مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اقتدوا بيهوه عند تدريب اولادكم
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اقتدوا بيهوه عند تدريب اولادكم

      ‏«ألا يقوِّم كل الوالدين اولادهم؟‏».‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٧‏،‏ الترجمة الانكليزية المعاصرة.‏

      ١،‏ ٢ لماذا يواجه الوالدون المشاكل في تربية اولادهم؟‏

      كشف استطلاع أُجري في اليابان منذ عدة سنوات ان نصف الراشدين تقريبا الذين جرت مقابلتهم يشعرون ان الاتصال شبه معدوم بين الوالدين وأولادهم وأن الوالدين متساهلون جدا مع اولادهم.‏ وفي استطلاع آخر أُجري في البلد نفسه،‏ قال ربع الذين اجابوا تقريبا انهم لا يعرفون كيف يتفاهمون مع اولادهم.‏ ولا يقتصر هذا الوضع على الشرق.‏ ذكرت ذا تورونتو ستار (‏بالانكليزية)‏:‏ «اعترف والدون كنديون كثيرون انهم لا يعرفون كيف يكونون والدين اكفاء».‏ فالوالدون،‏ اينما كان،‏ يستصعبون تربية اولادهم.‏

      ٢ ولماذا يواجه الوالدون المشاكل في تربية اولادهم؟‏ احد الاسباب الرئيسية هو اننا نعيش في «الايام الاخيرة» وفي «ازمنة حرجة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ إضافة الى ذلك،‏ يذكر الكتاب المقدس ان «تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته».‏ (‏تكوين ٨:‏٢١‏)‏ والاحداث خصوصا هم عرضة لهجوم الشيطان،‏ الذي «كأسد زائر» يفترس عديمي الخبرة.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ ولا شك ان الوالدين المسيحيين،‏ الذين يتولون تربية اولادهم «في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري»،‏ يواجهون عقبات كثيرة.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ فكيف يمكن ان يساعد الوالدون اولادهم ان يكبروا ويصيروا عبّادا ناضجين ليهوه،‏ قادرين على التمييز «بين الصواب والخطإ»؟‏ —‏ عبرانيين ٥:‏١٤‏.‏

      ٣ لماذا التدريب والارشاد الابوي ضروريان للنجاح في تربية الاولاد؟‏

      ٣ قال الملك الحكيم سليمان:‏ «الجهالة مرتبطة بقلب الولد».‏ (‏امثال ١٣:‏١؛‏ ٢٢:‏١٥‏)‏ ولاستئصال هذه الجهالة من قلوب الصغار،‏ يجب ان يقوِّمهم والدوهم بمحبة.‏ لكنَّ الاحداث لا يقبلون دائما هذا التقويم.‏ فغالبا ما يستاؤون من المشورة بغضّ النظر عمّن يقدِّمها لهم.‏ لذلك يجب ان يتعلم الوالدون ان ‹يدرِّبوا الولد بمقتضى مواهبه وطبيعته›.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ وعندما يتمسك الاولاد بالتأديب،‏ يمكن ان تُحفَظ حياتهم.‏ (‏امثال ٤:‏١٣‏)‏ فكم من المهم ان يعرف الوالدون ما يشمله تدريب صغارهم!‏

      ماذا يعني التأديب

      ٤ ما هو المعنى الرئيسي لكلمة «تأديب» كما يستعملها الكتاب المقدس؟‏

      ٤ يمتنع بعض الوالدين عن تقويم اولادهم خوفا من اتِّهامهم بسوء المعاملة الجسدية او الشفهية او العاطفية.‏ ولكن لا يجب ان تستحوذ علينا هذه المخاوف.‏ فكلمة «تأديب»،‏ كما يستعملها الكتاب المقدس،‏ لا تشير الى ايّ نوع من سوء المعاملة او القسوة.‏ فالكلمة اليونانية المنقولة الى «تأديب» ترتبط بشكل رئيسي بالارشاد،‏ التثقيف،‏ التقويم،‏ وأحيانا العقاب الصارم ولكن الحبي.‏

      ٥ لماذا من المفيد التأمل في طريقة يهوه في التعامل مع شعبه؟‏

      ٥ يرسم يهوه اللّٰه مثالا كاملا في تزويد تأديب كهذا.‏ عندما كان الرسول بولس يشبّه يهوه بأب بشري،‏ كتب:‏ «ألا يقوِّم كل الوالدين اولادهم؟‏ .‏ .‏ .‏ آباؤنا البشريون يقوِّموننا لوقت قصير كما يستحسنون.‏ لكنَّ اللّٰه يقوِّمنا لفائدتنا،‏ لأنه يريد ان نكون قديسين».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٧-‏١٠‏،‏ الترجمة الانكليزية المعاصرة‏)‏ نعم،‏ يؤدِّب يهوه شعبه ليصيروا قديسين،‏ او انقياء.‏ ودون شك يمكننا تعلُّم الكثير عن تأديب الاولاد من التأمل كيف درَّب يهوه شعبه.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏٤؛‏ متى ٧:‏١١؛‏ افسس ٥:‏١‏.‏

      المحبة —‏ القوة الدافعة

      ٦ لماذا قد يصعب على الوالدين الاقتداء بمحبة يهوه؟‏

      ٦ يقول الرسول يوحنا:‏ «اللّٰه محبة».‏ لذلك فإن التدريب الذي يزوِّده يهوه هو دائما بدافع المحبة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨؛‏ امثال ٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فهل يعني ذلك ان الوالدين الذين يملكون مودة طبيعية تجاه اولادهم يسهل عليهم الاقتداء بيهوه في هذا المجال؟‏ ليس بالضرورة.‏ فمحبة اللّٰه مؤسسة على مبدإ.‏ يشير احد العلماء باللغة اليونانية ان المحبة «لا تتفق دائما مع الميل الطبيعي».‏ العاطفة لا تعمي اللّٰه.‏ لكنه يهتم دائما بخير شعبه.‏ —‏ اشعيا ٣٠:‏٢٠‏،‏ ع‌ج؛‏ ٤٨:‏١٧‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ايّ مثال للمحبة المؤسسة على مبدإ رسمه يهوه في التعامل مع شعبه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن للوالدين الاقتداء بيهوه في مساعدة اولادهم ان ينمّوا القدرة على اتِّباع مبادئ الكتاب المقدس؟‏

      ٧ تأملوا في المحبة التي اظهرها يهوه في التعامل مع الاسرائيليين.‏ لقد استعمل موسى تشبيها جميلا لوصف محبة يهوه لأمة اسرائيل الحديثة العهد.‏ نقرأ:‏ «كما يحرك النسر [«العقاب»،‏ ع‌ج‏] عشه وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه هكذا الرب وحده اقتاد [يعقوب]».‏ (‏تثنية ٣٢:‏٩،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ عندما تعلِّم انثى العقاب صغارها الطيران،‏ ‹تحرِّك عشها›،‏ وتصفِّق وتخفق بجناحيها لحثّ صغارها على الطيران.‏ وعندما يخرج الطير الصغير اخيرا من العش،‏ الذي غالبا ما يكون على صخرة شاهقة،‏ ويندفع بسرعة بالغة،‏ ‹ترف› الام حوله.‏ وإذا بدا ان الفرخ قد يصطدم بالارض،‏ تهب الام الى نجدته وتحمله ‹على مناكبها›.‏ بطريقة مماثلة،‏ اعتنى يهوه بأمة اسرائيل المولودة حديثا.‏ فقد اعطى الشعب الشريعة الموسوية.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٥-‏٧‏)‏ ثم احاط الامة بعناية بالغة،‏ وكان مستعدا ليهب الى النجدة عندما كان الشعب يقع في مأزق.‏

      ٨ وكيف يمكن ان يقتدي الوالدون المسيحيون بمحبة يهوه؟‏ في بادئ الامر،‏ يجب ان يعلِّموا اولادهم المبادئ والمقاييس الموجودة في كلمة اللّٰه.‏ (‏تثنية ٦:‏٤-‏٩‏)‏ والهدف هو مساعدة الصغار ان يتعلموا اتِّخاذ القرارات انسجاما مع مبادئ الكتاب المقدس.‏ وهكذا يرفّ الوالدون المحبون،‏ اذا جاز التعبير،‏ حول صغارهم،‏ مراقبين كيف يطبِّقون المبادئ التي يتعلمونها.‏ وإذ يكبر الاولاد ويُمنحون حرية اكبر،‏ يكون الوالدون المهتمون مستعدين ان ‹يهبوا الى نجدة› صغارهم وأن ‹يحملوهم على مناكبهم› عندما يكونون في خطر.‏ ايّ نوع من الخطر؟‏

      ٩ ايّ خطر بشكل خاص يجب ان ينتبه له الوالدون المحبون؟‏ أوضحوا.‏

      ٩ حذَّر يهوه اللّٰه الاسرائيليين من عواقب المعاشرات الرديئة.‏ (‏عدد ٢٥:‏١-‏١٨؛‏ عزرا ١٠:‏١٠-‏١٤‏)‏ وفي ايامنا هذه ايضا،‏ تشكِّل معاشرة الاشخاص غير المناسبين خطرا شائعا.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ ويحسن بالوالدين المسيحيين الاقتداء بيهوه في هذا المجال.‏ كانت فتاة في الـ‍ ١٥ من عمرها اسمها ليزا مُعجبة بشاب لا يشارك عائلتها قيمهم الادبية والروحية.‏ تروي ليزا:‏ «لاحظ والداي فورا تغييرا في موقفي وقلِقا بشأني».‏ وتضيف:‏ «كانا احيانا يقوِّمانني وأحيانا أخرى يشجِّعانني برقة».‏ فكانا يجلسان مع ليزا ويسمعان بصبر ويساعدانها على حلّ ما ادركا انه المشكلة الاساسية:‏ الرغبة ان يقبلها نظراؤها.‏a

      حافظوا على الاتِّصال الجيد

      ١٠ كيف رسم يهوه مثالا رائعا للاتصال بالإسرائيليين؟‏

      ١٠ للنجاح في تدريب الاولاد،‏ يجب ان يجاهد الوالدون للمحافظة على الاتِّصال بصغارهم.‏ فيهوه يشجِّعنا على الاتِّصال به رغم انه يعرف تماما ما في قلوبنا.‏ (‏١ أخبار الايام ٢٨:‏٩‏)‏ فبعدما اعطى يهوه الاسرائيليين الشريعة،‏ عيَّن اللاويين لإرشادهم وأرسل الانبياء ليتحاجّوا معهم ويقوِّموهم.‏ وأظهر ايضا الاستعداد لسماع صلاتهم.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ١٧:‏٧-‏٩؛‏ مزمور ٦٥:‏٢؛‏ اشعياء ١:‏١-‏٣،‏ ١٨-‏٢٠؛‏ ارميا ٢٥:‏٤؛‏ غلاطية ٣:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف يمكن ان يحافظ الوالدون على الاتِّصال الجيد بأولادهم؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المهم ان يكون الوالدون مستمعين جيدين عند الاتِّصال بأولادهم؟‏

      ١١ وكيف يمكن ان يقتدي الوالدون بيهوه عند الاتِّصال بأولادهم؟‏ بادئ ذي بدء،‏ يجب ان يخصِّصوا الوقت لهم.‏ كما يحسن بهم ان يتجنبوا التعليقات الساخرة،‏ مثل:‏ «هل هذا كل ما في الامر؟‏ اعتقدت انه شيء مهم»؛‏ «انه حقا امر تافه»؛‏ «ماذا كنت تتوقع؟‏ انت لا تزال صغيرا».‏ (‏امثال ١٢:‏١٨‏)‏ فلتشجيع الاولاد على البوح بما في قلبهم،‏ يحاول الوالدون الحكماء ان يكونوا مستمعين جيدين.‏ والوالدون الذين يتجاهلون اولادهم عندما يكون الاولاد صغارا،‏ قد يجدون ان اولادهم يتجاهلونهم عندما يكبرون.‏ ان يهوه مستعد دائما للاستماع لشعبه.‏ فكلّه آذان صاغية للذين يصلّون اليه بتواضع.‏ —‏ مزمور ٩١:‏١٥؛‏ ارميا ٢٩:‏١٢؛‏ لوقا ١١:‏٩-‏١٣‏.‏

      ١٢ اية صفات يعرب عنها الوالدون يمكن ان تسهِّل على الاولاد الاقتراب اليهم؟‏

      ١٢ تأملوا ايضا كيف سهَّلت بعض اوجه شخصية اللّٰه على شعبه الاقتراب اليه.‏ مثلا،‏ ارتكب داود،‏ ملك اسرائيل القديمة،‏ خطية خطيرة عندما زنى مع بثشبع.‏ ولأن داود كان شخصا ناقصا،‏ ارتكب اخطاء خطيرة اخرى في حياته.‏ لكنه تمكن دائما من الاقتراب الى يهوه وطلب غفرانه وتوبيخه.‏ ولا شك ان لطف اللّٰه الحبي ورحمته سهَّلا على داود الرجوع الى يهوه.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ويمكن للوالدين،‏ اذا اعربوا عن صفات الهية كالرأفة والرحمة،‏ ان يساهموا في المحافظة على الاتِّصال الجيد حتى عندما يخطئ الاولاد.‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏١٣؛‏ ملاخي ٣:‏١٧‏.‏

      كونوا متعقلين

      ١٣ ماذا يعني ان يكون المرء متعقلا؟‏

      ١٣ عند الاستماع الى الاولاد،‏ يجب ان يكون الوالدون متعقلين ويعكسوا «الحكمة التي من فوق».‏ (‏يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ كتب الرسول بولس:‏ «ليُعرَف تعقلكم عند جميع الناس».‏ (‏فيلبي ٤:‏٥‏)‏ فماذا يعني ان يكون المرء متعقلا؟‏ ان احد معاني الكلمة اليونانية المترجمة «متعقل» هو «عدم الاصرار على الالتصاق بحرفية الشريعة».‏ ولكن كيف يمكن ان يكون الوالدون متعقلين فيما يدعمون المبادئ الادبية والروحية الثابتة؟‏

      ١٤ كيف اظهر يهوه التعقل في التعامل مع لوط؟‏

      ١٤ يرسم يهوه مثالا بارزا للتعقل.‏ (‏مزمور ١٠:‏١٧‏)‏ فعندما حثّ لوطا وعائلته على ترك مدينة سدوم المحكوم عليها بالهلاك،‏ «توانى» لوط.‏ ولاحقا،‏ عندما طلب ملاك يهوه منه ان يهرب الى الجبل،‏ قال:‏ «انا لا اقدر ان اهرب الى الجبل.‏ .‏ .‏ .‏ هوذا المدينة هذه [صوغر] قريبة للهرب اليها وهي صغيرة.‏ أهرب الى هناك.‏ أليست هي صغيرة».‏ وكيف تجاوب يهوه مع ذلك؟‏ قال له:‏ «اني قد رفعت وجهك في هذا الامر ايضا،‏ ان لا اقلب المدينة التي تكلمت عنها».‏ (‏تكوين ١٩:‏١٦-‏٢١،‏ ٣٠‏)‏ لقد كان يهوه على استعداد للموافقة على طلب لوط.‏ ورغم ان على الوالدين الالتصاق بمقاييس يهوه اللّٰه في كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ من الممكن ان يأخذوا في الاعتبار رغبات الصغار عندما لا تتعارض مع مبادئ الأسفار المقدسة.‏

      ١٥،‏ ١٦ ايّ درس يمكن ان يتعلمه الوالدون من المثل الموجود في اشعياء ٢٨:‏٢٤،‏ ٢٥‏؟‏

      ١٥ يشمل التعقل إعداد قلب الولد ليتقبل المشورة.‏ شبَّه اشعيا يهوه بمزارع وقال:‏ «هل يحرث الحارث كل يوم ليزرع ويشق ارضه ويمهِّدها.‏ أليس انه اذا سوّى وجهها يبذر الشونيز ويذرّي الكمون ويضع الحنطة في اتلام والشعير في مكان معيَّن والقَطَاني في حدودها».‏ —‏ اشعياء ٢٨:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

      ١٦ ان يهوه ‹يحرث ليزرع› و «يشق ارضه ويمهِّدها».‏ وهكذا يُعِدّ يهوه قلب شعبه قبل تأديبهم.‏ وكيف يمكن ان «يحرث» الوالدون قلب اولادهم عند تقويمهم؟‏ اقتدى احد الآباء بيهوه عند تقويم ابنه البالغ من عمره اربع سنوات.‏ فعندما ضرب ابنه احد ابناء الجيران،‏ سمع بصبر كل اعذاره.‏ ثم،‏ كما لو انه «يحرث» قلب الابن،‏ اخبره قصة عن صبي صغير عانى كثيرا على يدَي احد رفقائه المتهجّمين.‏ وعندما سمع الصبي القصة،‏ تأثر وقال ان المتهجم يجب ان يُعاقَب.‏ وقد اعدّت هذه ‹الحراثة› قلب الصبي وسهَّلت عليه ان يرى ان ضرب ابن الجيران هو عمل يقوم به المتهجمون وأنه خطأ.‏ —‏ ٢ صموئيل ١٢:‏١-‏١٤‏.‏

      ١٧ ايّ درس نتعلمه من اشعياء ٢٨:‏٢٦-‏٢٩ حول التقويم الابوي؟‏

      ١٧ شبَّه اشعيا ايضا تقويم يهوه بعملية زراعية اخرى:‏ الدرس.‏ فالمزارع يستعمل معدات درس مختلفة حسب خشونة قشرة الحبوب.‏ فالقضيب يُستعمل للشونيز الطري والعصا للكمون،‏ أما النورج او العجلة فيُستعملان للحبوب السميكة القشرة.‏ لكنه لا يدرس الحبوب الاقسى الى درجة سحقها.‏ بشكل مماثل،‏ عندما يريد يهوه ان يزيل ايّ شيء غير مرغوب في شعبه،‏ يستخدم اساليب متنوعة حسبما تقتضي حاجاتهم وظروفهم.‏ فهو ليس استبداديا او ظالما.‏ (‏اشعياء ٢٨:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ والمبدأ نفسه ينطبق على الاولاد.‏ فبعضهم يتجاوب مع مجرد نظرة من والديهم،‏ لا اكثر.‏ أما آخرون فيلزمهم مذكِّرات متكررة فيما يحتاج آخرون الى اقناع من نوع اقوى.‏ فالوالدون المتعقلون يزوِّدون التقويم حسب حاجات الولد إفراديا.‏

      اجعلوا المناقشات العائلية ممتعة

      ١٨ كيف يمكن ان يخصِّص الوالدون الوقت لدرس عائلي قانوني في الكتاب المقدس؟‏

      ١٨ ان الدرس العائلي القانوني في الكتاب المقدس والمناقشة اليومية من الاسفار المقدسة هما من افضل الطرائق لإرشاد اولادكم.‏ فالدرس العائلي يكون فعّالا كثيرا عندما يكون قانونيا.‏ اما إذا تُرك للصدفة او لقرار ابن ساعته فيكون على الارجح غير نظامي.‏ لذلك يجب ان ‹يشتري الوالدون كل وقت مؤات› للدرس.‏ (‏افسس ٥:‏١٥-‏١٧‏)‏ واختيار وقت محدَّد يناسب الجميع قد يكون تحديا.‏ وجد احد رؤوس العائلات انه فيما كان الاولاد يكبرون،‏ صعَّبت برامجهم المختلفة عليهم الاجتماع كعائلة.‏ لكنه لاحظ ان العائلة كانت تجتمع دائما في امسيات اجتماعات الجماعة.‏ لذلك رتَّب ان يعقد الدرس العائلي في احدى هذه الامسيات.‏ وقد كان هذا الترتيب فعّالا.‏ والاولاد الثلاثة هم الآن خدام ليهوه معتمدون.‏

      ١٩ كيف يمكن ان يقتدي الوالدون بيهوه عند عقد الدرس العائلي؟‏

      ١٩ لكنّ تغطية بعض مواد الاسفار المقدسة خلال الدرس ليست كافية.‏ فقد علَّم يهوه الاسرائيليين بواسطة الكهنة،‏ الذين ‹قرأوا ببيان [«بوضوح»،‏ تف‏] وفسّروا معنى› الشريعة،‏ و «أفهموهم القراءة».‏ (‏نحميا ٨:‏٨‏)‏ ثمة اب ساعد كل اولاده السبعة ان يحبوا يهوه.‏ فكان يدخل غرفته دائما قبل الدرس العائلي ليحضِّر المواد ويكيِّفها وفق حاجات كل ولد.‏ وقد جعل الدرس ممتعا لأولاده.‏ يتذكر احد ابنائه الكبار:‏ «كان الدرس ممتعا دائما».‏ ويتابع:‏ «اذا دُعينا الى الدرس العائلي ونحن نلعب بالطابة في الفناء،‏ كنا نرمي الطابة فورا ونركض الى الداخل لنحضر الدرس.‏ كانت امسية الدرس احدى امتع الامسيات في الاسبوع».‏

      ٢٠ اية مشكلة قد تنشأ عند تربية الاولاد يجب معالجتها ايضا؟‏

      ٢٠ قال صاحب المزمور:‏ «هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن اجرة».‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ صحيح ان تدريب اولادنا يتطلب الوقت والجهد،‏ لكنَّ القيام به بشكل جيد يمكن ان يعني الحياة الابدية لصغارنا.‏ فما اروع هذه الاجرة!‏ فلنقتدِ اذًا بيهوه عند تدريب اولادنا.‏ ولكن فيما تُلقى على عاتق الوالدين مسؤولية «تربية [الاولاد] في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري»،‏ لا توجد ضمانة انهم سينجحون.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ فقد يصير الولد متمردا ويتوقف عن خدمة يهوه حتى لو منحوه افضل عناية.‏ فما العمل عندئذ؟‏ هذا ما سنعالجه في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a قد تكون الاختبارات الموجودة في هذه المقالة والمقالة التالية من بلدان تختلف حضارتها عن حضارة بلدكم.‏ لذلك حاولوا تمييز المبادئ المشمولة،‏ وطبِّقوها على حضارتكم.‏

  • كيف يمكنكم مساعدة ولد «ضال»؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • كيف يمكنكم مساعدة ولد «ضال»؟‏

      ‏‹افرحوا .‏ .‏ .‏ كان ضائعا فوُجد›.‏ —‏ لوقا ١٥:‏٣٢‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف يتجاوب بعض الاحداث مع الحق المسيحي؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يشعر الوالدون والاولاد في هذه الحالة؟‏

      ‏«لم اعد اريد الحق!‏».‏ كم يُصدَم الوالدون الخائفون اللّٰه عندما يسمعون هذه الكلمات من ولد بذلوا اقصى جهدهم لتربيته في الطريق المسيحي!‏ وهنالك احداث آخرون ‹ينجرفون› دون الافصاح عن نواياهم.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١‏)‏ يشبه كثيرون من هؤلاء الاحداث الابن الضال في مثل يسوع.‏ فقد ترك بيت ابيه وبدَّد ميراثه في بلد بعيد.‏ —‏ لوقا ١٥:‏١١-‏١٦‏.‏

      ٢ ان معظم شهود يهوه لا يواجهون هذه المشكلة.‏ أما الذين يواجهونها فيشعرون بحزن لا يمكن لأية كلمات تعزية ان تزيله تماما.‏ كما لا يمكن تجاهل التعاسة التي يمكن ان يشعر بها الحدث المتمرد نفسه.‏ ففي قرارة نفسه،‏ قد يؤنبه ضميره.‏ في مثل يسوع،‏ «عاد» الابن الضال «الى رشده»،‏ مما جلب الفرح لأبيه.‏ فكيف يمكن ان يساعد الوالدون والآخرون في الجماعة الضالين على ‹العودة الى رشدهم›؟‏ —‏ لوقا ١٥:‏١٧‏.‏

      لماذا يقرِّر البعض ان يتركوا

      ٣ ما هي بعض الاسباب التي تدفع الاحداث الى ترك الجماعة المسيحية؟‏

      ٣ يخدم مئات الآلاف من الاحداث يهوه بفرح في الجماعة المسيحية.‏ ولكن لماذا يترك الاحداث الآخرون؟‏ قد يشعرون انه يفوتهم شيء مما يقدِّمه العالم.‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏١٠‏)‏ او قد يعتبرون انهم مقيَّدون جدا ضمن حظيرة يهوه التي تقدِّم الحماية.‏ كما يمكن للشعور بالذنب،‏ الولوع بشخص من الجنس الآخر،‏ او رغبة الشخص في ان يقبله نظراؤه ان تجعل الحدث ينجرف بعيدا عن رعية يهوه.‏ وقد يترك الحدث خدمة اللّٰه بسبب ما قد يبدو رياء من جهة والدَيه او مسيحي آخر.‏

      ٤ ماذا يكون غالبا السبب الرئيسي في انحراف الاحداث؟‏

      ٤ ان مواقف الولد وتصرفاته المتمردة هي عادة اعراض الضعف الروحي،‏ انعكاس لما في قلبه.‏ (‏امثال ١٥:‏١٣؛‏ متى ١٢:‏٣٤‏)‏ مهما كان سبب انحراف الحدث،‏ فغالبا ما يكمن اصل المشكلة في عدم حيازته ‹معرفة الحق الدقيقة›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٧‏)‏ فبدلا من مجرد عبادة يهوه بشكل روتيني،‏ من المهم ان تكون لدى الاحداث علاقة شخصية حميمة به.‏ فماذا يساعدهم على ذلك؟‏

      اقتربوا الى اللّٰه

      ٥ ايّ امر هو ضروري لينمي الحدث علاقة شخصية باللّٰه؟‏

      ٥ كتب التلميذ يعقوب:‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم».‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ ولفعل ذلك،‏ يجب ان يُساعَد الحدث على تذوّق كلمة اللّٰه.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٨‏)‏ اولا،‏ سيحتاج الى «الحليب»:‏ تعاليم الكتاب المقدس الاساسية.‏ ولكن اذ يُسرّ بكلمة اللّٰه ويتذوق «الطعام القوي»،‏ المعلومات الروحية العميقة،‏ سرعان ما يحرز النضج الروحي.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١١-‏١٤؛‏ مزمور ١:‏٢‏)‏ ابتدأ حدث انغمس في طرق العالم يقدِّر القيم الروحية.‏ فماذا ساعده ان يتغير؟‏ لقد تجاوب مع اقتراح قُدِّم له بأن يقرأ الكتاب المقدس بكامله والتصق ببرنامج قانوني لقراءة الكتاب المقدس.‏ نعم،‏ ان قراءة كلمة اللّٰه قانونيا مهمة لتنمية علاقة حميمة بيهوه.‏

      ٦،‏ ٧ كيف يمكن ان يساعد الوالدون اولادهم على تنمية محبة لكلمة اللّٰه؟‏

      ٦ وكم هو مهم ان يساعد الوالدون اولادهم على تنمية محبة لكلمة اللّٰه!‏ ثمة مراهقة ابتدأت بمعاشرة الاحداث الجانحين،‏ رغم ان عائلتها تعقد درسا عائليا قانونيا.‏ تتذكر عن هذا الدرس العائلي:‏ «عندما كان ابي يطرح الاسئلة،‏ كنت اقرأ الاجوبة فقط،‏ حتى دون النظر الى وجهه».‏ فبدلا من مجرد تغطية المواد في الدرس العائلي،‏ يستخدم الوالدون الحكماء فن التعليم.‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ ولكي يتمتع الحدث بالدرس،‏ يجب ان يشعر بأن المواد تتعلق بحياته الشخصية.‏ فلمَ لا تطرحون اسئلة تكشف وجهة نظره وتجعله يعبِّر عن آرائه؟‏ شجِّعوا الحدث على تطبيق المواد التي تُعالَج تطبيقا عمليا.‏a

      ٧ علاوة على ذلك،‏ اجعلوا المناقشة من الاسفار المقدسة حيوية.‏ فعندما يكون ملائما،‏ اجعلوا الاولاد يمثلون حوادث وقصصا من الكتاب المقدس.‏ ساعدوهم ان يتخيلوا موقع ومعالم البلد حيث جرت الحوادث التي تناقشونها.‏ ومن المساعد ايضا استخدام الخرائط والجداول.‏ نعم،‏ باستخدام المخيِّلة قليلا،‏ يمكنكم جعل الدرس العائلي حيويا ومتنوِّعا.‏ كما يحسن بالوالدين فحص علاقتهم بيهوه.‏ فكلما اقتربوا اكثر الى يهوه،‏ تمكَّنوا من مساعدة اولادهم ان يفعلوا الامر عينه.‏ —‏ تثنية ٦:‏٥-‏٧‏.‏

      ٨ كيف تساعد الصلاة المرء ان يقترب الى اللّٰه؟‏

      ٨ الصلاة هي مساعد آخر ليقترب الشخص الى اللّٰه.‏ احست فتاة في اوائل مراهقتها بمشاعر منقسمة بين طريقة الحياة المسيحية وبين معاشرتها اصدقائها الذين لا يشاطرونها معتقداتها.‏ (‏يعقوب ٤:‏٤‏)‏ فماذا فعلت بهذا الشأن؟‏ اعترفت:‏ «لأول مرة،‏ صلّيت من كل قلبي الى يهوه وأخبرته بمشاعري».‏ وقد استنتجت ان صلاتها استُجيبت عندما وجدت اخيرا في الجماعة المسيحية صديقة يمكنها الوثوق بها.‏ وإذ احست بأن يهوه يرشدها،‏ ابتدأت تنمي علاقة شخصية به.‏ ويمكن للوالدين ان يساعدوا اولادهم على تحسين نوعية صلواتهم.‏ فعندما يصلي الوالدون كعائلة،‏ يمكن ان يسكبوا قلوبهم للّٰه بحيث يشعر الاولاد بالعلاقة الشخصية التي تربط والديهم بيهوه.‏

      كونوا صبورين ولكن حازمين

      ٩،‏ ١٠ ايّ مثال رسمه يهوه في التعامل بطول اناة مع الاسرائيليين المتمردين؟‏

      ٩ عندما يبتدئ حدث بالانجراف،‏ قد يحاول الاعتزال ومقاومة جهود والدَيه للمناقشة معه في قضايا روحية.‏ فماذا يمكن ان يفعل الوالدون في هذا الوضع العصيب؟‏ تأملوا في ما فعله يهوه مع أمة اسرائيل القديمة.‏ فقد احتمل الاسرائيليين ‹الصلاب الرقاب› طوال اكثر من ٩٠٠ سنة قبلما تركهم ليسلكوا في طريقهم الشرير.‏ (‏خروج ٣٤:‏٩؛‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٧-‏٢١؛‏ روما ١٠:‏٢١‏)‏ ورغم انهم ‹جرّبوه› مرارا،‏ كان ‹رؤوفا› معهم.‏ «كثيرا ما رد غضبه ولم يشعل كل سخطه».‏ (‏مزمور ٧٨:‏٣٨-‏٤٢‏)‏ فلم يخطئ اللّٰه في تعاملاته معهم.‏ والوالدون المحبون يقتدون بيهوه ويكونون صبورين عندما لا يتجاوب الولد فورا مع جهودهم لمساعدته.‏

      ١٠ تتضمن طول الاناة،‏ او الصبر،‏ ان نرفض فقدان الامل بتحسن علاقة معكَّرة.‏ ويهوه هو خير مثال لطول الاناة.‏ فقد اخذ المبادرة في إرسال رسله الى الاسرائيليين «مبكرا [«بصورة متتالية»،‏ ترجمة تفسيرية‏]».‏ وذلك لأنه «شفق على شعبه»،‏ رغم انهم «كانوا يهزأون برسل اللّٰه ورذلوا كلامه».‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وناشد الاسرائيليين قائلا:‏ «ارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء».‏ (‏ارميا ٢٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ رغم ذلك،‏ لم يساير يهوه على حساب مبادئه البارة.‏ فقد قيل للاسرائيليين ان ‹يرجعوا› الى اللّٰه وطرقه.‏

      ١١ كيف يمكن ان يكون الوالدون طويلي الاناة ولكن حازمين في تعاملهم مع ولد منحرف؟‏

      ١١ يمكن ان يقتدي الوالدون بطول اناة يهوه عندما لا يفقدون الامل بسرعة في رجوع الولد المنحرف.‏ وإذ لا يفقدون الامل،‏ يمكنهم اخذ المبادرة في المحافظة على الاتصال الجيد او في إعادة الاتصال.‏ وفيما يلتصقون بالمبادئ البارة،‏ بإمكانهم مناشدة الولد «بصورة متتالية» ان يعود الى طريق الحق.‏

      عندما يُفصَل ولد قاصر

      ١٢ اية مسؤولية تقع على عاتق الوالدَين تجاه ولد قاصر يعيش معهما ولكنه طُرد من الجماعة؟‏

      ١٢ ماذا لو ارتكب ولد قاصر يعيش مع والدَيه خطأ خطيرا وبسبب عدم توبته طُرد من الجماعة؟‏ بما ان الولد يعيش مع والدَيه،‏ فلا يزالان مسؤولَين عن إرشاده وتأديبه انسجاما مع كلمة اللّٰه.‏ كيف ذلك؟‏ —‏ امثال ٦:‏٢٠-‏٢٢؛‏ ٢٩:‏١٧‏.‏

      ١٣ كيف يمكن ان يبلغ الوالدون قلب ولدهم الخاطئ؟‏

      ١٣ من الممكن،‏ بل من الافضل،‏ منح الارشاد والتأديب بواسطة درس في الكتاب المقدس معه على انفراد.‏ فلا يجب ان يحكم الوالدون على موقف الولد القاسي بل ان يحاولوا معرفة ما في قلبه.‏ فما مدى مرضه الروحي؟‏ (‏امثال ٢٠:‏٥‏)‏ هل يمكن ان تضربوا على الوتر الحساس؟‏ اية آيات من الاسفار المقدسة يمكن استخدامها بفعالية؟‏ يؤكد لنا الرسول بولس:‏ «كلمة اللّٰه حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وتخرق لتفرق بين النفس والروح،‏ وبين المفاصل ومخّها،‏ وقادرة ان تميِّز افكار القلب ونياته».‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ نعم،‏ يمكن ان يفعل الوالدون اكثر من مجرد القول لأولادهم ألا يرتكبوا الخطأ مرة اخرى.‏ فبإمكانهم الابتداء بعملية الشفاء وتعزيزها.‏

      ١٤ ما هي الخطوة الاولى التي ينبغي ان يتّخذها الحدث الخاطئ لاسترداد علاقته بيهوه،‏ وكيف يمكن ان يساعد الوالدون الولد على اتِّخاذ هذه الخطوة؟‏

      ١٤ يلزم ان يسترد الحدث الخاطئ علاقته بيهوه.‏ والخطوة الاولى هي ‹التوبة والرجوع›.‏ (‏اعمال ٣:‏١٩؛‏ اشعياء ٥٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ وعندما يساعد الوالدون الحدث الذي في بيتهم على التوبة،‏ يجب ان ‹يملكوا انفسهم عندما تحصل اساءة وأن يرشدوا بوداعة› الولد ذا الميول المخالفة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ ويلزم ان ‹يوبخوه› بالمعنى الذي يعطيه الكتاب المقدس للتوبيخ.‏ فالكلمة اليونانية التي تُنقل الى «وبَّخ» يمكن ايضا ترجمتها ‹قدّم دليلا مقنعا›.‏ (‏كشف ٣:‏١٩؛‏ يوحنا ١٦:‏٨‏)‏ فالتوبيخ يشمل إعطاء دليل كافٍ لإقناع الولد بأن مسلكه خاطئ.‏ ولا يمكن الانكار ان هذا ليس سهلا.‏ وعند الإمكان،‏ يمكن ان يبلغ الوالدون قلبه باستخدام كل الوسائل التي تجيزها الاسفار المقدسة لإقناعه.‏ وينبغي ان يحاولوا مساعدته على ادراك الحاجة الى ‹بغض الشر ومحبة الخير›.‏ (‏عاموس ٥:‏١٥‏)‏ فقد ‹يرجع من شرك ابليس الى صواب رشده›.‏

      ١٥ ايّ دور تلعبه الصلاة في استرداد الشخص الخاطئ علاقته بيهوه؟‏

      ١٥ والصلاة هي امر اساسي لاسترداد المرء علاقته بيهوه.‏ طبعا،‏ لا احد ينبغي ان «يطلب» بشأن خطية فاضحة ارتكبها بوضوح شخص كان يعاشر الجماعة المسيحية ولكنه لم يتُب.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ارميا ٧:‏١٦-‏٢٠؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ولكن يمكن ان يطلب الوالدون من يهوه ان يمنحهم الحكمة لمعالجة الوضع.‏ (‏يعقوب ١:‏٥‏)‏ فإذا برهن حدث مفصول انه تائب ولكن ليس له «حرية كلام تجاه اللّٰه»،‏ يمكن ان يصلي الوالدون انه اذا وجد اللّٰه اساسا ليغفر خطية الولد،‏ فلتكن مشيئته.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏٢١‏)‏ وسماع هذه الصلوات ينبغي ان يساعد الحدث على الادراك ان يهوه اله رحيم.‏b —‏ خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧؛‏ يعقوب ٥:‏١٦‏.‏

      ١٦ كيف يمكن ان نساعد افراد عائلة القاصرين المفصولين؟‏

      ١٦ اذا فُصل حدث معتمد،‏ يُتوقَّع من اعضاء الجماعة ان ‹يكفوا عن مخالطته›.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١١؛‏ ٢ يوحنا ١٠،‏ ١١‏)‏ وهذا ما قد يساعده اخيرا ان ‹يعود الى رشده› ويرجع الى حظيرة اللّٰه التي تمنح الحماية.‏ (‏لوقا ١٥:‏١٧‏)‏ ولكن سواء رجع الحدث المفصول ام لا،‏ يمكن لأفراد الجماعة ان يشجِّعوا عائلته.‏ ويمكننا جميعا ان ننتهز الفرص ‹لمشاطرتهم مشاعرهم› ومعاملتهم ‹بحنان›.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏.‏

      كيف يمكن ان يساعد الآخرون

      ١٧ ماذا ينبغي ان يبقي افراد الجماعة في ذهنهم عندما يحاولون مساعدة ولد ضال؟‏

      ١٧ ماذا عن حدث لم يُفصل من الجماعة المسيحية ولكنه صار ضعيفا في الايمان؟‏ كتب الرسول بولس:‏ «اذا تألم عضو،‏ تتألم معه سائر الاعضاء».‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏٢٦‏)‏ فيمكن ان يهتم الآخرون اهتماما عمليا بهذا الحدث.‏ طبعا،‏ يلزم التزام الحذر نوعا ما،‏ بما ان الحدث المريض روحيا يمكن ان يؤثر سلبا في الاحداث الآخرين.‏ (‏غلاطية ٥:‏٧-‏٩‏)‏ ففي احدى الجماعات،‏ اراد راشدون حسنو النية مساعدة بعض الاحداث الذين صاروا ضعفاء روحيا.‏ فدعوهم الى تجمعات لعزف الموسيقى الشعبية معا.‏ ورغم ان الاحداث لبّوا هذه الدعوة بسرور وتمتعوا بهذه الجلسات،‏ فقد ادى تأثيرهم في واحدهم الآخر الى التوقف عن معاشرة الجماعة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣؛‏ يهوذا ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فما يمكن ان يساعد على شفاء الولد المريض هو المعاشرة التي تساعده على تذوق الامور الروحية،‏ وليس التجمعات الاجتماعية الخالية من الارشاد الروحي.‏c

      ١٨ كيف يمكننا الاقتداء بموقف الاب في مثل يسوع عن الابن الضال؟‏

      ١٨ عندما يرجع حدث ترك الجماعة الى قاعة الملكوت او عندما يحضر محفلا،‏ فكروا في المشاعر التي قد تنتابه.‏ أفلا ينبغي ان نرحِّب به كما رحَّب الاب بابنه الضال في مثل يسوع؟‏ (‏لوقا ١٥:‏١٨-‏٢٠،‏ ٢٥-‏٣٢‏)‏ قال مراهق ترك الجماعة المسيحية ثم حضر لاحقا محفلا كوريا:‏ «اعتقدت ان الجميع سيتجاهلون شخصا مثلي،‏ لكنَّ الاخوة والاخوات اقتربوا مني ورحَّبوا بي.‏ لقد تأثرت كثيرا».‏ واستأنف درسه للكتاب المقدس واعتمد لاحقا.‏

      لا تفقدوا الامل

      ١٩،‏ ٢٠ لماذا ينبغي ان نحافظ على موقف ايجابي في ما يتعلق بولد ضال؟‏

      ١٩ ان مساعدة ولد «ضال» ان ‹يعود الى رشده› تتطلب الصبر وهي صعبة جدا على الوالدين وغيرهم.‏ ولكن لا تفقدوا الامل.‏ «لا يتباطأ يهوه عن وعده،‏ كما يعتبر بعض الناس التباطؤ،‏ ولكنه يصبر عليكم لأنه لا يرغب ان يهلك احد،‏ بل ان يبلغ الجميع الى التوبة».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ ولدينا تأكيد الاسفار المقدسة ان يهوه يرغب ان يتوب الناس ويحيوا.‏ فهو مَن اخذ المبادرة في صنع ترتيب ليصالح البشر مع نفسه.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وقد اتاح صبره لملايين ان يعودوا الى رشدهم.‏ —‏ اشعياء ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ٢٠ أفلا ينبغي اذًا ان يستخدم الوالدون كل الاساليب الممكنة التي تنسجم مع الاسفار المقدسة لمساعدة ولدهم القاصر الضال ان يعود الى رشده؟‏ فاقتدوا بيهوه،‏ كونوا طويلي الاناة فيما تأخذون خطوات ايجابية لمساعدة ولدكم على الرجوع الى يهوه.‏ التصقوا بحزم بمبادئ الكتاب المقدس،‏ وحاولوا ان تعكسوا صفات يهوه —‏ المحبة والعدل والحكمة —‏ فيما تصلّون اليه طلبا لمساعدته.‏ وكما تجاوب مئات المتمردين مع دعوة يهوه الحبية الى الرجوع،‏ قد يعود ولدكم الضال الى رعية اللّٰه التي تمنح الحماية.‏ —‏ لوقا ١٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a من اجل المزيد من الاقتراحات حول تعليم الاولاد بفعالية،‏ انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٩٩،‏ الصفحات ١٣-‏١٧‏.‏

      b لا تُقدَّم هذه الصلوات علنا من اجل ولد قاصر مفصول في اجتماعات الجماعة،‏ لأن الآخرين قد لا يكونون على علم بحالة الشخص المفصول.‏ —‏ انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١٥/‏٦/‏٨٠،‏ «اسئلة من القراء».‏

      c من اجل اقتراحات محدَّدة،‏ انظروا استيقظ!‏،‏ عدد ٢٢ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٧٢،‏ الصفحات ١٣-‏١٦،‏ (‏بالانكليزية)‏؛‏ ٢٢ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٦،‏ الصفحات ٢١-‏٢٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة