الرعاية الصحية خلال الحَمل

الرعاية قبل الولادة.‏ ان الزيارات المنتظمة للطبيب طوال فترة الحَمل تساهم في تقليل خطر موت الامّ.‏ حتى في البلدان التي يصعب فيها الوصول دائما الى العيادات والمستشفيات،‏ يمكن ان توجد قابلات مدرَّبات تدريبا جيدا.‏

هذه الرعاية التي تسبق الولادة يمكن ان تنبِّه الاطباء والقابلات الى وجود ما قد يستلزم عناية خاصة.‏ ويشمل ذلك:‏ حَمل اكثر من جنين واحد في الرحم،‏ ارتفاع ضغط الدم،‏ مشاكل في القلب والكليتين،‏ والداء السكري.‏ ويمكن ان تُعطى الحامل في بعض البلدان لقاح كزاز لتفادي اصابة المولود بالكزاز.‏ كما يمكن ان تُجرى لها فحوص بين الاسبوعين ٢٦ و ٢٨ من بدء الحَمل للتأكد من عدم وجود الجراثيم العقدية streptococcus المجموعة ب.‏ فإذا وُجدت هذه الجراثيم في السبيل المِعَوي السفلي،‏ يمكن ان تنتقل الى الطفل خلال الولادة.‏

ينبغي للامّ الحامل ان تكون مستعدة لتزويد الاخصائيين الصحيين بكل المعلومات اللازمة،‏ بما في ذلك ماضيها الطبي.‏ كما ينبغي ألا تتردد في طرح الاسئلة.‏ ويجب الحصول فورا على المساعدة الطبية اذا حدث نزف مهبلي،‏ التهاب مفاجئ في الوجه،‏ صداع قوي او متواصل او ألم في الاصابع،‏ ضعف مفاجئ في الرؤية او نظر غير واضح،‏ ألم شديد في البطن،‏ تقيؤ دائم،‏ قشعريرة او حمى،‏ تغيُّرات في تكرر او شدة حركات الجنين،‏ خروج سائل عبر المهبل،‏ ألم عند التبويل،‏ او انخفاض غير طبيعي في كمية البول.‏

الكحول والمخدِّرات.‏ ان تناول الامّ الكحول او تعاطيها المخدِّرات (‏بما في ذلك التدخين)‏ يزيد من خطر اصابة الولد بالتخلف العقلي والتشوهات الجسدية،‏ حتى انه قد يسبب اضطرابات سلوكية.‏ فالمعروف ان اطفال الامهات المدمنات تَظهر عليهم اعراض الانقطاع التي يعانيها مَن كانوا مدمنين وتوقفوا عن تعاطي المخدِّرات.‏ ومع ان البعض يظنون ان كأس نبيذ من حين الى آخر لا تضرّ،‏ يوصي الخبراء عادةً بالامتناع كاملا عن الشرب خلال الحَمل.‏ كما ينبغي ان تَحْذر الامهات الحوامل من التعرض لدخان الآخرين.‏

الادوية.‏ لا يُسمح بتناول ايّ دواء الا اذا وصفه طبيب يعرف ان المرأة حامل بعد ان يزن الاخطار بدقة.‏ كما ان بعض حبوب الڤيتامينات مضرّة.‏ مثلا،‏ يمكن ان تسبّب الزيادة في الڤيتامين أ A عيوبا خلقية لدى الجنين.‏

زيادة الوزن.‏ ينبغي ان تتجنب المرأة الحامل التطرف.‏ فخطر موت الطفل الذي يولد بوزن ناقص هو اكبر بـ‍ ٤٠ مرة من خطر موت الطفل الذي يولد بوزن طبيعي،‏ كما يذكر كتاب كراوسي حول الغذاء والتغذية والعلاج بالحمية (‏بالانكليزية)‏.‏ ومن ناحية اخرى،‏ لا يجب ان تأكل الحامل عن اثنين،‏ لأن ذلك يسبّب السمنة.‏ والزيادة المناسبة في الوزن —‏ التي تَظهر اكثر ابتداءً من الشهر الرابع —‏ تشير الى ان الحامل تأكل الكمية المناسبة التي تلبّي حاجاتها المتزايدة.‏b

العادات الصحية وأمور اخرى.‏ يمكن متابعة طريقة الاستحمام كالعادة،‏ ولكن ينبغي تفادي الدوش المهبلي.‏ ويجب ان تتجنب الحامل الاقتراب ممَّن يعاني مرضا ڤيروسيا،‏ مثل الحُميراء التي تدعى ايضا الحصبة الالمانية.‏ وللوقاية من داء المقوِّسات toxoplasmosis،‏ ينبغي تجنب تناول اللحم غير المطهو جيدا وعدم لمس براز الهررة.‏ ومن المهم جدا التزام العادات الصحية الاساسية،‏ مثل غسل اليدين وغسل الاطعمة غير المطبوخة.‏ ولا تشكّل العلاقات الجنسية مشكلة عموما،‏ الا خلال الاسابيع الاخيرة من الحَمل او في حال حدث نزف او تشنجات،‏ او حصل اجهاض تلقائي في السابق.‏

الولادة الناجحة

المرأة التي تهتم بنفسها جيدا خلال الحَمل عرضة لمضاعفات اقل عند الولادة.‏ ومن الطبيعي ان تكون قد قررت هل تلد في البيت او في المستشفى.‏ وستكون لديها المعلومات الكافية بشأن ما تتوقعه وكيفية التعاون مع القابلة الماهرة او الطبيب.‏ وعلى ايٍّ منهما ان يعرف بدوره ما تفضّله المرأة —‏ بعد حصولها على المعلومات اللازمة وحين يكون الاختيار ممكنا —‏ بشأن امور مثل وضعية الولادة،‏ شق الفوهة الفرجية لتسهيل الولادة،‏ استعمال الملقط،‏ اعطاء المسكِّنات،‏ ومراقبة الجنين بالاجهزة الالكترونية.‏ كما يجب ان يُتفق على امور اخرى مثل:‏ ايّ مستشفى او عيادة ستُقصَد اذا تعسَّرت الولادة في البيت؟‏ وماذا سيُفعل بالتحديد اذا فُقد الكثير من الدم؟‏ وبما ان النزف يتسبب بالكثير من الوفيات لدى الامهات،‏ يجب ان تكون بدائل الدم متوفرة بسهولة للمريضات اللواتي يرفضن نقل الدم.‏ كما يلزم التخطيط مسبقا لما ينبغي فعله اذا نشأت الحاجة الى عملية قيصرية.‏

يقول الكتاب المقدس ان الاولاد بركة،‏ او «ميراث»،‏ من عند اللّٰه.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ وكلما زادت معرفة الامّ عن حَملها،‏ كان ذلك في مصلحتها اكثر.‏ وبالاعتناء بنفسها قبل الحَمل وخلاله،‏ وبالتخطيط المسبق للجوانب المختلفة من الولادة،‏ تعمل المرأة كل ما في وسعها لتضمن حَملا اكثر امانا.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

نصائح للحوامل

● ينبغي عموما ان يتألف النظام الغذائي اليومي للمرأة الحامل من الفواكه،‏ الخضراوات (‏وخصوصا الخضراوات ذات اللون الاخضر الادكن،‏ البرتقالي،‏ والاحمر)‏،‏ البقول (‏كالفاصولياء وفول الصويا والعدس والحمص)‏،‏ الحبوب (‏بما في ذلك القمح والذرة والشوفان والشعير —‏ سواء كانت حبّة كاملة او رقائق مدعّمة بالڤيتامينات والمعادن)‏،‏ والاطعمة ذات المصدر الحيواني (‏السمك،‏ الدجاج،‏ البقر،‏ البيض،‏ الجبن،‏ والحليب الذي يفضّل ان يكون مقشودا)‏.‏ ومن الافضل ان تعتدل الحامل في تناولها الدهون والسكر المكرر والملح.‏ اشربي ماء كثيرا.‏ وتجنبي المشروبات التي تحتوي على الكافئين والمأكولات التي تحتوي على مواد حافظة ومواد مضافة (‏مثل اللون والنكهة الاصطناعيين)‏.‏ ويمكن ان ينتج سوء في التغذية وتسمُّم من المواد غير الصالحة للاكل مثل النشا المستعمل للثياب وكذلك الطين.‏

● احذري من المخاطر البيئية المحتملة،‏ مثل التعرض اكثر من اللازم للاشعة السينية والمواد الكيميائية المؤذية.‏ خففي من استعمال البخاخات sprays ومواد التنظيف المنزلية الاخرى.‏ لا تدعي جسمك يسخن كثيرا بالتعرض للحرارة الشديدة جدا او بالاكثار من التمارين الرياضية.‏ تجنبي الوقوف طويلا وإجهاد نفسك كثيرا.‏ واستعملي حزام الامان في السيارة بالشكل المناسب.‏