مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • فيض من المواد الكيميائية البشرية الصنع
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • فيض من المواد الكيميائية البشرية الصنع

      يمكن ان يدعى هذا القرن بحق عصر الكيمياء.‏ فقد غيَّرت المركَّبات الكيميائية البشرية الصنع حياتنا.‏ وصارت بيوتنا ومكاتبنا ومصانعنا مليئة بالأصبغة،‏ الانسجة الاصطناعية،‏ البخّاخات،‏ الحبر على انواعه،‏ الدهانات،‏ مبيدات الآفات،‏ المحلِّيات الاصطناعية،‏ مستحضرات التجميل،‏ المستحضرات الطبية،‏ المواد الپلاستيكية،‏ مواد التبريد —‏ وهذا غيض من فيض.‏

      لتلبية حاجة العالم الى هذه المنتجات،‏ تُصنَّع سنويا مواد كيميائية تصل قيمتها الى ٥‏,١ تريليون دولار اميركي،‏ كما تذكر منظمة الصحة العالمية.‏ وتقول المنظمة انه يوجد في الاسواق نحو ٠٠٠‏,١٠٠ مادة كيميائية،‏ وإن ما يتراوح بين ٠٠٠‏,١ و ٠٠٠‏,٢ مادة كيميائية جديدة يُضاف كل سنة.‏

      لكنَّ هذا الفيض من المواد الكيميائية يثير اسئلة تتعلق بتأثيرها في البيئة وفي صحتنا.‏ فمن الواضح اننا نسير في المجهول.‏ قالت احدى الطبيبات:‏ «نحن جميعا جزء من جيل اختبار،‏ ولن تُعرف كل التأثيرات قبل مرور عشرات السنين».‏

      هل يعني ازدياد المواد الكيميائية ازدياد الخطر؟‏

      ان اكثر الاشخاص تأثُّرا بالملوِّثات الكيميائية،‏ كما تلاحظ منظمة الصحة العالمية،‏ هم «الفقراء الاميون الذين قلما يملكون الخبرة المناسبة او المعلومات الضرورية حول اخطار المواد الكيميائية التي يتعرَّضون لها كل يوم بطريقة مباشرة او غير مباشرة».‏ ويصحّ ذلك خصوصا في مبيدات الآفات.‏ لكننا جميعا نتأثر بالمواد الكيميائية.‏

      فنحو ٢٠ في المئة من آبار المياه في كاليفورنيا،‏ كما يقول كتاب تاريخ اخضر للعالم (‏بالانكليزية)‏،‏ تتجاوز فيه مستويات التلوُّث،‏ بما في ذلك مبيدات الآفات،‏ حدود السلامة الرسمية.‏ و «في فلوريدا»،‏ كما يضيف الكتاب،‏ «أُغلقت ٠٠٠‏,١ بئر بسبب تلوُّثها؛‏ وفي هنڠاريا هنالك ٧٧٣ بلدة وقرية لا يصلح ماؤها للاستهلاك،‏ وعشرة في المئة من المكامن المائية [تحت سطح الارض] في بريطانيا تتجاوز فيها نسبة التلوُّث حدود السلامة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية،‏ وماء الشرب من الحنفيات في بعض انحاء بريطانيا والولايات المتحدة لا يمكن ان يُعطى للاطفال المولودين حديثا بسبب مستويات النِّترات العالية فيه».‏

      والزئبق مادة كيميائية نافعة اخرى،‏ ولكن يمكن ان يسمِّم.‏ وهو يجد طريقه الى البيئة عن طريق عدة مصادر،‏ من مداخن المصانع الى بلايين المصابيح الفَلْوَرية fluorescent.‏ وبشكل مماثل،‏ يوجد الرصاص في منتجات كثيرة،‏ من الوقود الى الدهان.‏ ولكنه كالزئبق،‏ يمكن ان يسمِّم،‏ وخصوصا الاولاد.‏ فالتعرُّض للمواد المنبعثة التي تحتوي على الرصاص قد يخفض «حاصل الذكاء I.‎Q.‎ حتى اربع نقاط» عند الولد العادي،‏ كما يقول تقرير من القاهرة،‏ مصر.‏

      ووفقا لبرنامج الامم المتحدة للبيئة،‏ يُرمى في البحر الابيض المتوسط كل سنة نحو ١٠٠ طن من الزئبق،‏ ٨٠٠‏,٣ طن من الرصاص،‏ ٦٠٠‏,٣ طن من الفسفات،‏ و ٠٠٠‏,٦٠ طن من المنظِّفات نتيجة النشاطات البشرية.‏ فلا عجب ان يُعتبر هذا البحر في ازمة.‏ لكنه ليس الوحيد.‏ فقد اعلنت الامم المتحدة سنة ١٩٩٨ السنة الدولية للمحيطات،‏ اذ ان كل محيطات العالم تعاني ازمة،‏ والسبب الرئيسي هو التلوُّث.‏

      رغم ان التكنولوجيا الكيميائية اعطتنا منتجات مساعِدة كثيرة،‏ فنحن نستعمل ونتخلص من الكثير منها بشكل يؤذي البيئة.‏ فهل جعلنا انفسنا،‏ كما ذكر معلِّق صحفي مؤخرا،‏ «اسرى التقدُّم»؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٤]‏

      المواد الكيميائية وتفاعلاتها

      تنطبق عبارة «مادة كيميائية» على كل المواد الاساسية التي يتألف منها العالم حولنا،‏ بما فيها العناصر الاساسية التي تزيد على المئة،‏ كالحديد والرصاص والزئبق والكربون والاكسجين والنتروجين.‏ أما المركَّبات الكيميائية،‏ وهي مجموعات من عناصر مختلفة،‏ فتشمل اشياء كالماء والحموض والاملاح والكحول.‏ والكثير من هذه المركَّبات موجود في الطبيعة.‏

      ويُعرَّف «التفاعل الكيميائي» بأنه «عملية تتحوَّل فيها المادة كيميائيا الى مادة اخرى».‏ والنار هي تفاعل كيميائي،‏ اذ تحوِّل مادة قابلة للاحتراق —‏ كالورق والوقود والهيدروجين وما الى ذلك —‏ الى مادة او مواد مختلفة كليا.‏ والكثير من التفاعلات الكيميائية يحدث دون توقف،‏ سواء حوالينا او داخل اجسامنا.‏

  • المواد الكيميائية —‏ مفيدة ومضرّة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • المواد الكيميائية —‏ مفيدة ومضرّة؟‏

      هنالك قرارات كثيرة في الحياة نتخذها بعد ان نوازن بين الايجابيات والسلبيات.‏ مثلا،‏ يشتري اناس كثيرون سيارة لما تقدِّمه من فوائد.‏ ولكن مقابل هذه الفوائد يجب ان يزِنوا كلفة امتلاك السيارة —‏ التأمين عليها،‏ تسجيلها،‏ انخفاض قيمتها —‏ وكلفة إبقائها صالحة للسير.‏ ويجب ان يحسبوا حسابا لخطر الاذية او الموت بسبب الحوادث.‏ ويصحّ الامر ايضا في المواد الكيميائية الاصطناعية،‏ اذ يجب الموازنة بين ايجابياتها وسلبياتها.‏ خذوا على سبيل المثال المادة الكيميائية المسماة «متيل بوتيل الإيتر الثلاثي» (‏MTBE)‏،‏ وهي مادة تُضاف الى الوقود فتعزِّز عملية الاحتراق وتخفض الغازات المنبعثة من السيارات.‏

      يُنسب الى هذه المادة بعض الفضل في صيرورة الهواء،‏ في بعض مدن الولايات المتحدة،‏ الهواء الانقى لسنوات.‏ لكنَّ التمتع بهذا الهواء الانقى «لم يكن دون مقابل»،‏ كما تخبر مجلة العالِم الجديد (‏بالانكليزية)‏.‏ وذلك لأن هذه المادة مسبِّب محتمل للسرطان،‏ وقد تسرَّبت من عشرات الآلاف من خزانات الوقود الموضوعة تحت الارض،‏ وكثيرا ما لوَّثت المياه الجوفية.‏ ونتيجةً لذلك،‏ تضطر احدى البلدات الآن الى شراء ٨٢ في المئة من مياهها من الخارج،‏ وذلك بكلفة تبلغ ٥‏,٣ ملايين دولار اميركي في السنة!‏ وتقول العالِم الجديد ان هذه الكارثة «قد تصير احدى اخطر ازمات تلوُّث المياه الجوفية التي شهدتها الولايات المتحدة منذ سنوات».‏

      وبسبب الضرر الشديد الذي يُلحَق بالبيئة والصحة،‏ مُنعت بعض المواد الكيميائية وسُحبت من الاسواق.‏ ولكن قد تسألون:‏ ‹لماذا يحدث هذا؟‏ ألا تُفحص كل المواد الكيميائية الجديدة فحصا شاملا للتحقق من سُمِّيّتها قبل إنزالها الى الاسواق؟‏›.‏

      مشاكل تعترض فحوص السُّمِّيّة

      ان التحقُّق من سُمِّيّة المواد الكيميائية هو في الواقع مزيج من العلم والتخمين.‏ يقول جوزف ڤ.‏ رودريكس في كتابه مخاطر مدروسة (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الاشخاص الذين يقيِّمون المخاطر لا يعرفون كيف يحدِّدون بدقة الفارق بين التعرُّض ‹الآمن› و ‹غير الآمن› لأية مادة كيميائية».‏ ويصحّ ذلك حتى في مجال العقاقير،‏ التي يُنتَج الكثير منها اصطناعيا.‏ «حتى ادق الفحوص»،‏ كما تقول دائرة معارف الكتاب العالمي (‏بالانكليزية)‏،‏ «لا يمكنها ان تكشف دائما الاحتمال ان يسبِّب الدواء ظهور اثر سلبي غير متوقع».‏

      وهنالك امور تعجز المختبرات بقدرتها المحدودة عن فعلها.‏ فلا يمكنها،‏ مثلا،‏ ان تقلّد كل ما سيحدث للمادة الكيميائية في العالم الخارجي المنوَّع والمعقّد.‏ فالعالم خارج المختبرات مليء بمئات،‏ حتى بآ‌لاف،‏ المواد الكيميائية الاصطناعية التي يمكن ان يتفاعل الكثير منها احداها مع الاخرى ومع الاجسام الحية ايضا.‏ وبعض هذه المواد الكيميائية غير ضار بحد ذاته،‏ ولكن اذا اتحدت مع بعضها،‏ خارج اجسامنا او داخلها،‏ يمكن ان تَنتج مركَّبات جديدة سامة.‏ وبعض المواد الكيميائية يصير ساما،‏ وحتى مسبِّبا للسرطان،‏ فقط بعد ان يعالجه استقلاب الجسم.‏

      على ضوء هذه التحديات،‏ كيف يحدِّد الاشخاص الذين يقيِّمون مخاطر المواد الكيميائية هل هذه المواد الكيميائية آمنة ام لا؟‏ ان الوسيلة المتَّبعة عادةً هي إعطاء الحيوانات في المختبرات جرعة معيَّنة من المادة الكيميائية ثم محاولة تطبيق النتائج على البشر.‏ فهل هذه الوسيلة موثوق بها دائما؟‏

      هل التجارب على الحيوانات موثوق بها؟‏

      بالاضافة الى المسائل الاخلاقية التي تثيرها تجربة السموم على الحيوانات من جهة الاتهام بمعاملتها بوحشية،‏ فهي تثير مسائل اخرى.‏ مثلا،‏ غالبا ما تتجاوب الحيوانات بطرائق مختلفة جدا مع المواد الكيميائية.‏ فجرعة صغيرة من مادة الديوكسين الشديدة السُّمِّيّة تقتل خنزيرة هندية،‏ ولكن يجب مضاعفة هذه الجرعة ٠٠٠‏,٥ مرة لتقتل حيوان الهمستر!‏ حتى الانواع ذات القرابة كالجرذان والفئران تتجاوب بشكل مختلف مع مواد كيميائية كثيرة.‏

      فإذا لم يكن تجاوب نوع حيواني دليلا اكيدا على تجاوب نوع آخر،‏ فكيف يمكن للباحثين ان يكونوا على ثقة بأن مادة كيميائية معينة لن تضر البشر؟‏ الحقيقة هي انهم لا يمكن ان يكونوا متاكدين تماما.‏

      يواجه الكيميائيون دون شك مهمة صعبة.‏ فيجب عليهم ان يرضوا الذين يتوقون الى منتجاتهم،‏ ويسترضوا المهتمين بخير الحيوانات،‏ ويعملوا وفق ضمائرهم التي تُلزمهم ان تكون منتجاتهم آمنة.‏ لهذه الاسباب تقوم بعض المختبرات اليوم بتجاربها لفحص المواد الكيميائية على خلايا بشرية مزروعة.‏ لكنَّ الوقت وحده سيخبر هل يقدِّم ذلك ضمانات يُعتمد عليها بشأن سلامة المواد.‏

      عندما تفشل الفحوص المخبرية

      ان مبيد الآفات د.‏د.‏ت.‏،‏ الذي لا يزال موجودا على نطاق واسع في البيئة،‏ هو مثال لمادة كيميائية أُعلن انها آمنة عندما أُنزلت الى الاسواق للمرة الاولى،‏ ثم تبيَّن ان ذلك لم يكن صحيحا.‏ فقد اكتشف العلماء لاحقا ان الـ‍ د.‏د.‏ت.‏ يبقى وقتا طويلا في الكائنات الحية،‏ وقد تكون هذه هي الحال ايضا مع سموم اخرى.‏ وما هي العواقب المأساوية لذلك؟‏ ان السلسلة الغذائية،‏ المؤلفة من ملايين المخلوقات الصغيرة جدا،‏ ثم السمك،‏ وأخيرا الطيور والدببة وثعالب الماء وغيرها،‏ تصير مثل قِمع يركّز السموم في جسم المستهلِكين اللاحقين.‏ وفي احدى الحالات،‏ كانت جماعة من طيور الغطّاس،‏ نوع من الطيور المائية،‏ تضع بيوضا لم تفقس واحدة منها لأكثر من عشر سنوات!‏

      هذه الاقماع البيولوجية لها فعّالية كبيرة حتى ان بعض المواد الكيميائية،‏ مع انها تكاد لا تُكتشف في الماء،‏ تصير مركَّزة بكميات مدهشة في جسم آخِر المستهلِكين.‏ فالحيتان البيضاء في نهر سانت لورنس في اميركا الشمالية هي ابرز الامثلة لذلك.‏ فمستويات السموم فيها مرتفعة جدا حتى انها يجب ان تُعالَج كنفايات خطرة عندما تموت!‏

      وقد وُجد ان بعض المواد الكيميائية الموجودة في حيوانات كثيرة يأخذ شكل الهرمونات.‏ وقد بدأ العلماء مؤخرا يكشفون النقاب عن التأثير السام الخفي لهذه المواد الكيميائية.‏

      مواد كيميائية تقلّد الهرمونات

      الهرمونات هي مراسيل كيميائية مهمة في الجسم.‏ فهي تتنقل في مجرى دمنا الى انحاء اخرى من جسمنا،‏ حيث تقوم إما بحفز او بوقف وظيفة معينة،‏ مثل نمو الجسم والدورات التناسلية.‏ ومن المثير للاهتمام ان بيانا صحفيا حديثا اصدرته منظمة الصحة العالمية قال ان «عددا سريع الازدياد من الادلة العلمية» يشير الى ان بعض المواد الكيميائية الاصطناعية،‏ حين تدخل الجسم،‏ تتدخل في عمل الهرمونات إما بتقليدها بطريقة مؤذية او بصدِّها.‏

      وهذه المواد الكيميائية تشمل مشتقات ثنائي الفنيل المتعدد الكَلْورة (‏PCBs)‏،‏a الديوكسينات،‏ مركَّبات الفوران،‏ وبعض مبيدات الآفات التي تضمّ مخلفات الـ‍ د.‏د.‏ت.‏ وقد دُعيت هذه المواد الكيميائية معيقات الغدد الصمّاء لأنها قادرة على اعاقة العمل الطبيعي لجهاز الغدد الصمّاء،‏ الذي هو مصدر الهرمونات في الجسم.‏

      وأحد الهرمونات التي تقلّدها هذه المواد الكيميائية هو الهرمون الجنسي الانثوي الإستروجين.‏ فقد اشارت دراسة نُشرت في المجلة الطبية طب الاطفال (‏بالانكليزية)‏ الى ان الانتشار المتزايد في حالات البلوغ المبكر بين فتيات كثيرات يمكن ان يُنسب الى المنتجات المستعملة للشعر التي تحتوي على الإستروجين بالاضافة الى المواد الكيميائية البيئية التي تقلّد الإستروجين.‏

      وتعريض ذَكر لبعض المواد الكيميائية في فترة حاسمة من نموه يمكن ان يؤدي الى تأثيرات مضرة.‏ «فقد اظهرت الاختبارات»،‏ كما يقول تقرير في مجلة ديسْكڤر (‏بالانكليزية)‏،‏ «ان مشتقات ثنائي الفنيل المتعدد الكَلْورة المعطاة في وقت معيَّن خلال النمو يمكن ان تغيِّر ذكور السلاحف وتماسيح القاطور الى إناث او ‹خِناث›».‏

      وبالاضافة الى ذلك،‏ تُضعف السموم الكيميائية الجهاز المناعي،‏ تاركة الحيوانات عرضة اكثر للاصابة بالامراض الڤيروسية.‏ وفي الواقع،‏ يبدو ان الاصابة بالامراض الڤيروسية تنتشر بشكل اسرع وأكثر من ايّ وقت مضى،‏ وخصوصا بين الحيوانات الواقعة في اعلى السلسلة الغذائية،‏ كالدلافين والطيور البحرية.‏

      والاولاد عند البشر هم الاكثر تأثُّرا بالمواد الكيميائية التي تقلّد الهرمونات.‏ فالاولاد الذين وُلدوا في اليابان لأمهات كن يتناولن زيت الارزّ الملوَّث بثنائي الفنيل المتعدد الكَلْورة قبل عدة سنوات «عانوا تأخُّرا في نموهم الجسدي والعقلي،‏ مشاكل سلوكية تشمل قلة النشاط وفرط النشاط،‏ اعضاء جنسية ذكرية صغيرة بشكل غير طبيعي،‏ وحاصل ذكاء اقل من المعدل بخمس نقاط»،‏ كما تخبر مجلة ديسْكڤر.‏ والفحوص التي أُجريت على اولاد تعرَّضوا لنسبة عالية من مشتقات ثنائي الفنيل المتعدد الكَلْورة في هولندا وأميركا الشمالية كشفت عن آثار معاكسة مماثلة في نموهم الجسدي والعقلي.‏

      وتخبر منظمة الصحة العالمية انه قد توجد علاقة بين هذه المواد الكيميائية والزيادة في السرطانات «التي تتأثر بالهرمونات» عند الرجال والنساء،‏ كسرطان الثدي والخصية والپروستات.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يمكن ان يُنسب الى الازدياد في استعمال المواد الكيميائية الانخفاض المستمر الواضح،‏ في عدد من البلدان،‏ في معدل تعداد الحيوانات المنوية لدى الرجال،‏ وكذلك نوعية هذه الحيوانات.‏ ففي بعض البلدان،‏ انخفض معدل تعداد الحيوانات المنوية الى النصف تقريبا في ٥٠ سنة!‏

      في المقالة السابقة،‏ اقتُبس من طبيبة قولها اننا «جيل اختبار».‏ ويبدو انها على حق.‏ صحيح ان الكثير من اختراعاتنا الكيميائية ينفعنا،‏ لكنَّ اختراعات اخرى ليست كذلك.‏ لذلك يحسن بنا ان نتجنب التعرُّض غير الضروري للمواد الكيميائية التي يمكن ان تؤذينا.‏ والمدهش ان مواد كثيرة منها موجودة في بيوتنا.‏ وستناقش المقالة التالية ما يمكننا فعله لحماية انفسنا من المواد الكيميائية التي قد تكون خطرة.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a مشتقات ثنائي الفنيل المتعدد الكَلْورة،‏ المنتشر استعمالها منذ الثلاثينات،‏ هي مجموعة من اكثر من ٢٠٠ مركَّب زيتي تُستعمل في المزلِّقات،‏ المواد الپلاستيكية،‏ المواد العازلة للكهرباء،‏ مبيدات الآفات،‏ سوائل غسل الاطباق،‏ وغيرها من المنتجات.‏ ومع ان إنتاجها محظور في بلدان كثيرة،‏ يُصنع منها ما يتراوح بين مليون ومليونَي طن.‏ وتنتج الآثار السامة حين يجري التخلص من مشتقات ثنائي الفنيل المتعدد الكَلْورة المرمي التي لا تلبث ان تجد طريقها الى البيئة.‏

  • الى ايّ حد سامّ هو بيتكم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • الى ايّ حد سامّ هو بيتكم؟‏

      اظهرت دراسة حديثة شملت اكثر من ٠٠٠‏,٣ شخص في الولايات المتحدة وكندا،‏ وفقا لمجلة ساينتفيك امريكان (‏بالانكليزية)‏،‏ انه «من المحتمل جدا ان يكون الاحتكاك الاكبر لمعظم المواطنين بالملوِّثات التي قد تكون سامة .‏ .‏ .‏ داخل الاماكن التي يعتبرونها عادةً غير ملوَّثة،‏ كالبيوت والمكاتب والسيارات».‏ والمصادر الرئيسية لتلوُّث الهواء في البيوت كانت الابخرة التي تنشأ من منتجات عادية كمواد التنظيف،‏ مستحضرات طرد العثّ،‏ مواد البناء،‏ الوقود،‏ مزيلات الرائحة،‏ المطهِّرات،‏ بالاضافة الى المواد الكيميائية في الالبسة المنظَّفة «على الناشف» ومواد التنجيد الاصطناعية الجديدة.‏

      وكان رواد الفضاء يعانون مرضا دُعي «انفلوَنزا الفضاء» حتى اكتُشف ان سببه هو هذه الابخرة.‏ ويمكنكم ان تشعروا بهذه الابخرة المُطلَقة عندما تجلسون في سيارة جديدة او تسيرون الى جانب رفوف مواد التنظيف في سوپرماركت،‏ مع ان هذه المواد تكون موضوعة في اوعية مختومة.‏ وعندما تُغلق كل منافذ البيت،‏ في برد الشتاء مثلا،‏ يمكن ان تساهم الابخرة المُطلَقة من مختلف المواد الكيميائية في رفع مستوى التلوُّث داخل البيت الى حد يفوق مستوى التلوُّث في الخارج.‏

      والاولاد،‏ وخصوصا الاطفال الذين لم يتعوَّدوا المشي بعد،‏ هم الاكثر تأثُّرا بالملوِّثات الموجودة داخل البيت،‏ كما تقول صحيفة ذا مديكال پوست الكندية (‏بالانكليزية)‏.‏ فهم اقرب الى الارض من الكبار؛‏ يتنفسون بشكل اسرع من الراشدين؛‏ يقضون حتى ٩٠ في المئة من وقتهم داخل البيوت؛‏ ولأن اعضاءهم لا تزال في طور النمو،‏ فإن اجسامهم اكثر حسّاسية للسموم.‏ وهم يمتصون نحو ٤٠ في المئة من الرصاص الذي يدخل اجسامهم،‏ في حين يمتص الراشدون نحو ١٠ في المئة فقط.‏

      المحافظة على موقف متزن

      لأن الجيل الحالي من البشر يتعرَّض لمستوى من المواد الكيميائية لم يسبق له مثيل،‏ فلا يزال هنالك الكثير لتعلمه عن التأثيرات،‏ ولذلك يلزم العلماء الحذر.‏ فالتعرُّض للمواد الكيميائية لا يعني بالضرورة ان مصير المرء هو السرطان او الموت.‏ وفي الواقع،‏ يبدو ان معظم الناس يتكيفون مع ذلك بشكل جيد،‏ والفضل في ذلك يعود الى خالق جسم الانسان الرائع.‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٤‏)‏ ومع ذلك،‏ يجب اتخاذ تدابير وقائية معقولة،‏ وخصوصا اذا كان المرء عرضة دائما لمواد كيميائية قد تكون سامة.‏

      يقول كتاب الخطر الكيميائي (‏بالانكليزية)‏ ان «بعض المواد الكيميائية سامة بمعنى انها تعيق توازن العمليات [في الجسم] وتنتج بالتالي اعراضا غير واضحة بحيث يكون افضل وصف لها هو ان المرء يشعر بأنه ليس على ما يرام».‏ وخفض تعرُّضنا للمواد الكيميائية التي قد تكون ضارة لا يتطلب بالضرورة قلب نمط حياتنا رأسا على عقب،‏ بل مجرد تعديلات بسيطة في روتيننا اليومي.‏ لاحظوا من فضلكم الاقتراحات الواردة في الاطار في الصفحة ٨.‏ فيمكن ان يساعدكم بعضها.‏

      وبالاضافة الى اتخاذ تدابير وقائية معقولة بشأن المواد الكيميائية،‏ نساعد انفسنا عندما لا نقلق اكثر من اللازم،‏ وخصوصا في ما يتعلق بالامور التي لا نستطيع التحكم فيها.‏ يقول الكتاب المقدس في الامثال ١٤:‏٣٠‏:‏ «حياة الجسد هدوء القلب».‏

      ومع ذلك،‏ يتألم اناس كثيرون ويمرضون بسبب السموم الكيميائية،‏ حتى ان مرضهم قد يكون مميتا.‏a وكملايين الاشخاص الذين يتألمون من اسباب كثيرة اخرى في هذه الايام،‏ يكمن امام المصابين بأمراض مرتبطة بالمواد الكيميائية مستقبل مشرق،‏ لأن الارض قريبا ستخلو من السموم التي تؤذي سكانها.‏ حتى الافكار السامة ستصير،‏ هي والذين يضمرونها،‏ امورا من الماضي.‏ وهذا ما ستُظهره المقالة الختامية من هذه السلسلة.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a في السنوات الاخيرة صار عدد متزايد من الاشخاص يعانون حالة تدعى الحساسية الكيميائية المتعددة.‏ وستناقَش هذه الحالة في عدد قادم من استيقظ!‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      من اجل بيت صحي وآمن اكثر

      ان خفض تعرُّضكم للسموم المحتملة غالبا ما لا يتطلب سوى بعض التعديلات البسيطة في نمط حياتكم.‏ وإليكم بعض الاقتراحات التي قد تجدونها مساعدة.‏ (‏ومن اجل الحصول على معلومات اضافية ومحددة،‏ نقترح ان تراجعوا المكتبة المحلية في منطقتكم.‏)‏

      ١-‏ حاولوا ان تخزنوا معظم المواد الكيميائية التي تُطلق ابخرة في مكان لا تلوِّث فيه هواء بيتكم.‏ وهذه المواد الكيميائية تشمل الفورمالِدْهيد (‏الفورمول)‏ والمنتجات التي تحتوي على مذيبات طيّارة كالدهان،‏ الورنيش،‏ المواد اللاصقة،‏ مبيدات الآفات،‏ ومحاليل التنظيف.‏ والمنتجات النفطية الطيّارة تُطلق ابخرة سامة.‏ وتشمل هذه المجموعة البنزن الذي يُعرف ان التعرُّض لتراكيز عالية منه لفترات طويلة يسبِّب سرطانا،‏ عيوبا خلقية،‏ ومشاكل تناسلية اخرى.‏

      ٢-‏ لتكن التهوية جيدة في جميع الغرف،‏ بما فيها الحمام.‏ فالدُّش يطيِّر بعض المواد الملوِّثة كالكلور الذي يُضاف الى الماء.‏ وقد يؤدي ذلك الى تزايد الكلور وأيضا الكلوروفورم.‏

      ٣-‏ امسحوا اقدامكم قبل دخول البيت.‏ فهذا العمل البسيط،‏ كما تقول ساينتفيك امريكان،‏ يمكن ان يخفض كمية الرصاص في السجادة العادية بنسبة واحد الى ستة.‏ ويخفض ذلك ايضا مبيدات الآفات،‏ لأن بعضها يتفكك بسرعة في الخارج تحت ضوء الشمس في حين قد يبقى سنين في السجاد.‏ وهنالك خيار آخر شائع في بعض انحاء العالم هو خلع الاحذية.‏ ويمكن لمكنسة كهربائية جيدة،‏ من المفضَّل ان تكون مزوَّدة بفرشاة دوّارة،‏ ان تخفض ايضا التلوُّث في السجاد.‏

      ٤-‏ اذا رششتم مبيد آفات في غرفة،‏ فأبقوا اللُّعَب خارج تلك الغرفة لأسبوعين على الاقل،‏ حتى لو كُتب على المنتَج ان الخطر يزول عن الغرفة بعد ساعات.‏ فقد وجد العلماء مؤخرا ان بعض المواد الپلاستيكية والمطاطية الرغوية الموجودة في اللُّعَب تتشرَّب مخلفات مبيدات الآفات كالاسفنجة.‏ ويمتص الاولاد السموم عن طريق الجلد والفم.‏

      ٥-‏ قللوا من استعمال مبيدات الآفات.‏ يكتب فرانك ڠراهام الاصغر،‏ في كتابه منذ الربيع الصامت (‏بالانكليزية)‏،‏ ان مبيدات الآفات «لها استعمالاتها في البيت والحديقة،‏ لكنَّ الحملات التي تروِّج لها تقنع صاحب البيت العادي الساكن في الضواحي انه يجب ان يُبقي عنده ترسانة من المواد الكيميائية بحيث تكفي لصدّ هجوم يشنّه الجراد الافريقي».‏

      ٦-‏ ازيلوا الدهان المتقشِّر المحتوي على الرصاص من كل البيت،‏ وادهنوا من جديد باستعمال طلاء لا يحتوي على الرصاص.‏ لا تسمحوا للاولاد بأن يلعبوا في تراب يخالطه دهان يحتوي على الرصاص.‏ وإذا كنتم تعتقدون ان انابيب المياه تحتوي على الرصاص،‏ ينبغي ان يُترك الماء البارد جاريا لبعض الوقت من الحنفية الى ان يُلاحَظ تغيُّر في درجة حرارة الماء،‏ وينبغي ألا تُشرب المياه من حنفية الماء الساخن.‏ —‏ سموم بيئية في طعامنا (‏بالانكليزية)‏.‏

  • مَن سيطهِّر ارضنا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • مَن سيطهِّر ارضنا؟‏

      ‏«في ما يتعلق بالصناعة في بلدنا،‏ اتوقع انه بحلول سنة ٢٠٢٥،‏ ستكون كلمة ‹تلوُّث› قد اختفت الى حد بعيد من مفردات سكان هذا البلد».‏ هذا التوقع ذكره مؤخرا رئيس شركة كيميائية.‏ فهل تعتقدون ان هذا ما سيحدث؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فكيف سيتحقق؟‏

      غالبا ما تكون الرغبة في جني الارباح الدافع وراء ملء رفوف المتاجر بالسلع غير الآمنة.‏ مثلا،‏ ان قوانين السريّة التجارية تسمح لشركات مبيدات الآفات بأن تُبقي بعض الصِّيَغ المربحة سرية بالقول عن مكوِّناتها انها «خاملة»،‏ وهي كلمة يُفهم منها بسهولة معنى «غير ضارة».‏ ولكنَّ «٣٩٤ على الاقل من المكوِّنات الخاملة تُستخدم كمبيدات آفات نشيطة»،‏ كما تخبر مجلة كَميكال ويك (‏بالانكليزية)‏.‏ ومن هذه المكوِّنات،‏ ٢٠٩ هي ملوِّثات خطرة،‏ ٢١ مصنَّفة رسميا كمواد مسببة للسرطان،‏ و ١٢٧ تُعتبر من الاخطار المهنية!‏

      صحيح ان ضوابط السلامة التي تفرضها الحكومات غالبا ما تكون نافعة،‏ لكنَّ الاهتمام الرئيسي لدى الحكومات،‏ كما يقول احد الكتّاب،‏ هو «النمو الاقتصادي وتحقيق الارباح الصناعية».‏ وهكذا تضطر دائما الى الموازنة بين امرين:‏ الاخطار والارباح.‏ والنتيجة عموما هي ‹التلوُّث ضمن حدود›.‏

      فإلى مَن نلجأ لنجد الحل؟‏ طرحت واحدة من شهود يهوه هذا السؤال على صاحبة منزل ودودة.‏ فأجابت،‏ معبِّرة عن ثقتها بالقادة والعلماء البشر:‏ «سيعالج هؤلاء المشكلة يوما ما».‏

      فسألتها الشاهدة:‏ «ولكن مَن هم هؤلاء الذين سيعالجون المشكلة؟‏ أليسوا بشرا مثلكِ ومثلي؟‏ صحيح انهم مثقَّفون اكثر،‏ ولكن لديهم حدودهم وضعفاتهم.‏ فهم يخطئون».‏ ويضاف الى ذلك هول المشاكل التي تواجههم وأيضا الجشع والفساد في المجتمع البشري.‏

      وهل تؤمنون انتم ايضا ان هؤلاء سيعالجون المشكلة؟‏ ان تاريخ الجنس البشري الحافل بالفشل في هذا المجال لا يوحي بالثقة.‏ قالت مجلة آوتْدور لايف (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان العلماء ووكالاتهم بارعون في دراسة مشاكل التلوُّث اكثر بكثير من معالجتها».‏ فهل يملك البشر املا في ان يتمكنوا من حلّ هذه المشكلة الخطيرة؟‏

      هل يمكن ان ينجح البشر بجهودهم الشخصية؟‏

      ان ضبط التلوُّث الكيميائي ليس مشكلة تعالجها الحكومات المحلية.‏ والسبب هو ان المواد الكيميائية المستعملة في بلد ما تؤثر في سكان البلدان المجاورة،‏ حتى في سكان الارض كلها!‏ ولم ينجح البشر في التعاون على حل مشاكل عالمية كهذه.‏ يوضح الكتاب المقدس السبب حين يقول:‏ «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه».‏ (‏جامعة ٨:‏٩‏)‏ ولماذا لا ينجح البشر في حكم انفسهم؟‏ يوضح الكتاب المقدس ايضا:‏ «ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته».‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وماذا يعني ذلك؟‏

      يعني ان البشر لم يُخلقوا ليديروا شؤونهم بمعزل عن توجيه اللّٰه.‏ صحيح ان البشر قاموا بإنجازات رائعة —‏ بنوا مساكن رائعة،‏ صنعوا ادوات تنمّ عن ذكاء،‏ حتى انهم سافروا الى القمر —‏ لكنهم عاجزون عن ادارة شؤونهم بدون توجيه الهي.‏ وهذا ما يعلّمه الكتاب المقدس،‏ ويثبت التاريخ صحة الكتاب المقدس.‏

      ارض مطهَّرة —‏ كيف؟‏

      لطالما اعرب خالقنا يهوه اللّٰه عن اهتمامه بالجنس البشري وبالارض التي اعدَّها للانسان.‏ فبعدما خلق البشرين الاولين،‏ امرهما بأن يهتما بالارض والحياة عليها.‏ (‏تكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ ٢:‏١٥‏)‏ ولاحقا،‏ بعد وقت من عصيان الزوجين الاولين لتوجيهاته،‏ اعطى اللّٰه امة اسرائيل القديمة ارشادات بشأن الاهتمام بالارض،‏ بما فيها مطلب إراحتها سنة كاملة كل سبع سنوات.‏ وكان ذلك سيجعل الارض تتجدَّد.‏ (‏خروج ٢٣:‏١١؛‏ لاويين ٢٥:‏٤-‏٦‏)‏ لكنَّ الشعب جشِعَ وعصى اللّٰه.‏ فتألموا هم والارض ايضا.‏

      طبعا،‏ لم يكن التلوُّث الكيميائي الذي نعرفه اليوم ممكنا آنذاك.‏ لكنَّ الارض خربت لأن الاسرائيليين لم يتركوها تستريح حسبما قصد اللّٰه،‏ وتألم اناس ابرياء بسبب ذلك.‏ لذلك سمح اللّٰه للبابليين بأن يغزوا اسرائيل ويسبوا الامة الى بابل ٧٠ سنة.‏ وسمح هذا العقاب ايضا بأن تستريح الارض لكي تستعيد قوتها.‏ —‏ لاويين ٢٦:‏٢٧،‏ ٢٨،‏ ٣٤،‏ ٣٥،‏ ٤٣؛‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      يعلِّمنا هذا التاريخ ان اللّٰه يحمِّل البشر مسؤولية ما يفعلونه بالارض.‏ (‏رومية ١٥:‏٤‏)‏ وفي الواقع،‏ يعد اللّٰه بأنه سوف «يهلك الذين كانوا يهلكون الارض».‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ ويصف الكتاب المقدس نوع الاشخاص الذين يساهمون في ‹اهلاك› الارض.‏ فصفاتهم الغالبة،‏ كما هي مدرجة في الكتاب المقدس في ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏،‏ تشمل اهتماما كبيرا بالمال وبالذات بحيث لا يأبهون باللّٰه،‏ وبالتالي بخليقته التي تضمّ الرفقاء البشر.‏

      ان هذه الآيات المسجلة في الكتاب المقدس —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥ ورؤيا ١١:‏١٨ —‏ تقودنا الى استنتاجين اكيدين.‏ الاول هو ان العقول الملوَّثة تلوِّث الارض ايضا.‏ والثاني هو ان اللّٰه سيتدخل وينقذ هذا الكوكب والبشر الاتقياء،‏ حين يبلغ هذان النوعان من التلوُّث اقصى حدودهما.‏ فكيف سيتدخل اللّٰه؟‏

      انبأ اللّٰه بواسطة نبيه دانيال:‏ «في ايام هؤلاء الملوك [اشارة واضحة الى حكومات اليوم] يقيم اله السموات مملكة .‏ .‏ .‏ تسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد».‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ وهذه المملكة هي حكومة عالمية حقيقية.‏ وقد علّم يسوع المسيح أتباعه ان يصلّوا من اجل هذه الحكومة عندما قال:‏ «فصلّوا انتم هكذا.‏ ابانا الذي في السموات.‏ .‏ .‏ .‏ ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      وتحت الاشراف الحبي لملكوت اللّٰه،‏ سيتمتع سكان الارض بامتياز بديع:‏ جعل الكوكب كله فردوسا.‏ وسيصير الهواء نقيا،‏ وستجري جداول مياه عذبة،‏ وستزخر التربة بحياة غير ملوَّثة.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦؛‏ اشعياء ٣٥:‏١-‏١٠؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ وبعد ذلك،‏ يعد الكتاب المقدس:‏ «لا تُذكر [الامور] الاولى [الامراض والالم والتلوُّث والويلات الكثيرة الاخرى التي نشهدها اليوم] ولا تخطر على بال».‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏١٧‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة