مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • صفحة العنوان/‏صفحة الناشرين
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • صفحة العنوان/‏صفحة الناشرين

      شهود يهوه والتعليم الدراسي

      ان هذه المطبوعة غير مخصصة للبيع.‏ وإصدارها يندرج في إطار عمل عالمي لنشر ثقافة الكتاب المقدس تدعمه الهبات الطوعية.‏

      لتقديم تبرُّع،‏ الرجاء زيارة donate.‎jw.‎org

      اقتباسات الآيات هي من الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد،‏ إلا اذا أُشير الى غير ذلك.‏

      طبعة ايار (‏مايو)‏ ٢٠١٩

      ‏(A-‏ed‏) Arabic

      1995,‎ 2003,‎ 2019 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania ©

  • المحتويات
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • المحتويات

      الصفحة

      ٤ كيف ينظر شهود يهوه الى التعليم الدراسي

      ١٠ البرامج التعليمية

      ١٤ تحدِّي اختلاف الدين

      ١٩ قيم ادبية تستأهل الاحترام

      ٢٧ دور الوالدين

      ٣١ الخاتمة

  • القصد من هذه الكراسة
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • القصد من هذه الكراسة

      الصورة في الصفحة ٣

      كتب الفيلسوف الهولندي سبينوزا:‏ «حاولت جاهدا الا اضحك على تصرفات البشر،‏ الا ابكي عليها،‏ الا اكرهها،‏ بل ان افهمها».‏ وكمعلِّمين،‏ انتم تواجهون تحدي محاولة فهم آراء،‏ خلفيات،‏ واقتناعات التلاميذ الذين تحت اشرافكم،‏ بمن فيهم اولاد شهود يهوه.‏ فقد يتخذ التلاميذ احيانا ما يبدو موقفا غير عادي في بعض القضايا.‏ ولكن عندما تنشأ تصرفات كهذه عن اقتناعات التلميذ الدينية والادبية،‏ فإنها تستأهل اهتمامكم.‏ وهذه الكراسة هي من اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس (‏وكالة النشر لشهود يهوه)‏،‏ وهي مصمَّمة لتساعدكم على تفهُّم موقف التلاميذ الشهود بشكل افضل.‏ ونأمل ان تخصِّصوا وقتا لقراءتها باعتناء.‏

      ان فهم المعتقدات الدينية لشخص آخر لا يتطلب بالضرورة قبولها او تبنيها،‏ وإخبار الآخرين عن شيء لا يعني تغيير دينهم.‏ وهذه الكراسة لا تحاول فرض آراء الشهود الدينية عليكم او على تلاميذكم.‏ فرغبتنا هي ان نطلعكم على المبادئ والمعتقدات التي يتعلَّمها بعض تلاميذكم من والديهم الشهود لكي يسهل عليكم تفهُّم موقف الاولاد والتعاون معهم ايضا.‏ وطبعا،‏ قد يطبِّق كل ولد ما يتعلَّمه بطريقة مختلفة عن الاولاد الآخرين،‏ لأن كل ولد يتعلَّم ان يدرِّب ضميره.‏

      وكمعظم الوالدين،‏ يريد شهود يهوه ان يستفيد اولادهم الى الحد الاقصى من التعليم الدراسي.‏ ولهذه الغاية يعلِّمون اولادهم ان يتعاونوا مع معلِّميهم.‏ وبالمقابل،‏ يقدِّر الوالدون الشهود وأولادهم معاملة المعلِّمين لهم بتفهُّم واحترام.‏

      شهود يهوه هم مسيحيون معروفون عالميا.‏ ولكن يُساء فهمهم احيانا.‏ لذلك نأمل ان تساعدكم هذه الكراسة ان تتفهَّموا بشكل افضل موقف الاولاد الشهود الذين تحت اشرافكم.‏ ونأمل خصوصا ان تدركوا لماذا هم مختلفون في حالات معيَّنة.‏

  • كيف ينظر شهود يهوه الى التعليم الدراسي
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • الصورة في الصفحة ٤

      كيف ينظر شهود يهوه الى التعليم الدراسي

      يهتم شهود يهوه،‏ كسائر الوالدين،‏ بمستقبل اولادهم.‏ لذلك يعتبرون التعليم الدراسي امرا مهما.‏ ‏«يجب ان يساعد التعليم الدراسي الناس ان يصيروا اعضاء مفيدين في المجتمع،‏ يقدِّروا ميراثهم الثقافي،‏ ويعيشوا حياة سعيدة».‏

      حسب هذا الاقتباس من دائرة معارف الكتاب العالمي،‏ ان احد الاهداف الرئيسية للتعليم هو تجهيز الاولاد للحياة،‏ وهذا يشمل اعالة عائلة يوما ما.‏ ويعتقد شهود يهوه ان هذه مسؤولية مقدسة.‏ يقول الكتاب المقدس نفسه:‏ «إن كان احد لا يعول خاصته،‏ وخصوصا اهل بيته،‏ فقد انكر الايمان كليا وهو اسوأ من غير المؤمن».‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ والسنوات التي يقضيها الاولاد في المدرسة تعدُّهم للمسؤوليات التي سيتحملونها في الحياة.‏ لذلك يشعر الشهود بأن التعليم الدراسي يجب ان يُنظَر اليه نظرة جدية.‏

      ‏«يجب ان يساعد التعليم الدراسي الناس ان يصيروا اعضاء مفيدين في المجتمع،‏ يقدِّروا ميراثهم الثقافي،‏ ويعيشوا حياة سعيدة».‏ ‏—‏ دائرة معارف الكتاب العالمي

      ويحاول الشهود ان يحيوا بموجب وصية الكتاب المقدس:‏ «مهما كنتم تفعلون،‏ فاعملوه من كل النفس كما ليهوه،‏ وليس للناس».‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٣‏)‏ وينطبق هذا المبدأ على كل اوجه الحياة اليومية،‏ بما فيها المدرسة.‏ لذلك يشجِّع الشهود صغارهم على الاجتهاد والنظر بجدية الى فروضهم المنزلية.‏

      ‏«مهما كنتم تفعلون،‏ فاعملوه من كل النفس كما ليهوه،‏ وليس للناس».‏ —‏ كولوسي ٣:‏٢٣

      ويعلِّم الكتاب المقدس ايضا الخضوع لقوانين البلد.‏ لذلك عندما يكون التعليم إلزاميا حتى سن معيَّنة،‏ يطيع شهود يهوه هذا القانون.‏ —‏ روما ١٣:‏١-‏٧‏.‏

      الصور في الصفحتين ٦ و ٧

      الراحة،‏ الموسيقى،‏ الهوايات،‏ التمارين الرياضية،‏ زيارة المكتبات والمتاحف،‏ وغيرها لها دور مهم في التعليم الدراسي المتوازن

      ومع ان الكتاب المقدس لا يقلِّل من اهمية تجهيز الاولاد للمستقبل،‏ فهو يُظهِر ان ذلك ليس الهدف الوحيد ولا الرئيسي من التعليم الدراسي.‏ فالتعليم الدراسي الناجح يلزم ان يزيد فرح الاولاد في الحياة ويساعدهم ان يصيروا راشدين مسؤولين في المجتمع.‏ لذلك يشعر شهود يهوه بأن اختيار النشاطات خارج المنهج الدراسي مهم جدا.‏ فهم يعتقدون ان الراحة،‏ الموسيقى،‏ الهوايات،‏ التمارين الرياضية،‏ زيارة المكتبات والمتاحف،‏ وغيرها لها دور مهم في التعليم الدراسي المتوازن.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ انهم يعلِّمون اولادهم احترام الاشخاص الاكبر سنا وانتهاز الفرص لتقديم العون لهم.‏

      ماذا عن التعليم الدراسي الاضافي؟‏

      بسبب تقدم التكنولوجيا،‏ تتغير فرص العمل باستمرار.‏ ويضطر شباب كثيرون الى العمل في مجالات او مهن لم يتدربوا عليها.‏ لذلك فإن عادات العمل والتدريب الشخصي،‏ وخصوصا القدرة على التكيُّف،‏ مهمة جدا.‏ فمن الافضل ان يصير التلاميذ راشدين لديهم ‹عقل يعرف كيف يستخدم المعرفة بدل ان يخزِّنها فقط›،‏ حسبما ذكر اديب النهضة مونتيني.‏

      وبما ان البطالة تزداد في البلدان الغنية والفقيرة،‏ غالبا ما تؤثر على الشباب غير المؤهلين للعمل.‏ لذلك،‏ اذا كانت فرص العمل تتطلب تعليما زيادة عن التعليم الالزامي،‏ يوجِّه الوالدون اولادهم لاتخاذ القرار المناسب بعد تقييم السلبيات والإيجابيات.‏

      لكنكم توافقون على الارجح ان النجاح في الحياة لا يتوقف على الازدهار المادي.‏ ففي الفترة الاخيرة،‏ كثيرون من الذين اجتهدوا طوال حياتهم في مهنهم خسروا كل شيء عندما خسروا وظائفهم.‏ وبعض الوالدين ضحوا بحياتهم العائلية وبالوقت الذي كان يمكن ان يقضوه مع اولادهم،‏ وخسروا بالتالي فرصة مساعدتهم ان يصيروا راشدين ناضجين.‏ والسبب هو ان عملهم اخذ كل وقتهم.‏

      من الواضح اذًا ان التعليم الدراسي المتوازن يأخذ بعين الاعتبار ان الازدهار المادي لا يجلب السعادة الحقيقية.‏ ذكر يسوع المسيح:‏ «مكتوب:‏ ‹لا يحيَ الانسان بالخبز وحده،‏ بل بكل كلمة تخرج من فم يهوه›».‏ (‏متى ٤:‏٤‏)‏ وكمسيحيين،‏ يقدِّر شهود يهوه اهمية الصفات الادبية والروحية بالاضافة الى الاعتناء بالحاجات المادية.‏

      التعليم في ازمنة الكتاب المقدس

      يعلِّم الكتاب المقدس ان التعليم مهم جدا.‏ وهو يصف اللّٰه بأنه ‹المعلم العظيم› لشعبه،‏ وفي كل صفحاته يدعو خدام اللّٰه الى تعميق معرفتهم له.‏ —‏ اشعيا ٣٠:‏٢٠‏.‏

      الصور في الصفحتين ٨ و ٩

      وفي ازمنة الكتاب المقدس،‏ كان التعليم محصورا بطبقات معيَّنة في المجتمع،‏ كالكتبة في بلاد ما بين النهرين ومصر.‏ اما في اسرائيل القديمة فكان بإمكان الجميع ان يتعلموا القراءة والكتابة.‏ تقول دائرة المعارف اليهودية:‏ «كان الفرق ناتجا عن الابجدية الابسط التي استعملها العبرانيون .‏ .‏ .‏ ولا يجب التغاضي عن دور الابجدية في تاريخ التعليم.‏ فهي احدثت تغييرا كبيرا بالمقارنة مع ثقافة الكتبة التقليدية في مصر،‏ بلاد ما بين النهرين،‏ وكنعان في الالف الثاني.‏ ولم يعد التعليم ميزة تقتصر على صف الكتبة والكهنة المحترفين،‏ المتضلِّعين في النصوص المسمارية والهيروغليفية المبهمة».‏

      اساليب التعليم

      الصورة في الصفحة ٩

      في اسرائيل القديمة،‏ كان الاب والام كلاهما يعلِّمان الاولاد من سن باكرة جدا.‏ (‏تثنية ١١:‏١٨،‏ ١٩؛‏ امثال ١:‏٨؛‏ ٣١:‏٢٦‏)‏ وفي قاموس الكتاب المقدس،‏ كتب عالِم الكتاب المقدس إ.‏ مَنْجِنو:‏ «حالما يتمكن الولد من التكلم،‏ كان يتعلَّم مقاطع قليلة من الشريعة.‏ وكانت امه تكرِّر الآية.‏ وعندما يحفظها،‏ تعطيه اخرى.‏ وفي ما بعد،‏ كان الولد يُعطَى نص الآيات التي حفظها.‏ وهكذا يتعلَّم القراءة.‏ وعندما يكبر،‏ يتابع تعليمه الديني بالقراءة والتأمل في شريعة الرب».‏

      ولمساعدة الصغار والكبار على التذكر،‏ كانت تُستخدم مساعِدات مختلفة.‏ وهذه كانت تشمل ابياتا شعرية متتالية تبدأ بحرف مختلف في ترتيب ابجدي،‏ كلمات تبدأ بالحرف نفسه،‏ واستعمالا للارقام.‏ واللافت ان بعض العلماء يعتقدون ان روزنامة جازر (‏المتحف الاثري في إسطنبول)‏،‏ احد اقدم امثلة الكتابة العبرانية القديمة،‏ هي تمرين لذاكرة تلميذ.‏

      المنهج الدراسي

      كان التعليم الابوي في ازمنة الكتاب المقدس يشمل التدريب العملي.‏ فكانت البنات يتعلَّمن المهارات المنزلية.‏ والاصحاح الختامي في سفر الامثال يُظهر ان هذه المهارات كانت عديدة ومتنوِّعة؛‏ فكانت تشمل عقد صفقات عقارية وإدارة مؤسسات تجارية صغيرة،‏ بالاضافة الى الغزل،‏ الحياكة،‏ الطبخ،‏ التجارة،‏ وإدارة البيت.‏ وكان الصبيان يتعلَّمون عادةً مهنة آبائهم،‏ سواء كانت الزراعة او حرفة او صناعة ما.‏ وفي المجتمعات الدينية اليهودية كان التعبير التالي شائعا:‏ «مَن لا يعلِّم ابنه حرفة نافعة فهو يربِّي لصًّا».‏

      لذلك كان التعليم الدراسي في ازمنة الكتاب المقدس يُقدَّر كثيرا.‏

  • البرامج التعليمية
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • الصورة في الصفحة ١٠

      البرامج التعليمية

      شهود يهوه معروفون عالميا بتعليم الكتاب المقدس.‏

      بسبب الاهمية التي يعلِّقها شهود يهوه على تعليم الكتاب المقدس،‏ قد يعتقد البعض انهم غير مهتمين بالتعليم الدراسي.‏ لكن هذا ليس صحيحا.‏ فلكي يعلِّم الشخص الآخرين،‏ يجب ان يتعلَّم هو اولا،‏ وهذا يتطلَّب التدريب والارشاد.‏ لذلك،‏ بالاضافة الى التعليم الدراسي،‏ يستفيد شهود يهوه منذ سنوات عديدة من المدارس والبرامج التعليمية التي تديرها جمعية برج المراقبة،‏ وهذا ما يساعد الشهود وغيرهم على تحسين انفسهم فكريا وأدبيا وروحيا.‏

      وقد واجه الشهود في بلدان عديدة تحدِّيا خصوصيا:‏ تعليم الناس الذين يعرفون القليل او لا شيء عن القراءة او الكتابة.‏ لذا نظَّمت جمعية برج المراقبة برامج لتعليم القراءة والكتابة.‏

      في نيجيريا مثلا،‏ يدير شهود يهوه منذ سنة ١٩٤٩ صفوفا لتعليم القراءة والكتابة.‏ وبفضل هذه الصفوف،‏ تعلَّم عشرات آلاف النيجيريين القراءة.‏ وأظهر استطلاع ان اكثر من ٩٠ في المئة من شهود يهوه في نيجيريا يعرفون القراءة والكتابة،‏ بالمقارنة مع اقل من ٥٠ في المئة من باقي السكان.‏ وفي المكسيك،‏ يدير شهود يهوه صفوفا لتعليم القراءة والكتابة منذ سنة ١٩٤٦.‏ وفي سنة واحدة،‏ تعلَّم اكثر من ٥٠٠‏,٦ شخص القراءة والكتابة.‏ وفي الواقع،‏ ساعد الشهود اكثر من ٠٠٠‏,١٠٠ شخص ان يصيروا متعلِّمين.‏ وعلى مر السنوات،‏ نظَّموا ايضا صفوفا لتعليم القراءة والكتابة في بلدان اخرى،‏ مثل بوليفيا،‏ زامبيا،‏ الكاميرون،‏ ونيبال.‏ وقد انتجوا اكثر من سبعة ملايين نسخة من كراسة واظِبوا على القراءَة والكتابة بأكثر من ١٠٠ لغة.‏

      وغالبا ما تقدِّر الهيئات التربوية برامج تعليم القراءة والكتابة.‏ ففي المكسيك مثلا،‏ كتب موظف في الحكومة:‏ «اشكر تعاونكم.‏ وبالنيابة عن حكومة الولاية،‏ أهنِّئكم على عملكم النبيل التقدمي الذي ساهم في تعليم الاميِّين .‏ .‏ .‏ اتمنى لكم النجاح».‏

      تدريب اضافي

      الصورة في الصفحة ١٣

      يتلقى التلاميذ تدريبا على القراءة العامة والخطابة

      بما ان شهود يهوه يهتمون كثيرا بتعليم الناس عن الكتاب المقدس،‏ فهم يسعون دائما الى تحسين مهارتهم في شرح تعاليمه.‏ مثلا،‏ في اكثر من ٠٠٠‏,١١٩ جماعة حول العالم،‏ يتلقى الشهود تدريبا على القراءة العامة والخطابة.‏ وحتى الصغار،‏ حالما يتعلَّمون القراءة،‏ ينالون هذا التدريب الذي يفيدهم في مجالات اخرى مثل التعليم الدراسي.‏ وعلَّق معلِّمون كثيرون ان التلاميذ الشهود يعبِّرون عن انفسهم بشكل جيد جدا.‏

      الصورة في الصفحة ١٢

      القراءة جزء اساسي من اجتماعاتنا.‏ وتُنصح كل عائلة بأن يكون لديها مكتبة فيها مطبوعات تغطي حاجات الاولاد والراشدين

      بالاضافة الى ذلك،‏ تجد في كل قاعة ملكوت،‏ او مكان اجتماع،‏ لشهود يهوه مكتبة تضم مطبوعات تساعد على درس الكتاب المقدس،‏ قواميس،‏ ومراجع اخرى.‏ وهي مفتوحة امام كل الذين يحضرون الاجتماعات.‏ والقراءة جزء اساسي من اجتماعاتنا.‏ وتُنصح كل عائلة بأن يكون لديها مكتبة فيها مطبوعات تغطي حاجات الاولاد والراشدين.‏

      تدريب متقدم

      تدير جمعية برج المراقبة ايضا مدارس لتدريب المرسلين رجالا ونساء،‏ بالاضافة الى مدارس لتدريب الرجال الذين لديهم مسؤوليات خدمة في الجماعات المحلية.‏ وهذه المدارس هي دليل اضافي يؤكد ان شهود يهوه يعلِّقون اهمية كبيرة على التعليم.‏

  • تحدِّي اختلاف الدين
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • تحدِّي اختلاف الدين

      يواجه المعلِّمون اليوم تحدِّيا نادرا ما واجهه المعلِّمون في القرون الماضية:‏ اختلاف الدين.‏

      طوال القرون الوسطى،‏ كان مواطنو البلد نفسه ينتمون عادةً الى الدين نفسه.‏ وفي نهاية القرن التاسع عشر،‏ كانت اوروبا تضم اديانا رئيسية قليلة فقط:‏ الكاثوليكية والبروتستانتية في الغرب،‏ الأرثوذكسية والاسلام في الشرق،‏ واليهودية.‏ اما اليوم،‏ فصار تعدد الاديان شائعا جدا في اوروبا وفي كل العالم.‏ وقد ظهرت اديان غير معروفة حين تبنَّاها بعض السكان المحليين او ادخلها الى البلد المهاجرون واللاجئون.‏

      لذلك نجد اليوم في بلدان كألمانيا،‏ اوستراليا،‏ بريطانيا،‏ فرنسا،‏ والولايات المتحدة الكثير من المسلمين والبوذيين والهندوس.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يخدم شهود يهوه كمسيحيين بكل نشاط في ٢٣٩ بلدا.‏ وفي ١٤ بلدا،‏ يزيد عدد الشهود عن ٠٠٠‏,١٥٠.‏ —‏ انظر الاطار «‏شهود يهوه دين عالمي‏».‏

      شهود يهوه دين عالمي

      الصورة في الصفحة ١٥

      البلد

      عدد الشهود

      الارجنتين

      ١٧١‏,١٥٠

      المانيا

      ٢٦٢‏,١٦٦

      اوكرانيا

      ٩٠٦‏,١٥٠

      ايطاليا

      ٦٥٠‏,٢٥١

      البرازيل

      ٧٦٦‏,٧٩٤

      جمهورية الكونغو الديموقراطية

      ٠٢٤‏,٢١٦

      زامبيا

      ٤٨١‏,١٧٨

      الفيليبين

      ٢٤٩‏,١٩٦

      كولومبيا

      ٠٤٩‏,١٦٦

      المكسيك

      ٥٢٣‏,٨٢٩

      نيجيريا

      ٤٦٢‏,٣٦٢

      الولايات المتحدة الاميركية

      ٣٨٧‏,٢٤٣‏,١

      اليابان

      ٧٠٣‏,٢١٥

      ان اختلاف الممارسات الدينية يمكن ان يخلق تحدِّيات للمعلِّم.‏ مثلا،‏ قد تنشأ اسئلة مهمة عن الاحتفالات الشائعة:‏ هل يجب ان يشترك كل التلاميذ في هذه الاحتفالات مهما كان دينهم؟‏ ربما لا تجد الاغلبية خطأ في احتفالات كهذه.‏ ولكن ألا يجب احترام وجهة نظر العائلات التي تنتمي الى الاقليات الدينية؟‏ وهناك عامل آخر يجب اخذه بعين الاعتبار:‏ في البلدان حيث يفصل القانون الدين عن الدولة وحيث لا يكون التعليم الديني جزءا من المنهج الدراسي،‏ هل من المنطقي اجبار التلاميذ على الاشتراك في احتفالات كهذه؟‏

      اعياد الميلاد

      قد ينشأ ايضا سوء تفاهم حول الاحتفالات التي تبدو غير مرتبطة بالدين.‏ ويصح ذلك في اعياد ميلاد التلاميذ التي يُحتفل بها في مدارس عديدة.‏ ومع ان شهود يهوه يحترمون حق الآخرين في الاحتفال بعيد ميلادهم،‏ انتم تعرفون انهم لا يشتركون في احتفالات كهذه.‏ ولكن ربما لا تعرفون لماذا اتخذوا هم وأولادهم هذا القرار.‏

      من الجدير بالذكر ان كتاب الاديان (‏Le livre des religions‏)،‏ وهو موسوعة معروفة جدا في فرنسا،‏ يعتبر هذه العادة جزءا من الطقوس ويصنِّفها ضمن «الطقوس غير الدينية».‏ ورغم ان الاحتفالات بأعياد الميلاد تُعتبَر اليوم عادة غير مرتبطة بالدين ولا ضرر منها،‏ فإن جذورها تعود في الواقع الى الوثنية.‏

      تذكر دائرة المعارف الاميركية (‏طبعة ١٩٩١)‏:‏ «قديما،‏ في مصر واليونان وروما وفارس،‏ احتفل الناس بأيام ميلاد الآلهة والملوك والنبلاء».‏ ويوضح المؤلفان رالف وأدلين لينتون السبب وراء ذلك.‏ يذكر كتابهما حكاية ايام الميلاد (‏بالانكليزية)‏:‏ «كانت ايضا بلاد ما بين النهرين ومصر،‏ مهد الحضارة،‏ اول البلدان التي تذكَّر فيها الناس ايام ميلادهم واحتفلوا بها.‏ والاحتفاظ بسجلات ايام الميلاد كان مهمًّا في الازمنة القديمة،‏ وخصوصا لأن تاريخ الميلاد كان ضروريا لوضع خريطة الابراج».‏ وهذا الارتباط المباشر بالتنجيم يمنع كل شخص يطبق تعاليم الكتاب المقدس من الاحتفال بعيد ميلاده.‏ —‏ اشعيا ٤٧:‏١٣-‏١٥‏.‏

      لذلك لا نستغرب ان نقرأ في دائرة معارف الكتاب العالمي:‏ «لم يحتفل المسيحيون الاوائل بولادته [المسيح] لأنهم اعتبروا الاحتفال بولادة اي شخص عادة وثنية».‏ —‏ المجلد ٣،‏ الصفحة ٤١٦،‏ بالانكليزية.‏

      الصورة في الصفحة ١٧

      يفرح شهود يهوه بأن يقضوا اوقاتا طيِّبة معا

      بناء على كل ذلك،‏ لا يشارك شهود يهوه في اعياد الميلاد.‏ طبعا،‏ ولادة طفل هي حدث رائع.‏ ومن الطبيعي ان يُسرَّ الوالدون برؤية صغارهم يكبرون.‏ ويفرح شهود يهوه بأن يعبِّروا عن محبتهم لعائلتهم وأصدقائهم بتقديم الهدايا وقضاء اوقات طيِّبة معا.‏ ولكن،‏ نظرا الى اصل احتفالات ايام الميلاد،‏ يفضِّلون ان يفعلوا ذلك في اوقات اخرى من السنة.‏ —‏ لوقا ١٥:‏٢٢-‏٢٥؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      عيد الميلاد

      يُحتفل بعيد ميلاد يسوع في كل العالم،‏ حتى في الكثير من البلدان غير المسيحية.‏ وبما ان اغلبية اديان العالم المسيحي تقبل هذا العيد،‏ قد تستغرب لمَ لا يحتفل به شهود يهوه.‏ فما السبب؟‏

      تذكر موسوعات عديدة ان يوم ميلاد يسوع حُدِّد في ٢٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ تزامنا مع احتفال وثني روماني.‏ لاحظوا ما تقوله المراجع التالية:‏

      ‏«تاريخ ميلاد المسيح ليس معروفا.‏ والاناجيل لا تشير الى اليوم ولا الى الشهر».‏ —‏ دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة،‏ المجلد ٣،‏ الصفحة ٦٥٦،‏ بالانكليزية.‏

      الصورة في الصفحة ١٦

      ‏«معظم عادات السكر واللهو خلال عيد الميلاد تعود جذورها الى عيد زحل في روما».‏ ‏—‏ دائرة معارف الدين والاخلاق

      ‏«غالبية عادات عيد الميلاد السابقة او السائدة الآن في اوروبا ليست عادات مسيحية اصيلة،‏ بل هي عادات وثنية تبنتها الكنيسة او تقبلتها .‏ .‏ .‏ ومعظم عادات السكر واللهو خلال عيد الميلاد تعود جذورها الى عيد زحل في روما».‏ —‏ دائرة معارف الدين والاخلاق (‏أدنبره،‏ ١٩١٠)‏،‏ تحرير جيمس هايستنغز،‏ المجلد ٣،‏ الصفحتان ٦٠٨-‏٦٠٩.‏

      ‏«في القرن الرابع،‏ بدأت كل الكنائس المسيحية تحتفل بعيد الميلاد في ٢٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏.‏ وفي تلك الفترة،‏ كان يُحتفل في هذا التاريخ بعيد انقلاب الشمس الشتوي الوثني الذي يُدعى ‹مولد (‏باللاتينية،‏ ناتالا‏)‏ الشمس›،‏ لأن الشمس كما يبدو تولد من جديد حين يصير النهار اطول ثانية.‏ وفي روما،‏ تبنت الكنيسة هذه العادة الشائعة .‏ .‏ .‏ وأعطتها معنى جديدا».‏ —‏ دائرة المعارف العالمية،‏ ١٩٦٨،‏ المجلد ١٩،‏ الصفحة ١٣٧٥،‏ بالفرنسية.‏

      ‏«ان الاحتفال بعيد الميلاد مستوحى من الاحتفالات الوثنية بإله الشمس سول إنفِكتُس (‏مِثرا)‏.‏ ومن ناحية اخرى،‏ بما ان ٢٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ هو يوم انقلاب الشمس الشتوي،‏ فقد ارتبط بالنور الذي اضاء العالم بواسطة المسيح،‏ وهكذا فإن ما يرمز اليه سول إنفِكتُس نُقل الى المسيح».‏ —‏ دائرة معارف بروكهاوس،‏ المجلد ٢٠،‏ الصفحة ١٢٥،‏ بالالمانية.‏

      وماذا كان رد فعل البعض عندما عرفوا حقيقة عيد الميلاد؟‏ تعلِّق دائرة المعارف البريطانية:‏ «في سنة ١٦٤٤،‏ حرَّم البيوريتانيون اية حفلة سكر ولهو او خدمات دينية بموجب قرار برلماني لأنه ‏[عيد الميلاد] احتفال وثني،‏ وأُمر بالصوم في ذلك اليوم.‏ ومع ان تشارلز الثاني اعاد إحياء الاحتفال،‏ اتبع الاسكتلنديون وجهة نظر البيوريتانيين».‏ ولم يحتفل المسيحيون الاوائل بعيد الميلاد.‏ واليوم،‏ لا يحتفل شهود يهوه بعيد الميلاد ولا يشتركون في الممارسات المرتبطة به.‏

      لكنَّ الكتاب المقدس يشجِّع على تقديم الهدايا او دعوة العائلة والاصدقاء الى وجبة ممتعة في مناسبات اخرى.‏ وهو يدعو الوالدين ان يدرِّبوا اولادهم ليكونوا كرماء ويعطوا من كل قلبهم،‏ بدل ان يقدِّموا الهدايا عندما يُتوقع منهم ذلك فقط.‏ (‏متى ٦:‏٢،‏ ٣‏)‏ وأولاد شهود يهوه يتعلَّمون ان يسامحوا غيرهم ويحترموهم،‏ ويشمل ذلك احترام حق الآخرين في الاحتفال بعيد الميلاد.‏ وهم بالمقابل يفرحون حين يحترم الآخرون قرارهم الا يشتركوا في احتفالات عيد الميلاد.‏

      احتفالات اخرى

      يتخذ شهود يهوه الموقف نفسه في الاعياد الدينية او المرتبطة بالدين نوعا ما التي يُحتفل بها خلال السنة الدراسية في بلدان عديدة كعيد الغطاس،‏ الكرنفال،‏ الفصح،‏ هالووين،‏ سِتسوبون في اليابان،‏ واحتفالات شهر حزيران (‏يونيو)‏ في البرازيل.‏ ويفرح الوالدون الشهود وأولادهم بأن يجيبوا عن اسئلتكم حول هذه الاحتفالات وغيرها من الاعياد غير المذكورة هنا.‏

      ما يقوله الاولاد

      ‏«مع اني لا احصل على هدايا في يوم ميلادي،‏ يشتري لي والداي هدايا في مناسبات اخرى.‏ وأحب ذلك لأنه يكون مفاجأة بالنسبة اليَّ».‏ —‏ غريغوري،‏ ١١ سنة.‏

      ‏«معظم الاولاد يعتبرون عيد الميلاد وقتا للكثير من الهدايا.‏ لكني احصل على الهدايا وأزور اماكن جميلة على مدار السنة.‏ فوالداي اخذاني الى بلدان اخرى مثل فيجي ونيوزيلندا والبرازيل».‏ —‏ كالب،‏ ١٠ سنوات.‏

      ‏«افرح بقضاء الوقت مع صديقاتي.‏ وأحيانا تفاجئ احدانا الاخرى بالهدايا».‏ —‏ نيكول،‏ ١٤ سنة.‏

      ‏«تسألني رفيقاتي في المدرسة كيف اتحمل الحرمان من عيد الميلاد او الاعياد الاخرى.‏ لكني لست محرومة من المتعة.‏ فأنا وعائلتي نمضي الوقت معا.‏ ولدينا اصدقاء رائعون نقضي العطلة معهم.‏ ونحن نخيِّم ونتزلج ونجتمع في بيتنا.‏ ولو عرف الآخرون كم نتسلى لاستغربوا كثيرا».‏ —‏ اندريانا،‏ ١٣ سنة.‏

      ‏«لا اشعر بأني مظلوم لأني لا احتفل بعيد الميلاد والاعياد الاخرى.‏ فخلال الاعياد،‏ عندما نكون في عطلة من المدرسة وأبي في عطلة من العمل،‏ نلعب معا ونذهب الى السينما ونشاهد التلفزيون.‏ فنحن نقضي الكثير من الوقت معا كعائلة».‏ —‏ براين،‏ ١٠ سنوات.‏

  • قيم ادبية تستأهل الاحترام
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • الصورة في الصفحة ١٩

      يحاول شهود يهوه ان يغرسوا في اولادهم القيم المسيحية الحقيقية

      قيم ادبية تستأهل الاحترام

      على مر التاريخ،‏ اتخذ رجال ونساء شجعان موقفا معاكسا للتفكير الشائع في ازمنتهم.‏ واحتملوا الظلم سياسيا ودينيا وعرقيا،‏ مضحِّين غالبا بحياتهم من اجل قضيتهم.‏

      تميَّز المسيحيون الاوائل بشجاعتهم.‏ فخلال الاضطهاد الشديد في القرون الثلاثة الاولى،‏ قتل الرومان الوثنيون كثيرين منهم لأنهم رفضوا عبادة الامبراطور.‏ وأحيانا،‏ كان يُنصب مذبح في ساحة المدرَّج.‏ وكي يحصل المسيحيون على حريتهم،‏ كان عليهم فقط ان يحرقوا حفنة من البخور اعترافا بألوهية الامبراطور.‏ لكنَّ قليلين سايروا والاغلبية فضَّلوا الموت على انكار ايمانهم.‏

      وفي الازمنة العصرية،‏ اتخذ شهود يهوه موقفا مماثلا وبقوا حياديين في المسائل السياسية.‏ مثلا،‏ يؤكد التاريخ موقفهم الثابت في وجه النازية.‏ فقبل الحرب العالمية الثانية وخلالها،‏ خسر ربع الشهود الالمان تقريبا حياتهم،‏ وخصوصا في معسكرات الاعتقال،‏ لأنهم بقوا حياديين ورفضوا ان يقولوا «هايل هتلر».‏ وأُبعد الاولاد الصغار عن والديهم الشهود.‏ ورغم الضغط،‏ بقي الشباب ثابتين ولم يتأثروا بالتعاليم غير المؤسسة على الكتاب المقدس التي حاول الآخرون فرضها عليهم.‏

      تحية العلم

      عموما،‏ لا يتعرض شهود يهوه اليوم لاضطهاد مرير كما حصل في المانيا النازية.‏ مع ذلك،‏ يحدث احيانا سوء فهم نتيجة القرارات التي يتخذها الشباب الشهود حسبما يملي عليهم ضميرهم.‏ فهم مثلا لا يشتركون في الاحتفالات الوطنية ولا يحيُّون العلم.‏

      الصورة في الصفحة ٢١

      ‏«أَعطوا اذًا ما لقيصر لقيصر وما للّٰه للّٰه».‏ —‏ متى ٢٢:‏٢١

      ويعلِّم الشهود اولادهم الا يمنعوا الآخرين من تحية العلم.‏ فهذا قرار شخصي.‏ لكنَّ موقف الشهود ثابت.‏ فهم لا يحيُّون علم اي بلد.‏ وطبعا لا يقصدون بذلك ان يقللوا من احترام البلدان.‏ فهم يحترمون فعلا علم البلد الذي يعيشون فيه،‏ ويظهرون هذا الاحترام بإطاعة القوانين.‏ ولا يشاركون ابدا في اي نشاط ضد الحكومة.‏ وفي الواقع،‏ يؤمن الشهود ان الحكومات البشرية جزء من «ترتيب اللّٰه» وهو يسمح بوجودها.‏ لذلك يعتبرون انفسهم ملزمين بإطاعة وصية اللّٰه بدفع الضرائب واحترام هذه «السلطات الفائقة».‏ (‏روما ١٣:‏١-‏٧‏)‏ وينسجم ذلك مع عبارة المسيح الشهيرة:‏ «أوفوا اذًا ما لقيصر لقيصر،‏ وما للّٰه للّٰه».‏ —‏ متى ٢٢:‏٢١‏.‏

      ولكن يسأل البعض:‏ ‹لماذا لا يكرم شهود يهوه العلم ويحيُّونه؟‏›.‏ السبب هو انهم يعتبرون تحية العلم عمل عبادة،‏ والعبادة للّٰه.‏ فضميرهم لا يسمح لهم ان يقدِّموا العبادة لأي شخص او شيء غير اللّٰه.‏ (‏متى ٤:‏١٠؛‏ اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ وهم يفرحون حين يحترم المعلِّمون قناعاتهم ويسمحون لأولادهم ان يلتزموا بها.‏

      واللافت هو ان شهود يهوه ليسوا الوحيدين الذين يربطون تحية العلم بالعبادة.‏ وهذا ما تظهره التعليقات التالية:‏

      ‏«كانت الأعلام الباكرة رمزا دينيا تماما .‏ .‏ .‏ ويبدو ان الدين كان على الدوام يقدِّس الأعلام القومية».‏ (‏إبراز الخط مضاف.‏)‏ —‏ دائرة المعارف البريطانية.‏

      ‏«العلم مقدس كالصليب .‏ .‏ .‏ والقوانين والانظمة التي تجسِّد موقف البشر من القومية تستعمل تعابير قوية مثل ‏‹الخدمة للعلم› .‏ .‏ .‏ ‏‹التوقير للعلم›،‏ ‏‹الولاء للعلم›».‏ (‏إبراز الخط مضاف.‏)‏ —‏ دائرة المعارف الاميركية.‏

      ‏«رفض المسيحيون ان .‏ .‏ .‏ يقدِّموا الذبائح للامبراطور [الروماني]،‏ وهذا يعادل اليوم تقريبا رفض تحية العلم او تكرار يمين الولاء».‏ —‏ اولئك الذين على وشك الموت (‏١٩٥٨)‏،‏ لواضعه دانيال مانيكس،‏ الصفحة ١٣٥،‏ بالانكليزية.‏

      الصورة في الصفحة ٢٢

      رفض الشبان العبرانيون الثلاثة ان ينحنوا امام التمثال الذي نصبه الملك البابلي نبوخذنصر

      اذًا كما ذكرنا سابقا،‏ لا يقصد شهود يهوه بعدم تحية العلم ان يقللوا من احترام اي حكومة او رئيس.‏ فكل ما في الامر هو انهم لا ينحنون او يحيُّون رمزا للدولة لأنهم يعتبرون ذلك عمل عبادة.‏ وموقفهم يشبه موقف الشبان العبرانيين الثلاثة في ازمنة الكتاب المقدس.‏ فهم رفضوا ان ينحنوا امام التمثال الذي نصبه الملك البابلي نبوخذنصر في سهل دورا.‏ (‏دانيال،‏ الاصحاح ٣‏)‏ لذلك فيما يحيِّي الآخرون العلم وينشدون النشيد الوطني،‏ يتعلَّم اولاد شهود يهوه ان يتبعوا ضميرهم المدرَّب على الكتاب المقدس.‏ لذا يمتنعون عن المشاركة بصمت واحترام.‏ وللأسباب نفسها،‏ يختارون الا يشاركوا حين تُنشد الاناشيد الوطنية او تُعزف.‏

      نحترمه لكن لا نعبده

      ذات صباح في مدرسة في كندا،‏ لاحظت شاهدة عمرها ١١ سنة تدعى تيرا ان المعلِّم اخذ رفيقتها الى خارج الصف.‏ وبعد وقت قصير،‏ طلب بهدوء من تيرا ان ترافقه الى مكتب المدير.‏

      وعندما دخلت تيرا الى مكتب المدير،‏ رأت فورا العلم الكندي على طاولته.‏ ثم امر المعلِّم تيرا ان تبصق على العلم.‏ وظنَّ انها ستفعل ذلك لأنها لا تُنشد النشيد الوطني ولا تحيِّي العلم.‏ لكن تيرا رفضت وأوضحت له ان شهود يهوه لا يعبدون العلم لكنهم يحترمونه.‏

      وحين عاد المعلِّم الى الصف،‏ اخبر التلاميذ انه امتحن منذ لحظات تلميذتين.‏ فرغم ان التلميذة الاولى تشارك في الاحتفالات الوطنية،‏ بصقت على العلم عندما أُمرت بذلك.‏ لكنَّ تيرا رفضت ان تهينه مع انها لا تحيِّيه ولا تنشد النشيد الوطني.‏ وأشار المعلِّم ان تيرا هي التي احترمت العلم.‏

      حق الوالدين

      في ايامنا،‏ تحترم معظم البلدان حق الوالدين في تعليم اولادهم الدين حسب قناعاتهم.‏ وكل الاديان تؤيد هذا الحق،‏ كما يوضح القانون الكنسي في الكنيسة الكاثوليكية.‏ فهو يذكر:‏ «بما ان الوالدين يمنحون الحياة لأولادهم،‏ فمن مسؤوليتهم ان يعلِّموهم،‏ وهذا حقهم.‏ لهذا السبب يجب على الوالدين ان يعلِّموا اولادهم قبل كل شيء التعليم المسيحي حسب عقيدة الكنيسة».‏ —‏ القانون ٢٢٦،‏ بالفرنسية.‏

      الصورة في الصفحة ٢٥

      يتعلَّم الاولاد ان يهتموا بالآخرين

      ولا يطلب شهود يهوه اكثر من ذلك.‏ وكوالدين مهتمين بخير اولادهم،‏ يحاولون ان يغرسوا فيهم القيم المسيحية الحقيقية ويزرعوا في قلوبهم محبة القريب واحترام ممتلكات الآخرين.‏ وهم يرغبون في اتِّباع مشورة الرسول بولس للمسيحيين في افسس:‏ «ايها الآباء،‏ لا تغضبوا اولادكم،‏ بل ربُّوهم دائما في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري».‏ —‏ افسس ٦:‏٤‏.‏

      مبادئ يتبعها شهود يهوه

      يعلِّم شهود يهوه اولادهم ان يتجنبوا التصرفات والمواقف المؤذية الشائعة اليوم.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ لذلك يخبرونهم عن مخاطر المخدرات والتدخين والسكر وغيرها.‏ (‏امثال ٢٠:‏١؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ ويشجِّعونهم على الاستقامة والاجتهاد.‏ (‏افسس ٤:‏٢٨‏)‏ ويعلِّمونهم ان يتجنبوا الكلام البذيء.‏ (‏افسس ٥:‏٣،‏ ٤‏)‏ وينصحونهم ايضا ان يطبِّقوا مبادئ الكتاب المقدس المتعلقة بالآداب الجنسية ويحترموا السلطة والانسان وممتلكات الآخرين.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ تيطس ٣:‏١،‏ ٢؛‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏)‏ وهم مقتنعون بأن تطبيق هذه المبادئ هو لخير اولادهم.‏

      بيوت منقسمة دينيا

      في بعض العائلات،‏ احد الوالدَين فقط شاهد ليهوه.‏ وفي هذه الحالة،‏ نذكِّر الوالد الشاهد ان من حق الوالد غير الشاهد ايضا ان يعلِّم الاولاد قناعاته الدينية.‏ ونادرا ما يتأثر الاولاد سلبا حين يسمعون آراء دينية مختلفة.‏a وفي النهاية،‏ عليهم ان يقرِّروا اي دين يتبعون.‏ ومن الطبيعي الا يختار كل الشباب مبادئ والديهم الدينية،‏ سواء كانوا شهودا ليهوه ام لا.‏

      حق الاولاد في حرية الضمير

      ان مسألة الضمير مهمة جدا بالنسبة الى شهود يهوه.‏ (‏روما،‏ الاصحاح ١٤‏)‏ وقد أقرَّت اتفاقية حقوق الطفل،‏ التي تبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة سنة ١٩٨٩،‏ بحق الولد في «حرية التفكير،‏ الضمير والدين» وبحقه في التعبير عن رأيه بحرية،‏ وأخذ هذا الرأي بعين الاعتبار في اية مسألة او اجراء يؤثر في الولد.‏

      وفي الواقع،‏ كل ولد له شخصيته.‏ لذا قد تلاحظ اختلافات في قرارات اولاد الشهود او التلاميذ الآخرين بخصوص بعض النشاطات المدرسية.‏ ونحن نثق بأنك ستحترم حرية ضميرهم.‏

      a في كتاب تربية الاولاد اليهود في عالم معاصر (‏بالانكليزية)‏،‏ يتحدث الدكتور في الفلسفة ستيفن كار روبن عن الاولاد في البيوت المنقسمة دينيا قائلا:‏ «عندما يرفض الوالدون التحدث عن مبادئهم الدينية،‏ يتكتمون عليها،‏ يكونون مشوَّشين،‏ ويتجنبون المسائل الدينية،‏ يشعر الاولاد بالضياع والتشويش.‏ اما عندما يكون الوالدون واضحين وصادقين وصريحين في التحدث عن معتقداتهم ومبادئهم وأعيادهم،‏ فيكبر الاولاد وهم يشعرون بالامان وبأن لهم قيمة في بيئتهم الدينية.‏ وهذا مهم جدا في نمو احترامهم لذاتهم ومعرفة مكانهم في العالم».‏

  • دور الوالدين
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • الصورة في الصفحتين ٢٦ و ٢٧

      دور الوالدين

      لا شك ان تربية الاولاد ليصيروا راشدين مسؤولين ليست مهمة سهلة.‏

      نشر المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة نتائج استطلاع لوالدين ناجحين يزيد عمر اولادهم على ٢١ سنة و «كلهم راشدون ناجحون في المجتمع».‏ فحين سُئل هؤلاء الوالدون:‏ ‹ما افضل نصيحة تقدِّمونها للوالدين من خبرتكم؟‏›،‏ كانت الاجوبة:‏ ‹احبوا كثيرا›،‏ ‹ادِّبوا بطريقة بناءة›،‏ ‹اقضوا وقتا معا›،‏ ‹علِّموا اولادكم ان يميِّزوا الصواب من الخطإ›،‏ ‹احترموهم كي يبادلوكم الاحترام›،‏ ‹اصغوا اليهم جيدا›،‏ ‹قدِّموا نصائح لا محاضرات›،‏ و ‹كونوا واقعيين›.‏

      الصورة في الصفحة ٢٨

      يلعب المعلِّمون دورا رئيسيا في تنشئة راشدين ناجحين في المجتمع

      اضافة الى الوالدين،‏ يلعب المعلِّمون ايضا دورا رئيسيا في تنشئة راشدين ناجحين في المجتمع.‏ علَّق مرشد في مدرسة لديه خبرة:‏ «الهدف الرئيسي من التعليم الدراسي هو مساعدة الوالدين على تربية راشدين ناضجين فكريا وجسديا وعاطفيا».‏

      اذًا،‏ لدى الوالدين والمعلِّمين الهدف نفسه:‏ تربية راشدين ناضجين ومتزنين يتمتعون بالحياة ويلعبون دورا مهما في المجتمع.‏

      تعاون لا منافسة

      تنشأ المشاكل اذا لم يتعاون الوالدون مع المعلِّمين.‏ فبعض الوالدين مثلا لا يهتمون ابدا بتعليم اولادهم،‏ اما آخرون فينافسون المعلِّمين.‏ قالت مجلة فرنسية:‏ «لم يعد المعلِّم المسؤول الوحيد عن تعليم الاولاد.‏ فالوالدون المهووسون بنجاح اولادهم يتفحصون الكتب الدراسية،‏ ينتقدون اساليب التعليم،‏ ويستاؤون حالما ينال ولدهم علامة منخفضة».‏ وهذا يُعتبر تعدِّيا على صلاحيات المعلِّم.‏

      الصورة في الصفحة ٢٩

      يعتقد شهود يهوه ان الاولاد يحصدون فوائد كثيرة حين يساعدهم والدوهم في دراستهم ويتعاونون مع معلِّميهم

      يعتقد شهود يهوه ان الاولاد يحصدون فوائد كثيرة حين يساعدهم والدوهم في دراستهم ويتعاونون مع معلِّميهم.‏ وهذا التعاون مهم خصوصا لأن عمل المعلِّم يزداد صعوبة يوما بعد يوم.‏

      المشاكل المدرسية اليوم

      بما ان المدارس انعكاس للمجتمع،‏ فهي لا تسلم عموما من مشاكل المجتمع،‏ وخاصة ان هذه المشاكل تزداد على مر السنين.‏ قالت صحيفة ذا نيويورك تايمز عن احدى المدارس في الولايات المتحدة:‏ «التلاميذ ينامون في الصف،‏ يهدِّدون واحدهم الآخر في الممرات المليئة بالرسوم والكتابات البشعة،‏ يسخرون من التلاميذ المجتهدين .‏ .‏ .‏ ويواجه كل التلاميذ تقريبا مشاكل كالاعتناء بإخوتهم الاصغر سنا،‏ التأقلم مع سجن والديهم،‏ والهرب من عنف العصابات.‏ وكل يوم،‏ يغيب خُمس التلاميذ تقريبا عن المدرسة».‏

      والمشكلة الاخطر هي العنف المتزايد في المدارس حول العالم.‏ فالمشاجرات والضرب حلَّ محلها الطعن وإطلاق النار.‏ وصارت الهجمات اعنف والاسلحة متوفرة بكثرة بين ايدي التلاميذ.‏ وأصبح الاولاد يلجأون فورا الى العنف وبعمر اصغر.‏

      طبعا،‏ ليس الوضع سيئا الى هذا الحد في كل البلدان.‏ لكنَّ معلِّمين كثيرين حول العالم يعيشون الوضع الذي تصفه المجلة الاسبوعية لو بوان (‏بالفرنسية)‏:‏ «لم يعد هناك احترام للمعلِّم،‏ لم يعد له اي سلطة».‏

      الصورة في الصفحة ٣٠

      الوالدون الناجحون يقضون الوقت مع اولادهم

      حقا،‏ ان عدم احترام السلطة هذا يشكِّل خطرا حقيقيا على كل الاولاد.‏ لذلك يحاول شهود يهوه ان يغرسوا في اولادهم الطاعة والاحترام للسلطة،‏ رغم ان هاتين الصفتين مفقودتان في المدارس اليوم.‏

  • الخاتمة
    شهود يهوه والتعليم الدراسي
    • الصورة في الصفحة ٣١

      الخاتمة

      ليس القصد من هذه الكراسة مناقشة معتقدات شهود يهوه الدينية بالتفصيل.‏ لكننا حاولنا ان نشرح بعض المبادئ التي يؤمنون بها ونظهر كيف تؤثر على التلميذ الذي احد والدَيه او كلاهما من الشهود.‏

      يهتم شهود يهوه كثيرا بنمو اولادهم الروحي.‏ وهم على ثقة ان ذلك يفيد اولادهم في مجالات اخرى.‏ فمعتقداتهم ومبادئهم تعطي حياتهم معنى وتساعدهم ان يحلوا مشاكلهم اليومية.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ تدفعهم هذه المعتقدات والمبادئ ان يصيروا تلاميذ مجتهدين ومواطنين صالحين.‏

      ويحاول الشهود ان يكونوا واقعيين،‏ لذلك يهتمون كثيرا بالتعليم الدراسي ويأملون ان يتعاونوا معكم.‏ وسيستمرون في تشجيع اولادهم،‏ سواء في بيوتهم او اماكن عبادتهم،‏ ان يتمموا هم ايضا دورهم في هذا التعاون.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة