-
المسيحيون والمجتمع البشري اليومبرج المراقبة ١٩٩٣ | ١ تموز (يوليو)
-
-
المسيحيون والمجتمع البشري اليوم
«تكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمي.» — متى ٢٤:٩.
١ ماذا كان سيصير سمة مميِّزة للمسيحية؟
الانفصال عن العالم كان سمة مميِّزة للمسيحيين الاوَّلين. وفي الصلاة الى ابيه السماوي، يهوه، قال المسيح عن تلاميذه: «انا قد اعطيتهم كلامك والعالم ابغضهم لأنهم ليسوا (جزءا) من العالم كما اني انا لست (جزءا) من العالم.» (يوحنا ١٧:١٤) وعندما استُدعي امام بيلاطس البنطي، ذكر يسوع: «مملكتي ليست (جزءا) من هذا العالم.» (يوحنا ١٨:٣٦) وانفصال المسيحية الباكرة عن العالم تشهد له الاسفار اليونانية المسيحية والمؤرخون.
٢ (أ) هل كان سيصير هنالك ايّ تغيُّر في العلاقة بين أتباع يسوع والعالم اذ ينقضي الوقت؟ (ب) هل يُتوقع اتيان ملكوت يسوع بهداية الامم؟
٢ وهل كشف يسوع لاحقا انه سيكون هنالك تغيُّر في العلاقة بين أتباعه والعالم وأن ملكوته سيأتي بهداية العالم الى المسيحية؟ كلا. فلا شيء مما اوحي الى أتباعه ان يكتبوه بعد موت يسوع لمَّح ايضا الى امر كهذا. (يعقوب ٤:٤ [كُتب قبل وقت قصير من السنة ٦٢ بم]؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧؛ ٥:١٩ [كُتب نحو السنة ٩٨ بم]) وعلى العكس تماما يربط الكتاب المقدس «حضور» يسوع ‹وإتيانه› اللاحق في سلطة الملكوت بـ «اختتام نظام الاشياء،» اذ يبلغ الذروة في «المنتهى» الذي له، او دماره. (متى ٢٤:٣، عج، ١٤، ٢٩، ٣٠؛ دانيال ٢:٤٤؛ ٧:١٣، ١٤) وفي العلامة التي اعطاها يسوع عن الـ پاروسيا الذي له، او حضوره، قال عن أتباعه الحقيقيين: «حينئذ يسلِّمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمي.» — متى ٢٤:٩.
المسيحيون الحقيقيون اليوم
٣، ٤ (أ) كيف تصف دائرة معارف كاثوليكية المسيحيين الاوَّلين؟ (ب) بأية عبارات متماثلة يوصف شهود يهوه والمسيحيون الاوَّلون؟
٣ ايّ فريق ديني اليوم كسب لنفسه صيت الامانة للمبادئ المسيحية والانفصال عن هذا العالم، وأعضاؤه مبغضون ومضطهدون؟ حسنا، اية هيئة مسيحية عالمية تطابق في كل وجه الاوصاف التاريخية للمسيحيين الاوَّلين؟ في ما يتعلق بهذه، تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة: «ان المجتمع المسيحي الباكر، على الرغم من انه اعتُبر في بادئ الامر مجرد بدعة اخرى ضمن المحيط اليهودي، برهن انه فريد في تعليمه اللاهوتي، وعلى الاخص في غيرة اعضائه، الذين خدموا كشهود للمسيح ‹في كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض› (اعمال ١:٨).» — المجلد ٣، الصفحة ٦٩٤.
٤ لاحظوا العبارات «اعتُبر . . . مجرد بدعة اخرى،» «فريد في تعليمه،» و «غيرة . . . كشهود.» والآن لاحظوا كيف تصف دائرة المعارف نفسها شهود يهوه: «بدعة . . . الشهود مقتنعون بشدة بأن نهاية العالم ستأتي خلال سنوات قليلة جدا. وهذا الايمان الحي يَظهر انه القوة المحركة الاشد وراء غيرتهم التي لا تتعب. . . . الالتزام الرئيسي لكل عضو في البدعة هو أن يشهد ليهوه بإعلان ملكوته القريب. . . . يعتبرون الكتاب المقدس مصدرهم الوحيد للايمان وقاعدتهم للسلوك . . . وليكون المرء شاهدا حقيقيا لا بد ان يكرز بفعَّالية بطريقة او بأخرى.» المجلد ٧، الصفحتان ٨٦٤-٨٦٥.
٥ (أ) من اية نواح تكون تعاليم شهود يهوه فريدة؟ (ب) أَعطوا امثلة تظهر ان معتقدات شهود يهوه منسجمة مع الاسفار المقدسة.
٥ ومن اية نواح تكون تعاليم شهود يهوه فريدة؟ تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة بعضها: «انهم [شهود يهوه] يدينون الثالوث كصنمية وثنية . . . ويعتبرون يسوع الشاهد الاعظم ليهوه، ‹الها› (هكذا يترجمون يوحنا ١:١)، ليس ادنى من احد سوى يهوه. . . . مات كإنسان وأُقيم كابن روحاني خالد. آلامه وموته كانت الثمن الذي دفعه ليسترد للجنس البشري حق العيش الى الابد على الارض. وفي الواقع، ‹حشد كبير› (رؤيا ٧:٩) من الشهود الحقيقيين يرجون فردوسا ارضيا؛ وفقط الامناء الـ ٠٠٠,١٤٤ (رؤيا ٧:٤؛ ١٤:١، ٤) يمكن ان يتمتعوا بالمجد السماوي مع المسيح. وسيختبر الاشرار الهلاك التام. . . . والمعمودية — التي يمارسها الشهود بالتغطيس . . . [هي] الرمز الظاهري الى انتذارهم لخدمة يهوه اللّٰه. . . . لفت شهود يهوه انتباه الاعلام برفض اجراءات نقل الدم . . . وآدابهم الزوجية والجنسية صارمة تماما.» قد يكون شهود يهوه فرائد من هذه النواحي، لكنَّ موقفهم من هذه النقاط كلها مؤسس بشكل متين على الكتاب المقدس. — مزمور ٣٧:٢٩؛ متى ٣:١٦؛ ٦:١٠؛ اعمال ١٥:٢٨، ٢٩؛ رومية ٦:٢٣؛ ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠؛ ٨:٦؛ رؤيا ١:٥.
٦ ايّ موقف عقلي يحافظ عليه شهود يهوه؟ ولماذا؟
٦ يضيف هذا المؤلَّف الكاثوليكي الروماني انه في سنة ١٩٦٥ (كما يظهر السنة التي كُتبت فيها المقالة) «لم يَعتبر الشهود بعدُ أنهم ينتمون الى المجتمع الذي يعيشون فيه.» ويبدو ان المؤلِّف اعتقد انه اذ ينقضي الوقت ويصير شهود يهوه اكثر عددا ويتَّخذون «اكثر فأكثر خصائص كنيسة بدلا من بدعة،» يصيرون جزءا من هذا العالم. لكنَّ ذلك لم يتبيَّن انه الحال. فاليوم، بما يزيد على اربعة اضعاف عدد الشهود في سنة ١٩٦٥، يحافظ شهود يهوه بثبات على موقفهم العقلي بشأن العالم. فهم «ليسوا (جزءا) من العالم،» كما لم يكن يسوع «(جزءا) من العالم.» — يوحنا ١٧:١٦.
منفصلون لكن غير عدائيين
٧، ٨ كما كان يصحُّ في المسيحيين الاوَّلين، ماذا يصحُّ في شهود يهوه اليوم؟
٧ اذ ذكر دفاع المسيحيين الاوَّلين بواسطة يوستينوس الشهيد مدافع في القرن الثاني، كتب روبرت م. ڠرانت في كتابه المسيحية الباكرة والمجتمع: «لو كان المسيحيون ثوريين لبَقوا مختبئين لكي يبلغوا هدفهم. . . . انهم افضل حلفاء للامبراطور في سبيل السلام والنظام الجيد.» وبشكل مماثل، يُعرف شهود يهوه اليوم حول العالم بأنهم مواطنون محبون للسلام ومحافظون على النظام. والحكومات، ايّا كان نوعها، تعرف انه ليس لديها ما تخافه من شهود يهوه.
٨ كتب كاتب افتتاحيات في اميركا الشمالية: «يلزم خيال متعصب ومتصف بجنون الاضطهاد للاعتقاد ان شهود يهوه يشكِّلون ايّ نوع من التهديد لايّ نظام سياسي؛ فهم غير مخرِّبين ومحبون للسلام كما يمكن ان تكون هيئة دينية.» وفي كتابه لوبْجِكسيون دو كونسيانس (الاعتراض بسبب الضمير)، يكتب جان-پيار كاتلان: «يذعن الشهود كاملا للسلطات ويطيعون القوانين عموما؛ يدفعون ضرائبهم ولا يحاولون ان يعترضوا على، يغيِّروا، او يدمروا الحكومات، لأنهم لا يشغلون انفسهم بشؤون هذا العالم.» ويتابع كاتلان مضيفا انه فقط اذا طالبت الدولة بحياتهم، التي نذروها كاملا للّٰه، يرفض شهود يهوه الطاعة. وفي ذلك يشبهون بدقة المسيحيين الاوَّلين. — مرقس ١٢:١٧؛ اعمال ٥:٢٩.
الطبقات الحاكمة تسيء فهمهم
٩ في ما يتعلق بالانفصال عن العالم، ما هو احد الفوارق البارزة بين المسيحيين الاوَّلين والكاثوليك العصريين؟
٩ معظم الاباطرة الرومان اساءوا فهم المسيحيين الاوَّلين واضطهدوهم. واذ تظهر السبب، تعلن الرسالة الى ديوڠنيتُس، التي يعتقد البعض انها تعود الى القرن الثاني بم: «يعيش المسيحيون في العالم، لكنهم ليسوا جزءا لا يتجزأ من العالم.» ومن جهة اخرى، ذكر المجمع الڤاتيكاني الثاني، في دستوره العقائدي في الكنيسة، انه يجب على الكاثوليك «ان يطلبوا ملكوت اللّٰه بالاشتراك في الشؤون الوقتية» و«يعملوا على تقديس العالم من الداخل.»
١٠ (أ) كيف كانت الطبقات الحاكمة تنظر الى المسيحيين الاوَّلين؟ (ب) كيف يُنظر الى شهود يهوه في الاغلب، وما هو ردّ فعلهم؟
١٠ يذكر المؤرخ إ. جي. هاردي ان الاباطرة الرومان اعتبروا المسيحيين الاوَّلين انهم «متحمسون مزدرى بهم نوعا ما.» ويتكلَّم المؤرخ الفرنسي إتيان تروكمِه عن «الازدراء الذي كان يكنّه الرسميون اليونانيون والرومانيون المثقَّفون لما اعتبروه بدعة شرقية غريبة جدا [المسيحيين].» والمراسلة بين بلينيوس الاصغر، حاكم بيثينية الروماني، والامبراطور تراجان تظهر ان الطبقات الحاكمة كانت تجهل عموما الطبيعة الحقيقية للمسيحية. وبشكل مماثل اليوم، كثيرا ما تسيء فهم شهود يهوه وتحتقرهم طبقاتُ العالم الحاكمة. لكنَّ ذلك لا يفاجئ الشهود ولا يفزعهم. — اعمال ٤:١٣؛ ١ بطرس ٤:١٢، ١٣.
«يُقاوَم في كل مكان»
١١ (أ) اية امور قيلت عن المسيحيين الاوَّلين، وماذا يُقال عن شهود يهوه؟ (ب) لماذا لا يشترك شهود يهوه في السياسة؟
١١ قيل عن المسيحيين الاوَّلين: «معلوم عندنا من جهة هذا المذهب [البدعة، عج] انه يُقاوَم في كل مكان.» (اعمال ٢٨:٢٢) وفي القرن الثاني بم، ادَّعى سِلسُس الوثني ان المسيحية تروق فقط لحثالة المجتمع البشري. وبشكل مماثل يُقال عن شهود يهوه انهم «في معظم الاحوال، يُجتذبون من المحرومين في مجتمعنا.» وأخبر المؤرخ الكنسي اوڠسطوس نياندر ان «المسيحيين مُثِّلوا كأشخاص غير مبالين بالعالم، وعديمي الفائدة في كل شؤون الحياة؛ . . . وسُئل، ماذا سيحل بأعمال الحياة، اذا كان الجميع مثلهم؟» ولأن شهود يهوه يمتنعون عن الاشتراك في السياسة، كثيرا ما يُتَّهمون ايضا بأنهم عديمو الفائدة في المجتمع البشري. ولكن كيف يمكن ان يكونوا اعضاء نشاطى سياسيا وفي الوقت نفسه مؤيدين لملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري؟ يفكِّر شهود يهوه جديا في كلمات الرسول بولس: «اشترك انت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح. ليس احد وهو يتجنَّد يرتبك بأعمال الحياة [المدنية، الترجمة القانونية المنقحة، طبعة مسكونية] لكي يرضي من جنَّده.» — ٢ تيموثاوس ٢:٣، ٤.
١٢ في ايّ وجه مهم للانفصال يشبه شهود يهوه المسيحيين الاوَّلين؟
١٢ في كتابه تاريخ المسيحية، يكتب الپروفسور ك. س. لاتورِت: «احدى القضايا التي فيها كان المسيحيون الاوَّلون على خلاف مع العالم اليوناني الروماني هي الاشتراك في الحرب. وطوال القرون الثلاثة الاولى ما من كتابة مسيحية بقيت الى زمننا تغاضت عن الاشتراك المسيحي في الحرب.» ويذكر مؤلَّف إدوارد ڠيبّون تاريخ انحطاط وسقوط الامبراطورية الرومانية: «كان يستحيل على المسيحيين ان يصيروا جنودا او قضاة او ولاة دون ان ينكروا واجبا اقدس.» ويتبنى شهود يهوه بشكل مماثل موقف الحياد التام ويتبعون مبادئ الكتاب المقدس المذكورة في اشعياء ٢:٢-٤ ومتى ٢٦:٥٢.
١٣ ايّ اتهام يوجَّه الى شهود يهوه، ولكن ماذا تظهر الوقائع؟
١٣ يتَّهم شهودَ يهوه اعداؤهم بتحطيم العائلات. صحيح انه هنالك حالات لعائلات صارت منقسمة عندما صار عضو او اكثر شاهدا ليهوه. وقد انبأ يسوع مسبقا ان ذلك سيحدث. (لوقا ١٢:٥١-٥٣) لكنَّ الاحصاءات تظهر ان الزيجات التي تتحطم لهذا السبب هي استثناء. فبين شهود يهوه في فرنسا، مثلا، هنالك زيجة واحدة من كل ٣ زيجات فيها رفيق الزواج ليس شاهدا. ومع ذلك فان نسبة الطلاق بين هذه الزيجات المختلطة ليست اعلى من المعدل القومي. ولماذا؟ اعطى الرسولان بولس وبطرس مشورة حكيمة وموحى بها للمسيحيين المتزوجين بغير مؤمنين، وشهود يهوه يسعون الى اتِّباع كلماتهما. (١ كورنثوس ٧:١٢-١٦؛ ١ بطرس ٣:١-٤) واذا تحطَّم زواج مختلط، فدائما تقريبا تكون المبادرة من الرفيق غير الشاهد. ومن ناحية اخرى، أُنقذت آلاف كثيرة من الزيجات لأن رفقاء الزواج صاروا شهودا ليهوه وبدأوا بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس في حياتهم.
مسيحيون، لا ثالوثيون
١٤ ايّ اتهام أُدخل على المسيحيين الاوَّلين، ولماذا ذلك من السخرية؟
١٤ من السخرية انه في الامبراطورية الرومانية، كان احد الاتهامات التي أُدخلت على المسيحيين الاوَّلين انهم ملحدون. يكتب الدكتور اوڠسطوس نياندر: «منكرو الآلهة، ملحدون، . . . كان الاسم الشائع الذي به اشاروا الى المسيحيين بين الناس.» ويا لغرابة تلقيب المسيحيين، الذين عبدوا الخالق الحي لا الآلهة المتعددة، بالملحدين من قِبَل الوثنيين الذين عبدوا مَن «ليسوا آلهة بل صنعة ايدي الناس خشب وحجر.» — اشعياء ٣٧:١٩.
١٥، ١٦ (أ) ماذا قال بعض الدينيين عن شهود يهوه، ولكن ايّ سؤال ينشئه ذلك؟ (ب) ماذا يظهر ان شهود يهوه هم مسيحيون حقا؟
١٥ ومن السخرية على حد سواء هو الواقع ان بعض المسؤولين اليوم في العالم المسيحي ينكرون ان شهود يهوه هم مسيحيون. ولماذا؟ لأن الشهود يرفضون الثالوث. ووفقا للتعريف المتحيِّز للعالم المسيحي، «المسيحيون هم اولئك الذين يقبلون المسيح بصفته اللّٰه.» وبالتباين مع ذلك، يعرِّف قاموس عصري الاسم «مسيحي» بأنه «الشخص الذي يؤمن بيسوع المسيح ويتبع تعاليمه» و«المسيحية» بأنها «دين مؤسس على تعاليم يسوع المسيح والايمان بأنه ابن اللّٰه.» فأيّ فريق يلائمه هذا التعريف بدقة اكثر؟
١٦ يقبل شهود يهوه شهادة يسوع الخاصة في ما يتعلق بهويته. فقد ذكر: «اني ابن اللّٰه،» لا، «اللّٰه الابن.» (يوحنا ١٠:٣٦؛ قارنوا يوحنا ٢٠:٣١.) ويقبلون عبارة الرسول بولس الموحى بها في ما يتعلق بالمسيح: «فمع انه كان في صورة اللّٰه لم يَعُدَّ مساواته للّٰه غنيمة.»a (فيلبي ٢:٦، الترجمة اليسوعية الجديدة) ويذكر كتاب الوثنية في مسيحيتنا: «لم يشِر يسوع المسيح قط الى ظاهرة كهذه [ثالوث متساوٍ]، ولا تَظهر الكلمة ‹ثالوث› في ايّ مكان في العهد الجديد. فالكنيسة تبنَّت الفكرة فقط بعد ثلاثمئة سنة من موت ربنا؛ وأصل هذا المفهوم هو وثني تماما.» وشهود يهوه يقبلون تعليم الكتاب المقدس عن المسيح. فهم مسيحيون، لا ثالوثيون.
لا مسكونية
١٧ لماذا لا يتعاون شهود يهوه مع الحركة المسكونية او حركة الايمان الخليط؟
١٧ جرى القيام باتِّهامَين آخرين ضد شهود يهوه وهما انهم يرفضون الاشتراك في الحركة المسكونية وأنهم ينهمكون في ما يُسمى «الهداية الهجومية.» ووُجِّه ايضا كل من هذين التعييرين الى المسيحيين الاوَّلين. والعالم المسيحي، بعناصره الكاثوليكية، الارثوذكسية، والپروتستانتية، هو جزء من هذا العالم على نحو لا يُنكر. وكيسوع، شهود يهوه ‹ليسوا (جزءا) من العالم.› (يوحنا ١٧:١٤) فكيف يمكن ان يتحالفوا من خلال حركات الايمان الخليط مع الهيئات الدينية التي تروِّج السلوك والمعتقدات غير المسيحية؟
١٨ (أ) لماذا لا يمكن ان يُنقد شهود يهوه بسبب الادِّعاء انهم وحدهم يمارسون الدين الحقيقي؟ (ب) فيما يعتقدون ان لديهم الدين الحقيقي، ماذا لا يملكه الكاثوليك الرومانيون؟
١٨ ومَن يمكنه ان ينقد على نحو مبرَّر شهود يهوه لاعتقادهم، كما فعل المسيحيون الاوَّلون، انهم وحدهم يمارسون الدين الحقيقي؟ فحتى الكنيسة الكاثوليكية، فيما تدَّعي على نحو ريائي انها تتعاون مع الحركة المسكونية، تعلن: «نؤمن ان هذا الدين الحقيقي الوحيد يستمر في الوجود في الكنيسة الكاثوليكية والرسولية، التي ائتمنها الرب يسوع على مهمة نشره بين كل الناس عندما قال للرسل: ‹فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم.›» (المجمع الڤاتيكاني الثاني، «بيان في الحرية الدينية») ولكن، من الواضح ان معتقدا كهذا غير كافٍ لبث غيرة لا تتعب في الكاثوليك للمضي قدما في عمل التلمذة.
١٩ (أ) ماذا يصمِّم شهود يهوه على فعله، وبأيّ دافع؟ (ب) ماذا سيجري فحصه في المقالة التالية؟
١٩ لشهود يهوه غيرة كهذه. وهم مصمِّمون على المثابرة على الشهادة ما دام اللّٰه يريد منهم ان يفعلوا ذلك. (متى ٢٤:١٤) وشهادتهم غيورة لكنها ليست هجومية. تدفعها المحبة للقريب، لا البغض للجنس البشري. وهم يرجون أن يُنقَذ اكبر عدد ممكن من الجنس البشري. (١ تيموثاوس ٤:١٦) وكالمسيحيين الاوَّلين، يسعون الى ان ‹يسالموا جميع الناس.› (رومية ١٢:١٨) أما كيف يشرعون في ذلك فستجري مناقشته في المقالة التالية.
[الحاشية]
a من اجل مناقشة هذا المقطع في ما يتعلق بعقيدة الثالوث، انظروا برج المراقبة، عدد ١٥ حزيران ١٩٧١، الصفحتين ٣٥٥-٣٥٦، بالانكليزية.
-
-
سالكون بحكمة في ما يتعلق بالعالمبرج المراقبة ١٩٩٣ | ١ تموز (يوليو)
-
-
سالكون بحكمة في ما يتعلق بالعالم
«(داوموا على السلوك) بحكمة من جهة الذين هم من خارج.» — كولوسي ٤:٥.
١ بماذا كان المسيحيون الاوَّلون يجابَهون، وأية مشورة اعطاها بولس للجماعة المسيحية في كولوسي؟
كان المسيحيون الاوَّلون الذين عاشوا في مدن العالم الروماني يجابَهون باستمرار بالصنمية، طلب الملذَّات الفاسدة ادبيا، والشعائر والعادات الوثنية. واولئك الذين عاشوا في كولوسي، مدينة في الجزء الاوسط الغربي من آسيا الصغرى، واجهوا دون شك عبادة الام الالاهة والارواحية للفريجيين الاصليين، الفلسفة الوثنية للمستوطنين اليونانيين، والديانة اليهودية في المستعمرة اليهودية. فنصح الرسول بولس الجماعة المسيحية ان ‹تداوم على السلوك بحكمة› من جهة «غرباء» كهؤلاء. — كولوسي ٤:٥.
٢ لماذا يلزم شهود يهوه اليوم ان يسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج؟
٢ واليوم، يواجه شهود يهوه ممارسات خاطئة مماثلة، وأكثر ايضا. لذلك يلزم ان يمارسوا ايضا الحكمة في علاقتهم بالذين هم من خارج الجماعة المسيحية الحقيقية. فكثيرون في المؤسسات الدينية والسياسية وفي وسائل الاعلام يعارضونهم. وبعض هؤلاء، يحاولون إما بالهجوم المباشر او، في الاغلب، بالتلميح ان يلطِّخوا سمعة شهود يهوه ويثيرون التحامل عليهم. وتماما كما كان يُنظر ظلما الى المسيحيين الاوَّلين ‹كبدعة› متعصبة وخطرة ايضا، فإن شهود يهوه اليوم هم في اغلب الاحيان هدف التحامل والافكار الخاطئة. — اعمال ٢٤:١٤؛ ١ بطرس ٤:٤.
التغلب على التحامل
٣، ٤ (أ) لماذا لن يحب العالم المسيحيين الحقيقيين ابدا، ولكن ماذا يجب ان نحاول فعله؟ (ب) ماذا كتبت مؤلِّفة عن شاهدات يهوه المحتجزات في معسكر اعتقال نازي؟
٣ لا يتوقع المسيحيون الحقيقيون ان يحبهم العالم الذي، وفقا للرسول يوحنا، «وضع في الشرير.» (١ يوحنا ٥:١٩) وعلى الرغم من ذلك، يشجع الكتاب المقدس المسيحيين على السعي الى استمالة الافراد الى يهوه وعبادته النقية. وهذا نفعله بالشهادة المباشرة وأيضا بسلوكنا الجيد. كتب الرسول بطرس: «ان تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون اللّٰه في يوم الافتقاد من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها.» — ١ بطرس ٢:١٢.
٤ وفي كتابها سامحوا — لكن لا تنسوا، قالت المؤلِّفة سيلڤيا سالڤسِن عن الشاهدات اللواتي كنَّ رفيقاتها النزلاء في معسكر اعتقال نازي: «ساعدتني كثيرا هاتان، كِيثي ومارڠارايت، وكثيرات اخريات، لا بإيمانهن فقط بل في امور عملية. فكنَّ يدبِّرن لنا اولى الخرق النظيفة التي كنا نحصل عليها من اجل قروحنا . . . وبالايجاز وجدنا انفسنا بين اناس يتمنَّون لنا الخير، ويظهرون مشاعرهم الودية بأفعالهم.» فيا لها من شهادة رائعة من «الذين هم من خارج»!
٥، ٦ (أ) اي عمل ينجزه المسيح في الوقت الحاضر، وماذا لا يجب ان ننساه؟ (ب) ماذا يجب ان يكون موقفنا من جهة الناس في العالم، ولماذا؟
٥ يمكننا ان نفعل الكثير لكي نبطل التحامل بالطريقة الحكيمة التي بها نتصرف من جهة الغرباء. صحيح اننا نعيش في الوقت الذي فيه يفرز ملكنا الحاكم، المسيح يسوع، الناس من الامم، «كما (يفرز) الراعي الخراف من الجداء.» (متى ٢٥:٣٢) ولكن لا تنسوا ابدا ان المسيح هو القاضي؛ فهو الذي يقرِّر مَن هم «الخراف» ومَن هم «الجداء.» — يوحنا ٥:٢٢.
٦ يجب ان يؤثر ذلك في موقفنا من جهة الذين ليسوا جزءا من هيئة يهوه. فقد نفكر فيهم كأشخاص عالميين، لكنهم جزء من عالم الجنس البشري الذي ‹احبَّه اللّٰه . . . حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.› (يوحنا ٣:١٦) واعتبار الناس انهم خراف مقبِلون افضل بكثير من التقرير باجتراء انهم جداء. فبعض الذين كانوا مرة معارضين للحق بعنف هم الآن شهود منتذرون. وكثيرون من هؤلاء جرت استمالتهم اولا بأعمال اللطف، قبل ان يتجاوبوا مع اية شهادة مباشرة. انظروا، على سبيل المثال، الصورة في الصفحة ١٨.
غيورون لكن غير هجوميين
٧ ايّ نقد عبَّر عنه البابا، ولكن ايّ سؤال قد نطرح؟
٧ نقد البابا يوحنا بولس الثاني البدع عموما، وشهود يهوه خصوصا، عندما ذكر: «الغيرة الهجومية تقريبا التي بها يبحث البعض عن انصار جدد، اذ يذهبون من بيت الى بيت، او يوقفون المارّة في زوايا الشوارع، هي تزييف البدع للحماس الرسولي والارسالي.» وقد يُسأل، اذا كانت غيرتنا ‹تزييفا . . . للحماس الرسولي والارسالي،› فأين يجب ان توجد الغيرة التبشيرية الحقيقية؟ بالتاكيد ليس بين الكاثوليك ولا حتى بين الپروتستانت او اعضاء الكنائس الأرثوذكسية.
٨ كيف يجب ان ننجز شهادتنا من بيت الى بيت، برجاء اية نتيجة؟
٨ وعلى الرغم من ذلك، لكي ندحض ايّ اتهام بالهجوم في شهادتنا، يجب ان نكون دائما لطفاء، متصفين بالاحترام، ومهذبين عندما نقترب الى الناس. كتب التلميذ يعقوب: «مَن هو حكيم وعالم بينكم فليُرِ اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة.» (يعقوب ٣:١٣) ويحضّنا الرسول بولس على ان نكون «غير مخاصمين.» (تيطس ٣:٢) مثلا، عوضا عن ان ندين فورا معتقدات شخص نشهد له، لِمَ لا نظهر اهتماما مخلصا بآرائه او آرائها؟ ثم أَخبروا الشخص بالبشارة كما يتضمنها الكتاب المقدس. وبتبني الاقتراب الايجابي وإظهار الاحترام الواجب للناس ذوي المعتقدات الاخرى، سنساعدهم على امتلاك موقف عقلي افضل للاصغاء، وقد يدركون قيمة رسالة الكتاب المقدس. ويمكن ان تكون النتيجة ان يأتي البعض الى ‹تمجيد اللّٰه.› — ١ بطرس ٢:١٢.
٩ كيف يمكننا ان نطبق المشورة التي اعطاها بولس (أ) في كولوسي ٤:٥؟ (ب) في كولوسي ٤:٦؟
٩ نصح الرسول بولس: «(داوموا على السلوك) بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت.» (كولوسي ٤:٥) واذ اوضح هذه العبارة الاخيرة، كتب ج. ب. لايْتفُت: «لا تفوِّتوا عليكم فرصة قول وفعل ما يمكن ان يؤيد قضية اللّٰه.» (الاحرف المائلة لنا.) نعم، يجب ان نكون مستعدين بالكلمات والافعال في الوقت الملائم. وحكمة كهذه تشمل ايضا اختيار الوقت المناسب من النهار للقيام بالزيارات. واذا رُفضت رسالتنا، فهل ذلك لأن الناس لا يقدِّرونها، ام لأننا قمنا بالزيارة في وقت غير ملائم على الارجح؟ كتب بولس ايضا: «ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد.» (كولوسي ٤:٦) ويتطلب ذلك التخطيط المسبق والمحبة الحقيقية للقريب. فلنقدِّم دائما رسالة الملكوت بنعمة.
متصفون بالاحترام و‹مستعدون لكل عمل صالح›
١٠ (أ) اية مشورة اعطاها الرسول بولس للمسيحيين الذين عاشوا في كريت؟ (ب) كيف كان شهود يهوه امثلة في اتِّباع مشورة بولس؟
١٠ لا يمكننا ان نساير على مبادئ الكتاب المقدس. ومن جهة اخرى، لا يجب ان نجادل بلا لزوم في القضايا التي لا تتعلق بالاستقامة المسيحية. كتب الرسول بولس: «ذكِّرهم [المسيحيين في كريت] ان يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح. ولا يطعنوا في احد ويكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس.» (تيطس ٣:١، ٢) والعالِم في الكتاب المقدس إ. ف. سكوت كتب عن هذا المقطع: «لم يكن على المسيحيين ان يطيعوا السلطة فقط، بل وجب ان يكونوا مستعدين لكل عمل صالح. وهذا . . . يعني ان المسيحيين، عندما كانت تقتضي الحاجة، وجب ان يكونوا بين الاوائل في اظهار الروح المتسمة بحب العمل للمصلحة العامة. فسيكون هنالك باستمرار اندلاع حرائق، تفشي اوبئة، كارثة من مختلف الانواع، حين يرغب جميع المواطنين الصالحين في مساعدة جيرانهم.» وحول العالم كانت هنالك امثلة كثيرة لكوارث تضرب وكان شهود يهوه بين الاوائل الذين ينجزون عمل الاغاثة. ولم يساعدوا اخوتهم فحسب بل ايضا الغرباء.
١١، ١٢ (أ) كيف يجب ان يتصرف المسيحيون ازاء السلطات؟ (ب) ماذا يشمله الخضوع للسلطات في ما يتعلق ببناء قاعات الملكوت؟
١١ وهذا المقطع عينه من رسالة بولس الى تيطس يشدِّد ايضا على اهمية تبني موقف متصف بالاحترام ازاء السلطات. والمسيحيون الاحداث الذين بسبب موقف حيادهم يَظهرون امام قضاة يجب ان يكونوا متيقظين خصوصا ليسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج. ويمكنهم ان يفعلوا الكثير لتحسين او إفساد سمعة شعب يهوه بمظهرهم، تصرفهم، والطريقة التي بها يتكلمون الى سلطات كهذه. فيجب ان ‹يعطوا الاكرام لمَن له الاكرام،› وأن يدافعوا باحترام عميق. — رومية ١٣:١-٧؛ ١ بطرس ٢:١٧؛ ٣:١٥.
١٢ و«السلاطين» يشملون الرسميين الحكوميين المحليين. والآن اذ يُبنى المزيد والمزيد من قاعات الملكوت، لا بد من التعامل مع السلطات المحلية. وغالبا ما يواجه الشيوخ التحامل. ولكن وُجد انه حيث يقيم ممثلو الجماعات علاقة جيدة بالسلطات ويتعاونون مع لجنة تخطيط المدن، يمكن إبطال هذا التحامل. وغالبا ما تُعطى شهادة رائعة للناس الذين عرفوا قبلا القليل او لا شيء عن شهود يهوه ورسالتهم.
‹ان كان ممكنا فسالموا الجميع›
١٣، ١٤ اية مشورة اعطاها بولس للمسيحيين في رومية، وكيف يمكن ان نطبقها في علاقاتنا بالغرباء؟
١٣ اعطى بولس المشورة التالية للمسيحيين الذين عاشوا في رومية الوثنية: «لا تجازوا احدا عن شرٍ بشر. معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس. إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس. لا تنتقموا لأنفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب. لأنه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب. فإن جاع عدوُّك فأطعمه. وإن عطش فاسقه. لأنك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه. لا يغلبنَّك الشر بل اغلب الشر بالخير.» — رومية ١٢:١٧-٢١.
١٤ وفي علاقاتنا بالغرباء، لا بد ان نواجه كمسيحيين حقيقيين المقاومين. وفي الفقرة المذكورة اعلاه، يظهر بولس ان مسلك الحكمة هو السعي الى التغلب على المقاومة بأعمال اللطف. وكجمر نار، يمكن ان تذيب اعمال اللطف هذه العداوة وتستميل المقاوم الى موقف ألطف تجاه شعب يهوه، وربما تثير ايضا اهتمامه بالبشارة. وعندما يحدث ذلك، يُغلب الشر بالخير.
١٥ متى يجب ان يكون المسيحيون منتبهين خصوصا للسلوك بحكمة من جهة الذين هم من خارج؟
١٥ والسلوك بحكمة من جهة الذين هم من خارج مهم خصوصا في البيوت حيث لا يكون احد رفيقَي الزواج قد قبل الحق بعد. فحفظ مبادئ الكتاب المقدس ينتج ازواجا افضل، زوجات افضل، آباء افضل، امهات افضل، وأولادا اكثر طاعة ويدرسون بأكثر اجتهاد في المدرسة. ويجب ان يتمكن غير المؤمن من رؤية التأثير السليم لمبادئ الكتاب المقدس في المؤمن. وهكذا، فإن البعض «يُربحون بسيرة» اعضاء العائلة المنتذرين «بدون كلمة.» — ١ بطرس ٣:١، ٢.
‹عاملون الخير للجميع›
١٦، ١٧ (أ) بأية ذبائح يسرُّ اللّٰه؟ (ب) كيف يجب ان ‹نفعل الخير› لاخوتنا وأيضا للذين هم من خارج؟
١٦ ان اعظم خير يمكن ان نعمله لجارنا هو ان نجلب له رسالة الحياة ونعلِّمه عن المصالحة مع يهوه بيسوع المسيح. (رومية ٥:٨-١١) لذلك يخبرنا الرسول بولس: «لنقدِّم به [المسيح] في كل حين ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه.» (عبرانيين ١٣:١٥) ويضيف بولس: «لكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسرُّ اللّٰه.» (عبرانيين ١٣:١٦) فبالاضافة الى شهادتنا العلنية، لا يجب ان ننسى «فعل الخير.» فذلك يشكل جزءا متمِّما للذبائح التي يسرُّ بها اللّٰه.
١٧ بشكل طبيعي، نفعل الخير لاخوتنا الروحيين، الذين قد يكونون في حاجة من الناحية العاطفية، الروحية، الجسدية، او المادية. وأشار بولس الى ذلك عندما كتب: «فإذًا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الايمان.» (غلاطية ٦:١٠؛ يعقوب ٢:١٥، ١٦) ولكن لا يجب ان ننسى الكلمات، «لنعمل الخير للجميع.» فيمكن لعمل اللطف لقريب، جار، او زميل في العمل ان يفعل الكثير لإبطال التحامل علينا ويفتح قلب الشخص للحق.
١٨ (أ) اية مخاطر يجب ان نتجنبها؟ (ب) كيف يمكننا ان نستخدم صلاحنا المسيحي كدعم لعمل شهادتنا العلنية؟
١٨ لفعل ذلك، لا يلزمنا ان نصنع اصدقاء احماء من اولئك الذين هم من خارج. فمعاشرات كهذه يمكن ان تكون خطرة. (١ كورنثوس ١٥:٣٣) وليس هنالك قصد لنكون اصدقاء العالم. (يعقوب ٤:٤) لكنَّ صلاحنا المسيحي يمكن ان يدعم كرازتنا. ففي بعض البلدان تزداد صعوبة التحدث الى الناس في بيوتهم. فبعض المباني السكنية تحميها اجهزة تمنعنا من الاتصال بالسكان. وفي البلدان المتطوِّرة يقدِّم الهاتف وسيلة للكرازة. وفي معظم البلدان يمكن انجاز شهادة الشوارع. ومع ذلك، في كل البلدان، ان نكون مسرِّين، مهذبين، لطفاء، ومفيدين للآخرين يفتح الفرص لإبطال التحامل ويعطي شهادة رائعة.
إسكات المقاومين
١٩ (أ) بما اننا لا نسعى الى ارضاء الناس، ماذا يمكننا ان نتوقع؟ (ب) كيف يجب ان نسعى الى اتِّباع مثال دانيال وتطبيق مشورة بطرس؟
١٩ لا يرضي شهود يهوه الناس ولا يخشونهم. (امثال ٢٩:٢٥؛ افسس ٦:٦) فهم يدركون تماما انه، على الرغم من كل جهودهم ليكونوا دافعي ضرائب مثاليين ومواطنين صالحين، سينشر المقاومون اكاذيب ماكرة ويتكلمون باستخفاف عنهم. (١ بطرس ٣:١٦) واذ يعلَمون ذلك، يحاولون ان يقتدوا بدانيال، الذي قال عنه اعداؤه: «لا نجد على دانيال هذا علة إلا ان نجدها من جهة شريعة الهه.» (دانيال ٦:٥) فلن نساير ابدا على مبادئ الكتاب المقدس لنرضي الناس. ومن جهة اخرى، لا نطلب الاستشهاد. فنحن نسعى الى ان نعيش بسلام ونصغي الى المشورة الرسولية: «لأن هكذا هي مشيئة اللّٰه ان تفعلوا الخير فتسكِّتوا جهالة الناس الاغبياء.» — ١ بطرس ٢:١٥.
٢٠ (أ) بماذا نحن مقتنعون، وأيّ تشجيع اعطانا اياه يسوع؟ (ب) كيف يمكننا ان نداوم على السلوك بحكمة من جهة الذين هم من خارج؟
٢٠ نحن مقتنعون بأن موقف انفصالنا عن العالم هو على انسجام تام مع الكتاب المقدس. ويدعمه تاريخ المسيحيين في القرن الاول. وتشجعنا كلمات يسوع: «في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. انا قد غلبت العالم.» (يوحنا ١٦:٣٣) فنحن لا نخاف. «فمَن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير. ولكن وإن تألَّمتم من اجل البر فطوباكم. وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا بل قدِّسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل مَن يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف.» (١ بطرس ٣:١٣-١٥) واذ نتصرف بهذه الطريقة، سنداوم على السلوك بحكمة من جهة الذين هم من خارج.
-