مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عندما تكون الطفولة كابوسا
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • عندما تكون الطفولة كابوسا

      بواسطة مراسل استيقظ!‏ في اسپانيا

      اليوم —‏ يوم نموذجي في تسعينيات الـ‍ ١٩٠٠ —‏ ٢٠٠ الف ولد سيقاتلون في حروب العصابات،‏ ١٠٠ مليون ولد في سن الدراسة لن يذهبوا الى المدرسة،‏ ١٥٠ مليون ولد سيأوون الى الفراش جياعا،‏ ٣٠ مليون ولد سينامون في الشوارع،‏ و ٤٠ الف طفل سيموتون.‏

      اذا بدت الارقام المذكورة اعلاه مريعة،‏ فالوجوه المختبئة خلف الارقام تفطر القلوب.‏ وتَظهر ادناه قصص موجزة لخمسة اولاد تساعدنا حالاتهم التي لا يُحسدون عليها على فهم مغزى هذه الاحصائيات المتجهمة.‏

      جندي ولد.‏ يبلغ محمد من العمر ١٣ سنة فقط،‏ لكنه جندي متمرِّس في جنوبي غربي آسيا،‏ وله خبرة سبع معارك.‏ كان محمد يرعى الماعز قبل ان صار محاربا —‏ في العاشرة من العمر.‏ أما الآن،‏ فهو يستخدم بندقية اقتحام أك-‏٤٧ (‏كلاشْنيكوف)‏ ببراعة،‏ وهو لا يتردد في استعمالها.‏ وفي احدى المناوشات قتل جنديَّين من العدو من مسافة قصيرة.‏ وعندما سئل عن رأيه في القتل،‏ اجاب:‏ «كنت سعيدا لأني قتلتهما.‏» ويوضح الضابط المسؤول عنه ان الاولاد هم أصلح لأن يكونوا جنودا «لأنهم لا يخافون.‏»‏

      عامِل ولد.‏ يعيش وُدْكابي البالغ من العمر اربع سنوات في جزيرة كاريبية في بيت مبني من قوالب الخبث.‏ انه ينهض في السادسة صباحا ليهتم بأعماله المنزلية اليومية:‏ الطبخ،‏ جلب الماء،‏ وتنظيف بيت سيده.‏ وهو لا يحصل على اي اجر ولن يدخل على الارجح الى المدرسة ابدا.‏ ويقول وُدْكابي انه يشتاق الى والديه،‏ ولكنه لا يعرف اين هما.‏ وينتهي يومه في التاسعة والنصف مساء،‏ وإذا سارت الامور معه على ما يرام،‏ فلن يأوي الى الفراش جائعا.‏

      ولد جائع.‏ في قرية كوموساوا الافريقية،‏ تقضي فتاة في الـ‍ ١١ من العمر اليوم كله منهكةً تحفر الارض بحثا عن الاعشاب.‏ فبَصَلات «عشبة البصل» —‏ وهي تقريبا كل ما ينمو في التربة القاحلة —‏ تبقيها وعائلتها على قيد الحياة.‏ والبَصَلات إما تُسلق او تُهرس ثم تُقلى.‏ لقد شكَّل الجفاف والحرب الاهلية اتحادا مميتا ودفَعا بالقرويين الى شفير الموت جوعا.‏

      ولد يعيش في الشوارع.‏ اديسون هو مجرد واحد من آلاف الاولاد الذين يعيشون في شوارع احدى مدن اميركا الجنوبية.‏ وهو يجني مالا قليلا من مسح الاحذية،‏ وينام على الرصيف قرب محطة الباص مع اولاد آخرين يلزُّون واحدهم بالآخر خلال الليالي الباردة.‏ ويقوم احيانا بسرقات صغرى ليزيد المال الذي يكسبه كماسح احذية.‏ وقد ضربته الشرطة مرتين،‏ وقضى ثلاثة اشهر في السجن.‏ ويصر اديسون على القول انه توقف «تقريبا» عن استعمال المخدِّرات واستنشاق الغراء.‏ ويحلم وبأن يصير ميكانيكيا،‏ وبأن يتعلَّم مهنة.‏

      موت طفل.‏ انه صباح بارد وممطر على جبل دوغان في الشرق الاوسط.‏ يوضع طفل مُكفَّن في قبر قليل العمق.‏ لقد مات الطفل من الإسهال —‏ سبب شائع لوفيات الاطفال.‏ فالأم هي لاجئة وقد جفَّ حليبها خلال رحلتهما المرهقة الى بر الامان.‏ فأطعمت ولدها بدافع اليأس السكَّر والماء،‏ لكنَّ الماء كان ملوَّثا،‏ ومات الطفل.‏ وكما هي الحال مع ٠٠٠‏,٢٥ ولد آخر دُفنوا في ذلك اليوم عينه،‏ لم يكن الولد قد اتمَّ عامه الاول.‏

      ان هذه الروايات المأساوية،‏ مضروبة آلاف المرات،‏ توضح كيف هي الحياة بالنسبة الى كثيرين من اطفال العالم.‏ فالطفولة،‏ وقت يُفترض ان يكون للتعلُّم والتقدُّم الى النضج في ستر عائلة مُحبة،‏ اصبحت كابوسا لهؤلاء الاولاد،‏ كابوسا لن يفيق منه كثيرون ابدا.‏

      في السنة ١٩٩٠،‏ ذكر پيتر ادامسون،‏ محرِّر التقرير حالة اطفال العالم:‏ «لم يعُد الموت والالم على هذا النطاق امرين لا مفرّ منهما؛‏ لذلك لم يعودا مقبولَين.‏ فالمقدرة موجودة والأخلاق تفرض ذلك.‏»‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      Photo: Godo-Foto

  • جهود لإنقاذ الاولاد
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • جهود لإنقاذ الاولاد

      ‏«لقد اجتمعنا في القمة العالمية من اجل الطفل لنأخذ على عاتقنا التزاما مشتركا ولنطلق نداء عالميا ملحًّا —‏ تأمين مستقبل افضل لكل طفل.‏» —‏ مؤتمر الامم المتحدة،‏ ١٩٩٠.‏

      اجتمع رؤساء الدول ورؤساء الحكومات من اكثر من ٧٠ بلدا في مدينة نيويورك في ٢٩ و ٣٠ ايلول ١٩٩٠ لمناقشة الحالة السيئة لأطفال العالم.‏

      وقد ركز المؤتمر الانتباه العالمي على الالم الفظيع الذي يعانيه الاطفال،‏ وهو مأساة عالمية أُبقيت في طيّ الكتمان.‏ وقد اشار مندوب الولايات المتحدة پيتر تِيلِي الى ذلك بقوله:‏ «لو ان ٠٠٠‏,٤٠ من الابوام الرقطاء ماتت كل يوم لحدث سَخَط شديد.‏ لكنَّ ٠٠٠‏,٤٠ ولد يموتون،‏ وذلك لا يُلاحظ.‏»‏

      واتفق جميع الرؤساء المجتمعين على ضرورة التحرك —‏ وبسرعة.‏ فأخذوا على عاتقهم «التزاما جدّيا بإعطاء الاولوية لحقوق الاطفال،‏ لنجاتهم ولحمايتهم ونموهم.‏» فأية اقتراحات محددة قدموها؟‏

      اكثر من ٥٠ مليون حياة فتية مجهولة المصير

      كان الهدف الاساسي انقاذ حياة اكثر من ٥٠ مليون ولد يُحتمل ان يموتوا خلال تسعينيات الـ‍ ١٩٠٠.‏ ومن الممكن انقاذ الكثير من هذه الانفس الفتية بتنفيذ الاجراءات الصحية التالية.‏

      ‏• اذا تم اقناع جميع الامهات في البلدان النامية بإرضاع اطفالهن من الثدي اربعة الى ستة اشهر على الاقل،‏ فستُنقَذ حياة مليون طفل سنويا.‏

      ‏• يمكن للاستعمال الشامل لعلاج اعادة الامهاء عن طريق الفم ORT ان يخفض الى النصف معدل الوفيات التي يسببها الإسهال الذي يقتل اربعة ملايين طفل كل سنة.‏a

      ‏• يمكن للتلقيح الواسع الانتشار واستعمال المضادات الحيوية غير المكلفة ان يحولا دون وقوع ملايين الوفيات الاخرى بسبب امراض كالحصبة،‏ الكزاز،‏ وذات الرئة.‏

      وهل يمكن تنفيذ هذا النوع من البرامج الصحية؟‏ ستبلغ الكلفة على الارجح ٥‏,٢ بليون دولار اميركي سنويا بحلول نهاية العقد.‏ وبتعابير عالمية،‏ سيكون ذلك ادنى مبلغ يُنفق.‏ فشركات التبغ الاميركية تنفق هذا المبلغ كل سنة —‏ على اعلانات السجائر فقط.‏ وكل يوم تبدد دول العالم المبلغ نفسه على الانفاق العسكري.‏ أفلا يكون من الافضل ان تُنفَق هذه الاموال على صحة الاولاد المعرضة حياتهم للخطر؟‏ يذكر اعلان الامم المتحدة لحقوق الطفل بطريقة صريحة انه «للطفل على الانسانية ان تمنحه خير ما لديها.‏»‏

      طبعا،‏ يشمل تأمين «مستقبل افضل لكل طفل» اكثر بكثير من مجرد انقاذهم من موت سابق لاوانه.‏ توضح ساندرا هفْمان،‏ رئيسة مركز وقاية الطفولة من سوء التغذية،‏ في مجلة تايم ان «ORT لا يمنع الإسهال،‏ انه ينقذ الاطفال فقط من الموت منه.‏ .‏ .‏ .‏ وما يلزمنا فعله الآن،‏» كما تضيف،‏ «هو التركيز على كيفية منع المرض،‏ لا الموت فقط.‏»‏

      ولتحسين حياة ملايين الاطفال —‏ وإنقاذها ايضا —‏ أُطلقت برامج طموحة متعددة.‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ٦.‏)‏ ولن يكون تحقيق ايّ منها امرا سهلا.‏

      ماء نظيف ضمن مسافة تُقطع مشيا

      كانت فِليشِيا اونُو تقضي خمس ساعات كل يوم في جلب الماء لعائلتها.‏ وغالبا ما كان الماء الذي تحمله الى البيت ملوثا.‏ (‏ترافق ماء كهذا كارثة سنوية من خمج دودة غينيا وهو يساهم في تفشي الإسهال.‏)‏ ولكن في السنة ١٩٨٤،‏ في قريتها التي تدعى أُڠْوولَنڠْوو في نَيجيريا الشرقية،‏ حُفرت بئر ورُكِّبت مضخة يدوية.‏

      ولم تعُد الآن مضطرة الى المشي سوى مئات قليلة من الامتار لتحصل على الماء النظيف.‏ وأولادها هم بصحة افضل،‏ وأصبحت حياتها اسهل بكثير.‏ وقد صار الماء النظيف في متناول اكثر من بليون شخص مثل فِليشِيا خلال ثمانينيات الـ‍ ١٩٠٠.‏ ولكن،‏ لا يزال ملايين النساء والاولاد يقضون ساعات كثيرة كل يوم في حملٍ متعِب لدِلاء تحتوي على ماء اقل من الكمية التي تُدفَق دون مبالاة في مرحاض عادي في البلاد الغربية.‏

      ظروف مؤاتية وغير مؤاتية لتحصيل الثقافة

      ماكسيمينو تلميذ ذكي في الـ‍ ١١ من العمر يعيش في منطقة نائية في كولومبيا.‏ ورغم انه يقضي ساعات عديدة يوميا في مساعدة ابيه على الاهتمام بمزروعاتهم،‏ فهو يبلي في المدرسة بلاء حسنا.‏ انه يذهب الى إسكْويلا نْويڤا،‏ او المدرسة الجديدة،‏ وهي مدرسة ذات برنامج مرن مصمَّم لمساعدة الاولاد على اللحاق بالتلاميذ الآخرين اذا اضطروا الى التخلُّف عن المجيء الى المدرسة لايام قليلة —‏ وهذا امر شائع الحدوث،‏ وخصوصا عند جني المحاصيل.‏ والمعلمون قليلون جدا في مدرسة ماكسيمينو.‏ ولا يوجد ما يكفي من الكتب المدرسية.‏ ويشجَّع الاولاد على مساعدة واحدهم الآخر في ما لا يفهمونه،‏ وهم انفسهم يقومون بمعظم العمل المتعلق بإدارة المدرسة.‏ وهذا النظام المبتكر —‏ والذي صُمم خصوصا لسدّ حاجات المجتمعات الريفية الفقيرة —‏ يجرَّب في بلدان كثيرة اخرى.‏

      وعلى بُعد آلاف الاميال من كولومبيا،‏ تعيش في مدينة آسيوية كبيرة فتاة ذكية اخرى في الـ‍ ١١ من العمر تدعى ملينْدا.‏ لقد تركت المدرسة مؤخرا لكي تخصص ١٢ ساعة يوميا لتجمع من احد اكبر ملقيات النفايات في المدينة القطع المعدنية والپلاستيكية،‏ وذلك للافادة منها.‏ تقول ملينْدا:‏ «اريد ان اساعد ابي كي نتمكن من اكل شيء كل يوم.‏ وإذا لم اساعده،‏ فقد لا نقدر ابدا على شراء شيء نأكله.‏» وحتى في يوم وفير الانتاج،‏ لا تجلب الى البيت الا ما يعادل ٣٥ سنتا اميركيا تقريبا.‏

      مرشدون صحيون اولاد

      في ضواحي مدينة بومباي الهندية،‏ تقع مدينة صفيح (‏مدينة اكواخ)‏ تدعى ملْڤاني،‏ حيث كان المرض متوطِّنا لوقت طويل.‏ فقد بدأت الامور تتحسن اخيرا،‏ بفضل المرشدين الصحيين النشاطى مثل نِيتُو وآزيز.‏ فهما تزوران العائلات للتحقق من انه جرى تلقيح الاولاد الصغار او لرؤية ما اذا كانوا مصابين بالإسهال،‏ الجرب،‏ او فقر الدم.‏ ونِيتُو وآزيز تبلغان من العمر ١١ سنة فقط.‏ فقد تطوعتا للعمل في برنامج يُعطى الاولاد الاكبر سنا فيه مهمة مراقبة صحة الاولاد الذين هم دون الخامسة.‏ وبسبب جهود نِيتُو وآزيز —‏ وجهود عشرات الاولاد الآخرين مثلهما —‏ جرى تمنيع جميع الصغار تقريبا في ملْڤاني،‏ وصار معظم الوالدين يعرفون كيف يزوِّدون علاج اعادة الامهاء عن طريق الفم،‏ وتحسنت العادات الصحية العامة.‏

      في كل انحاء العالم،‏ يحدث تقدم هائل في مجال تلقيح الاولاد الصغار ضد الامراض الاكثر شيوعا (‏انظروا المخطَّط في الصفحة ٨.‏)‏ فقد منَّعت بنڠلادش اكثر من ٧٠ في المئة من سكانها الاطفال،‏ ومنَّعت الصين اكثر من ٩٥ في المئة.‏ ولو تمكنت كل دولة نامية من بلوغ نسبة ٩٠ في المئة،‏ لأدى ذلك،‏ كما يعتقد الخبراء الصحيون،‏ الى مناعة جماعية.‏ فعندما تُمنَّع الاغلبية الساحقة،‏ يصير انتقال المرض امرا صعبا جدا.‏

      الفقر،‏ الحرب،‏ والأيدز

      ولكنَّ الواقع المحزن هو انه في حين جرى احراز تقدم في مجال العناية الصحية والتعليم،‏ تبقى المشاكل الاخرى متمكِّنة كالسابق.‏ والفقر،‏ الحرب،‏ والأيدز هي ثلاث من اصعب المشاكل معالجة.‏

      في السنين الاخيرة كان فقراء العالم يزدادون فقرا.‏ فالدخل الفعلي في المناطق المعدِمة من افريقيا واميركا اللاتينية انخفض ١٠ في المئة او اكثر في العقد الماضي.‏ ولا يمكن للوالدين في هذه البلدان —‏ حيث يُنفَق ٧٥ في المئة من دخل العائلة على الطعام —‏ ان يتحملوا اعباء تأمين نظام غذائي متوازن لأولادهم.‏

      ‏‹أَطعمي اولادكِ خضرا وموزا،‏› هذا ما قيل لڠريس في العيادة الصحية المحلية التي تزورها.‏ لكنَّ ڠريس،‏ ام لعشرة اولاد تعيش في افريقيا الشرقية،‏ لا تملك المال لشراء الطعام،‏ ولا يوجد ماء كافٍ لكي تعتني بهذه المزروعات في قطعة ارض العائلة البالغة مساحتها ربع اكر (‏١‏,.‏ هكتار)‏.‏ ولا خيار لهم الا العيش على الذرة والفاصولياء والبقاء جياعا احيانا.‏ وإذا استمرت الامور على هذا النحو،‏ فقد لا تظهر على الارجح دلائل تحسُّن في وضع عائلة ڠريس او في وضع ملايين العائلات الاخرى ذات الحالة المشابهة.‏

      ومع ان اولاد ڠريس فقراء،‏ فهم احسن حالا من كيم زِينْڠ البالغ من العمر ثماني سنوات والذي يعيش في جنوبي شرقي آسيا.‏ فقد قُتل ابوه في حرب اهلية اقتتل فيها الاخوة،‏ وماتت امه جوعا في ما بعد.‏ وقارب كيم زِينْڠ الموت من سوء التغذية،‏ ولكنه وجد اخيرا ملاذا في مخيم للاجئين.‏ وكثيرون من الخمسة ملايين ولد الذين يذبلون في مخيمات اللاجئين حول العالم اختبروا مصاعب مماثلة.‏

      وفي بداية هذا القرن،‏ كان ٥ في المئة من اصابات الحرب بين المدنيين.‏ أما الآن فقد ارتفع العدد الى ٨٠ في المئة،‏ وأغلبية ضحايا هذه الحروب هي من النساء او الاولاد.‏ والذين نجوا من الاذى الجسدي لا يزالون يتألمون عاطفيا.‏ تقول طفلة لاجئة من بلد في جنوب وسط افريقيا:‏ «لا يمكنني ان انسى كيف قُتلت امي.‏ فقد امسكوا بها وفعلوا بها امورا شنيعة.‏ وبعد ذلك ربطوها وطعنوها.‏ .‏ .‏ .‏ انا احلم بذلك احيانا.‏»‏

      وفيما يتواصل اندلاع الصراعات العنيفة في بلد بعد آخر،‏ يبدو انه لا مفر من ان يستمر الاولاد الابرياء يعانون ويلات الحرب.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يؤذي التوتر الدولي الاولادَ غير المشمولين مباشرة بالصراعات.‏ فالقوة العسكرية تلتهم الاموال التي يمكن انفاقها في تزويد تعليم افضل،‏ صحة وقائية افضل،‏ وعناية صحية افضل.‏ والانفاق العسكري العالمي للدول الصناعية يتجاوز مجموع الدخل السنوي للنصف الافقر من الجنس البشري.‏ حتى ان الدول الـ‍ ٤٦ الافقر في العالم تنفق على آلاتها العسكرية مقدار ما تنفقه على الصحة والتعليم مجتمعَين.‏

      وفضلا عن الفقر والحرب،‏ يطارد قاتل آخر اطفال العالم.‏ ففيما جرى تقدم ملحوظ خلال ثمانينيات الـ‍ ١٩٠٠ في محاربة الحصبة،‏ الكزاز،‏ والإسهال،‏ برز كابوس صحي جديد:‏ الأيدز.‏ فقد قدَّرت منظمة الصحة العالمية انه بحلول العام ٢٠٠٠،‏ سيصاب بالخمج عشرة ملايين طفل.‏ ومعظم هؤلاء لن يبلغوا الثانية من العمر،‏ ونادرا ما يعيش ايّ منهم ليبلغ سن الخامسة.‏ يقول الدكتور ردْجنَل بولُس متأسفا،‏ وهو طبيب اطفال هايتيّ:‏ «اذا لم يُنجَز شيء في المدى القريب،‏ فالأيدز يهدد بالقضاء على كل تقدم احرزناه في مجال انقاذ الطفل في السنوات العشر الماضية.‏»‏

      ومن هذه المراجعة الوجيزة،‏ يتضح انه رغم بعض الانجازات التي تستحق المدح،‏ يبقى هدف «تأمين مستقبل افضل لكل طفل» مهمة هائلة.‏ فهل هنالك اي رجاء بأن يتحقق الحلم يوما ما؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يؤمِّن ORT للاطفال السائلَ،‏ الملح،‏ والغلوكوز الضرورية لإبطال التأثيرات المميتة للإسهال المسبب للتجفاف.‏ وقد اخبرت منظمة الصحة العالمية في السنة ١٩٩٠ انه حتى ذلك الوقت كان يجري انقاذ اكثر من مليون حياة في السنة بواسطة هذه الطريقة.‏ من اجل المزيد من التفاصيل،‏ انظروا عدد ٢٢ ايلول ١٩٨٥ من استيقظ!‏،‏ الصفحات ٢٣-‏٢٥،‏ بالانكليزية.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      اهداف للتسعينيات —‏ تحدي انقاذ الاطفال

      اخذت الدول التي حضرت القمة العالمية من اجل الطفل على عاتقها التزامات محددة عديدة.‏ وهذا ما تأمل الدول تحقيقه بحلول العام ٢٠٠٠.‏

      التلقيح.‏ ان برامج التلقيح الحالية تنقذ حياة ثلاثة ملايين طفل كل سنة.‏ لكن لا يزال مليونا طفل يموتون.‏ فبتمنيع ٩٠ في المئة او اكثر من اطفال العالم ضد الامراض الاكثر شيوعا،‏ يكون من الممكن تجنب اغلب هذه الوفيات.‏

      التعليم.‏ خلال ثمانينيات الـ‍ ١٩٠٠،‏ شهد التسجيل في المدارس انخفاضا في الكثير من دول العالم الافقر.‏ والهدف هو عكس هذا الاتجاه والتأكد انه،‏ بحلول نهاية العقد،‏ ستكون لكل طفل فرصة الذهاب الى المدرسة.‏

      سوء التغذية.‏ يعتقد المسؤولون في صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة انه «بالسياسات الملائمة،‏ .‏ .‏ .‏ يكون العالم الآن في وضع يسمح له بإطعام كل اطفال العالم والتغلب على اسوإ اشكال سوء التغذية.‏» وقُدمت اقتراحات من شأنها خفض عدد الاطفال الذين يعانون سوء التغذية الى النصف خلال العقد الحالي.‏ ويمكن لإنجاز كهذا ان ينقذ ١٠٠ مليون طفل من آلام الجوع.‏

      الماء النظيف والصحة الوقائية.‏ في السنة ١٩٨٧،‏ اوضح تقرير بْرُنتْلانْت:‏ «ان عدد حنفيات الماء القريبة في العالم النامي هو دلالة اوضح على صحة المجتمع من عدد اسرَّة المستشفيات.‏» وفي الوقت الحاضر،‏ يفتقر اكثر من بليون شخص الى الماء النظيف.‏ وضعف هذا العدد هم بدون صرف صحي للفضلات.‏ والهدف هو جعل مياه الشرب الآمنة في متناول الجميع وتأمين وسائل صحية لصرف الفضلات البشرية.‏

      الحماية.‏ في العقد الماضي،‏ كانت الحروب السبب وراء اكثر من خمسة ملايين اصابة بين الاطفال.‏ وشُرِّد خمسة ملايين طفل آخرين.‏ وهؤلاء اللاجئون،‏ بالاضافة الى ملايين الاولاد الذين يعيشون في الشوارع والعاملين الاولاد،‏ هم بحاجة عاجلة الى الحماية.‏ وتسعى الاتفاقية حول حقوق الطفل —‏ والتي صدَّق عليها اكثر من مئة دولة —‏ الى حماية جميع هؤلاء الاولاد من العنف والاستغلال.‏

      ‏[الجدول في الصفحة ٧]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      المسببات الرئيسية لوفيات الاطفال

      ‏(‏اطفال دون الخامسة)‏

      ملايين الوفيات كل سنة (‏تقديرات ١٩٩٠)‏:‏

      ٥١‏,٠ مليون السعال الديكي

      ٧٩‏,٠ مليون الكزاز الوليدي

      ٠‏,١ مليون الملاريا

      ٥٢‏,١ مليون الحصبة

      ٢‏,٢ مليون اخماج تنفسية اخرى

      ٠‏,٤ ملايين المرض الإسهالي

      ٢‏,٤ ملايين مسببات اخرى

      المصدر:‏ منظمة الصحة العالمية واليونيسف

      ‏[الجدول في الصفحة ٨]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      التقدُّم في تلقيح الاطفال في العالم النامي ١٩٨٠-‏١٩٨٨

      النسبة المئوية للاطفال دون الـ‍ ١٢ شهرا الذين لُقحوا

      السنتان

      ١٩٨٠ ١٩٨٨

      DPT3‏٭‏ ٢٤٪‏ ٦٦٪‏

      شلل الاطفال ٢٠٪‏ ٦٦٪‏

      السل ٢٩٪‏ ٧٢٪‏

      الحصبة ١٥٪‏ ٥٩٪‏

      ‏٭‏ DPT3:‏ لقاح مشترك ضد الخُناق،‏ السعال الديكي (‏الشاهوق)‏،‏ والكزاز.‏

      المصدر:‏ منظمة الصحة العالمية واليونيسف (‏ارقام السنة ١٩٨٠ لا تشمل الصين)‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٤‏]‏

      Photo: Godo-Foto

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة