مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المسيحيون والمجتمع البشري اليوم
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • المسيحيون والمجتمع البشري اليوم

      ‏«تكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمي.‏» —‏ متى ٢٤:‏٩‏.‏

      ١ ماذا كان سيصير سمة مميِّزة للمسيحية؟‏

      الانفصال عن العالم كان سمة مميِّزة للمسيحيين الاوَّلين.‏ وفي الصلاة الى ابيه السماوي،‏ يهوه،‏ قال المسيح عن تلاميذه:‏ «انا قد اعطيتهم كلامك والعالم ابغضهم لأنهم ليسوا (‏جزءا)‏ من العالم كما اني انا لست (‏جزءا)‏ من العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٤‏)‏ وعندما استُدعي امام بيلاطس البنطي،‏ ذكر يسوع:‏ «مملكتي ليست (‏جزءا)‏ من هذا العالم.‏» (‏يوحنا ١٨:‏٣٦‏)‏ وانفصال المسيحية الباكرة عن العالم تشهد له الاسفار اليونانية المسيحية والمؤرخون.‏

      ٢ (‏أ)‏ هل كان سيصير هنالك ايّ تغيُّر في العلاقة بين أتباع يسوع والعالم اذ ينقضي الوقت؟‏ (‏ب)‏ هل يُتوقع اتيان ملكوت يسوع بهداية الامم؟‏

      ٢ وهل كشف يسوع لاحقا انه سيكون هنالك تغيُّر في العلاقة بين أتباعه والعالم وأن ملكوته سيأتي بهداية العالم الى المسيحية؟‏ كلا.‏ فلا شيء مما اوحي الى أتباعه ان يكتبوه بعد موت يسوع لمَّح ايضا الى امر كهذا.‏ (‏يعقوب ٤:‏٤ [كُتب قبل وقت قصير من السنة ٦٢ ب‌م]؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٥:‏١٩ [كُتب نحو السنة ٩٨ ب‌م])‏ وعلى العكس تماما يربط الكتاب المقدس «حضور» يسوع ‹وإتيانه› اللاحق في سلطة الملكوت بـ‍ «اختتام نظام الاشياء،‏» اذ يبلغ الذروة في «المنتهى» الذي له،‏ او دماره.‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏،‏ ١٤،‏ ٢٩،‏ ٣٠‏؛‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وفي العلامة التي اعطاها يسوع عن الـ‍ پاروسيا الذي له،‏ او حضوره،‏ قال عن أتباعه الحقيقيين:‏ «حينئذ يسلِّمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمي.‏» —‏ متى ٢٤:‏٩‏.‏

      المسيحيون الحقيقيون اليوم

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كيف تصف دائرة معارف كاثوليكية المسيحيين الاوَّلين؟‏ (‏ب)‏ بأية عبارات متماثلة يوصف شهود يهوه والمسيحيون الاوَّلون؟‏

      ٣ ايّ فريق ديني اليوم كسب لنفسه صيت الامانة للمبادئ المسيحية والانفصال عن هذا العالم،‏ وأعضاؤه مبغضون ومضطهدون؟‏ حسنا،‏ اية هيئة مسيحية عالمية تطابق في كل وجه الاوصاف التاريخية للمسيحيين الاوَّلين؟‏ في ما يتعلق بهذه،‏ تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏ «ان المجتمع المسيحي الباكر،‏ على الرغم من انه اعتُبر في بادئ الامر مجرد بدعة اخرى ضمن المحيط اليهودي،‏ برهن انه فريد في تعليمه اللاهوتي،‏ وعلى الاخص في غيرة اعضائه،‏ الذين خدموا كشهود للمسيح ‹في كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض› (‏اعمال ١:‏٨‏)‏.‏» —‏ المجلد ٣،‏ الصفحة ٦٩٤.‏

      ٤ لاحظوا العبارات «اعتُبر .‏ .‏ .‏ مجرد بدعة اخرى،‏» «فريد في تعليمه،‏» و «غيرة .‏ .‏ .‏ كشهود.‏» والآن لاحظوا كيف تصف دائرة المعارف نفسها شهود يهوه:‏ «بدعة .‏ .‏ .‏ الشهود مقتنعون بشدة بأن نهاية العالم ستأتي خلال سنوات قليلة جدا.‏ وهذا الايمان الحي يَظهر انه القوة المحركة الاشد وراء غيرتهم التي لا تتعب.‏ .‏ .‏ .‏ الالتزام الرئيسي لكل عضو في البدعة هو أن يشهد ليهوه بإعلان ملكوته القريب.‏ .‏ .‏ .‏ يعتبرون الكتاب المقدس مصدرهم الوحيد للايمان وقاعدتهم للسلوك .‏ .‏ .‏ وليكون المرء شاهدا حقيقيا لا بد ان يكرز بفعَّالية بطريقة او بأخرى.‏» المجلد ٧،‏ الصفحتان ٨٦٤-‏٨٦٥.‏

      ٥ (‏أ)‏ من اية نواح تكون تعاليم شهود يهوه فريدة؟‏ (‏ب)‏ أَعطوا امثلة تظهر ان معتقدات شهود يهوه منسجمة مع الاسفار المقدسة.‏

      ٥ ومن اية نواح تكون تعاليم شهود يهوه فريدة؟‏ تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة بعضها:‏ «انهم [شهود يهوه] يدينون الثالوث كصنمية وثنية .‏ .‏ .‏ ويعتبرون يسوع الشاهد الاعظم ليهوه،‏ ‹الها› (‏هكذا يترجمون يوحنا ١:‏١‏)‏،‏ ليس ادنى من احد سوى يهوه.‏ .‏ .‏ .‏ مات كإنسان وأُقيم كابن روحاني خالد.‏ آلامه وموته كانت الثمن الذي دفعه ليسترد للجنس البشري حق العيش الى الابد على الارض.‏ وفي الواقع،‏ ‹حشد كبير› (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ من الشهود الحقيقيين يرجون فردوسا ارضيا؛‏ وفقط الامناء الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ (‏رؤيا ٧:‏٤؛‏ ١٤:‏١،‏ ٤‏)‏ يمكن ان يتمتعوا بالمجد السماوي مع المسيح.‏ وسيختبر الاشرار الهلاك التام.‏ .‏ .‏ .‏ والمعمودية —‏ التي يمارسها الشهود بالتغطيس .‏ .‏ .‏ [هي] الرمز الظاهري الى انتذارهم لخدمة يهوه اللّٰه.‏ .‏ .‏ .‏ لفت شهود يهوه انتباه الاعلام برفض اجراءات نقل الدم .‏ .‏ .‏ وآدابهم الزوجية والجنسية صارمة تماما.‏» قد يكون شهود يهوه فرائد من هذه النواحي،‏ لكنَّ موقفهم من هذه النقاط كلها مؤسس بشكل متين على الكتاب المقدس.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ متى ٣:‏١٦؛‏ ٦:‏١٠؛‏ اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ رومية ٦:‏٢٣؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٨:‏٦؛‏ رؤيا ١:‏٥‏.‏

      ٦ ايّ موقف عقلي يحافظ عليه شهود يهوه؟‏ ولماذا؟‏

      ٦ يضيف هذا المؤلَّف الكاثوليكي الروماني انه في سنة ١٩٦٥ (‏كما يظهر السنة التي كُتبت فيها المقالة)‏ «لم يَعتبر الشهود بعدُ أنهم ينتمون الى المجتمع الذي يعيشون فيه.‏» ويبدو ان المؤلِّف اعتقد انه اذ ينقضي الوقت ويصير شهود يهوه اكثر عددا ويتَّخذون «اكثر فأكثر خصائص كنيسة بدلا من بدعة،‏» يصيرون جزءا من هذا العالم.‏ لكنَّ ذلك لم يتبيَّن انه الحال.‏ فاليوم،‏ بما يزيد على اربعة اضعاف عدد الشهود في سنة ١٩٦٥،‏ يحافظ شهود يهوه بثبات على موقفهم العقلي بشأن العالم.‏ فهم «ليسوا (‏جزءا)‏ من العالم،‏» كما لم يكن يسوع «(‏جزءا)‏ من العالم.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏.‏

      منفصلون لكن غير عدائيين

      ٧،‏ ٨ كما كان يصحُّ في المسيحيين الاوَّلين،‏ ماذا يصحُّ في شهود يهوه اليوم؟‏

      ٧ اذ ذكر دفاع المسيحيين الاوَّلين بواسطة يوستينوس الشهيد مدافع في القرن الثاني،‏ كتب روبرت م.‏ ڠرانت في كتابه المسيحية الباكرة والمجتمع:‏ «لو كان المسيحيون ثوريين لبَقوا مختبئين لكي يبلغوا هدفهم.‏ .‏ .‏ .‏ انهم افضل حلفاء للامبراطور في سبيل السلام والنظام الجيد.‏» وبشكل مماثل،‏ يُعرف شهود يهوه اليوم حول العالم بأنهم مواطنون محبون للسلام ومحافظون على النظام.‏ والحكومات،‏ ايّا كان نوعها،‏ تعرف انه ليس لديها ما تخافه من شهود يهوه.‏

      ٨ كتب كاتب افتتاحيات في اميركا الشمالية:‏ «يلزم خيال متعصب ومتصف بجنون الاضطهاد للاعتقاد ان شهود يهوه يشكِّلون ايّ نوع من التهديد لايّ نظام سياسي؛‏ فهم غير مخرِّبين ومحبون للسلام كما يمكن ان تكون هيئة دينية.‏» وفي كتابه لوبْجِكسيون دو كونسيانس (‏الاعتراض بسبب الضمير)‏،‏ يكتب جان-‏پيار كاتلان:‏ «يذعن الشهود كاملا للسلطات ويطيعون القوانين عموما؛‏ يدفعون ضرائبهم ولا يحاولون ان يعترضوا على،‏ يغيِّروا،‏ او يدمروا الحكومات،‏ لأنهم لا يشغلون انفسهم بشؤون هذا العالم.‏» ويتابع كاتلان مضيفا انه فقط اذا طالبت الدولة بحياتهم،‏ التي نذروها كاملا للّٰه،‏ يرفض شهود يهوه الطاعة.‏ وفي ذلك يشبهون بدقة المسيحيين الاوَّلين.‏ —‏ مرقس ١٢:‏١٧؛‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

      الطبقات الحاكمة تسيء فهمهم

      ٩ في ما يتعلق بالانفصال عن العالم،‏ ما هو احد الفوارق البارزة بين المسيحيين الاوَّلين والكاثوليك العصريين؟‏

      ٩ معظم الاباطرة الرومان اساءوا فهم المسيحيين الاوَّلين واضطهدوهم.‏ واذ تظهر السبب،‏ تعلن الرسالة الى ديوڠنيتُس،‏ التي يعتقد البعض انها تعود الى القرن الثاني ب‌م:‏ «يعيش المسيحيون في العالم،‏ لكنهم ليسوا جزءا لا يتجزأ من العالم.‏» ومن جهة اخرى،‏ ذكر المجمع الڤاتيكاني الثاني،‏ في دستوره العقائدي في الكنيسة،‏ انه يجب على الكاثوليك «ان يطلبوا ملكوت اللّٰه بالاشتراك في الشؤون الوقتية» و«يعملوا على تقديس العالم من الداخل.‏»‏

      ١٠ (‏أ)‏ كيف كانت الطبقات الحاكمة تنظر الى المسيحيين الاوَّلين؟‏ (‏ب)‏ كيف يُنظر الى شهود يهوه في الاغلب،‏ وما هو ردّ فعلهم؟‏

      ١٠ يذكر المؤرخ إ.‏ جي.‏ هاردي ان الاباطرة الرومان اعتبروا المسيحيين الاوَّلين انهم «متحمسون مزدرى بهم نوعا ما.‏» ويتكلَّم المؤرخ الفرنسي إتيان تروكمِه عن «الازدراء الذي كان يكنّه الرسميون اليونانيون والرومانيون المثقَّفون لما اعتبروه بدعة شرقية غريبة جدا [المسيحيين].‏» والمراسلة بين بلينيوس الاصغر،‏ حاكم بيثينية الروماني،‏ والامبراطور تراجان تظهر ان الطبقات الحاكمة كانت تجهل عموما الطبيعة الحقيقية للمسيحية.‏ وبشكل مماثل اليوم،‏ كثيرا ما تسيء فهم شهود يهوه وتحتقرهم طبقاتُ العالم الحاكمة.‏ لكنَّ ذلك لا يفاجئ الشهود ولا يفزعهم.‏ —‏ اعمال ٤:‏١٣؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ‏«يُقاوَم في كل مكان»‏

      ١١ (‏أ)‏ اية امور قيلت عن المسيحيين الاوَّلين،‏ وماذا يُقال عن شهود يهوه؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يشترك شهود يهوه في السياسة؟‏

      ١١ قيل عن المسيحيين الاوَّلين:‏ «معلوم عندنا من جهة هذا المذهب [البدعة،‏ ع‌ج‏] انه يُقاوَم في كل مكان.‏» (‏اعمال ٢٨:‏٢٢‏)‏ وفي القرن الثاني ب‌م،‏ ادَّعى سِلسُس الوثني ان المسيحية تروق فقط لحثالة المجتمع البشري.‏ وبشكل مماثل يُقال عن شهود يهوه انهم «في معظم الاحوال،‏ يُجتذبون من المحرومين في مجتمعنا.‏» وأخبر المؤرخ الكنسي اوڠسطوس نياندر ان «المسيحيين مُثِّلوا كأشخاص غير مبالين بالعالم،‏ وعديمي الفائدة في كل شؤون الحياة؛‏ .‏ .‏ .‏ وسُئل،‏ ماذا سيحل بأعمال الحياة،‏ اذا كان الجميع مثلهم؟‏» ولأن شهود يهوه يمتنعون عن الاشتراك في السياسة،‏ كثيرا ما يُتَّهمون ايضا بأنهم عديمو الفائدة في المجتمع البشري.‏ ولكن كيف يمكن ان يكونوا اعضاء نشاطى سياسيا وفي الوقت نفسه مؤيدين لملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري؟‏ يفكِّر شهود يهوه جديا في كلمات الرسول بولس:‏ «اشترك انت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح.‏ ليس احد وهو يتجنَّد يرتبك بأعمال الحياة [المدنية،‏ الترجمة القانونية المنقحة،‏ طبعة مسكونية] لكي يرضي من جنَّده.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٢ في ايّ وجه مهم للانفصال يشبه شهود يهوه المسيحيين الاوَّلين؟‏

      ١٢ في كتابه تاريخ المسيحية،‏ يكتب الپروفسور ك.‏ س.‏ لاتورِت:‏ «احدى القضايا التي فيها كان المسيحيون الاوَّلون على خلاف مع العالم اليوناني الروماني هي الاشتراك في الحرب.‏ وطوال القرون الثلاثة الاولى ما من كتابة مسيحية بقيت الى زمننا تغاضت عن الاشتراك المسيحي في الحرب.‏» ويذكر مؤلَّف إدوارد ڠيبّون تاريخ انحطاط وسقوط الامبراطورية الرومانية:‏ «كان يستحيل على المسيحيين ان يصيروا جنودا او قضاة او ولاة دون ان ينكروا واجبا اقدس.‏» ويتبنى شهود يهوه بشكل مماثل موقف الحياد التام ويتبعون مبادئ الكتاب المقدس المذكورة في اشعياء ٢:‏٢-‏٤ ومتى ٢٦:‏٥٢‏.‏

      ١٣ ايّ اتهام يوجَّه الى شهود يهوه،‏ ولكن ماذا تظهر الوقائع؟‏

      ١٣ يتَّهم شهودَ يهوه اعداؤهم بتحطيم العائلات.‏ صحيح انه هنالك حالات لعائلات صارت منقسمة عندما صار عضو او اكثر شاهدا ليهوه.‏ وقد انبأ يسوع مسبقا ان ذلك سيحدث.‏ (‏لوقا ١٢:‏٥١-‏٥٣‏)‏ لكنَّ الاحصاءات تظهر ان الزيجات التي تتحطم لهذا السبب هي استثناء.‏ فبين شهود يهوه في فرنسا،‏ مثلا،‏ هنالك زيجة واحدة من كل ٣ زيجات فيها رفيق الزواج ليس شاهدا.‏ ومع ذلك فان نسبة الطلاق بين هذه الزيجات المختلطة ليست اعلى من المعدل القومي.‏ ولماذا؟‏ اعطى الرسولان بولس وبطرس مشورة حكيمة وموحى بها للمسيحيين المتزوجين بغير مؤمنين،‏ وشهود يهوه يسعون الى اتِّباع كلماتهما.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏١٢-‏١٦؛‏ ١ بطرس ٣:‏١-‏٤‏)‏ واذا تحطَّم زواج مختلط،‏ فدائما تقريبا تكون المبادرة من الرفيق غير الشاهد.‏ ومن ناحية اخرى،‏ أُنقذت آلاف كثيرة من الزيجات لأن رفقاء الزواج صاروا شهودا ليهوه وبدأوا بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس في حياتهم.‏

      مسيحيون،‏ لا ثالوثيون

      ١٤ ايّ اتهام أُدخل على المسيحيين الاوَّلين،‏ ولماذا ذلك من السخرية؟‏

      ١٤ من السخرية انه في الامبراطورية الرومانية،‏ كان احد الاتهامات التي أُدخلت على المسيحيين الاوَّلين انهم ملحدون.‏ يكتب الدكتور اوڠسطوس نياندر:‏ «منكرو الآلهة،‏ ملحدون،‏ .‏ .‏ .‏ كان الاسم الشائع الذي به اشاروا الى المسيحيين بين الناس.‏» ويا لغرابة تلقيب المسيحيين،‏ الذين عبدوا الخالق الحي لا الآلهة المتعددة،‏ بالملحدين من قِبَل الوثنيين الذين عبدوا مَن «ليسوا آلهة بل صنعة ايدي الناس خشب وحجر.‏» —‏ اشعياء ٣٧:‏١٩‏.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ ماذا قال بعض الدينيين عن شهود يهوه،‏ ولكن ايّ سؤال ينشئه ذلك؟‏ (‏ب)‏ ماذا يظهر ان شهود يهوه هم مسيحيون حقا؟‏

      ١٥ ومن السخرية على حد سواء هو الواقع ان بعض المسؤولين اليوم في العالم المسيحي ينكرون ان شهود يهوه هم مسيحيون.‏ ولماذا؟‏ لأن الشهود يرفضون الثالوث.‏ ووفقا للتعريف المتحيِّز للعالم المسيحي،‏ «المسيحيون هم اولئك الذين يقبلون المسيح بصفته اللّٰه.‏» وبالتباين مع ذلك،‏ يعرِّف قاموس عصري الاسم «مسيحي» بأنه «الشخص الذي يؤمن بيسوع المسيح ويتبع تعاليمه» و«المسيحية» بأنها «دين مؤسس على تعاليم يسوع المسيح والايمان بأنه ابن اللّٰه.‏» فأيّ فريق يلائمه هذا التعريف بدقة اكثر؟‏

      ١٦ يقبل شهود يهوه شهادة يسوع الخاصة في ما يتعلق بهويته.‏ فقد ذكر:‏ «اني ابن اللّٰه،‏» لا،‏ «اللّٰه الابن.‏» (‏يوحنا ١٠:‏٣٦‏؛‏ قارنوا يوحنا ٢٠:‏٣١‏.‏)‏ ويقبلون عبارة الرسول بولس الموحى بها في ما يتعلق بالمسيح:‏ «فمع انه كان في صورة اللّٰه لم يَعُدَّ مساواته للّٰه غنيمة.‏»‏a (‏فيلبي ٢:‏٦‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ ويذكر كتاب الوثنية في مسيحيتنا:‏ «لم يشِر يسوع المسيح قط الى ظاهرة كهذه [ثالوث متساوٍ]،‏ ولا تَظهر الكلمة ‹ثالوث› في ايّ مكان في العهد الجديد.‏ فالكنيسة تبنَّت الفكرة فقط بعد ثلاثمئة سنة من موت ربنا؛‏ وأصل هذا المفهوم هو وثني تماما.‏» وشهود يهوه يقبلون تعليم الكتاب المقدس عن المسيح.‏ فهم مسيحيون،‏ لا ثالوثيون.‏

      لا مسكونية

      ١٧ لماذا لا يتعاون شهود يهوه مع الحركة المسكونية او حركة الايمان الخليط؟‏

      ١٧ جرى القيام باتِّهامَين آخرين ضد شهود يهوه وهما انهم يرفضون الاشتراك في الحركة المسكونية وأنهم ينهمكون في ما يُسمى «الهداية الهجومية.‏» ووُجِّه ايضا كل من هذين التعييرين الى المسيحيين الاوَّلين.‏ والعالم المسيحي،‏ بعناصره الكاثوليكية،‏ الارثوذكسية،‏ والپروتستانتية،‏ هو جزء من هذا العالم على نحو لا يُنكر.‏ وكيسوع،‏ شهود يهوه ‹ليسوا (‏جزءا)‏ من العالم.‏› (‏يوحنا ١٧:‏١٤‏)‏ فكيف يمكن ان يتحالفوا من خلال حركات الايمان الخليط مع الهيئات الدينية التي تروِّج السلوك والمعتقدات غير المسيحية؟‏

      ١٨ (‏أ)‏ لماذا لا يمكن ان يُنقد شهود يهوه بسبب الادِّعاء انهم وحدهم يمارسون الدين الحقيقي؟‏ (‏ب)‏ فيما يعتقدون ان لديهم الدين الحقيقي،‏ ماذا لا يملكه الكاثوليك الرومانيون؟‏

      ١٨ ومَن يمكنه ان ينقد على نحو مبرَّر شهود يهوه لاعتقادهم،‏ كما فعل المسيحيون الاوَّلون،‏ انهم وحدهم يمارسون الدين الحقيقي؟‏ فحتى الكنيسة الكاثوليكية،‏ فيما تدَّعي على نحو ريائي انها تتعاون مع الحركة المسكونية،‏ تعلن:‏ «نؤمن ان هذا الدين الحقيقي الوحيد يستمر في الوجود في الكنيسة الكاثوليكية والرسولية،‏ التي ائتمنها الرب يسوع على مهمة نشره بين كل الناس عندما قال للرسل:‏ ‹فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم.‏›» (‏المجمع الڤاتيكاني الثاني،‏ «بيان في الحرية الدينية»)‏ ولكن،‏ من الواضح ان معتقدا كهذا غير كافٍ لبث غيرة لا تتعب في الكاثوليك للمضي قدما في عمل التلمذة.‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا يصمِّم شهود يهوه على فعله،‏ وبأيّ دافع؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيجري فحصه في المقالة التالية؟‏

      ١٩ لشهود يهوه غيرة كهذه.‏ وهم مصمِّمون على المثابرة على الشهادة ما دام اللّٰه يريد منهم ان يفعلوا ذلك.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وشهادتهم غيورة لكنها ليست هجومية.‏ تدفعها المحبة للقريب،‏ لا البغض للجنس البشري.‏ وهم يرجون أن يُنقَذ اكبر عدد ممكن من الجنس البشري.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ وكالمسيحيين الاوَّلين،‏ يسعون الى ان ‹يسالموا جميع الناس.‏› (‏رومية ١٢:‏١٨‏)‏ أما كيف يشرعون في ذلك فستجري مناقشته في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل مناقشة هذا المقطع في ما يتعلق بعقيدة الثالوث،‏ انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١٥ حزيران ١٩٧١،‏ الصفحتين ٣٥٥-‏٣٥٦،‏ بالانكليزية.‏

  • سالكون بحكمة في ما يتعلق بالعالم
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • سالكون بحكمة في ما يتعلق بالعالم

      ‏«(‏داوموا على السلوك)‏ بحكمة من جهة الذين هم من خارج.‏» —‏ كولوسي ٤:‏٥‏.‏

      ١ بماذا كان المسيحيون الاوَّلون يجابَهون،‏ وأية مشورة اعطاها بولس للجماعة المسيحية في كولوسي؟‏

      كان المسيحيون الاوَّلون الذين عاشوا في مدن العالم الروماني يجابَهون باستمرار بالصنمية،‏ طلب الملذَّات الفاسدة ادبيا،‏ والشعائر والعادات الوثنية.‏ واولئك الذين عاشوا في كولوسي،‏ مدينة في الجزء الاوسط الغربي من آسيا الصغرى،‏ واجهوا دون شك عبادة الام الالاهة والارواحية للفريجيين الاصليين،‏ الفلسفة الوثنية للمستوطنين اليونانيين،‏ والديانة اليهودية في المستعمرة اليهودية.‏ فنصح الرسول بولس الجماعة المسيحية ان ‹تداوم على السلوك بحكمة› من جهة «غرباء» كهؤلاء.‏ —‏ كولوسي ٤:‏٥‏.‏

      ٢ لماذا يلزم شهود يهوه اليوم ان يسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج؟‏

      ٢ واليوم،‏ يواجه شهود يهوه ممارسات خاطئة مماثلة،‏ وأكثر ايضا.‏ لذلك يلزم ان يمارسوا ايضا الحكمة في علاقتهم بالذين هم من خارج الجماعة المسيحية الحقيقية.‏ فكثيرون في المؤسسات الدينية والسياسية وفي وسائل الاعلام يعارضونهم.‏ وبعض هؤلاء،‏ يحاولون إما بالهجوم المباشر او،‏ في الاغلب،‏ بالتلميح ان يلطِّخوا سمعة شهود يهوه ويثيرون التحامل عليهم.‏ وتماما كما كان يُنظر ظلما الى المسيحيين الاوَّلين ‹كبدعة› متعصبة وخطرة ايضا،‏ فإن شهود يهوه اليوم هم في اغلب الاحيان هدف التحامل والافكار الخاطئة.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٤؛‏ ١ بطرس ٤:‏٤‏.‏

      التغلب على التحامل

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لماذا لن يحب العالم المسيحيين الحقيقيين ابدا،‏ ولكن ماذا يجب ان نحاول فعله؟‏ (‏ب)‏ ماذا كتبت مؤلِّفة عن شاهدات يهوه المحتجزات في معسكر اعتقال نازي؟‏

      ٣ لا يتوقع المسيحيون الحقيقيون ان يحبهم العالم الذي،‏ وفقا للرسول يوحنا،‏ «وضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ يشجع الكتاب المقدس المسيحيين على السعي الى استمالة الافراد الى يهوه وعبادته النقية.‏ وهذا نفعله بالشهادة المباشرة وأيضا بسلوكنا الجيد.‏ كتب الرسول بطرس:‏ «ان تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون اللّٰه في يوم الافتقاد من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏١٢‏.‏

      ٤ وفي كتابها سامحوا —‏ لكن لا تنسوا،‏ قالت المؤلِّفة سيلڤيا سالڤسِن عن الشاهدات اللواتي كنَّ رفيقاتها النزلاء في معسكر اعتقال نازي:‏ «ساعدتني كثيرا هاتان،‏ كِيثي ومارڠارايت،‏ وكثيرات اخريات،‏ لا بإيمانهن فقط بل في امور عملية.‏ فكنَّ يدبِّرن لنا اولى الخرق النظيفة التي كنا نحصل عليها من اجل قروحنا .‏ .‏ .‏ وبالايجاز وجدنا انفسنا بين اناس يتمنَّون لنا الخير،‏ ويظهرون مشاعرهم الودية بأفعالهم.‏» فيا لها من شهادة رائعة من «الذين هم من خارج»!‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ اي عمل ينجزه المسيح في الوقت الحاضر،‏ وماذا لا يجب ان ننساه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان يكون موقفنا من جهة الناس في العالم،‏ ولماذا؟‏

      ٥ يمكننا ان نفعل الكثير لكي نبطل التحامل بالطريقة الحكيمة التي بها نتصرف من جهة الغرباء.‏ صحيح اننا نعيش في الوقت الذي فيه يفرز ملكنا الحاكم،‏ المسيح يسوع،‏ الناس من الامم،‏ «كما (‏يفرز)‏ الراعي الخراف من الجداء.‏» (‏متى ٢٥:‏٣٢‏)‏ ولكن لا تنسوا ابدا ان المسيح هو القاضي؛‏ فهو الذي يقرِّر مَن هم «الخراف» ومَن هم «الجداء.‏» —‏ يوحنا ٥:‏٢٢‏.‏

      ٦ يجب ان يؤثر ذلك في موقفنا من جهة الذين ليسوا جزءا من هيئة يهوه.‏ فقد نفكر فيهم كأشخاص عالميين،‏ لكنهم جزء من عالم الجنس البشري الذي ‹احبَّه اللّٰه .‏ .‏ .‏ حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏› (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ واعتبار الناس انهم خراف مقبِلون افضل بكثير من التقرير باجتراء انهم جداء.‏ فبعض الذين كانوا مرة معارضين للحق بعنف هم الآن شهود منتذرون.‏ وكثيرون من هؤلاء جرت استمالتهم اولا بأعمال اللطف،‏ قبل ان يتجاوبوا مع اية شهادة مباشرة.‏ انظروا،‏ على سبيل المثال،‏ الصورة في الصفحة ١٨.‏

      غيورون لكن غير هجوميين

      ٧ ايّ نقد عبَّر عنه البابا،‏ ولكن ايّ سؤال قد نطرح؟‏

      ٧ نقد البابا يوحنا بولس الثاني البدع عموما،‏ وشهود يهوه خصوصا،‏ عندما ذكر:‏ «الغيرة الهجومية تقريبا التي بها يبحث البعض عن انصار جدد،‏ اذ يذهبون من بيت الى بيت،‏ او يوقفون المارّة في زوايا الشوارع،‏ هي تزييف البدع للحماس الرسولي والارسالي.‏» وقد يُسأل،‏ اذا كانت غيرتنا ‹تزييفا .‏ .‏ .‏ للحماس الرسولي والارسالي،‏› فأين يجب ان توجد الغيرة التبشيرية الحقيقية؟‏ بالتاكيد ليس بين الكاثوليك ولا حتى بين الپروتستانت او اعضاء الكنائس الأرثوذكسية.‏

      ٨ كيف يجب ان ننجز شهادتنا من بيت الى بيت،‏ برجاء اية نتيجة؟‏

      ٨ وعلى الرغم من ذلك،‏ لكي ندحض ايّ اتهام بالهجوم في شهادتنا،‏ يجب ان نكون دائما لطفاء،‏ متصفين بالاحترام،‏ ومهذبين عندما نقترب الى الناس.‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «مَن هو حكيم وعالم بينكم فليُرِ اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة.‏» (‏يعقوب ٣:‏١٣‏)‏ ويحضّنا الرسول بولس على ان نكون «غير مخاصمين.‏» (‏تيطس ٣:‏٢‏)‏ مثلا،‏ عوضا عن ان ندين فورا معتقدات شخص نشهد له،‏ لِمَ لا نظهر اهتماما مخلصا بآ‌رائه او آرائها؟‏ ثم أَخبروا الشخص بالبشارة كما يتضمنها الكتاب المقدس.‏ وبتبني الاقتراب الايجابي وإظهار الاحترام الواجب للناس ذوي المعتقدات الاخرى،‏ سنساعدهم على امتلاك موقف عقلي افضل للاصغاء،‏ وقد يدركون قيمة رسالة الكتاب المقدس.‏ ويمكن ان تكون النتيجة ان يأتي البعض الى ‹تمجيد اللّٰه.‏› —‏ ١ بطرس ٢:‏١٢‏.‏

      ٩ كيف يمكننا ان نطبق المشورة التي اعطاها بولس (‏أ)‏ في كولوسي ٤:‏٥‏؟‏ (‏ب)‏ في كولوسي ٤:‏٦‏؟‏

      ٩ نصح الرسول بولس:‏ «(‏داوموا على السلوك)‏ بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت.‏» (‏كولوسي ٤:‏٥‏)‏ واذ اوضح هذه العبارة الاخيرة،‏ كتب ج.‏ ب.‏ لايْتفُت:‏ «لا تفوِّتوا عليكم فرصة قول وفعل ما يمكن ان يؤيد قضية اللّٰه.‏» (‏الاحرف المائلة لنا.‏)‏ نعم،‏ يجب ان نكون مستعدين بالكلمات والافعال في الوقت الملائم.‏ وحكمة كهذه تشمل ايضا اختيار الوقت المناسب من النهار للقيام بالزيارات.‏ واذا رُفضت رسالتنا،‏ فهل ذلك لأن الناس لا يقدِّرونها،‏ ام لأننا قمنا بالزيارة في وقت غير ملائم على الارجح؟‏ كتب بولس ايضا:‏ «ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد.‏» (‏كولوسي ٤:‏٦‏)‏ ويتطلب ذلك التخطيط المسبق والمحبة الحقيقية للقريب.‏ فلنقدِّم دائما رسالة الملكوت بنعمة.‏

      متصفون بالاحترام و‹مستعدون لكل عمل صالح›‏

      ١٠ (‏أ)‏ اية مشورة اعطاها الرسول بولس للمسيحيين الذين عاشوا في كريت؟‏ (‏ب)‏ كيف كان شهود يهوه امثلة في اتِّباع مشورة بولس؟‏

      ١٠ لا يمكننا ان نساير على مبادئ الكتاب المقدس.‏ ومن جهة اخرى،‏ لا يجب ان نجادل بلا لزوم في القضايا التي لا تتعلق بالاستقامة المسيحية.‏ كتب الرسول بولس:‏ «ذكِّرهم [المسيحيين في كريت] ان يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح.‏ ولا يطعنوا في احد ويكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس.‏» (‏تيطس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ والعالِم في الكتاب المقدس إ.‏ ف.‏ سكوت كتب عن هذا المقطع:‏ «لم يكن على المسيحيين ان يطيعوا السلطة فقط،‏ بل وجب ان يكونوا مستعدين لكل عمل صالح.‏ وهذا .‏ .‏ .‏ يعني ان المسيحيين،‏ عندما كانت تقتضي الحاجة،‏ وجب ان يكونوا بين الاوائل في اظهار الروح المتسمة بحب العمل للمصلحة العامة.‏ فسيكون هنالك باستمرار اندلاع حرائق،‏ تفشي اوبئة،‏ كارثة من مختلف الانواع،‏ حين يرغب جميع المواطنين الصالحين في مساعدة جيرانهم.‏» وحول العالم كانت هنالك امثلة كثيرة لكوارث تضرب وكان شهود يهوه بين الاوائل الذين ينجزون عمل الاغاثة.‏ ولم يساعدوا اخوتهم فحسب بل ايضا الغرباء.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف يجب ان يتصرف المسيحيون ازاء السلطات؟‏ (‏ب)‏ ماذا يشمله الخضوع للسلطات في ما يتعلق ببناء قاعات الملكوت؟‏

      ١١ وهذا المقطع عينه من رسالة بولس الى تيطس يشدِّد ايضا على اهمية تبني موقف متصف بالاحترام ازاء السلطات.‏ والمسيحيون الاحداث الذين بسبب موقف حيادهم يَظهرون امام قضاة يجب ان يكونوا متيقظين خصوصا ليسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج.‏ ويمكنهم ان يفعلوا الكثير لتحسين او إفساد سمعة شعب يهوه بمظهرهم،‏ تصرفهم،‏ والطريقة التي بها يتكلمون الى سلطات كهذه.‏ فيجب ان ‹يعطوا الاكرام لمَن له الاكرام،‏› وأن يدافعوا باحترام عميق.‏ —‏ رومية ١٣:‏١-‏٧؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٧؛‏ ٣:‏١٥‏.‏

      ١٢ و«السلاطين» يشملون الرسميين الحكوميين المحليين.‏ والآن اذ يُبنى المزيد والمزيد من قاعات الملكوت،‏ لا بد من التعامل مع السلطات المحلية.‏ وغالبا ما يواجه الشيوخ التحامل.‏ ولكن وُجد انه حيث يقيم ممثلو الجماعات علاقة جيدة بالسلطات ويتعاونون مع لجنة تخطيط المدن،‏ يمكن إبطال هذا التحامل.‏ وغالبا ما تُعطى شهادة رائعة للناس الذين عرفوا قبلا القليل او لا شيء عن شهود يهوه ورسالتهم.‏

      ‏‹ان كان ممكنا فسالموا الجميع›‏

      ١٣،‏ ١٤ اية مشورة اعطاها بولس للمسيحيين في رومية،‏ وكيف يمكن ان نطبقها في علاقاتنا بالغرباء؟‏

      ١٣ اعطى بولس المشورة التالية للمسيحيين الذين عاشوا في رومية الوثنية:‏ «لا تجازوا احدا عن شرٍ بشر.‏ معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس.‏ إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.‏ لا تنتقموا لأنفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب.‏ لأنه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.‏ فإن جاع عدوُّك فأطعمه.‏ وإن عطش فاسقه.‏ لأنك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه.‏ لا يغلبنَّك الشر بل اغلب الشر بالخير.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٧-‏٢١‏.‏

      ١٤ وفي علاقاتنا بالغرباء،‏ لا بد ان نواجه كمسيحيين حقيقيين المقاومين.‏ وفي الفقرة المذكورة اعلاه،‏ يظهر بولس ان مسلك الحكمة هو السعي الى التغلب على المقاومة بأعمال اللطف.‏ وكجمر نار،‏ يمكن ان تذيب اعمال اللطف هذه العداوة وتستميل المقاوم الى موقف ألطف تجاه شعب يهوه،‏ وربما تثير ايضا اهتمامه بالبشارة.‏ وعندما يحدث ذلك،‏ يُغلب الشر بالخير.‏

      ١٥ متى يجب ان يكون المسيحيون منتبهين خصوصا للسلوك بحكمة من جهة الذين هم من خارج؟‏

      ١٥ والسلوك بحكمة من جهة الذين هم من خارج مهم خصوصا في البيوت حيث لا يكون احد رفيقَي الزواج قد قبل الحق بعد.‏ فحفظ مبادئ الكتاب المقدس ينتج ازواجا افضل،‏ زوجات افضل،‏ آباء افضل،‏ امهات افضل،‏ وأولادا اكثر طاعة ويدرسون بأكثر اجتهاد في المدرسة.‏ ويجب ان يتمكن غير المؤمن من رؤية التأثير السليم لمبادئ الكتاب المقدس في المؤمن.‏ وهكذا،‏ فإن البعض «يُربحون بسيرة» اعضاء العائلة المنتذرين «بدون كلمة.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      ‏‹عاملون الخير للجميع›‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ بأية ذبائح يسرُّ اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان ‹نفعل الخير› لاخوتنا وأيضا للذين هم من خارج؟‏

      ١٦ ان اعظم خير يمكن ان نعمله لجارنا هو ان نجلب له رسالة الحياة ونعلِّمه عن المصالحة مع يهوه بيسوع المسيح.‏ (‏رومية ٥:‏٨-‏١١‏)‏ لذلك يخبرنا الرسول بولس:‏ «لنقدِّم به [المسيح] في كل حين ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ ويضيف بولس:‏ «لكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسرُّ اللّٰه.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏١٦‏)‏ فبالاضافة الى شهادتنا العلنية،‏ لا يجب ان ننسى «فعل الخير.‏» فذلك يشكل جزءا متمِّما للذبائح التي يسرُّ بها اللّٰه.‏

      ١٧ بشكل طبيعي،‏ نفعل الخير لاخوتنا الروحيين،‏ الذين قد يكونون في حاجة من الناحية العاطفية،‏ الروحية،‏ الجسدية،‏ او المادية.‏ وأشار بولس الى ذلك عندما كتب:‏ «فإذًا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الايمان.‏» (‏غلاطية ٦:‏١٠؛‏ يعقوب ٢:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ولكن لا يجب ان ننسى الكلمات،‏ «لنعمل الخير للجميع.‏» فيمكن لعمل اللطف لقريب،‏ جار،‏ او زميل في العمل ان يفعل الكثير لإبطال التحامل علينا ويفتح قلب الشخص للحق.‏

      ١٨ (‏أ)‏ اية مخاطر يجب ان نتجنبها؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نستخدم صلاحنا المسيحي كدعم لعمل شهادتنا العلنية؟‏

      ١٨ لفعل ذلك،‏ لا يلزمنا ان نصنع اصدقاء احماء من اولئك الذين هم من خارج.‏ فمعاشرات كهذه يمكن ان تكون خطرة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ وليس هنالك قصد لنكون اصدقاء العالم.‏ (‏يعقوب ٤:‏٤‏)‏ لكنَّ صلاحنا المسيحي يمكن ان يدعم كرازتنا.‏ ففي بعض البلدان تزداد صعوبة التحدث الى الناس في بيوتهم.‏ فبعض المباني السكنية تحميها اجهزة تمنعنا من الاتصال بالسكان.‏ وفي البلدان المتطوِّرة يقدِّم الهاتف وسيلة للكرازة.‏ وفي معظم البلدان يمكن انجاز شهادة الشوارع.‏ ومع ذلك،‏ في كل البلدان،‏ ان نكون مسرِّين،‏ مهذبين،‏ لطفاء،‏ ومفيدين للآخرين يفتح الفرص لإبطال التحامل ويعطي شهادة رائعة.‏

      إسكات المقاومين

      ١٩ (‏أ)‏ بما اننا لا نسعى الى ارضاء الناس،‏ ماذا يمكننا ان نتوقع؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان نسعى الى اتِّباع مثال دانيال وتطبيق مشورة بطرس؟‏

      ١٩ لا يرضي شهود يهوه الناس ولا يخشونهم.‏ (‏امثال ٢٩:‏٢٥؛‏ افسس ٦:‏٦‏)‏ فهم يدركون تماما انه،‏ على الرغم من كل جهودهم ليكونوا دافعي ضرائب مثاليين ومواطنين صالحين،‏ سينشر المقاومون اكاذيب ماكرة ويتكلمون باستخفاف عنهم.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٦‏)‏ واذ يعلَمون ذلك،‏ يحاولون ان يقتدوا بدانيال،‏ الذي قال عنه اعداؤه:‏ «لا نجد على دانيال هذا علة إلا ان نجدها من جهة شريعة الهه.‏» (‏دانيال ٦:‏٥‏)‏ فلن نساير ابدا على مبادئ الكتاب المقدس لنرضي الناس.‏ ومن جهة اخرى،‏ لا نطلب الاستشهاد.‏ فنحن نسعى الى ان نعيش بسلام ونصغي الى المشورة الرسولية:‏ «لأن هكذا هي مشيئة اللّٰه ان تفعلوا الخير فتسكِّتوا جهالة الناس الاغبياء.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏١٥‏.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ بماذا نحن مقتنعون،‏ وأيّ تشجيع اعطانا اياه يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نداوم على السلوك بحكمة من جهة الذين هم من خارج؟‏

      ٢٠ نحن مقتنعون بأن موقف انفصالنا عن العالم هو على انسجام تام مع الكتاب المقدس.‏ ويدعمه تاريخ المسيحيين في القرن الاول.‏ وتشجعنا كلمات يسوع:‏ «في العالم سيكون لكم ضيق.‏ ولكن ثقوا.‏ انا قد غلبت العالم.‏» (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ فنحن لا نخاف.‏ «فمَن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير.‏ ولكن وإن تألَّمتم من اجل البر فطوباكم.‏ وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا بل قدِّسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل مَن يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف.‏» (‏١ بطرس ٣:‏١٣-‏١٥‏)‏ واذ نتصرف بهذه الطريقة،‏ سنداوم على السلوك بحكمة من جهة الذين هم من خارج.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة