مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ما مدى اهمية التدريب الباكر للولد؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • ما مدى اهمية التدريب الباكر للولد؟‏

      حبلت فلورنس وهي في الـ‍ ٤٠ من عمرها،‏ وكانت متحمسة جدا لولادة طفلها.‏ لكنّ طبيبها حذرها من احتمال معاناته عجزا في التعلم.‏ إلّا انها اصرت على انجاب الطفل.‏ فوضعت مولودا بكامل صحته سمّته ستيڤن.‏

      بُعيد ولادة ابنها بدأت فلورنس تقرأ عليه وتتكلم معه في كل مناسبة.‏ وفيما كان يكبر صارت تلعب معه،‏ تأخذه في نزَه،‏ تعلمه العدّ،‏ وتغنّي معه.‏ تتذكر فلورنس:‏ «حتى عندما كنت احمّمه كنا نلعب لعبة مسلية».‏ وقد نجحت كل هذه الجهود.‏

      فقد تخرج ستيڤن بامتياز من جامعة ميامي وهو بعد في الـ‍ ١٤ من عمره،‏ وبعد سنتين تخرج من كلية الحقوق.‏ ونقرأ في سيرته انه كان اصغر محامٍ في الولايات المتحدة.‏ وقد خصصت امه الدكتورة فلورنس باكوس،‏ وهي معلمة سابقة ومرشدة توجيه نفسي متقاعدة،‏ وقتا طويلا لدراسة تأثير التعلم في عمر صغير.‏ وهي مقتنعة ان مستقبل ابنها تغيّر بسبب انتباهها وتوجيهها وتشجيعها له.‏

      دور الوراثة ودور الرعاية

      يحتدم النقاش في الآونة الاخيرة بين الاختصاصيين في علم نفس الاطفال حول دور الوراثة (‏الخصائص التي ورثها الطفل)‏،‏ ودور الرعاية (‏التدريب الذي يناله)‏ في نمو الولد.‏ لكنّ معظم الباحثين مقتنعون ان نمو الولد يعتمد على هذين العاملَين معا.‏

      يوضح الاختصاصي في نمو الاولاد الدكتور ج.‏ فرايزر ماسترد:‏ «بناء على ملاحظاتنا،‏ نحن نعرف ان ما يراه الطفل ويختبره في سنوات حياته الباكرة يؤثر في كيفية نمو دماغه».‏ وتذكر الپروفسورة سوزان ڠرينفيلد:‏ «نعرف،‏ مثلا،‏ ان منطقة الدماغ المرتبطة بأصابع اليد اليسرى عند عازفي الكمنجة هي اكبر منها عند غيرهم».‏

      اي تدريب يجب ان يناله الاولاد

      بالنظر الى نتائج هذه الدراسات،‏ يسعى والدون عديدون الى ارسال اولادهم الى افضل دور للحضانة،‏ بل انهم يصرفون الاموال الطائلة لتعليم اولادهم الموسيقى وغيرها من الفنون الجميلة.‏ فالبعض يعتقدون انه اذا تعلّم الولد كل شيء،‏ فسينجح في جميع المجالات عندما يكبر.‏ ولذلك تتزايد روضات الاطفال وبرامج الدروس الخصوصية.‏ وبعض الوالدين مستعدون لفعل المستحيل ليوفروا لأولادهم فرصا تتيح لهم التفوق على غيرهم.‏

      وهل تسفر كل هذه الجهود عن النتائج المرجوة؟‏ مع ان العديدين يعتقدون ان هذه النشاطات توفّر للولد فرصا كثيرة،‏ فهي في الواقع تخسِّر الاولاد في كثير من الاحيان فرصة مهمة للتعلم،‏ هي التعلم عن طريق اللعب العفوي.‏ والاختصاصيون في اصول التربية يقولون ان هذا النوع من اللعب ينمي الابداع عند الولد،‏ ويطور عنده المهارات الاجتماعية،‏ الفكرية،‏ والعاطفية.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يعتقد بعض الخبراء في نمو الاطفال ان عدم ترك الاولاد يلعبون على هواهم يساهم في ظهور نوع جديد من الاولاد الصعاب المراس:‏ اولاد كل تحركاتهم مبرمجة،‏ ولذلك هم مجهَدون وسريعو الانفعال،‏ لا يتمكنون من النوم،‏ ويعانون اوجاعا وآلاما عديدة.‏ ويقول احد الاختصاصيين في علم النفس انه بحلول الوقت الذي يبلغ فيه هؤلاء الاولاد سنوات مراهقتهم لن يكون العديدون منهم قد تعلموا مواجهة المشاكل وحلها،‏ ويكونون «مرهقين جسديا وعاطفيا،‏ غير اجتماعيين،‏ ومتمردين».‏

      ولهذا السبب يقع والدون عديدون في حيرة.‏ فهم يريدون ان يساعدوا ولدهم على تنمية كل قدراته،‏ وفي الوقت نفسه يدركون انه ليس من الحكمة دفع الاولاد الى تعلّم الكثير من الامور وهم لا يزالون صغارا.‏ فهل من حل وسط؟‏ الى اي حد يمكن للاولاد الصغار ان ينمّوا مقدراتهم ويطوروها،‏ وكيف يمكن رعايتهم وتدريبهم لبلوغ هذا الهدف؟‏ ماذا يمكن ان يفعل الوالدون ليتأكدوا ان اولادهم سيكونون ناجحين؟‏ ستجيب المقالتان التاليتان عن هذه الاسئلة.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      يتأثر نمو دماغ الولد بما يراه ويختبره في سنواته الباكرة

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      للّعب دور في تنمية الابداع وتطوير المهارات عند الولد

  • اهمية رعاية ولدك وتدريبه
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • اهمية رعاية ولدك وتدريبه

      تؤثر الامور التي يتعلمها،‏ او لا يتعلمها،‏ الشخص في صغره على مقدراته المستقبلية.‏ فإلامَ يحتاج الاولاد من والديهم لكي ينموا ويصيروا راشدين متزنين وناجحين؟‏ لاحِظ ما توصَّلت اليه بعض الدراسات التي أُجريت على مر العقود الاخيرة.‏

      دور المشابك العصبية

      أتاح تطور تكنولوجيا التصوير الدماغي للعلماء امكانية دراسة نمو الدماغ بأكثر تفصيل.‏ وتشير هذه الدراسات الى اهمية سنوات الطفولة الباكرة في نمو وظائف الدماغ اللازمة لمعالجة المعلومات،‏ التعبير عن المشاعر بطريقة طبيعية،‏ واكتساب المهارة في استخدام اللغة.‏ تذكر مجلة نايشن (‏بالانكليزية)‏:‏ «في السنوات الاولى من الحياة تتشكل الوصلات بين الخلايا العصبية في الدماغ بسرعة هائلة.‏ ففي هذا الوقت،‏ تتفاعل المعلومات الوراثية لحظة فلحظة مع الحوافز في بيئة الطفل لتشكّل بنية الدماغ».‏

      يعتقد العلماء ان معظم هذه الوصلات في الدماغ،‏ المسماة مشابك،‏ تتشكل في السنوات القليلة الاولى من الحياة.‏ ووفقا للطبيب ت.‏ بيري برازلتون،‏ اختصاصي في نمو الاطفال،‏ «تظهر [في هذه المرحلة] المسارات العصبية التي ستكون مسؤولة عن الذكاء،‏ فهْم الذات،‏ الثقة،‏ والحافز الى التعلم».‏

      ينمو دماغ الطفل بشكل كبير من حيث الحجم والبنية والوظائف خلال السنوات القليلة الاولى من حياته.‏ وفي محيط غني بالحوافز وفرص التعلم،‏ يزداد عدد المشابك العصبية،‏ مما يخلق شبكة كبيرة من المسارات العصبية في الدماغ.‏ وهذه المسارات تتيح للشخص التفكير،‏ التعلم،‏ والتحليل المنطقي.‏

      ويُعتَقد انه كلما زادت الحوافز التي يتلقاها دماغ الطفل زاد عدد الخلايا العصبية الناشطة وعدد الوصلات الناشئة بينها.‏ ومن المثير للاهتمام ان هذه الحوافز ليست فقط فكرية،‏ اي ان الدماغ يتلقاها من خلال المعلومات او الارقام او اللغة التي يسمعها.‏ فقد وجد العلماء ان الحوافز العاطفية مهمة ايضا.‏ وتشير الدراسات الى ان الاطفال الذين لا يضمهم احد او يلمسهم لتدليلهم ولا يلعب معهم او يظهر لهم العاطفة،‏ يتشكل لديهم عدد اقل من المشابك العصبية.‏

      دور الرعاية في نمو قدرات الطفل

      اذ يكبر الولد يحصل في الدماغ نوع من التشذيب.‏ فعلى ما يظهر يتخلص الجسم من المشابك العصبية غير الضرورية.‏ ويمكن ان يؤثر ذلك تأثيرا كبيرا في قدرات الطفل الواعدة.‏ يقول الباحث ماكس سينادر المتخصص في الدماغ:‏ «اذا لم يتلقَّ الولد النوع المناسب من الحوافز في العمر المناسب،‏ فلن تتشكل الدارات العصبية في دماغه بشكل جيد».‏ وبحسب الدكتور ج.‏ فرايزر ماسترد،‏ يمكن ان ينتج من ذلك تدنّي حاصل الذكاء،‏ ضعف المهارات الكلامية والحسابية،‏ مشاكل صحية في سن الرشد،‏ وحتى مشاكل سلوكية.‏

      نستنتج من كل ذلك ان ما يراه الولد ويختبره في طفولته يمكن ان يكون له اثر بالغ في حياته كراشد.‏ فقد تقرر هذه الامور هل سيكون شخصا قويا ام ضعيفا امام الصعوبات،‏ هل سيكتسب القدرة على استيعاب الافكار المجرّدة ام لا،‏ وهل سيكون شخصا متعاطفا ام لا.‏ لذلك فإن دور الوالدين مهم جدا.‏ يقول احد اطباء الاطفال:‏ «احد اهم الامور في سنوات الطفل الباكرة هو وجود والدَين متعاطفَين».‏

      قد يبدو الامر بسيطا جدا:‏ اذا أُحيط الاولاد بالرعاية والعناية،‏ فسينمون ويصيرون راشدين ناجحين.‏ لكنّ الوالدين يعرفون انه ليس من السهل دائما فهم كيفية العناية جيدا بالاولاد.‏ فالنجاح في تربية الاولاد مهارة يكتسبها المرء مع الوقت.‏

      وبحسب احدى الدراسات،‏ تبيّن ان ٢٥ في المئة من الوالدين لا يعرفون ان طريقة اهتمامهم بأولادهم يمكن إما ان تزيد او تعيق ذكاءهم،‏ ثقتهم بنفسهم،‏ وحبّهم للتعلم.‏ وهذا يُنشئ سؤالين مهمين:‏ ما هي افضل طريقة لتنمية قدرات طفلك؟‏ وكيف يمكنك توفير افضل جو له؟‏ هذا ما سنعرفه في المقالة التالية.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      الاولاد الذين يعيشون في محيط يفتقر الى الحوافز لن ينموا مثل غيرهم

  • دور الوالدين
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • دور الوالدين

      يقول پيتر ڠورسكي من كلية الطب بجامعة هارڤرد:‏ «اذا جعلت الولد يشعر بأنه محبوب وأنه جزء من عائلة وأن لحياته قصدا ونمّيت عنده الفضول للتعلم،‏ فسينمو دماغه.‏ فدورنا كوالدين ليس تنمية الوصلات والدارات في الدماغ،‏ بل ان نساهم في نمو اولادنا ليصيروا اشخاصا اصحاء،‏ سلماء العقل،‏ ومتعاطفين».‏

      لا شك انك تفرح عندما ترى صغيرك ينمو ويصير شخصا مستقيما ادبيا يراعي الآخرين.‏ لكنّ ذلك يعتمد بشكل كبير على اخذك المبادرة في رسم المثال له وكونك رفيقا ومعلّما وإبقائك خطوط الاتصال مفتوحة بينكما.‏ ومع ان الاولاد يتصرفون فطريا بطريقة اخلاقية،‏ ينبغي للوالدين تدريجيا ان يعلّموا اولادهم القيَم الادبية فيما يكبرون.‏

      مَن يصوغ شخصية الولد؟‏

      يختلف الباحثون حول تحديد مَن له الاثر الاكبر في صياغة شخصية الولد.‏ فالبعض يعتقدون ان النظراء لهم الدور الاكبر.‏ غير ان الدكتورَين ت.‏ بيري برازلتون وستانلي ڠرينسپان،‏ وهما اختصاصيان في نمو الاولاد،‏ يعتقدان ان دور الوالدين في رعاية الولد بتعاطف منذ الطفولة مهم جدا.‏

      ثم يأتي دور ما يراه ويختبره الولد لاحقا في حياته وتأثير نظرائه ليكمّلا صياغة شخصيته.‏ فمن المهم ان يشعر الاولاد بالحنان والتفهم في العائلة.‏ كما انه يجب تعليمهم فهم مشاعرهم ومواجهتها بطريقة ناضجة.‏ وهذا الجو يساعد الاولاد عادة ان يصيروا اكثر تعاونا،‏ رقة،‏ وتعاطفا مع الآخرين.‏

      لا شك ان تدريب الاولاد منذ الطفولة مهمة صعبة.‏ ولكي تنجح بها،‏ وخصوصا اذا كان هذا طفلك الاول،‏ من الحكمة ان تطلب توجيه مَن هم اكثر خبرة منك،‏ ثم ان تتبع نهجا محددا في تدريب طفلك.‏ لقد كتب الخبراء عددا كبيرا من الكتب حول نمو الاولاد.‏ وفي معظم الاحيان،‏ تردد هذه الكتب النصائح الموثوق بها الواردة في الكتاب المقدس.‏ وقد ساعدت هذه المبادئ السليمة من كلمة اللّٰه الوالدين على النجاح في رعاية اولادهم وتدريبهم.‏ فلنتأمل في الارشادات العملية التالية.‏

      أظهِر محبتك بسخاء

      يشبه الاولاد نبتة صغيرة تكبر وتنمو عند العناية بها بمحبة.‏ ويمدّ الماء ونور الشمس النبتة الصغيرة بالغذاء ويساعدانها على النمو لتصير قوية وراسخة.‏ على نحو مماثل،‏ عندما يعبّر الوالدون بسخاء عن محبتهم لأولادهم بالاقوال والافعال،‏ يعززون نموهم واستقرارهم الفكري والعاطفي.‏

      ترد في الكتاب المقدس هذه العبارة:‏ «المحبة تبني».‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏١‏)‏ فإذا كان الوالدون اسخياء في التعبير عن المحبة لأولادهم،‏ فهم يتمثلون بخالقهم يهوه اللّٰه.‏ فالكتاب المقدس يخبرنا انه عندما اعتمد يسوع،‏ سمع صوت ابيه وهو يعبر له عن الرضى والمحبة.‏ وكم كانت هذه الكلمات مطمئنة،‏ رغم ان يسوع كان راشدا!‏ —‏ لوقا ٣:‏٢٢‏.‏

      ان العاطفة التي تظهرها لطفلك،‏ والقصص التي ترويها له وقت النوم،‏ والالعاب التي تشتركان فيها سويا تلعب كلها دورا مهما في نموه.‏ يقول الدكتور ج.‏ فرايزر ماسترد:‏ ‹كل ما يفعله الولد يُضاف الى الامور التي يختبرها في الحياة.‏ فإذا كان الطفل يتعلم الدبدبة،‏ فمن المهم جدا ان تشجعه وتعبّر له عن سرورك بنجاحه›.‏ فالمحبة والاهتمام اللذان تظهرهما كوالد يشكلان اساسا راسخا لنمو ولدك وصيرورته راشدا ناضجا يحسن تحمل المسؤولية.‏

      كن رفيقا لولدك وأبقِ خطوط الاتصال مفتوحة

      ان قضاء الوقت مع ولدك يخلق رابطا قويا بينكما.‏ كما انه يساعده على تطوير مهارات الاتصال.‏ وتشجع الاسفار المقدسة ان يتقرب الوالدون من اولادهم في كل الاوقات المناسبة،‏ سواء في البيت او خارجه.‏ —‏ تثنية ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ ١١:‏١٨-‏٢١‏.‏

      ويوافق الخبراء في نمو الاولاد ان الوقت الذي يقضيه الوالدون مع اولادهم اهم بكثير من الالعاب الباهظة الثمن التي يجلبونها لهم،‏ او من اي نشاط آخر يقوم به الاولاد.‏ فيمكنك استغلال النشاطات اليومية او النشاطات غير المكلفة لكي تقضي وقتا مع اولادك.‏ مثلا يمكن ان ترافق اولادك الى الحديقة العامة للتأمل في الطبيعة،‏ وتستغل هذه الفرصة الرائعة لطرح اسئلة تساعد على فتح الاحاديث وإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة.‏

      تقول الاسفار المقدسة:‏ «للرقص وقت».‏ (‏جامعة ٣:‏١،‏ ٤‏)‏ فاللهو واللعب والرقص العفوي امور مهمة لنمو الولد الفكري والعاطفي،‏ ولتطوير مهاراته الاجتماعية.‏ وبحسب الدكتور ماسترد،‏ ليس اللعب مهما فقط،‏ بل لا غنى عنه اطلاقا.‏ فهو يقول:‏ «ان عددا كبيرا من الوصلات في الدماغ تتشكل بصورة رئيسية عن طريق اللعب».‏ ويمكن ان تكون الالعاب التي يلعب بها الولد بسيطة جدا،‏ كعلب الكرتون الفارغة.‏ كما ان الادوات المنزلية البسيطة غير الخطرة يمكن ان تكون مسلية للولد،‏ مثلها مثل الالعاب الباهظة الثمن والمعقدة تكنولوجيًّا.‏a

      ويعتقد الخبراء ان إشراك الاولاد في الكثير من النشاطات المبرمجة يمكن ان يكبح خيالهم وإبداعهم.‏ ولذلك يُنصح الوالدون بالاتزان.‏ فدَع ولدك يكتشف عالمه الصغير ويختبر مهاراته.‏ وغالبا ما سيجد ما يسليه.‏ لكن ذلك لا يعفيك من مسؤولية معرفة ما يفعله ولدك والمكان الذي يلعب فيه،‏ لكي تحميه من اذية نفسه.‏

      خصِّص الوقت لتعليم ولدك

      ان التعليم جزء لا يتجزأ من رعاية الاولاد وتربيتهم ليصيروا ناضجين.‏ لذلك يخصص والدون عديدون كل يوم وقتا للقراءة على اولادهم.‏ ويكون هذا الوقت فرصة لتعليمهم دروسا حول التصرف المقبول،‏ ولتعليمهم قيَما ادبية مؤسسة على ما يقوله الخالق.‏ يذكر الكتاب المقدس ان المعلّم والمرسل الامين تيموثاوس ‹عرف منذ الطفولية الكتابات المقدسة›.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏.‏

      يمكن ان تساهم القراءة على طفلك في تشكيل المشابك العصبية في دماغه.‏ لكن ينبغي القراءة بتأنٍّ واهتمام.‏ وفي ما يختص بالمواد التي تُقرأ على الولد تقول الپروفسورة في حقل التعليم ليندا سيڠل:‏ ‏«ينبغي اختيار المواد التي يتمتع بها الاطفال».‏ بالاضافة الى ذلك،‏ حاول ان تقرأ في الوقت نفسه كل يوم.‏ عندئذ سيبدأ الولد بانتظار هذا الوقت بشوق.‏

      ويتضمن تعليم الولد منحه التأديب.‏ والتأديب المزود بمحبة مفيد للصغار.‏ تقول امثال ١٣:‏١ (‏الترجمة اليسوعية‏)‏:‏ «الابن الحكيم من تأديب ابيه».‏ لكن تذكّر ان التأديب له اوجه كثيرة.‏ فيمكن،‏ مثلا،‏ ان يكون تقويما بالكلام،‏ او حرمان الولد من بعض الامتيازات،‏ او غير ذلك من اشكال العقاب.‏ يقول الدكتور برازلتون المقتبس منه سابقا ان التأديب هو «تعليم الولد كيفية السيطرة على مشاعره وتجنب التصرفات غير المضبوطة.‏ وكل ولد يحب ويتوقع ان توضع له حدود.‏ لذلك فإن التأديب هو اهم شيء يمكنك منحه للولد بعد المحبة».‏

      ولكن كيف يمكنك ان تتأكد ان التأديب الذي تمنحه لولدك سيعطي نتائج جيدة؟‏ اولًا ينبغي ان يفهم ولدك سبب التأديب.‏ وعندما تقوِّمه،‏ ينبغي ان يشعر بأنك اب محب وحنون.‏

      جهود تتكلل بالنجاح

      اعتاد فرِد القراءة على ابنته منذ طفولتها كل يوم قبل ان تخلد الى النوم.‏ وبعد فترة لاحظ انها حفظت غيبا العديد من القصص،‏ وكانت تتابع معه في الكتاب وتعرف اي كلمة وصَل اليها في القراءة.‏ كريس ايضا كان يقرأ على اولاده بانتظام.‏ وكان يحاول ان يقرأ عليهم مواد متنوعة.‏ فعندما كان الاولاد صغارا جدا كان يستخدم الصور في كتب مثل كتابي لقصص الكتاب المقدس ليعلمهم دروسا حول الآداب وحول التعبد للّٰه.‏b

      ويحاول والدون آخرون ان يوازنوا بين القراءة والنشاطات الاخرى،‏ كالرسم والتلوين وعزف الموسيقى وزيارة اماكن مثل حديقة الحيوانات ورحلات التخييم العائلية.‏ ويستغلون هذه الفرص لتعليم اولادهم القيَم الادبية وقواعد السلوك الجيد ولغرسها في قلوبهم وعقولهم الطيّعة.‏

      وهل تجدي كل هذه الجهود؟‏ ان الوالدين الذين يبذلون اقصى جهودهم لتطبيق الارشادات العملية الآنفة الذكر في جو سلمي يوحي بالطمأنينة سيرون على الارجح ان اولادهم يطوّرون موقفا ايجابيا.‏ وإذا نمّيت عند اولادك منذ الطفولة مهارات الاتصال والمهارات الفكرية،‏ فستساعدهم كثيرا في بناء شخصية روحية وحسنة الاخلاق.‏

      منذ قرون ذكر الكتاب المقدس بوضوح في امثال ٢٢:‏٦‏:‏ «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه».‏ فلا شك ان الوالدين يلعبون دورا كبيرا في تربية وتدريب الاولاد.‏ فكن سخيا في اظهار محبتك لأولادك،‏ اقضِ الوقت معهم،‏ امنحهم الرعاية،‏ وعلّمهم.‏ فذلك سيجلب السعادة لك ولهم.‏ —‏ امثال ١٥:‏٢٠‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظر مقالة «‏لُعَب افريقية مجانية‏» التي ظهرت في عدد ٢٢ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٣ من هذه المجلة.‏

      b اصدار شهود يهوه.‏ هنالك كتاب آخر فعّال في تعليم الاولاد،‏ وهو كتاب استمع الى المعلّم الكبير من اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      اللَّعب مع الطفل

      ◼ ان مدى انتباه الاطفال قصير جدا.‏ لذلك العب مع طفلك عندما يكون راغبا في اللَّعب.‏

      ◼ اذا كنت تلعب مع الطفل،‏ فتأكد ان تكون الالعاب المستعملة آمنة وأنها تشغّل حواسه.‏

      ◼ اِلعبا ألعابا تشتمل على الحركة.‏ فالأطفال يبتهجون بجعلك تكرر الحركة مرة بعد اخرى،‏ كما عندما يوقعون اللعبة تكرارا لكي تلتقطها.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      المرجع:‏ Clinical Reference Systems

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠]‏

      نصائح حول القراءة على طفلك

      ◼ تلفظ بالكلمات بطريقة صحيحة وبوضوح.‏ فالطفل يتعلم اللغة بالاستماع الى والديه.‏

      ◼ عند القراءة على الأطفال الصغار جدا،‏ أشِر الى الاشخاص والاشياء المصورين في الكتاب وسمِّهم بأسمائهم.‏

      ◼ عندما يكبر الولد قليلا،‏ اختر كتبا تتناول المواضيع المفضّلة لديه.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      المرجع:‏ Pediatrics for Parents

      ‏[الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      اقضِ الوقت في التسلية الممتعة مع اولادك

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة