مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹اذهبوا وتلمذوا أناسا وعمِّدوهم›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • ‏‹اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا وَعَمِّدُوهُمْ›‏

      ‏«اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ وَعَمِّدُوهُمْ .‏ .‏ .‏،‏ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ١ أَيُّ قَرَارٍ ٱتَّخَذَتْهُ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ عِنْدَ سَفْحِ جَبَلِ سِينَاءَ؟‏

      مُنْذُ نَحْوِ ٥٠٠‏,٣ سَنَةٍ،‏ نَذَرَتْ أُمَّةٌ بِأَكْمَلِهَا نَذْرًا للّٰهِ.‏ فَقَدْ أَعْلَنَ جَهْرًا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْمُجْتَمِعُونَ عِنْدَ سَفْحِ جَبَلِ سِينَاءَ:‏ «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ».‏ وَمِنْ تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ،‏ صَارَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ شَعْبًا مُنْتَذِرًا للّٰهِ،‏ «مِلْكًا خَاصًّا» لَهُ.‏ (‏خروج ١٩:‏٥،‏ ٨؛‏ ٢٤:‏٣‏)‏ وَكَانُوا يَتُوقُونَ إِلَى نَيْلِ حِمَايَتِهِ وَٱلسَّكَنِ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ فِي أَرْضٍ «تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا».‏ —‏ لاويين ٢٠:‏٢٤‏.‏

      ٢ أَيَّةُ عَلَاقَةٍ مَعَ ٱللّٰهِ يُمْكِنُ أَنْ يَحْظَى بِهَا ٱلنَّاسُ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ٢ لكِنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ «لَمْ يَحْفَظُوا عَهْدَ ٱللّٰهِ،‏ وَرَفَضُوا ٱلسَّيْرَ فِي شَرِيعَتِهِ»،‏ كَمَا قَالَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ آسَافُ.‏ (‏مزمور ٧٨:‏١٠‏)‏ فَلَمْ يُوفُوا ٱلنَّذْرَ ٱلَّذِي نَذَرَهُ آبَاؤُهُمْ لِيَهْوَه.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ،‏ خَسِرَتِ ٱلْأُمَّةُ تِلْكَ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلْفَرِيدَةَ ٱلَّتِي تَرْبِطُهَا بِٱللّٰهِ.‏ (‏جامعة ٥:‏٤؛‏ متى ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ لِذلِكَ «ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ .‏ .‏ .‏ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ».‏ (‏اعمال ١٥:‏١٤‏)‏ وَهُوَ يَجْمَعُ فِي هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ‹جَمْعًا كَثِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ،‏ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ›،‏ وَهُمْ يَعْتَرِفُونَ بِفَرَحٍ:‏ «نَحْنُ مَدِينُونَ بِٱلْخَلَاصِ لِإِلٰهِنَا ٱلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلحَمَلِ».‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٣ أَيَّةُ خُطْوَتَينِ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهُمَا ٱلْمَرْءُ لِكَيْ يَحْظَى بِعَلَاقَةٍ مَعَ ٱللّٰهِ؟‏

      ٣ وَلِكَيْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ فِي عِدَادِ ٱلَّذِينَ يَحْظَوْنَ بِهذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلثَّمِينَةِ مَعَ ٱللّٰهِ،‏ يَجِبُ أَنْ يَنْتَذِرَ لِيَهْوَه وَيَرْمُزَ إِلَى ٱنْتِذَارِهِ عَلَانِيَةً بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَاءِ.‏ وَبِذلِكَ يُطِيعُ وَصِيَّةَ يَسُوعَ ٱلْمُبَاشِرَةَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ أَصْغَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى مُوسَى وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ «كِتَابَ ٱلْعَهْدِ».‏ (‏خروج ٢٤:‏٣،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ فَعَرَفُوا مَا هِيَ ٱلْتِزَامَاتُهُمْ تِجَاهَ يَهْوَه.‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَنَالَ ٱلْمَرْءُ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً لِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ كَمَا تَرِدُ فِي كَلِمَتِهِ،‏ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ خُطْوَةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏

      ٤ كَيْفَ يَتَأَهَّلُ ٱلشَّخْصُ لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ (‏اُشْمُلِ ٱلْإِطَارَ أَعْلَاهُ.‏)‏

      ٤ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ أَرَادَ مِنْ تَلَامِيذِهِ أَنْ يَضَعُوا أَسَاسًا رَاسِخًا لِإِيمَانِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَعْتَمِدُوا.‏ فَهُوَ لَمْ يَقُلْ لِأَتْبَاعِهِ أَنْ يَذْهَبُوا وَيُتَلْمِذُوا أُنَاسًا فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا أَنْ يُعَلِّمُوهُمْ ‹أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَاهُمْ بِهِ›.‏ (‏متى ٧:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ افسس ٣:‏١٧-‏١٩‏)‏ بِنَاءً عَلَى ذلِكَ،‏ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَتَأَهَّلُونَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ يَكُونُونَ عَادَةً قَدْ دَرَسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ طَوَالَ أَشْهُرٍ أَوْ حَتَّى سَنَةٍ أَوِ ٱثْنَتَيْنِ؛‏ وَذلِكَ لِئَلَّا يَتَّخِذُوا قَرَارًا مُتَسَرِّعًا أَوْ غَيْرَ مَبْنِيٍّ عَلَى ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ.‏ وَعِنْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ،‏ يُجِيبُ ٱلْمُرَشَّحُونَ بِنَعَمْ عَنْ سُؤَالَيْنِ أَسَاسِيَّيْنِ.‏ وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ شَدَّدَ أَنَّ ‹كَلِمَتَنَا نَعَمْ يَنْبَغِي أَنْ تَعْنِيَ نَعَمْ،‏ وَكَلِمَتَنَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تَعْنِيَ لَا›،‏ فَمِنَ ٱلْمُفِيدِ لَنَا جَمِيعًا أَنْ نُرَاجِعَ بِٱلتَّفْصِيلِ مَغْزَى سُؤَالَيِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ هذَيْنِ.‏ —‏ متى ٥:‏٣٧‏.‏

      اَلتَّوْبَةُ وَٱلِٱنْتِذَارُ

      ٥ أَيَّةُ خُطْوَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ يُشَدِّدُ عَلَيْهِمَا سُؤَالُ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلْأَوَّلُ؟‏

      ٥ فِي سُؤَالِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلْأَوَّلِ،‏ يُسْأَلُ ٱلْمُرَشَّحُ هَلْ تَابَ عَنْ مَسْلَكِ حَيَاتِهِ ٱلسَّابِقِ وَنَذَرَ نَفْسَهُ لِيَهْوَه لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ وَيُشَدِّدُ هذَا ٱلسُّؤَالُ عَلَى خُطْوَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ يَجِبُ ٱتِّخَاذُهُمَا قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ:‏ اَلتَّوْبَةِ وَٱلِٱنْتِذَارِ.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا ٱلتَّوْبَةُ ضَرُورِيَّةٌ لِكُلِّ ٱلْمُرَشَّحِينَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ يَجِبُ أَنْ يَقُومَ بِهَا ٱلْمَرْءُ بَعْدَ أَنْ يَتُوبَ؟‏

      ٦ وَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَتُوبَ ٱلشَّخْصُ قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ يُوضِحُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «إِنَّنَا جَمِيعًا سَلَكْنَا قَبْلًا .‏ .‏ .‏ وَفْقَ شَهَوَاتِ جَسَدِنَا».‏ (‏افسس ٢:‏٣‏)‏ فَقَبْلَمَا نِلْنَا مَعْرِفَةَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱلدَّقِيقَةَ،‏ كُنَّا نَعِيشُ وَفْقَ قِيَمِ ٱلْعَالَمِ وَمَقَايِيسِهِ.‏ وَكَانَ إِلهُ هذَا ٱلنِّظَامِ،‏ ٱلشَّيْطَانُ،‏ يَتَحَكَّمُ فِي مَسْلَكِ حَيَاتِنَا.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ أَمَّا بَعْدَمَا تَعَرَّفْنَا بِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ،‏ فَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَلَّا نَحْيَا ‹فِي مَا بَعْدُ لِشَهَوَاتِ ٱلنَّاسِ،‏ بَلْ لِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ›.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٢‏.‏

      ٧ وَهذَا ٱلْمَسْلَكُ ٱلْجَدِيدُ يُنْتِجُ لَنَا فَوَائِدَ جَمَّةً.‏ فَهُوَ يُتِيحُ لَنَا نَيْلَ عَلَاقَةٍ ثَمِينَةٍ بِيَهْوَه.‏ وَقَدْ شَبَّهَ دَاوُدُ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ بِدَعْوَةٍ إِلَى دُخُولِ «خَيْمَةِ» ٱللّٰهِ وَإِلَى ٱلْإِقَامَةِ فِي ‹جَبَلِهِ ٱلْمُقَدَّسِ›.‏ وَهذَا ٱمْتِيَازٌ رَفِيعٌ بِٱلْفِعْلِ.‏ (‏مزمور ١٥:‏١‏)‏ لكِنَّ يَهْوَه حَتْمًا لَا يُوَجِّهُ هذِهِ ٱلدَّعْوَةَ إِلَى أَيٍّ كَانَ،‏ بَلْ هُو يَدْعُو فَقَطِ ٱلَّذِينَ ‹يَسْلُكُونَ بِلَا عَيْبٍ وَيُمَارِسُونَ ٱلْبِرَّ وَيَتَكَلَّمُونَ بِٱلْحَقِّ فِي قَلْبِهِمْ›.‏ (‏مزمور ١٥:‏٢‏)‏ وَبُلُوغُ هذِهِ ٱلْمَطَالِبِ قَدْ يَسْتَلْزِمُ أَنْ نَقُومَ بِتَغْيِيرَاتٍ فِي تَصَرُّفَاتِنَا وَشَخْصِيَّتِنَا —‏ تَغْيِيرَاتٍ تَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ظُرُوفِنَا قَبْلَ تَعَرُّفِنَا بِٱلْحَقِّ.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١؛‏ كولوسي ٣:‏٥-‏١٠‏)‏ وَمَا يَدْفَعُنَا إِلَى صُنْعِ هذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ هُوَ ٱلتَّوْبَةُ:‏ ٱلنَّدَمُ ٱلشَّدِيدُ عَلَى مَسْلَكِ حَيَاتِنَا ٱلسَّابِقِ وَٱلتَّصْمِيمُ ٱلرَّاسِخُ عَلَى إِرْضَاءِ يَهْوَه.‏ وَهذَا مَا يُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ خُطْوَةِ ٱلرُّجُوعِ:‏ هَجْرِ طَرِيقَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَنَانِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ وَٱتِّبَاعِ مَسْلَكٍ يُرضِي ٱللّٰهَ.‏ —‏ اعمال ٣:‏١٩‏.‏

      ٨ كَيْفَ نَقُومُ بِخُطْوَةِ ٱلِٱنْتِذَارِ،‏ وَمَا عَلَاقَةُ ٱلِٱنْتِذَارِ بِٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

      ٨ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلثَّانِي مِنْ سُؤَالِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلْأَوَّلِ،‏ يُسْأَلُ ٱلْمُرَشَّحُونَ هَلْ نَذَرُوا أَنْفُسَهُمْ لِيَهْوَه لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ فَٱلِٱنْتِذَارُ هُوَ خُطْوَةٌ أَسَاسِيَّةٌ تَسْبِقُ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ.‏ وَنَحْنُ نَقُومُ بِهَا بِوَاسِطَةِ صَلَاةٍ نُعَبِّرُ فِيهَا عَنْ رَغْبَتِنَا فِي تَكْرِيسِ حَيَاتِنَا لِيَهْوَه بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏روما ١٤:‏٧،‏ ٨؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٥‏)‏ إِذَّاكَ،‏ يَصِيرُ يَهْوَه سَيِّدَنَا وَمَالِكَنَا،‏ وَنَحْنُ نُسَرُّ أَنْ نَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ.‏ (‏مزمور ٤٠:‏٨؛‏ افسس ٦:‏٦‏)‏ وَهذَا ٱلْوَعْدُ ٱلْجِدِّيُّ لِيَهْوَه لَا يُمْكِنُ أَنْ نَقْطَعَهُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ.‏ وَلكِنْ بِمَا أَنَّنَا نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا لِيَهْوَه عَلَى ٱنْفِرَادٍ،‏ فَإِنَّ ٱلْإِعْلَانَ ٱلْجَهْرِيَّ يَوْمَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ يُعَرِّفُ ٱلْجَمِيعَ أَنَّنَا قُمْنَا بِهذَا ٱلِٱنْتِذَارِ ٱلْجِدِّيِّ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ —‏ روما ١٠:‏١٠‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ مَاذَا يَشْمُلُ فِعْلُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَدْرَكَ ٱلرَّسْمِيُّونَ ٱلنَّازِيُّونَ مَغْزَى ٱنْتِذَارِنَا؟‏

      ٩ وَمَاذَا يَتَطَلَّبُ مِنَّا فِعْلُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ؟‏ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي،‏ فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا وَيَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي عَلَى ٱلدَّوَامِ».‏ (‏متى ١٦:‏٢٤‏)‏ ذَكَرَ يَسُوعُ هُنَا ثَلَاثَةَ أُمُورٍ يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَهَا.‏ أَوَّلًا،‏ يَجِبُ أَنْ ‹نُنْكِرَ› أَنْفُسَنَا.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَرْفُضَ ٱلْمُيُولَ ٱلْأَنَانِيَّةَ ٱلنَّاقِصَةَ وَنُطِيعَ مَشُورَةَ ٱللّٰهِ وَتَوْجِيهَهُ.‏ ثَانِيًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَحْمِلَ خَشَبَةَ آلَامِنَا›.‏ وَخَشَبَةُ ٱلْآلَامِ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ كَانَتْ رَمْزًا إِلَى ٱلْخِزْيِ وَٱلتَّعْذِيبِ.‏ لِذلِكَ تَعْنِي هذِهِ ٱلْعِبَارَةُ أَنَّنَا مُسْتَعِدُّونَ لِلْمُعَانَاةِ لِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٨‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْعَالَمَ قَدْ يَسْتَهْزِئُ بِنَا أَوْ يُعَيِّرُنَا،‏ فَنَحْنُ ‹نَحْتَقِرُ ٱلْخِزْيَ› أُسْوَةً بِٱلْمَسِيحِ وَنُسَرُّ بِأَنْ نُرْضِيَ ٱللّٰهَ.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ وَأَخِيرًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَ يَسُوعَ «عَلَى ٱلدَّوَامِ».‏ —‏ مزمور ٧٣:‏٢٦؛‏ ١١٩:‏٤٤؛‏ ١٤٥:‏٢‏.‏

      ١٠ وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّهُ حَتَّى بَعْضُ ٱلْمُقَاوِمِينَ يُدْرِكُونَ مَغْزَى ٱلِٱنْتِذَارِ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ شُهُودُ يَهْوَه لِيَخْدُمُوا ٱللّٰهَ دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ.‏ مَثَلًا،‏ فِي مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ بُوكنْوُلد فِي أَلْمَانيَا ٱلنَّازِيَّةِ،‏ طُلِبَ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا إِنكَارَ إِيمَانِهِمْ أَنْ يُوَقِّعُوا وَثِيقَةً يَرِدُ فِيهَا ٱلتَّصْرِيحُ ٱلتَّالِي:‏ «مَا زِلْتُ أَحَدَ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُلْتَزِمِينَ وَلَنْ أَنْكُثَ ٱلْقَسَمَ ٱلَّذِي أَقْسَمْتُهُ لِيَهْوَه».‏ فَكَمْ تُعَبِّرُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَنْ مَوْقِفِ كُلِّ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمُنْتَذِرِينَ!‏ —‏ اعمال ٥:‏٣٢‏.‏

      إِثْبَاتُ هُوِيَّةِ ٱلْمَرْءِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه

      ١١ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ يَنَالُهُ ٱلَّذِي يَعْتَمِدُ؟‏

      ١١ فِي ٱلسُّؤَالِ ٱلثَّانِي،‏ يُسْأَلُ ٱلْمُرَشَّحُ هَلْ يُدْرِكُ أَنَّ مَعْمُودِيَّتَهُ تُثْبِتُ هُوِيَّتَهُ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه.‏ فَبَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ،‏ يَصِيرُ خَادِمًا مُعَيَّنًا يَحْمِلُ ٱسْمَ يَهْوَه.‏ وَهذَا ٱمْتِيَازٌ رَفِيعٌ وَمَسْؤُولِيَّةٌ جِدِّيَّةٌ.‏ وَهُوَ أَيْضًا يُؤَهِّلُ ٱلَّذِي يَعْتَمِدُ لِلْخَلَاصِ ٱلْأَبَدِيِّ شَرْطَ أَنْ يَبْقَى أَمِينًا لِيَهْوَه.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣‏.‏

      ١٢ أَيُّ ٱلْتِزَامٍ يَتَرَافَقُ مَعَ شَرَفِ حَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَه؟‏

      ١٢ لَا شَكَّ أَنَّ حَمْلَ ٱسْمِ ٱلْإِلهِ ٱلْكُلِّيِّ ٱلْقُدْرَةِ يَهْوَه هُوَ شَرَفٌ لَا مَثِيلَ لَهُ.‏ قَالَ ٱلنَّبِيُّ مِيخَا:‏ «جَمِيعُ ٱلشُّعُوبِ يَسِيرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ،‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَسِيرُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ».‏ (‏ميخا ٤:‏٥‏)‏ وَلكِنْ هُنَالِكَ ٱلْتِزَامٌ يَتَرَافَقُ مَعَ هذَا ٱلشَّرَفِ.‏ فَيَجِبُ أَنْ نُجَاهِدَ لِتَجْلُبَ حَيَاتُنَا ٱلْإِكْرَامَ لِلٱسْمِ ٱلَّذِي نَحْمِلُهُ.‏ فَقَدْ ذَكَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا أَنَّهُ إِذَا لَمْ يُمَارِسِ ٱلشَّخْصُ مَا يَكْرِزُ بِهِ،‏ ‹يُجَدَّفُ عَلَى› ٱسْمِ ٱللّٰهِ،‏ أَوْ تُلَطَّخُ سُمْعَتُهُ.‏ —‏ روما ٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏

      ١٣ لِمَاذَا لَدَى خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْمُنْتَذِرِينَ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلشَّهَادَةِ عَنْ إِلهِهِمْ؟‏

      ١٣ عِنْدَمَا يَصِيرُ ٱلْمَرْءُ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه،‏ تَقَعُ عَلَيْهِ أَيْضًا مَسْؤُولِيَّةُ ٱلشَّهَادَةِ عَنْ إِلهِهِ.‏ فَقَدْ دَعَا يَهْوَه أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُنْتَذِرَةَ أَنْ يَكُونُوا شُهُودًا لَهُ عَلَى أُلُوهَتِهِ ٱلسَّرْمَدِيَّةِ.‏ (‏اشعيا ٤٣:‏١٠-‏١٢،‏ ٢١‏)‏ غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأُمَّةَ لَمْ تُتَمِّمْ هذَا ٱلدَّوْرَ،‏ مِمَّا أَدَّى فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى خَسَارَتِهَا رِضَى يَهْوَه.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ فَخُورُونَ بِٱمْتِيَازِنَا أَنْ نَشْهَدَ لِٱسْمِ يَهْوَه لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنَرْغَبُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ.‏ فَهَلْ يُعقَلُ أَنْ نَصْمُتَ فِي حِينِ أَنَّنَا نَعْرِفُ ٱلْحَقَّ عَنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَقَصْدِهِ؟‏!‏ فَنَحْنُ نُشَاطِرُ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ مَشَاعِرَهُ حِينَ قَالَ:‏ «اَلضَّرُورَةُ مَفْرُوضَةٌ عَلَيَّ.‏ .‏ .‏ .‏ اَلْوَيْلُ لِي إِنْ لَمْ أُبَشِّرْ!‏».‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏١٦‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ أَيُّ دَوْرٍ تَلْعَبُهُ هَيْئَةُ يَهْوَه فِي نُمُوِّنَا ٱلرُّوحِيِّ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَدَابِيرَ فِي مُتَنَاوَلِنَا تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلنُّمُوِّ رُوحِيًّا؟‏

      ١٤ يُذَكِّرُ ٱلسُّؤَالُ ٱلثَّانِي ٱلْمُرَشَّحَ أَيْضًا بِمَسْؤُولِيَّتِهِ أَنْ يَتَعَاوَنَ مَعَ هَيْئَةِ يَهْوَه ٱلْمُوَجَّهَةِ مِنَ ٱلرُّوحِ.‏ فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَخْدُمَ ٱللّٰهَ بِمَعْزِلٍ عَنْ «كَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ»،‏ إِذْ إِنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ وَدَعْمِهِمْ وَتَشْجِيعِهِمْ.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٧؛‏ ١ كورنثوس ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ كَمَا أَنَّ هَيْئَةَ ٱللّٰهِ تَلْعَبُ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي نُمُوِّنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَهِيَ تُزَوِّدُنَا بِوَفْرَةٍ مِنْ مَطْبُوعَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلنُّمُوِّ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ،‏ ٱلتَّصَرُّفِ بِحِكْمَةٍ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ،‏ وَحِيَازَةِ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِٱللّٰهِ.‏ فَكَأُمٍّ تَحْرِصُ عَلَى إِطْعَامِ وَلَدِهَا جَيِّدًا وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِهِ،‏ يُزَوِّدُنَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ ٱلَّذِي يُسَاهِمُ فِي تَقَدُّمِنَا رُوحِيًّا.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٥ وَفِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةِ،‏ يَنَالُ شَعْبُ يَهْوَه ٱلتَّدْرِيبَ وَٱلتَّشْجِيعَ ٱللَّازِمَيْنِ لِيَكُونُوا شُهُودًا أُمَنَاءَ لَهُ.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَمَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ تُعَلِّمُنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ عَلَانِيَةً،‏ وَيُدَرِّبُنَا ٱجْتِمَاعُ ٱلْخِدْمَةِ عَلَى تَقْدِيمِ رِسَالَتِنَا بِفَعَّالِيَّةٍ.‏ وَمِنْ خِلَالِ ٱجْتِمَاعَاتِنَا وَدَرْسِنَا ٱلشَّخْصِيِّ لِمَطْبُوعَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَرَى كَيْفَ يَعْمَلُ رُوحُ يَهْوَه عَلَى تَوجِيهِ هَيْئَتِهِ.‏ فَبِوَاسِطَةِ هذِهِ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلْمُنْتَظِمَةِ،‏ يُنَبِّهُنَا ٱللّٰهُ لِلْمَخَاطِرِ،‏ يُدَرِّبُنَا لِنَكُونَ خُدَّامًا فَعَّالِينَ،‏ وَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُسْتَيْقِظِينَ رُوحِيًّا.‏ —‏ مزمور ١٩:‏٧،‏ ٨،‏ ١١؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٦،‏ ١١؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٣‏.‏

      مَا هُوَ ٱلدَّافِعُ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

      ١٦ مَاذَا يَدْفَعُنَا إِلَى نَذْرِ أَنْفُسِنَا لِيَهْوَه؟‏

      ١٦ إِذًا،‏ يُذَكِّرُ سُؤَالَا ٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلْمُرَشَّحِينَ بِمَغْزَى مَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَاءِ وَٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلَّتِي تُرَافِقُهَا.‏ فَمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ نَحْنُ لَا نَصِيرُ تَلَامِيذَ مُعْتَمِدِينَ لِأَنَّ أَحَدًا يُجْبِرُنَا عَلَى ذلِكَ،‏ بَلْ لِأَنَّ يَهْوَه ‹يَجْتَذِبُنَا›.‏ (‏يوحنا ٦:‏٤٤‏)‏ وَبِمَا أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ»،‏ فَهُوَ يَحْكُمُ ٱلْكَوْنَ بِٱلْمَحَبَّةِ وَلَيْسَ بِٱلْإِكْرَاهِ.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّ مَا يَجْتَذِبُنَا إِلَيْهِ هُوَ صِفَاتُهُ ٱلرَّقِيقَةُ وَطَرِيقَةُ تَعَامُلِهِ مَعَنَا.‏ فَقَدْ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ،‏ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،‏ مِنْ أَجْلِنَا.‏ وَهُوَ يَضَعُ أَمَامَنَا رَجَاءَ نَيْلِ أَفْضَلِ مُسْتَقْبَلٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وَهذَا مَا يَدْفَعُنَا إِلَى تَقْدِيمِ،‏ أَوْ نَذْرِ،‏ حَيَاتِنَا لَهُ.‏ —‏ امثال ٣:‏٩؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٧ أَيُّ أَمْرٍ نَحْنُ لَا نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا لَهُ؟‏

      ١٧ وَنَحْنُ لَا نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا لِقَضِيَّةٍ أَوْ عَمَلٍ،‏ بَلْ لِيَهْوَه نَفْسِهِ.‏ فَٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ ٱللّٰهُ إِلَى شَعْبِهِ سَيَتَغَيَّرُ.‏ أَمَّا ٱنْتِذَارُهُمْ لَهُ فَسَيَظَلُّ كَمَا هُوَ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ ٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ مُخْتَلِفًا كُلِّيًّا عَنْ ذَاكَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَى إِرْمِيَا.‏ (‏تكوين ١٣:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ارميا ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ لكِنَّهُمَا كِلَيْهِمَا أَنْجَزَا ٱلْمُهِمَّةَ ٱلَّتِي فَوَّضَهَا ٱللّٰهُ إِلَيْهِمَا لِأَنَّهُمَا كَانَا يُحِبَّانِهِ وَيَرْغَبَانِ فِي فِعْلِ مَشِيئَتِهِ بِأَمَانَةٍ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَسْعَى جَمِيعُ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ خِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هذَا إِلَى إِطَاعَةِ وَصِيَّتِهِ أَنْ يَقُومُوا بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَٱلْقِيَامُ بِهذَا ٱلْعَمَلِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ هُوَ طَرِيقَةٌ رَائِعَةٌ لِنُظْهِرَ أَنَّنَا نُحِبُّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ وَأَنَّنَا مُنْتَذِرُونَ لَهُ فِعْلًا.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ مَاذَا نُعْلِنُ جَهْرًا عِنْدَمَا نَعْتَمِدُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٨ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ تُتِيحُ لَنَا نَيْلَ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ لكِنَّهَا لَيْسَتْ خُطْوَةً تُتَّخَذُ بِٱسْتِخْفَافٍ.‏ (‏لوقا ١٤:‏٢٦-‏٣٣‏)‏ فَٱلْمَعْمُودِيَّةُ تُظْهِرُ مَا هُوَ ٱلْهَدَفُ ٱلَّذِي يَحْتَلُّ ٱلْمَكَانَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِنَا.‏ (‏لوقا ٩:‏٦٢‏)‏ فَعِنْدَمَا نَعْتَمِدُ نُعْلِنُ جَهْرًا:‏ «اَللّٰهُ هٰذَا هُوَ إِلٰهُنَا إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ.‏ هُوَ يُرْشِدُنَا حَتَّى ٱلْمَمَاتِ».‏ —‏ مزمور ٤٨:‏١٤‏.‏

      ١٩ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنُعَالِجُ أَسْئِلَةً أُخْرَى حَوْلَ مَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَاءِ.‏ فَهَلْ هُنَالِكَ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِيَمْتَنِعَ ٱلشَّخْصُ عَنِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ هَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلْعُمْرُ أَحَدَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُقَرِّرَةِ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَافِظَ ٱلْجَمِيعُ عَلَى وَقَارِ مُنَاسَبَةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

  • التأهل للمعمودية المسيحية
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • اَلتَّأَهُّلُ لِلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ

      ‏«مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟‏».‏ —‏ اعمال ٨:‏٣٦‏.‏

      ١،‏ ٢ كَيْفَ ٱبْتَدَأَ فِيلِبُّسُ بِمُحَادَثَةٍ مَعَ ٱلرَّسْمِيِّ ٱلْحَبَشِيِّ،‏ وَمَاذَا يَدُلُّ عَلَى ٱهْتِمَامِ هذَا ٱلرَّجُلِ بِٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

      بَعْدَ سَنَةٍ أَوِ ٱثْنَتَيْنِ مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ،‏ كَانَ رَسْمِيٌّ حُكُومِيٌّ مُسَافِرًا فِي مَرْكَبَتِهِ نَحْوَ ٱلْجَنُوبِ فِي ٱلطَّرِيقِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ.‏ وَكَانَ سَيَتَكَبَّدُ عَنَاءَ ٱلسَّفَرِ مَسَافَةً طَوِيلَةً تَبْلُغُ رُبَّمَا ٥٠٠‏,١ كِيلُومِتْرٍ.‏ وَكَانَ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلتَّقِيُّ قَدْ قَطَعَ كُلَّ هذِهِ ٱلْمَسَافَةِ مِنَ ٱلْحَبَشَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِهَدَفِ عِبَادَةِ يَهْوَه.‏ وَفِي طَرِيقِ ٱلْعَوْدَةِ ٱلطَّوِيلِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ وَقْتَهُ بِحِكْمَةٍ فِي قِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ مِمَّا يَدُلُّ أَنَّهُ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ.‏ وَقَدْ لَاحَظَ يَهْوَه هذَا ٱلرَّجُلَ ٱلْمُخْلِصَ،‏ فَوَجَّهَ ٱلتِّلْمِيذَ فِيلِبُّسَ بِوَاسِطَةِ مَلَاكٍ لِيَذْهَبَ إِلَيْهِ وَيَكْرِزَ لَهُ.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٦-‏٢٨‏.‏

      ٢ كَانَ ٱلرَّسْمِيُّ ٱلْحَبَشِيُّ يَقْرَأُ مِنْ دَرْج إِشَعْيَا بِصَوْتٍ عَالٍ،‏ كَمَا جَرَتِ ٱلْعَادَةُ آنَذَاكَ.‏ فَتَمَكَّنَ فِيلِبُّسُ مِنْ سَمَاعِهِ وَلَمْ يَلْقَ صُعُوبَةً فِي ٱلِٱبْتِدَاءِ بِمُحَادَثَةٍ مَعَهُ.‏ فَقَدْ طَرَحَ عَلَيْهِ سُؤَالًا بَسِيطًا وَاحِدًا أَثَارَ ٱهْتِمَامَهُ:‏ «أَتَعْرِفُ حَقًّا مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟‏».‏ وَهذَا مَا أَدَّى إِلَى مُنَاقَشَةٍ لِإِشَعْيَا ٥٣:‏٧،‏ ٨‏.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ ‹بَشَّرَهُ فِيلِبُّسُ بِيَسُوعَ›.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٩-‏٣٥‏.‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لِمَاذَا عَمَّدَ فِيلِبُّسُ ٱلرَّجُلَ ٱلْحَبَشِيَّ فَوْرًا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا ٱلْآنَ؟‏

      ٣ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَويلٌ حَتَّى فَهِمَ ٱلرَّسْمِيُّ ٱلْحَبَشِيُّ دَوْرَ يَسُوعَ فِي قَصْدِ ٱللّٰهِ وَأَدْرَكَ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَصِيرَ تِلْمِيذًا مُعْتَمِدًا لِلْمَسِيحِ.‏ وَعِنْدَمَا رَأَى مُجْتَمَعَ مَاءٍ يَسْهُلُ ٱلْوُصُولُ إِلَيْهِ،‏ سَأَلَ فِيلِبُّسَ:‏ «مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟‏».‏ طَبْعًا،‏ كَانَتْ هذِهِ ظُرُوفًا ٱسْتِثْنَائِيَّةً.‏ فَهذَا ٱلرَّجُلُ كَانَ مُؤْمِنًا مُتَهَوِّدًا يَعْبُدُ ٱللّٰهَ.‏ وَلَمْ تَكُنْ لِتُتَاحَ لَهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فُرْصَةٌ أُخْرَى قَرِيبَةٌ لِيَعْتَمِدَ.‏ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّهُ أَدْرَكَ مَا يَطْلُبُهُ ٱللّٰهُ مِنْهُ وَأَرَادَ أَنْ يَخْدُمَهُ دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ.‏ لِذلِكَ لَبَّى فِيلِبُّسُ طَلَبَهُ بِكُلِّ سُرُورٍ.‏ وَبَعْدَمَا ٱعْتَمَدَ،‏ «تَابَعَ طَرِيقَهُ فَرِحًا».‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ صَارَ كَارِزًا غَيُورًا بِٱلْبِشَارَةِ فِي بَلَدِهِ.‏ —‏ اعمال ٨:‏٣٦-‏٣٩‏.‏

      ٤ رَغْمَ أَنَّ خُطْوَتَيِ ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ لَا يَجِبُ ٱتِّخَاذُهُمَا بِٱسْتِخْفَافٍ أَوْ تَسَرُّع،‏ يُظْهِرُ مِثَالُ ٱلرَّسْمِيِّ ٱلْحَبَشِيِّ أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَفْرَادِ كَانُوا أَحْيَانًا يَعْتَمِدُونَ بُعَيْدَ سَمَاعِهِمْ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏a لِذلِكَ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ نُنَاقِشَ ٱلْآنَ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ مَاذَا يَجْعَلُ ٱلْمَرْءَ مُؤَهَّلًا لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلْعُمْرُ أَحَدَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُقَرِّرَةِ؟‏ أَيُّ تَقَدُّمٍ رُوحِيٍّ يَنْبَغِي أَنْ يُحْرِزَهُ ٱلشَّخْصُ قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ وَٱلْأَهَمُّ،‏ لِمَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَه مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يَتَّخِذُوا هذِهِ ٱلْخُطْوَةَ؟‏

      اَلْمَعْمُودِيَّةُ هِيَ وَعْدٌ جِدِّيٌّ

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كَيْفَ تَجَاوَبَ شَعْبُ ٱللّٰهِ قَدِيمًا مَعَ مَحَبَّتِهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ مَعَ ٱللّٰهِ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْظَى بِهَا عِنْدَمَا نَعْتَمِدُ؟‏

      ٥ بَعْدَ إِنْقَاذِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ،‏ عَرَضَ يَهْوَه عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونُوا «مِلْكًا خَاصًّا» لَهُ،‏ أَنْ يُحِبَّهُمْ وَيَحْمِيَهُمْ وَيَجْعَلَهُمْ «أُمَّةً مُقَدَّسَةً».‏ وَلكِنْ لِيَنَالُوا هذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ،‏ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَجَاوَبُوا مَعَ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ بِطَرِيقَةٍ مَلْمُوسَةٍ.‏ وَهذَا مَا فَعَلُوهُ عِنْدَمَا وَافَقُوا أَنْ يَفْعَلُوا «كُلَّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ» وَدَخَلُوا فِي عَهْدٍ مَعَهُ.‏ (‏خروج ١٩:‏٤-‏٩‏)‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ وَٱلَّذِينَ قَبِلُوا تَعْلِيمَهُ ٱعْتَمَدُوا.‏ وَكَانَتِ ٱلْعَلَاقَةُ ٱلْجَيِّدَةُ بِٱللّٰهِ تَعْتَمِدُ عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ثُمَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ اعمال ٢:‏٣٨،‏ ٤١‏.‏

      ٦ تُظْهِرُ رِوَايَتَا ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ هَاتَانِ أَنَّ يَهْوَه يُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يَقْطَعُونَ وَعْدًا جِدِّيًّا بِأَنْ يَخْدُمُوهُ وَيُحَافِظُونَ عَلَى وَعْدِهِمْ.‏ وَفِي حَالَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ فَإِنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ وَٱلْمَعْمُودِيَّةَ خُطْوَتَانِ ضَرُورِيَّتَانِ تُؤَدِّيَانِ إِلَى نَيْلِ بَرَكَةِ يَهْوَه.‏ وَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نَلْتَزِمَ بِمَقَايِيسِهِ وَنُطِيعَ إِرْشَادَهُ.‏ (‏مزمور ٤٨:‏١٤‏)‏ وَيَهْوَه بِدَوْرِهِ يُمْسِكُ بِيَدِنَا وَيَقُودُنَا فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَسْلُكَ فِيهِ.‏ —‏ مزمور ٧٣:‏٢٣؛‏ اشعيا ٣٠:‏٢١؛‏ ٤١:‏١٠،‏ ١٣‏.‏

      ٧ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلِٱنْتِذَارُ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ قَرَارًا شَخْصِيًّا؟‏

      ٧ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ دَافِعُنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ هَاتَيْنِ ٱلْخُطْوَتَيْنِ ٱلْمَحَبَّةَ لِيَهْوَه وَٱلرَّغْبَةَ فِي خِدْمَتِهِ.‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ يَعْتَمِدَ ٱلْمَرْءُ لِأَنَّ أَحَدًا قَالَ لَهُ إِنَّهُ دَرَسَ بِمَا فِيهِ ٱلْكِفَايَةُ أَوْ لِأَنَّ أَصْدِقَاءَهُ يَعْتَمِدُونَ.‏ لَا شَكَّ أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلْوَالِدِينَ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُشَجِّعُوا ٱلشَّخْصَ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ حَثَّ مُسْتَمِعِيهِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ أَنْ ‹يَعْتَمِدُوا›.‏ (‏اعمال ٢:‏٣٨‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱنْتِذَارَنَا هُوَ مَسْأَلَةٌ شَخْصِيَّةٌ،‏ وَلَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُومَ بِهِ عَنَّا.‏ فَقَرَارُ فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ هُوَ قَرَارُنَا نَحْنُ.‏ —‏ مزمور ٤٠:‏٨‏.‏

      مَاذَا يَجْعَلُ ٱلْمَرْءَ مُؤَهَّلًا لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ لِمَاذَا لَا تَنْسَجِمُ مَعْمُودِيَّةُ ٱلْأَطْفَالِ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ تَقَدُّمٍ رُوحِيٍّ يَنْبَغِي أَنْ يُحْرِزَهُ ٱلْأَوْلَادُ قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

      ٨ هَلِ ٱلْأَوْلَادُ قَادِرُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارًا وَاعِيًا بِٱلِٱنْتِذَارِ؟‏ إِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تُحَدِّدُ عُمْرًا مُعَيَّنًا لِلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَا يُمْكِنُ لِلْأَطْفَالِ حَتْمًا أَنْ يَصِيرُوا مُؤْمِنِينَ،‏ يَتَّخِذُوا ٱلْقَرَارَاتِ،‏ أَوْ يَنْتَذِرُوا للّٰهِ.‏ (‏اعمال ٨:‏١٢‏)‏ يَذْكُرُ ٱلْمُؤَرِّخُ أُوغسْطُس نيَانْدَر عَنْ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فِي كِتَابِهِ اَلتَّارِيخُ ٱلْعَامُّ لِلدِّينِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَٱلْكَنِيسَةِ (‏بالانكليزية)‏:‏ «فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَ يُعَمَّدُ ٱلرَّاشِدُونَ فَقَطْ،‏ إِذْ إِنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ وَٱلْإِيمَانَ ٱعْتُبِرَا آنَذَاكَ أَمْرَيْنِ وَثِيقَيِ ٱلصِّلَةِ».‏

      ٩ إِلَّا أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَوْلَادِ قَدْ يُحْرِزُونَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا فِي سِنٍّ صَغِيرَةٍ نِسْبِيًّا،‏ فِيمَا يَأْخُذُ غَيْرُهُمْ وَقْتًا أَطْوَلَ.‏ وَلكِنْ قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَمْتَلِكَ ٱلْوَلَدُ مَثَلُهُ مَثَلُ ٱلرَّاشِدِينَ عَلَاقَةً شَخْصِيَّةً بِيَهْوَه،‏ فَهْمًا عَمِيقًا لِمَبَادِئِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ،‏ وَإِدْرَاكًا وَاضِحًا لِمَا يَشْمُلُهُ ٱلِٱنْتِذَارُ.‏

      ١٠ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ تَسْبُقُ ٱلِٱنْتِذَارَ وَٱلْمَعْمُودِيَّةَ؟‏

      ١٠ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُعَلِّمُوا ٱلْجُدُدَ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَاهُمْ بِهِ.‏ (‏متى ٢٨:‏٢٠‏)‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْجُدُدُ ٱلْحَقَّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً،‏ مِمَّا يُمَكِّنُهُمْ مِنْ تَنْمِيَةِ ٱلْإِيمَانِ بِيَهْوَه وَكَلِمَتِهِ.‏ (‏روما ١٠:‏١٧؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٤؛‏ عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ ثُمَّ عِنْدَمَا يَمَسُّ حَقُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ قَلْبَ ٱلشَّخْصِ،‏ يَدْفَعُهُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ وَٱلرُّجُوعِ عَنْ طَرِيقَةِ حَيَاتِهِ ٱلسَّابِقَةِ.‏ (‏اعمال ٣:‏١٩‏)‏ وَأَخِيرًا،‏ يَبْلُغُ ٱلشَّخْصُ مَرْحَلَةً حِينَ يَرْغَبُ فِي أَنْ يَنْذُرَ نَفْسَهُ لِيَهْوَه وَيَعْتَمِدَ،‏ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ.‏

      ١١ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُشَارِكَ بِٱنْتِظَامٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ قَبْلَ مَعْمُودِيَّتِنَا؟‏

      ١١ وَٱلْخُطْوَةُ ٱلْمُهِمَّةُ ٱلْأُخْرَى فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ هِيَ ٱلِٱشْتِرَاكُ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَهٰذَا هُوَ أَهَمُّ عَمَلٍ أَوْكَلَهُ يَهْوَه إِلَى شَعْبِهِ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ هذِهِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وَيُمْكِنُ لِلنَّاشِرِينَ غَيْرِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْمُفْرِحِ أَنْ يُخْبِرُوا ٱلْآخَرِينَ بِإِيمَانِهِمْ.‏ وَٱلْمُسَاهَمَةُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ تُعِدُّهُمْ لِلِٱشْتِرَاكِ ٱلْمُنْتَظِمِ وَٱلْغَيُورِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ —‏ روما ١٠:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٤،‏ ١٥‏.‏

      هَلْ هُنَالِكَ أَمْرٌ يَمْنَعُكَ مِنَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

      ١٢ مَاذَا قَدْ يَمْنَعُ ٱلْبَعْضَ مِنَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

      ١٢ قَدْ يُحْجِمُ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ لِأَنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَ تَحَمُّلَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلَّتِي تُرَافِقُهَا.‏ فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ سَيُضْطَرُّونَ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِتَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةٍ فِي حَيَاتِهِمْ إِذَا أَرَادُوا بُلُوغَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ.‏ أَوْ قَدْ يَخْشَى آخَرُونَ أَلَّا يُطَبِّقُوا مَطَالِبَ اللّٰهِ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ قَدْ يُفَكِّرُونَ:‏ «رُبَّمَا أَرْتَكِبُ خَطَأً ذَاتَ يَوْمٍ وَأُفْصَلُ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ».‏

      ١٣ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ،‏ مَاذَا مَنَعَ ٱلْبَعْضَ مِنَ ٱلصَّيْرُورَةِ أَتْبَاعًا لَهُ؟‏

      ١٣ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ،‏ سَمَحَ ٱلْبَعْضُ لِلْمَصَالِحِ ٱلشَّخْصِيَّةِ وَٱلرَّوَابِطِ ٱلْعَائِلِيَّةِ بِأَنْ تُعِيقَهُمْ عَنِ ٱلصَّيْرُورَةِ تَلَامِيذَ لَهُ.‏ فَأَحَدُ ٱلْكَتَبَةِ قَالَ إِنَّهُ سَيَتْبَعُ يَسُوعَ أَيْنَمَا يَمْضِي.‏ لكِنَّ يَسُوعَ أَجَابَهُ أَنَّهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ لَا يَمْلِكُ مَكَانًا يَأْوِي إِلَيْهِ فِي ٱللَّيْلِ.‏ وَعِنْدَمَا دَعَا يَسُوعُ مُسْتَمِعًا آخَرَ لِيَتْبَعَهُ،‏ أَجَابَ ٱلرَّجُلُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَوَّلًا أَنْ ‹يَدْفِنَ› أَبَاهُ.‏ فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ فَضَّلَ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْبَقَاءَ فِي ٱلْبَيْتِ وَٱلِٱنْتِظَارَ حَتَّى يَمُوتَ أَبُوهُ عَلَى ٱتِّبَاعِ يَسُوعَ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِهذَا ٱلْأَمْرِ حِينَمَا يَنْشَأُ.‏ وَأَخِيرًا،‏ قَالَ ثَالِثٌ إِنَّ عَلَيْهِ ‹تَوْدِيعَ› ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِهِ قَبْلَ أَنْ يَتْبَعَهُ.‏ وَقَدْ وَصَفَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمُمَاطَلَةَ عَلَى أَنَّهَا ‹نَظَرٌ إِلَى مَا هُو وَرَاءُ›.‏ وَهكَذَا،‏ يَتَبَيَّنُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلْمُمَاطَلَةِ سَيَتَمَكَّنُونَ دَائِمًا مِنِ ٱخْتِلَاقِ ٱلْأَعْذَارِ لِلتَّمَلُّصِ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ —‏ لوقا ٩:‏٥٧-‏٦٢‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ كَيْفَ تَجَاوَبَ بُطْرُسُ وَأَنْدرَاوُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا عِنْدَمَا دَعَاهُمْ يَسُوعُ أَنْ يَصِيرُوا صَيَّادِي نَاسٍ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَرَدَّدَ فِي قُبُولِ نِيرِ يَسُوعَ؟‏

      ١٤ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ لَاحِظْ مَا فَعَلَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدرَاوُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا.‏ فَعِنْدَمَا دَعَاهُمْ يَسُوعُ أَنْ يَتْبَعُوهُ وَيَصِيرُوا صَيَّادِي نَاسٍ،‏ ‹تَرَكُوا شِبَاكَهُمْ حَالًا وَتَبِعُوهُ›،‏ كَمَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ (‏متى ٤:‏١٩-‏٢٢‏)‏ وَٱتِّخَاذُهُمْ هذَا ٱلْقَرَارَ فَوْرًا جَعَلَهُمْ يَلْمُسُونَ شَخْصِيًّا صِحَّةَ مَا قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ لَاحِقًا:‏ «اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي،‏ لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ،‏ فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ.‏ لِأَنَّ نِيرِي لَطِيفٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».‏ (‏متى ١١:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ تَضَعُ عَلَيْنَا نِيرَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ،‏ يُؤَكِّدُ لَنَا يَسُوعُ أَنَّ هذَا ٱلنِّيرَ لَطِيفٌ،‏ يَسْهُلُ حَمْلُهُ،‏ وَيَجْلُبُ لَنَا ٱنْتِعَاشًا كَبِيرًا.‏

      ١٥ كَيْفَ يُظْهِرُ مِثَالُ مُوسَى وَإِرْمِيَا أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى دَعْمِ يَهْوَه؟‏

      ١٥ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَشْعُرَ بِعَدَمِ ٱلْكَفَاءَةِ.‏ فَمُوسَى وَإِرْمِيَا شَعَرَا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّهُمَا عَاجِزَانِ عَنْ إِتْمَامِ ٱلتَّعْيِينِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِمَا يَهْوَه.‏ (‏خروج ٣:‏١١؛‏ ارميا ١:‏٦‏)‏ فَكَيْفَ طَمْأَنَهُمَا يَهْوَه؟‏ قَالَ لِمُوسَى:‏ «أَنَا أَكُونُ مَعَكَ».‏ كَمَا وَعَدَ إِرْمِيَا:‏ «أَنَا مَعَكَ لِأُنْقِذَكَ».‏ (‏خروج ٣:‏١٢؛‏ ارميا ١:‏٨‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ بِدَعْمِ يَهْوَه لَنَا.‏ فَمَحَبَّتُنَا للّٰهِ وَٱتِّكَالُنَا عَلَيْهِ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَسْتَأْصِلَ ٱلشُّكُوكَ ٱلَّتِي تُسَاوِرُنَا حَوْلَ قُدْرَتِنَا عَلَى ٱلْعَيْشِ وَفْقَ ٱنْتِذَارِنَا.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «لَا خَوْفَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ،‏ بَلِ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْكَامِلَةُ تُلْقِي ٱلْخَوْفَ خَارِجًا».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏١٨‏)‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يَخَافُ ٱلصَّبِيُّ ٱلصَّغِيرُ حِينَ يَمْشِي وَحْدَهُ،‏ لكِنَّهُ يَكُونُ وَاثِقًا عِنْدَمَا يَسِيرُ مُمْسِكًا بِيَدِ أَبِيهِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا كُنَّا نَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا،‏ فَهُوَ يَعِدُ أَنْ ‹يُقَوِّمَ سُبُلَنَا› فِيمَا نَسِيرُ مَعَهُ.‏ —‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

      اَلْحِفَاظُ عَلَى وَقَارِ ٱلْمُنَاسَبَةِ

      ١٦ لِمَاذَا تَشْمُلُ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ ٱلتَّغْطِيسَ ٱلْكُلِّيَّ فِي ٱلْمَاءِ؟‏

      ١٦ عَادَةً،‏ يَسْبِقُ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ خِطَابٌ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُوضِحُ مَغْزَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَفِي خِتَامِ ٱلْخِطَابِ،‏ يُطْلَبُ مِنَ ٱلْمُرَشَّحِينَ ٱلْقِيَامُ بِإِعْلَانٍ جَهْرِيٍّ لِإِيمَانِهِمْ،‏ وَذلِكَ بِٱلْإِجَابَةِ عَنْ سُؤَالَيِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ (‏روما ١٠:‏١٠‏؛‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢٢.‏)‏ ثُمَّ يُغَطَّسُونَ فِي ٱلْمَاءِ،‏ ٱقْتِدَاءً بِمِثَالِ يَسُوعَ نَفْسِهِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ ‹صَعِدَ مِنَ ٱلْمَاءِ› بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ.‏ (‏متى ٣:‏١٦؛‏ مرقس ١:‏١٠‏)‏ وَهذَا مَا يُوضِحُ أَنَّ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدَ قَدْ غَطَّسَ يَسُوعَ كُلِّيًّا.‏b وَٱلتَّغْطِيسُ ٱلْكُلِّيُّ هُوَ رَمْزٌ مُلَائِمٌ لِلتَّغْيِيرِ ٱلْجَذْرِيِّ ٱلَّذِي نُجْرِيهِ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَنَحْنُ نَمُوتُ مَجَازِيًّا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَسْلَكِ حَيَاتِنَا ٱلسَّابِقِ ثُمَّ نَبْدَأُ مِنْ جَدِيدٍ حَيَاتَنَا فِي خِدْمَةِ اللّٰهِ.‏

      ١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاهِمَ ٱلْمُرَشَّحُونَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ وَٱلْحُضُورُ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى وَقَارِ ٱلْمُنَاسَبَةِ؟‏

      ١٧ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ هِيَ مُنَاسَبَةٌ جِدِّيَّةٌ وَمُفْرِحَةٌ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشِيرُ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَمَا عَمَّدَهُ يُوحَنَّا فِي نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَتَصَرَّفَ ٱلْمُرَشَّحُونَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ فِي هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ بِشَكْلٍ لَائِقٍ.‏ وَإِذَا كَانَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُثُّنَا أَنْ نَلْبَسَ بحِشْمَةٍ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَيْضًا وَقْتَ مَعْمُودِيَّتِنَا؟‏!‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٩‏)‏ عَلَى ٱلْحُضُورِ أَيْضًا أَنْ يُظْهِرُوا ٱلِٱحْتِرَامَ ٱلْوَاجِبَ،‏ وَذلِكَ بِٱلْإِصْغَاءِ بِٱنْتِبَاهٍ إِلَى خِطَابِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ وَٱلتَّصَرُّفِ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ عِنْدَ مُشَاهَدَةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٤٠‏.‏

      اَلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي يَحْصُدُهَا ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْمُعْتَمِدُونَ

      ١٨،‏ ١٩ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَحْصُدُهَا حِينَ نَعْتَمِدُ؟‏

      ١٨ عِنْدَمَا نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا للّٰهِ وَنَعْتَمِدُ،‏ نَصِيرُ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةٍ مُمَيَّزَةٍ.‏ فَيَهْوَه يَصِيرُ أَبَانَا وَصَدِيقَنَا.‏ فَقَبْلَ مَعْمُودِيَّتِنَا،‏ كُنَّا مُبْعَدِينَ عَنِ اللّٰهِ؛‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ تَصَالَحْنَا مَعَهُ.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٩؛‏ كولوسي ١:‏٢٠‏)‏ وَبِوَاسِطَةِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ،‏ نَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ وَيَقْتَرِبُ هُوَ إِلَيْنَا.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ فَٱلنَّبِيُّ مَلَاخِي يَقُولُ إِنَّ يَهْوَه يُصْغِي وَيَسْمَعُ لِلَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ وَيَحْمِلُونَ ٱسْمَهُ وَإِنَّهُ يَكْتُبُ أَسْمَاءَهُمْ فِي سِفْرِ تَذْكِرَتِهِ.‏ وَيَقُولُ يَهْوَه:‏ «يَصِيرُونَ لِي،‏ .‏ .‏ .‏ وَأَتَرَأَّفُ عَلَيْهِمْ كَمَا يَتَرَأَّفُ ٱلْإِنْسَانُ عَلَى ٱبْنِهِ ٱلَّذِي يَخْدُمُهُ».‏ —‏ ملاخي ٣:‏١٦-‏١٨‏.‏

      ١٩ حِينَ نَعْتَمِدُ،‏ نَصِيرُ أَيْضًا أَعْضَاءً فِي مَعْشَرِ إِخْوَةٍ عَالَمِيِّ ٱلنِّطَاقِ.‏ فَعِنْدَمَا سَأَلَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَحْصُدُهَا تَلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِ لِأَنَّهُمْ قَامُوا بِٱلتَّضْحِيَاتِ،‏ وَعَدَ يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوْ أَوْلَادًا أَوْ أَرَاضِيَ لِأَجْلِ ٱسْمِي،‏ يَنَالُ أَضْعَافًا وَيَرِثُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً».‏ (‏متى ١٩:‏٢٩‏)‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ،‏ كَتَبَ بُطْرُسُ عَنْ «كَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ» ٱلَّذِي صَارَ مَوْجُودًا «فِي ٱلْعَالَمِ».‏ فَقَدِ ٱخْتَبَرَ بُطْرُسُ شَخْصِيًّا دَعْمَ وَمُسَاعَدَةَ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُحِبِّ هذَا.‏ وَنَحْنُ أَيْضًا بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَلْمُسَ هذَا ٱلدَّعْمَ عَيْنَهُ.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٧؛‏ ٥:‏٩‏.‏

      ٢٠ أَيُّ رَجَاءٍ رَائِعٍ تَمْنَحُنَا إِيَّاهُ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ؟‏

      ٢٠ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَهُ ‹يَرِثُونَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً›.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ وَٱلْمَعْمُودِيَّةَ يُتِيحَانِ لَنَا فُرْصَةَ ‹ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ› —‏ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٩‏)‏ فَأَيُّ أَسَاسٍ أَفْضَلَ لِلْمُسْتَقْبَلِ يُمْكِنُنَا وَضْعُهُ لِأَنْفُسِنَا وَلِعَائِلَاتِنَا؟‏ وَهذَا ٱلرَّجَاءُ ٱلرَّائِعُ سَيُمَكِّنُنَا مِنْ أَنْ «نَسِيرَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ».‏ —‏ ميخا ٤:‏٥‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ ٱعْتَمَدَ فَوْرًا ٱليَهُودُ وَٱلْمُتَهَوِّدُونَ ٱلثَّلَاثَةُ آلَافٍ ٱلَّذِينَ أَصْغَوْا إِلى خِطَابِ بُطْرُسَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ.‏ وَلكِنَّهُمْ طَبْعًا كَانُوا كَٱلْخَصِيِّ ٱلْحَبَشِيِّ مُطَّلِعِينَ عَلَى تَعَالِيمِ وَمَبَادِئِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ.‏ —‏ اعمال ٢:‏٣٧-‏٤١‏.‏

      b اِسْتِنَادًا إِلَى القاموس التفسيري لكلمات العهد الجديد (‏بالانكليزية)‏ لواضعه ڤاين،‏ تُشِيرُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ باپتيسما ٱلْمُسْتَعْمَلَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُقَابِلَ «مَعْمُودِيَّة» إِلَى «عَمَلِيَّةِ ٱلتَّغْطِيسِ:‏ اَلْغَمْرِ فِي ٱلْمَاءِ وَٱلْخُرُوجِ مِنْهُ».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة