مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تحدّي تدريب الاولاد اليوم
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • تحدّي تدريب الاولاد اليوم

      في وقت متأخر من احدى الامسيات،‏ دخلت امرأتان ومعهما ولد الى احد المطاعم.‏ كان صاحب المطعم يستعد لإغلاق مطعمه والذهاب الى البيت.‏ وبسبب التعب الشديد،‏ اراد ان يقول لهما ان المطعم قد أُغلِق.‏ غير انه لم يفعل ذلك،‏ بل أعدّ لهم الطعام.‏ وبينما كانت المرأتان تتحادثان وتأكلان،‏ راح الولد يركض في المطعم ويوقع الكعك على الارض ويسحقه بقدميه.‏ لم تحاول امه منعه بل ابتسمت له.‏ فاضطر الرجل المنهوك القوى ان ينظف الارض من الاوساخ بعد مغادرة الزبائن.‏

      تُظهِر هذه القصة الواقعية ان والدين كثيرين يفشلون في تدريب اولادهم.‏ وهنالك عدة اسباب لذلك.‏ فبعض الوالدين يعتقدون ان الاولاد يجب ان ينشأوا في جو من الحرية،‏ ولذلك يسمحون لهم ان يفعلوا ما يحلو لهم.‏ وفي حالات اخرى،‏ يكون الوالدون شديدي الانشغال،‏ فلا يصرفون الوقت مع اولادهم ليمنحوهم العناية الدقيقة والتدريب اللازم.‏ وهنالك ايضا والدون يشعرون بأن التعليم المدرسي هو اكثر الامور اهمية،‏ فيمنحون ولدهم حرية شبه مطلقة شرط ان يحصل على علامات جيدة في المدرسة ويُقبَل في جامعة رفيعة المستوى.‏

      ولكن يشعر البعض انه يلزم تعديل المبادئ والمقاييس التي يتبعها الوالدون والمجتمع بشكل عام.‏ ويحاجّون ان الاولاد يتورطون في مختلف انواع الجرائم وأن العنف المدرسي يزداد حدة يوما بعد يوم.‏ لذلك شدَّد مدير احدى المدارس المتوسطة في سيول،‏ جمهورية كوريا،‏ ان التدريب الهادف الى تحسين الشخصية ينبغي ان يأتي في المقام الاول.‏ قال:‏ «تنمية الشخصية الجيدة يجب ان تسبق منح المعرفة».‏

      كثيرون من الوالدين الذين يريدون ان يدخل ولدهم الجامعة وينجح في الحياة يديرون عادة اذنا صمّاء لكلمات التحذير.‏ فماذا عنك؟‏ ايّ نوع من الاشخاص تريد ان يكون ولدك في المستقبل؟‏ هل تودّ ان يصير راشدا لديه حسّ ادبي وشعور بالمسؤولية؟‏ وهل ترغب في ان يصبح شخصا ايجابيا،‏ مراعيا لمشاعر الآخرين،‏ وقابلا للتكيُّف مع الظروف؟‏ اذا كان هذا ما تريد،‏ فتأمَّل من فضلك في المقالة التالية.‏

  • هل يمكن ان يساعدك الكتاب المقدس على تدريب اولادك؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • هل يمكن ان يساعدك الكتاب المقدس على تدريب اولادك؟‏

      السَّحلبية زهرة جميلة،‏ لكنّ تربيتها ليست بالامر السهل.‏ فلكي تنمو بشكل جيد،‏ يلزم تزويدها بالحرارة والضوء الملائمين ووضعُها في وعاء حجمه مناسب.‏ كما انها حساسة تجاه نوع التربة والسماد،‏ ومن السهل ان تتأذى من الحشرات والآفات الزراعية.‏ لهذه الاسباب،‏ غالبا ما تفشل المحاولات الاولى لتربية هذه الزهرة.‏

      ان تربية الاولاد هي اكثر صعوبة وتعقيدا من تربية السَّحلبية،‏ وهي تستلزم ايضا عناية دقيقة.‏ لذلك غالبا ما يحتار الوالدون بشأن كيفية تربية اولادهم.‏ كما ان كثيرين يحسّون انهم بحاجة الى المساعدة في هذا المجال مثلما يحتاج مربّي السَّحلبية الى نصيحة خبير زراعي.‏ من الواضح ان كل والد يرغب في الحصول على افضل الارشادات حول تربية اولاده.‏ فأين يمكن ايجاد هذه الارشادات؟‏

      صحيح ان الكتاب المقدس ليس كتابا مختصّا بتربية الاولاد.‏ لكنّ الخالق اوحى الى كتبته ان يضمِّنوه نصائح عملية عديدة حول هذا الموضوع.‏ والكتاب المقدس يشدِّد على ضرورة تنمية الصفات الحسنة،‏ الامر الذي كثيرا ما يُغفَل عنه برأي كثيرين.‏ (‏افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ كما ان المشورة التي يزوِّدها في هذا المجال هي جزء اساسي من التعليم المتزن.‏ وكثيرون من الذين طبقوا مشورته نالوا الفوائد بغض النظر عن خلفيتهم الثقافية او العصر الذي عاشوا فيه.‏ لذا فإن اتِّباع مشورة الاسفار المقدسة يساعدك على النجاح في تدريب اولادك.‏

      مثال الوالدين افضل تعليم

      ‏«انت يا من تعلم غيرك،‏ ألا تعلم نفسك؟‏ يا من تكرز:‏ ‹لا تسرق›،‏ أتسرق؟‏ يا من تقول:‏ ‹لا تزن›،‏ أتزني؟‏».‏ —‏ روما ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      قال رئيس للهيئة التربوية في سيول:‏ «ان رسم المثال بالقول والعمل هو الطريقة الفضلى لتعليم الاولاد».‏ فإذا لم يرسم الوالدان مثالا حسنا بالكلام والتصرفات ولم يزوِّدا ولدهما بإرشادات محددة،‏ فسيعتبرهما مرائيين.‏ فيفقد الوالدان مصداقيتهما.‏ على سبيل المثال،‏ يجب ان يكون الوالدان صادقَين اذا ارادا ان يعلِّما ولدهما الصدق.‏ غير ان بعض الوالدين،‏ عندما لا يريدون الاجابة على الهاتف،‏ يطلبون من ولدهم احيانا كثيرة ان يقول:‏ «آسف،‏ ابي (‏او امي)‏ ليس في البيت».‏ فيرتبك الولد ويشعر بالتشويش.‏ ومع الوقت،‏ قد يلجأ الى الكذب عند مواجهة وضع صعب دون ان يشعر بالذنب.‏ لذلك اذا اراد الوالدون حقا ان يكون ولدهم صادقا،‏ يجب عليهم ان يتكلموا هم انفسهم بالصدق ويتصرفوا بانسجام مع اقوالهم.‏

      هل ترغب في تدريب ولدك على التكلم باحترام؟‏ اذًا،‏ ارسم له المثال الحسن.‏ وهو لن يتردد في الاقتداء بك.‏ يقول اب لأربعة اولاد اسمه سونڠ-‏سيك:‏ «قررنا انا وزوجتي ألا نتفوه بكلام غير لائق.‏ كما اظهرنا الاحترام واحدنا للآخر ولم نتكلم بصوت مرتفع حتى عندما كنا نستاء او نغضب.‏ فكان مثالنا الحسن فعالا اكثر بكثير من إعطاء الارشادات.‏ ونحن مسروران بأن اولادنا يتكلمون بلطف واحترام مع الآخرين».‏ يقول الكتاب المقدس في غلاطية ٦:‏٧‏:‏ «ما يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا».‏ فإذا اراد الوالدون ان يتبع اولادهم مقاييس ادبية رفيعة،‏ يجب ان يُظهِروا اولا انهم يعيشون بانسجام مع هذه المقاييس.‏

      أبقِ خطوط الاتصال مفتوحة

      ‏«قُصَّها [‏وصايا اللّٰه‏] على اولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم».‏ —‏ تثنية ٦:‏٧‏.‏

      يميل الناس اكثر فأكثر الى العمل ساعات اضافية.‏ وعندما يعمل الزوج والزوجة كلاهما خارج المنزل،‏ يكون لذلك تأثير غير مؤات في الاولاد.‏ فالوقت الذي يقضيه والدون كثيرون مع اولادهم يقل.‏ فضلا عن ذلك،‏ حتى اثناء وجود الوالدين في البيت،‏ عليهم ان يقوموا بالاعمال المنزلية وأعمال اخرى،‏ لذلك يشعرون بالتعب.‏ في ظروف كهذه،‏ كيف تستطيع المحافظة على اتصال جيد بأولادك؟‏ تُتاح الفرص لتتحادث انت وأولادك اذا قمتم معا بالاعمال المنزلية.‏ لقد تخلَّص ربّ عائلة من جهاز التلفزيون.‏ والسبب الرئيسي لذلك هو الحصول على مزيد من الوقت لمحادثة اولاده.‏ ذكر:‏ «في البداية شعر الاولاد بالضجر.‏ ولكن عندما اشتركت معهم في ألعاب الاحاجي وناقشنا كتبا مثيرة،‏ اعتادوا تدريجيا على التغيير».‏

      من الضروري ان يعتاد الاولاد في سنّ مبكرة على التواصل مع والديهم،‏ وإلا فلن يعتبروهم اصدقاء يمكنهم اللجوء اليهم عند مواجهة المشاكل في سن المراهقة.‏ فكيف يمكنك مساعدة اولادك ان يفضوا اليك بمكنونات قلبهم؟‏ تقول امثال ٢٠:‏٥‏:‏ «المشورة في قلب الرجل مياه عميقة وذو الفطنة يستقيها».‏ فعندما يطرح الوالدون اسئلة مثل «ما رأيك؟‏» لمعرفة وجهة نظر الولد،‏ يدفعونه ان يعبِّر لهم عن افكاره ومشاعره.‏

      وماذا تفعل اذا ارتكب ولدك خطأ خطيرا؟‏ في وقت كهذا يحتاج الولد الى الاعتبار اللطيف.‏ فاضبط مشاعرك فيما تستمع اليه.‏ يقول اب عن طريقته في معالجة وضع كهذا:‏ «عندما يرتكب الاولاد الاخطاء،‏ احاول ألا أُبالغ في رد فعلي.‏ فأجلس وأستمع الى ما يودّون قوله،‏ محاولا فهم حقيقة ما جرى.‏ وعندما تصعب عليّ السيطرة على غضبي،‏ أنتظر بعض الوقت وأُهدِّئ نفسي».‏ فإذا سيطرت على مشاعرك وأصغيت،‏ يسهل على الاولاد قبول التقويم الذي تمنحه.‏

      التأديب المؤسس على المحبة ضروري

      ‏«انتم،‏ ايها الآباء،‏ لا تثيروا غضب اولادكم،‏ بل داوموا على تربيتهم في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري».‏ —‏ افسس ٦:‏٤‏.‏

      ان الطريقة التي تمنح بها التأديب عامل مهمّ يساهم في الحصول على نتائج جيدة.‏ ولكن كيف ‹يثير الآباء غضب اولادهم›؟‏ عندما لا يتلاءم التأديب مع خطورة الخطإ او عندما يُمنَح بطريقة انتقادية جدا.‏ حينئذ يرفض الاولاد قبوله.‏ فالتأديب يجب ان يُمنَح دائما بمحبة.‏ (‏امثال ١٣:‏٢٤‏)‏ وإذا تحدثت الى اولادك بمنطق وإقناع،‏ فسيدركون انك تؤدبهم بدافع المحبة.‏ —‏ امثال ٢٢:‏١٥؛‏ ٢٩:‏١٩‏.‏

      ومن الملائم ايضا ان يختبر الاولاد العواقب غير المرغوب فيها للسلوك الخاطئ.‏ على سبيل المثال،‏ اذا اخطأ الولد الى شخص ما،‏ فمن الضروري ان يعتذر منه.‏ وعندما يخالف القواعد المتَّبعة في البيت،‏ يُستحسن ان تضع قيودا على بعض النشاطات التي يحبها للتشديد على اهمية حفظ القواعد.‏

      ومن الافضل ان يُمنَح التأديب في الوقت المناسب.‏ تقول جامعة ٨:‏١١‏:‏ «لأن القضاء على العمل الرديء لا يُجرى سريعا فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر».‏ يحاول اولاد كثيرون ان يعرفوا هل باستطاعتهم ان يفلتوا من العقاب عندما يسيئون التصرف.‏ لهذا السبب،‏ عندما تُنذِر الولد بأنك ستعاقبه على خطإ محدد،‏ عليك ان تنفِّذ ما تقوله.‏

      الاستجمام السليم ذو اهمية

      ‏«للضحك وقت .‏ .‏ .‏ وللرقص وقت».‏ —‏ جامعة ٣:‏١،‏ ٤‏.‏

      ان اوقات الفراغ والاستجمام السليم والمتزن ضرورية لنمو الولد الفكري والجسدي.‏ فعندما يقضي الوالدون اوقات الاستجمام مع اولادهم،‏ تقوى الروابط العائلية ويشعر الاولاد بالامن.‏ فما هي اشكال الاستجمام التي يستطيع افراد العائلة ان يستمتعوا بها معا؟‏ يمكن ان يرد في ذهنك الكثير من الامور الممتعة التي يمكن القيام بها.‏ فهنالك انواع الرياضة التي تُمارَس خارج المنزل،‏ مثل ركوب الدراجة وألعاب الكرة ككرة المضرب،‏ تنس الريشة،‏ والكرة الطائرة.‏ فضلا عن ذلك،‏ تخيَّل الاوقات المبهجة التي تتمتع بها العائلة عندما يعزف افرادها معا على الآلات الموسيقية.‏ كما ان القيام برحلات الى اماكن قريبة للاستمتاع بالطبيعة يمكن ان يترك في الذهن ذكريات رائعة.‏

      في مناسبات كهذه،‏ يمكن ان يغرس الوالدون في اولادهم نظرة متزنة الى الاستجمام.‏ قال رجل مسيحي لديه ثلاثة ابناء:‏ «أشارك في الامور التي يقوم بها اولادي في اوقات الاستجمام اذا كان ذلك ممكنا.‏ مثلا،‏ عندما يلعبون بألعاب الكمپيوتر،‏ استفسر عن طريقة اللعب.‏ وعندما يشرحون لي الطريقة بحماس،‏ انتهز الفرصة لأتكلم عن مخاطر التسلية غير السليمة.‏ وقد لاحظتُ انهم يرفضون ممارسة انواع التسلية غير اللائقة».‏ نعم،‏ عندما يستمتع الاولاد بأوقات الاستجمام التي تقضيها العائلة معا،‏ تخفّ رغبتهم في اختيار برامج التلفزيون،‏ افلام الڤيديو،‏ الافلام السينمائية،‏ وألعاب الإنترنت التي تبرز العنف،‏ الفساد الادبي،‏ وإساءة استعمال المخدِّرات.‏

      ساعِد اولادك ان يُحسِنوا اختيار الاصدقاء

      ‏«المساير الحكماء يصير حكيما ورفيق الجهال يُضَر».‏ —‏ امثال ١٣:‏٢٠‏.‏

      قال اب مسيحي ربّى اربعة اولاد بنجاح:‏ «اختيارهم للأصدقاء امر بالغ الاهمية.‏ فبإمكان صديق واحد رديء ان يهدم كل ما بنيته».‏ ولمساعدة اولاده على اختيار اصدقاء صالحين،‏ كان يطرح بحكمة اسئلة مثل:‏ مَن هو صديقك الاحمّ؟‏ لماذا تحبه؟‏ وبأية اوجه من شخصيته تود ان تقتدي؟‏ وثمة والد آخر يرتّب لدعوة اصدقاء اولاده الاحماء الى البيت.‏ بهذه الطريقة يستطيع ان يراقبهم ويمنح اولاده الارشاد المناسب.‏

      من المهم ايضا تعليم الاولاد ان بإمكانهم مصادقة الاشخاص الاكبر سنا وليس نظرائهم فقط.‏ يقول بام-‏سان،‏ وهو اب لثلاثة ابناء:‏ «اساعد اولادي ان يدركوا انه ليس من الضروري ان يكون الاصدقاء من العمر نفسه،‏ كما في حالة داود ويوناثان في الكتاب المقدس.‏ وفي الواقع،‏ أدعو مسيحيين من مختلف الاعمار الى معاشرتهم.‏ نتيجة لذلك،‏ يعاشر اولادي اشخاصا كثيرين ليسوا من عمرهم».‏ وعندما يعاشر الاولاد راشدين مثاليين،‏ يُتاح لهم ان يتعلموا امورا عديدة.‏

      يمكنك النجاح في تدريب اولادك

      اظهر استطلاع أُجري في الولايات المتحدة ان كثيرين من الوالدين الذين حاولوا ان يغرسوا في اولادهم صفات كضبط النفس،‏ تأديب الذات،‏ والاستقامة لم يلقوا نسبيا سوى القليل من النجاح.‏ فلماذا ذلك صعب للغاية؟‏ قالت أُمّ شُمِلت بالاستطلاع:‏ ‹من المؤسف ان الطريقة الوحيدة لحماية اولادنا هي حجزهم في غرفة ومنعهم من الخروج الى العالم›.‏ وقد اشارت بذلك الى ان البيئة التي يتربى فيها الاولاد الآن باتت اسوأ من ايّ وقت مضى.‏ فهل يمكن حقا تربية الاولاد بنجاح في بيئة كهذه؟‏

      اذا كنت ترغب في تربية السَّحلبية ولكنك تخشى ان تموت،‏ يمكن ان تتردّد في القيام بذلك.‏ ولكن كم ستشعر بالراحة إن قدَّم لك خبير بتنمية هذه الزهرة بعض النصائح الجيدة مؤكِّدا:‏ «ستنجح اذا اتبعت هذه الطريقة»!‏ ان يهوه،‏ اعظم خبير بالطبيعة البشرية،‏ يزوِّدنا بالنصائح حول تربية الاولاد بأفضل طريقة ممكنة.‏ وهو يقول:‏ «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه».‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ فعندما تدرِّب اولادك وفقا لمشورة الكتاب المقدس،‏ ستفرح على الارجح عندما تراهم في المستقبل اشخاصا راشدين لديهم شعور بالمسؤولية،‏ يراعون مشاعر الآخرين،‏ ويتمتعون بحس ادبي.‏ حينئذ سيحبهم الناس وسيحبهم ابونا السماوي يهوه اكثر من اي شخص آخر.‏

  • اثمن ميراث على الاطلاق
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • اثمن ميراث على الاطلاق

      كتب الرسول يوحنا المسنّ في آخر ايام حياته:‏ «ليس لي سبب للشكر اعظم من هذا،‏ ان أسمع بأن اولادي يواصلون السير في الحق».‏ —‏ ٣ يوحنا ٤‏.‏

      كان الرسول الامين يشير الى اولاده الروحيين.‏ ومع ذلك فإن والدين كثيرين يرددون كلماته.‏ فقد بذلوا جهودا دؤوبة لتربية اولادهم «في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري».‏ وهم ينعمون الآن برؤيتهم اشخاصا راشدين ‹يسيرون في الحق›.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ وفي الواقع،‏ ان تعليم اولادنا السلوك في الطريق المؤدي الى الحياة الابدية يعني منحهم اثمن ميراث على الاطلاق.‏ وسبب ذلك هو ان التعبد للّٰه،‏ الذي يشمل العيش كما يريد يهوه من المسيحيين،‏ «فيه وعد الحياة الحاضرة والآتية».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٨‏.‏

      ويهوه،‏ الاب الكامل،‏ يقدِّر كثيرا الوالدين الاتقياء الذين يحاولون بجهد ان يمنحوا اولادهم التعليم الروحي.‏ وعندما يتجاوب الاولاد بشكل مؤات،‏ يجدون فرحا عظيما في ممارسة العبادة الحقة مع والديهم.‏ وفيما يسيرون نحو النضج،‏ يحتفظون بذكريات جميلة عن الاختبارات التي تمتعوا بها.‏ فالبعض يتذكرون بسرور اشتراكهم للمرة الاولى في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏a وربما يتذكرون ايضا حين قرأوا اول آية من الكتاب المقدس اثناء قيامهم بالخدمة من بيت الى بيت مع احد والدَيهم.‏ وكيف يمكن ان ينسوا الاوقات التي استمعوا فيها الى والديهم وهم يقرأون عليهم اجزاء من كتابي لقصص الكتاب المقدس او الاستماع الى المعلم الكبير؟‏b يذكر ڠابريال امرا احبه كثيرا:‏ «عندما كنت في الرابعة من عمري فقط،‏ كانت أمي ترنِّم لي كل يوم اثناء تحضيرها الطعام.‏ ولا ازال اتذكر بإعزاز احدى ترانيم الملكوت التي كانت ترنِّمها.‏ فقد ساعدتني هذه الترنيمة في وقت لاحق ان ادرك اهمية خدمة يهوه».‏ وربما تتذكر انت ايضا الترنيمة الرائعة التي يشير اليها ڠابريال.‏ انها الترنيمة رقم ١٥٧ في كتاب الترانيم رنِّموا تسابيحَ ليهوه،‏ وهي بعنوان:‏ «اعبدوا يهوه في اثناء الحداثة».‏

      تبدأ الترنيمة:‏ ‏«ذات يوم من افواه الاطفال/‏هيّأ يهوه تسبيح الإجلال».‏ لقد نعِم بعض الاولاد بامتياز مرافقة يسوع وأفرحوه على الارجح بتصرفاتهم البريئة والمفعمة بالحيوية.‏ حتى انه استخدم رغبة الاولاد الصغار في التعلم كمثال يجب ان يقتدي به أتباعه.‏ (‏متى ١٨:‏٣،‏ ٤‏)‏ اذًا،‏ يتمتع الاولاد بمكانة لائقة في عبادة يهوه.‏ تتابع الترنيمة:‏ ‏«رُضَّعا حتى لو كانوا بعد/‏منهم يأتي للّٰه المجد».‏

      يجلب اولاد كثيرون الإكرام للّٰه ولعائلاتهم بسلوكهم المثالي في البيت،‏ المدرسة،‏ وفي اماكن اخرى ايضا.‏ ويا للبركة التي يحظون بها ان يكون ‏‹والدوهم في الحق›!‏ (‏تثنية ٦:‏٧‏)‏ فالوالدون الاتقياء يفعلون ما يقوله اللّٰه،‏ الذي يعلِّم كأب محب خلائقه ان يسلكوا الطريق التي ينبغي اتِّباعها.‏ ويا للبركة التي ينالونها!‏ وعندما يعلِّمون هم بدورهم الصغار في عائلاتهم،‏ كم سيبتهجون لأن اولادهم ‏‹يمنحونهم التكريم›!‏ (‏اشعياء ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ تقول أنهيليكا التي تخدم حاليا في مكتب فرع شهود يهوه في المكسيك:‏ «كان والداي يجاهدان دائما للعيش بانسجام مع مبادئ الكتاب المقدس،‏ الامر الذي جعل طفولتي ممتعة جدا.‏ وكم كنت سعيدة!‏».‏

      يوافق هؤلاء المسيحيون على ان حفظ الميراث الروحي امر يستحق العناء.‏ فإذا كنت حدثا يتربى في عائلة تتحلّى بالقيم المسيحية،‏ تحضّك الترنيمة نفسها:‏ ‏«ايها الاحداث الطُّهرَ صونوا».‏ وسيحين الوقت الذي فيه تتخذ قراراتك،‏ فتعلَّم الآن ان ‏‹تثق بالقدوس/‏من نظير لا تبغِ مجد الذات›.‏

      اذا أخطأت ووضعت محبة الناس لك اولا في حياتك،‏ يضيع كل التدريب الذي تناله وتتحطَّم آمالك للمستقبل.‏ فالرغبة في ان تكون محبوبا قد تؤدي بك الى خسارة يقظتك.‏ وقد انتهى الامر بالبعض الى معاشرة اشخاص يبدون لطفاء وجذابين،‏ ولكنهم لا يهتمون بالمقاييس المسيحية.‏ هذا ما حدث مع تارا،‏ شخصية رئيسية مصورة في كاسيت ڤيديو بعنوان الاحداث يسألون —‏ كيف يمكنني ان اصنع اصدقاء حقيقيين؟‏ (‏بالانكليزية)‏.‏ وكل حدث مسيحي يعاشر مثل تارا اشخاصا لا يقدِّرون العبادة الحقة،‏ سيدرك ان ‏‹معشر السوء يفسد العادات›‏ عاجلا او آجلا،‏ كما تقول الترنيمة.‏ فالعادات الجيدة يمكن ان تفسد بسرعة رغم ان تنميتها تستلزم سنوات من الجهد.‏

      ان العيش حياة التقوى ليس بالامر السهل.‏ ومع ذلك،‏ اذا ‏‹ذكرت يهوه في ريع العمر/‏وعبدته بالحق والبر›‏ كما تتابع الترنيمة،‏ تبني اساسا متينا للنجاح الحقيقي.‏ و ‏‹فيما تنمو،‏ ستحصد الافراح›.‏ وستدرك اكثر فأكثر انه عندما تنعم بعناية يهوه الحبية،‏ ما من شيء يمكن ان يوقفك عن فعل ما هو صائب في عينيه.‏ بهذه الطريقة تصبح راشدا ناضجا يخاف اللّٰه.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ عندما تستفيد بحكمة من التربية المسيحية،‏ ستُتاح لك الفرصة ان ‏‹تعطي قلب يهوه السرور›.‏ وهل من امتياز اعظم يمكن ان يناله البشر؟‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      اذًا،‏ ايها الاحداث تذكروا دائما كم هو ثمين التدريب الذي تنالونه من يهوه ووالديكم المسيحيين.‏ ولتدفعكم محبتهم الكبيرة لكم ان تفعلوا ما هو مرضي في نظر يهوه.‏ فتُفرِحون اباكم السماوي ووالديكم الارضيين كما فعل يسوع المسيح والحدث الامين تيموثاوس.‏ وإذا اصبحتم والدا يوما ما،‏ فعلى الارجح ستوافقون على ما تقوله أنهيليكا المذكورة آنفا:‏ «اذا أنجبتُ ولدا،‏ فسأحاول بجهد ان اغرس محبة يهوه في قلبه منذ الطفولية وأن اجعل هذه المحبة نورا مرشدا له».‏ نعم،‏ ان الطريق القويم الذي يؤدي الى الحياة الابدية هو اثمن ميراث على الاطلاق.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a ان هذا الجزء من برنامج تعليم الكتاب المقدس الذي يقدَّم في جماعات شهود يهوه متاح امام الصغار والكبار.‏

      b المطبوعتان المذكورتان هما من اصدار شهود يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة