-
الاولاد المفقودون — ما مدى تفشي هذه المأساة؟استيقظ! ١٩٩٥ | شباط (فبراير) ٨
-
-
الاولاد المفقودون — ما مدى تفشي هذه المأساة؟
‹ولدي مفقود!›
بالنسبة الى معظم الوالدين، قلَّما توجد اسباب للشعور بقلقٍ يفوق ذاك الذي يجعلهم يتفوَّهون بهاتين الكلمتين. وفي حين لا يمكن تحديد رقم عالمي دقيق لعدد الاولاد المفقودين الغائبين عن بيوتهم، بإمكاننا ان نعرف مدى تفشي هذه المأساة من التقارير التي تُنشر في بلدان كثيرة.
في الولايات المتحدة، تُدرج كل سنة اسماء ٠٠٠,٥٠٠ الى اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,١ ولد، وذلك حسب الطريقة التي يصنَّفون بها، في قائمة المفقودين الغائبين عن بيوتهم. وقد يكونون إما مفقودين لفترة زمنية قصيرة او مفقودين بشكل دائم. وتخبر انكلترا ان نحو ٠٠٠,١٠٠ ولد يختفون سنويا، مع ان البعض يقولون ان العدد اكبر بكثير. وتحدَّث الاتحاد السوڤياتي السابق عن اختفاء عشرات الآلاف من الاولاد. وفي جنوب افريقيا يقال ان العدد يزيد على ٠٠٠,١٠. وفي اميركا اللاتينية يواجه ملايين الاولاد هذه المأساة.
اشار ناطق باسم وزارة الداخلية الايطالية الى حجم المشكلة هناك عندما كتب في صحيفة L’Indipendente: «انهم يغادرون البيت كما في ايّ يوم آخر. فيذهبون الى المدرسة او للعب، ولكنهم لا يعودون. انهم يختفون، كما لو انه لم يعُد لهم وجود. وبيأس يبحث عنهم اعضاء عائلاتهم، لكن ليس هنالك سوى آثار مبهمة، دلائل غير كافية، شهود عيان قليلين — وغير متأكدين.»
وفي الولايات المتحدة كشفت دراسة حديثة حول حجم هذه المشكلة ان العنوان «اولاد مفقودون» يشتمل في الواقع على فئات عديدة. احدى الفئات هي الاولاد الذين يخطفهم الغرباء. وفئة اخرى هي الاولاد الذين يخطفهم احد والدَيهم، كما في حالات الوصاية على الاولاد. ثم هنالك المنبوذون، اولاد لا يرغب فيهم والدوهم او اوصياؤهم. وهنالك ايضا الهاربون، وهم يؤلفون فئة كبيرة اخرى. وهنالك الذين يتيهون او ينفصلون عن عائلتهم لعدة ساعات او ليوم او يومين — وهم في معظمهم اولاد يبقون خارج البيت الى ما بعد الوقت المتفَّق عليه او اولاد اساء والدوهم فهم نواياهم. وقليلون جدا من هؤلاء يبقون مفقودين بشكل دائم.
ولكن ماذا يحدث للاولاد المفقودين في الفئات الاخطر؟ لماذا تحدث هذه المأساة؟ يفحص هذا العدد من استيقظ! الاوجه المختلفة لهذه المأساة ويجيب عن السؤال: متى سينتهي ذلك؟
-
-
عندما يخطف الغرباء الاولاداستيقظ! ١٩٩٥ | شباط (فبراير) ٨
-
-
عندما يخطف الغرباء الاولاد
«من فضلكم ساعدونا على ايجادها. نتوسل اليكم، ساعدوا سارا!»
ان هذا الالتماس الحار من والدَين مَكروبَين بثَّه التلفزيون في كل انحاء الولايات المتحدة كمحاولة لاستعادة ابنتهما سارا آن وود البالغة من العمر ١٢ سنة. فقد خُطفت قبل ذلك بثلاثة اسابيع فيما كانت عائدة الى البيت وهي تقود دراجتها على طول الطريق الريفي في المنطقة التي تعيش فيها.
مشَّط فريق بحث كبير الغابات، الحقول، والبحيرات المجاورة بحثا عن آثار للفتاة المفقودة. وفي الوقت نفسه تقريبا، ظهرت تينا پيراينن، والدة مَكروبة ايضا في ولاية مجاورة، على شاشات التلفزيون تلتمس العون من اجل ابنتها المفقودة. فقد أُغريت هولي البالغة من العمر عشر سنوات ان تسلك طريقا مشجَّرا، واختفت في اقل من ساعة. وفي ما بعد، وُجدت جثتها في حقل.
ان الحياة بالنسبة الى والدي الاولاد المفقودين هي محنة أليمة. فلديهم صراع يومي مع الشك في ما اذا كان ولدهم حيا، ربما متأذيا جسديا او مساء اليه جنسيا، او ميتا، كما في حالة آشلي الصغيرة. فقد ذهبت آشلي مع عائلتها للتفرُّج على اخيها وهو يشترك في مباراة لكرة القدم. وإذ ملَّت التفرُّج، سارت نحو الملعب — واختفت. وبعد ذلك وُجدت جثة آشلي في حقل مجاور. لقد خُنقت.
كابوس مريع
في الولايات المتحدة، ستختبر ٢٠٠ الى ٣٠٠ عائلة كل سنة هذا الكابوس المريع — اختطاف ولد واحتمال عدم رؤيته ابدا على قيد الحياة في ما بعد. وفي حين ان الاعداد تبدو صغيرة بالمقارنة مع الجرائم العنيفة الاخرى المرتكَبة، فالرعب والذعر اللذان ينتشران في مجتمعات بكاملها يصيبان آلاف الاشخاص. وقد يتساءلون وهم في صدمة: ‹كيف يمكن ان تحدث مأساة كهذه هنا؟ هل سيكون ولدي هو التالي؟›
في الولايات المتحدة، يتراوح العدد السنوي للحالات المخبر بها المرتبطة بخطف الاولاد بين ٢٠٠,٣ و ٦٠٠,٤. وثلثا هذا العدد او حتى اكثر يجري الاعتداء عليهم جنسيا. لاحظ ارنست ا. آلن، رئيس المركز القومي للاولاد المفقودين والمستغَلّين: «السبب الرئيسي جنسي، وتتبعه نية القتل.» واستنادا الى وزارة العدل الاميركية، تُرتكَب اكثر من ٠٠٠,١١٠ محاولة خطف اخرى كل سنة، بواسطة سائقي سيارات عموما، وهم عادة من الرجال، يحاولون اغراء الولد ليدخل سيارتهم. وتختبر بلدان اخرى ايضا موجة من العنف المرتكَب ضد الاولاد.
هل يتحمل المجتمع المسؤولية ايضا؟
بشأن قتل الاولاد، يُظهر باحث اوسترالي ان ذلك ليس «امرا يحدث بشكل عشوائي.» ففي كتابه قتل الابرياء — قتلة الاولاد وضحاياهم، يذكر پول ويلسون ان «القتلة والمقتولين على السواء هم عالقون في حلقة مفرغة احدثها المجتمع نفسه.»
قد يبدو غريبا الاعتقاد ان المجتمع يمكن ان يكون مسؤولا عن هذه المأساة، او على الاقل مساهما فيها، لأن معظم الناس يعتبرون استغلال الاولاد وقتل الاولاد عملَين مريعَين. لكنَّ المجتمعات الصناعية، وحتى الكثير من المجتمعات الاقل تقدُّما، مشبعة بالافلام، البرامج التلفزيونية، ومواد القراءة التي تمجد الجنس والعنف.
وهنالك الآن المزيد والمزيد من الافلام الخلاعية التي تصوِّر الجنس بشكل فاضح اكثر، والتي تُظهر اولادا وحتى راشدين لابسين بطريقة تجعلهم يبدون كالاولاد. وهذه الافلام تعرض الجنس الصريح والعنف اللذين يشملان اولادا. ويلاحظ ويلسون ايضا في كتابه ان هنالك افلاما تحمل عناوين مثل موتُ حدثٍ، التعذيب البطيء، و قطع الاوصال للمبتدئين. وكم كبير هو جمهور الفن الاباحي والعنف الساديّ؟ انها لَصناعة تكسب بلايين كثيرة من الدولارات!
ان للعنف المصوَّر بشكل حي وللفن الاباحي اثرا بالغا في حياة الذين يستغلون الاولاد. فقد اعترف مرتكب جرائم جنسية — كان قد قتل خمسة صبيان — بعد ان أُدين: «انا مضاجع اولاد لوطيّ مُدان لارتكابي القتل، والفن الاباحي كان عاملا حاسما في ما ابتُليت به.» ويوضح الپروفسور بيريت آس، من جامعة اوسلو، تأثير الفن الاباحي المتعلق بالاولاد: «لقد ارتكبنا خطأ جسيما في نهاية ستينات الـ ١٩٠٠. فقد اعتقدنا انه يمكن ان يحل الفن الاباحي محل الجرائم الجنسية بتزويد متنفَّس لمرتكبي الجرائم الجنسية، ورفعنا القيود عنه. والآن نحن نعلم اننا كنا مخطئين: ففن اباحي كهذا يجعل الجرائم الجنسية شرعية. انه يقود مرتكب الجرم الى التفكير: ‹اذا كان بإمكاني مشاهدة ذلك، فلا بأس في فعله.›»
وفيما يصير الراشد مدمنا على الفن الاباحي، تزداد رغبته في الاثارة الجنسية. فيغدو البعض نتيجةً لذلك على استعداد لاستعمال إما الاكراه او العنف للحصول على اولاد يستخدمونهم لأهدافهم المنحرفة، بما في ذلك الاغتصاب والقتل.
وهنالك اسباب اخرى لخطف الاولاد. فقد ازداد هذا في بعض البلدان بسبب الاحوال الاقتصادية الرديئة. فالخاطفون يستهدفون الاولاد اذ تغريهم المبالغ الطائلة التي تدفعها العائلات الغنية كفدية. وكل سنة يُخطف اطفال كثيرون ويباعون لعصابات تَبَنٍّ تنقلهم الى خارج البلاد.
مَن يؤلفون الجزء الاكبر من الاولاد المفقودين؟ وماذا يحدث لهم؟ ستمعن المقالتان التاليتان النظر في هذه المسألة.
[الاطار في الصفحة ٦]
ملايين الاولاد يُستخدمون في البغاء
استنادا الى الامم المتحدة، أُجبر عشرة ملايين ولد تقريبا، معظمهم في البلدان النامية، على البغاء، وكثيرون منهم كانوا قد خُطفوا. وقد ازدادت هذه المهنة المنكَرة في افريقيا، آسيا، وأميركا اللاتينية مع ازدياد السياحة الاجنبية. وفي بعض المناطق، من بين ملايين السياح، وخصوصا من البلدان الاغنى، نحو الثلثَين هم «سياح بهدف الجنس.» ولكن هنالك يوم حساب، لأن جرائم الانسان ‹مكشوفة لعيني ذلك الذي معه امرنا،› يهوه اللّٰه. — عبرانيين ٤:١٣.
[الصورة في الصفحة ٥]
انه لَكابوس مريع عندما يُختطف ولد
-
-
عندما يقوم الوالدون بالخطفاستيقظ! ١٩٩٥ | شباط (فبراير) ٨
-
-
عندما يقوم الوالدون بالخطف
بعد ان عانت شيريل سنين من الضرب العنيف والاساءة العاطفية الشديدة من قِبل زوجها ثم تركها في النهاية من اجل امرأة اخرى، رفعت دعوى للحصول على طلاق.a وعندما منحتها المحاكم الوصاية الكاملة على اولادها، عاد الهدوء شيئا فشيئا وابتدأت تضم شتات حياتها — الى اليوم الذي فيه رنَّ جرس الهاتف. لقد كان زوجها السابق. قال: «اذا اردتِ رؤية الاولاد ثانيةً، يجب ان توافقي على الزواج بي من جديد»! لقد خُطف اولاد شيريل بمنعهم من العودة الى امهم وذلك بعد زيارة لأبيهم دامت شهرا في بلده الام.
تقدمت شيريل التي سحقها ذلك بالتماس الى وزارة الخارجية الاميركية لكنها لم تجد طريقة قانونية لاستعادة اولادها الموجودين في بلد آخر. فعاودتها مشاعر العجز المطبق التي انتابتها طوال سنوات الضرب. توضح: «الامر هو نفسه تقريبا. . . . فأنت لا تعلم كيف توقف ذلك.»
«العنف النفسي»
قيل ان الخطف الذي يقوم به احد الوالدَين هو «من افظع اعمال العنف النفسي» المرتكَبة ضد احد الوالدَين وضد الولد. وعن خاطفين كهؤلاء قالت كارولين زوڠ، المديرة التنفيذية لـ «مؤسسة العثور على الاولاد في اميركا»: «كثيرون من الوالدين يفعلون ذلك للانتقام، وهم ينتقمون بأسوإ طريقة ممكنة وفي المجال الحساس اكثر. انه المجال الاحم بالنسبة الى [الوالدين الذين لهم حق الوصاية الشرعي] — أعزّ ما لديهم، اولادهم. . . . وهم لا يفكرون في الولد، انما فقط في انفسهم وفي الانتقام — الثأر.»
ان اختطاف ولد من قِبل احد الوالدَين لا يعرِّض الطرف الآخر لمشاعر الغضب، الضياع، العجز، والقلق فحسب بل يضرّ في اغلب الاحيان بخير الولد العاطفي الى حد ما. ففي بعض الحالات قد يُجبر الولد على التنقل باستمرار من مكان الى آخر كي لا يُكتشَف مكانه، محروما من صلات الحنان اللصيقة وعرضة للاستماع الى حقائق مشوَّهة وأكاذيب عن الوالد الآخر. وقد يُحدث هذا الاختبار عددا كبيرا من الاضطرابات، كسَلَس البول الليلي، الارق، الاعتماد العاطفي، الخوف من النوافذ والابواب، والذعر الشديد. وحتى عند الاولاد الاكبر سنا، يمكن ان يُحدث هذا الاختبار الحزن والغضب.
في الولايات المتحدة، هنالك اكثر من ٠٠٠,٣٥٠ حالة كل سنة يخرق فيها احد الوالدَين امر المحكمة بشأن الوصاية فيأخذ الولد او لا يعيد الولد في الوقت المحدَّد. وفي اكثر من ٠٠٠,١٠٠ من هذه الحالات، يخفي احدُ افراد العائلة الولدَ بهدف ابعاده بشكل دائم عن الوالد الآخر. والبعض يؤخَذون الى خارج الولاية او حتى الى خارج البلد.
اسباب اخرى
هل الرغبة في التصالح او روح الانتقام هي ما يدفع الوالدين دائما الى خطف اولادهم؟ يوضح مايكل نِپفِنڠ من «مؤسسة العثور على الاولاد في اميركا» ان بعض الوالدين يخشون خسارة معركة الوصاية مع رفيق الزواج السابق و«بدافع الخوف يستبِقون الامور.» او عندما تعيَّن الوصاية ويستمر احد الوالدَين في رفض حقوق الوالد الآخر في الزيارة، عندئذ تتولد مشاعر الاحباط. يوضح نِپفِنڠ: «اذا كنت تحب ولدك ورُفض حقك في رؤيته، تميل الى التفكير في انه لا خيار لك الا اختطاف الولد والفرار.»
ويقول ايضا ان ‹معظم الناس لا يدركون عواقب خطف ولد. فهم لا يدركون انهم سيلاقون مشقة لإيجاد عمل. فقد صدرت مذكرات لايقافهم. انهم يعتقدون ان المشكلة هي فقط بينهم وبين الوالد الآخر. وهم لا يدركون ان الشرطة متورطة في ذلك. وهم بحاجة الى محاميَين بدلا من واحد لأنه عليهم الآن ان يعالجوا التهمة الجنائية بالاضافة الى المشكلة المدنية المتعلقة بمَن يحصل على الوصاية على الولد.›
وقد يشك بعض الوالدين في ان ولدهم يتعرض للاذى من قِبل الوالد الآخر. وإذا كان الجهاز القضائي بطيئا في اتخاذ الاجراءات، فعندئذ قد يضطر الوالد اليائس الى اتخاذ اجراء بصرف النظر عن العواقب. وهذا ما تبيَّن في حالة هيلاري مورڠن البالغة من العمر خمس سنوات. فقد نصح طبيب نفسي للاطفال بإيقاف الزيارات بين هيلاري وأبيها، داعيا الدليل على الاساءة «واضحا ومقنعا.» لكنَّ المحاكم حكمت بأن الاساءة ليست امرا مؤكدا وفرضت زيارات لا اشراف عليها. فخرقت الدكتورة اليزابيث مورڠن، والدة هيلاري، قرار المحكمة وخبَّأت ابنتها. ويتعاطف الناس كثيرا مع والد يخطف ولده ويهرب لحمايته.
وفي حالة اليزابيث مورڠن، خسرت مهنتها الجراحية، قضت اكثر من سنتين في السجن، وتراكمت عليها ديون طبية وقانونية بلغت اكثر من ٥,١ مليون دولار اميركي. وأوضحت لمجلة اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي: «يقول لي الخبراء انه لو لم اوقف الاساءة لَصارت ابنتي الآن مجنونة بشكل دائم. . . . كان عليَّ ان اقوم بالمهمة التي رفضت المحكمة القيام بها: انقاذ ابنتي.»
صحيحة فعلا هي الملاحظة التي ذكرها الباحثان ڠرايف وهيڠر بشأن اعمال الخطف التي يقوم بها الوالدون: «انها حوادث معقدة للغاية لأنها، كبركة عميقة من الماء، تبدو مختلفة قليلا حسب الزاوية التي يُنظر منها؛ فكلما حدَّق المرء في الماء رأى شيئا جديدا.» — عندما يخطف الوالدون — العائلات وراء الخطوط العريضة.
وبالاضافة الى الاولاد الذين يخطفهم احد الوالدَين او شخص غريب، هنالك ملايين من الاولاد المفقودين الآخرين في كل انحاء العالم — المنبوذين والهاربين. فمَن هم هؤلاء، وماذا يحدث لهم؟
[الحاشية]
a جرى تغيير الاسم.
-
-
المنبوذون والهاربوناستيقظ! ١٩٩٥ | شباط (فبراير) ٨
-
-
المنبوذون والهاربون
«قصصتُ شعري، لبست ثياب الرجال، طوّقت عنقي بالسلاسل والأقفال، وغرزت دبوس امان في خدي، وبهذه الطريقة بدأتُ حياتي كواحدة من الپانْك.» — تامارا.
لو تسنَّت لكم رؤية تامارا تجول في الشوارع، هل كنتم حزرتم انها مراهقة وحيدة مُساء اليها تركها جوُّ حياتها العائلية مجرَّدة من الرعاية والحنان اللذين كانت تنشدهما من خلال هذا التصرُّف؟ ام كنتم اعتقدتم انها ثائرة تسعى وراء المشاكل مع القانون او ربما وراء حياة الاجرام؟ تكشف تامارا لـ استيقظ! الحوادث المريعة التي ادت الى عيشها حياة من هذا النوع من عمر ١٤ سنة، نمط حياة لم تتمناه قط.
المنبوذون
تروي تامارا: «ترعرعت في بلدة جبلية صغيرة في ايطاليا، في عائلة لا تعرف معنى الحنان. وللأسف، كنت اشهد الخلافات الحادة التي تنفجر بين والديَّ والإهانات التي لا يليق ذكرها والتي كانا يتبادلانها في تلك المناسبات. وغالبا ما كنت اتورط اخيرا في الشجار وأُضرب دون رحمة من قِبل ابي القاسي القلب. وكنت احمل آثار الضرب على جسمي طوال اسابيع.
«عندما صرت في الـ ١٤ من العمر، اعطاني ابي بعض المال وتذكرة ذهاب دون اياب بالقطار الى اقرب مدينة، حيث كانت هنالك اخطار كثيرة. فصادقتُ احداثا آخرين مثلي لم يكن لديهم احد يكترث لأمرهم. وصار كثيرون منا كحوليين. وصرت متعجرفة، بلا تهذيب، وعدائية. وكثيرا ما كنت ابقى بلا طعام. وفي احدى امسيات الشتاء اضطررنا أصدقائي وأنا الى حرق الاثاث للاستدفاء. وكم كنت اتوق الى عائلة تعتني بي، تهتم بمشاعري، همومي، مخاوفي. لكني كنت وحيدة، اعاني مرارة الوحدة.»
هنالك مئات الآلاف من الاشخاص مثل تامارا في عالم اليوم. وفي كل قارة، هنالك اولاد هجرَهم والدون مهملون لمسؤولياتهم.
الهاربون
يقرِّر احداث آخرون مغادرة البيت لأن البيت «مكان مريع جدا بحيث لا مجال ليبقوا فيه؛ فالبقاء مؤلم جدا، وخطر للغاية، ولذلك يهربون للعيش في الشوارع.» — المجلة الطبية لولاية نيويورك.
تُرك دومِنْڠوس البالغ من العمر تسع سنوات في ميتم عندما تزوجت امه من جديد. وبسبب ضرب الكهنة له، خطط للفرار. فاستعادته امه، لكنَّ زوج امه صار يشبعه ضربا باستمرار. وأصبح الهرب الطريقة الوحيدة لايجاد الراحة من الوحشية في البيت.
من المحزن ان «لا يتمكن ملايين الاولاد من الوثوق بالراشدين في بيوتهم الخاصة لتأمين مستوى ادنى من الرعاية الآمنة،» كما تكتب أنورادا ڤيتاتْشي في كتابها الطفولة المسلوبة — في البحث عن حقوق الطفل. وتكتب ايضا: «يقدَّر ان ثلاثة اولاد في الولايات المتحدة يموتون كل يوم من الاساءة التي يرتكبها والدوهم.» وفي حالات كثيرة جدا، ينتهك احد افراد العائلة حرمة الولد الجنسية بدلا من حمايتها.
مستغَلّون ومتأذّون
أُجبر دومِنْڠوس على العيش مع اولاد شوارع آخرين كانوا ينهمكون في اعمال نهب وسرقة، بالاضافة الى تعاطي المخدِّرات وبيعها. ومن المؤسف ان كثيرين ممَّن يهربون من الاحوال السيئة في البيت يستغلُّهم القَوّادون، مضاجعو الاولاد، وعصابات الفن الاباحي. ففي جوعهم ووحدتهم يُقدَّم لهم مكان يأوونه مع وعود بأن يهتم راشد «محب» بهم، لكنهم لا يجدون انفسهم إلا وهم يدفعون الثمن بأجسادهم في حياة البغاء. وبدون مهارات عمل، يتعلم كثيرون الاستمرار في العيش في الشوارع بأية وسيلة ممكنة، بما في ذلك اغواء الغير لهم وإغواؤهم للغير. والبعض لا يتمكنون من البقاء على قيد الحياة. فالمخدِّرات، المشروبات الكحولية، القتل، والانتحار تحصد حياة احداث كثيرين.
وتعليقا على حياة اولاد الشوارع، قالت فتاة سبق ان مارست البغاء: «ينتابك شعور بالخوف هناك. وما يجعلني استاء هو ان اناسا كثيرين يعتقدون عند رؤية ولد نائم في قطار، او عند رؤية ولد يتسكع في الشوارع طوال الوقت، انه هو مَن اراد ذلك. وبما اني الآن صرت اكبر سنا، فأنا لا ارى الامور هكذا. فكل ولد من هؤلاء الاولاد يستغيث بطريقته الخاصة. انهم لا يريدون ان يكونوا هكذا، لكنَّ والديهم لا يريدونهم.»
البحث عن «الحرية»
هنالك ايضا مئات الآلاف من الاحداث الذين يُبلَّغ عن فقدانهم والذين غرَّتهم الشوارع بضروب الحرية التي يتخيَّلون انها موجودة هناك. فالبعض يريد الحرية من الفقر. والبعض يرغب في الحرية من السلطة والقواعد الابوية التي ربما تجعلهم يشعرون بأنهم مقيَّدون جدا.
كانت ايما حدثة ذاقت طعم الحرية المزعومة من السيطرة الابوية ومن مبادئ البيت المسيحي. فقد غادرت البيت لتعيش مع اصدقائها وصارت مستعبَدة للمخدِّرات. ولكن بعد ان اختبرت وحشية الشوارع، عبَّرت ايما عن رغبتها في العودة وفي التوقف عن تعاطي المخدِّرات. إلا انها، وللاسف، لم تقطع صلاتها بعشرائها الاردياء، وفي احدى امسيات الصيف، فيما كانت مع اصدقائها، حقنوا انفسهم بالهيروئين. وبالنسبة الى ايما كانت تلك هي المرة الاخيرة. فقد دخلت في غيبوبة وماتت في اليوم التالي، وحيدة بعد ان تركها «اصدقاؤها.»
هل يمكن ان يختبر الاولاد الذين وقعوا ضحية اعمال والديهم او غيرهم مستقبلا افضل؟ هل سيكون هنالك يوما ما عالم لا يستغِل الاحداث؟ ايّ امل هنالك في ان تُحسَّن الحياة العائلية وتُقدَّر بحيث لا يعود الاحداث يرغبون في الهرب؟ يمكن ايجاد الاجوبة في المقالة التالية.
-
-
متى ستنتهي المأساة؟استيقظ! ١٩٩٥ | شباط (فبراير) ٨
-
-
متى ستنتهي المأساة؟
متى لا يعود الاولاد يقعون ضحية الخطف، الاساءة، الاستغلال، وفي اغلب الاحيان ضحية التأثير السيئ لنظرائهم؟ هل يمكن حماية الاولاد بالتشدُّد في فرض القانون والعقوبات الاقسى على الجرائم المرتكَبة ضدهم؟ هل يمكن للمزيد من البرامج الاجتماعية التي تهدف الى تزويد الطعام، المسكن، والثقافة ان يضع حدا للاساءة والهرب؟ هل تعليم الوالدين الذين يهتمون بأمر اولادهم مهارات اتصال افضل يمكن ان يساعدهم على مواجهة اوهام الاثارة التي تشدُّ اولادهم الى بيئات هدامة؟
مع ان اجراءات كهذه يمكن ان تكون مساعِدة، سيبقى الاولاد معرَّضين للكثير من الالم حتى يُزال السبب الاساسي لمآسٍ كهذه. وحسبما قال احد الاحداث، كل مبادرة تهدف الى معالجة مشاكل الاولاد الهاربين ولا تمنع الاساءة او الاهمال في البيت لا يُحتمل ان تكون فعَّالة جدا، اذ ان الضرر قد وقع.
السبب الاساسي
ما هو سبب كل هذه المشاكل؟ وكيف تُزال؟ يوضح الكتاب المقدس ان العائلة كوحدة تهاجمها مخلوقات روحانية شريرة غير منظورة، الشيطان وأبالسته، تُسَرُّ بالوحشية، الاستغلال الجنسي، والانحراف. (تكوين ٦:١-٦؛ افسس ٦:١٢) وعندما كان يسوع على الارض، تعرَّض الاولاد لهجوم من هؤلاء الابالسة. فقد عانى صبي عذاب صرعه وإلقائه في النار. — مرقس ٩:٢٠-٢٢.
وحتى قبل مجيء يسوع الى الارض بقرون، كانت الابالسة تجد متعة بالغة في تعذيب وحرق الاولاد الصغار حتى الموت بتقديمهم الى آلهة وثنية كريهة كالبعل، كموش، ومولك. (١ ملوك ١١:٧؛ ٢ ملوك ٣:٢٦، ٢٧؛ مزمور ١٠٦:٣٧، ٣٨؛ ارميا ١٩:٥؛ ٣٢:٣٥) ولذلك، في عالمنا الحاضر الذي يصير فاسدا اخلاقيا اكثر فأكثر، لا يجب ان يدهش المرء استهدافُ الابالسة للاولاد ليتألموا على ايدي عملاء بشر راغبين في ذلك ينزلون الخزي، الالم، والموت بالصغار. وغالبا ما يغذي مرتكبو جرائم وحشية كهذه افكارهم بالفن الاباحي الذي يؤجج نار انحرافاتهم.
لقد ازداد الضغط الذي تمارسه الابالسة على الجنس البشري في زمننا، وذلك لأن الكتاب المقدس يدعو هذه الفترة من التاريخ «الايام الاخيرة» لنظام الاشياء الشرير الحاضر. وقد سبق فأُنبئ ان هذه الازمنة ستكون «صعبة.» فالآن، وبشكل لم يسبق له مثيل، يؤدي تأثير الابالسة الى جعل بشر يعكسون الفساد الاخلاقي لهذه المخلوقات الشريرة. وقد سبق وأنبأ الكتاب المقدس ان الناس في ايامنا سيكونون شرسين، عديمي النزاهة، بلا حنو، غير محبين للصلاح. — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥، ١٣.
وهذا يصف جيدا الناس الجشعين الذين ينتجون افلاما، اسطوانات، مجلات، وكتبا تمجد الزنا، المخدِّرات، الانتحار، القتل، الاغتصاب، سفاح القربى، الاحتجاز، والتعذيب. وبواسطة هذه الوسائل وبوسائل اخرى ايضا، تروِّج الابالسة ثقافة هي كالهواء الرديء الذي يلوِّث عقول وقلوب الصغار والكبار على السواء، مقوِّضة القيم العائلية والاخلاق التقوية.
ان الازدياد في خطف الاولاد، التحرُّش بهم، وقتلهم هو جزء من علامة الايام الاخيرة. وبالاضافة الى ذلك، يقول الكتاب المقدس ان ‹الناس سيكونون محبين لأنفسهم، بلا رضى، دنسين، خائنين.› ولهذا السبب غالبا ما تتحطم رُبُط الزواج في ايامنا بعد مضيّ وقت قصير. ومع تزايد الطلاق، يتزايد الخطف الذي يقوم به الوالدون ايضا. ويتزايد ضرب وقتل رفقاء الزواج الحاليين والسابقين، والاغلبية الساحقة من الضحايا هم نساء. وهكذا نرى جيلا من الاولاد يشجعهم والدوهم على الهرب عندما يضربونهم ويسيئون اليهم. وعلاوة على ذلك، فإن زمننا موسوم بأولاد «غير طائعين لوالديهم،» «(معاندين)» يفضلون الهرب مع اصدقائهم بدلا من احترام القيم التَّقَوية. — ٢ تيموثاوس ٣:٢-٤.
المأساة ستنتهي قريبا
لكنَّ تأثير الشيطان وأبالسته سينتهي قريبا. (رؤيا ١٢:١٢) فالنبوة في الرؤيا ٢٠:١-٣ تذكر ان اللّٰه سيزيل الشيطان وأبالسته من الطريق. وبعد ذلك، سيحكم ملكوت اللّٰه السماوي، بين يدي يسوع المسيح، هذه الارض بالبر، مانحا العدل وضامنا الامن للجميع. (مزمور ٧٢:٧، ٨؛ دانيال ٢:٤٤؛ متى ٦:٩، ١٠) وستزول الانظمة التجارية الجشعة التي تظلم الفقراء وتستغل الضعف البشري سعيا وراء الربح، لأن «العالم يمضي وشهوته.» (١ يوحنا ٢:١٧) وجميع الذين يمارسون الشر سيزالون من الوجود، كما ينبئ سفر الامثال ٢:٢٢: «أما الاشرار فينقرضون من الارض.»
توضح ميخا ٤:٤ انه في عالم اللّٰه الجديد سينعم الجميع بالامن والسلام: «لا يكون مَن يرعب.» وكيف ذلك؟ بواسطة ناموس المحبة الملوكي. وذلك الناموس الرفيع سيضبط كل فكر وعمل. والعائشون في ذلك الوقت سيكونون قد تعلموا ان يعكسوا شخصية يسوع وأبيه يهوه اللّٰه، لأنهم إن لم يفعلوا ذلك، فلن يُسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة. وبلبسهم «احشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة،» ستُستأصل الانانية من التركيب البشري. (كولوسي ٣:١٢) وستشعُّ الحياة سعادة؛ ووجود بيوت تتوهج دفئا وحنانا سيُعتبر امرا اعتياديا في كل انحاء الارض.
تعِد اشعياء ٦٥:٢١-٢٣ بوفرة من الطعام والبيوت الجيدة لكل شخص: «يبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها. . . . لا يتعبون باطلا ولا يلدون للرعب.» فلا اساءة بعد الآن. ولا معاناة بعد الآن للاولاد او للوالدين.
الاستفادة الآن
وحتى في هذا الوقت، في الساعات الاخيرة من هذا النظام الشرير، تُحصد الفوائد من معرفة يهوه وقصده المتعلق بردّ هذه الارض الى فردوس. وقد منح ذلك احداثا ووالدين كثيرين رجاء وسببا للسعادة، حتى ولو كانوا ضحية ازمنتنا. مثلا، توضح تامارا المذكورة في مقالتنا السابقة ما حدث في حياتها.
«عندما بلغتُ الـ ١٨ من العمر، تزوجت وقطعت صلاتي تقريبا ‹بأصدقائي،› اذ انتهى الامر بالبعض الى السجن، الوقوع في قبضة المخدِّرات، او ممارسة البغاء. ولكن كانت لا تزال لدي الشخصية نفسها، لذلك ابتدأت الخلافات مع زوجي. انما بعيد ولادة ابننا، حدث شيء غيَّر حياتي كليا. فقد وجدتُ كتابا مقدسا وابتدأت اقرأه. وفي احدى الامسيات قرأت الاصحاح في سفر الامثال الذي يقول ان ‹ايجاد الحكمة هو مثل ايجاد كنوز.› (امثال ٢:١-٦) وقبل ان انام في تلك الليلة، صليت طلبا لتلك الحكمة. وفي الصباح التالي، قرع شهود يهوه جرس بابي. وابتدأتُ ادرس الكتاب المقدس معهم، لكنَّ تطبيق ما كنت اتعلمه من الكتاب المقدس استغرق بعض الوقت. وأخيرا، صرت مصممة على اتِّباع طريقة الحياة المسيحية واعتمدت. والآن، برفقة زوجي، اساعد الآخرين على الحصول على الراحة التي يزوِّدها اللّٰه.»
نعم، وجدت تامارا مصدر كل راحة، يهوه اللّٰه. فهو اب سماوي لا يترك ابدا الذين يلتصقون به. يخبرنا المزمور ٢٧:١٠: «ان ابي وأمي قد تركاني والرب يضمني.»
ودومِنْڠوس، الذي سبق ذكره، وجد هو ايضا عائلة حقيقية منحته التعزية، التشجيع، والدعم. يروي: «في احد الايام تسلَّمتُ نسخة من كتاب الاستماع الى المعلم الكبير ودهشتُ عندما علمتُ ان للّٰه اسما، يهوه.a فحضرت احد اجتماعات شهود يهوه ودهشت عندما لم ارَ اية تفرقة اجتماعية. فابتدأ الشهود يدرسون الكتاب المقدس معي رغم رداءة ملابسي، فظاظة اخلاقي، وعدم ثقتي بأحد. وساعدوني تدريجيا على التخلي عن طريقة حياتي السابقة. حتى انهم ساعدوني لأحصل على عمل. وأخيرا جرت مساعدتي لأتقدم نحو المعمودية.»
جماعات شهود يهوه هي كشبكة امان للاحداث. ويسرّ الشهود ان يساعدوا كل مَن يرغب في تعلُّم الرجاء الرائع الكامن امامنا. وعظيمة هي التعزية التي ينالها الذين يسعون الى التمتع بعلاقة بأبيهم السماوي، لأن الشهود مدرَّبون على تزويد الارشاد والتوجيه من كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس. ويوضح احد الشهود انه يلزم ان يُبيَّن للاحداث ان الوضع المثير للاشمئزاز الذي قد يجدون انفسهم فيه يثير اشمئزاز يهوه ايضا. وذكر الشاهد: «لا يريد يهوه ان يُساء الى الاولاد. ولا يريد ان يكونوا تعساء. لكنه لا يريد ان يبادلوا نوعا من الاساءة بإساءة من نوع آخر — اي ان يذهبوا ويعيشوا في الشوارع. فبإمكانهم استشارة افراد ناضجين في هيئة يهوه للتكلم عن مشاكلهم وليُبيَّن لهم الحل.»
وبالنسبة الى الاولاد الذين تتقبل قلوبهم المبادئ، تزوِّد كلمة اللّٰه حافزا قويا لتجنب فخ ضغط النظير. فرانسس فتاة في الـ ١٧ من العمر. كانت رفيقة لها في المدرسة تحضُّها على التغيُّب عن المدرسة مرارا عديدة دون إخبار والدَيها. وفي النهاية هربت من البيت. وبعد ان جعلت والدَيها يعانيان الكرب طوال ساعات، عادت. وبعد ذلك، قام شاهدان من جماعتها بزيارتها. وعَلِما ان جوَّ العائلة لم يكن سبب المشكلة، وقدَّما النصيحة بمحبة. فقد اوضحا ان الالتزام المسيحي عند الاحداث هو احترام والديهم (افسس ٦:١، ٢)؛ ضرورة تجنب عدم الاستقامة، لأنها تغيبت عن المدرسة دون إخبار والدَيها (افسس ٤:٢٥)؛ وأهمية تجنب المعاشرات الردية. (١ كورنثوس ١٥:٣٣) وكان تجاوبها جيدا.
عون من العلاء
ووجدت شيريل ايضا عونا من يهوه عند تعاملها مع قضية خطف زوجها السابق لأولادها.b فعندما سئلت عما ساعدها لكي تتغلب على هذا الكابوس، قالت: «الامر الاول الذي فعلته هو قراءة المزامير، وخصوصا المزمور ٣٥. لقد عزّاني ان اعرف ان يهوه يرى الظلم في ما اعانيه.» يقول المزمور ٣٥:٢٢، ٢٣: «قد رأيتَ يا رب. لا تسكت يا سيد لا تبتعد عني. استيقظ وانتبه الى حكمي . . . الى دعواي.»
وبعد سنتين، بدعم يهوه وبمساعدة من الشهود، واجهت شيريل زوجها السابق، وقامت بزيارة اولادها. وكانت قادرة على تقديم اجوبة معزِّية بشأن سبب حدوث ذلك لهم، واستطاعت ايضا ان تؤكد لهم انها لم تتخلَّ عنهم. ولأن شيريل درَّبت اولادها على اكرام يهوه، كانت قادرة على إخبارهم عن الثقة التي كانت لها فيهم. اوضحت: «اعرف ان اولادي يحبون يهوه، وهو لن يدع اذية دائمة تصيبهم.»
وقد حُلَّت المشكلة بهذه الطريقة: من خلال جهود شيريل الدؤوبة مع رسميي الهجرة الاجانب وباعتمادها على يهوه بواسطة الصلاة الجدية، أُعيد اولادها اليها. قالت شيريل: «لا بد ان اقول ان يد يهوه هي التي اعادتهم.»
كم هو مهم تعليم اولادنا الآن ان يعرفوا مَن هو يهوه وأن يعبدوه! يذكر الكتاب المقدس في ١ بطرس ٣:١٢ ان عيني يهوه «على الابرار وأذنيه الى طلبتهم.» ويهوه هو فعلا ملجأ لأولادنا. فاسمه «برج حصين. يركض اليه الصدِّيق ويتمنع.» — امثال ١٨:١٠.
مع اننا نعيش في ازمنة خطرة ولا نعرف دائما ماذا سيحدث لأولادنا، فالوالدون الذين يعبدون يهوه يعلمون ان لا اذية دائمة ستصيب احداثهم الامناء. حتى انه وعد بأن يعيد من الموت اولئك الذين تألموا ووقعوا ضحية ازمنتنا هذه، وقد وعد بإزالة الوجع والالم اللذين يعانونهما. — اشعياء ٦٥:١٧، ١٨؛ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩.
ان الرجاء بعالم اللّٰه الجديد رجاء رائع حقا. وكذلك هو الادراك ان اللّٰه سيخلِّص الارض قريبا من الشيطان ونظامه الشرير. ولن يعود هنالك وجود لأيّ امر يهدِّد اولادنا. وإحدى الترانيم التي يرنِّمها شهود يهوه في اجتماعاتهم الجماعية تصف ذلك النظام الجديد بهذه الطريقة: «حين الصغار يمرحون/وبالسلام يفرحون/قيامة لتنظروا/الجائزة انتظروا»!
-