب المزمن المتعلق بالخلل الوظيفي المناعي)‏.‏

      فهل ذلك حقا مشكلة سريرية جديدة؟‏ وكيف صار موضع انتباه عام؟‏

      اعادة نظر تاريخية

      ان الـ‍ CFS على الارجح ليس علّة جديدة.‏ فالبعض اثبتوا هويته مع مجموعة من الاعراض التي دعيت في القرن الماضي وَهَنا عَصَبيّا neurasthenia،‏ اسم مأخوذ من اليونانية يشير الى «نقص في القوة العصبية.‏» وأعراض الـ‍ CFS مماثلة ايضا لتلك التي للالم العضلي الليفي،‏ المعروف ايضا بالالتهاب الليفي.‏ حتى ان البعض يعتقدون ان الـ‍ CFS والالم العضلي الليفي ربما كانا المتلازمة نفسها.‏

      وقد أُخبر عن انتشارات كثيرة لعِلَل شبيهة بالـ‍ CFS في العقود السابقة،‏ معظمها في الولايات المتحدة.‏ ولكنها ظهرت ايضا في انكلترا،‏ ايسلندا،‏ الدنمارك،‏ المانيا،‏ اوستراليا،‏ واليونان.‏ والاسماء لوصف المتلازمة كانت مرض ايسلندا،‏ مرض آكيورِيْري،‏ مرض رويال فْري،‏ وأسماء اخرى.‏

      ومؤخرا في سنة ١٩٨٤ عانى نحو ٢٠٠ شخص في البلدة الصغيرة في اينكلاين ڤيليدج،‏ قرب حدود كاليفورنيا-‏نيڤادا،‏ علّة كالانفلونزا دامت طويلا.‏ «عرفنا انهم راشدون منتجون،‏ سعداء،‏ نشاطى،‏» يوضح الدكتور پول تشيني،‏ الذي عالج كثيرين منهم.‏ «كلهم مرضوا فجأة ولم يتحسنوا.‏ وفي بعض الحالات كانوا يعرقون كثيرا في الليل بحيث تضطر زوجاتهم الى النهوض وتغيير شراشف السرير.‏»‏

      دعا البعض باستخفاف هذا التفشي للعلّة في اينكلاين ڤيليدج انفلونزا الشبان المثقفين،‏ لان شبان الطبقة الوسطى القابلين للصيرورة في مركز اعلى أُصيبوا على الاغلب.‏ واعتُقد ان المرضى ربما يعانون داء وحيدات النواة الخمجي الحادّ،‏ ولكنَّ الاختبارات من اجل هذا المرض اتت سلبية بالنسبة الى معظمهم.‏ ومع ذلك،‏ اظهرت اختبارات الدم مستويات عالية من الاجسام المضادة الخاصة بڤيروس إپشتاين-‏بار Epstein-Barr،‏ نوع من ڤيروس الحلإ.‏ وهكذا طوال فترة من الوقت،‏ كانت العلّة معروفة عموما بـ‍ إپشتاين-‏بار المزمن.‏

      العلّة تنال الاعتراف

      عندما اخبر الدكتور تشيني الـ‍ CDC ما حدث في اينكلاين ڤيليدج،‏ قلما لاقى تقريره في البداية تصديقا.‏ ولكن سرعان ما جرى تلقي تقارير عن مشاكل صحية مماثلة من كل انحاء البلد.‏

      وبعد مدة،‏ اشارت الدراسات ان ڤيروس إپشتاين-‏بار ليس عاملا مسبِّبا في معظم الحالات.‏ وفي الواقع،‏ فإن هذا الڤيروس موجود في نحو ٩٥ في المئة من السكان الراشدين.‏ ويظل راقدا داخل اجسام الناس.‏ «عندما يستيقظ،‏» اوضح دكتور قام ببحث في الـ‍ CFS،‏ «‏ربما يساهم في المرض.‏» ولكن ليس بالضرورة.‏

      ويجري الكثير من البحث للعثور على اسباب الـ‍ CFS.‏ ونتيجة لذلك،‏ يعترف عدد اكبر فاكبر من الاطباء بأن مشكلة طبية حقيقية تؤثر ربما في ملايين الناس.‏ والدكتور وولتر ولسون،‏ رئيس قسم الامراض الخمجية في مايو كلينيك في روتشستر،‏ مينيسوتا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ قال انه غيَّر موقفه.‏ واذ يرى كثيرين جدا يطلبون المساعدة بكلفة مالية باهظة،‏ يقول،‏ «يجب ان تعاملوهم باحترام من اجل ما يكابدونه.‏»‏

      من الواضح انه يجري تدمير حياة كثيرين بعلّة لها اعراض مشتركة.‏ فالـ‍ CDC تتلقى آلاف المكالمات الهاتفية عن الحالة كل شهر،‏ والأيدز وحده يحث المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة على اجراء المزيد من الابحاث.‏ «ثمة امر يجري،‏» اوضح الدكتور وولتر ڠَن،‏ الذي كان مسؤولا عن البحث المتعلق بالـ‍ CFS في الـ‍ CDC قبل تقاعده مؤخرا.‏ «ولكنْ ما اذا كان مرضا واحدا او عدة امراض،‏ له سبب واحد او اكثر،‏ فذلك ليس واضحا.‏»‏

      يعتقد البعض ان الـ‍ CFS هو في البداية مشكلة نفسية.‏ ذكرت مجلة الطب النفسي الاميركية عدد كانون الاول ١٩٩١:‏ «المؤلفون يحاولون ان يبرهنوا ان متلازمة التعب المزمن ستواجه المصير نفسه كالوَهَن العَصَبيّ —‏ التضاؤل في الاهمية الاجتماعية اذ يظهر ان اغلبية الذين يعانونها يختبرون اضطرابات نفسية اولية.‏» وثمة كتاب جديد،‏ من الشلل الى التعب،‏ يصف الـ‍ CFS بأنه «مرض الموضة،‏» مما يشير الى انه لن يبرهن على كونه علّة مهمة.‏

      فهل الـ‍ CFS في البداية مشكلة نفسية؟‏ هل الاعراض عادة ناجمة عن الكآ‌بة؟‏ هل الـ‍ CFS مرض حقيقي؟‏

  • هل الـ‍ CFS مرض حقيقي؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • هل الـ‍ CFS مرض حقيقي؟‏

      ‏«ذهبتُ الى طبيب بعد آخر،‏» اوضحت پريسيلا،‏ التي تعاني الـ‍ CFS (‏متلازمة التعب المزمن)‏ من ولاية واشنطن،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ «وخضعتُ لاختبارات دم وسُئلتُ عن نمط حياتي.‏ فقالوا انه ما من خطإ فيَّ في الواقع واقترحوا ان اطلب المشورة النفسية.‏ ولم يكن ايّ من الاطباء مستعدا لاتخاذي او اتخاذ اعراضي بجدية.‏»‏

      ان الاختبار نموذجي.‏ وثمة طبيب يكتب في JAMA (‏مجلة الجمعية الطبية الاميركية‏)‏ قال في السنة الماضية:‏ «ان المريض بالـ‍ CFS العادي كان قد استشار سابقا ١٦ طبيبا مختلفا.‏ ومعظمهم أُخبروا انهم بصحة تامة،‏ انهم مكتئبون،‏ او انهم يختبرون اجهادا كبيرا جدا.‏ وكثيرون أُرسلوا الى اطباء نفسانيين.‏ الحالة افضل اليوم،‏ ولكن ليست افضل بكثير.‏»‏

      ينشئ الـ‍ CFS تحديات فريدة من نوعها،‏ كما تعلِّق مجلة الطب الاميركية:‏ «ان ضغط معالجة علّة فيها يبدو المرء بحالة جيدة جسديا،‏ لديه فحص جسدي طبيعي،‏ ونتائج اختبار مختبري طبيعية،‏ انما هو كبير جدا.‏ وتقترن العلّة مرارا بالعلاقات المتوترة بين الازواج،‏ الانسباء الآخرين،‏ المستخدِمين،‏ المعلِّمين،‏ الاختصاصيين الصحيين،‏ وشركات التأمين.‏»‏

      وتحدي الاطباء هو ان التعب عَرَض شائع.‏ «اذا حصل الطبيب على ١ دولار لكل مريض تشكّى من الاعياء،‏ فسيغتني ويتوقف هو او هي عن ممارسة الطب،‏» كتبت محرِّرة طبية.‏ ولكن،‏ كما يتضح،‏ قليلون ممن يتشكون من التعب لديهم CFS‏.‏ وبما انه لا يوجد اختبار طبي للعلّة،‏ فكيف يمكن ان يشخِّصها الطبيب؟‏

      تعريف الـ‍ CFS

      في آذار ١٩٨٨ نشرت الـ‍ CDC (‏مراكز مكافحة الامراض للولايات المتحدة)‏ في حوليات الطب الباطني مجموعة ادلَّة وأعراض تميِّز بوجه عام الـ‍ CFS.‏ (‏انظروا الاطار المرفق.‏)‏

      ان المعايير الرئيسية لتشخيص الـ‍ CFS هي (‏١)‏ الهجوم غير المألوف للتعب الذي يدوم اكثر من ستة اشهر ويخفض مستوى نشاط المرء بنسبة ٥٠ في المئة و (‏٢)‏ إبعاد الحالات الطبية او النفسية الاخرى التي يمكن ان تسبب الاعراض.‏ ولكن لكي يُشخَّص انه يعاني الـ‍ CFS،‏ لا بد ايضا ان يعاني المريض إما ٨ من ١١ عَرَضا في قائمة المعايير الثانوية او ٦ من ١١ من هذه الاعراض بالاضافة الى ٢ من ٣ من قائمة المعايير الفيزيائية.‏

      من الواضح ان اولئك الذين يطابقون التشخيص من اجل الـ‍ CFS هم مرضى بشدة لزمن طويل.‏ وجعلت الـ‍ CDC تعريف الـ‍ CFS مقيَّدا جدا لكي تميِّز هؤلاء الاشخاص بوضوح.‏ واولئك الذين لديهم انواع اقل خطورة من المتلازمة يجري في الوقت الحاضر ابعادهم عن هذا التعريف.‏

      هل يمكن ان يكون الـ‍ CFS كآ‌بة؟‏

      وماذا عن الاطباء الذين يقولون ان مرضى الـ‍ CFS يعانون كآ‌بة واضطرابات نفسية اخرى؟‏ فهل لدى هؤلاء المرضى الاعراض النموذجية للكآ‌بة؟‏

      ان مرضى الـ‍ CFS هم مكتئبون عموما،‏ ولكن كما سأل الدكتور كورت كرونكي،‏ پروفسور في المدرسة الطبية في بِذِزدا،‏ ماريلند،‏ الولايات المتحدة الاميركية:‏ «ألا يكتئب ايّ شخص اذا بقي هو او هي تعبا طوال سنة او اكثر؟‏» ولذلك من المناسب ان نسأل:‏ هل الكآ‌بة هي سبب الـ‍ CFS،‏ ام هي عاقبة؟‏

      غالبا ما تصعب الاجابة عن هذا السؤال.‏ فقد يتأمل الطبيب في النقطة الثانية من المعايير الرئيسية،‏ التي تقول ان ‏‹الحالات النفسية التي يمكن ان تسبب الاعراض يلزم ابعادها،‏› ويستنتج ان المريض يعاني كآ‌بة لا علّة عضوية او فيزيائية.‏ ولكن في حالات كثيرة لا يكون ذلك تشخيصا كافيا.‏

      ذكرت المجلة الطبية ذا كورتلند كونسالتنت:‏ «ان الدليل المقنع اكثر بأن الـ‍ CFS علّة ‹عضوية› هو هجومه المفاجئ على ٨٥ في المئة من المرضى.‏ وأغلبية المرضى يذكرون ان علّتهم بدأت في يوم خصوصي بمتلازمة تشبه الانفلونزا تميَّزت بالحمى،‏ [التهاب الحلق،‏ عُقَد لمفيَّة متضخمة،‏ اوجاع عضلية]،‏ والاعراض ذات العلاقة.‏» والاطباء الذين يعالجون مرضى الـ‍ CFS مقتنعون بأن الكآ‌بة ليست في الاغلب سبب الاعراض.‏

      ‏«عندما قمنا بمقارنة حالاتنا،‏» اخبر الدكتور انطوني كوماروف،‏ رئيس الطب العام في بريڠام ومستشفى النساء في بوسطن،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ «اثَّر فينا الواقع ان معظم المرضى قالوا انهم كانوا بصحة تامة،‏ نشاطى وناجحين في الحياة الى ان طوَّروا ذات يوم زكاما،‏ انفلونزا او التهابا قصبيا ولم ينته ذلك قط.‏ والاعراض التي يمكن ان تُعتبر نفسية —‏ كآ‌بة،‏ دَعث،‏ اضطرابات في النوم وهلم جرا —‏ لم تكن موجودة قبل هجوم العلّة.‏»‏

      وأحد الاعراض النموذجية للكآ‌بة هو النقص في الاهتمام بكل شيء.‏ ولكن اوضح الدكتور پول تشيني:‏ «هؤلاء المرضى هم العكس تماما.‏ انهم مهتمون للغاية بما تعنيه اعراضهم.‏ لا يمكنهم ان يقوموا بوظيفة ما.‏ لا يمكنهم ان يعملوا.‏ كثيرون خائفون.‏ لكنهم لا يفقدون الاهتمام بمحيطهم.‏»‏

      غدد متضخمة،‏ حمى،‏ تعداد غير عادي لخلايا الدم البيض،‏ اخماج تنفُّسية متكررة،‏ آلام عضلية ومفصلية،‏ وبخاصَّةٍ دَعث غريب ومَضَض عضلي قد يحدثان حتى بعد تمرين معتدل —‏ هذه الاعراض ليست من مميزات متلازمة تتعلق بالكآ‌بة.‏

      وزن الدليل الحالي

      في عددها ٦ تشرين الثاني ١٩٩١،‏ اخبرت JAMA‏:‏ «المعطيات الاولية من دراسة مستمرة لمرضى يطابقون تعريف الـ‍ CDC لمتلازمة التعب المزمن (‏CFS)‏ تظهر ان معظم المرضى الذين يعانون العلّة ليسوا ضحايا الكآ‌بة او المشاكل النفسية الاخرى.‏»‏

      والدكتور وولتر ڠَن،‏ الذي راقب عن كثب البحث المتعلق بالـ‍ CFS في الـ‍ CDC،‏ اوضح في هذا العدد من JAMA‏:‏ «على الرغم من الواقع ان اطباء كثيرين اعتقدوا ان كل هؤلاء المرضى [في الدراسة] هم مكتئبون،‏ وجدنا ان ٣٠٪ فقط من مرضى الـ‍ CFS لديهم دليل على الكآ‌بة في بداية التعب.‏»‏

      وقد تكون هنالك ايضا اختلافات فيزيائية بين كثيرين من مرضى الـ‍ CFS والذين يعانون الكآ‌بة.‏ «المرضى الذين يعانون اضطراب الكآ‌بة الشديدة (‏MDD)‏ غالبا ما تكون لديهم شذوذات في نوم تحرُّك العين السريع (‏الرَّيْم REM)‏،‏ في حين ان المرضى الذين يعانون الـ‍ CFS تكون لديهم شذوذات في [النوم] بلا الرَّيْم،‏» ذكرت المجلة الطبية المريضة.‏

      وأخبرت مجلة العلم عدد ٢٠ كانون الاول ١٩٩١ عن اكتشاف مهم آخر.‏ قالت ان البحث يشير الى ان «مرضى الـ‍ CFS لديهم مستويات متغيِّرة من هرمونات دماغية معينة» وعلَّقت:‏ «مع ان الاختلافات عن الاشخاص العاديين الذين لا يعانون الـ‍ CFS كانت بسيطة،‏ اظهر مرضى الـ‍ CFS على الدوام مستويات منخفضة من الهرمون الإستروئيدي كورتيزول،‏ ومستويات متزايدة من الهرمون النخامي ACTH (‏هرمون منشط لقشرة الكُظْر)‏،‏ تماما عكس التغييرات التي تُرى في الكآ‌بة.‏»‏ —‏ الحروف المائلة لنا.‏

      ماذا اذا كان الـ‍ CFS مرضا حقيقيا؟‏

      ان هيئة الاختصاصيين الطبيين يشكّون في الاضطرابات التي لا تُفهم،‏ مثل الـ‍ CFS.‏ «الشك يتغلغل في مهنتنا،‏» كتب الدكتور توماس ل.‏ إينڠليش.‏ «والشك المعقول هو الموقف ‹السائد› بالنسبة الى الاطباء الاذكياء،‏ والحصفاء.‏» ولكن،‏ يسأل الدكتور إينڠليش عن مدى فائدة شكِّنا للمريض المتألم «اذا كان الـ‍ CFS مرضا حقيقيا.‏» وهو يسأل الاطباء الزملاء المتشككين:‏ ‏«ماذا اذا كنتم على خطإ؟‏ ما هي العواقب لمرضاكم؟‏»‏

      ان الدكتور إينڠليش نفسه يعاني الـ‍ CFS،‏ وفي السنة الماضية نشرت JAMA مقالته الموجَّهة الى الاطباء الزملاء.‏ فقد دعاهم الى وضع انفسهم مكان المريض المتألم،‏ واصفا المتلازمة:‏

      ‏«تلتقطون ‹زكاما› وبعد ذلك تتغير نوعية حياتكم بشكل ثابت.‏ لا يمكنكم ان تفكروا بوضوح .‏ .‏ .‏ وأحيانا كل ما يمكنكم فعله هو ان تقرأوا صحيفة او تتابعوا حبكة برنامج تلفزيوني.‏ تعب شبيه بتعب الطيران لا نهاية له.‏ وتشقون طريقكم بعناء في منحدر الاعتناء بالمريض الصخري المغشَّى بالضباب،‏ حيث كنتم تسيرون ذات مرة بثقة.‏ الآلام العضلية تسرح في كل اجزاء جسمكم.‏ الاعراض تأتي وتذهب،‏ تزداد وتخف.‏ .‏ .‏ .‏ انتم ايضا قد تتساءلون عن بعض اعراضكم إن لم تتكلموا الى مرضى آخرين لديهم اختبارات مماثلة .‏ .‏ .‏ او تتكلموا مع اطباء رأوا مئات الحالات المماثلة.‏ .‏ .‏ .‏

      ‏«لقد تكلمت مع عشرات المرضى المماثلين الذين ذهبوا الى اطبائنا من اجل المساعدة،‏ ولكن الذين غادروا مخزيين،‏ غِضابا،‏ وخائفين.‏ فأجسامهم تخبرهم بأنهم مرضى فيزيائيا،‏ ولكنَّ تخمين اطبائهم النفسي الجسدي كان مخيفا ومغيظا فقط —‏ لا مطمئنا.‏ فذلك اخبرهم بأن اطباءهم لديهم فهم قليل للمشكلة الحقيقية.‏ .‏ .‏ .‏ فهل يلزم ان نعتقد انه لمجرد ان الاعراض غريبة وغير مألوفة لا يمكن ان تكون حقيقية؟‏ هل يلزم ان نفترض ان اختباراتنا المختبرية قادرة على تصنيف امراض جديدة بالاضافة الى القديمة؟‏ ان عدم الثقة بالافكار الجديدة قديم قدم الجنس البشري؛‏ وهكذا هي العواقب المؤذية لعدم الثقة هذا.‏» —‏ JAMA‏،‏ ٢٧ شباط ١٩٩١،‏ الصفحة ٩٦٤.‏

      قيمة الاعتراف بالعلّة

      ‏«الاطباء الذين يصرفون كثيرا من الوقت في التكلم الى المرضى الذين يعانون الـ‍ CFS يسمعون قصة هي تماما تكرارية؛‏ انها نموذجية،‏» ذكر الدكتور ألَن كايند،‏ اختصاصي في الامراض الخمجية.‏ «ويمكنني ان اخبركم بأن متلازمة التعب المزمن هي حقيقية.‏»‏

      ويوافق الآن عدد اكبر فاكبر من الاطباء على ذلك.‏ وهكذا شجعت مجلة المريضة الاطباء:‏ «الى ان يجري التمكن من تأسيس تشخيص محدد ومعالجة ملائمة،‏ لدى الطبيب مسؤولية خصوصية ليخبر هؤلاء المرضى بأن لديهم فعلا علّة حقيقية،‏ وأن ذلك ليس ‹مشكلة عقلية.‏›»‏

      ان فائدة اثبات وجود علّة المريض يمكن ان تكون هائلة.‏ فعندما اخبر طبيب احدى النساء بأن لديها CFS،‏ قالت:‏ «طفرت الدموع.‏» ان سماع الطبيب يقول ان علّتها حقيقية،‏ وان لها اسما،‏ كان راحة كبيرة لها.‏

      ولكن ماذا يسبب الـ‍ CFS؟‏ وماذا كشف البحث؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      معايير تشخيصية لمتلازمة التعب المزمن

      المعايير الرئيسية

       ١-‏ هجوم غير مألوف للتعب يدوم فترة اطول من ستة اشهر مع انخفاض في النشاط يبلغ ٥٠ في المئة

       ٢-‏ لا حالات طبية او نفسية اخرى يمكن ان تسبب الاعراض

      المعايير الثانوية

      يجب ان تبدأ الاعراض عند هجوم التعب او بعده

       ١-‏ درجة حرارة خفيفة الارتفاع

       ٢-‏ التهاب الحلق

       ٣-‏ عُقَد لمفيَّة مؤلمة

       ٤-‏ ضعف عضلي شامل

       ٥-‏ ألم عضلي

       ٦-‏ تعب طويل الامد بعد التمرين

       ٧-‏ صداع

       ٨-‏ ألم مفصلي

       ٩-‏ اضطراب في النوم

       ١٠-‏ تشكِّيات نفسية عصبية،‏ كالنسيان،‏ التشوُّش،‏ صعوبة في التركيز،‏ الكآ‌بة

       ١١-‏ هجوم حادّ (‏طوال ساعات قليلة الى ايام قليلة)‏

      المعايير الفيزيائية

       ١-‏ درجة حرارة خفيفة الارتفاع

       ٢-‏ التهاب الحلق

       ٣-‏ عُقَد لمفيَّة قابلة للجسّ او مُمِضَّة

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      لا بد ان يكون الاطباء حِذاقا لكي يميِّزوا بين الكآ‌بة ومتلازمة التعب المزمن

  • في البحث عن سبب
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • في البحث عن سبب

      لزمت سنوات لاكتشاف ما يعطِّل الجهاز المناعي لمرضى الأيدز،‏ ولكن يلزم وقت اطول ايضا لتحديد ما يسبب الضرر لاجسام وأدمغة اولئك الذين يعانون الـ‍ CFS (‏متلازمة التعب المزمن)‏.‏ وعلى الرغم من ان السبب لم يُحدَّد،‏ فإن المراجع الطبية قادرة على تقديم دليل مقنع على شذوذات فيزيائية في المرضى.‏ وفي الواقع،‏ جرى استعمال دليل كهذا في المحكمة.‏

      اخبرت مديكال پوست الكندية انه في قضية قانونية اثارت الجدل،‏ قدم الخبراء الطبيون شهادة لدعم ادعاء الدفاع ان قدرة المريض على صنع القرارات اضعفتها علّته.‏ واندفع القاضي وليم جي.‏ ن.‏ إڠبِرت الى الاستنتاج:‏ «المرض يؤثر في كل ناحية من نواحي القرار.‏ .‏ .‏ .‏ مناطق صغيرة من الدماغ متأذية.‏»‏

      فهل هذا صحيح؟‏

      شذوذات دماغية

      يدعم البحث الطبي الادعاء ان دماغ مرضى الـ‍ CFS متأثر.‏ وحملت ذا نيويورك تايمز عدد ١٦ كانون الثاني ١٩٩٢ العنوان:‏ «دراسة تكتشف شذوذا دماغيا في مرضى يعانون تعبا مزمنا.‏» والمقالة،‏ المؤسسة على تقرير نُشر قبل يوم في حوليات الطب الباطني،‏ علَّقت:‏

      ‏«وجدتْ اكبر دراسة حتى الآن لمتلازمة التعب المزمن دليلا على التهاب في ادمغة المرضى،‏ اول دعم بالوثائق لشذوذ في الجهاز العصبي مرتبط بالوعكة الغامضة.‏» وأضافت المقالة:‏ «الدراسة هي آخر سلسلة حديثة تظهر اختلافات مناعية وهرمونية بين الذين يعانون المتلازمة وبين الناس الاصحاء.‏»‏

      وثمة دراسة اخرى لفتت انتباها واسعا أُخبر عنها في عدد كانون الاول ١٩٩١ من مجلة مَبْحث الغدد الصُّم السريري والاستقلاب.‏ فقد وجدت دلائل على أعواز هرمونية في الغدد الصُّم والادمغة التي للناس الذين يعانون الـ‍ CFS.‏ وهكذا اضافت الدراسة الى الدليل ان العوامل الكيميائية الحيوية والمناعية تنتج اعراض الـ‍ CFS.‏

      وراقب الدكتور وولتر ڠَن،‏ فيما كان يخدم في الـ‍ CDC (‏مراكز مكافحة الامراض للولايات المتحدة)‏،‏ دراسات كثيرة لمرضى الـ‍ CFS.‏ وذكر ان «بعض العلماء البارعين يبدأون بالانهماك في البحث في الـ‍ CFS.‏» وعلى الرغم من ان نتائج هذه الابحاث غالبا ما تشير الى اسباب محتملة مختلفة،‏ شدَّد الدكتور ڠَن:‏ «ان الامر الوحيد الثابت هو انه لا احد يخبر بعدم وجود شذوذات.‏»‏

      فأيّ عامل او عوامل محتملة هي مسؤولة عن الـ‍ CFS؟‏ هل ثمة ڤيروس له علاقة بذلك،‏ او ڤيروسات؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فبأية طريقة؟‏ كيف يتأثر الجهاز المناعي على نحو مضاد؟‏ وكيف يمكن ان يسبب خللُه الوظيفي الاعراضَ الظاهرة في مرضى الـ‍ CFS؟‏

      اسباب محتملة

      يشير البحث الى ان الڤيروسات لها علاقة.‏ ولكن اية ڤيروسات؟‏ جرى شمل الكثير من قبل الباحثين.‏ ‏«الڤيروسات القهقرية Retroviruses،‏ سپوما او الڤيروسات ‹الرغوية›،‏ الڤيروسات المعويَّة،‏ ڤيروس إپشتاين-‏بار،‏ وڤيروس الحلإ البشري نوع ٦،‏ كلها بين الاسباب المحتملة والمثيرة كثيرا للجدل،‏» علقت مجلة الجمعية الطبية الاميركية في تشرين الثاني الماضي.‏

      وبأية طريقة يمكن ان تسبب الڤيروسات الـ‍ CFS؟‏ هذا غير معروف.‏ ولكن ذكر الدكتور انطوني ل.‏ كوماروف،‏ باحث رئيسي في الـ‍ CFS:‏ «النموذج البارز هو جهاز مناعي مفعَّل على نحو مزمن،‏ جهاز مناعي منهمك في نوع من حرب مزمنة ضد شيء يميِّزه انه غريب.‏»‏

      ان الجهاز المناعي السليم يتجاوب مع ڤيروس عدو،‏ او ڤيروسات،‏ باطلاق مواد كيميائية،‏ تدعى سايتوكينات،‏ لمحاربة الغزاة.‏ ولكن عندما يجري الاعتناء بالحالة الطارئة،‏ يتوقف طبيعيا انتاج السايتوكينات.‏ ولكن في مرضى الـ‍ CFS من الواضح ان الجهاز المناعي يفشل في التوقف.‏ وعلى نحو ذي مغزى،‏ فإن اكتشافا ثابتا في الناس الذين يعانون الـ‍ CFS هو انتاج متزايد من السايتوكينات.‏

      وهذا مهم،‏ لان الڤيروس ليس هو الذي يجعل الشخص يشعر بأنه مريض عندما يغزو جسمه.‏ فهو يشعر بأنه سقيم لان خلايا جسمه تنتج السايتوكينات،‏ التي تسبب الحمى،‏ الوجع،‏ والتعب.‏ ذكر الدكتور وليم كارتر،‏ پروفسور طبي في الولايات المتحدة:‏ «السايتوكينات تبقى وتبدأ بأذية المضيف الى ان نرى اخيرا مريضا طريح الفراش بصورة بالغة لا يكاد يتحرك.‏»‏

      ولكن ماذا يجعل الجهاز المناعي يستمر في انتاج السايتوكينات في حين انه يجب ان يتوقف عن الانتاج؟‏ «ثمة ڤيروس كامن يفعِّله نوع من المثيرات،‏» استنادا الى الدكتور جاي أ.‏ ڠولدستاين،‏ «يجعل خلايا الجهاز المناعي تنتج [السايتوكينات] بكميات غير سوية.‏»‏

      وبالاضافة الى ذلك،‏ يظهر ان الخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا البلعمية الكبيرة،‏ التي هي دفاعات الخط الامامي ضد الكائنات الحية الغازية،‏ تنقص إما في العدد او العمل في مرضى الـ‍ CFS،‏ مضعفة ايضا الجهاز المناعي.‏ والامر المهم هو ان الجهاز المناعي لمرضى الـ‍ CFS يبدو انه لا يعمل على نحو سويّ،‏ على الرغم من ان الآراء تختلف في ما يتعلق بسبب ذلك.‏

      وكما ذُكر في المقالة السابقة،‏ غالبا ما يلاحظ الاطباء انه في مرضى كثيرين لا تكون الكآ‌بة سبب الـ‍ CFS.‏ ولكن في مرضى آخرين يشعر بعض الاطباء بأن المشاكل النفسية،‏ مثل الكآ‌بة،‏ يمكن ان تكون عاملا مسبِّبا.‏ وبشكل مثير للاهتمام،‏ كشف البحث ان الكآ‌بة يمكن ان تؤذي الجهاز المناعي.‏ «الضغط النفسي عينه يمكن ان ينتج اضطرابات في الوظيفة الهرمونية-‏العصبية والمناعية،‏» يكتب الدكتور كورت كرونكي،‏ من المركز الطبي العسكري لوولتر ريد في واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏

      وهكذا في بعض الحالات يمكن ان تثير الكآ‌بة تغييرات في الجهاز المناعي يمكن ان تساهم في الـ‍ CFS.‏ ولكنَّ عوامل اخرى كثيرة يمكن ان تضعف الجهاز المناعي من المحتمل ان تكون ذات علاقة ايضا.‏

      عوامل متعددة

      يوافق معظم الباحثين انه من غير المحتمل الى حد بعيد ان يسبب امر واحد الـ‍ CFS.‏ «وعوض ذلك،‏ من المحتمل ان يكون الـ‍ CFS علّة تظهر في الفرد المعرَّض للاصابة الذي فيه ادت الكآ‌بة،‏ [الأرجيّات]،‏ الاخماج الڤيروسية،‏ او العوامل الاخرى الى درجة من الضعف المناعي،‏» اوضحت المجلة الطبية كورتلند فورَم.‏

      وثمة طبيب يكتب في مديكال پوست الكندية،‏ ذكر:‏ «قد يكون الاستعداد الوراثي مطلوبا والجسم المرهق قد يكون العامل المؤهِّب الآخر.‏ وبعد ذلك يصيب حادثٌ شديد،‏ وعلى الاغلب خمج ڤيروسي حاد،‏ الفردَ المنهوك.‏ ان جمع كل هذه العوامل يسبب على الارجح ضررا في الجهاز المناعي.‏»‏

      ‏«الاجهاد هو احد اكبر المثيرات التي نراها،‏» قال الدكتور تشارلز لاپ.‏ «وأحيانا نرى مواد كيميائية معيَّنة تلعب دورا.‏ .‏ .‏ .‏ وعلى نحو غريب ذكر عدد من مرضاي (‏مع اننا لم نجرِ قط دراسة)‏ ان مبيدات الحشرات،‏ الدهانات،‏ والورنيشات تبدو ذات علاقة عندما بدأ مرضهم.‏»‏

      لم يتعرض الناس قط في التاريخ لهجومات اعظم للتلوث البيئي على اجسامهم.‏ ومضافات الاطعمة والعقاقير يمكن ايضا ان تؤذي الجسم وتؤثر بشكل مضاد في الجهاز المناعي.‏ ويدَّعي بعض الاطباء ايضا ان جرعات طويلة الامد من المضادات الحيوية توهن الجهاز المناعي.‏

      وعوامل اخرى ايضا يمكن ان تكون ذات علاقة بالالم الذي يُرى في آلاف مرضى الـ‍ CFS.‏ ولكن فيما تكون هنالك علامات تعطي املا واحتمالات مثيرة للاهتمام،‏ فإن سبب الـ‍ CFS غير معروف بعد.‏

      علامة الايام الاخيرة

      في نبوته العظيمة عن الايام الاخيرة للنظام العالمي،‏ انبأ يسوع المسيح:‏ «تكون .‏ .‏ .‏ في اماكن .‏ .‏ .‏ اوبئة.‏» (‏لوقا ٢١:‏١١‏)‏ وكم يصح ذلك في زمننا!‏ والكثير من امراض اليوم ليس له سبب معروف،‏ إلا ان ذلك لا يقلِّل من كونها حقيقية او موهنة.‏

      من الواضح ان الـ‍ CFS علّة اخرى تؤلف جزءا من العلامة التي قال يسوع انها ستسم الايام الاخيرة.‏ ولكنَّ ادراك ذلك لا يجعل الحياة اسهل على اولئك الذين يتألمون.‏ فكيف يمكن ان يعالج مرضى الـ‍ CFS محنتهم؟‏

  • مواجهة تحدي الـ‍ CFS
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • مواجهة تحدي الـ‍ CFS

      كان الاطباء في ندوة يناقشون معالجة الـ‍ CFS (‏متلازمة التعب المزمن)‏ في اثناء بثّ تلفزيوني عندما قال احدهم:‏ «ان هؤلاء المرضى يبدون جميعا اصحاء ككل واحد في فريق المناقشة هذا.‏» ولان مرضى كهؤلاء لا يبدون سقماء،‏ غالبا ما يُعاملون بطريقة تزيد شقاءهم.‏

      پَتريشا،‏ التي تعاني الـ‍ CFS في تكساس،‏ ذكرت:‏ «اشعر احيانا كأيوب،‏ الذي لم يكن اصحابه دائما مساعدين.‏» فثمة زائرة،‏ على سبيل المثال،‏ قالت لها ذات مرة:‏ «ارى انك بخير!‏ اعتقدت انك مريضة حقا.‏ انت وحماتي لديكما الكثير من الامور المشتركة.‏ فهي ايضا لديها وسواس المرض.‏»‏

      ان مثل هذه التعليقات يمكن ان تكون مدمِّرة،‏ وتشكِّل تحدِّيا رئيسيا للـ‍ CFS.‏ «ان الالم العاطفي لنقدكم من اجل عدم ‹المحاولة› يفوق الوصف،‏» اوضحت بِتي،‏ مريضة بالـ‍ CFS في يوتا،‏ «وهو الجانب الاسوأ للمعاناة التي يسببها الـ‍ CFS.‏»‏

      الفهم والمحبة لازمان

      عبَّرت بِتي عن احاسيس كل شخص على الارجح يعاني الـ‍ CFS عندما قالت:‏ «نحن لا نريد شفقة.‏ نحن لا نحتاج الى عطف.‏ ولكن،‏ كم يمكن ان نستفيد من شيء من التفهم!‏ يعرف اللّٰه صعوباتنا وغمّنا،‏ وهذا هو الاهم.‏ إلا انه من الحيوي ايضا ان نحصل على الدعم العاطفي من اخوتنا واخواتنا المسيحيين.‏»‏

      ولكن،‏ بالنسبة الى اشخاص كثيرين،‏ يبقى الـ‍ CFS صعب الفهم،‏ كما ذكرت مؤخرا متألمة شابة من ولاية واشنطن.‏ «ان الامر الوحيد الذي اتمنى ان يكون لدى الناس اكثر هو التقمص العاطفي،‏» قالت،‏ «لا العطف،‏ بل التقمص العاطفي.‏ وذلك مستحيل لانه لم يتعامل اناس كثيرون يوما ما مع علّة مثل هذه.‏»‏

      ومع ذلك،‏ لا يجب ان يكون مستحيلا فهم الذين يعانون الـ‍ CFS.‏ من المسلم به ان حالتهم الجسدية يمكن ان تكون خارج نطاق اختبارنا.‏ ولكن يمكننا ان نتعلم عن علّتهم الى ان ندرك الى ايّ حد هم مرضى حقا.‏ وبخلاف الأيدز الذي يقتل،‏ اوضح مريض،‏ فان الـ‍ CFS «يجعلك تتمنى لو انك ميت.‏» واعترفت دِبُرا،‏ التي صارت مريضة في سنة ١٩٨٦:‏ «لوقت طويل،‏ صلَّيت كل ليلة الى اللّٰه ان يسمح بموتي.‏» —‏ قارنوا ايوب ١٤:‏١٣‏.‏

      طبعا،‏ نريد ان نكون مشجِّعين،‏ ان نساعد المتألمين على مواجهة تحدي الـ‍ CFS،‏ ولكن للاسف يمكن ان تفعل تعليقاتنا العكس.‏ مثلا،‏ اقترح زائر حسن النية على شخص يعاني الـ‍ CFS:‏ «ما تحتاج اليه هو شرب القليل من الحليب الفاتر في الليل.‏ فذلك سيساعدك على النوم،‏ وستكون بخير في ايام قليلة.‏» فهذا التعليق كشف عن سوء فهم كلي للـ‍ CFS.‏ لقد آذى المتألم اكثر مما ساعده.‏

      قد يشعر المرضى في الغالب بعدم المقدرة على القيام بأمور مثل حضور الاجتماعات المسيحية.‏ وعندما يأتون،‏ فإن الجهد المشمول قد يفوق كثيرا ما ندركه.‏ لذلك بدلا من لفت الانتباه الى غيابهم السابق،‏ يمكننا ان نقول ببساطة:‏ «سرَّني جدا ان اراك.‏ اعرف انه ليس من السهل عليك دائما ان تكون هنا،‏ ولكننا فرحون برؤيتك هذه الليلة.‏» —‏ انظروا الاطار المرفق.‏

      ان الجهاز العصبي للذين يعانون الـ‍ CFS يتأثر غالبا،‏ جاعلا حتى التفاعل العادي مع الناس صعبا.‏ «يلزم ان نكون الفاصل الواقي بينهم وبين الآخرين،‏» اوضحت جِنيفر،‏ التي يعاني زوجها الـ‍ CFS.‏ «يلزم ان نساعدهم بالسماح لهم بالانفراد،‏ بعدم الاستياء منهم،‏ وبمساعدتهم على تجنب ايّ نوع من المجابهة.‏»‏

      اعترفت جِنيفر ان علّة المتألمين يمكن ان تكون عبءا ثقيلا على اعضاء العائلة،‏ الذين قد يتعبون من فعل كل شيء لهم.‏ ولكن كما ذكرت،‏ إن لم يُسمح للمرضى بالراحة،‏ فسيتأخر تعافيهم على الارجح،‏ وهكذا سيخسر كل فرد في آخر الامر.‏ ومن حسن التوفيق ان العلّة كما يظهر نادرا ما تكون معدية،‏ هذا اذا كانت كذلك،‏ مع انه يبدو ان هنالك تأهبا وراثيا للبلوى.‏

      توتي،‏ التي تعاني الـ‍ CFS وزوجة ناظر جائل من شهود يهوه،‏ قالت ان زوجها ساعدها لسنوات على مواجهة تحدي العلّة.‏ لقد اخبرته عن تقديرها إلا انها ذكرت:‏ «غالبا ما يسأل الاصدقاء عني وعن صحتي،‏ لكنَّ كِنْ يحتاج ايضا الى التشجيع.‏»‏

      تكهُّن ايجابي —‏ لكن خَطِر

      ان الـ‍ CFS نادرا ما يكون مميتا،‏ هذا اذا كان كذلك.‏ ومعرفة ذلك قد تساعدكم على مواجهة التحدي.‏ والغالبية يصيرون افضل مع مرور الوقت،‏ وكثيرون يتعافون.‏ ذكر الدكتور انطوني كوماروف:‏ «ما من مريض واحد رأيناه من المئات الذين اجرينا دراسة عليهم كان لديه سير تدهوري متزايد ومزمن صاروا فيه اسوأ واسوأ واسوأ على مر الوقت.‏ ما من احد عانى ذلك.‏ ولذلك بخلاف بعض العلل الاخرى التي تتطور على نحو متفاقم،‏ فإن هذه العلّة مختلفة الى حد بعيد.‏»‏

      وتأييدا لذلك،‏ قال الدكتور أندرو لويد،‏ باحث رئيسي في الـ‍ CFS في اوستراليا:‏ «عندما يحصل التعافي،‏ ونعتقد ان هذا يحدث عموما،‏ يكون هذا التعافي تاما.‏ .‏ .‏ .‏ لذلك،‏ يدل هذا ضمنا انه مهما تكن هذه العملية التي تولِّد حالة التعب هذه فإنها قابلة لان تُعكس كاملا.‏» فكما يتضح ليس للمرضى ضرر يمكن اكتشافه لاعضاء الجسم بعد التعافي.‏

      دِبُرا،‏ التي كانت قد صلَّت بمواظبة ان تموت لانها شعرت بأنها مريضة جدا،‏ تحسَّنت اخيرا.‏ وهي تشعر كما كانت قبل مرضها وقالت مؤخرا انها تخطط للانضمام ثانية الى زوجها في الخدمة كامل الوقت.‏ وآخرون تمتعوا بتعافٍ مماثل.‏ ولكن هنالك حاجة الى الحذر.‏ ولماذا؟‏

      كيث،‏ الذي عانى انتكاسة،‏ حذَّر:‏ «من المهم جدا ان لا تستهينوا بهذه المشكلة،‏ ان لا تسرعوا كثيرا الى الاعتقاد انها زالت.‏» فعندما شعر بأنه بصحة جيدة مرة اخرى،‏ انخرط كيث ثانية في الخدمة كامل الوقت واستأنف نشاطه الرياضي،‏ راكضا ورافعا الاثقال بشكل قانوني.‏ ولكن من المحزن ان المرض عاد،‏ وهو طريح الفراش من جديد!‏

      هذه هي الطبيعة الغادرة للعلّة؛‏ فالانتكاسات شائعة.‏ ولكن من الصعب تجنبها.‏ وكما اوضحت إليزابيث:‏ «صعب جدا ان لا تحاولوا التعويض عن الوقت الذي ضاع عندما تبدأون بالشعور على نحو افضل.‏ فأنتم تريدون بإلحاح ان تنسوا المرض —‏ تريدون ان تفعلوا شيئا.‏»‏

      لهذا السبب يتطلب الامر جهدا كبيرا وصبرا لمواجهة تحدي الـ‍ CFS.‏

      ماذا يمكن ان يفعل المتألمون

      من المهم ان يتكيف المتألمون فكريا مع علّة مزمنة لديها سير لا يمكن التكهن به.‏ اوضحت بِڤِرلي،‏ التي تعاني لوقت طويل:‏ «اذا بدأتُ اعتقد انني صرت حقا بصحة جيدة خلال اسابيعي او اشهري الجيدة،‏ أختبر عادة نكسة جسدية اقسى من قبل.‏ ولذلك أعمل باستمرار على قبول مواطن ضعفي.‏» وقال كيث:‏ «الصبر هو على الارجح العامل الاكثر اهمية.‏»‏

      يلزم الذين يعانون الـ‍ CFS ان يحفظوا طاقتهم ويتيحوا الفرصة لاجسامهم لتستعيد الصحة.‏ ولذلك فإن اولئك الذين يتغلبون بنجاح على الـ‍ CFS يؤكدون قيمة ما يُدعى علاج الراحة الهجومي.‏ وهذا يعني التهيؤ على نحو هجومي لأحداث قادمة بالحصول على راحة اضافية مسبقا.‏ ونتيجة لذلك،‏ يمكن ان يتمكن الذين يعانون الـ‍ CFS من حضور المحافل المسيحية او المناسبات الخصوصية الاخرى دون ان يعانوا كثيرا بعد ذلك بسبب الجهد.‏

      وحيوي ايضا ان يحافظ المرء على روح هادئ ولطيف،‏ لان الاجهاد العقلي او العاطفي يمكن ان يعجِّل حدوث انتكاسة بالسهولة نفسها التي يمكن بها ان يفعل ذلك الجهد الجسدي المفرط.‏ فالنصيحة الجيدة هي:‏ «لا تبدِّدوا طاقتكم دفاعا عن نفسكم.‏» نعم،‏ تجنبوا محاولة شرح حالتكم لمتشكِّك لا يفهم.‏

      اذا كنتم تعانون الـ‍ CFS،‏ يلزم ان تتذكروا ان رأي الآخرين فيكم ليس ما يهم بل رأي خالقنا،‏ يهوه اللّٰه.‏ وهو يدرك حالتكم ويحبكم فعلا على ايّ شيء تقومون به لخدمته.‏ ويمكنكم ان تثقوا بأن يهوه والملائكة يراقبون،‏ لا انتاجيتكم،‏ بل،‏ كما في حالة ايوب،‏ موقفكم،‏ احتمالكم،‏ وأمانتكم.‏

      سوزَن،‏ التي كانت طريحة الفراش بسبب الـ‍ CFS طوال الجزء الاكبر من سنتين،‏ ذكرت ان احد الاوجه الاكثر تدميرا للـ‍ CFS هو ان الشخص يمكن ان يشعر كما لو انه ليس هنالك قصد للحياة.‏ ولذلك توصي:‏ «جِدوا الاشياء التي تجلب لكم الفرح او الاكتفاء.‏ فلديَّ ثلاث نبتات من البنفسج الافريقي،‏ وأتفحصها كل يوم من اجل براعم جديدة.‏» ولكنَّ الاعظم اهمية،‏ تقول،‏ هو ان «تتكلوا على يهوه بواسطة الصلاة وأن تعطوا روحياتكم الاولوية.‏»‏

      يقول متألمون كثيرون انهم يجدونه مساعدا الاصغاء الى تسجيلات شريطية للكتاب المقدس ومجلتي برج المراقبة واستيقظ!‏ وعلى نحو ذي مغزى علَّقت پريسيلا،‏ المذكورة في المقالة الثانية،‏ انه حالما يصل الشخص الى النقطة التي عندها يتوقف عن التشديد على ما جرت خسارته،‏ «لا يعود الـ‍ CFS ساحقا جدا.‏» وقالت:‏ «ولحفظ نفسي من التفكير ان هذه الحالة ستدوم الى الابد،‏ وضعت آيات مشجِّعة في اماكن بارزة في كل غرفتي.‏»‏

      ماذا عن المعالجة؟‏

      في الوقت الحاضر لا يمكن فعل شيء طبيا اكثر من معالجة الاعراض.‏ لقد كانت هنالك آمال كبيرة في العقّار التجريبي أمپليجِن.‏ فكثيرون ممن اخذوا العقّار بدا انهم يتحسنون،‏ لكنَّ التأثيرات الجانبية المعاكسة التي اختبرها البعض جعلت ادارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة توقف استعماله الاضافي.‏

      ان اضطرابات النوم،‏ بما في ذلك الأرق،‏ شائعة مع الـ‍ CFS.‏ واللافت للنظر هو ان عقّارا مضادا للاكتئاب —‏ احيانا جزء من مئة من الجرعة التي تؤخذ للاكتئاب —‏ يساعد بعض المرضى،‏ وليس الجميع،‏ على النوم بشكل افضل وبالتالي على التحسُّن.‏ تجنبت بِڤِرلي مثل هذه العقاقير لسنوات ولكنها بعد ذلك جرَّبت واحدا.‏ «جرت مساعدتي الى حد بعيد جدا،‏» قالت،‏ «ليتني بدأت في وقت ابكر.‏»‏

      ‏«ثمة طرائق اخرى كثيرة [بما في ذلك المعالجات «البديلة» التي يجدها بعض المرضى ملجأ عندما تفشل الاجراءات المتعارف عليها] جُرِّبت من اجل معالجة الـ‍ CFS،‏» ذكرت مجلة المريضة.‏ «وتشمل هذه،‏ بين امور اخرى،‏ تنوُّعا من التطبيب،‏ المعالجة الفيزيائية،‏ .‏ .‏ .‏ الوخز الإبري،‏ المداواة المثيلة،‏ المعالجة الطبيعية،‏ المعالجة المضادة للمُبْيضَّات،‏ والأيورڤِديزم.‏»‏

      وذكرت هذه المجلة الطبية:‏ «بصرف النظر عن الاعتقادات الشخصية،‏ يجب ان يكون لدى الطبيب شيء من المعرفة عن [معالجات] كهذه ليفهم وينصح المريض بشكل افضل.‏ فمرضى كثيرون يسرُّهم ان يجدوا طبيبا يصغي اليهم ويأخذ قائمة تشكياتهم بجدية.‏ .‏ .‏ .‏ ومعظم المرضى بالـ‍ CFS يمكن ان يساعَدوا على الشعور بأنهم افضل —‏ حتى ولو جرت فقط طمأنتهم بأن لديهم طبيبا نصيرا —‏ ويمكن ان يتحسن كثيرون الى حد بعيد.‏»‏

      وبما انه ما من إبراء هنالك،‏ يشك البعض في قيمة الذهاب الى طبيب.‏ ان الفائدة الحيوية في طلب مساعدة كهذه هي ان الاختبارات يمكن ان تبعد امراضا اخرى قد تكون لها اعراض مماثلة،‏ كالسرطان،‏ التصلُّب المتعدِّد،‏ الذَّأَب،‏ ومرض لايم.‏ فإذا جرى تحديدها في مرحلة باكرة،‏ يمكن ان تقدَّم معالجة نافعة.‏ توصي طب الحالات الطارئة الاطباء:‏ «عندما تقومون بالتشخيص،‏ فان افضل طريقة للعمل هي ان تحيلوا المريض الى مركز دراسة متلازمة التعب المزمن.‏»‏

      تعتبَر الراحة افضل معالجة،‏ ولكن يجب تحقيق اتزان دقيق.‏ لذلك فإن النصيحة الفضلى هي:‏ تعلَّموا ان تُجاروا نفسكم.‏ اعرفوا حدودكم،‏ واعملوا ضمنها،‏ يوما بعد يوم،‏ اسبوعا بعد اسبوع،‏ وشهرا بعد شهر.‏ والتمارين المعتدلة،‏ كالمشي او السباحة في بركة دافئة،‏ يمكن ان تكون مفيدة طالما انها لا تُمارس الى حد التعب إما الجسدي او العقلي.‏ والنظام الغذائي الصحي الذي يساعد على تقوية الجهاز المناعي مهم ايضا.‏

      قد يرافق اليأس هذا المرض،‏ كما اوضحته على نحو مأساوي متألمة اسمها ترايْسي التي يئست وانتحرت.‏ ولكنَّ الموت ليس الجواب.‏ وكما قالت صديقة مفجوعة:‏ «اعرف ما ارادت حقا ترايْسي.‏ انها لم ترد ان تموت.‏ لقد ارادت ان تعيش —‏ ولكن ان تعيش حرَّة من الالم.‏ وهذا يجب ان يكون هدفنا.‏» نعم،‏ انه هدف ممتاز.‏ ولذلك ركِّزوا آمالكم،‏ لا على الموت،‏ بل على البقاء احياء لبلوغ هذا الهدف،‏ حين يتحقق.‏

      ان الـ‍ CFS هو احدى العلل الغريبة الكثيرة لاضافتها الى قائمة البلايا التي تصيب الجنس البشري للعصر الحاضر.‏ ومهما تقدَّم العلم الطبي،‏ يتطلب الامر اكثر من مهارة طبية لإبرائهم جميعا.‏ والطبيب العظيم،‏ يهوه اللّٰه،‏ لا يفكر في شيء اقل —‏ ابراء عالمي من كل الامراض —‏ بواسطة الادارة الحبية لحكومة ملكوته.‏ وفي ذلك الوقت «لا يقول ساكن انا مرضت.‏» هذا هو الوعد الاكيد للّٰه!‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحتين ١٢ و ١٣]‏

      كيف يمكن ان يساعد الآخرون

      ما لا يجب ان تقولوه وتفعلوه

      ◆ ‏«تبدو بالتأكيد بحالة جيدة»‏ او،‏ ‏«لا تبدو مريضا.‏»‏ قول امور كهذه يجعل المتألم يشعر كما لو انكم لا تصدقون خطورة اعراضه.‏

      ◆ ‏«انا اشعر بالتعب ايضا.‏»‏ هذا التعليق يقلل من اهمية الالم.‏ فالـ‍ CFS يشمل اكثر بكثير من مجرد الكينونة تعبا.‏ انه مرض مؤلم وموهن.‏

      ◆ ‏«انني تعبة.‏ اعتقد انني ربما مصابة بالـ‍ CFS ايضا.‏»‏ هذا يمكن ان يقال على سبيل المزح ولكن ليس هنالك ما يضحك بشأن الـ‍ CFS.‏

      ◆ ‏«ليتني اتمكن من اخذ ايام عطلة قليلة لاحصل على راحة كافية.‏»‏ ان مرضى الـ‍ CFS ليسوا في عطلة.‏

      ◆ ‏«انت تعمل بكد.‏ لهذا السبب تمرض.‏»‏ قد يعني ذلك للمتألم انه الملوم على ما حدث.‏

      ◆ ‏«كيف حالك؟‏»‏ لا تسألوا إلا اذا اردتم حقا ان تعرفوا.‏ وبصراحة،‏ يشعر المتألم عموما بالانزعاج إلا انه ربما لا يريد ان يشكو.‏

      ◆ ‏«فلانة كانت مصابة بالـ‍ CFS‏،‏ ومرضت مدة سنة فقط.‏»‏ كل حالة من الـ‍ CFS تختلف في المدة والخطورة،‏ والاشارة الى شفاء الآخرين الباكر يمكن ان تكون مثبِّطة لمن يتألم مدة اطول.‏

      ◆ لا تقدِّموا نصيحة طبية إلا اذا طُلب منكم ذلك وكنتم اهلا لمنحها.‏

      ◆ لا تلمِّحوا ان مرضى الـ‍ CFS اذا انتكسوا،‏ فلا بد ان يكون ذلك بسبب فعلهم امرا ما.‏

      ما يجب ان تقولوه وتفعلوه

      ◆ أَظهروا انكم تصدِّقون انهم فعلا مرضى.‏

      ◆ أَجروا اتصالا هاتفيا،‏ او قوموا بزيارة.‏ والاتصال الهاتفي اولا هو عادة فكرة جيدة.‏

      ◆ احترموا اية قيود تتعلق بالزائرين او الاتصالات الهاتفية.‏

      ◆ اذا لم يتمكن الشخص من استقبال الزائرين،‏ فأَرسلوا بطاقة او رسالة.‏ فالمرضى غالبا ما يتطلعون بشوق الى فتح البريد كل يوم.‏

      ◆ اتصفوا بالرأفة.‏ فذلك يعني احيانا ادراك ما يختبره الشخص المريض.‏

      ◆ اعرضوا ان تقضوا حاجاتهم،‏ قوموا بالتسوُّق لهم،‏ خذوهم الى الطبيب،‏ وهلم جرا.‏

      ◆ يمكنكم ان تقولوا ببساطة:‏ ‏«سرَّني جدا ان اراك.‏ فيهوه يقدِّر فعلا احتمالك الامين.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة