مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ازدياد الولادات بواسطة «تقنيات المساعدة على الانجاب»‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • ازدياد الولادات بواسطة «تقنيات المساعدة على الانجاب»‏

      في ٢٥ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٧٨،‏ تمت ولادة فريدة من نوعها في اولدهام بإنكلترا يوم رأت النور طفلة تدعى لويز جوي براون.‏ فقد كانت لويز اول طفلة انبوب في التاريخ.‏

      قبل تسعة اشهر،‏ جُمعت في صحن مخبري بويضة مستخرجة من ام لويز مع حيوان منوي في عملية تدعى «الاخصاب في الانابيب».‏ وبعد يومين ونصف،‏ بعدما انقسمت البويضة الملقحة الى ثماني خلايا مجهرية،‏ أُدخلت مجموعة الخلايا هذه في رحم الام لتنمو بشكل طبيعي.‏ وهكذا،‏ فتحت ولادة لويز صفحة جديدة في علاج العقم.‏

      ادّت عملية «الاخصاب في الانابيب» الى تطوّر ما يُعرف الآن باسم «تقنيات المساعدة على الانجاب» التي تشمل جميع الطرق المتّبعة لعلاج العقم باستخدام البويضات والمنيّ.‏ وإليك بعض الامثلة.‏ سنة ١٩٨٤،‏ انجبت امرأة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الاميركية طفلا نما من بويضة تبرعت بها امرأة اخرى.‏ وفي السنة نفسها،‏ وُلد طفل في اوستراليا من مُضغة embryo (‏المرحلة المبكّرة من تكوّن الطفل)‏ مجمّدة.‏ وفي عام ١٩٩٤،‏ انجبت امرأة في ايطاليا عمرها ٦٢ سنة طفلا،‏ وقد استُخدم في عملية الاخصاب منيّ زوجها وبويضات متبرّع بها.‏

      تطوّر تدريجي

      اليوم،‏ بعد اكثر من ٢٥ سنة على ولادة لويز جوي براون،‏ توصل الباحثون الى اكتشاف عدد كبير من العلاجات والاجراءات ذات التقنية العالية التي ادخلت تغييرا جذريا على معالجة العقم.‏ (‏انظر الاطارين «بعض طرائق معالجة العقم» و «ما هي المخاطر؟‏».‏)‏ وقد ادّى هذا التقدم الملحوظ الى ازدياد مذهل في عدد الاولاد المولودين بواسطة «تقنيات المساعدة على الانجاب».‏ ففي سنة ١٩٩٩ مثلا،‏ ساهمت هذه التقنيات في ولادة اكثر من ٠٠٠‏,٣٠ طفل في الولايات المتحدة وحدها.‏ وفي بعض البلدان الاسكنديناڤية،‏ ٢ الى ٣ في المئة من الولادات السنوية تحصل نتيجة استخدام هذه التقنيات.‏ ويولد حول العالم حوالي ٠٠٠‏,١٠٠ طفل سنويا بواسطة «الاخصاب في الانابيب».‏ وبحسب التقديرات،‏ وُلد حوالي مليون طفل من اطفال الانابيب منذ عام ١٩٧٨.‏

      بشكل رئيسي تُستخدم «تقنيات المساعدة على الانجاب» في البلدان المتقدمة.‏ فكل دورة علاجية تكلف آلاف الدولارات.‏ وهذه النفقات لا تغطيها عادة الخدمات الصحية العامة،‏ برامج التأمين الصحي للعاملين،‏ او شركات التأمين الخاصة.‏ ذكرت مجلة تايم انه «اذا خضعت امرأة في الـ‍ ٤٥ من العمر لتقنية ‹الاخصاب في الانابيب› سبع مرات،‏ يمكن ان يكلف علاجها ٠٠٠‏,١٠٠ دولار».‏ رغم ذلك،‏ تمنح «تقنيات المساعدة على الانجاب» الامل للكثير من رفقاء الزواج الذين لا يستطيعون الانجاب وليس امامهم خيار سوى التبني.‏ فالتقنيات المختلفة اليوم تعالج الكثير من اسباب العقم عند الرجل والمرأة.‏a

      ما سبب رواج هذه التقنيات؟‏

      احد اسباب رواج «تقنيات المساعدة على الانجاب» هو نمط الحياة العصري.‏ يذكر تقرير صادر عن الجمعية الاميركية لطب التناسل:‏ «اثناء العقود الثلاثة الاخيرة،‏ ارتفع معدل سن الانجاب عند النساء لأن المزيد منهن يتابعن دراستهن الجامعية ويتوظفن ويؤجلن الزواج.‏ وفي الوقت نفسه،‏ ان عددا كبيرا من النساء اللواتي وُلدن في الحقبة التي ارتفعت فيها نسبة الولادات ‏(‏١٩٤٦-‏١٩٦٤)‏ هن اليوم في اواخر سن الانجاب،‏ مما ادى الى ازدياد عدد اللواتي ينشدن المساعدة على معالجة العقم».‏

      قد لا تدرك بعض النساء سرعة تراجع قدرتهن على الانجاب وهن يكبرن في السن.‏ فبحسب مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها في الولايات المتحدة،‏ حين تصبح المرأة في الـ‍ ٤٢ من العمر يصير احتمال انجابها طفلا من بويضاتها اقل من ١٠ في المئة.‏ لذلك غالبا ما تُستخدم بويضات متبرَّع بها في حالة النساء الاكبر سنا اللواتي يُعالَجن بواسطة «تقنيات المساعدة على الانجاب».‏

      وثمة وسيلة جديدة قد يلجأ اليها رفيقا زواج عاجزان عن انجاب الاولاد هي «تبني» مُضغة،‏ وذلك بحصولهما على مُضغة باقية من العلاج الذي خضع له زوجان آخران عاجزان عن الانجاب.‏ ويُقدَّر انه يوجد في الولايات المتحدة وحدها ٠٠٠‏,٢٠٠ مُضغة مجمَّدة تقريبا.‏ وقد كشف مؤخرا تقرير لشبكة سي بي اس للاذاعة والتلفزيون ان «التبرع بالمُضَغ يجري طوال سنوات على نطاق ضيق ودون ان يُعلَن عن الامر».‏

      لا شك ان هذه التطورات في مجال «تقنيات المساعدة على الانجاب» تثير بعض الاسئلة.‏ مثلا،‏ كيف ينبغي النظر الى طريقة انجاب الاولاد هذه من الناحية الادبية والاخلاقية؟‏ وما هي وجهة نظر الكتاب المقدس بشأن هذه المسألة؟‏ ستجري مناقشة هذين السؤالين وغيرهما من الاسئلة في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اسباب عقم المرأة خلل في المبيضين،‏ انسداد قناتي فالوپ،‏ او الورم البطاني الرحمي.‏ اما عقم الرجل فغالبا ما يكون سببه غياب الحيوانات المنوية او قلة عددها.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٤]‏

      بعض طرائق معالجة العقم

      التلقيح الاصطناعي AI.‏ عملية إدخال السائل المنوي في جهاز المرأة التناسلي بغير الطريقة الطبيعية،‏ اي الجماع الجنسي.‏ وغالبا ما يُجرَّب التلقيح الاصطناعي قبل اللجوء الى العمليات المذكورة ادناه.‏

      نقل خلايا تناسلية الى قناة فالوپ GIFT.‏ عملية تشمل اخذ بويضات من مبيض المرأة،‏ ووضعها مع المنيّ،‏ ثم استعمال منظار البطن (‏آلة تستخدم لفحص التجويف البطني)‏ لوضع المنيّ والبويضات غير الملقحة في قناة فالوپ من خلال شقوق صغيرة في بطن المرأة.‏

      حقن حيوان منوي في السيتوپلازما ICSI.‏ (‏تظهر هذه العملية مكبرة الى اليمين)‏ في هذه العملية،‏ يُحقن حيوان منوي واحد في البويضة مباشرة.‏

      الاخصاب في الانابيب IVF.‏ عملية تشمل اخذ بويضات من مبيضي المرأة وإخصابها خارج جسمها.‏ والمُضَغ الناتجة عن هذه العملية تُنقل الى رحمها عبر عنق الرحم.‏

      نقل بويضة ملقحة الى قناة فالوپ ZIFT.‏ عملية تشمل اخذ بويضات من مبيض المرأة وإخصابها خارج جسمها.‏ ثم تُدخَل احدى البويضات الملقحة في قناة فالوپ من خلال شق صغير في بطنها.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      الاطار مؤسس على مركز المعلومات حول الصحة التناسلية،‏ التابع لمراكز مكافحة الامراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.‏

      Courtesy of the University of Utah Andrology and IVF Laboratories

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      ما هي المخاطر؟‏

      الخطأ البشري.‏ في الولايات المتحدة،‏ هولندا،‏ وبريطانيا العظمى،‏ أخطأت عيادات الاخصاب وأدخلت المنيّ او المُضَغ في رحم امرأة اخرى.‏ وفي احدى الحالات،‏ وُلد لزوجين توأمان من عرق آخر.‏ وفي حالة اخرى وضعت امرأة توأمين من عرقين مختلفين.‏

      الحمل المتعدد.‏ اظهرت الدراسات ان الحمل المتعدد —‏ نتيجة نقل عدة مُضَغ الى الرحم —‏ يزيد من احتمال الولادة المبكرة،‏ ولادة الاطفال بأوزان منخفضة،‏ ولادة اجنة ميتة،‏ وإصابة المواليد بعجز دائم.‏

      العيوب الخلقية.‏ وفقا لإحدى الدراسات،‏ يعاني اطفال الانابيب اكثر من غيرهم عيوبا خلقية،‏ مثل مشاكل القلب او الكلى،‏ الحنك المشقوق،‏ واحتباس الخصيتين.‏

      صحة الامهات.‏ ان المضاعفات الناجمة عن العلاج بالهرمونات او عن الحمل المتعدد تعرض صحة الامهات لمزيد من المخاطر.‏

  • الخيارات المتوفرة والقضايا المطروحة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • الخيارات المتوفرة والقضايا المطروحة

      تخيّل مدى الالم الذي يمكن ان يشعر به رفيقا زواج يتوقان الى انجاب ولد لكنهما عاجزان عن ذلك بسبب العقم.‏ فيلجآ‌ن الى الطب طلبا للمساعدة ليجدا ان تقنيات وعلاجات كثيرة طُوِّرت للتغلب على مشكلة العقم.‏ فهل بإمكانهما اختيار اي علاج كان،‏ هذا اذا وُجد علاج؟‏

      منذ عقود قليلة فقط،‏ لم تكن الخيارات الموجودة اليوم متوفرة لرفقاء الزواج العاجزين عن الانجاب.‏ لكنّ هذه الخيارات تثير سؤالا مهما:‏ ما هي القضايا الادبية والاخلاقية المتعلقة بـ‍ «تقنيات المساعدة على الانجاب»؟‏ قبل ان نتأمل في ذلك،‏ دعونا نرى كيف تنظر مختلف الفئات الدينية الى هذه العلاجات.‏

      ما رأي الفئات الدينية؟‏

      سنة ١٩٨٧ اصدرت الكنيسة الكاثوليكية بيانا يتناول القضايا الاخلاقية الناشئة عن علاجات العقم،‏ عنوانه Donum Vitae (‏هبة الحياة‏)‏.‏ بحسب هذا البيان،‏ اذا كان الاجراء الطبي يساعد عملية الجماع الجنسي على تحقيق الحمل،‏ يمكن اعتباره مقبولا من الناحية الاخلاقية.‏ اما اذا كان الاجراء الطبي يحلّ محلّ الجماع الجنسي،‏ فيُعتبر غير مقبول من الناحية الاخلاقية.‏ ووفقا لوجهة النظر هذه،‏ تُعتبر الجراحة لمعالجة انسداد قناتي فالوپ واستخدام عقاقير لمعالجة العقم اجراءَين مقبولَين اخلاقيا.‏ اما عملية «الاخصاب في الانابيب» فتُعتبر غير مقبولة من الناحية الاخلاقية.‏

      في السنة التالية،‏ اجرت لجنة تابعة للكونڠرس الاميركي استطلاعا تناول موقف الفئات الدينية من علاجات العقم.‏ فأظهر التقرير النهائي ان معظم الفئات الدينية تقبل الاجراءات الطبية التقليدية،‏ التلقيح الاصطناعي باستعمال منيّ الزوج،‏ وتقنية «الاخصاب في الانابيب» شرط ان تكون البويضات والمنيّ من رفيقي الزواج.‏ كما اعلنت معظم الفئات التي شملها الاستطلاع ان اتلاف المُضَغ،‏ التلقيح الاصطناعي باستعمال سائل منوي متبرَّع به،‏ والامومة البديلة هي وسائل غير مقبولة اخلاقيا.‏a

      سنة ١٩٩٧،‏ عمدت اللجنة المسكونية الاوروپية للكنيسة والمجتمع،‏ وهي مجموعة تمثل الكنائس الپروتستانتية والانڠليكانية والارثوذكسية،‏ الى اصدار وثيقة تعلن فيها موقفها من القضية موضحة ان الآراء منقسمة في ما يتعلق باستخدام «تقنيات المساعدة على الانجاب».‏ وتشديدا على ان الضمير الفردي والمسؤولية الشخصية لهما علاقة بالقضية،‏ ذكرت الوثيقة:‏ «النتيجة هي انه من الصعب التكلم عن موقف موحّد للكنائس الاعضاء في اللجنة.‏ وهناك عوض ذلك مواقف كثيرة مختلفة».‏

      من الواضح ان الآراء حول «تقنيات المساعدة على الانجاب» تختلف كثيرا.‏ تعترف منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة ان «تقنيات المساعدة على الانجاب» «تتحدى باستمرار المقاييس الاجتماعية،‏ المبادئ الاخلاقية والادبية،‏ والانظمة الشرعية».‏ فما هي بعض العوامل التي ينبغي ان يتأمل فيها الناس قبل ان يقرروا استخدام «تقنيات المساعدة على الانجاب»؟‏

      ما هي القضايا المشمولة؟‏

      ثمة عامل اساسي ينبغي اخذه بعين الاعتبار هو النظرة الى المُضغة البشرية.‏ وهنا يُطرح سؤال حاسم:‏ متى تبدأ الحياة،‏ أعند الاخصاب ام في فترة لاحقة من الحمل؟‏ سيؤثر الجواب حتما في القرار الذي سيتخذه كثيرون من رفقاء الزواج لاختيار العلاج.‏ مثلا،‏ اذا كانوا يعتقدون ان الحياة تبدأ عند الاخصاب،‏ ينبغي التأمل عندئذ في بضعة اسئلة رئيسية:‏

      ‏• هل ينبغي ان يسمح الزوجان للاطباء بإخصاب اكثر من البويضة او البويضات التي ستُزرع في رحم المرأة،‏ كما هو شائع،‏ محتفظين بمُضَغ اضافية لاستعمالها لاحقا؟‏

      ‏• ماذا يمكن ان يحدث لهذه المُضَغ المخزَّنة اذا صار الزوجان غير قادرين على حيازة المزيد من الاولاد او غير راغبين في ذلك؟‏

      ‏• ماذا يمكن ان يحدث للمُضَغ المخزَّنة اذا تطلّق الزوجان او مات احدهما؟‏

      ‏• مَن يتحمل عبء مسؤولية اتلاف هذه المُضَغ؟‏

      لا يمكن الاستخفاف بمسألة ما يجب فعله بالمُضَغ غير المستعملة او المخزَّنة.‏ ففي بعض البلدان اليوم،‏ يتطلب القانون من الزوجين ان يحدّدا خطيا ما ينبغي فعله بالمُضَغ الاضافية،‏ سواء رغبا في ان تُخزَّن،‏ يُتبَّرع بها،‏ تُستعمل للابحاث،‏ او تُتلف.‏ وينبغي ان يعرف الزوجان انه من المقبول اخلاقيا في بعض الامكنة ان تتلف عيادات الاخصاب المُضَغ المخزَّنة دون اي اذن خطي اذا تُركت اكثر من خمس سنوات.‏ واليوم،‏ هنالك مئات الآلاف من المُضَغ المجمَّدة والمخزَّنة في عيادات حول العالم.‏

      هنالك عامل آخر ينبغي التأمل فيه.‏ فقد يُحثّ الزوجان على التبرع بالمُضَغ غير المستعملة لتُجرى عليها ابحاث تتعلق بالخلايا الجذعية.‏ مثلا،‏ شجعت الجمعية الاميركية للعقم بعض رفقاء الزواج ان يقدموا المُضَغ المخزَّنة لاستخدامها في الابحاث.‏ ومن اهداف الابحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية ايجاد طرق جديدة لمعالجة الامراض.‏ لكن هذا الحقل هو محط جدل كبير لأن المُضغة تتلف حين تُستخرج منها الخلايا الجذعية.‏b

      والتقنيات الجديدة في علم الوراثة تنشئ ايضا مسائل اخلاقية اخرى.‏ لنتأمل مثلا في تقنية «التشخيص الوراثي ما قبل الزرع».‏ (‏انظر الاطار:‏ ماذا عن «التشخيص الوراثي ما قبل الزرع»؟‏)‏ تشمل هذه التقنية فحص مورثات المُضَغ ثم اختيار المُضغة التي ستُزرع في الرحم.‏ وقد يُختار في هذه العملية جنس الطفل،‏ او تُختار المُضغة خالية من مورثة مسببة للمرض.‏ ويحذِّر النقاد ان تقنية «التشخيص الوراثي ما قبل الزرع» يمكن ان تشجع على التمييز بين الاناث والذكور،‏ او قد تُستخدم في النهاية ليختار الزوجان سمات وراثية اخرى لأولادهما،‏ بما فيها لون الشعر او العينين.‏ وهذه التقنية تنشئ السؤال الاخلاقي التالي:‏ ماذا يحدث للمُضَغ التي لا يجري اختيارها؟‏

      هل تتأثر العلاقة الزوجية؟‏

      عندما نتأمل في بعض اشكال علاجات العقم،‏ ثمة وجه آخر ينبغي التفكير فيه.‏ كيف يمكن ان تتأثر العلاقة الزوجية عند استخدام ام بديلة او استعمال منيّ او بويضات متبرَّع بها؟‏ فقد تُدخِل بعض التقنيات في عملية الحمل فريقا ثالثا (‏متبرِّعا)‏ او فريقا رابعا (‏متبرِّعَين)‏ او فريقا خامسا (‏متبرِّعَين وأما بديلة)‏.‏

      وفي ما يتعلق بالعلاج الذي يستخدم خلايا تناسلية متبرَّعا بها،‏ ينبغي ان يتأمل الاشخاص المشمولون في عوامل اخرى ايضا.‏

      ‏• اية تأثيرات عاطفية طويلة الامد قد تتركها هذه الولادة في الوالدين عندما يكون احدهما فقط (‏او عندما لا يكون احد منهما)‏ هو الوالد البيولوجي للطفل؟‏

      ‏• كيف سيكون رد فعل الابن او الابنة اذا علم انه وليد طريقة الاخصاب الغريبة هذه؟‏

      ‏• هل ينبغي اعلام الولد حقيقة نسبه والسماح له بالبحث عن ابيه (‏او امه)‏ البيولوجي؟‏

      ‏• ما هي الحقوق والالتزامات القانونية والادبية للمتبرع (‏او المتبرعين)‏ بالخلايا التناسلية؟‏

      ماذا عن ابقاء هوية المتبرع مجهولة؟‏

      في بلدان كثيرة تُتّبع سياسة ابقاء هوية المتبرع مجهولة.‏ توضح «الهيئة المعنية بالاخصاب البشري وعلم الاجنة» التي تنظم استعمال الخلايا التناسلية البشرية في بريطانيا:‏ «باستثناء الحالات التي يجري فيها التبرع بين اشخاص يعرف واحدهم الآخر،‏ فإن هوية المتبرعين الحاليين والسابقين ستبقى مجهولة،‏ فلا تُكشَف لرفقاء الزواج الذين عولجوا باستخدام بويضات او منيّ هؤلاء المتبرعين،‏ ولا للاولاد الذين قد يولدون نتيجة هذا العلاج».‏

      لكن سياسة ابقاء هوية المتبرعين مجهولة تثير جدلا حاميا في بعض الامكنة.‏ وبناء على ذلك،‏ عمدت بعض البلدان الى تغيير سياستها او قوانينها.‏ فالاشخاص الذين لا يؤيدون سياسة ابقاء الهوية مجهولة يشددون انه يحق للاولاد ان يعرفوا هويتهم.‏ يقول احد التقارير:‏ «اكثر من ٨٠ في المئة من الذين جرى تبنيهم يبحثون عن عائلتهم الاصلية،‏ ويعمد كثيرون منهم الى فعل ذلك ليشبعوا فضولهم المتعلق بجذورهم،‏ ذلك الفضول الموجود عند معظم الناس.‏ كما يريد ٧٠ في المئة تقريبا ان يجمعوا معلومات مهمة عن خلفيتهم لمعرفة ما يمكن ان يصابوا به من امراض تسببها المورثات التي انتقلت اليهم من والديهم البيولوجيين».‏

      وفي تقرير آخر،‏ بُني على مقابلات أُجريت مع ١٦ راشدا ولدوا نتيجة استخدام سائل منوي متبرّع به،‏ تبيّن ان «كثيرين منهم صُدموا حين اكتشفوا اصلهم البيولوجي».‏ وأضاف التقرير:‏ «انتابت اولادا كثيرين مشاعر التثبط بسبب عدم معرفتهم هويتهم الاصلية وإحساسهم بأن والديهم تخلوا عنهم.‏ كما شعروا بأنهم خُدعوا وفقدوا ثقتهم بمفهوم العائلة».‏

      كيف تتخذ القرار؟‏

      لا شك ان الطب سيستمر في تطوير التقنيات التي تساعد على الانجاب.‏ ينبئ البعض ان ٣٠ في المئة من الاطفال سيولدون في المستقبل بواسطة هذه التقنيات.‏ وسيستمر الجدل حول القضايا الادبية والاخلاقية الناشئة عنها.‏

      ولكي يتخذ المسيحيون الحقيقيون قرارا ملائما في هذه المسألة،‏ يأخذون بعين الاعتبار امرا مهما جدا:‏ نظرة الخالق الى الموضوع،‏ فهو الذي وضع ترتيب التناسل.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩‏)‏ طبعا،‏ لا يعلّق الكتاب المقدس مباشرة على «تقنيات المساعدة على الانجاب»،‏ اذ لم تكن هذه الاجراءات موجودة في زمن الكتاب المقدس.‏ لكنّه يقدم مبادئ واضحة تعكس تفكير اللّٰه ووجهة نظره.‏ (‏انظر الاطار «ماذا يقول الكتاب المقدس؟‏».‏)‏ وتساعدنا هذه المبادئ على اتخاذ قرارات ادبية وأخلاقية تجعلنا نحافظ على ضمير طاهر امام اللّٰه.‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏٥‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a يعرّف احد المراجع الام البديلة انها «امرأة تصبح حبلى عادة بالتلقيح الاصطناعي او بزرع بويضة ملقحة في رحمها،‏ بهدف ان تحمل جنين امرأة اخرى حتى يولد».‏

      b انظر سلسلة المقالات «‏الخلايا الجذعية —‏ هل تخطى العلم الحدود؟‏‏» في عدد ٢٢ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٢ من استيقظ!‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٨]‏

      متى تبدأ الحياة؟‏

      لقد اختير التعبير «ما قبل المُضغة» preembryo للإشارة الى الخلايا التي تتشكل خلال الايام الـ‍ ١٤ الاولى التي تلي الاخصاب.‏ بعد ذلك،‏ تُدعى مُضغة حتى نهاية الاسبوع الثامن.‏ ومن نهاية الاسبوع الثامن فصاعدا،‏ تُدعى جنينا.‏ فلماذا يُستعمل التعبير «ما قبل المُضغة»؟‏

      بحسب المجلة الدولية لعلم الاجتماع والسياسة الاجتماعية (‏بالانكليزية)‏،‏ استُعمل هذا التعبير «كمبرر للقيام بالابحاث على الجنين البشري» خلال الايام الـ‍ ١٤ الاولى التي تلي الاخصاب.‏ يقول احد المراجع:‏ «اذا كان تعريف المُضغة انها البنية التي ستصبح طفلا،‏ فإن اعضاءها البَدئية لا تتشكل إلّا بعد اسبوعين تقريبا من اجتماع الحيوان المنوي بالبويضة».‏ لكن هل بنية «ما قبل المُضغة» هي مجرد مجموعة من الخلايا الملائمة فقط للابحاث؟‏ تأمل في ما يحدث فعلا اثناء فترة الاسبوعين هذه.‏

      بعد ان يدخل الحيوان المنوي البويضة،‏ تستغرق عملية اندماج صبغيات الذكر والانثى حوالي ٢٤ ساعة.‏ خلال الايام القليلة المقبلة،‏ تنقسم الخلية.‏ وفي غضون اربعة او خمسة ايام من التلقيح،‏ تتطور مجموعة الخلايا لتصبح كرة مجوفة (‏اصغر من رأس الدبوس)‏ مؤلفة من كتلة الخلايا الخارجية وكتلة الخلايا الداخلية.‏ وتدعى في هذه المرحلة الكيسة الارومية.‏ تتطور خلايا كثيرة في الكتلة الخارجية لتصبح انسجة لا تشكل جزءا من الجنين.‏ اما الطفل فينمو من كتلة الخلايا الداخلية.‏

      بعد نحو اسبوع من الاخصاب،‏ يحدث الزرع في الرحم.‏ فتتعلق الكيسة الارومية بجدار الرحم وتبدأ بتشكيل المشيمة،‏ التي تتيح مرور الاكسجين والطعام من مجرى دم الام وأيضا التخلص من الفضلات.‏ وبحسب كتاب استكشاف الجسم البشري:‏ رحلة لا تصدق (‏بالانكليزية)‏،‏ بحلول اليوم التاسع تقريبا تبدأ كتلة الخلايا الداخلية «مهمة تكوين كائن بشري جديد».‏ ويضيف:‏ «ينبغي ان تخضع هذه الخلايا الـ‍ ٢٠ تقريبا لسلسلة من عمليات اعادة التشكيل والتمايز طوال خمسة او ستة ايام لتكوّن العنصر البنيوي الاول للمُضغة الحقيقية».‏ وهكذا بنهاية الاسبوع الثاني،‏ يبدأ بالظهور «العنصر البنيوي الاول» الذي يتطور منه في النهاية الجهاز العصبي المركزي.‏

      بسبب هذه العملية التمهيدية التي تحدث خطوة خطوة خلال مرحلة النمو الباكرة للمُضغة،‏ يحاج البعض انه «ما من حدث بيولوجي واحد او لحظة معيّنة يمكن ان تُعتبر بداية الجنين البشري».‏

      لكنّ المسيحيين الحقيقيين يعتقدون ان الحياة تبدأ عند الاخصاب.‏ فالخلية المخصبة الاولى تحتوي على برنامج تشكيل المشيمة وحدوث عملية الزرع وخلق الرابط بأوعية الام الدموية وغيرها،‏ وهذا الواقع يكفي ليزيد اعجابنا بالمصمم العظيم،‏ يهوه اللّٰه.‏

      ‏[الصورة]‏

      المُضغة البشرية في اليوم الثالث (‏مكبرة حوالي ٤٠٠ مرة)‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Courtesy of the University of Utah Andrology and IVF Laboratories

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      ماذا عن «التشخيص الوراثي ما قبل الزرع»؟‏

      ثمة تطور جديد يتعلق بالاخصاب في الانابيب يدعى «التشخيص الوراثي ما قبل الزرع».‏ يشمل هذا التطور فحص مورثات المُضَغ واختيار المُضغة التي ستُزرع في الرحم.‏ وفي تعليق على المسائل الناشئة عن هذه التقنية،‏ يوضح كتاب الاعتبارات الاخلاقية والعاطفية والاجتماعية عند اختيار تقنيات المساعدة على الانجاب (‏بالانكليزية)‏:‏

      «سرعان ما سيتمكن [العلماء] من تحديد ميزات المُضغة الجسدية،‏ الفكرية،‏ وربما العاطفية والاجتماعية ايضا.‏ لذلك لن يمضي وقت طويل قبل ان يتمكن الوالدون من اختيار بعض صفات ذريتهم.‏ كثيرون سيؤيدون استخدام عملية الانتقاء الوراثي قبل زرع المُضغة في الرحم في حالة زوجين يحملان مورثات امراض خطيرة.‏ لكنّ كثيرين سيحجمون عن تأييد هذه التقنية اذا رغب الزوجان في تحديد جنس طفلهما،‏ او اذا رغبا —‏ في المستقبل —‏ ان يكون لهما ولد طويل،‏ او عيناه زرقاوان،‏ او لديه موهبة موسيقية.‏

      «ان تقنية ‹التشخيص الوراثي ما قبل الزرع›،‏ مثل تقنيات كثيرة غيرها،‏ تثير السؤال التالي:‏ ما دام بإمكاننا القيام بشيء ما،‏ فلمَ لا نقوم به؟‏ .‏ .‏ .‏ والمعضلة هي معرفة رسم الحدود —‏ اذا كانت هنالك حدود —‏ لهذا المنزلق الخطر من التقنيات المتطورة».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠]‏

      ماذا يقول الكتاب المقدس؟‏

      طبعا لا يشير الكتاب المقدس بشكل مباشر الى «تقنيات المساعدة على الانجاب» المستعملة اليوم.‏ لكنه يمكّننا من معرفة نظرة اللّٰه الى المسائل الاساسية.‏ ومعرفة جواب الكتاب المقدس عن سؤالين اساسيين تساعد المسيحيين الحقيقيين ان يتخذوا قرارات تفرّح اللّٰه.‏

      متى تبدأ الحياة البشرية؟‏ يذكر الكتاب المقدس ان الحياة تبدأ عند الاخصاب.‏ لاحظ ماذا قال صاحب المزمور داود بالوحي عن اللّٰه:‏ «رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كُتبت يوم تصوَّرَتْ اذ لم يكن واحد منها».‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٦‏)‏ تأمل ايضا في خروج ٢١:‏٢٢،‏ ٢٣ حيث يذكر النص الاصلي ان مَن يؤذي طفلا لم يولد بعد يتحمل مسؤولية فعلته.‏ والدرس الذي نتعلمه هو ان الحياة ثمينة في عيني الخالق،‏ حتى خلال المراحل الباكرة جدا من النمو في الرحم.‏ فالاهلاك العمدي للطفل في أية مرحلة من مراحل تكوّنه يُعتبر اجهاضا في عيني اللّٰه.‏c

      هل هنالك اية قيود على كيفية استعمال المرء لقدراته التناسلية؟‏ يمكن ايجاد وجهة نظر اللّٰه في لاويين ١٨:‏٢٠ التي تقول بحسب ترجمة العالم الجديد‏:‏ «لا تعطِ منيَّك لزوجة صاحبك،‏ فتتنجس بذلك».‏ والمبدأ المشمول في هذه الآية هو الآتي:‏ لا ينبغي استعمال منيّ رجل لتلقيح امرأة غير امرأته،‏ ولا ينبغي ان تحمل امرأة طفل رجل غير زوجها.‏ بكلمات اخرى،‏ ينبغي ان يستخدم الزوجان قدراتهما التناسلية ضمن اطار الزواج فقط.‏ لذلك،‏ يتجنب المسيحيون الحقيقيون الامومة البديلة وكذلك اي اجراء مبني على استخدام حيوانات منوية،‏ بويضات،‏ او مُضَغ متبرع بها.‏d

      عندما يتخذ المسيحيون الحقيقيون قرارا يتعلق باللجوء الى «تقنيات المساعدة على الانجاب»،‏ ينبغي ان يزِنوا بعناية ما يكشفه الكتاب المقدس عن وجهة نظر اللّٰه.‏e فهو منشئ الزواج والحياة العائلية.‏ —‏ افسس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      c انظر المقالة «‏وجهة نظر الكتاب المقدس:‏ متى تبدأ الحياة البشرية؟‏‏» في عدد ٨ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٩٠ من استيقظ!‏.‏

      d انظر مقالة «‏وجهة نظر الكتاب المقدس:‏ الامومة البديلة —‏ هل هي للمسيحيين؟‏‏» في عدد ٨ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٣ من استيقظ!‏،‏ ومقالة «وجهة نظر الكتاب المقدس:‏ هل التلقيح الاصطناعي مقبول عند اللّٰه؟‏» في عدد ٨ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٧٤ من استيقظ!‏ (‏بالانكليزية)‏.‏

      e تُناقَش تقنية «الاخصاب في الانابيب» التي يُستعمل فيها المنيّ من الزوج والبويضات من الزوجة في باب «اسئلة من القراء»،‏ عدد ١ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٨١ من برج المراقبة (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      مُضَغ مجمَّدة ومخزَّنة

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Firefly Productions/CORBIS ©

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة