مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • نصائح «الخبراء» في تقلّب دائم
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • نصائح «الخبراء» في تقلّب دائم

      حاوِل ان تطلب في الإنترنت ارشادات حول تربية الاولاد،‏ فيطالعك على الفور كمّ هائل من المراجع يتجاوز عددها ٢٦ مليونا!‏ وإذا صرفت دقيقة واحدة في قراءة كل مرجع،‏ فسيكبر ولدك ويترك البيت وأنت ما زلت تقرأ وتقرأ دونما نهاية.‏

      ولكن قبل زمن الإنترنت وأطباء الاطفال والاختصاصيين في علم النفس لدى الاولاد،‏ الى اين كان الوالدون يلتفتون طلبا للنصح؟‏ غالبا ما التمسوا مساعدة عائلاتهم الموسَّعة.‏ فقد كان الاجداد والجدّات،‏ الاعمام والعمات،‏ والاخوال والخالات مستعدين لتقديم الارشادات،‏ المساعدة ماليا،‏ والاعتناء بالاولاد.‏ غير ان نزوح السكان بأعداد كبيرة من الارياف الى المدن في بلدان كثيرة،‏ قضى الى حد بعيد على هذه الروابط العائلية المتينة.‏ فغالبا ما يجد الآباء والامهات اليوم انهم وحدهم في مواجهة تحديات تربية الاولاد.‏

      ان هذا التلاشي في الروابط العائلية هو احد الاسباب التي أدّت الى النمو السريع في حقل العناية بالاولاد.‏ وثمة سبب آخر هو ازدياد ثقة الناس بالتقدم العلمي.‏ مثلا،‏ في اواخر القرن التاسع عشر،‏ صارت عامة الناس في الولايات المتحدة مقتنعة بأن العلم يمكن ان يُحسِّن كل اوجه الحياة البشرية.‏ فلِمَ لا يسهم ايضا في تربية الاولاد؟‏ لذلك،‏ عندما شجب المؤتمر الوطني الاميركي للامهات سنة ١٨٩٩ «عدم كفاءة الوالدين»،‏ ظهر على المسرح حشد من «الخبراء» ووعدوا بأن يساعدوا الآباء والامهات على ايجاد افضل السبل «العلمية» لتربية الاولاد.‏

      الاستعانة بالكتب والمراجع

      فماذا انجز هؤلاء الخبراء؟‏ هل بات الوالدون اليوم اقل قلقا من ذي قبل وأكثر استعدادا لتربية الاولاد؟‏ ليس بحسب استطلاع للرأي أُجري مؤخرا في بريطانيا.‏ فقد كشف هذا الاستطلاع ان نحو ٣٥ في المئة من آباء وأمهات الاولاد الصغار ما زالوا يبحثون عن النصح الموثوق به،‏ في حين يشعر آخرون ان لا خيار امامهم سوى تدبر امرهم هم بأنفسهم في مسألة تربية اولادهم.‏

      تتبّعت الباحثة آن هلبرت في كتابها تربية الاولاد في اميركا:‏ خبراء،‏ والدون،‏ وقرن من النصائح (‏بالانكليزية)‏ تاريخ المراجع المتخصصة في تربية الاولاد.‏ وقد أشارت هذه الباحثة،‏ وهي نفسها ام لولدَين،‏ ان عددا قليلا فقط من استنتاجات الخبراء مؤسس على حقائق مثبتة علميا.‏ فغالبا ما تتأسس نصائحهم على خبرتهم الخاصة في الحياة لا على المعطيات الموضوعية.‏ ويمكن القول في الوقت الحاضر ان الكثير ممّا ذكروه هو ارشادات اثبت الزمن عدم فعاليتها،‏ او نصائح متضاربة،‏ او حتى اقتراحات شاذة وغريبة.‏

      اذًا ما هو وضع الوالدين اليوم؟‏ في الواقع،‏ يشعر كثيرون منهم بالتشويش نتيجة الكم الهائل من النصائح والآراء المتباينة التي لم يشهد التاريخ قط مثيلا لها.‏ ولكن لا يشعر الجميع بأنهم وحدهم في مهبّ الريح.‏ فكما تظهر المقالة التالية،‏ يستفيد حول الارض والدون كثيرون من مصدر قديم لا ينضب من الحكمة العملية،‏ وهم ينهلون منه النصائح السديدة والجديرة بالثقة.‏

  • نصائح سديدة لتربية الاولاد
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • نصائح سديدة لتربية الاولاد

      ‏«كنت في التاسعة عشرة من عمري وأعيش بعيدا عن عائلتي،‏ وليس لدي ادنى فكرة عن تربية الاولاد».‏ هكذا تصف امرأة اسمها رُوث الوضع الذي وجدت نفسها فيه عندما حبلت بطفلها الاول.‏ وبما ان رُوث وحيدة لأبويها،‏ فلم تكن قد أولت مسألة الامومة الكثير من تفكيرها.‏ فأين كانت ستجد النصح الموثوق به؟‏

      من ناحية اخرى،‏ يقول جان،‏ وهو اب لولدَين هما اليوم راشدان:‏ «في البداية كنت واثقا جدا من نفسي.‏ لكن سرعان ما ادركت انني افتقر الى الخبرة في هذا المجال».‏ فأين يجد الوالدون المساعدة من اجل تربية اولادهم،‏ سواء شعروا بالعجز من البداية او اعتراهم هذا الشعور في مرحلة لاحقة؟‏

      يلتفت المزيد من الآباء اليوم الى الإنترنت.‏ لكنكم كوالدين قد تتساءلون إنْ كان بإمكانكم ان تعتمدوا على النصائح والارشادات التي تجدونها بهذه الوسيلة.‏ ومن المنطقي ان تساوركم الشكوك في هذا الخصوص.‏ فمَن يعرف حقا مصدر النصائح التي تجدونها على الإنترنت؟‏ وماذا عن الاشخاص الذين يعطون هذه النصائح؟‏ هل نجحوا هم انفسهم في تربية اولادهم؟‏ لا شك انكم تريدون توخي الحذر في المسائل التي تؤثر في عائلتكم.‏ فكما ذكرت المقالة السابقة،‏ حتى النصائح التي يسديها الخبراء قد تبوء بالفشل.‏ فإلى اين يمكنكم الالتفات طلبا للنصح السديد؟‏

      ان المصدر الاسمى للمشورة حول تربية الاولاد هو يهوه اللّٰه،‏ مُنشئ العائلة.‏ (‏افسس ٣:‏١٥‏)‏ فهو الخبير الوحيد الجدير بالثقة.‏ وهو يزوِّد في كلمته الكتاب المقدس ارشادات عملية،‏ سديدة،‏ وناجحة حقا.‏ (‏مزمور ٣٢:‏٨؛‏ اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ولكن لكي نستفيد منها،‏ لا بد لنا ان نطبِّقها.‏

      طُلب من عدة ازواج نجحوا في تربية اولادهم ليصيروا راشدين متزنين يخافون اللّٰه ان يذكروا ما تعلموه من خبرتهم في هذا المجال.‏ فأجمعوا ان السبب الرئيسي لنجاحهم هو تطبيق مبادئ الكتاب المقدس.‏ وقد وجدوا ان نصح الكتاب المقدس موثوق به اليوم تماما كما كان حين كُتب للمرة الاولى.‏

      اُقضوا الوقت مع اولادكم

      عندما سُئلت كاثرين،‏ وهي ام لولدين،‏ اية نصيحة كانت الاكثر إفادة لها،‏ اشارت فورا الى التثنية ٦:‏٧ التي تقول:‏ «لقِّن [مبادئ الكتاب المقدس] بنيك،‏ وتحدَّثْ بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تضطجع وحين تقوم».‏ وقد ادركت كاثرين انه لكي تتمكن من تطبيق هذه المشورة،‏ كان عليها ان تقضي وقتا كافيا مع ولدَيها.‏

      لا شك ان القول اسهل بكثير من العمل.‏ فكيف يمكن للوالدين ان يقضوا المزيد من الوقت مع اولادهم إذا كان الاب والام كلاهما مضطرَّين ان يعملا لسدّ حاجات العائلة؟‏ يشير تورليف،‏ الذي صار ابنه والدا الآن،‏ ان سر النجاح هو اتِّباع النصيحة في التثنية.‏ فإذا اصطحبتم اولادكم معكم اينما ذهبتم،‏ فستُتاح لكم تلقائيا فرص الحوار البناء.‏ يقول تورليف:‏ «كنت اقوم انا وابني سويا بأعمال الصيانة في البيت.‏ كما كنا نذهب في نزهات معا كعائلة ونتناول وجباتنا سويا».‏ ونتيجة لذلك،‏ كما يضيف تورليف،‏ «لطالما شعر ابننا ان بإمكانه التعبير عن نفسه بكل حرية».‏

      لكن ما القول اذا انقطعت جسور التواصل وتعثر الحوار بين الطرفين؟‏ قد يحدث ذلك احيانا فيما يكبر الاولاد.‏ وحتى في هذه الحال،‏ من المفيد ان تقضوا المزيد من الوقت معهم.‏ يتذكر كين،‏ زوج كاثرين،‏ انه عندما بلغت ابنتهما سن المراهقة تشكّت،‏ على غرار مراهقين كثيرين،‏ ان والدها لا يعيرها اذنا صاغية.‏ فماذا فعل كين؟‏ يقول:‏ «قررت ان اقضي المزيد من الوقت معها على انفراد لمناقشة افكارها ومشاعرها ومخاوفها.‏ وقد ساهم هذا الامر في حل المشكلة».‏ (‏امثال ٢٠:‏٥‏)‏ لكنّ كين مقتنع بأن اسلوبه هذا كان ناجحا لأن الاسرة معتادة على التواصل في ما بينها.‏ يقول:‏ «لطالما تمتعتُ بعلاقة جيدة مع ابنتي،‏ لذلك شعرَتْ بحرية الاقتراب اليّ للتعبير عن مشاعرها».‏

      من الجدير بالذكر انه بحسب دراسة حديثة،‏ يبلغ عدد المراهقين الذين يقولون ان والديهم لا يقضون وقتا كافيا معهم ثلاثة اضعاف عدد الوالدين الذين يعترفون بهذا الواقع.‏ لذلك من الملائم ان تتبعوا نصح الكتاب المقدس بقضاء اطول وقت ممكن مع اولادكم:‏ في اوقات الاستجمام وأثناء العمل سويا،‏ في البيت وخارجه،‏ عندما تستيقظون صباحا وقبل ان تخلدوا الى النوم مساء.‏ وإذا امكن خذوهم معكم اينما ذهبتم.‏ فكما تشير التثنية ٦:‏٧‏،‏ لا بديل عن قضاء الوقت مع اولادكم.‏

      علِّموهم القيَم الصائبة

      على نحو مماثل،‏ ينصح ماريو،‏ وهو أب لولدين:‏ «اغمروا الاولاد بمحبتكم وحنانكم.‏ اقرأوا عليهم بانتظام».‏ لكنّ الهدف من ذلك ليس مجرد تنمية قدرات اولادكم الفكرية.‏ فيجب تعليمهم ان يميِّزوا الصواب من الخطإ.‏ فكما يقول ماريو:‏ «ادرسوا معهم في الكتاب المقدس».‏

      وبغية تعليم الاولاد التمييز بين الصواب والخطإ،‏ ينصح الكتاب المقدس الوالدين:‏ «لا تُغضِبوا اولادكم،‏ بل ربّوهم برقة وفق الارشادات والآداب المسيحية الحقة».‏ (‏افسس ٦:‏٤‏،‏ ترجمة وايموث [بالانكليزية])‏ في عائلات كثيرة اليوم،‏ لا يولى تعليم القيَم الاخلاقية الاهتمام اللازم.‏ فبعض الوالدين يعتقدون انه عندما يكبر الاولاد،‏ سيصبحون قادرين ان يختاروا هم بأنفسهم القيَم التي يريدون تبنيها.‏ فهل يبدو ذلك منطقيا لكم؟‏ اذا كانت الاجسام الصغيرة بحاجة الى التغذية الملائمة لكي تنمو وتبقى سليمة،‏ أفلا تحتاج ايضا العقول والقلوب الفتية الى الارشاد؟‏!‏ وإن لم يتعلّم اولادكم المبادئ الاخلاقية منكم في البيت،‏ فسيتبنَّون على الارجح آراء أساتذتهم ورفقائهم في المدرسة والافكار التي يتشربونها من وسائل الاعلام.‏

      ويمكن للكتاب المقدس ان يساعد الوالدين على تعليم اولادهم التمييز بين الصواب والخطإ.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ يوصي جيف،‏ وهو شيخ مسيحي ذو خبرة وأب لولدين،‏ باستخدام الكتاب المقدس لتعليم الاولاد القيَم الصائبة.‏ يقول:‏ «عندما يُستخدم الكتاب المقدس،‏ يدرك الاولاد ان هذا هو رأي الخالق في الموضوع،‏ وليس فقط رأي الماما والبابا.‏ وقد لمسنا الأثر الفريد الذي تركه الكتاب المقدس في فكر وقلب ولدَينا.‏ مثلا،‏ عندما كان احدهما يتصرف او يفكر بشكل خاطئ،‏ كنا نخصص الوقت للبحث عن آية ملائمة للحالة،‏ ثم نأخذ الولد على انفراد ونطلب منه قراءتها.‏ وفي اغلب الاحيان كان يتأثر ويذرف الدموع،‏ الامر الذي طالما ادهشنا.‏ فوقْع الكتاب المقدس على ولدَينا كان اقوى من اي شيء يمكن ان نقوله او نفعله نحن».‏

      توضح عبرانيين ٤:‏١٢‏:‏ «كلمة اللّٰه حية وفعالة .‏ .‏ .‏ وقادرة ان تميِّز افكار القلب ونيَّاته».‏ فرسالة الكتاب المقدس ليست مجرد آراء واختبارات الرجال الذين استخدمهم اللّٰه لكتابته،‏ فهي تمثل رأي اللّٰه في المسائل الادبية.‏ وهذا ما يميِّز نصيحة الكتاب المقدس عن غيرها من النصائح.‏ فباستخدام هذا الكتاب لتعليم اولادكم،‏ تساعدونهم على حيازة فكر اللّٰه في مختلف المسائل.‏ وهكذا يكون لتدريبكم وقع اقوى بكثير،‏ مما يتيح لكم فرصة بلوغ قلب اولادكم.‏

      توافق كاثرين المذكورة سابقا على هذه الفكرة،‏ قائلة:‏ «كلما زادت صعوبة الحالة زاد اتكالنا على مشورة كلمة اللّٰه،‏ وكم كانت هذه المشورة ناجحة!‏».‏ فهل بإمكانكم ان تستفيدوا اكثر من الكتاب المقدس لتعليم اولادكم التمييز بين الصواب والخطإ؟‏

      اتَّصِفوا بالتعقل

      اشار الرسول بولس الى مبدإ مهم آخر يساعد في تربية الاولاد.‏ فقد حث المسيحيين الرفقاء:‏ «ليُعرَف تعقلكم عند جميع الناس».‏ (‏فيلبي ٤:‏٥‏)‏ وهذا يعني ان اولادنا يجب ان يروا تعقلنا.‏ ولا ننسَ ان التعقل هو احد اوجه «الحكمة التي من فوق».‏ —‏ يعقوب ٣:‏١٧‏.‏

      ولكن ما علاقة التعقل بتدريب اولادنا؟‏ مع اننا نقدم لهم كل المساعدة الممكنة،‏ لا نريد ان نتحكم في جميع تحركاتهم.‏ مثلا،‏ يقول ماريو،‏ وهو شاهد ليهوه اقتُبس كلامه اعلاه:‏ «كنا دائما نشجع ولدَينا على حيازة اهداف روحية،‏ كالمعمودية،‏ الخدمة كامل الوقت،‏ وغير ذلك.‏ لكنّنا كنا نشدّد دوما ان عليهما شخصيا اتخاذ هذه القرارات عندما يحين الوقت المناسب».‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ يخدم اليوم ولدا ماريو كلاهما كمبشرَين كامل الوقت.‏

      يحذر الكتاب المقدس الآباء في كولوسي ٣:‏٢١‏:‏ «لا تغيظوا اولادكم لئلا تتثبط عزيمتهم».‏ وهذه الآية تعني الكثير لكاثرين.‏ فمن السهل ان يغضب الوالد او يصير متطلبا عندما يفقد صبره.‏ لكنَّ كاثرين تقول:‏ «لا تتوقعوا من اولادكم ما تتوقعونه من انفسكم».‏ وتضيف هذه الشاهدة ليهوه:‏ «ساعدوا الاولاد ان يجدوا المتعة في خدمة يهوه».‏

      ويقدم جيف،‏ المذكور سابقا،‏ هذه الملاحظة العملية:‏ «فيما كان ولدانا يكبران،‏ اخبرَنا احد الاصدقاء انه لاحظ نفسه يرفض مرارا وتكرارا تلبية طلبات اولاده.‏ وكان ذلك يغيظهم ويُشعرهم بالتثبط.‏ ولتجنب ذلك في عائلتنا،‏ نصحنا ان نبحث عن طرائق لتلبية طلبات ولدَينا».‏

      ويضيف جيف:‏ «وجدنا هذه النصيحة سديدة.‏ فصرنا نبحث عن الفرص للسماح لولدَينا بالقيام بأمور معيّنة في ظروف نوافق عليها.‏ فكنا مثلا نقول لهما:‏ ‹هل عرفتما ان فلانا يريد ان يفعل كذا؟‏ ألا ترغبان انتما ايضا في الانضمام اليه؟‏›.‏ وعندما كانا يطلبان منا ان نأخذهما الى مكان ما،‏ كنا نجبر انفسنا على الذهاب معهما رغم تعبنا الشديد،‏ وذلك لئلا نرفض طلبهما».‏ أليس هذا التعقل بأم عينه،‏ اي ان يكون المرء عادلا،‏ مرنا،‏ ومراعيا لمشاعر اولاده دون المسايرة على مبادئ الكتاب المقدس؟‏!‏

      استفيدوا من النصح السديد

      معظم هؤلاء الازواج هم اليوم اجداد.‏ وكم يفرحهم ان يروا ان مبادئ الكتاب المقدس عينها تساعد اولادهم على النجاح في تربية احفادهم!‏ فهل يمكنكم انتم ايضا الاستفادة من نصح الكتاب المقدس؟‏

      عندما رُزقت رُوث،‏ المذكورة في مستهل المقالة،‏ بطفلها كانت احيانا تشعر هي وزوجها انهما يخوضان المعركة وحدهما دونما مساعدة.‏ لكنهما في الحقيقة لم يكونا وحيدَين.‏ فقد امتلكا النصح الفائق القيمة من كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ انتج شهود يهوه الكثير من المساعِدات الممتازة على درس الكتاب المقدس التي يمكن ان تفيد الوالدين.‏ وتشمل هذه كتبا مثل:‏ اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ استمع الى المعلّم الكبير،‏ اعظم انسان عاش على الاطلاق،‏ و كتابي لقصص الكتاب المقدس.‏ ويقول تورليف،‏ زوج رُوث:‏ «في متناول الوالدين اليوم وفرة من النصائح المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ فما عليهم سوى ان يستفيدوا منها وينالوا المساعدة التي يحتاجون اليها لمواجهة جميع ظروف الحياة فيما يكبر اولادهم».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      ما يقوله الخبراء .‏ .‏ .‏ وما يقوله الكتاب المقدس

      حول اظهار العاطفة

      حث الدكتور جون برودُس واطسون الوالدين في كتابه العناية النفسية بالاطفال والرُّضع (‏١٩٢٨،‏ بالانكليزية)‏:‏ «إيّاكم ان تضموا او تقبِّلوا» اولادكم.‏ «إيّاكم ان تسمحوا لهم بالجلوس في حضنكم».‏ لكن مؤخرا،‏ ذكرت الدكتورتان ڤيرا لاين ودوروثي مولينو في مجلة اولادنا (‏عدد آذار ١٩٩٩،‏ بالانكليزية)‏:‏ «تشير الابحاث ان الاولاد الصغار المحرومين من الملامسة وتعابير المودة لا ينمون عادة بشكل سويّ».‏

      بالتباين مع ذلك،‏ تتكلم اشعيا ٦٦:‏١٢ عن المحبة التي يظهرها يهوه لشعبه بتعابير تُستعمل عادة لوصف محبة الوالدين لأولادهم.‏ وعلى نحو مماثل،‏ عندما حاول تلاميذ يسوع منع الناس من جلب اولادهم الصغار اليه،‏ قوَّمهم قائلا:‏ «دعوا الاولاد الصغار يأتون إلي.‏ لا تحاولوا منعهم».‏ ثم «ضمّ الاولاد بذراعيه،‏ وباركهم».‏ —‏ مرقس ١٠:‏١٤،‏ ١٦‏.‏

      حول تعليم القيَم الصحيحة

      في مقالة صدرت سنة ١٩٦٩ في مجلة ذا نيويورك تايمز ماڠازين،‏ شدَّد الدكتور برونو بتلهايم على الفكرة القائلة ان للولد «الحق في حيازة آرائه الخاصة التي يستمدّها من خبرته الشخصية في الحياة وليس من عظات [والديه] التسلطية».‏ لكن بعد نحو ثلاثين سنة،‏ اعترف الطبيب روبرت كولز،‏ واضع كتاب ذكاء الاولاد في المسائل الاخلاقية (‏١٩٩٧،‏ بالانكليزية)‏:‏ «يحتاج الاولاد حاجة ماسة الى هدف وإرشاد في الحياة،‏ الى قيَم» يوافق عليها والدوهم والراشدون الآخرون.‏

      تحثّ الامثال ٢٢:‏٦ الوالدين:‏ «درِّب الصبي بحسب الطريق الذي يليق به،‏ فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه».‏ والكلمة العبرانية المترجمة الى «درِّب» تعني ايضا «لقِّن» وتشير هنا الى الابتداء بإرشاد الطفل وتعليمه المبادئ الاولية.‏ لذلك يوصى الوالدون ان يبدأوا بتعليم اولادهم القيَم الصحيحة منذ نعومة اظفارهم.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وما يتعلمونه في سنواتهم الاولى سيلازمهم على الارجح مدى الحياة.‏

      حول التأديب

      كتب الدكتور جيمس دوبسون في كتابه الولد الصعب المراس (‏١٩٧٨،‏ بالانكليزية)‏:‏ «التأديب الجسدي الذي يمنحه الوالدون المحبّون هو من الوسائل التعليمية التي تساهم في كبح سوء التصرف».‏ من ناحية اخرى،‏ قال الطبيب بنجامين سپوك في مقالة مأخوذة من الطبعة السابعة لكتابه الشهير رعاية المواليد والاطفال (‏١٩٩٨،‏ بالانكليزية)‏:‏ «ان صفع الاولاد يعلمهم ان الشخص الاكبر والاقوى جسديا لديه الحق في فرض آرائه سواء كان على صواب ام على خطإ».‏

      يقول الكتاب المقدس حول مسألة التأديب:‏ «العصا والتوبيخ يعطيان حكمة».‏ (‏امثال ٢٩:‏١٥‏)‏ ولكن لا يحتاج جميع الاولاد الى العقاب الجسدي.‏ تقول الامثال ١٧:‏١٠‏:‏ «الانتهار يؤثر في الفهيم اكثر من مئة ضربة في الغبي».‏

      ‏[الصورة]‏

      استخدموا الكتاب المقدس لبلوغ قلب ولدكم

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      يرتب الوالدون الحكماء ان يتمتع اولادهم بالاستجمام

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة