مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لماذا بعض الاولاد صِعاب المراس للغاية
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • لماذا بعض الاولاد صِعاب المراس للغاية

      ‏«التأثيرات الجينية،‏ كيمياء الدماغ،‏ وتطور الجهاز العصبي كلها تساهم بشدة في ما نحن عليه كأولاد وما سنصير عليه كراشدين.‏» —‏ الطبيب ستانلي توركي.‏

      كل ولد ينمو بطريقته الفريدة والمميَّزة.‏ والاولاد يعربون عن صفات وطِباع كثيرة تبدو فطرية —‏ صفات قد يضبطها الوالدون قليلا او لا يضبطونها على الاطلاق.‏ صحيح ان الاولاد المعاندين،‏ المتهوِّرين،‏ والمثيرين الفوضى هم موجودون دائما.‏ وأفضل الوالدين يمكن ان ينجبوا ولدا تصعب تربيته.‏

      ولكن لماذا هنالك اولاد صِعاب المراس وتربيتهم متسمة بالتحدي اكثر من غيرهم بكثير؟‏ ان عدد الاولاد الذين يختبرون مشاكل خطيرة في التصرف يزداد.‏ وهنالك اجماع عام بين الاطباء السريريين والباحثين انه من ٥ الى ١٠ في المئة من كل الاولاد يظهرون تهوُّرا مفرطا وأن عدم مقدرة هؤلاء الاولاد على الانتباه جيدا،‏ التركيز،‏ اتِّباع القواعد،‏ وضبط الانفعالات يخلق صعوبات جمة لهم ولعائلتهم،‏ معلميهم،‏ ونظرائهم.‏

      والدكتور بِنِت شايْوِيتس،‏ پروفسور في طب الاطفال والجهاز العصبي في الكلية الطبية لجامعة ييل،‏ يركِّز على ما يمكن ان يكون مشكلة رئيسية وهي:‏ «الاضطرابات الموروثة في عناصر كيميائية معيَّنة في انظمة النقل العصبي في الدماغ،‏» التي تنظِّم عمل خلايا الدماغ وتسهِّل طريقة تنظيم الدماغ للسلوك.‏ ومهما كان السبب الذي يجعل تربية الولد صعبة،‏ يجب ان يكون اهتمام الوالدين الاول ان يصيروا بارعين في ضبط تصرف ولدهم بفعَّالية،‏ مانحين التشجيع والدعم عوضا عن الانتقاد وعدم الرضى.‏

      وفي ازمنة الكتاب المقدس كان الوالدون الاشخاص المسؤولين عن تثقيف وتدريب اولادهم.‏ وعرفوا ان التأديب والارشاد في شرائع اللّٰه سيجعلان ولدهم حكيما.‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ لذلك،‏ انها مسؤولية الوالدين الممنوحة من اللّٰه ان يبذلوا ما امكن من الجهد،‏ على الرغم من البرامج الممتلئة بالنشاط،‏ لسدّ حاجات الولد،‏ متجاوبين خصوصا بطريقة ايجابية مع التصرف السلبي.‏ ونظرا الى ان الكثير من مشاكل التصرف التي تُلاحظ الآن في مهنة طب الاطفال يشمل الاولاد المفرطي النشاط،‏ المندفعين،‏ او غير اليقظين،‏ يمكن ان يكون مساعدا البحث في الـ‍ ADD والـ‍ ADHD كعاملَين في صعوبة تربية الاولاد.‏a

      في خمسينات الـ‍ ١٩٠٠ دُعي هذان الاضطرابان «الاختلال الوظيفيّ الادنى للدماغ.‏» وجرى التوقف عن استعمال هذا المصطلح،‏ استنادا الى طبيب الاطفال المختص بالاعصاب جان ماثيسِن،‏ عندما اظهرت نتائج البحث ان «الـ‍ ADD ليس تلفا دماغيا على الاطلاق.‏» يقول الطبيب ماثيسِن:‏ «الـ‍ ADD هو خلل ظاهري في مناطق معيَّنة من الدماغ.‏ ولا نزال غير متأكدين ما هي بالضبط المشاكل الكيميائية العصبية المشمولة،‏ لكننا نعتقد بأن هنالك دورا لعنصر كيميائي في الدماغ يُدعى دوپامين.‏» ويعتقد ان المشكلة تشمل تنظيم الدوپامين.‏ وأضاف:‏ «ان سبب المشكلة على الارجح ليس عنصرا كيميائيا واحدا،‏ بل علاقة عناصر كيميائية متعدِّدة بعضها ببعض.‏»‏

      وعلى الرغم من انه لا يزال هنالك الكثير من الاسئلة دون اجوبة في ما يتعلق بسبب الـ‍ ADD،‏ يوافق الباحثون عموما مع الطبيب ماثيسِن على ان الضبط الرديء بشكل مزمن للانتباه،‏ للاندفاع،‏ وللنشاط العضلي متعلق في الاصل بالجهاز العصبي.‏ ومؤخرا وجدت للمرة الاولى دراسة اجراها الدكتور آلان زامِتكين وباحثون في المعهد القومي للصحة العقلية،‏ في الولايات المتحدة،‏ ان سبب الـ‍ ADD يعود الى شذوذ استقلابي معيَّن في الدماغ،‏ على الرغم من الاعتراف بأنه «يلزم اجراء المزيد من البحث للتوصل الى اجوبة محدَّدة اكثر.‏»‏

      المدرسة تقدِّم تحديا حقيقيا

      عادة تكون المدرسة صعبة جدا على الاولاد الذين هم بشكل مزمن غير يقظين،‏ يتلهون بسهولة،‏ يتصفون بالاندفاع،‏ او نشاطى بإفراط،‏ لأن الحاجة الى التركيز والى البقاء هادئين تزداد للغاية في جو غرفة الصف.‏ ولأن مثل هؤلاء الاولاد يجدون صعوبة كبيرة في البقاء مركِّزين على ايّ شيء وقتا طويلا،‏ ماذا هنالك ليفعلوه غير ان يكونوا مفرطي النشاط بجنون؟‏ وبالنسبة الى البعض فإن نقص انتباههم هائل جدا بحيث لا يستطيعون الاستمرار في التعلُّم الطبيعي سواء في البيت او في المدرسة.‏ وليس مستغربا ان يتلقوا التأديب لكونهم امّا ارهابيي الصف او مهرجي الصف،‏ ذلك لانهم يواجهون صعوبة في ضبط تصرفهم وتقييم عواقب افعالهم.‏

      وفي النهاية،‏ يطورون صورة رديئة عن نفسهم،‏ ربما ناعتين انفسهم بـ‍ «رديء» و«احمق» ومتصرِّفين وفق ذلك.‏ واذ يحصلون على علامات الرسوب بصرف النظر عن الجهد المبذول،‏ يكون هؤلاء الاولاد عرضة لفشل مزمن ودائم.‏

      والوالدون،‏ اذ يكونون متحيِّرين،‏ يقلقون ويتشوشون كثيرا بسبب تصرف ولدهم المثير للفوضى.‏ وينتج احيانا خلاف زوجي،‏ اذ يلوم كل والد الآخر على الحالة.‏ ويقضي والدون كثيرون وقتا طويلا في التفكير بغضب في الامور السيئة وينسون الامور الجيدة.‏ لذلك تسبب ردود فعلهم لطريقة التصرف السلبية المزيد من التفاعل السلبي.‏ وهكذا تصير العائلة،‏ والى حد ما الآخرون الذين يحتكون بالولد،‏ في صراع دائم للسيطرة نتيجة عدم تفهُّمهم وعدم ضبطهم تصرُّف الولد الصعب المراس —‏ الولد الذي ربما يعاني،‏ او ربما لا يعاني،‏ اضطراب نقص الانتباه.‏

      اختبار شخصي لأم مع ابنها روني

      ‏«من لحظة رؤية روني النور،‏ لم يكن سعيدا قط بل كان دائما سريع الغضب ويبكي.‏ فبسبب الأرجيَّة،‏ كان يعاني طفوحا جلدية،‏ اخماجا في الاذن،‏ واسهالا دائما.‏

      ‏«لكنَّ مهارات روني الباكرة لتحريك العضلات تطوَّرت جيدا وكان سريعا جدا في الجلوس منتصبا،‏ الوقوف،‏ ثم المشي —‏ او هل يجب ان اقول الركض؟‏ كنت اسرع الى القيام بكل عملي المنزلي خلال اوقات غفوته لانه عندما يستيقظ صغيري التورنادو،‏ اصير مشغولة بمحاولة منعه من ايذاء نفسه والبيت فيما يجول بسرعة ملتقطا ايّ شيء يستحوذ على اعجابه،‏ ومعظم الاشياء تعجبه!‏

      ‏«كانت فترة انتباهه قصيرة جدا.‏ لا شيء كان يشغله لوقت طويل جدا.‏ كان يكره ان يجلس هادئا.‏ طبعا،‏ كانت هذه مشكلة عندما كنا نأخذه الى ايّ مكان يُتوقع فيه منه ان يجلس هادئا —‏ وخصوصا اجتماعات الجماعة.‏ وكان الصفع لعدم جلوسه هادئا عديم الجدوى.‏ فهو لا يستطيع ذلك.‏ وأشخاص كثيرون حسنو النية كانوا يتشكون او يقدمون لنا نصيحة،‏ ولكن لا شيء نجح.‏

      ‏«كان روني ذكيا،‏ ولذلك عندما كان في الثالثة من العمر تقريبا،‏ ابتدأنا معه ببرنامج قراءة يومي لفترة قصيرة.‏ وعندما صار في الخامسة من العمر،‏ صار بإمكانه ان يقرأ بشكل جيد.‏ ثم ذهب الى المدرسة.‏ وبعد نحو شهر،‏ تسلمت طلبا للذهاب والتحدث الى المعلِّمة.‏ وقالت لي انها عندما رأت روني للمرة الاولى،‏ اعتقدت انه كالملاك،‏ ولكن بعد ان علَّمته في صفها مدة شهر،‏ ادركت انه من عالم الشياطين!‏ اخبرتني انه كان دائما ينطُّ،‏ يُزلق الاولاد الآخرين،‏ او يجذبهم اليه بعنف.‏ لا يهدأ او يجلس بسكون،‏ ويزعج الصف بكامله.‏ ينقصه ضبط النفس.‏ ولاحظت ايضا تطوُّر موقف متمرد.‏ وجرت التوصية بأن يوضع في صف تعليم خصوصي وأن نأخذه الى طبيب للحصول على وصفة لدواء يهدئه.‏ لقد كنا مسحوقين!‏

      ‏«لم يكن الدواء الخيار الملائم لروني،‏ لكنَّ طبيب الاطفال اعطانا بعض الاقتراحات العملية.‏ وكان رأيه ان روني ذكي وضجور؛‏ لذلك اقترح ان نبقي روني مشغولا،‏ ان نمنحه المحبة والمزيد من المحبة،‏ وأن نكون صبورين وايجابيين.‏ واعتقد ان مشكلة روني ستخفُّ كلما كبر وتغيَّر نظام غذائه.‏

      ‏«ادركنا ان ابننا يحتاج ان نعمل معه باعتناء،‏ وأنه يحتاج الى المساعدة ليتعلَّم ان يوجِّه طاقته بطريقة ايجابية.‏ وهذا سيتطلب وقتا كثيرا؛‏ لذلك غيَّرنا برامجنا اليومية،‏ صارفين ساعات كثيرة في العمل معه لمساعدته في فروضه المدرسية،‏ معلمين وشارحين له الامور بصبر.‏ وتوقفنا عن استعمال الكلمات السلبية او لومه على طيشه وشقاوته.‏ كان هدفنا ان نبني له احترامه الضئيل لنفسه.‏ كنا نناقش عوضا عن ان نأمر ونطلب.‏ واذا كانت هنالك اية قرارات تشمله،‏ كنا نأخذ رأيه.‏

      ‏«والامور التي تكون طبيعية بالنسبة الى الاولاد الآخرين لم تكن سهلة على روني.‏ على سبيل المثال،‏ كان يلزم ان يتعلم كيف يكون صبورا،‏ كيف يكون هادئا،‏ كيف يجلس بسكون،‏ وكيف يضبط نشاطه الجسدي المبالغ فيه.‏ ولكن كان من الممكن التحكم في ذلك.‏ وحالما فهم انه يجب ان يبذل جهدا واعيا ليهدأ ويفكر في ما يفعله،‏ او ما سيفعله،‏ ابتدأ يسيطر على نفسه.‏ وعندما بلغ الـ‍ ١٣ من العمر كان تصرفه طبيعيا.‏ ومن المفرح ان كل شيء جرى بنعومة من ذلك الوقت فصاعدا،‏ حتى خلال سني المراهقة التي تكون عادة متسمة بالتمرد.‏

      ‏«ان منحنا روني محبة وافرة،‏ ومقدارا ملائما من الوقت والصبر،‏ انتج فوائد سخية!‏»‏

      ‏[الحاشية]‏

      a في هذه المقالات يشير الـ‍ ADD الى اضطراب نقص الانتباه (‏Attention Deficit Disorder‏)‏،‏ والـ‍ ADHD يشير الى اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (‏Attention Deficit Hyperactivity Disorder‏)‏.‏

  • تنشئة ولد صعب المراس
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • تنشئة ولد صعب المراس

      ‏«هل جرت الامور على ما يرام اليوم؟‏» تسأل سوزان ابنها جيمي وهو يصعد بجهد الى السيارة عندما اخذته من المدرسة.‏ فتجاهلها وهو متجهِّم الوجه.‏ «لا بد ان الامور لم تكن على ما يرام اليوم،‏» تقول بتعاطف.‏ «هل ترغب في التحدث عن ذلك؟‏»‏

      ‏«اتركيني وشأني،‏» يردّ متذمرا.‏

      ‏«انني قلقة عليك ليس إلا.‏ فأنت تبدو حزينا جدا.‏ وأنا ارغب في مساعدتك.‏»‏

      ‏«لا اريد مساعدتك!‏» يصيح.‏ «اتركيني وشأني!‏ اكرهك.‏ وأتمنى ان اموت!‏»‏

      ‏«جيمي!‏» تزعق سوزان،‏ «لا تتكلم الي بهذه الطريقة وإلا —‏ وإلا فسأصفعك!‏ كنت احاول ان اكون لطيفة.‏ ولا افهم ما دهاك.‏ لا شيء اقوله او افعله يرضيك.‏»‏

      واذ تكون سوزان مضطربة ومنهكة من يوم عملها،‏ تشق طريقها بين السيارات متسائلة كيف حدث ان ولدت ولدا كهذا.‏ وتشعر بأنها مشوشة،‏ عاجزة،‏ وغضبانة،‏ وأيضا مستاءة من ابنها،‏ وتنتابها مشاعر الذنب.‏ وتخاف سوزان من اخذه الى البيت —‏ اخذ ولدها.‏ ولم تعد تهمُّها كثيرا معرفة ما حصل اليوم في المدرسة.‏ وعلى الارجح ستتصل المعلِّمة من جديد.‏ احيانا لا تتمكن سوزان من مواجهة ذلك.‏

      وهكذا تنفجر الحوادث التي تظهر بسيطة وتصير محنا عاطفية شديدة مشحونة بالقلق.‏ والاولاد الذين يعانون الـ‍ ADD/ADHD،‏ او من ناحية اخرى يوصفون بأنهم «صِعاب المراس،‏» يتجاوبون نموذجيا بعنف شديد عندما يواجهون المشاكل.‏ ويميلون بسرعة الى بلوغ حالة انفجار،‏ تاركين الوالدين بحالة غضب،‏ حيرة،‏ وأخيرا انهاك.‏

      التقييم والتدخُّل

      هؤلاء الاولاد هم نموذجيا اذكياء،‏ مبدعون،‏ وحساسون للغاية.‏ ومن المهم ان تدركوا انهم اولاد اصحاء بحاجات استثنائية،‏ لذلك يتطلبون فهما عميقا خصوصيا.‏ وما يلي بعض المبادئ والافكار التي وجدها والدو اولاد كهؤلاء ناجحة.‏

      اولا،‏ من الضروري ان تتعلموا ان تدركوا الاوضاع والبواعث التي تزعج الولد.‏ (‏قارنوا امثال ٢٠:‏٥‏.‏)‏ ومن الضروري ان يلاحظ الوالدون العلامات في الولد التي تسبق المواجهات العاطفية ويتدخَّلوا فورا.‏ والمؤشِّر الرئيسي هو تعبير الوجه الذي يعكس مستوى احباط مرتفعا وعدم مقدرة على معالجة حالة معيَّنة.‏ وقد يكون مساعدا التفوُّه بتذكيرات شفهية لطيفة يحتاج اليها الولد ليضبط نفسه او،‏ اذا كان ضروريا،‏ انتشاله من الحالة.‏ وايقاف الولد عن نشاط ما،‏ على سبيل المثال،‏ يكون فعَّالا،‏ ولا يكون فعَّالا كثيرا كشكل من اشكال العقاب بل كطريقة لمنح الولد والوالد على السواء فرصة لاستعادة الهدوء ولمتابعة فعل الامور بتعقُّل بعد ذلك.‏

      في المثل الذي قُدِّم،‏ تجاوب جيمي بعنف مع اسئلة بسيطة.‏ وهذا هو تصرف جيمي العادي كل يوم.‏ ومع انه من السهل ان يعتبر الوالدون هذا الغضب والاستياء موجَّهين اليهم شخصيا،‏ من الضروري ان يدركوا ان هؤلاء الاولاد غالبا ما يفقدون الادراك (‏المنطق)‏ حالما يصلون الى درجة لا يتمكنون عندها من احتمال ايّ ضغط اضافي.‏ لذلك من المهم التصرف بتعقُّل.‏ (‏امثال ١٩:‏١١‏)‏ في حالة جيمي،‏ كان بإمكان سوزان ان تهدِّئ الوضع بعدم اصرارها على متابعة المحادثة ومنح ولدها وقتا للسيطرة على نفسه،‏ وربما كان بإمكانهما مناقشة احداث اليوم في وقت لاحق.‏

      الاولاد المجهَدون

      لم يسبق ان واجهت العائلة البشرية مشاكل،‏ ضغوطا،‏ واضطرابات مروِّعة كالتي تصيب العالم اليوم.‏ فالاحوال مختلفة،‏ والمتطلبات اقوى،‏ والاولاد يُطلَب منهم اكثر.‏ وفي ما يتعلق بهذه المسألة،‏ يقول كتاب اولاد صالحون،‏ سلوك رديء:‏ «قد تكون التوقعات الاجتماعية المتغيِّرة اما سبَّبت او اثرت في الكثير من المشاكل التي يبدو ان الاولاد يختبرونها.‏» بالنسبة الى الاولاد الذين يعانون الـ‍ ADD/ADHD،‏ يمكن ان تكون المدرسة كابوسا.‏ وفيما يصارعون للتغلب على تقصيراتهم،‏ يكونون مجبرين على التكيُّف مع فورة التقدُّم التكنولوجي التي تستمر بسرعة في التغيُّر في جو يمكن ان يبدو عدائيا وخطِرا على حد سواء،‏ مما يزيد قلقهم.‏ وعاطفيا،‏ يكون الاولاد غير ناضجين كفاية ليعالجوا كل هذه المشاكل.‏ فيحتاجون الى مساعدة والديهم.‏

      خفِّفوا من الاحتكاك

      لكي يكون لديكم اولاد سعداء اكثر وبصحة افضل،‏ من المهم ان تزوِّدوا جوا من النظام والاستقرار.‏ والتخطيط الفعَّال للتخفيف من الاحتكاك في البيت يمكن ان يبدأ بنمط حياة مبسَّط.‏ وبما ان هؤلاء الاولاد يتَّصفون بالاندفاع،‏ عدم التيقظ،‏ والافراط في النشاط،‏ فمن الضروري التخفيف من التأثير السلبي للاثارة المفرطة.‏ خفِّفوا من كمية اللُّعَب التي يُسمح لاولاد كهؤلاء بأن يلعبوا بها في وقت واحد.‏ جرِّبوا في كل مرة عملا روتينيا واحدا او مشروعا واحدا الى ان ينتهي.‏ وبما ان هؤلاء الاولاد هم غالبا غير منظَّمين،‏ فالتنظيم يخفِّف من الخيبة.‏ وكلما كانت الاشياء التي يجب ان يهتموا بها قليلة العدد وسهلة المنال،‏ سهل اكثر الاعتناء بما هو مهم.‏

      والطريقة الفعَّالة الاخرى للتخفيف من الاجهاد في البيت هي انجاز روتين مخطَّط له،‏ غير صارم،‏ مانحين الاولاد احساسا بالاستقرار.‏ والجدول الزمني ليس بأهمية تسلسل الحوادث،‏ اي ترتيب حدوثها.‏ ويمكن انجاز ذلك بتطبيق اقتراحات عملية كالتالية.‏ زوِّدوا تغذية ملائمة مع وجبات رئيسية ووجبات خفيفة متزنة وبسيطة في اوقات منتظمة.‏ اجعلوا الامور التي تقومون بها قبل وقت النوم متسمة بالدفء،‏ المحبة،‏ والاسترخاء.‏ وجولات التسوُّق يمكن ان تثير كثيرا الاولاد النشاطى جدا،‏ لذلك خططوا مسبقا وحاولوا الا تذهبوا الى متاجر كثيرة جدا.‏ وعندما تكونون في نزهة،‏ اوضحوا ايّ نوع من التصرف تتوقعون.‏ والاعمال الروتينية المحدَّدة تساعد الولد الذي لديه حاجات خصوصية على ضبط تصرفه المتّسم بالاندفاع.‏ وعلاوة على ذلك،‏ تساعد الوالدين على اكتساب قدرة على معرفة الامور مسبقا.‏

      واضافة الى الاحساس بالتنظيم،‏ من المفيد ان تبتكروا نظاما من القواعد وأن تشملوا عواقب كسر القواعد التي لا يمكن التفاوض فيها.‏ والقواعد الواضحة الثابتة،‏ والتي يوافق عليها ايضا الزوجان،‏ ترسم حدود التصرف المقبول للاولاد —‏ وتعلِّم ايضا المسؤولية.‏ علِّقوا قائمة بالقواعد في مكان بارز اذا كان ضروريا (‏لكي يتذكرها الوالدون والاولاد ايضا)‏.‏ والثبات هو مفتاح الامان العاطفي.‏

      وتفهُّم ما يفضِّله الولد،‏ ما يحبه وما لا يحبه،‏ والتكيُّف معه يمكن ان يفعل الكثير لتخفيف الضغط غير الضروري في البيت.‏ ولأن طبيعة هؤلاء الاولاد الخاصة غالبا ما تكون طائشة ومتصفة بالاندفاع،‏ يمكن ان يكون تفاعلهم مع الاولاد الآخرين اختبارا صعبا جدا.‏ ومشاركتهم،‏ خصوصا في اللُّعَب،‏ يمكن ان تكون نقطة خلاف خصوصية مع الاولاد الآخرين،‏ لذلك قد يسمح الوالدون لاولاد كهؤلاء بأن يختاروا اشياءهم المفضَّلة التي يمكن المشاركة فيها.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يمكن لتنظيم مستوى الاثارة لديهم بتزويدهم فريقا صغيرا من رفقاء اللعب وخلق نشاطات لا تثير كثيرا ان يساعدهم ايضا على منع بلوغهم درجة الاثارة التي يسهل عليهم الوصول اليها.‏

      ومن المهم ان يسمح الوالدون لكل ولد بأن ينمو بطريقته وأن يتجنبوا الضغط على الولد او صوغه في قالب من التكيُّف غير الضروري.‏ واذا كان الولد يكره طعاما معيَّنا او قطعة ثياب،‏ فتخلصوا من ذلك.‏ فمصادر الازعاج الصغيرة هذه لا تستحق الخلاف عليها.‏ ومن حيث الاساس،‏ لا تحاولوا ان تضبطوا كل شيء.‏ كونوا متزنين،‏ ولكن عندما تُتخذ القرارات في ما يتعلق بما هو مقبول للعائلة المسيحية،‏ التصقوا بها.‏

      ضبط التصرف

      يتطلب عادة الاولاد المتقلِّبون درجة اكبر من الضبط.‏ ونتيجة لذلك،‏ يزعج الذنب والدين كثيرين اذا كان عليهم ان يؤدبوا تكرارا.‏ ولكن من المهم ان تميِّزوا الفرق بين التأديب والاساءة.‏ واستنادا الى كتاب خط رفيع —‏ عندما يصير التأديب اساءة الى الولد،‏ يُقال ان ٢١ في المئة من كل الاساءات الجسدية تحدث عندما يُظهر الاولاد تصرفا عدائيا.‏ لذلك يتوصل البحث الى النتيجة ان الاولاد الذين يعانون الـ‍ ADD/ADHD هم «معرضون اكثر للاساءة الجسدية والاهمال.‏» ومما لا شك فيه هو ان تربية صغار لديهم حاجات خصوصية يمكن ان تكون مجهِدة،‏ لكنَّ ضبطهم يجب ان يكون سليما ومتزنا.‏ وبما ان هؤلاء الاولاد هم عادة اذكياء جدا ومبدعون للغاية،‏ فهم يشكلون تحديا للوالدين الذين يعالجون الحالات التي تتطلب تعقُّلا.‏ ومثل هؤلاء الاولاد غالبا ما تكون لديهم طريقة لابراز العيوب في منطق الوالدين الاكثر ذكاء.‏ فلا تسمحوا لهم بذلك!‏ حافظوا على سلطتكم كوالدين.‏

      وبطريقة ودية،‏ انما ثابتة،‏ اختصروا الشرح؛‏ وبكلمات اخرى،‏ لا تشرحوا كثيرا،‏ ولا تتفاوضوا في القواعد التي لا يمكن التفاوض فيها.‏ ولتكن ‹نَعَمكم› نعم و‹لاكم› لا.‏ (‏قارنوا متى ٥:‏٣٧‏.‏)‏ والاولاد ليسوا دبلوماسيين؛‏ لذلك يؤدي التفاوض معهم الى جدال،‏ غضب،‏ وخيبة،‏ ويمكن ايضا ان يزداد ذلك حدة حتى يصل الى الصياح والعنف.‏ (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ وبشكل مماثل،‏ تجنبوا اعطاء الكثير جدا من التحذير.‏ واذا كان التأديب ضروريا يجب ان يُمنح فورا.‏ يحث كتاب تربية اولاد ايجابيين في عالم سلبي:‏ «الهدوء،‏ الثقة،‏ والثبات —‏ هذا كل ما هي عليه السلطة.‏» لاحظوا ايضا الاقتراحات الرائعة في صحيفة المنبر الالماني:‏ «تكلموا دائما الى الولد بطريقة تحافظون بها على انتباهه:‏ استعملوا اسمه في اكثر الاحيان،‏ حافظوا على الاتصال البصري واستعملوا لغة بسيطة.‏»‏

      ان الاساءة تحصل عندما يفقد الوالدون السيطرة على نفسهم.‏ واذا صاح الوالد يكون قد فقد السيطرة عل نفسه.‏ ويتناول الاصحاح ١٥ من الامثال موضوع تربية وتأديب الولد.‏ على سبيل المثال،‏ يذكر العدد ٤‏:‏ ‏«هدوء اللسان شجرة حياة واعوجاجه سحق في الروح»؛‏ العدد ١٨‏:‏ «الرجل الغضوب يهيِّج الخصومة وبطيء الغضب يسكِّن الخصام»؛‏ وأخيرا العدد ٢٨‏:‏ «قلب الصديق يتفكر بالجواب.‏» لذلك من المهم ان ندرك ليس فقط ماذا نقول بل ايضا كيف نقوله.‏

      المدح لا الادانة

      لأن الاولاد الذين تصعب تربيتهم يفعلون امورا ابداعية،‏ غريبة،‏ وحتى جنونية،‏ من السهل ان يلجأ الوالدون الى اظهار العيوب،‏ السخرية،‏ التعنيف،‏ والمهاجمة شفهيا وجسديا بغضب.‏ ولكن،‏ بحسب الترجمة الانكليزية الحديثة،‏ يوصي الكتاب المقدس في افسس ٦:‏٤ الوالدين بأن يربوا اولادهم «بالتأديب والارشاد المسيحيَّين.‏» وكيف ادَّب يسوع الاثمة؟‏ استخدم يسوع التأديب المؤسس على الارشاد الذي يدرِّب ويعلِّم الناس،‏ متعاملا معهم بدون تحيُّز وبثبات.‏ فالتأديب هو اجراء،‏ وسيلة للارشاد يجب عادة استخدامها مرارا وتكرارا لدى التعامل مع الاولاد.‏ —‏ انظروا المقالة «وجهة نظر الكتاب المقدس .‏ .‏ .‏ ‹عصا التأديب› —‏ هل هي عتيقة الطراز؟‏،‏» في عدد ٨ ايلول ١٩٩٢ من استيقظ!‏

      والتأديب الملائم يخلق جوا من الثقة،‏ الدفء،‏ والاستقرار؛‏ لذلك يجب ان يُعطى التأديب،‏ عندما يكون ضروريا،‏ مع ايضاحات.‏ وليست هنالك حلول فورية عند تدريب الاولاد لأن الاولاد يتعلمون تدريجيا،‏ مع مرور الوقت.‏ وتتطلب التربية الملائمة لايّ ولد الكثير من العناية والمحبة،‏ الكثير من الوقت والعمل،‏ وخصوصا اذا كان ولدا تصعب تربيته.‏ وقد يكون تذكُّر القول الوجيز التالي مساعدا:‏ «قولوا ما تعنوه،‏ اعنوا ما تقولوه،‏ وافعلوا ما تقولون انكم ستفعلونه.‏»‏

      ان احدى النواحي المخيِّبة اكثر لمشكلة التعامل مع الاولاد الذين يعربون عن تصرف مزعج هي رغبتهم المفرطة في الاستحواذ على الانتباه.‏ وغالبا ما يكون الانتباه الذي يحظون به سلبيا عوضا عن ان يكون ايجابيا.‏ لكن كونوا مسرعين في ملاحظة،‏ مدح،‏ او مكافأة التصرف الجيد او العمل المنجز جيدا.‏ فهذا مشجع جدا للولد.‏ في البداية قد تبدو جهودكم مبالغا فيها،‏ لكنَّ النتائج تستحقها.‏ والاولاد يحتاجون الى مكافآ‌ت صغيرة انما فورية.‏

      اختبار اب مع ابنه ڠريڠ

      ‏«شُخِّص ان ابننا ڠريڠ يعاني الـ‍ ADHD وهو في الخامسة من عمره عندما كان في روضة الاطفال.‏ في ذلك الوقت رأينا طبيبا مختصا بنمو الاطفال اكَّد ان ڠريڠ يعاني حتما الـ‍ ADHD.‏ وقال لنا:‏ ‹انها ليست غلطته،‏ ولا غلطتكما.‏ وهو لا يستطيع ان يغيِّر الوضع،‏ ولكن انتما تستطيعان.‏›‏

      ‏«كثيرا ما كنا نفكر في هذه الكلمات لانها تجعلنا ندرك بوضوح اننا كوالدَين لدينا مسؤولية كبيرة لمساعدة ولدنا على مواجهة معاناته للـ‍ ADHD.‏ وفي ذلك اليوم عدنا الى البيت حاملَين مطبوعات اعطانا اياها الطبيب لنقرأها،‏ ونعتقد ان المعرفة التي نلناها في السنوات الثلاث الماضية كانت مهمة جدا في اتمام مسؤوليتنا الابوية نحو ڠريڠ.‏

      ‏«لدى تربية ولد يعاني الـ‍ ADHD من المهم جدا تعزيز التصرف اللائق وتزويد التحذيرات والعقاب على سوء التصرف،‏ اذا كان ضروريا.‏ وكلما استطعتم ان تكونوا منظمين وثابتين،‏ رأيتم نتائج افضل.‏ وهذه العبارات البسيطة هي على الارجح عامل رئيسي في تربية ولد يعاني الـ‍ ADHD.‏ ولكن لانكم تحتاجون الى فعل ذلك مرات كثيرة في اليوم،‏ يكون القول اسهل من الفعل.‏

      ‏«والوسيلة التي وجدناها فعَّالة اكثر هي ايقافه عن نشاط ما.‏ فعندما نوقفه عن نشاط ما لتبديل التصرف السيِّئ،‏ نبتدئ ايضا ببرنامج يزوِّد حافزا على المزيد من التصرُّف الايجابي ويشجع عليه.‏ والحافز هذا يمكن ان يكون كلمة رضى،‏ معانقة،‏ او حتى عربون مكافأة او امتيازا.‏ ذهبنا الى متجر واشترينا لوحة توضع عليها صور لاصقة.‏ وكتبنا في الاعلى ما هو التصرف اللائق.‏ وكلما رأينا ڠريڠ يتصرف بشكل لائق،‏ اعطيناه صورة لاصقة لكي يضعها على لوحته.‏ وعندما تمتلئ اللوحة،‏ لنقُل ٢٠ ورقة لاصقة،‏ يحصل على مكافأة.‏ ويكون ذلك عادة امرا يتمتع حقا بفعله،‏ كالذهاب الى متنزَّه.‏ وهذا مساعد لأنه يدفعه الى حسن التصرف.‏ فهو يضع الصور اللاصقة ويمكنه ان يرى كيف يتصرف والى ايّ حد هو قريب من المكافأة.‏

      ‏«وثمة طريقة اخرى وجدناها فعَّالة هي منح ڠريڠ خيارات.‏ فبدلا من اصدار امر مباشر،‏ نمنحه الخيار.‏ اما ان يتصرف بشكل لائق او ينال العاقبة المنطقية.‏ وهذا يعلِّم المسؤولية واتخاذ القرارات المناسبة.‏ واذا كان هنالك امر يشكِّل دائما مشكلة،‏ كإساءة التصرف في متجر او مطعم،‏ يمكننا ان نستعمل اللوحة التي توضع عليها الصور اللاصقة مع مكافأة.‏ وهكذا يرى فائدة في التصرف اللائق،‏ ونظهر اعترافنا بتحسيناته.‏

      ‏«معظم الناس لا يدركون ان الـ‍ ADHD يؤثر في مقدرة الولد على تنظيم تصرفه وردود فعله.‏ ويعتقد اناس كثيرون ان هؤلاء الاولاد يمكنهم ان يضبطوا فترة انتباههم وتصرفهم اذا بذلوا جهدا،‏ واذا فشلوا،‏ يكون الوالدون هم الملومين.‏

      ‏«من المستحيل،‏ من الناحية الجسدية،‏ ان يجلس الولد الذي يعاني الـ‍ ADHD هادئا مدة ساعتين في اجتماع للجماعة في قاعة الملكوت.‏ ولن ننسى ابدا كيف كان ڠريڠ وهو بعمر خمس سنوات فقط يبكي قبل كل اجتماع ويسألنا،‏ ‹هل هذا اجتماع طويل ام اجتماع قصير؟‏› وكان يبكي كثيرا عندما يكون الاجتماع لمدة ساعتين لانه يعرف انه لا يستطيع ان يجلس هادئا هذه المدة الطويلة.‏ كان يجب ان نأخذ بعين الاعتبار الاضطراب [ADHD] والحدود التي يشكلها.‏ ونحن نعرف ان يهوه يتفهَّم الاضطراب افضل من ايّ شخص آخر،‏ وهذا مصدر تعزية.‏ في الوقت الحاضر لا يخضع ڠريڠ لأية معالجة بالادوية وهو في الصف المناسب لعمره.‏

      ‏«ان جعل يهوه رجاءنا وابقاء عيوننا مركَّزة على العالم الجديد يدعماننا.‏ ورجاؤنا يعني الكثير لڠريڠ.‏ انه يتأثر حقا،‏ حتى ان عينيه تغرورقان،‏ عندما يفكر كيف سيزيل يهوه الـ‍ ADHD في الارض الفردوسية.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

      المكافآ‌ت المحتملة للتصرف الحسن:‏

      ١-‏ المدح —‏ المدح الشفهي على عمل أُنجز جيدا؛‏ التقدير المعبَّر عنه لحسن التصرف،‏ ترافقه المحبة،‏ المعانقات والدفء في تعابير الوجه.‏

      ٢-‏ نظام اللوحة —‏ تُعرض بشكل بارز،‏ مع صور لاصقة جذَّابة او نجوم لاصقة للتشجيع على حسن التصرف.‏

      ٣-‏ قائمة بالامور الجيدة —‏ بالانجاز المقبول والذي يستحق المدح.‏ وكلما قام الولد بأمر جيد،‏ مهما كان صغيرا في البداية،‏ سجِّلوه،‏ واقرأوه على احد اعضاء العائلة.‏

      ٤-‏ مقياس التصرف —‏ بحسب عمر الولد،‏ وضع حبوب فاصوليا او غيرها في اناء زجاجي عندما يحسن الولد التصرف (‏حافز ملموس)‏.‏ الهدف هو تأسيس نظام تُكسب فيه النقاط لمنح مكافأة قد تشمل امرا كانت العائلة ستفعله على ايّ حال،‏ كالذهاب الى السينما،‏ التزلج،‏ او تناول الطعام في مطعم.‏ وبدلا من ان تشدِّدوا للولد على:‏ «اذا لم تتصرف حسنا،‏ فلن نذهب،‏» جربوا:‏ «اذا تصرفت حسنا،‏ فسنذهب.‏» والمفتاح هو تحويل التفكير السلبي الى تفكير ايجابي،‏ فيما تسمحون بوقت معقول ليحدث التغيير.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      يمكن احيانا ان تحتدم المحادثات عاطفيا

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      عندما تُتخذ القرارات،‏ أَوضحوها والتصقوا بها

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      يضيف بافتخار صورة لاصقة جديدة على لوحته

  • عندما يلزم المزيد
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • عندما يلزم المزيد

      على الرغم من ان العديد من الاقتراحات في المقالتين السابقتين يمكن ان يكون مساعدا جدا،‏ يلزم احيانا المزيد من العون في ظروف معيَّنة.‏ على سبيل المثال،‏ تشمل دراسات احوال الفرد بالنظر الى البيئة تقارير عن اولاد ليسوا فقط مندفعين بل ايضا خطيرين جدا.‏ وعلى الرغم من ان هؤلاء الاولاد تعتني بهم عائلات مُحبَّة،‏ يعربون عن تصرفهم الهدَّام بتحطيم الاشياء،‏ الصياح على الناس،‏ اشعال النيران،‏ اطلاق النار من البنادق،‏ الطعن بالسكاكين (‏اذا كانت متوافرة)‏،‏ وايذاء الحيوانات،‏ الناس الآخرين،‏ او انفسهم،‏ اذا خطر ببالهم فعل ذلك.‏ ومن حيث الجوهر،‏ انهم يمثِّلون الفوضى.‏

      ان نيل او عدم نيل مساعدة طبية،‏ من اجل الحصول على عناية افضل بالولد،‏ هو قرار شخصي خاص لاتخاذه.‏ فكل عائلة يجب ان تقرِّر كيف تسدّ الحاجات الفردية المميَّزة لولدها،‏ متذكرة التأكيد المعزِّي المعطى للوالدين في الامثال ٢٢:‏٦‏.‏

      ان احد العلاجات الاكثر اثارة للجدل في الوقت الحاضر يتعلق بمسألة المعالجة بالأدوية.‏ والعقار الذي يوصف تكرارا،‏ ريتالين Ritalin،‏ له نتائج متنوعة.‏ وقد سُرّت عائلات كثيرة بتقدم ولدها عند تناوله العقار ريتالين او العقاقير الاخرى التي تخفِّف من النشاط.‏ لكنَّ الجدل الحالي يستمر،‏ ليس فقط حول فائدة هذه العقاقير بل حول الافراط في وصفها.‏ وفي الواقع،‏ يشكّ بعض الاطباء في قيمتها،‏ قائلين،‏ على سبيل المثال،‏ ان الريتالين الذي يُستعمل لفترات طويلة يمكن ان ينطوي على تأثيرات جانبية مؤذية كثيرة.‏ ولكن لا بد من التشديد من جديد ان الكثير من العائلات والاطباء يشيرون الى تأثيرات جانبية قليلة مع التصرف المحسَّن والتقدم الأكاديمي.‏ ومن المثير للاهتمام ان راشدين كثيرين ممن شُخِّص انهم يعانون الـ‍ ADD ويخضعون حاليا للمعالجة بالادوية هم ايضا مسرورون بالنتائج.‏ لذلك تكون المعالجة بالادوية قرارا شخصيا مؤسسا على البحث والتقييم الدقيقين.‏

      وبالنسبة الى اولئك الذين جرَّبوا المعالجة بالادوية ونالوا نتائج سيئة،‏ هنالك طرائق بديلة للمعالجة.‏ ثمة عائلات كثيرة قرأت عن وسجَّلت نتائج جيدة للمعالجة بالڤيتامين والاعشاب او مزيج من الاثنين.‏ وكما ذُكر سابقا،‏ يمكن ان يحدث الـ‍ ADD/ADHD في بعض الحالات بسبب عدم التوازن الكيميائي الحيوي في الدماغ بحيث يُعتقد ان هذه المعالجات تساعد في تصحيح ذلك.‏

      وبالاضافة الى ذلك،‏ هنالك عوامل اخرى يعتقد البعض انها تثير مشاكل كثيرة مرتبطة بالـ‍ ADD/ADHD.‏ تذكر الطبيبة دوريس راپ،‏ في كتابها هل هذا هو ولدكم؟‏‏،‏ ان «بعض الاولاد لديهم مرض جسدي و/‏او مشاكل عاطفية،‏ ومشاكل في التصرف والتعلم متعلقة جزئيا او كليا بالأرجيَّات او التعرُّض لشيء ما في البيئة.‏» وفي الواقع يمكن ايضا لردود الفعل للاصباغ،‏ السكريات،‏ والمواد المضافة ان تجعل هذه المشاكل تشبه نوبات الغضب العنيفة،‏ تقلبات المزاج،‏ والارق.‏

      تعلَّمت عائلات كثيرة كيف تعدِّل تصرُّف اولادها،‏ لكنَّ انجازهم الأكاديمي يمكن ان يخلق مشاكل اضافية.‏ وبالنسبة الى البعض،‏ يمكن ان تكون بعض الخدمات الخصوصية مساعِدة كخدمة المرشدين،‏ الارشاد النفسي،‏ فرق الدعم،‏ والمعلمين الخصوصيين.‏ ولأن هؤلاء الاولاد يحسنون اكثر القيام بالامور عندما يجري الترتيب للاهتمام بهم افراديا،‏ اخبرت بعض العائلات التي اتبعت اقتراح طبيبها عن النجاج في التعليم البيتي.‏

      ولا يجب ان نغفل عن المشاريع التثقيفية الجديدة الكثيرة،‏ كمشروع Schools Attuned للدكتور مِل لِڤين،‏ الذي يُبرز الشخصية الفردية للاولاد والاختلاف بينهم.‏ فبرنامج الدكتور لِڤين يؤيد تعليم الاولاد بطريقة تُعَدَّل حسب حاجات كل ولد.‏ وحيثما تُنفَّذ هذه الطريقة المتنوِّعة في التعليم في الولايات المتحدة،‏ يبدو ان النتائج تكون جيدة.‏

      المستقبل

      يمكن تشبيه تربية الاولاد بشراء بيت جديد.‏ فالاثنان يتطلبان استثمارا مدى الحياة؛‏ ولكن بسبب الظروف،‏ قد يُجبَر الشراة المتوقعون على قبول اقل مما يهدفون اليه.‏ وبشكل مماثل،‏ يُجبَر الوالدون الناقصون الذين يربون اولادا ناقصين في عالم الشيطان على قبول اقل مما يهدفون اليه.‏ والبيت الذي جرى شراؤه حديثا قد تكون له اوجه غريبة او غير مرغوب فيها،‏ ولكن بالعمل والقليل من الابداع،‏ يمكن ان يُزال تقريبا الكثير من الاوجه البشعة.‏ وحتى الوجه الصعب المتعلق بالفن المعماري قد يصير بسرعة النقطة المركزية للبيت.‏

      وبشكل مماثل،‏ اذا تكيَّف الوالدون مع الحاجات الفردية لولدهم الغريب،‏ فسيصير هو او هي الجزء الجميل من حياتهم.‏ وكل ولد يجب ان يُقدَّر على صفاته الخاصة.‏ ولذلك ركِّزوا على الامور الايجابية.‏ وبدلا من قمع الاولاد،‏ شجعوا كل واحد على مقدرته الابداعية،‏ وقدِّروا انه او انها شخص كفؤ يستحق الكرامة والمحبة —‏ عطية ثمينة من يهوه اللّٰه.‏ —‏ مزمور ١٢٧:‏٣-‏٥‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة