مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹‏اثبتوا في كلمتي›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • اثبتوا في كلمتي›‏

      ‏«إنْ ثبتّم في كلمتي،‏ تكونون حقا تلاميذي».‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣١‏.‏

      ١ (‏أ)‏ عندما رجع يسوع الى السماء،‏ ماذا ترك وراءه على الارض؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة سنعالجها؟‏

      عندما رجع مؤسس المسيحية،‏ يسوع المسيح،‏ الى السماء لم يترك وراءه على هذه الارض اية مؤلّفات او انصاب تذكارية او ثروة.‏ لكنه ترك تلاميذ ومطالب محدّدة يجب ان يبلغها الشخص ليصير تلميذه.‏ وفي انجيل يوحنا،‏ نجد ثلاثة مطالب ذكرها يسوع يجب ان يبلغها كل مَن يريد ان يكون من أتباعه.‏ فما هي هذه المطالب؟‏ ماذا يمكننا فعله لبلوغها؟‏ وكيف يمكننا ان نتأكد اننا مؤهلون لنكون تلاميذ للمسيح اليوم؟‏a

      ٢ ما هو احد المطالب المهمة ليكون الشخص تلميذا ليسوع،‏ كما هو مسجَّل في انجيل يوحنا؟‏

      ٢ قبل موت يسوع بستة اشهر تقريبا،‏ صعد الى اورشليم وكرز للجموع المحتشدة هناك.‏ وكانت هذه الجموع قد اتت للاحتفال بعيد المظال الذي كان يدوم اسبوعا كاملا.‏ في منتصف العيد،‏ ‹كان كثيرون من الجمع قد آمنوا بيسوع› نتيجة سماعهم كرازته.‏ واستمر يسوع يكرز حتى انه في اليوم الاخير من العيد،‏ «آمن به كثيرون» ايضا.‏ (‏يوحنا ٧:‏١٠،‏ ١٤،‏ ٣١،‏ ٣٧؛‏ ٨:‏٣٠‏)‏ عندئذ،‏ وجَّه يسوع انتباهه الى المؤمنين الجدد وذكر مطلبا مهمّا ليكون الشخص تلميذا له.‏ وهذا المطلب،‏ كما سجَّله الرسول يوحنا،‏ هو:‏ «إنْ ثبتّم في كلمتي،‏ تكونون حقا تلاميذي».‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣١‏.‏

      ٣ اية صفة لازمة ‹ليثبت المرء في كلمة› يسوع؟‏

      ٣ لم يقصد يسوع بهذه الكلمات ان المؤمنين الجدد ينقصهم الايمان.‏ بل عنى ان الفرصة مُتاحة لهم للصيرورة تلاميذ حقيقيين له،‏ شرط ان يثبتوا في كلمته،‏ ان يُظهِروا الاحتمال.‏ فبعدما قبِلوا كلمته،‏ يجب ان يثبتوا فيها.‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤؛‏ عبرانيين ٣:‏١٤‏)‏ حقا،‏ لقد اعتبر يسوع الاحتمال صفة مهمة جدا لأتباعه حتى انه في آخر حديث له مع رسله،‏ كما هو مسجَّل في انجيل يوحنا،‏ حثّ واحدا منهم مرتين ان ‹يستمر في اتّباعه›.‏ (‏يوحنا ٢١:‏١٩،‏ ٢٢‏)‏ وهذا ما فعله كثيرون من المسيحيين الاولين.‏ (‏٢ يوحنا ٤‏)‏ فماذا ساعدهم على الاحتمال؟‏

      ٤ ماذا مكَّن المسيحيين الاولين من الاحتمال؟‏

      ٤ اشار الرسول يوحنا،‏ وهو تلميذ للمسيح بقي امينا طوال نحو سبعة عقود،‏ الى عامل مهمّ.‏ ففي مدحه للمسيحيين الامناء،‏ قال:‏ «انكم اقوياء وكلمة اللّٰه تبقى فيكم وقد غلبتم الشرير».‏ لقد احتمل تلاميذ المسيح هؤلاء،‏ او بقوا في كلمة اللّٰه،‏ لأن كلمة اللّٰه بقيت فيهم.‏ فكان لديهم تقدير عميق لها.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٤،‏ ٢٤‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يجب ان نحرص على إبقاء كلمة اللّٰه فينا لكي ‹نحتمل الى النهاية›.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ فكيف نفعل ذلك؟‏ يزوِّدنا مَثل اعطاه يسوع بالجواب.‏

      ‏‹‏سماع الكلمة›‏

      ٥ (‏أ)‏ اية انواع مختلفة من التربة ذكرها يسوع في احد امثاله؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمثِّل البذار والتربة في مَثل يسوع؟‏

      ٥ اعطى يسوع مَثلا عن زارع يزرع البذار.‏ وهذا المَثل مسجَّل في اناجيل متى،‏ مرقس،‏ ولوقا.‏ (‏متى ١٣:‏١-‏٩،‏ ١٨-‏٢٣؛‏ مرقس ٤:‏١-‏٩،‏ ١٤-‏٢٠؛‏ لوقا ٨:‏٤-‏٨،‏ ١١-‏١٥‏)‏ يلاحظ الذي يقرأ هذه الروايات ان الامر البارز في المَثل هو ان النوع نفسه من البذار يسقط على انواع مختلفة من التربة،‏ مما يؤدي الى نتائج مختلفة.‏ فالنوع الاول من التربة قاسٍ،‏ الثاني ليس له عمق،‏ والثالث تكسوه الاشواك.‏ أما النوع الرابع،‏ بعكس الانواع الثلاثة الاخرى،‏ فهو «جيد» و «صالح».‏ وكما اوضح يسوع،‏ البذار هو رسالة الملكوت الموجودة في كلمة اللّٰه،‏ والتربة تمثِّل اشخاصا لديهم نوعيات مختلفة من القلوب.‏ ورغم ان الاشخاص الذين تمثِّلهم انواع التربة المختلفة لديهم اشياء مشتركة،‏ فإن الممثَّلين بالتربة الجيدة لديهم صفات تميّزهم من الباقين.‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف يختلف النوع الرابع من التربة في مَثل يسوع عن الانواع الثلاثة الاخرى،‏ وماذا يعني ذلك؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر هو ضروري لإظهار الاحتمال كتلاميذ للمسيح؟‏

      ٦ تُظهِر الرواية في لوقا ٨:‏١٢-‏١٥ انه في الحالات الاربع جميعها،‏ ‹يسمع الاشخاص الكلمة›.‏ لكنَّ الذين لديهم «قلب جيد وصالح» لا يكتفون ‹بسماع الكلمة›.‏ فهم «يحفظونها ويُثمِرون بالاحتمال».‏ فالتربة الجيدة والصالحة طريّة وعميقة،‏ مما يسمح لجذور البذار بأن تنغرس عميقا.‏ ونتيجة لذلك،‏ يُفرِخ البذار ويُنتِج الثمر.‏ (‏لوقا ٨:‏٨‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يفهم ذوو القلوب الجيدة كلمة اللّٰه،‏ يقدِّرونها،‏ وينهمكون فيها.‏ (‏روما ١٠:‏١٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٧‏)‏ فتبقى كلمة اللّٰه فيهم.‏ وهكذا،‏ يُثمِرون بالاحتمال.‏ لذلك فإن التقدير العميق لكلمة اللّٰه ضروري لإظهار الاحتمال كتلاميذ للمسيح.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏)‏ ولكن كيف يمكننا تنمية هذا التقدير العميق لكلمة اللّٰه؟‏

      نوعية القلب والتأمل العميق

      ٧ بأيّ امر يرتبط القلب الصالح ارتباطا وثيقا؟‏

      ٧ لاحظ بأيّ امر يربط الكتاب المقدس تكرارا القلب الجيد والصالح.‏ «قلب الصدِّيق يتفكر [‏‏«يتأمل»،‏ ع‌ج‏] بالجواب».‏ (‏امثال ١٥:‏٢٨‏)‏ «لتكن اقوال فمي وفكر [‏‏«تأمل»،‏ ع‌ج‏] قلبي مرضية امامك يا رب».‏ (‏مزمور ١٩:‏١٤‏)‏ «لهج [‏‏«تأمل»،‏ ع‌ج‏] قلبي فهم».‏ —‏ مزمور ٤٩:‏٣‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ ماذا ينبغي ان نتجنب عندما نقرأ الكتاب المقدس،‏ وماذا ينبغي ان نفعل؟‏ (‏ب)‏ اية فوائد نستمدها من التأمل بروح الصلاة في كلمة اللّٰه؟‏ (‏اشمل الاطار «مثبَّتون في الحق».‏)‏

      ٨ ككتبة الكتاب المقدس هؤلاء،‏ نحن ايضا يلزم ان نتأمل بتقدير وبروح الصلاة في كلمة اللّٰه وأعماله.‏ فعندما نقرأ الكتاب المقدس او المطبوعات المؤسسة عليه،‏ لا يجب ان نكون كالسيّاح المستعجلين الذين يُسرِعون من موقع الى آخر ويصوِّرون كل شيء دون ان يستمتعوا إلا بالقليل من المناظر.‏ بدلا من ذلك،‏ يجب ان نتوقف خلال درسنا الكتاب المقدس للتمتع «بالمناظر»،‏ اذا جاز التعبير.‏b وإذ نتأمل بهدوء في ما نقرأه،‏ تؤثر كلمة اللّٰه في قلبنا.‏ فتحرِّك مشاعرنا وتصوغ تفكيرنا.‏ كما انها تدفعنا الى البوح بمكنونات قلبنا في الصلاة الى اللّٰه.‏ وهكذا،‏ تقوى علاقتنا بيهوه،‏ وتدفعنا محبتنا له الى الاستمرار في اتِّباع يسوع حتى في اصعب الظروف.‏ (‏متى ١٠:‏٢٢‏)‏ فمن الواضح ان التأمل في ما يقوله اللّٰه ضروري اذا اردنا ان نبقى امناء الى النهاية.‏ —‏ لوقا ٢١:‏١٩‏.‏

      ٩ كيف يمكننا التأكد من بقاء قلبنا متجاوبا مع كلمة اللّٰه؟‏

      ٩ يُظهِر مَثل يسوع ايضا ان هنالك عقبات في طريق نمو البذار،‏ كلمة اللّٰه.‏ لذلك للبقاء تلاميذ امناء،‏ يحسن بنا (‏١)‏ ان نحدِّد العقبات التي تمثِّلها نوعية التربة غير الصالحة المذكورة في المَثل و (‏٢)‏ ان نتَّخذ الخطوات لتخطيها او تجنبها.‏ وبهذه الطريقة،‏ نتأكد من بقاء قلبنا متجاوبا مع بذار الملكوت ومُثمِرا.‏

      ‏«على جانب الطريق» —‏ الاشخاص المشغولون

      ١٠ ما هو اول نوع من التربة في مَثل يسوع،‏ وماذا يمثِّل؟‏

      ١٠ اول نوع من التربة يقع عليه البذار هو الذي «على جانب الطريق»،‏ حيث ‹يُداس› البذار.‏ (‏لوقا ٨:‏٥‏)‏ ان التربة التي على جانب طريقٍ يمرّ عبر حقلِ زرع تكون مرصوصة لأن الكثير من العابرين يطأونها.‏ (‏مرقس ٢:‏٢٣‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يسمح كثيرون لنمط الحياة الملآن بالاشغال في هذا العالم بأن يستنفد الكثير من وقتهم وطاقتهم بلا لزوم.‏ فيصيرون مشغولين اكثر من ان ينموا التقدير العميق لكلمة اللّٰه.‏ فهم يسمعونها،‏ لكنهم لا يتأملون فيها.‏ لذلك تبقى قلوبهم غير متجاوبة.‏ وقبل ان ينمّوا المحبة لها،‏ «يأتي ابليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا».‏ (‏لوقا ٨:‏١٢‏)‏ فهل يمكن الحؤول دون ذلك؟‏

      ١١ كيف يمكن ان نحول دون صيرورة قلبنا كالتربة القاسية؟‏

      ١١ يمكننا فعل الكثير لنحول دون صيرورة قلبنا كالتربة غير المثمرة على جانب الطريق.‏ فالتربة المرصوصة والقاسية يمكن ان تصير طرية ومثمرة اذا حُرثَت ولم يعُد يطأها احد.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن تخصيص الوقت لدرس كلمة اللّٰه والتأمل فيها يجعل القلب يصير كالتربة الجيدة المثمرة.‏ والمفتاح هو عدم السماح لأنفسنا بالانشغال اكثر من اللازم بأمور الحياة اليومية.‏ (‏لوقا ١٢:‏١٣-‏١٥‏)‏ بدلا من ذلك،‏ لنحرص على تخصيص الوقت للتأمل في «الامور الاكثر اهمية» في الحياة.‏ —‏ فيلبي ١:‏٩-‏١١‏.‏

      ‏«على الصخر» —‏ الاشخاص الخائفون

      ١٢ ما هو السبب الحقيقي الذي يجعل النبتة الصغيرة تيبس في النوع الثاني من التربة المذكور في مَثل يسوع؟‏

      ١٢ عندما يقع البذار على النوع الثاني من التربة،‏ لا يبقى فوقها،‏ كما في الحالة الاولى.‏ بل يكون له اصل ويُفرِخ.‏ وعندما تشرق الشمس،‏ تلفحه حرارتها فييبس.‏ ولكن هنالك امر مهمّ:‏ الحر ليس السبب الحقيقي الذي يجعل النبتة الصغيرة تيبس.‏ فالنبتة في التربة الجيدة تتعرض ايضا للشمس،‏ لكنها لا تيبس،‏ بل تنمو.‏ فما الفرق؟‏ يوضح يسوع ان هذه النبتة الصغيرة تيبس لأنه «لم يكن لها عمق تربة» ولا «رطوبة».‏ (‏متى ١٣:‏٥،‏ ٦؛‏ لوقا ٨:‏٦‏)‏ ‹فالصخر› تحت طبقة التربة العليا يمنع البذار من مدّ جذوره عميقا ليصير راسخا ويحصل على كمية كافية من الرطوبة.‏ فتيبس النبتة الصغيرة لأن التربة ليست عميقة.‏

      ١٣ ايّ نوع من الاشخاص هم كالتربة التي ليس لها عمق،‏ وما هو السبب الحقيقي لتصرفهم؟‏

      ١٣ يشير هذا الجزء من المَثل الى الاشخاص الذين «يقبلون الكلمة بفرح» ويتبعون يسوع بغيرة «الى حين».‏ (‏لوقا ٨:‏١٣‏)‏ ولكن عندما يتعرضون لشمس ‹الضيق او الاضطهاد› الحارقة،‏ يخافون كثيرا بحيث يخسرون فرحهم وقوّتهم ويتوقفون عن اتِّباع المسيح.‏ (‏متى ١٣:‏٢١‏)‏ إلا ان الاضطهاد ليس السبب الحقيقي لخوفهم.‏ فملايين من تلاميذ المسيح يحتملون مختلف انواع الضيقات،‏ ومع ذلك يبقون امناء.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏٤؛‏ ٧:‏٥‏)‏ فالسبب الحقيقي لخوف البعض وهجرهم الحق هو ان نوعية قلبهم المتحجرة تمنعهم من التأمل بعمق في الامور البنّاءة والروحية.‏ لذلك يكون تقديرهم ليهوه ولكلمته سطحيا جدا وضعيفا جدا بحيث لا يتمكنون من الصمود في وجه المقاومة.‏ فكيف يمكن للمرء ان يحول دون هذه النتيجة؟‏

      ١٤ اية خطوات ينبغي ان يتَّخذها المرء ليحول دون ان يصير قلبه كالتربة التي ليس لها عمق؟‏

      ١٤ يجب ان يحرص الشخص ألا تتأصل في قلبه عقبات كالصخر.‏ وتشمل هذه العقبات امورا مثل إضمار الضغينة،‏ الانانية غير الظاهرة،‏ او ما شابه من مشاعر الاستياء المخفية.‏ وإذا كانت عوائق كهذه موجودة،‏ يمكن لتأثير كلمة اللّٰه ان يزيلها.‏ (‏ارميا ٢٣:‏٢٩؛‏ افسس ٤:‏٢٢؛‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ بعد ذلك،‏ سيساعد التأمل بروح الصلاة على «غرس الكلمة» عميقا في قلب الشخص.‏ (‏يعقوب ١:‏٢١‏)‏ وهذا ما يزوِّده بالقدرة على الاحتمال في اوقات التثبط وبالشجاعة للبقاء امينا رغم المحن.‏

      ‏«بين الشوك» —‏ الاشخاص المنقسمو القلب

      ١٥ (‏أ)‏ لماذا يستحق النوع الثالث من التربة الذي ذكره يسوع انتباهنا بشكل خصوصي؟‏ (‏ب)‏ ماذا يحدث في النهاية في النوع الثالث من التربة،‏ ولماذا؟‏

      ١٥ ان النوع الثالث من التربة،‏ الذي ينمو فيه الشوك،‏ يستحق انتباهنا بشكل خصوصي لأنه يشبه التربة الجيدة في بعض النواحي.‏ فكالتربة الجيدة،‏ تسمح التربة التي ينمو فيها الشوك للبذار بأن يتأصل ويُفرِخ.‏ وفي البداية،‏ لا يكون هنالك فرق في نمو النبتة الصغيرة في هذين النوعين من التربة.‏ ولكن بمرور الوقت،‏ يحدث شيء يخنق النبتة.‏ فبعكس التربة الجيدة،‏ تصير هذه التربة مكسوة بالاشواك.‏ وإذ تظهر النبتة الصغيرة من التراب،‏ تنافسها ‹الاشواك التي تنمو معها›.‏ ولفترة قصيرة،‏ تتنافس الاشواك والنبتة على الغذاء،‏ النور،‏ والمساحة.‏ ولكن في النهاية،‏ تتفوق الاشواك على النبتة ‹وتخنقها›.‏ —‏ لوقا ٨:‏٧‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ ايّ اشخاص يشبهون التربة التي ينمو فيها الشوك؟‏ (‏ب)‏ ماذا تمثِّل الاشواك،‏ كما يرد في روايات الاناجيل الثلاث؟‏ —‏ انظروا الحاشية.‏

      ١٦ ايّ نوع من الاشخاص يشبه التربة التي ينمو فيها الشوك؟‏ يوضح يسوع انهم «الذين سمعوا،‏ ولكن إذ تجرفهم هموم وغنى ولذات الحياة،‏ يختنقون كليا ولا يأتون بشيء تام النمو».‏ (‏لوقا ٨:‏١٤‏)‏ فتماما كما ينمو البذار والاشواك معا في التربة،‏ يحاول البعض تخصيص الوقت لكلمة اللّٰه ‹وللذات الحياة› في الوقت نفسه.‏ فحق كلمة اللّٰه مزروع في قلوبهم،‏ لكنَّ المساعي الاخرى تنافسه وتحاول استئثار اهتمامهم،‏ مما يؤدي الى انقسام قلوبهم المجازية.‏ (‏لوقا ٩:‏٥٧-‏٦٢‏)‏ وهذا ما يمنعهم من تخصيص وقت كافٍ للتأمل ذي المغزى بروح الصلاة في كلمة اللّٰه.‏ فلا يتمكنون من استيعاب كلمة اللّٰه كاملا ولذلك لا ينمّون التقدير العميق اللازم للاحتمال.‏ وتدريجيا،‏ تتفوق المساعي غير الروحية على الاهتمامات الروحية حتى ‹تخنقها كليّا›.‏c فيا لها من نهاية مؤسفة للذين لا يحبون يهوه بكل قلبهم!‏ —‏ متى ٦:‏٢٤؛‏ ٢٢:‏٣٧‏.‏

      ١٧ اية اختيارات يجب ان نقوم بها في الحياة لئلا تخنقنا الاشواك المجازية المذكورة في مَثل يسوع؟‏

      ١٧ يمكننا تجنب الاختناق بالمعاناة واللذّات في هذا العالم بإعطاء الاولوية للامور الروحية بدلا من الامور المادية.‏ (‏متى ٦:‏٣١-‏٣٣؛‏ لوقا ٢١:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ فلا ينبغي ان نهمل قراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه.‏ ويمكننا ايجاد وقت اكبر للتأمل العميق بروح الصلاة اذا بسّطنا حياتنا قدر الامكان.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏٨‏)‏ ويهوه يبارك خدامه الذين يفعلون ذلك —‏ الذين،‏ اذا جاز التعبير،‏ قلعوا الاشواك من التربة لمنح النبتة المثمرة المزيد من الغذاء والنور والمساحة.‏ تقول ساندرا البالغة من عمرها ٢٦ سنة:‏ «عندما اتأمل في البركات التي نلتها في الحق،‏ ادرك ان العالم لا يمكن ان يقدِّم ايّ شيء يضاهيها!‏».‏ —‏ مزمور ٨٤:‏١١‏.‏

      ١٨ كيف يمكننا ان نثبت في كلمة اللّٰه ونحتمل كمسيحيين؟‏

      ١٨ اذًا،‏ من الواضح اننا جميعا،‏ الصغار والكبار،‏ سنثبت في كلمة اللّٰه ونحتمل كتلاميذ للمسيح ما دامت كلمة اللّٰه باقية فينا.‏ لذلك لنحرص ألا تصير تربة قلبنا المجازي قاسية،‏ بلا عمق،‏ او مكسوة بالاشواك،‏ بل ان تبقى طرية وعميقة.‏ وبهذه الطريقة،‏ نتمكن من الانهماك في كلمة اللّٰه كاملا و ‹الاثمار بالاحتمال›.‏ —‏ لوقا ٨:‏١٥‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a سنعالج في هذه المقالة اول مطلب من هذه المطالب.‏ وسيُناقَش المطلبان الآخران في المقالتَين التاليتَين.‏

      b للتأمل بروح الصلاة في جزء قرأتَه من الكتاب المقدس،‏ بإمكانك ان تسأل نفسك مثلا:‏ ‹هل يُظهِر صفة او اكثر من صفات يهوه؟‏ كيف يرتبط بمحور الكتاب المقدس؟‏ كيف اطبِّقه في حياتي او استخدمه لمساعدة الآخرين؟‏›.‏

      c كما يرد في روايات الاناجيل الثلاث لمَثل يسوع،‏ يُخنَق البذار بالمعاناة واللذّات في هذا العالم:‏ «هموم نظام الاشياء هذا»،‏ «قوة الغنى الخادعة»،‏ «شهوات باقي الاشياء»،‏ و «لذات الحياة».‏ —‏ مرقس ٤:‏١٩؛‏ متى ١٣:‏٢٢؛‏ لوقا ٨:‏١٤؛‏ ارميا ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

  • ‏‹ليكن لكم محبة بعضا لبعض›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏‹ليكن لكم محبة بعضا لبعض›‏

      ‏«بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي،‏ إنْ كان لكم محبة بعضا لبعض».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٥‏.‏

      ١ اية صفة شدَّد عليها يسوع قبيل موته؟‏

      ‏«يا اولادي الصغار».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٣‏)‏ بهذه الكلمات الرقيقة،‏ خاطب يسوع رسله في الليلة التي سبقت موته.‏ ولا يرِدُ في روايات الاناجيل ان يسوع استخدم قبلا هذه الكلمات الرقيقة في التحدث مع تلاميذه.‏ ولكنه اندفع في تلك الليلة الخصوصية الى استخدام هذه الكلمات الحنونة للتعبير عن المحبة العميقة التي يكنها لأتباعه.‏ وقد تحدث يسوع عن المحبة في تلك الليلة نحو ٣٠ مرة.‏ فلماذا شدَّد كثيرا على هذه الصفة؟‏

      ٢ لماذا إظهار المحبة مهمّ جدا للمسيحيين؟‏

      ٢ اوضح يسوع لماذا المحبة مهمة الى هذا الحد،‏ قائلا:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي،‏ إنْ كان لكم محبة بعضا لبعض».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥؛‏ ١٥:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ ان كون المرء من أتباع المسيح يرتبط ارتباطا وثيقا بإظهار المحبة الاخوية.‏ فهوية المسيحيين الحقيقيين لا تُحدَّد بلباس متميِّز او بعادات غريبة،‏ بل بالمحبة الحارّة والرقيقة التي يُظهِرونها واحدهم للآخر.‏ وامتلاك هذا النوع الرائع من المحبة هو المطلب الثاني من المطالب الثلاثة الرئيسية المذكورة في بداية المقالة السابقة والتي يجب ان يبلغها تلميذ المسيح.‏ فماذا يساعدنا على الاستمرار في بلوغ هذا المطلب؟‏

      ‏‹المضي في ذلك على ازدياد›‏

      ٣ ايّ حض يتعلق بالمحبة قدَّمه الرسول بولس؟‏

      ٣ يمكن ملاحظة هذه المحبة البارزة بين تلاميذ المسيح الحقيقيين اليوم،‏ تماما كما امكن ملاحظتها بين أتباع المسيح في القرن الاول.‏ كتب الرسول بولس الى المسيحيين في القرن الاول:‏ «من جهة المحبة الاخوية،‏ فلا حاجة لكم ان نكتب اليكم عنها،‏ لأنكم انفسكم متعلّمون من اللّٰه ان يحب بعضكم بعضا؛‏ وإنكم تفعلون ذلك لجميع الاخوة».‏ رغم ذلك،‏ اضاف بولس:‏ «نحثكم .‏ .‏ .‏ ان تمضوا في ذلك على ازدياد».‏ (‏١ تسالونيكي ٣:‏١٢؛‏ ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ نحن ايضا يجب ان نصغي الى حضّ بولس ونحاول ان نمضي في محبة واحدنا الآخر «على ازدياد».‏

      ٤ بمَن ينبغي ان نهتم اهتماما خصوصيا،‏ كما قال بولس ويسوع؟‏

      ٤ في الرسالة الموحى بها نفسها،‏ شجَّع بولس رفقاءه المؤمنين ان ‹يعزّوا النفوس المكتئبة› و ‹يدعموا الضعفاء›.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ وفي مناسبة اخرى،‏ ذكَّر المسيحيين انه ‹يجب على الاقوياء ان يتحملوا ضعفات غير الاقوياء›.‏ (‏روما ١٥:‏١‏)‏ قدَّم يسوع ايضا الارشاد حول مساعدة الضعفاء.‏ فبعدما تنبأ بأن بطرس سيتركه في ليلة اعتقاله،‏ قال له:‏ «متى عدتَ،‏ قوِّ اخوتك».‏ لماذا؟‏ لأنهم سيكونون هم ايضا قد تركوا يسوع وسيحتاجون الى المساعدة.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وهكذا فإن كلمة اللّٰه توصينا بأن تشمل محبتنا الضعفاء روحيا الذين توقفوا عن معاشرة الجماعة المسيحية.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١٢‏)‏ فلماذا ينبغي ان نفعل ذلك؟‏ نجد الجواب في مَثلَين من واقع الحياة قدَّمهما يسوع.‏

      خروف ضائع ودرهم ضائع

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ايّ مَثلَين موجزَين قدَّمهما يسوع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يكشف هذان المَثلان عن يهوه؟‏

      ٥ ليعلِّم يسوع مستمعيه نظرة يهوه الى الضالّين،‏ اعطى مَثلَين موجزَين.‏ وكان احدهما عن راعٍ.‏ قال يسوع:‏ «ايّ انسان منكم له مئة خروف وأضاع واحدا منها،‏ لا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضائع حتى يجده؟‏ وعندما يجده يضعه على كتفيه فرِحا.‏ وإذ يصل الى بيته يجمع اصدقاءه وجيرانه،‏ قائلا لهم:‏ ‹افرحوا معي،‏ لأني وجدت خروفي الضائع›.‏ اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارًّا لا يحتاجون الى التوبة».‏ —‏ لوقا ١٥:‏٤-‏٧‏.‏

      ٦ كان المثل الثاني عن امرأة.‏ قال يسوع:‏ «ايّ امرأة لها عشرة دراهم،‏ اذا اضاعت درهما واحدا،‏ لا توقد سراجا وتكنس بيتها وتبحث باعتناء حتى تجده؟‏ وعندما تجده تجمع صديقاتها وجاراتها،‏ قائلة:‏ ‹افرحن معي،‏ لأني وجدت الدرهم الذي اضعته›.‏ اقول لكم:‏ هكذا يكون فرح بين ملائكة اللّٰه بخاطئ واحد يتوب».‏ —‏ لوقا ١٥:‏٨-‏١٠‏.‏

      ٧ ايّ درسَين نتعلمهما من المَثلَين عن الخروف الضائع والدرهم الضائع؟‏

      ٧ ماذا نتعلم من هذَين المَثلَين الموجزَين؟‏ انهما يُظهِران لنا (‏١)‏ كيف ينبغي ان نشعر حيال الذين صاروا ضعفاء و (‏٢)‏ ماذا ينبغي ان نفعل لمساعدتهم.‏ فلنعالج هاتَين النقطتَين.‏

      ضائعون ولكن اعزّاء

      ٨ (‏أ)‏ ماذا كان ردّ فعل الراعي والمرأة لخسارتهما؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُخبرنا ردّ فعلهما عن نظرتهما الى ما فقداه؟‏

      ٨ في المَثلَين كليهما حدثت خسارة:‏ خروف ودرهم.‏ ولكن لاحظ ردّ فعل صاحبهما.‏ لم يقُل الراعي:‏ ‹ما قيمة خروف واحد مقابل الـ‍ ٩٩ التي لا ازال املكها؟‏ فأنا لست بحاجة اليه›.‏ ولم تقُل المرأة:‏ ‹لماذا اهتم بالدرهم؟‏ تكفيني التسعة التي معي›.‏ بدلا من ذلك،‏ بحث الراعي عن خروفه الضائع كما لو انه الخروف الوحيد الذي لديه.‏ وشعرت المرأة بخسارة درهمها كما لو انها لم تكن تملك دراهم اخرى.‏ ففي الحالتَين كلتَيهما،‏ بقي ما فُقد عزيزا في نظر صاحبه.‏ فماذا يوضح ذلك؟‏

      ٩ ماذا يُظهِر اهتمام الراعي والمرأة؟‏

      ٩ لاحظ كيف اختتم يسوع كلامه في الحالتَين كلتَيهما:‏ «هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب» و «هكذا يكون فرح بين ملائكة اللّٰه بخاطئ واحد يتوب».‏ ان اهتمام الراعي والمرأة يعكس،‏ الى حد ما،‏ مشاعر يهوه ومخلوقاته السماوية.‏ فكما بقي ما ضاع عزيزا في عينَي الراعي والمرأة،‏ يبقى الذين انجرفوا بعيدا وتوقفوا عن معاشرة شعب اللّٰه اعزاء في عينَي يهوه.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣‏)‏ فرغم ان هؤلاء الاشخاص ضعفاء روحيا،‏ فهم ليسوا بالضرورة متمردين.‏ ورغم ضعفهم،‏ لا يزالون الى حدّ ما يطبِّقون مطالب يهوه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٧٦؛‏ اعمال ١٥:‏٢٩‏)‏ لذلك فإن يهوه،‏ كما فعل في الماضي،‏ لا يُسرِع في «طرحهم عن وجهه».‏ —‏ ٢ ملوك ١٣:‏٢٣‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف يجب ان نعتبر الذين انجرفوا بعيدا عن الجماعة؟‏ (‏ب)‏ بحسب مَثلَي يسوع،‏ كيف يمكننا التعبير لهم عن مشاعر الاهتمام؟‏

      ١٠ مثْل يهوه ويسوع،‏ نحن ايضا نهتم كثيرا بالضعفاء والضائعين الذين كانوا قبلا في الجماعة المسيحية.‏ (‏حزقيال ٣٤:‏١٦؛‏ لوقا ١٩:‏١٠‏)‏ فنحن نعتبر الشخص الضعيف روحيا خروفا ضائعا،‏ وليس شخصا لا امل في مساعدته.‏ ولا نفكر:‏ ‹لماذا اهتم بشخص ضعيف؟‏ فالجماعة ليست بحاجة اليه›.‏ بدلا من ذلك،‏ نحن نعتبر الذين انجرفوا بعيدا ويريدون العودة اعزاء،‏ تماما كما يعتبرهم يهوه.‏

      ١١ ولكن كيف نعبِّر عن مشاعر الاهتمام؟‏ يُظهِر مَثلَا يسوع اننا نفعل ذلك عندما (‏١)‏ نأخذ المبادرة،‏ (‏٢)‏ نكون مترفقين،‏ و (‏٣)‏ نبذل جهدا جديّا.‏ فلنعالج هذه النواحي واحدة فواحدة.‏

      لنأخذ المبادرة

      ١٢ ماذا تُظهِر لنا الكلمات «يذهب لأجل الضائع» عن موقف الراعي؟‏

      ١٢ في اول مَثل،‏ يقول يسوع ان الراعي «يذهب لأجل الضائع».‏ فالراعي يأخذ المبادرة ويبذل جهدا عمديا لإيجاد الخروف المفقود.‏ ولا تعيقه الصعوبات والمخاطر والمسافة،‏ لكنه يثابر «حتى يجده».‏ —‏ لوقا ١٥:‏٤‏.‏

      ١٣ كيف تجاوب اثنان من الرجال الامناء في الماضي مع حاجات الضعفاء،‏ وكيف يمكننا الاقتداء بمثالَيهما؟‏

      ١٣ على نحو مماثل،‏ غالبا ما تتطلب مساعدة شخص يحتاج الى التشجيع ان يأخذ الاقوى المبادرة.‏ وهذا ما ادركه الرجال الامناء في الماضي.‏ مثلا،‏ عندما لاحظ يوناثان،‏ ابن الملك شاول،‏ ان صديقه الحميم داود بحاجة الى التشجيع،‏ ‹قام وذهب اليه الى الغاب وشدّد يده باللّٰه›.‏ (‏١ صموئيل ٢٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ بعد قرون،‏ عندما رأى الوالي نحميا بعض إخوته اليهود متثبطين،‏ ‹قام› وشجَّعهم ان ‹يذكروا يهوه›.‏ (‏نحميا ٤:‏١٤‏)‏ اليوم ايضا،‏ يجب ان ‹نقوم› —‏ ان نأخذ المبادرة —‏ لتقوية الضعفاء.‏ ولكن مَن في الجماعة ينبغي ان يقوم بذلك؟‏

      ١٤ مَن في الجماعة المسيحية ينبغي ان يقدِّم المساعدة للضعفاء؟‏

      ١٤ تقع على عاتق الشيوخ المسيحيين خصوصا المسؤولية ان ‹يشدِّدوا الايادي المسترخية ويثبِّتوا الرُّكَب المرتعشة› وأن ‹يقولوا لخائفي القلوب تشدَّدوا لا تخافوا›.‏ (‏اشعياء ٣٥:‏٣،‏ ٤؛‏ ١ بطرس ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ لكنَّ حضّ بولس الذي يوصي ‹بتعزية النفوس المكتئبة ودعم الضعفاء› لم يُعطَ للشيوخ فقط.‏ فقد كانت كلماته موجَّهة الى «جماعة التسالونيكيين» بأكملها.‏ (‏١ تسالونيكي ١:‏١؛‏ ٥:‏١٤‏)‏ لذلك فإن تقديم المساعدة للضعفاء هو تعيين لكل المسيحيين.‏ فكالراعي في المَثل،‏ ينبغي ان يندفع كل مسيحي ان «يذهب لأجل الضائع».‏ ومن المؤكد ان التعاون مع الشيوخ يجعل المساعدة المقدّمة اكثر فعّالية.‏ فهل يمكنك اتِّخاذ الخطوات لمساعدة شخص ضعيف في جماعتك؟‏

      لنكن مترفقين

      ١٥ ما السبب وراء تصرف الراعي؟‏

      ١٥ ماذا يفعل الراعي عندما يجد اخيرا الخروف الضائع؟‏ «يضعه على كتفيه».‏ (‏لوقا ١٥:‏٥‏)‏ وكم هذا مؤثر وفعّال!‏ فقد يكون الخروف قد تاه اياما وليالي في منطقة لا يعرفها،‏ حتى انه ربما تعرّض لمطاردة الاسُود.‏ (‏ايوب ٣٨:‏٣٩،‏ ٤٠‏)‏ ولا شك ان قلة الطعام اضعفته.‏ وهو اضعف من ان يتغلب بقوته الخاصة على العقبات التي سيواجهها في طريق العودة الى الحظيرة.‏ لذلك ينحني الراعي،‏ يرفعه برفق،‏ ويحمله متخطيا كل العقبات في طريق العودة الى القطيع.‏ فكيف يمكننا الاقتداء بالاهتمام الذي يُظهِره الراعي؟‏

      ١٦ لماذا ينبغي ان نقتدي بالرقة التي اظهرها الراعي للخروف الضال؟‏

      ١٦ قد يكون الشخص الذي توقف عن معاشرة الجماعة منهَكا روحيا.‏ فكالخروف الذي ابتعد عن الراعي،‏ لربما تاه هذا الشخص في هذا العالم العدائي.‏ وبدون الحماية التي تزوِّدها الحظيرة،‏ الجماعة المسيحية،‏ يتعرض اكثر لهجمات ابليس الذي «يجول كأسد زائر،‏ وهو يطلب ان يلتهم احدا».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ إضافة الى ذلك،‏ فقد اضعفته قلة الطعام الروحي.‏ وهو على الارجح اضعف من ان يتخطى وحده العقبات التي ستواجهه في رحلة العودة الى الجماعة.‏ لذلك يجب ان ننحني،‏ اذا جاز التعبير،‏ نرفعه برفق،‏ ونحمله لنعيده.‏ (‏غلاطية ٦:‏٢‏)‏ فكيف يمكننا فعل ذلك؟‏

      ١٧ كيف يمكننا الاقتداء بالرسول بولس عندما نزور شخصا ضعيفا؟‏

      ١٧ قال الرسول بولس:‏ «مَن يضعف وأنا لا اضعف معه».‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٢٩‏،‏ الترجمة العربية الجديدة؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٢‏)‏ كان بولس يتعاطف مع الناس،‏ بمَن فيهم الضعفاء.‏ نحن ايضا يجب ان نُعرِب عن تعاطف مماثل مع الضعفاء.‏ فعندما نزور مسيحيا ضعيفا روحيا،‏ يجب ان نؤكد له انه عزيز في عينَي يهوه وأن رفقاءه الشهود يفتقدونه كثيرا.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏١٧‏)‏ ويجب ان نجعله يعرف انهم مستعدون لدعمه وليكونوا له ‹اخا يولد للشدة›.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧؛‏ مزمور ٣٤:‏١٨‏)‏ وتعابيرنا المخلصة قد ترفعه تدريجيا برفق الى ان يتمكن من العودة الى القطيع.‏ وماذا ينبغي ان نفعل بعد ذلك؟‏ يزوِّدنا مَثل المرأة والدرهم الضائع بالجواب.‏

      لنبذل جهدا جديّا

      ١٨ (‏أ)‏ لماذا لم تيأس المرأة في المَثل؟‏ (‏ب)‏ اية جهود جديّة بذلتها المرأة،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٨ تعرف المرأة التي اضاعت الدرهم ان وضعها صعب ولكن ليس ميؤوسا منه.‏ فلو وقع الدرهم في حقل فيه اشجار كثيفة او في بحيرة وحِلة عميقة،‏ لكانت على الارجح قطعت الامل في ايجاده.‏ ولكن بما انها تعرف ان الدرهم موجود دون شك في مكان ما في بيتها وأن بإمكانها ايجاده،‏ فهي تبدأ ببحث شامل وجديّ.‏ (‏لوقا ١٥:‏٨‏)‏ اولا،‏ توقد سراجا ليضيء بيتها المظلم.‏ ثم تكنس الارض،‏ آملة ان تسمع صوت رنين الدرهم.‏ وأخيرا،‏ تبحث في كل زاوية حتى يومض الدرهم الفضي على ضوء المصباح.‏ لقد اثمر جهد المرأة الجديّ!‏

      ١٩ ايّ درس حول مساعدة الضعفاء نتعلمه من تصرفات المرأة في مَثل الدرهم الضائع؟‏

      ١٩ يذكِّرنا هذا التفصيل في المَثل ان واجب مساعدة المسيحيين الضعفاء الذي توصينا به الاسفار المقدسة هو ضمن امكانياتنا.‏ رغم ذلك،‏ فهو يتطلب بذل الجهد.‏ قال الرسول بولس للشيوخ في افسس:‏ «بمثْل هذا الكدّ لا بد ان تعضدوا الضعفاء».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥أ‏)‏ فالمرأة لم تجد الدرهم بالتفتيش في بيتها بشكل عشوائي وعرَضي.‏ لكنها نجحت لأنها بحثت بانتظام ‹حتى وجدته›.‏ وعلى نحو مماثل،‏ عندما نحاول ردّ شخص ضعيف روحيا،‏ يجب ان نبذل جهدا جديّا ذا هدف.‏ فماذا يمكننا ان نفعل؟‏

      ٢٠ ماذا يمكن فعله لمساعدة الضعفاء؟‏

      ٢٠ كيف يمكننا مساعدة شخص ضعيف على بناء الايمان والتقدير؟‏ ربما يلزم عقد درس في الكتاب المقدس معه بواسطة احدى المطبوعات المسيحية الملائمة.‏ فهذا الامر يتيح لنا مساعدته بطريقة نظامية وشاملة.‏ وناظر الخدمة هو على الارجح افضل شخص يعيِّن مَن سيزوِّد المساعدة اللازمة.‏ وقد يقترح اية مواضيع يمكن درسها وأية مطبوعات تفيده اكثر.‏ وكما استخدمت المرأة في المَثل ادوات مساعِدة لإنجاز مهمتها،‏ لدينا اليوم ايضا ادوات تساعدنا على إنجاز مسؤوليتنا المعطاة من اللّٰه ان نساعد الضعفاء.‏ وستكون اثنتان من ادواتنا،‏ او مطبوعاتنا،‏ الجديدة مساعِدة كثيرا في هذا المجال.‏ وهاتان الاداتان هما كتاب اعبدوا الاله الحق الوحيد وكتاب اقترب الى يهوه.‏a

      ٢١ كيف تجلب مساعدة الضعفاء الفوائد للجميع؟‏

      ٢١ تجلب مساعدة الضعفاء الفوائد للجميع.‏ فالذي تجري مساعدته يتمتع بفرح الاتِّحاد من جديد بأصدقاء حقيقيين.‏ ونتمتع نحن بالفرح الغامر الذي لا ينتج إلا عن العطاء.‏ (‏لوقا ١٥:‏٦،‏ ٩؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٥ب‏)‏ كما ان المودة تنمو في الجماعة فيما يهتم كل فرد فيها اهتماما حبيّا بالآخرين.‏ والأهم من ذلك كله،‏ يَنتج الاكرام للرّاعيَين اللذين يهتمان بنا،‏ يهوه ويسوع،‏ اذ يعكس خدّامهما الارضيون رغبتهما في دعم الضعفاء.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٢-‏١٤؛‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏١؛‏ افسس ٥:‏١‏)‏ فيا لها من اسباب وجيهة للاستمرار في ‹محبة بعضنا البعض›!‏

  • ‏«داوموا على حمل ثمر كثير»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏«داوموا على حمل ثمر كثير»‏

      ‏«داوموا على حمل ثمر كثير فتكونوا تلاميذي».‏ —‏ يوحنا ١٥:‏٨‏.‏

      ١ (‏أ)‏ ايّ مطلب ذكره يسوع لرسله ليكونوا تلاميذه؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال ينبغي ان نطرحه على انفسنا؟‏

      صرف يسوع،‏ في الليلة التي سبقت موته،‏ وقتا كبيرا لتشجيع رسله بحديث صريح.‏ وبسبب محبته لأصدقائه الاحماء،‏ استمر يتكلم حتى بعد منتصف الليل.‏ وفي معرض كلامه معهم،‏ ذكَّرهم بأحد المطالب التي يجب ان يبلغوها ليبقوا تلاميذه.‏ قال:‏ «في هذا يتمجد ابي،‏ ان تداوموا على حمل ثمر كثير فتكونوا تلاميذي».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٨‏)‏ فهل نبلغ نحن اليوم هذا المطلب لنكون تلاميذه؟‏ وماذا يعني ان ‹نحمل ثمرا كثيرا›؟‏ لنعرف الجواب،‏ لنعُدْ الى كلماته التي تفوه بها تلك الليلة.‏

      ٢ ايّ مَثل عن الثمر ذكره يسوع في الليلة التي سبقت موته؟‏

      ٢ ان الحضّ على حمل ثمر هو جزء من مَثل ذكره يسوع لرسله.‏ قال:‏ «انا الكرمة الحقة،‏ وأبي هو الفلاح.‏ كل غصن فيّ لا يحمل ثمرا ينزعه،‏ وكل غصن يحمل ثمرا ينقيه،‏ ليحمل ثمرا اكثر.‏ انتم الآن انقياء بسبب الكلمة التي كلمتكم بها.‏ ابقوا في اتحاد بي،‏ وأنا في اتحاد بكم.‏ كما ان الغصن لا يقدر ان يحمل ثمرا من ذاته ما لم يبقَ في الكرمة،‏ كذلك انتم ايضا ما لم تبقوا في اتحاد بي.‏ انا الكرمة،‏ وأنتم الاغصان.‏ .‏ .‏ .‏ في هذا يتمجد ابي،‏ ان تداوموا على حمل ثمر كثير فتكونوا تلاميذي.‏ كما احبني الآب وأنا احببتكم،‏ اثبتوا في محبتي.‏ إنْ حفظتم وصاياي،‏ تثبتون في محبتي».‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١-‏١٠‏.‏

      ٣ ماذا يجب ان يفعل أتباع يسوع ليحملوا ثمرا؟‏

      ٣ في هذا المثل يهوه هو الفلاح،‏ يسوع هو الكرمة،‏ والرسل الذين يخاطبهم يسوع هم الاغصان.‏ وما دام الرسل يحاولون ‹البقاء في اتِّحاد› بيسوع،‏ يحملون ثمرا.‏ وقد اوضح يسوع كيف يمكن للرسل ان ينجحوا في المحافظة على هذا الاتِّحاد المهم،‏ قائلا:‏ «إنْ حفظتم وصاياي،‏ تثبتون في محبتي».‏ ولاحقا،‏ كتب الرسول يوحنا كلمات مماثلة الى الرفقاء المسيحيين،‏ قائلا:‏ «مَن يحفظ وصايا [المسيح] يبقى في اتِّحاد به».‏a (‏١ يوحنا ٢:‏٢٤؛‏ ٣:‏٢٤‏)‏ فبحفظ وصايا المسيح،‏ يبقى أتباعه في اتِّحاد به،‏ وهذا الاتِّحاد بدوره يمكِّنهم من حمل ثمر.‏ فما هو الثمر الذي يجب ان نحمله؟‏

      البحث عن فرص لحمل ثمر اكثر

      ٤ ماذا نتعلم من «نزع» يهوه لكل غصن لا يحمل ثمرا؟‏

      ٤ في مَثل الكرمة،‏ «ينزع»،‏ او يقطع،‏ يهوه الغصن عندما لا يحمل ثمرا.‏ فماذا يوضح ذلك لنا؟‏ لا يوضح لنا انه مطلوب من كل تلاميذ المسيح ان يحملوا ثمرا فحسب،‏ بل ايضا ان الجميع قادرون على ذلك،‏ مهما كانت ظروفهم او حدودهم.‏ فمن المناقض لطرق يهوه الحبية ان «ينزع» تلميذا للمسيح،‏ او يجرِّده من اهليته،‏ لأنه لم يستطع إنجاز شيء يتعدّى امكانياته.‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏١٤؛‏ كولوسي ٣:‏٢٣؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف يدلّ مَثل يسوع انه بإمكاننا حمل ثمر اكثر؟‏ (‏ب)‏ ايّ نوعَين من الثمر سنتكلم عنهما؟‏

      ٥ يُظهِر ايضا مَثل يسوع عن الكرمة انه يجب ان نبحث عن فرص لزيادة نشاطاتنا كتلاميذ،‏ حسبما تسمح لنا ظروفنا.‏ يقول يسوع:‏ «كل غصن فيّ لا يحمل ثمرا ينزعه،‏ وكل غصن يحمل ثمرا ينقيه،‏ ليحمل ثمرا اكثر».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٢‏)‏ وفي اواخر المَثل،‏ يحثّ يسوع أتباعه على حمل ‏«ثمر كثير».‏ (‏العدد ٨‏)‏ فماذا يعني ذلك؟‏ كتلاميذ،‏ لا ينبغي ابدا ان نصير راضين عن الذات.‏ (‏كشف ٣:‏١٤،‏ ١٥،‏ ١٩‏)‏ بل ينبغي ان نبحث عن طرائق لحمل ثمر اكثر.‏ فأيّ نوع من الثمر ينبغي ان نحمله بوفرة؟‏ هنالك نوعان:‏ (‏١)‏ «ثمر الروح» و (‏٢)‏ ثمر الملكوت.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ثمر الصفات المسيحية

      ٦ كيف شدَّد يسوع المسيح على قيمة الثمرة الاولى من ثمر الروح؟‏

      ٦ تُدرَج المحبة اولا بين «ثمر الروح».‏ ان روح اللّٰه القدس هو الذي ينتج المحبة في المسيحيين،‏ لأنهم يطيعون الوصية التي اعطاها يسوع قبيل تقديمه مَثل الكرمة التي تنتج ثمرا.‏ قال لرسله:‏ «اعطيكم وصية جديدة:‏ ان تحبوا بعضكم بعضا».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ وخلال حديثه هذا في آخر ليلة من حياته الارضية،‏ ذكَّر رسله تكرارا بالحاجة الى إظهار صفة المحبة.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏١٥،‏ ٢١،‏ ٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٥:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٧‏.‏

      ٧ كيف اظهر الرسول بطرس ان حمل الثمر يتعلق بإظهار صفات شبيهة بصفات المسيح؟‏

      ٧ ادرك بطرس،‏ الذي كان موجودا تلك الليلة،‏ ان التلاميذ المسيحيين الحقيقيين يجب ان يعربوا عن المحبة الشبيهة بمحبة المسيح وعن الصفات الاخرى المتعلقة بها.‏ فبعد سنوات،‏ شجّع بطرس المسيحيين على تنمية صفات مثل ضبط النفس،‏ المودة الاخوية،‏ والمحبة.‏ وأضاف ان فعل ذلك يحول دون صيرورتنا ‹غير فعّالين وغير مثمرين›.‏ (‏٢ بطرس ١:‏٥-‏٨‏)‏ مهما كانت ظروفنا،‏ فبإمكاننا الاعراب عن ثمر الروح.‏ لذلك فلنحاول ان نُظهِر المحبة،‏ اللطف،‏ الوداعة،‏ والصفات الاخرى الشبيهة بصفات المسيح الى حدّ اكمل،‏ لأن «امثال هذه ليست شريعة [او حدود] ضدها».‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٣‏)‏ فلنحمل «ثمرا اكثر».‏

      حَمل ثمر الملكوت

      ٨ (‏أ)‏ ما الرابط بين ثمر الروح وثمر الملكوت؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال هو جدير باهتمامنا؟‏

      ٨ تجمِّل الثمار الملوّنة والشهية شكل النبتة.‏ لكنَّ قيمة هذه الثمار تتعدى قيمتها الجمالية.‏ فالثمار مهمّة ايضا لتكاثر النبتة بواسطة البذار.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن عمل ثمر الروح لا يقتصر على تجميل الشخصية المسيحية.‏ فصفات مثل المحبة والايمان تدفعنا ايضا الى نشر بذار رسالة الملكوت الموجودة في كلمة اللّٰه.‏ يشدِّد بولس على هذا الرابط المهم قائلا:‏ «نحن ايضا نمارس الايمان [الذي هو ثمرة من ثمر الروح] ولذلك نتكلم».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٣‏)‏ ويوضح بولس ايضا:‏ «نقدِّم .‏ .‏ .‏ ذبيحة تسبيح للّٰه،‏ اي ثمر شفاه» —‏ النوع الثاني من الثمر الذي يجب ان نحمله.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ فهل نبحث،‏ نحن المنادين بملكوت اللّٰه،‏ عن فرص مناسبة في حياتنا لنكون مثمرين اكثر،‏ لنحمل ‹ثمرا كثيرا›؟‏

      ٩ هل حمل الثمر هو التلمذة؟‏ أوضحوا.‏

      ٩ لكي نعطي جوابا صحيحا،‏ يلزم اولا ان نفهم ماذا يشمل ثمر الملكوت.‏ فهل من الصائب الاستنتاج ان حمل الثمر هو التلمذة؟‏ (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ هل يشير الثمر الذي نحمله بشكل رئيسي الى الاشخاص الذين نساعدهم ان يصيروا عبّادا ليهوه معتمدين؟‏ كلا.‏ فلو كان ذلك صحيحا،‏ لكان الوضع مثبِّطا كثيرا لكل الشهود الاعزاء الذين يعلنون رسالة الملكوت بأمانة طوال سنوات في مقاطعات غير متجاوبة.‏ ولو كان ثمر الملكوت الذي نحمله يشير الى التلاميذ الجدد فقط،‏ لكان هؤلاء الشهود المجتهدون كالاغصان غير المثمرة في مَثل يسوع!‏ وطبعا،‏ ليست هذه هي الحال.‏ اذًا،‏ ما هو ثمر الملكوت الرئيسي في خدمتنا؟‏

      الإثمار بنشر بذار الملكوت

      ١٠ كيف يُظهِر مَثل يسوع عن الزارع وأنواع التربة المختلفة ما يعنيه ثمر الملكوت وما لا يعنيه؟‏

      ١٠ يزوِّدنا مَثل يسوع عن الزارع وأنواع التربة المختلفة بالجواب —‏ جواب يشجِّع الذين يشهدون في المقاطعات الاقل إثمارا.‏ قال يسوع ان البذار هو رسالة الملكوت الموجودة في كلمة اللّٰه وإن التربة تمثِّل القلب المجازي لدى الشخص.‏ بعض البذار «سقط .‏ .‏ .‏ على التربة الصالحة،‏ فأفرخ ثم انتج ثمرا».‏ (‏لوقا ٨:‏٨‏)‏ ايّ ثمر؟‏ بعد ان تنبت سنبلة قمح وتنضج،‏ لا يكون ثمرها سنابل قمح صغيرة،‏ بل بذارا جديدا.‏ وعلى نحو مماثل،‏ لا يكون ثمر المسيحي بالضرورة تلاميذ جددا،‏ بل بذارا جديدا للملكوت.‏

      ١١ ما هو ثمر الملكوت؟‏

      ١١ لذلك في هذه الحالة،‏ ليس ثمر الملكوت تلاميذ جددا ولا صفات مسيحية جيدة.‏ فبما ان البذار المزروع هو كلمة الملكوت،‏ يجب ان يكون الثمر تكاثرا لهذا البذار.‏ وفي هذه الحالة،‏ يشير حمل الثمر الى التكلم عن الملكوت.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فهل حمل ثمر الملكوت هذا —‏ إعلان بشارة الملكوت —‏ هو ضمن امكانياتنا مهما كانت ظروفنا؟‏ نعم.‏ ويوضح يسوع السبب في المَثل نفسه.‏

      إعطاء كل ما في وسعنا لمجد اللّٰه

      ١٢ هل حمل ثمر الملكوت ضمن امكانيات كل المسيحيين؟‏ أوضحوا.‏

      ١٢ قال يسوع:‏ «المزروع في التربة الجيدة .‏ .‏ .‏ ينتج،‏ هذا مئة ضعف،‏ وذاك ستين،‏ والآخر ثلاثين».‏ (‏متى ١٣:‏٢٣‏)‏ قد يختلف ما ينتجه القمح المزروع في الحقل حسب الظروف.‏ على نحو مماثل،‏ قد يختلف ما يمكننا فعله في إعلان البشارة حسب ظروفنا،‏ ويسوع عرف ذلك.‏ فقد تكون لدى البعض فرص اكثر،‏ وقد تكون لدى آخرين صحة افضل ونشاط اكبر.‏ لذلك،‏ قد يكون ما يمكننا فعله اكثر او اقل مما يمكن للآخرين فعله.‏ ولكن ما دمنا نفعل كل ما في وسعنا،‏ يرضى يهوه عنا.‏ (‏غلاطية ٦:‏٤‏)‏ حتى اذا حدّت الشيخوخة او المرض الموهن من اشتراكنا في عمل الكرازة،‏ فلا شك ان ابانا المتعاطف يهوه يعتبرنا من الذين ‹يداومون على حمل ثمر كثير›.‏ ولماذا؟‏ لأننا نعطيه ‹كل ما نملك› —‏ خدمتنا من كل القلب.‏b —‏ مرقس ١٢:‏٤٣،‏ ٤٤؛‏ لوقا ١٠:‏٢٧‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ ما هو اهم سبب لكي ‹نداوم› على حمل ثمر الملكوت؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيساعدنا ان نداوم على حمل الثمر في المقاطعات حيث لا نلاقي إلا القليل من التجاوب؟‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ٢١.‏)‏

      ١٣ مهما كان مقدار ما نستطيع القيام به في إنتاج ثمر الملكوت،‏ فسنندفع الى ‹المداومة على حمل الثمر› عندما نُبقي في ذهننا سبب قيامنا بذلك.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٦‏)‏ ذكر يسوع اهم سبب قائلا:‏ «في هذا يتمجد ابي،‏ ان تداوموا على حمل ثمر كثير».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٨‏)‏ نعم،‏ ان عملنا الكرازي يقدِّس اسم يهوه امام كل الجنس البشري.‏ (‏مزمور ١٠٩:‏٣٠‏)‏ تقول اونور،‏ شاهدة امينة في منتصف سبعيناتها:‏ «انه لَامتياز كبير ان نمثِّل العليّ،‏ حتى في المقاطعات حيث نلاقي القليل من التجاوب».‏ وسُئل كلاوْديو،‏ وهو شاهد غيور منذ سنة ١٩٧٤،‏ لماذا يستمر في الكرازة رغم التجاوب الضئيل الذي يلاقيه في مقاطعته.‏ فأجاب مقتبسا يوحنا ٤:‏٣٤‏،‏ حيث نقرأ كلمات يسوع:‏ «طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأُنهي عمله».‏ ثم اضاف:‏ «كيسوع،‏ انا لا اريد ان ابدأ بعملي كمنادٍ بالملكوت فحسب،‏ بل ان أُنهيه ايضا».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٤‏)‏ وهذا ما يوافق عليه شهود يهوه حول العالم.‏ —‏ انظر الاطار ‹الإثمار بالاحتمال› في الصفحة ٢١.‏

      الكرازة والتعليم

      ١٤ (‏أ)‏ ايّ هدف مزدوج كان لعمل يوحنا المعمدان ويسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف تصفون عمل المسيحيين اليوم؟‏

      ١٤ ان اول منادٍ بالملكوت يُذكَر في الاناجيل هو يوحنا المعمدان.‏ (‏متى ٣:‏١،‏ ٢؛‏ لوقا ٣:‏١٨‏)‏ وكان هدفه الرئيسي ان ‹يشهد›.‏ وقد شهد بإيمان راسخ وعلى امل ان «يؤمن شتى الناس».‏ (‏يوحنا ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ وبالفعل،‏ صار بعض الذين كرز لهم يوحنا تلاميذ للمسيح.‏ (‏يوحنا ١:‏٣٥-‏٣٧‏)‏ وهكذا،‏ كان يوحنا كارزا ومتلمذا.‏ كان يسوع ايضا كارزا ومعلّما.‏ (‏متى ٤:‏٢٣؛‏ ١١:‏١‏)‏ لذلك ليس غريبا ان يوصي يسوع أتباعه بألا يكرزوا برسالة الملكوت فحسب،‏ بل ان يساعدوا ايضا الناس الذين يقبلونها على الصيرورة تلاميذ له.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ اليوم ايضا،‏ يشمل عملنا الكرازة والتعليم.‏

      ١٥ ايّ تشابه هنالك بين التجاوب مع عمل الكرازة في القرن الاول الميلادي والتجاوب اليوم؟‏

      ١٥ في القرن الاول الميلادي،‏ ابتدأ بعض الذين سمعوا بولس وهو يكرز ويعلّم ‹يؤمنون بما قيل؛‏ وبعضهم لم يؤمن›.‏ (‏اعمال ٢٨:‏٢٤‏)‏ اليوم ايضا،‏ نواجه التجاوب نفسه.‏ فمن المؤسف ان معظم بذار الملكوت يسقط على تربة غير متجاوبة.‏ ولكن رغم ذلك،‏ يسقط بعض البذار على تربة جيدة ويصير له اصل ويُفرِخ،‏ تماما كما انبأ يسوع.‏ فكل اسبوع،‏ يصير ما معدله اكثر من ٠٠٠‏,٥ شخص حول العالم تلاميذ حقيقيين للمسيح!‏ وهؤلاء التلاميذ الجدد ‹يؤمنون بما قيل›،‏ رغم ان معظم الاشخاص الآخرين لا يؤمنون.‏ فماذا يساهم في ان تكون قلوبهم متجاوبة مع رسالة الملكوت؟‏ غالبا ما يترك الاهتمام الشخصي الذي يُظهِره الشهود اثرا.‏ وهذا ما يمكن تشبيهه بسقي البذار المزروع حديثا.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٦‏)‏ فلنتأمل في مجرد مثالَين من بين امثلة كثيرة.‏

      الاهتمام الشخصي يترك اثرا

      ١٦،‏ ١٧ لماذا من المهم إظهار الاهتمام الشخصي بالذين نلتقيهم في خدمتنا؟‏

      ١٦ كارولين،‏ شاهدة حدثة في بلجيكا،‏ التقَت في الخدمة امرأة مسنّة لم تُظهِر الاهتمام برسالة الملكوت.‏ وبما ان يد المرأة كانت مربوطة بضمادة،‏ عرضت عليها كارولين ورفيقتها المساعدة.‏ ولكنَّ المرأة لم تقبل.‏ بعد يومين عادت الشاهدتان الى بيت المرأة للاطمئنان على حالتها.‏ قالت كارولين:‏ «ترك ذلك اثرا فيها».‏ ثم اضافت:‏ «لقد دُهشتْ عندما رأت اننا مهتمتان بها فعلا.‏ فدعتنا الى بيتها وابتدأنا بدرس في الكتاب المقدس معها».‏

      ١٧ ساندي،‏ شاهدة في الولايات المتحدة،‏ تُظهِر هي ايضا الاهتمام الشخصي بالذين تكرز لهم.‏ فهي تفتح صفحة الولادات في الجريدة المحلية ثم تزور الذين رُزقوا بمولود جديد،‏ آخذة معها كتابي لقصص الكتاب المقدس.‏c وبما ان الام تكون في البيت عادة وتُسَرّ بأن تُري طفلها للزائرين،‏ فغالبا ما ينتج ذلك الابتداء بالمحادثات.‏ توضح ساندي:‏ «اتحدث الى الوالدين عن اهمية تنمية الروابط مع المولود الجديد عن طريق القراءة».‏ وتضيف:‏ «ثم اتكلم عن الصعوبات الناجمة عن تربية ولد في عالمنا اليوم».‏ ونتيجة زيارة كهذه،‏ ابتدأت مؤخرا ام مع ستة اولاد بخدمة يهوه.‏ نحن ايضا يمكننا نيل نتائج مفرحة مماثلة في خدمتنا اذا اخذنا المبادرة وأظهرنا الاهتمام الشخصي.‏

      ١٨ (‏أ)‏ لماذا المطلب ان ‹نحمل ثمرا كثيرا› هو ضمن امكانيات الجميع؟‏ (‏ب)‏ اية مطالب ثلاثة يجب ان يبلغها تلاميذ المسيح مذكورة في انجيل يوحنا انتم مصمِّمون على بلوغها؟‏

      ١٨ كم نتشجع عندما نعرف ان مطلب ‹المداومة على حمل ثمر كثير› هو ضمن امكانياتنا!‏ فسواء كنا صغارا او كبارا،‏ اصحاء او مرضى،‏ نكرز في مقاطعات متجاوبة او قليلة التجاوب،‏ يمكننا كلنا ان نحمل ثمرا كثيرا.‏ وكيف ذلك؟‏ بالاعراب اكثر عن ثمر الروح وبنشر رسالة ملكوت اللّٰه قدر الامكان.‏ وكذلك بالمجاهدة كي ‹نثبت في كلمة يسوع› و ‹نحبّ بعضنا البعض›.‏ نعم،‏ ببلوغ هذه المطالب الثلاثة المهمة المذكورة في انجيل يوحنا،‏ نُثبِت اننا «حقا تلاميذ» للمسيح.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣١؛‏ ١٣:‏٣٥‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a رغم ان اغصان الكرمة في المَثل تشير الى رسل يسوع والمسيحيين الآخرين الذين سيرثون مكانا في ملكوت اللّٰه السماوي،‏ فإن المَثل يحتوي على حقائق يمكن ان يستفيد منها كل أتباع المسيح اليوم.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٠:‏١٦‏.‏

      b يمكن للذين يلازمون بيتهم بسبب الشيخوخة او المرض ان يقوموا بالشهادة بواسطة الرسائل،‏ او حيث امكن بواسطة الهاتف،‏ او يمكنهم ان يبشّروا الذين يزورونهم.‏

      c اصدار شهود يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة